Go Back





د عبد الحليم محمود
فتاوى عن السيوعية
دار المعارف

إن الشيوعى حينما يسبح لا يقول الله أكبر وإنما يقول ماركس أكبر - وحينما يدخل المسجد يدخله على غير وضوء ويقيم الشعائر
بصورة تقليدية
إنه النفاق والمكر والإلحاد بكل ألوانه وهو محادة لله ورسوله

بكل صورة من صور المحادة ومحاربة لله ورسوله بكل طريق من
الطرق
أتدرى ما جزاء من يحارب الله ورسوله
إن الله سبحانه وتعالى يقول
إنَّما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ ورسوله ويَسعون في الأَرْضِ فساداً أن يُقتَلُوا أو يُصَلُّبوا أو تُقطَّعَ أَيْديهِمْ وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا مِن الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُم خِزْيٌ فِي الدُّنْيا ولَهُم في
الآخرة عذاب عظيم ۳۳ المائدة
والمسلم يعتصم بالله في كل الأمور
ومَنْ يَعْتَصم باللهِ فَقَد هُدِى إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقيم
ونبدأ فصول الكتاب بأحاديث الساسة الحكماء والعلماء
فيصل رحمه الله وخالد وفهد حفظهما الله وقد نشرت الصحف والمجلات هذه الأحاديث في حينها ونشرها الكاتب الكبير الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في كتبه القيمة عن الشيوعية
6
وفى نهاية هذه المقدمة أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب قوماً قد ضلوا عن سبيله ولم يهتدوا بهدى قرآنه ولا بسنة نبيه واتخذوا کتاب ماركس قرآناً لهم كما اتخذوا ماركس نبيا والشيوعية ديناً وحادوا عن سبيل المؤمنين وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ

۱
لهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبيل المؤمنين نوكه ما تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وساعات
مصِيراً
أرجو الله أن
١١٥ النساء
من يهدى بهذا الكتاب وأن يهدى له ومن يَعْتَصِمْ
بالله فَقَدْ هُدِى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقيم
۱۰۱ آل عمران

تقديم
إن كل العلماء والباحثين الذين تهيأت لهم الفرص ليعرفوا – عن كتب – حقيقة الشيوعية إما بطريق الدراسة المستفيضة أو التجربة العميقة أو المشاهدة الدقيقة قد أصدروا أحكاماً لا تقبل الطعن ولا يرقى إليها الشك وفتاوى قاطعة لا تخضع للجدل ولا للمناقشة وأعلنوا تلك الأحكام وهذه الفتاوى مدعومة بالأدلة والبراهين مؤيدة
بالوثائق والإحصاءات

وما تعمدت البحث عن هذه الفتاوى وإنما كنت أصادفها هنا وهناك حينما دفعنى الشيوعيون إلى معركة قد بيتوا لها ثم أشعلوها ضارية ونزلوا بها من مستوى البحث الموضوعى إلى الإساءة لعلماء المسلمين ممثلة في شخصي
ولم يقتصروا على وإنما أخذوا في تعميم كاد يشمل الجميع وأسرفوا في الإساءة أيما إسراف ومع كل ذلك فإني لم أتحدث عن أحد
منهم ولم أسى إلى شخص ما ولم أتناول واحداً بالتجريح
وما كان هناك من مبرر يدعو إلى تجريحي أو التهجم على بهذه الصورة التي نشروها مشوهة وكل ما فى الأمر أنه قد وجه إلى سؤال الشيوعية فأجبت عنه بما أراه فى حيز محدود من مجلة آخر وما كنت بدعاً فى هذا ففى كل يوم يخرج إلى الوجود
عن
ساعة
كتاب بأكمله يكيل اللعنات للشيوعية فضلا عن عشرات المقالات

12
التي تظهر في صحف العالم ومجلاته يوميا تطعن الشيوعية في الصميم ولا يحاول الشيوعيون إثارة معركة من أجل ذلك ولكن لما قلت أنا - عرضاً - ما قلت تكهرب الجو الشيوعى وقامت قيامة الشيوعيين وأعلنوا حرباً لا هوادة فيها للرد على ومن المؤسف أن ردهم لم يكن موضوعياً وذلك أنهم لم يتحدثوا عن الشيوعية ولا عن مبادئها ولا عن أى شيء يمت إليها بصلة وإنما حاولوا الطعن في شخصى

وكنت إذ ذاك مشغولا إلى حد ما بالإعداد لحلقات تلفزيونية تذاع في سهرات شهر رمضان المبارك عن العشرة المبشرين بالجنة اتفقت عليها من قبل ولم يكن لدى متسع من الوقت للحديث عن
الشيوعية والبحث في قواعدها وأصولها
D
ولما فرغت من حلقات التلفزيون عن العشرة المبشرين بالجنة توفّر لى بعض الوقت لأبحث فى الشيوعية كموضوع يثار حوله كثير من
التساؤلات
ولم يطف بخاطرى أن أتناول هؤلاء الذين بالغوا في الإساءة إلى ولا بكلمة عابرة وإنما اتجهت رأساً إلى جمع المصادر التي قد تعينني فما أنا بصدده وفى أثناء ذلك شرعت أدرس فيما لدى منها فعثرت على الأحكام والفتاوى التي أشرت إليها آنفاً وكان في هذه الدراسة خير وبركة فكأن هذه الزوبعة التي أثارها الشيوعيون في وجهى كانت قدراً مقدوراً ليوجه الله تعالى إلى مزيد من التعريف بالشيوعية وبيان أنها أشد المذاهب خطراً على الأديان جميعاً لأنها تعارضها في عقائدها وفى تشريعها وفيما دعت إليه
من أخلاق

إن الفرد الملحد فساد لنفسه ويكاد فساده يكون مقصوراً عليه فهو
لا يدعو إلى مذهب مذهب بل أحياناً يخفى هذا الإلحاد وضرره في المجتمع ولكن ضرر الشيوعية عام لأن كل من يعتنقها يؤمن
ليس عاماً
إيماناً كاملاً ويقول مع القائلين
لا وجود إلا للمادة والدين خرافة
والشيوعية تعمم هذا الرأى وتفرضه فرضاً كلما استطاعت إلى ذلك سبيلاً وفي خلال دراستى للشيوعية وجدت الشيوعيين يتمسحون في أبي ذر الغفاري رضي الله عنه يتمسحون به وهو واحد من آلاف الصحابة رضوان الله عليهم ويتركون سائر الصحابة وفيهم
الخلفاء الراشدون والعشرة المبشرون بالجنة والمهاجرون الأولون
والأنصار الذين أحبهم الرسول عليه الصلاة والسلام وجعل حبهم
من الإيمان

6
يتركون الصحابة جميعاً بل يتركون الرسول صلى الله عليه وسلم ويتركون القرآن الكريم والتعاليم التي دعا إليها الرسول ودعا إليها القرآن ويتركون ركناً هاماً من أركان الإسلام وهو الزكاة ويتركون تعاليم الإسلام وتوجيهاته في شئون المال يتركون كل ذلك ويتمسحون في أبي ذر الغفاري رضي الله عنه فكان لابد من دراسة لهذا الصحابي الجليل في أوثق المصادر عنه وجاءت نتيجة الدراسة أن بين أبي ذر وبين الشيوعية من البعد كما بين الإيمان والكفر وأنه لو كان على قيد الحياة لحارب الشيوعية كما كان يحارب الكفر فى كل مكان وكان كتاب أبي ذر الغفارى والشيوعية أول هذه السلسلة
- ثم تبعة كتاب الإسلام والشيوعية

الفصل الأول
فتاوی الساسة العلماء

الملك فيصل والشيوعية و
قال الملك فيصل مرات عدة
الشيوعية وليدة الصهيونية ومن حديثه في ذلك
من
إن الشيوعية والصهيونية لا تتيحان الفرصة لتحقيق أهدافنا التقدم والاستقرار والعالم يحتاج إلى البناء لا إلى الهدم والتخريب
ولكن الصهيونية والشيوعية لم تتركا لنا الفرصة لبناء بلادنا وشعوبنا وعندما نقول الصهيونية والشيوعية نذكر اسمين ولكن في الحقيقة أن الشيوعية وليدة الصهيونية وهدفهما الأساسي هو التخريب والتحطيم ولسوء الحظ يجدون الفرصة في أكثر من بلد في العالم لتخريبه إلخ وقال في مأدبة الغداء التي أقامها لجلالته رئيس جمهورية السنغال ليوبولد سنقور فى يوم الثلاثاء ۱٥ شوال ۱۳۹ هـ نوفمبر سنة ۱۹۷ م ما نصه من المؤسف أننا نجد الآن في بعض أنحاء العالم - بضغط وتوجيه من الصهيونية العالمية - من يسعون إلى إيجاد الفتن والقلاقل والاضطرابات في كل أنحاء العالم فمن أول الخطط التي وضعتها الصهيونية العالمية
۱۹

لتحطيم العالم هذه المبادئ الهدامة اليسارية ١
وقال
ومما هو معروف أن الشيوعية هى من خلق وإيجاد الصهيونية

العالمية وتتخذ منها وسيلة إلى إيجاد الفتن وإيجاد الاضطراب في العالم والخلافات حتى بين الشعوب نفسها ومما لا شك فيه أن الاستعمار الذي لا تزال تعانى منه بعض أقطار فى إفريقيا من قبل البرتغال ومن قبل بعض الأقليات البيضاء التي تباشر فن التفرقة العنصرية والاستبداد والضغط هذه الأمور كلها لو تمعنا في مجمل ما فيها لوجدنا الصهيونية العالمية من ورائها ٢
وألقى الملك فيصل خطبة بليغة على وفود بيت الله الحرام۳ في يوم السادس من شهر ذى الحجة سنة ۱۳۹۰ فبراير سنة ١٩٧٠
وقال
0
لم يعد خافياً على أحد اليوم ما تخطط له الصهيونية العالمية من محاولة سيطرتها على العالم فلقد خططت من سنين طويلة ولكنها لم تنجح ولسوء الحظ أنها في تخطيطها الأخير نجحت نجحت حينما أطلقت على العالم هذه المبادئ الهدامة وهى
مذاهب
المبادئ الملحدة الشيوعية وما يتفرع عنها من اتجاهات ومن ولسوء الحظ أن الصهيونية العالمية تمكنت بنشر هذه المبادئ تصل – إلى حد ما - إلى كثير من أهدافها وغاياتها وهذه
من
أن
١ كتاب الشيوعية وليدة الصهيونية ص ٠٢٠
المرجع نفسه ص
۳ المرجع نفسه ص ۳

الأهداف تستهدف تحطيم كل المعتقدات وتحطيم كل القوى البشرية وإشاعة الفوضى والتنابذ والتحلل الخلقى لجميع شعوب العالم لتصل إلى غايتها وهى السيطرة على العالم الذى لم تتمكن من أن تصل إليه بقوتها وقدرتها فسعت سعيها الحثيث إلى أن تضلل العالم وأن تسوقه إلى مافيه شره والقضاء عليه
ويكفى أن ننظر إلى شيء واحد فمن هم – أيها الإخوة – قادة

--
الشيوعية الذين حملوا لواءها وبثوا معتقداتها في العالم إنهم - أيها الإخوة - كلهم من الصهيونيين الذين خططوا وسعوا إلى تحطيم البشرية وتهديمها ليصلوا بذلك إلى مبتغاهم وهو السيطرة على
العالم
ومن كلامه في ذلك أيضاً
واتخذ اليهود لكل حالة لبوسها ولكل عصر ومعتقد ودين
1
وحضارة ما يناسبها من الأساليب

لهدمها حتى انتهت الصهيونية
العالمية إلى اختراع مذاهب هدم جديدة فاخترعت الشيوعية لهدم وسیاسته ومعتقده والماسونية لهدم سلوك الإنسان
اقتصاد العالم ودينه وسلوكه الاجتماعي والمجتمع الإنساني كما اتخذوا لإفساد الأذواق والمشاعر بإفساد الآداب والعلوم والفنون والفلسفات والتربية والتعليم والاجتماع أساليب غاية في البشاعة واللؤم والمكر لهدم كل القيم
الإنسانية والمبادئ الكريمة
وهدفهم من كل ذلك تحطيم الإنسان واستعباده
والسيطرة
على العالم "

1 كتاب الشيوعية وليدة الصهيونية ص ٢٤

وقال
موقف الاتحاد السوفياتي الظاهر وكأنه مناوئ للصهيونية جزء من مناورة كبرى فالصهيونية أم الشيوعية وقد ساعدت
كثيراً على نشر الشيوعية في العالم ۱
هذه فتاوى الملك فيصل أسبغ الله تعالى عليه شآبيب رحمته
1 كتاب الشيوعية وليدة الصهيونية ص ٢٥

وق الملك خالد والشيوعية و
ونأتى الآن إلى بعض فتاوى الملك خالد أطال الله في عمره إنه يحذر الأفراد والجماعات والشعوب من خطر الشيوعية ويقول أى نفع للإنسانية أو الجماعة أو الفرد من مذهب هدام ينكر وجود الله ويحارب كل القيم الإنسانية
إن المذهب الذي يصل فى التحجر إلى حد المادية الملحدة هو مذهب شديد الخطر على الإنسان نفسه والمذهب الذي يضيق بالخالق عز وجل حتى ينكر وجوده لا يمكن أن يؤمن بوجود الإنسان والحرية
والقيم الإنسانية ولهذا رأينا المجتمع الشيوعي خالياً من الإنسان لأن الإنسان لا يوجد إلا حيث يوجد الإيمان والدين والحرية والشيوعية لا تقوم إلا على هدم الدين وتخريب المثل وسلب الحرية ويقول الملك خالد لو أن بلدان العالم كانت مثل بلادنا في محاربة الشيوعية التي لا تجد في أرضنا مكاناً ولو صغيراً لنعم العالم بأمن ورخاء وإنسانية لا حدود لها ولكن - مع الأسف – ليس في العالم غير بلادنا التى لا تهادن الشيوعية وهى البلاد الوحيدة التي تعاديها عن إيمان تفتقده في غيرها من البلدان
ويقول الملك خالد ولا يحتاج المرء لإثبات خطر الشيوعية على

٢٤
القيم الإنسانية وعلى إفلاسها من كل إصلاح وخير وليس هناك دليل على ذلك أبرز من البلدان الشيوعية نفسها فكل بلد تحكمه الشيوعية هو الدليل فهو مستعبد مقهور ذلیل انحدرت به الشيوعية إلى الدرك الأسفل من الحيوانية فقد حطمت كرامته وسلبته حريته وخفضت مستوى معيشته وجعلت أفراده قطيعاً يجور عليه الراعى بسوطه الملتهب لا يرفعه عنه وإذا كانت الشيوعية تضرب بكل قسوة وجبروت وغلظة من
يدينون لها بالولاء والطاعة ويعتنقون المذهب بإخلاص فأى رحمة تدخر لمن لا يدينون بها
D
وليس في العالم مستوى عيش منخفض غاية في السوء من مستوى الذين يعيشون تحت إرهاب الشيوعية التى لم تكتف بذلك بل سلبته أيسر أنواع الحرية وقضت على كل القيم الإنسانية
من خمسين

عاماً أقامت البرهان
وتجربة المذهب الشيوعي أكثر على فساده الذي لا فساد مثله فى تاريخ البشرية فهو لم يبق على كرامة الإنسان ولا حريته ولا شعوره النبيل ولا حياته بل قضت على كل ذلك وأحالت مجتمع الإنسان إلى غابة حيوانية حمراء ۱
۱ کتاب الشيوعية والإسلام

الأمير فهد والشيوعية
ونأتى الآن إلى فتاوى ولى العهد الأمير فهد إنه يقول قامت على وجه الأرض مذاهب ومعتقدات شريرة وباطلة ولكن لم يتعامل الناس معها لأنها لم تكن لها دولة فزالت من الوجود دعاتها وأتباعها أما الشيوعية فقامت لها دولة فاضطر الناس إلى التعامل معها وبذلك استطاعت أن تخرج من أرضها إلى أقطار الآخرين وتبث فيها سمومها وتضلل كثيراً من أبنائها وتحدث الفرقة والبلبلة والاضطراب في صفوفها وأوجدت الشيوعية لنفسها خلايا ومراكز وأحزاباً في داخل البلدان غير الشيوعية التي ترتبط مع الدول الشيوعية بعلاقات سياسية والأحزاب الشيوعية جميعها يرتبط بعضها ببعض ارتباطاً عقائدياً وفكرياً وليس من حقها الاجتهاد وتفسير النصوص بل
D
ذلك من حق الشيوعية الدولية التى تتخذ مركزها فى موسكو وفى الحروب التي خاضتها الأقطار أو فى الحرب الكبرى الثانية كانت الأحزاب الشيوعية تتخذ موقفاً سلبياً مع حكوماتها الوطنية إذا
كانت مصالحها غير متفقة مع مصالح روسيا
وهذه الأحزاب أداة نسف من الداخل
والعداء بين الشيوعية والرأسمالية عداء حياة أو موت كما تعتقد الشيوعية

٢٦
ولا ينتهى العداء إلا بانهيار النظام الرأسمالي
ولكن العداء ليس محصوراً بين هذين النظامين فالشيوعية تعادى كل نظام وعقيدة يغايرانها وتحاربهما بنفس الحقد والقسوة والقوة التي تحارب بها النظام الرأسمالي وأعنف ضربة وجهتها الشيوعية لم تكن موجهة إلى النظام الرأسمالي لأن له قوة مادية تقف في وجه الشيوعية بل كانت موجهة إلى الإسلام فى الدول الإسلامية التي احتلتها مثل بخاری و طاشقند و القرم و القوقاز وفتكت بالمسلمين وقضت على الإسلام فيها
والشيوعية طامعة فى ضرب الإسلام فى كل أقطاره وبدأت بالحرب فأصدرت رسائل وكتيبات ملأتها بالطعن في
الثقافية والفكرية
C
الإسلام ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لتشكك الناشئة المسلمة في دينها تمهيداً لتحويلها إلى الشيوعية ومن الغريب أن يثبت لكل أقطار العالم خطر الشيوعية عليها وحقدها
ومعاداتها لها ومع هذا تتعامل مع دول الشيوعية كما تتعامل مع مثيلاتها من الدول ولو أن الدول وقفت مثل بلادنا لما استطاعت الشيوعية أن تخرج إلى أقطار العالم غير الشيوعية وتزلزل قواعد الأمن فيها وتتجسس
عليها وتنشر في الربوع الآمنة كل ما يهدد أمنها ومعتقداتها
ونحن نحمد الله كثيراً على أن بلادنا سلمت من جراثيم الشيوعية بفضل الإسلام الذي لا يمكن أن تحيا على أرضه تلك الجراثيم والإسلام - وحده - هو الذى يستطيع أن يقضى على الشيوعية وإن أعداء الإسلام من غير الشيوعيين أضعفوا حركة الإسلام كما أضعفوا المسلمين وزرعوا السرطان الإسرائيلى فى الوطن العربي ورعوه

وبذلك مكنوا للشيوعية وأتاحوا لها أن تقوى في غير أراضيها وأضعفوا أنفسهم ولو تركوا الإسلام وحركته في وجه الشيوعية لما استطاعت أن تجعل لها وجوداً وكياناً فى العالم الذى يسيطر عليه الإسلام دين الإنسانية
الخالد
والشيوعية ليست حرباً ضد مذهب أو دين أو بلد معين بل هي حرب على الحرية والإنسان والعالم أجمع والديانات كلها فيجب أن يقف كل العالم بكل نظمه ودياناته وأقطاره وحكوماته في وجه الشيوعية إذا أراد للإنسانية أن تحيا حياة كريمة آمنة ونحتم كل ذلك بتوجيه نظر الذين خدعوا بصلة الشيوعية ببعض الأقطار
العربية إلى قول العالم الباحث عبد الغفور عطار
الشيوعية الملحدة ترعى الإسلام رعاية الجلاد لمن يحكم عليه بالإعدام وبعد فإن كل هذه الفتاوى نشرت فى الصحف وهى من الحقائق التي لا يتطرق إليها الشك وكل كلمة فيها وكل فكرة وكل رأى لــه سنده من الواقع ومن التاريخ

فتوى وحكم للقضاء الشرعى
هذه الفتوى الأولى في غاية الأهمية لأنها ۱
1 فتوى
ب وحكم قضائی
وهى باعتبارها فتوى قد صدرت من كبار علماء العراق وهى باعتبارها حكماً قضائياً قد صدرت من قضاة عدة يمثلون القضاة
فى مراتبهم المختلفة الابتدائية والاستئنافية

وقد سلكت الشيوعية المتهمة جميع السبل والوسائل لتظفر بحكم في وساندها الشيوعيون بكل ما يملكون من قوة فباءت بالفشل
صالحها

ولم تيأس بل رفعت الأمر بعد الحكم الابتدائى وبعد حكم الاستئناف
إلى وزير العدل باعتباره أعلى سلطة قضائية ولكن وزير العدل دراسة القضية – صدق على الحكم

بعد
والقضاة في الابتدائى لم يصدروا حكمهم إلا بعد دراسة شاملة
للشيوعية واستدلال منبثق عن هذه الدراسة
۱ إن الفتاوى بالنسبة للشيوعية في جميع أنحاء العالم كثيرة وقد جمعنا منها مقداراً صالحاً سنذيعه في الوقت المناسب ولكننا هنا نعطى نماذج منها إلى أن يحين الوقت لنشر
الباقي

وكانت النتيجة التي انتهى إليها القضاء بجميع درجاته والتي انتهى إليها وزير العدل بعد دراسته هي
سبحانه
وبناء عليه فإن الشيوعية كفر بالله وشرك به
وعدم اعتراف بالدين والأخلاق ودعوة إلى التحلل من القيم الروحية التي دعا إليها الإسلام فتكون الشيوعية متعارضة ومتنافية مع الدين الإسلامي وهى معه على طرفى نقيض وهما ضدان لا يجتمعان وسيرى القارئ النصوص التي أدت بعلماء العراق وقضاته إلى هذه
النتيجة
وإذا كنا قد أثبتناها على طولها فإنما ذلك لأنها – فضلاً عن كونها فتوى – هي حكم قضائى أحببنا أن نضعه أمام قضاتنا بكل ظروفه

وملابساته وأن نسجله بحيثياته ووقائعه

قرارات المحاكم الشرعية
الشيوعية إذا ثبتت مسقطة للحضانة
عدد الدعوى ١۰١ / ٩٦٠ تسلسل ٢٥٨ سجل ٨
تشكلت المحكمة الشرعية السنية فى البصرة بتاريخ ٢٢ / ١٢ / ١٩٦٠
من قاضيها السيد علاء الدين خروفه المأذون بالقضاء باسم الشعب
وأصدرت حكمها الآتى
المدعية - خ م
المدعى عليه

ع ع وكيله المحامى عبد الله الريحاني
الشخص الثالث الأولى – ن ع

الشخص الثالث الثانية - أ أ
ادعت المدعية أن المدعى عليه كان زوجها وقد طلقها وترك في حضانتها ابنته المسماة ث وتبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر بدون نفقة ولا منفق شرعى لذلك تطلب الحكم بنفقة كافية للطفلة المذكورة وتحميله مصاريف المحاكمة وفى نتيجة المحاكمة الوجاهية العلنية اعترف وكيل المدعى عليه بأن المدعية كانت زوجة موكله وقد طلقها وأن الطفلة المذكورة ابنته منها إلا أنه دفع بأن موكله قد أقام عليها الدعوى بإسقاط حضانتها فى هذه المحكمة بعدد ١٨٠ / ٩٦٠ وذلك لأنها تعتنق المذهب الشيوعى الهدّام ولا يحق لها حضانة الطفلة المذكورة حيث يخشى على الطفلة من التلقين بهذه المبادئ المخالفة
۳۳
فتاوى عن الشيوعية

للشرع الحنيف أجابت المدعية بأنها غير شيوعية وأنها مسلمة تؤمن بالله وبرسوله أجاب وكيل المدعى عليه أن المذكورة حكم عليها بغرامة قدرها ثلاثون ديناراً فى محكمة جزاء البصرة بالدعوى الجزائية ٨١ / ٦٠ بتهمة إيوائها شخصاً مطلوباً للعدالة وقد صدق تمييزاً كما أن لديه بينة على أن المذكورة معتنقة المذهب الشيوعى وقد استمعت المحكمة إلى شهادات رجال أمن منطقة البصرة وبعض الشهود الآخرين كما اطلعت على إضبارة الدعوى الجزائية وقررت إدخال أم المدعية وأم المدعى عليه شخصين ثالثين فى الدعوى أجاب وكيل المدعى عليه أن أم المدعية تسكن مع المدعية نفسها وأنها كانت قد أخفت وتسترت على شخص هارب من وجه العدالة وقد أيد الشهود أن الشخص الثالث أم المدعية أفادت أمام أفراد الشرطة الذين حضروا لإلقاء القبض على المتهم الهارب الذى وجد نائماً في دارها ووجهه متجه نحو الحائط أفادوا أنها قالت لهم هذا ولدى وقد اعترفت هي بذلك وأقرت أنها قالت هذه العبارة ولكنها قصدت منها أنه ولدها لأنها أكبر منه سنا وطلبت تسليم البنت إليها وكرر الطرفان أقوالهما ولما لم يبق ما يقال أفهم ختام المحاكمة القرار - ثبت للمحكمة من جريان المرافعة الوجاهية العلنية ومن كتاب مديرية الأمن لمنطقة البصرة المرقم ٨٦٨٠ والمؤرخ ١٨ - ١٢ - ١٩٦٠ أن
6
المدعية خ م يسارية شيوعية تجتمع مع الشيوعيين وترافقهم وقد تأيد ذلك بشهادات الشهود الذين استمعت إليهم المحكمة وبينوا نشاط المدعية في الدعوة لهذا المذهب والترويج إليه والدفاع عنه فضلاً عن الإيمان به وبالرجوع إلى كتب هذا المبدأ ونشراته
بحرارة

الإمام
الدكتور عبد الحليم محمود
فتاوى عبد الشيوعية
الطبعة الرابعة
دار المعارف

۳۵
وأقوال زعمائه نجد أنه قد ورد فى كتاب سيرة لينين تأليف داود شب باللغة الإنجليزية صفحة ۱۹۱ طبعة ١٩٤٨ في فصل الحركات الحربية
أننا لا نعتقد بالله

للشيوعيين ما يلى ونحن نقول - والكلام إلى لينين - مؤكدين وأننا نعلم حق العلم بأن الروحانيين والملاكيين كانوا يتكلمون باسم الله كى يروجوا أغراضهم الخاصة الاستثمارية وجاء في مجلة الشباب السوفياتي في عددها الصادر ١٨ تشرين أول ١٩٧٤ نحن لا نستطيع أن نقف من الدين موقفاً محايداً وإنما يتعين علينا أن ننشر الدعوة ضد الدين ومن واجب الشباب تحرير عقولهم من خرافة الدين فالدين كما علمتنا المبادئ الشيوعية عمل هدام وتقول صحيفة البرافدا لسان الحزب الشيوعي في عددها الصادر يوم ٢٦ نيسان / ١٩٤٩ نحن نؤمن بثلاثة كارل ماركس و لينين و ستالين ولا نؤمن بثلاثة أشياء الله والدين والملكية الخاصة وقال لينين فى سنة ١٩٠٥ الدين هو أفيون الشعوب فالدين ورجل الدين يخدران أعصاب المظلومين والفقراء ويجعلانهم يرضخون للظلم وقال فى سنة ۱۹۰ فى الدين كلما تحررنا من نفوذ الدین ازددنا اقتراباً من الواقع الاشتراكي ولهذا تحررت عقولنا من خرافة الدين وقال في سنة ١٩١٣ ليس صحيحاً أن الله ينظم الأكوان وإنما الصحيح أن الله فكرة خرافية اختلقها الإنسان ليبرر عجزه ولهذا فان كل شخص يدافع عن فكرة الله هو شخص جاهل عاجز وقال ستالين سنة ۱۹۸ يجب أن تقوم التربية في المدارس على أساس إنكار فكرة الله ثم قال فى سنة ١٩٣٧ يجب أن يكون مفهوماً أن الدين خرافة وأن فكرة الله خرافة وأن الإلحاد مذهبنا
6

٣٦
وقال سنة ١٩٤٤ نحن ملحدون ونؤمن بأن فكرة الله خرافة نحن نؤمن أن الإيمان بالدين يعرقل تقدمنا وبناء عليه فإن الشيوعية كفر بالله وشرك به سبحانه وعدم اعتراف بالدين والأخلاق ودعوة إلى التحلل من القيم الروحية التي دعا إليها الإسلام فتكون الشيوعية متعارضة ومتنافية مع الدين الإسلامي وهي معه على طرفي نقيض وهما ضدان لا يجتمعان وبالتالي تكون الشيوعية متنافية ومتعارضة مع شروط الحضانة التي نص عليها فقهاء الإسلام

بدلالة
وحيث إن المدعية خ م شيوعية يضاف إلى ذلك أنها سبق وأن حكم عليها من قبل محكمة جزاء البصرة بغرامة قدرها ثلاثون ديناراً وعند عدم الدفع فحبسها بسيطاً لمدة شهرين بقرارها المرقم ٨١ / ٩٦٠ والمؤرخ ٢٠ - ٦ - ١٩٦٠ وفقاً للمادة ١٣٧ من ق ب المادة ١٣٥ والمادتين ٥٤ ٥٥ من ق ع ب وقد صدق هذا الحكم بقرار محكمة تمييز العراق المرقم ٤٩٣ / تمييزية / ٦٠ والمؤرخ ٢٠ - ١١ - ١٩٦٠ فيكون الحكم قد اكتسب القطعية وتكون المدعية قد ارتكبت فعلاً مخالفاً للشرع والقانون وذلك بإيوائها شخصاً أجنبياً
في بيتها لا يمت إليها بصلة قرابة فضلاً أن يكون محرماً لها عن ويكون فعلها هذا مؤيداً لشهادة الشهود وبناء على كل ما سبق
قررت المحكمة رد دعوى المدعية خ م بشأن طلبها النفقة لابنتها ث البالغة من العمر سنة وعشرة أشهر من المدعى عليه ع ع والحكم عليها بإسقاط حضانتها وتسليمها البنت المذكورة إلى الشخص الثالث الثانية أم أب البنت المذكورة وتحميل المدعية كافة مصاريف المحاكمة وأجور المحاماة أما الشخص الثالث الأولى نع

والتي هي
أم المدعية فقد ثبت من إقرارها واعترافها أمام هذه المحكمة ومن شهادة الشهود أنها أفادت أمام الأفراد الذين حضروا لإلقاء القبض على المتهم الهارب الذى وجد في بيتها وبيت ابنتها أفادت هذا ولدى وحيث إن هذه العبارة لا يمكن أن تفسر إلا بأنها محاولة للتستر على رجل هارب مطلوب للعدالة ولا يمكن أن يقصد بها أثناء التفتيش على المتهم بأنها قالت هذه العبارة هذا ولدى لأنه أصغر منها سناً كما حاولت أن تفسر عبارتها فهو شخص غريب عنها وعن ابنتها ليس
سیما
محرماً عليهن جميعاً ووجوده معهن أمر لا يقره الشرع لا وأن الشهود أجمعوا على أنه لم يكن فى الدار سواه والمدعية وأمها وأختها وإن عمل هذه المرأة لا يتفق أيضاً مع شروط الحضانة التي نص عليها الفقهاء لذلك قررت المحكمة عدم تسليم الطفلة موضوعية الدعوى إلى والدة المدعية الشخص الثالث ن ع ورد دعواها بذلك حكماً وجاهياً قابلاً للتمييز وأفهم علناً ٢٢ / ١٢ / ١٩٦٠ وقد ميزته المدعية فأصدر مجلس التمييز الشرعي السني قراره التالي
العدد - ٤٢
6
اجتمع مجلس التمييز الشرعى بتاريخ ٥ شعبان سنة ١٣٨٠ الموافق كانون الثانى سنة ١٩٦١ برئاسة السيد حسن على وعضوية السيد سالم سليمان حافظ والسيد عطا حمدى الأعظمي وأصدر باسم الشعب قراره الآتى

أصدر قاضى المحكمة الشرعية في البصرة حكماً وجاهياً بتاريخ ٢٢ / ١٢ / ١٩٦٠ بعدد إضبارة ١٠١ / ٦٠ يقضى برد دعوى المدعية خ م بشأن طلبها النفقة من مطلقها المدعى عليه ع ع لبنتها

۳۸
C
6
الصغيرة ث والحكم بإسقاط حضانتها وتسليم البنت المذكورة إلى جدتها لأب أ أ التي دخلت في الدعوى شخصاً ثالثاً ورد دعوى الشخص الثالث الأولى ن ع جدة الصغيرة لأم ضم البنت إليها وذلك لثبوت كون المدعية - تعتنق المذهب الشيوعي - وتجتمع مع الشيوعيين وترافقهم وتروج لهذا المذهب وتدافع عنه وأنها سبق وأن حكم عليها من قبل محكمة جزاء البصرة لإيوائها أجنبياً في بيتها لا يمت إليها بصلة قرابة وتكون والدتها متسترة عليها فميزته المدعية المحكوم عليها ضمن المدة القانونية مطالبة نقضه لما ذكرته في لائحتها ولدى التدقيق والمداولة وجد أن أم الأم أحق بالحضانة من أم الأب إلا إذا وجد ما يسقط الحضانة عنها وحيث إن المحكمة لم تحقق عن توافر هذه الشروط فى أم الأم من عدمها بصورة كافية فيكون حكمها بتسليم الطفلة ث البالغة من العمر سنة ونصف قبل التحقق من ذلك غير صحيح فقرر بالأكثرية نقض الحكم
6
وإعادته إلى محكمته لتحقيق هذه الجهة ومن ثم إصدار حكمها وفق
الشرع

ه شعبان سنة ۱۳۸۰ الموافق ٢٢ / ١ / ١٩٦١ وبعد المرافعة وجمع الطرفين أصدرت المحكمة الشرعية السنية القرار
التالي
تشكلت المحكمة الشرعية السنية فى البصرة بتاريخ ٣ / ٥ / ١٩٦١ من قاضيها السيد علاء الدين خروفه المأذون بالقضاء باسم الشعب
وأصدرت قرارها الآتى
المدعية - خ م
المدعى عليه ع ع وكيله المحامى عبد الله الريحاني

۳۹
14
الشخص الثالث الأولى ن ع الشخص الثالث الثانية أ أ
كانت هذه المحكمة قد أصدرت قراراً بتاريخ ٢٢ / ١٢ / ١٩٦٠ يقضى برد دعوى المدعية خ م بخصوص طلبها النفقة لطفلتها ث من مطلقها المدعى عليه وذلك لأنها شيوعية وقد حكم عليها من قبل محكمة جزاء البصرة لإيوائها شخصياً مطلوباً للعدالة وقد اكتسب حكم المحكمة المذكورة درجته القطعية وذلك بعد أن ثبت لهذه المحكمة أن الشيوعية لا تتفق ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وهى وشروط الحضانة على طرفي نقيض كما أسقطت المحكمة حق حضانة أم المدعية الشخص الثالث الأولى لأنها أقرت أمام هذه المحكمة أنها أفادت أمام الهيئة التي حضرت لإلقاء القبض على المتهم الهارب والذى وجد في دارها أفادت هذا ولدى وقد تأيد ذلك بشهادة ابنتها المدعية

عليها وحكمت بتسليم الطفلة المذكورة إلى الشخص الثالث الثانية أ أ وقد ميز هذا الحكم فورد منقوضاً بقرار مجلس التمييز الشرعي فيما يخص الشخص الثالث وقد جاء في أسباب النقض وجد أن أم الأم أحق بالحضانة من أم الأب إلا إذا وجد ما يسقط الحضانة عنها وبناء عليه قررت المحكمة اتباع القرار التمييزى وبلغت الطرفين على الحضور وفى أثناء ذلك قدمت المدعية عريضة إلى رئاسة محكمة استئناف البصرة تطلب نقل هذه الدعوى من هذه المحكمة وقد رفض طلبها وأجريت المرافعة النيابية وفق الأصول وفي الجلسة الختامية ورد محكمة تمييز العراق الموقرة يتضمن إرسال هذه الدعوى بناء على وقوع الطلب لنقلها وقد أرسلت الإضبارة ولم تحسمها المحكمة
طلب
من

في تلك الجلسة رغبة منها إتاحة الفرصة للمدعية وقد رفض طلبها كذلك بقرار محكمة التمييز المرقم ٤٣٣ نقل دعوى ٩٦١
من تلقاء نفسها
وبعد إعادة الإضبارة لاحظت المحكمة أن تزكية بعض الشهود لم تتم فأكملتها وأفهمت ختام المحاكمة القرار - إنه لم يخف على هذه المحكمة أن أم الأم أولى بالحضانة من أم الأب لذلك قررت المحكمة إدخال أم الأم وبدون أن يقع طلب من أحد الخصوم وذلك بعد أن رأت أن الأم المدعية قد توافر فيها ما أسقط حضانتها ولما رأت المحكمة أن الشخص الثالث الأولى أم الأم لم تتوافر فيها شروط الحضانة قررت إدخال أم الأب الشخص الثالث الثانية فى هذه الدعوى لأن الأخيرة تأتى بعد الأولى فى التسلسل الشرعى ومع ذلك وعملا بقرار مجلس التمييز الشرعى السنى المرقم ٤٢ والمؤرخ ٢٢ / ١ / ١٩٦١ فقد دعى الطرفان فتبلغت المدعية ولم تحضر وعملا بأحكام المادة ٥٧ من قانون المرافعات المدنية والتجارية قررت المحكمة بالطلب إجراء المرافعة بحقها غيابيا وعلناً وتبلغت الشخص الثالث الأولى ولم تحضر وبالطلب أجريت المرافعة بحقها غيابياً وحضر وكيل المدعى عليه ووكيل الشخص الثالث الثانية وأجريت المرافعة الغيابية العلنية وحيث إن المحكمة قد استمعت إلى تسعة شهود ذكر الأول أن أم الأم مع بنتيها يختلط فيها الرجال والنساء وذكر الثاني أنها راضية عن ابنتها وعن اجتماع بعض الشيوعيين في بيتها وبعلمها وذكر الثالث أنها تسكن مع بنتيها و ر والمشهور عندنا – أنهما
تحضر حفلات
6
شيوعيتان وأمهما كذلك وأنها تحضر الحفلات
وتؤيد مسلك

كان
6
بناتها وهذا معروف للقاصي والدانى وشهد الرابع أن المذكورة قالت عن المتهم الذى وجد في بيتها إنه ولدى وحين أيقظته اتضح أنه هو المتهم الهارب ولم يكن ولدها وشهد الخامس أنها كانت تجلس على باب الدار الذى وجد فيها المتهم وشهد السادس أنه الهيئة التي دخلت دار المذكورة حيث وجد في بيتها المتهم مع فادعت أنه ابنها وبعد أن ألقى القبض عليه تبين أنه المتهم الهارب وشهد كذلك أنه يعرف هذه المرأة وأنها قد جعلت دارها وكراً للشيوعيين وشهد السابع أنها كانت تخرج مع بناتها اللائي هن شيوعيات إلى الحفلات السياسية والمسيرات وإنى أعرف أنها موافقة على سلوكهن وشهد الثامن أنه كان يشاهد شخصاً شيوعياً أدانته المحاكم يدخل دار خ المدعية ووالدتها موجودة هو وجماعة معه ويجتمعون في هذه الدار ساعة ونصف ساعة ثم يخرجون وإنى أشهد أن هؤلاء كانوا يدخلون دار خ ويجتمعون بحضور والدتها الشخص الثالث الأولى وبغياب زوج خ وشهد التاسع أنه كان يشاهد بعض المدرسين يدخلون هذه الدار ويجتمعون فيها بحضور ن ع وأعرف من هؤلاء وذكر شخصاً وقد سجن ومن الطبيعى أن هذه الوالدة راضية بسلوك بناتها وبعد أن عدل هؤلاء الشهود سرًّا وعلناً وأضيف إلى شهاداتهم إقرار المذكورة ن ع أمام هذه المحكمة أنها قالت للهيئة الرسمية التي حضرت لإلقاء القبض على المتهم الهارب الذي لجأ إلى بيتها هذا ولدى أنه كان غريباً عنها وشهادة ابنتها المدعية ضدها لقد جمعت
وفصل
في حين
المحكمة هذا القرار وتلك الشهادات وعرضتها على شروط الفقهاء

٤٢
>>
التي اشترطوا توافرها فى الحاضنة فوجد أن فقهاء الحنفية والشافعية والمالكية والإمامية مجمعون على أن الفسق مسقط للحضانة وأن الحاضنة يجب أن تكون أمينة على الطفل بحيث يكون المحضون مأموناً عليه في حوزتها ورد ذلك في أولا حاشية ابن عابدين ج ٢ ص ٦٨٨ طبعة دار الكتب ثانياً البحر الرائق شرح كنز الدقائق ثالثاً المدونة الكبرى لإمام دار الهجرة مالك بن أنس ح ه ص ۳۹ رابعاً العقود الدرية تنقيح الفتاوى الحامدية لابن ج ص ٥٢ خامساً الفتاوى الهندية ج ١ ص ٥٦٢ تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للعلامة الزيلعي ج ٣ ص ٤٦ سابعاً الفقه على المذاهب الأربعة ج ٤ ص ٥٩٧ ٥٩٨ ثامناً العقد المنظم للحكام للقاضي محمد عبد الله
لا بن نجیم
عابدین
سادساً

رحم
ج ١ ص ١٣٥ وقال وكل من له الحضانة من أب أو ذات أو عاصب وليس له كفالة ولا موضعه بحرز ولا يؤمن في نفسه فلا حضانة له وتنتقل لمن فيه تلك الأوصاف قرب أو بعد والد يضيع أولاده ويدخل عليهم رجالا يشربون فينتزعون منه تاسعاً أحكام الأحوال الشخصية فى الفقه الإسلامي تأليف الدكتور محمد يوسف موسى ص ٤٠٧ وقال فسوء السلوك الذي يخشى من أثره الخطير على الطفل يمنع من الحضانة كما يمنع منها العجز عن القيام بتعهد الطفل عاشراً الشريعة الإسلامية في الأحوال الشخصية للدكتور عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر السابق ص ٤٥٤ طبعة ثانية حادى عشر شرح الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية تأليف محمد زيد الإبياني طبعة أولى ج ٢ ص ٦٦

ثاني عشر الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية تأليف محيى الدين عبد الحميد ص ٤٠٥ ثالث عشر الأحكام الجعفرية في الأحوال الشخصية تأليف عبد الكريم الحلى ص ٩٩
ص
٢٥٢
رابع عشر كتاب الجواهري في باب الحضانة خامس عشر الاختيار شرح المختار تأليف عبد الله الموصلى ج سادس عشر لسان الحكام المطبوع بهامش معين الحكام ١٢٤٨ سابع عشر منهاج الصالحين تأليف السيد محسن الحكيم ج ص ۱ ثامن عشر الفقرة الثانية من المادة السادسة والخمسين من قانون الأحوال الشخصية العراقى رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ تاسع عشر الفصل ٥٨ من مجلة الأحوال الشخصية في تونس عشرون المادة ۱۳۷ من قانون الأحوال الشخصية فى سورية الصادر في سنة ١٩٥٣ التي قالت يشترط لأهلية الحضانة البلوغ والعقل والقدرة على صيانة الولد صحة وخلقاً وغير ذلك من الكتب الفقهية وبناء عليه وحيث تأيد بالبينة المعدلة سراً وعلناً أن هذه المرأة ن ع قد توفى عنها زوجها
وهى تعيش على نفقة بنتيها وتسكن معهما وحيث ورد في صفحة ١٣٧ العقد من المنظم للحكام لا حضانة للجدة إذا سكنت مع ابنتها – ويعنى إذا كانت البنت ساقطة الحضانة وهى الرواية المشهورة عن مالك وبها العمل واختاره المتأخرون من البغداديين وغيرهم ولذلك فإن تسليم موضوعة الدعوى – إلى أم الأم يكون معناه تسليمها إلى الأم
الطفلة
نفسها في حين أن الأخيرة ساقطة الحضانة وحيث إن عمل هذه
المرأة
المدعية – وأمها
فسقاً
يعتبر
نظر الشريعة الإسلامية لأن
امرأة تخفى في بيتها رجلا أجنبيا عنها فضلا عن أن يكون متهماً هارباً

العدالة
من وجه وتسمح له أن يلجأ إليها ويعيش معها وحين يراد
القبض عليه تحاول التستر عليه

فتوصد دونه باب دارها وحين

يضيق الخناق عليها تفتح الباب ولكنها تمعن في تضليل العدالة فتقول للهيئة الرسمية هذا ولدى إن امرأة هذا فعلها لهو الفسق بعينه لأنها شريكة لابنتها المدعية التى أدانتها محكمة الجزاء واكتسب الحكم درجته القطعية ولو أن هذه المرأة أم الأم قدمت للمحكمة المذكورة ومعها شهادة هؤلاء الشهود فضلاً عن إقرارها واعترافها لأدينت هي يوجب إسقاط الحضانة فأى فسقاً الأعمال إذن لذلك واستناداً إلى كل ما تقدم
أيضاً وإذا لم يكن هذا العمل فسقاً
يعتبر
نوع من فقد حصلت للمحكمة قناعة تامة بأن أم الأم الشخص الثالث الأولى ن ع لم تتوافر فيها شروط الحضانة فقرر إسقاط حضانتها ورد دعوى المدعية خ م بخصوص طلبها النفقة لابنتها ث من المدعى عليه ع ع وإسقاط حضانتها والحكم عليها في الدعوى المرقمة ٦٠/١٨٠ الموجدة بهذه الدعوى بتسليم الطفلة المذكورة إلى أم الأب الشخص الثالث الثانية أ أ لأنها تأتى بعد الأولى في التسلسل الشرعي وتحميل المدعية كافة مصاريف المحاكمة وأجور المحاماة حكماً غيابياً بحق المدعية والشخص الثالث الأولى قابلا للاعتراض والتمييز ووجاهاً بحق المدعى عليه والشخص الثالث الثانية قابلاً للتمييز وأفهم علناً ٣ / ٥ / ١٩٦١
وقد اعترضت عليه المعترضتان خ م و ن ع فأصدرت المحكمة
القرار التالي
العدد ٩٦٠/١٠١

تسلسل ٣٥٣ صحيفة ٩١

تشكلت المحكمة الشرعية السنية بالبصرة بتاريخ ١٩٦١/٥/٣١ من قاضيها السيد علاء الدين خروفة المأذون بالقضاء باسم الشعب
وأصدرت قرارها الآتى
المعترضان

ح م وكيلهما المحامي عاكف الأمين
- ن ع
المعترض عليهما ١ - ع ع وكيلهما المحامي عبد الله الريحاني
أ أ
كانت هذه المحكمة قد أصدرت حكماً غيابياً بتاريخ ١٩٦١/٥/٣ يقضى بإسقاط حضانة خ م و ن ع واعترضت عليه المعترضتان ضمن المدة القانونية فقبل اعتراضهما شكلا وبوشر بالمرافعة وجاهاً وعلناً وكرر وكيل المعترضتين لائحة اعتراضه وطلب الحكم وفقه ثم أجاب عنها وكيل المعترض عليه الأول ووكيل المعترض عليها الثانية وكرر الطرفان أقوالهما وأفهم ختام المحاكمة
القرار - لاعتراض المعترضتين وحضور وكيلهما وجريان المرافعة العلنية وحيث إن وكيل المعترضتين طلب إعادة استماع شهود خصمه وحيث إن المحكمة قد استمعت هؤلاء الشهود بعد أن بلغت المعترضتين بيوم المرافعة فلم تحضرا وأجريت المرافعة بحقهما غياباً وعلناً وفق المادتين ٥٦ ٥٧ من قانون المرافعات المدنية والتجارية رقم ٨٨ لسنة ١٩٥٧ وحيث إن وكيل المعترضتين لم يأت بدفع جديد يؤثر على قرار المحكمة السابق كما نصت عليه المادة ۱۷۹ من القانون المذكور
وحيث إن المحكمة حققت الجهات التي ذكرها الوكيل المذكور

٤٧
قناعة تامة
C
الطفلة
الأولى
قررت رد دعوى المدعية خ م بخصوص طلبها النفقة لابنتها ث من المدعى عليه ع ع وإسقاط حضانتها والحكم عليها في الدعوى المرقمة ٨٠ / ٦٠ الموجدة بهذه الدعوى بتسليم المذكورة إلى أم الأب الشخص الثالث أ أ لأنها تأتى بعد في التسلسل الشرعي بعد ثبوت عدم أهلية الجدة لأم للحضانة فلما بلغت به المدعية والشخص الثالث الأولى اعترضتا عليه فرد اعتراضهما لعدم وروده وأيد الحكم الغيابي المعترض عليه فميزته المعترضتان المحكوم عليهما ضمن المدة القانونية طالبتين نقضه كما ذكرناه في لائحتهما ولدى التدقيق والمداولة وجد أن الحكم صحيح فقرر بالاتفاق تصديقه ۱۹ محرم / ١۱۳۸۱ الموافق ٢ / ٧ / ١٩٦١ ثم طلبت المدعية من وزارة العدل إعادة النظر في قرار مجلس التمييز فأصدرت القرار التالي
الجمهورية العراقية وزارة العدل
ديوان التدوين القانونى الرقم - ع ن / ٦٤٧ التاريخ ١٦ / ٨ / ١٩٦١
كتابكم
ذو
إلى رئاسة مجلس التمييز الشرعي
الرقم ٤٤٤ والمؤرخ في ٢٣ / ٧ / ١٩٦١
نعيد إليكم مع كتابنا هذا - الأوراق التمييزية التي لها علاقة بـ خ م المرسلة إلينا بكتابكم المشار إليه أعلاه ونعلمكم بعدم

ΕΛ
وجود
أسباب تستدعى إعادة النظر في قرار مجلس التمييز الشرعي السنى ذى الرقم ٢٩٨ الصادر في ٢ / ٧ / ١٩٦١
رشید محمود
وزير العدل
وبهذا يكون هذا الحكم قد اكتسب القطعية

الفصل الثالث
فناوى كبار علماء المسلمين

فضيلة المفتى الأسبق
الشيخ حسنين محمد مخلوف والشيوعية
أما هذه الفتوى فإنها بقلم فضيلة الأستاذ الجليل حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية السابق وعضو جماعة كبار العلماء بالأزهر وهو شخصية معروفة بالعلم ومتابعة السلف الصالح في المنهج وفى
المبادئ
ومما يذكر فيما يتعلق بهذه الفتوى أنه مضى عليها ربع قرن من الزمن تقريباً ولم يتغير رأى الشيخ الجليل فيها ذلك أنها حق والحق لا يقبل التغيير
ومما يذكر في هذا المجال أن الشيخ – أكرمه الله – هزته هذه الحملة على الإسلام والأزهر والعلماء وشيخ الأزهر فبعث فتواه من عالم السكون إلى عالم النشر لقد بعثها من الماضى إلى الحاضر ومع الفتوى كتب بياناً نشرته بعض الصحف بعنوان
الشيخ حسنين مخلوف يستنكر الحملة ضد شيخ الأزهر
ثم كتبت في مكان بارزوفى إطار واضح
بعث فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار
المصرية السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلى الأخبار
بالبيان التالي

۵
إن مهمة الأزهر الشريف منذ قرون متطاولة نشر الإسلام وعلومه بأسرها في سائر الأقطار والدعوة إلى مجد الإسلام وعزته وصيانة حرماته وأوطانه من عدوان أعدائه بعزم وإخلاص وقوة وكفاية
وأبناء الأزهر وعلماؤه منبثون في جميع الأقطار الإسلامية يؤدون رسالته العظمي خير أداء ويستنكرون بشدة كل مايضار بالإسلام من مبادئ وأفكار ونحل مهما اختلف أسماؤها فكلها فتن وضلال ومنها ما هو كفر يوجب الإسلام على أمته وخاصة العلماء إعداد القوى

لمجاهدته والقضاء عليه لذلك استنكر علماء الأزهر الشريف عامة هذه الحملة الظالمة التي يقوم بها بعض المنتمين إلى تلك النحل والمذاهب على فضيلة الإمام الأكبر شيخ شيوخ الجامع الأزهر وله الأيادي البيضاء في الدفاع عن الإسلام وتعاليمه ورفع منار الأزهر الشريف ونشر رسالته وله المكانة الرفيعة بين علمائه وفى سائر أقطار الإسلام ويسألون الله تعالى له دوام التوفيق ولأعدائه وحاسديه الرشد والهداية
إلى أقوم طريق

وفتوى الشيخ الفاضل نشرت على الوجه التالي
سؤال وجهته إلى مجلة آخر ساعة وقد سبق أن سألني منذ خمس
وعشرين سنة أحد المستر شدين هذا السؤال قائلاً

هل الشيوعية تلتقى مع الإسلام فيما تدعو إليه
فأجبته إذ ذاك بالجواب الآتى المدون فى فتاوينا الشرعية المطبوعة
مع تصرف بسيط وهو جوابى الآن عن سؤال المجلة الغراء مما لا خفاء فيه أن الشرائع السماوية ضرورية اللبشر في الحياة

العلمية والعملية الفردية والاجتماعية فهي التي تعلم وتهذب وترشد وتوجه وتقيم في النفوس الوازع الأقوى من الانقياد للأهواء والشهوات واقتراف المآثم والسيئات وتغرس فيها الرغبة فى الخير والعمل الصالح والعزوف عن الشر والعمل الفاسد طمعاً في المثوبة وفرقاً من العقوبة
اللتين وعد وتوعد بهما رب العباد وقال فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ۷ ۸ الزلزلة
وهذه الشرائع الإلهية هي الدستور الإلهى الحكيم
الذي إذا
انتهجه الناس في الحياة سادهم الأمن والسلام وانتظمت شئونهم
المعاشية
6
وقامت بينهم العلاقات على المحبة والإخاء والتعاطف
C
والتراحم والتعاون والتناصر والخير والبر واحترام الحقوق والواجبات كما يشير إليه قوله تعالى إِنَّما المؤمنون إخوة وفي ظل هذه الأخوة
تتحقق كل السعادة للمؤمن

ولهذا وبهذا بعث الله سبحانه الرسل إلى الأمم وأنزل الكتب والشرائع نصرة وهداية وتقويماً وإصلاحاً للفرد والجماعة وقطعاً للمعاذير وحجة على العالمين رُسُلاً مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ للنَّاس عَلَى اللهِ حُجَّةً بَعْد الرُّسُل ١٦٥ النساء ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ١٥ الإسراء
وكان من سنة الله وحكمته التدرج فى الرسالات على حسب استعداد البشرية حتى إذا بلغت أشدها واستوت أرسل الله إلى الناس كافة صفوة أنبيائه محمداً صلى الله عليه وسلم بأوفى الرسالات وأكملها وأصلحها وأقومها وختم به النبيين والمرسلين كما ختم بكتابه رسالاته إلى خلقه وأوحى إلى رسوله في حجة الوداع بقوله

٥٤
اليوم أكملت لكم دينكم وأَتْمَمْتُ عليكم نعمتي ورَضِيتُ لَكُم الإِسْلامَ دِيناً فكان الدين إلى اليوم الآخر دين الإسلام والكتاب
هو القرآن العظيم ذلك هو النور الهادى والصراط المستقيم
والحق المبين
فأين

من هذا الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ديناً وشرعه لهم منهجاً قويماً تلك البدعة الشيوعية والضلالة العمياء والجهالة الجهلاء التي در بها قرن الشيطان في هذه الأزمان فجحدت الإله والألوهية والكتب السماوية والرسالات والنبوات وازدرت بالأديان كلها وتنكرت لما جاءت به من عقائد وأحكام وعلوم وحاربت كل ما يرتبط بها من معاهد ومعابد ونكلت بالمتدينين وخاصة دين الإسلام وأمته وكتابه ومساجده ومعاهده وتراثه العقائدي والعلمى إلى حد الإبادة والاستئصال كما وقع في المناطق التي منيت بالشيوعية كالتركستان الغربية التي كانت تضم نحو أربعين مليوناً من المسلمين فأبادتهم جميعاً
ولا تزال نكايتها بالإسلام والمسلمين قائمة على قدم وساق سراً وجهراً في كل زمان ومكان إن الإسلام الحنيف والشيوعية الحاقدة الضالة لا يمكن أن يجتمعا في تراب واحد وهل يمكن أن يجتمع إيمان بالله ووجوده وألوهيته وربوبيته وإيمان بكتبه ورسله وإيمان بختمه رسله الأكرمين بمحمد صلى الله عليه وسلم وختمه كتبه بالقرآن المجيد وجحود وكفر وعناد وإباء ومحاربة بكل قوة وفى كل فرصة للإله الواحد ورسله وكتبه

٥٥
إن ذلك الاجتماع محال إنَّ هؤلاء منبر ماهُمْ فِيهِ وباطل ما كانُوا يَعْمَلُونَ ١٣٩ الأعراف
وليعلم كل مسلم أنه لا نجاة للمسلمين من شرور هذه الشيوعية
6
الباغية الضالة وأخطارها إلا باعتصام المسلمين عامة بكتاب ربهم وهدى نبيهم في كل شئونهم العلمية والعملية والفردية والاجتماعية والاستضاءة بهما فى كل سبيل ففيهما الهدى والنور والوقاية من
كل الشرور والسعادة والنجاة فى الحياة وبعد الممات والله تعالى يقول واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ۱۰۳ آل عمران ويقول أطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرَّسُولَ ٥٩ النساء ويقول وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إلى صراط مستقيم ١٠١ آل عمران ويقول ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهَاكُمْ عَنْه فانْتَهُوا واتَّقُوا الله ٧ الحشر ويقول
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ٨٠ النساء ويقول ومَنْ يَعْصِ
مجمد
الله
ورَسُولَهُ ويَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالداً فيها ولَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٤ النساء ولابد للمسلمين عامة أن يحذروا كل الحذر ما بينه هؤلاء الأعداء من الضلالات الصارخة والدعاوى الكاذبة والآراء الفاتنة والكتب والرسائل المحشوة بالأباطيل والخرافات بدأب واستمرار في بلاد
الشافى من
الإسلام ذلك هو الحصن المنيع والملجأ الرفيع والعلاج الواقى والدواء فتنة عصبة الضلال وجحود الإسلام وإنه لواجب محتوم على الأمة الإسلامية آباء وأمهات وحكام وكتاب ومؤلفين أن يبذلو كل الجهود لحماية فلذات أكبادهم الناشئين من الدعايات الشيوعية الضالة التي يكيد الشيوعيون بها للإسلام

٥٦
وأمته وكتابه بكتبهم ورسائلهم وأحاديثهم وصحفهم وأموالهم وكل ما في إمكانهم شفاء لما وقر في صدورهم من البغض والحنق على الإيمان والمؤمنين وأملاً في بلوغ غاياتهم ولكنَّ اللهَ لا يَهْدِى كيد الخائنين وسَيَعلم الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ منقلَبٍ يَنْقَلِبُون وما رَبُّكَ بغافل عما يعملون
وإن التقصير في هذا الواجب الإسلامى ضرر عظيم وشر جسيم
وإثم كبير
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أجمعين

ر فتوى أخرى وه
لفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف
لفضيلة المفتى الأسبق فتوى أخرى تتعلق بالملكية الزراعية

وقد أفاض الأستاذ المفتى فى هذه الفتوى ودعمها بالبراهين والأدلة
التي تثبت ما رآه وذهب إليه

وقد نشرتها مجلة الاعتصام فى حينها بتمامها وننقل منها
هنا مايلي
احترم الإسلام حق الملكية فأباح لكل فرد أن يتملك - بالأسباب المشروعة - مايشاء من المنقولات والعقارات وأباح له استثمارها والانتفاع بها في نطاق الحدود التي رسمها وخوله حق الدفاع عنها كالدفاع عن النفس والعرض ولو بقتل الصائل عليها وأوجب عليه صيانتها ونهاه عن إضاعتها وصرفها في غير المشروع من وجوهها استكمالاً لوسائل العمران وفى الحديث
كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه
6
وفي حديث آخر من قتل دون ماله فهو شهيد
وقد أضاف القرآن الأموال إلى أصحابها إضافة التملك فقال وفي أموالهم حق للسائل والمحرُوم ٠ ١٩ الذاريات
وقال يأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تأْكُلُوا أموالكُم بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ

إلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَراضِ مِنكُمْ ولا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم إِنَّ اللَّهَ
oy

۵۸
كانَ بِكُمْ رَحِيماً ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدواناً وظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً
وكانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسيراً ٢٩ ٣٠ النساء
وشرع الإسلام أسباب ملكية الأعيان والمنافع وطرائق انتقالها من مالك إلى آخر وأقام للتعامل بين الناس نظماً وحدوداً تكفل صيانة حق الملكية وتمكن المالك من استيفاء حقه والانتفاع بثمرة ملكه
وتخول المستأجر الانتفاع بملك غيره
في
وحرم من وسائل التعامل ما يفضى إلى التهارج والتقاتل كالربا
صوره المختلفة والعقود التي فيها جهالة وغرر ومخاطرة
وحرم النصب والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل
وسن الحدود والعقوبات جزاء لمن ينتهك حرمة الملكية ويتعدى

حدودها المشروعة ومَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٢٩ البقرة بل نهى الله سبحانه عن أدنى أنواع التعرض للأموال وهو تمنى
زوالها عن الغير فقال تعالى
ولا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ للرِّجَالِ نَصِيبٌ
6
مِمَّا اكْتَسَبُوا والنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَليماً ۳ النساء للإرشاد إلى أن التفاضل
في المال لا يسوغ العدوان عليه ولو بالتمنى المذموم فإن ذلك قسمة صادرة عن الحكيم الخبير وعلى العبد أن يَرْضَى بما قسم الله له المفضل حسداً وحقداً بل يسأل الله من واسع فضله
ولا يتمنى
وجزيل إنعامه فإن خزائن ملكه لا تنفد أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لمَن يَشَاءُ ويَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٣٧ الروم ولِكُلِّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ولِيُوَفِّهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ١٩ الأحقاف

أحدث الفتاوى و
لفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف
في الأسبوع الأخير من شهر مايو هذا العام سنة ١٩٧٦ م أذاعت محطة القرآن الكريم سؤالاً عن زواج المسلمة بالشيوعي أجائز هو – إسلامياً – أم غير جائز
ورد فضيلة الشيخ مخلوف على الفتوى في إذاعة القرآن الكريم مبيناً أن ذلك غير جائز وكذلك الأمر في زواج المسلم بالشيوعية وذلك أن الشيوعية مذهب أكثر ضلالاً من الشرك فإن المشركين يعتقدون في آلهة عدة
أما الشيوعية فإنها إنكار مطلق للألوهية وللدين وللإسلام على وجه الخصوص
وها هي ذي الفتوى
السؤال هل يجوز تزوج المسلمة بشيوعى متمسك بمبادئ الشيوعية الجواب قلنا مراراً إن الإسلام والشيوعية لا يجتمعان في قراب واحد وكيف يجتمعان والإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده ديناً وجاء بتوحيد الخالق فى ألوهيته وربوييته وبصفاته العلية وأسمائه
الحسنى وبأنه الله
هو
العليم القدير الحكيم منزل الشرائع ومرسل الرسل
ومنزل الكتب هدى ورحمة وتعليماً وإرساء وتهذيباً وتثقيفاً

وباعث الخلائق بعد الفناء فى اليوم الآخر للحساب والجزاء على ما أسلفوا
من
أعمال وعقائد وأفكار

وقد ختم رسالاته لخلقه بمحمد صلى الله عليه وسلم أرسله رحمة
6
للعالمين معلماً للناس وداعياً إلى الحق ومرشداً إلى الهدى ومبشراً ونذيراً يبشر من أطاع بالجزاء الأوفى والثواب العظيم وينذر من عصى وتمرد بالنذير
وبالعذاب المهين
وختم كتبه إلى خلقه بالقرآن العظيم وهو الكتاب الكريم الذي أنزله تبياناً لكل نى وفرقاناً بين الحق والضلال وهدى ونوراً لا يضل من اهتدى بهديه ولا يزل من اعتصم بحبله وأقامه حجة على العالمين فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْها وما أنا عَلَيْكُمْ
بوكيل
هذا هو
الإسلام
أما الشيوعية فهى فتن وضلال وكفر والحاد وفساد مجرد للألوهية وإنكار للربوبية ومعاندة للرسالة وعدوان على القرآن وعلى الحق كله
وكفى إثماً وضلالاً قول ماركس إنَّ الدين أفيون الشعوب ومخدر الفقراء والحشيش الذي تغيب به العقول كلما أوشكت على الصحو والإدراك إلى غير ذلك من الكفر هذا إلى تقتيل المسلمين واستئصالهم في البلاد التي يحكمها الماركسيون وتحريف المصاحف وإبادة الكتب الإسلامية وهدم المساجد العامرة لا لشيء سوى كراهة الإسلام ورسوله وكتابه وأمته ومساجده وحرمان أبنائه من تعلم دينهم ودراسة كتابهم وإيجاب تعلم المبادئ الماركسية على الناشئين

فهل بعد هذا كله

1
وهو واقع ومدون في أحاديثهم وكتبهم وثابت في
أعمالهم وتاريخهم – يشك مسلم في أن زواج المسلمة المؤمنة بالله ورسوله
وكتابه وأوامره ونواهيه وبالبعث والحساب والجزاء بمن يجحد كل ذلك ممنوع شرعاً منعاً لا شبهة فيه ولا خلاف
وقد أجمع المسلمون على عدم جواز زواج المسلمة بغير المسلم ولم يخالف في ذلك أحد أبداً
أما الذى يقول أنا مسلم وفى الوقت نفسه يعتنق كل عقائد الشيوعية الماركسية ويدعو إليها وينادى بها في الواقع وإن كان في الظاهر يحاور ويداور فهو غير مسلم قطعاً لا يجوز نكاحه ولا دفنه في مقابر المسلمين بعد موته ولا صلاة الجنازة عليه إذا مات لأن ذلك من خصائص المسلمين وحدهم فالحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا
الله وقوانا على الجهاد والدفاع عن دينه الحنيف بتوفيق منه
والسلام على من اتبع الهدى

ور
فتوى المفتى الأسبق
فضيلة الشيخ محمد بخيت
والفتوى التي هي أقدم الفتاوى فيما يتعلق بالشيوعية في وضعها قد كتبها فضيلة المفتى الأسبق الشيخ محمد بخيت
الراهن والشيخ بخيت - رحمه الله - شخصية معروفة بالعلم والقلم والتقوى وكتبه منارة يهتدى بها السالكون فى بعض المتاهات ومهما قال القائلون في فتواه من ناحية الشكل أو من ناحية الموضوع فإنها تثبت أن الشيوعيين ينكرون الأديان وينكرون أخلاق الأديان الموحى بها وينكرون النظام المالى فى الإسلام ويغتصبون أموال الناس وأملاكهم وهم لذلك خارجون على الإسلام خروجاً جذريا إنهم ملاحدة وهم كفار وهذا القدر من الفتوى أصبح بدهيا وأصبح
من اليقين بحيث لا يشك فيه أى شخص مستنير
ويمكن أن نذكر بهذه المناسبة ما يقوله الأستاذ جلال كشك وهو
حقيقة ثابتة
الماركسية دعوة لا دينية

والماركسي الذي يزعم أنه لا يعارض الدين كاذب
والشيوعي الذي يثني على الدين منافق

٦٣
الماركسية نظرية مادية والمادية تنكر الأديان
المادية تؤمن بأسبقية المادة على الفكر والدين عندها فكرة صنعتها
المادة
وفتوى الشيخ محمد بخيت رحمه الله تعالى طويلة مستفيضة ربط فيها بين الشيوعية الحديثة والمزدكية القديمة التي أحلت النساء والأموال وقد ذكر شيئاً من تاريخ المزدكية التى رأى أنها أساس الشيوعية ثم قال وقد جاء الإسلام فقضى على تلك الطريقة الفاسدة وأنزل
كتابه على رسوله صلى الله عليه وسلم فأمر فيه الناس كافة بكل خير ونهاهم عن كل شر وأمرهم بالاعتقاد بالعقائد الصحيحة في حقه تعالى بوصفه بكل كمال يليق بشأن الألوهية وتنزيهه عن كل نقص تتعالى عنه صفة الربوبية وكذلك في حق الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام فأمر باعتقاد عصمتهم عن المعاصى وتنزيههم عن كل نقص يخل بمنصب الرسالة وشرع العقود الناقلة للملك من بيع وهبة ووصية وغير ذلك
وبين المواريث ونصيب كل وارث فيما يرثه عن مورثه وبين في كتابه العزيز أنه هو سبحانه الذى تولى قسمة المعيشة بين الخلائق
فقال تعالى
أولَمْ يَرَوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لقوم يومِنُونَ ٣٧ الروم قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبادِهِ ويَقْدِرُ لَهُ ۳۹ سبأ
وعن أبى حُرة الرقاشي عن عمه قال
كنت آخذاً بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام

ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها
وبسط يده وقال ألا هل بلغت ألا هل بلغت ثم قال
ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع
قال حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة قد والله بلغوا أقواما كانوا أسعد به
ثم تحدث المفتى عن الشيوعية وانتهى إلى قوله
ذلك كله
ومن
يعلم
أن طريقة البلشفية طريقة تهدم الشرائع
السماوية وعلى الأخص الشريعة الإسلامية رأساً على عقب فهى تأمر بما نهى الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وبعد كلام شبه فيه الشيوعيين بالبهائم لأنهم لا يعرفون ديناً ولا خلقاً قال فعلى كل مسلم صادق أن يحذر منهم ويتباعد كل البعد عن
ضلالاتهم
"
وعقائدهم الفاسدة الكاسدة وأعمالهم

فإنهم بلا شك
ولا ريب كفار لا يعتقدون بشريعة من الشرائع الإلهية ولا يعتقدون
ديناً سماويا ولا يعرفون نظاماً

بسم الله الرحمن الرحيمة
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على من بعثه تعالى بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكان بالمؤمنين رءوفاً رحيماً
وبعد
فإن هذا كتاب مبارك بعون الله - وإنى أقول ذلك دون إبطاء ولا تردد
وأحب أن أعلن أنى لو لم أخرج غيره في هذا الموضوع لكفاني إن الشيوعية أخطر المذاهب محاربة للإسلام وأحرصها على
تدميره لقد قتلت الملايين من المسلمين ونهبت أموال الباقين

أعضاء
وقضت على حريتهم فى تعليم الإسلام ونكلت بكل متدين وضربت بيد من حديد على كل متنفس بالدين مسيحياً كان أو مسلماً ونسفت المساواة من أساسها فهناك السادة المترفون وهم الحزب وهناك سائر جماهير الشعب المستذلين الذين ينظر إليهم السادة على أنهم قطعان يوجهون حيث يراد لهم وما زال هؤلاء الشيوعيون يعملون في جو من الرهبة والرعب على القضاء على الأديان وما تزال الصحف اليومية تنادى بضرورة القضاء
عليها

ما بقى منها
على وجه السرعة - وتستحث رجال الحكم في القضاء على

الشيوعية والدين
ور فتوی و
فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمد الغزالي
وهذه الفتوى هي لفضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمد الغزالي مدير الدعوة بوزارة الأوقاف وصاحب المؤلفات النفسية التي سارت مسير الضوء في الآفاق وقد نقلناها من كتابه النفيس
الإسلام في وجه الزحف الأحمر
يعتقد الشيوعيون أن الحياة الإنسانية على ظهر الأرض هي الوجود البشرى كله وأنه كما جاء الإنسان من عدم فهو صائر إلى عدم
6
وأن فترة الإحساس من المهد إلى اللحد هي وحدها فترة العمل والجزاء ثم يتحول الكيان الآدمى كله إلى ذرات أخرى متلاشية إلى غير عودة هذه العقيدة أنه لا ألوهية بتاتاً وبالتالي فلا توراة ولا إنجيل
ويتبع
ولا قرآن وليست هناك تعاليم تصح نسبتها إلى السماء
ومن ثم فالوحى كله خرافة لا أصل لها
والأنبياء عصابة من
الكذبة
ولا مكان في الفكر الشيوعى بداهة لصور العبادات ولا لمعانى
الحلال والحرام والفضيلة والرذيلة كما يقررها الدين
كلا ليس لهذا الوجود صاحب ولا من ورائه هدف

TV
لقد تخلق تلقائياً ومضى إلى مستقبله المجهول عشوائي الخطا
معدوم الوجهة

لكن كيف يقوم المجتمع البشرى وكيف يتعامل أبناؤه يقول الشيوعيون لقد نظرنا إلى تاريخ العالم من قديم فوجدنا أنه

6
شقى بانقسام الناس إلى ملاك متسلطين وعمال وفلاحين متعبين والخطة المثلى فى هذا العالم الذى لارب له ولا غاية ينتهى إليها أن يحظر مبدأ التملك الفردى فكل شيء في الحياة يملكه المجتمع العام والناس جميعاً أجراء فى هذا المجتمع يأكلون بقدر ما يعملون وكما لا يملك أحد الهواء والضياء يجب أن يولد البشر ويحيوا وهم شركاء متساوون في سائر المرافق لاميزة لأحد على أحد ولا بأس من أن يتفاوتوا بعد في دخولهم المالية ودرجاتهم الأدبية حسب كدحهم وجهدهم على هذا الأساس وحده قامت الشيوعية الحديثة وأنشأت شبكة
من القوانين والتقاليد لا تعد وهذا النطاق المادى المحدد والشيوعيون يرون أن هذا التفكير ليس شعاراً محلياً
في ظله كلا

حسبهم أن يعيشوا
إن هذا التفكير هو الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يعيها الأحياء في المشارق والمغارب خصوصاً الطبقات العاملة
كفى ماساد العالم من ضلال وظلم في ماضيه القريب والبعيد أن تندلع الثورة الحمراء حتى تشمل القارات الخمس
يجب
وتسود مبادؤها الحاضر والمستقبل
وعلى الدول الشيوعية الكبرى - وفى مقدمتها روسيا - أن تعد نفسها
6

٦٨
سياسياً وعسكرياً لبلوغ هذا الهدف فلا يبقى هنالك الالون الحياة الشيوعية التي محت ماعداها من أفكار أرضية أو سماوية
ولم يختلف اثنان فى أن الإلحاد جزء من الشيوعية كما لم يختلف اثنان فى أن الشيوعية ترفض رفضاً باتا أي تنظيم ديني للمجتمع الإنساني وإنكار الشيوعية للدين يكبر ويصغر بمقدار تدخل الدين في المجتمع فإذا كان الدين يكتفي مثلاً بالجانب العبادى والأخلاقى فإن الشيوعية مع كفرها به تراه عدوا محدود الخطر
أما إذا تدخل فى المعاملات العامة والخاصة واستكثر من الشرائع
التي تضبط المجتمع على نحو معين وتسوقه إلى وجهة بينة فإن العداوة
هنا تمتد وتشتد لذلك لا تطيق الشيوعية الإسلام
للأديان الأخرى في الاعتراف بالألوهية
6
6
لأنه مع
6
شبهه واحترام الوحى يمتاز
بهيمنته على أزمة الحياة النفسية والاجتماعية ومزجه التام بين أحوال
القلب وأحوال الدولة
فالشرك بالله كفر
والحكم بغير ما أنزل الله كفر
وجحد الصلوات المكتوبة كفر
و رفض نظام المواريث المقسمة في القرآن كفر إلخ وقديماً قاتلت الدولة الإسلامية فى جبهة واحدة صنفين من الناس
أتباع الأنبياء الكذبة الذين زعموا أن بعد محمد نبوة
الآخر
ومانعى الزكاة الذين صدقوا ببعض تعاليم الدين ونكلوا عن بعضها
لقد عدهم المسلمون مرتدين جميعاً وخارجين على الإسلام أصلاً وفرعاً

٦٩
ذلك أن الإسلام يمزج مزجاً تاماً بين ما نسميه في عصرنا قيماً روحية
وبين أركان الشريعة وفروعها المتشعبة في المجتمع تشعب الجهاز

الدوري في الجسم الإنساني أيا ما كان الأمر فقد تواترت التصريحات على أفواه زعماء الشيوعية كلهم أن الدين لامكان له في العالم الذي يبنونه وأن الأولين إذا كانوا من الغباء بحيث قبلوه فإن التقدم العلمي جدير في هذا العصر بأن يأتي عليه من القواعد
فالدين يحارب أولا لأنه خرافة تستحق الزوال ثم لأنه يشكل المجتمع بطريقة فاسدة ويضع له قوانين وأعرافاً
يرفضها الفكر الشيوعي
ودين كالإسلام يعد النظم المالية والسياسية جزءاً من كيانه يستحيل أن يتلاقى مع الشيوعية في ميدان الحياة العملية استحالة التقائه بها
في ميدان العقيدة القبلية

استفتاء
وفتوى علماء الوعظ
نشرت مجلة علماء الوعظ الفتوى الآتية على استفتاء موجه إليها فأقامت الدنيا وأقعدتها وذلك لأن وعاظ المسلمين هم الفئة الممتازة التي توجه الأمة في أمر دينها والفتوى ليست صادرة عن واحد أو اثنين منهم وإنما هي صادرة
عن مجموعة تمثلهم ومن هنا كانت قيمتها الكبرى
وهي تلتقى مع الفتوى التي نشرت بجريدة الأهرام١ الصادرة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الثانى سنة ١٣٨٥ هـ الموافق التاسع من أغسطس سنة ١٩٦٥ بل إنهما فى التقائهما يكونان وحدة متماسكة وهذا أيضاً له دلالته الكبرى
هل يجوز لفتاة مسلمة أن تتزوج من شيوعى
ورد إلى إدارة المجلة الأسئلة الآتية س تقدم إلى خطبة ابنتى شاب عرفت من تاريخه أنه شيوعى ولا زال مصرا على شيوعيته فهل يجوز لي شرعاً أن أزوجه ابنتى نظراً لأنه – من الناحية الرسمية - يدين بالإسلام وأسرته مسلمة ويحمل اسماً إسلامياً أو يجب على أن أرفضه لفساد عقيدته أفتوني في
هذا ولكم الشكر

ع ل
۱ صفحة ٨٧ من الكتاب
٧٠

۷۱
ج من الواجب علينا - قبل إجابتنا عن هذا السؤال - أن نقدم نبذة موجزة عن موقف الشيوعية من الدين لكي يكون المستفتى على بصيرة من الأمر
الشميوعية مذهب مادى لا يعترف إلا بكل ماهو مادي محس ويجحد كل ما وراء المادة فلا يؤمن بالوحى ولا يؤمن بالآخرة
ولا يؤمن بأي نوع من أنواع الغيب وبهذا ينكر الأديان جملة وتفصيلاً ويعتبرها خرافة من بقايا عصور الجهل والانحطاط والاستغلال وفى هذا قال مؤسس الشيوعية كارل ماركس كلمته المعروفة الدين أفيون الشعوب وأنكر على الذين قالوا إن الله خلق الكون والإنسان فقال متهكماً إن الله لم يخلق الإنسان بل العكس هو الصواب فإن الإنسان هو الذى خلق الله أي اخترعه بوهمه وخياله وقال لينين إن حزبنا الثورى لا يمكن أن يقف موقفاً سلبياً
6
من الدين فالدين خرافة وجهل

وقال ستالين نحن ملحدون ونحن نؤمن بأن فكرة الله خرافة ونحن نؤمن بأن الإيمان بالدين يعرقل تقدمنا ونحن لا نريد أن نجعل الدين مسيطراً علينا لأننا لانريد أن نكون سكارى ا هـ
هذا هو رأى الشيوعية وزعمائها فى الدين ولهذا لم يكن غريباً أن نرى دستور الحزب الشيوعى ودستور الشيوعية الدولية يفرضان على كل عضو في الحركة الشيوعية أن يكون ملحداً وأن يقوم بدعاية ضد الدين ويطرد الحزب من عضويته كل فرد يمارس شعائر الدين وكذلك تنهى الدولة الشيوعية خدمات كل موظف يتجه هذا الاتجاه
ولو صح جدلاً أن شيوعياً أخذ من الشيوعية جانبها الاجتماعي

۷
والاقتصادي فقط دون أساسها الفكرى العقائدي – كما خيل للبعض وهو غير واقع ولا معقول - لكان هذا كافياً في المروق من الإسلام والارتداد عنه لأن للإسلام تعاليم محكمة واضحة في تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية ينكرها النظام الشيوعي إنكاراً مطلقاً كالملكية الفردية والميراث والزكاة وعلاقة الرجل بالمرأة إلخ وهذه الأحكام مما علم بالضرورة أنه من دين الإسلام وإنكاره كفر بإجماع المسلمين هذا إلى أن الشيوعية مذهب مترابط لا يمكن الفصل بين نظامه العملى وأساسه العقائدي والفلسفي بحال وإذا كان الإسلام لم يجز للمسلمة أن تتزوج بأحد من أهل الكتاب – نصراني أو يهودى – مع أن الكتابي مؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر في الجملة فكيف يجيز للمسلمة أن تتزوج رجلاً لا يدين بألوهية ولا نبوة ولا قيامة ولا حساب ! إن الشيوعي الذي عرفت شيوعيته يعتبر في حكم الإسلام مارقاً مرتداً زنديقاً فلا يجوز بحال أن يقبل أب مسلم زواجه من ابنته ولا أن تقبل فتاة مسلمة زواجها منه وهى ترضى بالله رباً وبالإسلام ديناً
و بمحمد رسولاً وبالقرآن إماماً وإذا كان متزوجاً من مسلمة وجب أن يفرق بينه وبينها وأن يحال
بينه وبين أولاده حتى لا يضلهم ويفسد عليهم دينهم

صدرت هذه الفتوى عن المكتب الفنى للإدارة العامة للوعظ في أعقاب السؤال الذى صدرت به هذه الفتوى وقد أثارت هذه الفتوى
ردود فعل عنيفة في مصر والعالم الإسلامي
وهنا نذكر أموراً أحدها هذا الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم
الرياض في ٢٧ / ١٢ / ١٣٩٥ هـ
حضرة صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنني أسجل تقديرى واحترامي وإعجابي بجهادكم العظيم ضد الإلحاد الشيوعى وأبعث إلى فضيلتكم بشاهدين علميين هامين
يثبتان هذا الإلحاد ويؤكدانه

الأول ما ذكره الكاتب الإسلامى الكبير محمد أسد في كتابه الطريق إلى الإسلام ص ٣١٥ - ٣١٦ بيروت – دار العلم للملايين - ط ١٩٦٨ يقول وكانت أول انطباعاتى وأطولها بقاء عن روسيا السوفياتية - في محطة السكة الحديدية في مرو إعلاناً كبيراً جذاباً يصف من عامة الشعب فى ثوبه العمالي الأزرق يرفس بحذائه رجلاً مضحكاً ذا لحية بيضاء مرتدياً ثياباً فضفاضة خارجاً ملبدة بالغيوم وتحت اللوحة كتب هكذا طرد عمال الاتحاد السوفياتي خرافة الإله وخرافة الإيمان بالله
شاباً

من
سماء
الثاني ما نقله الدكتور عادل العوا في كتابه المذاهب الأخلاقية
عرض ونقد طبع الجامعة السورية سنة ١٩٥٩ ج ص ۱۸۱ – ۱۸

من خطاب المؤتمر الثالث لاتحاد الشباب الشيوعي الذي حاز موافقة وتأييد زعمائهم ومفكريهم الكبار وجاء فيه
من
فبأي معنى ننكر الأخلاق وننكر التخلق

بالمعنى الذى تبشر به البرجوازية فى دعواها أن التخلق مشتق أوامر الله ففى هذه النقطة نقول - بداهة إننا لا نؤمن بالله هذا وغيره يتبجح الشيوعيون المصريون ويزعمون أن الشيوعية لا تناقض الدين ! إننى كتبت ما كتبت لمجرد أن أشعر فضيلتكم أن كل المسلمين معكم في جهادكم ضد الإلحاد لا لإضافة علم إلى أستاذ
وبعد
من
أساطين العلماء
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد عبد الرحمن إبراهيم
محاضر
بكلية اللغة العربية بالرياض
السعودية
أما الأمر الثانى فهو كلمة قالها شيوعى أحمر ونشرتها مجلة شيوعية
وتنسفها نسفاً
6
حمراء وهي كلمة تهدم الشيوعية من أساسها ثم هي كلمة لاتدع عذراً لمن يترك الإسلام ويعتنق الشيوعية بل ويمكن أن نعتبرها فتوى من شيوعى فى قيمة الشيوعية ولا ضرورة لذكر اسم الكاتب ولا لذكر اسم المجلة فقد قرأ كثير من القراء
في
مصر
هذه الكلمة وعرفوا اسم كاتبها
واللاشيوعيون إنه قال حرفيا
C
وسخر منه الشيوعيون

Vo
إن كارل ماركس لو عرف الإسلام ومبادئه لكان
المقتنعين به والداخلين فيه
من
أول
اللهم لك الحمد والشكر على هداية الإسلام ولك الحمد والشكر على أن أنطقت لساناً شيوعياً يهدم الشيوعية وينسفها من جذورها
إن هذه الكلمة من هذا الشيوعي الأحمر تعنى أنه
1 لو عرف كارل ماركس الإسلام ومبادئه لما كان كافراً لا يؤمن بالله وإنما كان يسارع إلى الإيمان بالإسلام دين التوحيد
ب ولو عرف الإسلام لما أتى بنظرية في السرقة تجرد الإنسان من كل ماله ويسمى ذلك تعويض المحرومين
ح ولو عرف الإسلام لقال بالرحمة فى الأخلاق والمعاملة استمداداً
من قوله تعالى
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ١٠٧ الأنبياء
ومن
فيم إذن القول بالشيوعية أيها الشيوعي الأحمر وعرفت أنت معك الإسلام لقد هدمت الشيوعية بلسانك ولعل الله يهديك
فتهدمها في قلبك

أما الأمر الثالث فهو كلمة كتبها أحد كبار المفكرين الذين لهم في المجال الفكرى اسم هو في القمم العالية ولم يشأ أن يذكر اسمه من أجل أن يقدرها القارئ فى نفسها لذاتها إنه كتب في آخر ساعة بالخط الواضح والعنوان الكبير مايلي
حتى تطمئن قلوب تخفق لاقتراب شهر رمضان المبارك

وأرجو أن يكون هذا الكتاب - بعون الله تعالى – من العوامل الهامة
في صد المد الشيوعي الذي تنفق عليه الدول الشيوعية الملايين وسيسير
الكتاب – إن شاء الله مسير الشمس تقتل بحرارتها جراثيم الإلحاد
6
ولا عذر لأي متدين بعد الفتاوى التي نسوقها في أن ينزلق إلى الشيوعية أو يغريه بريقها وكان كتاب أبو ذر الغفارى والشيوعية هو أول هذه السلسلة
ثم تبعه كتاب الإسلام والشيوعية
وهذا هو الكتاب الثالث بتوفيق الله
إنى لو حاولت أن أذكر كل ما قيل في هذا الشأن لا تسع المجال هذا الكتاب ولكننا قصرنا الحديث على القليل
وتضاعف حجم
6
لأن فيه غناء وفيه ما يفي بالغرض من هذا الكتاب وكان من اليسير أن نضمنه أحكاماً وفتاوى لكبار السياسيين الذين لهم دراية تامة بما خفى من أسرار الشيوعية بحكم صلاتهم وأجهزتهم التي لا يغيب عنها شيء من أمور السياسة مهما دق أو بولغ في كتمانه ولكنى اكتفيت أيضاً بالقليل النادر من فتاوى هؤلاء الذين بلغوا القمة في السياسية ولهم مع قياداتهم الكبرى دراية وثيقة ومعرفة عميقة بالجانب الديني مما جعل لرأيهم وزنه الكبير وأثره البالغ في الأوساط
الثقافية والسياسية والدينية
إنهم على علم تام بالدقائق السياسية وعلى خبرة شاملة ودقيقة
بالجانب الإسلامي
وهم من
أجل هذا
خطرهم
الكبير عند رجال السياسة
ولهم
لهم تقديرهم العظيم عند علماء الدين

لاشيء نخاف منه على أحد مادامت هذه المناقشات علمية ومن الواجب أن تكون كذلك فالخلاف نهائي بين الشيوعية وبين الإسلام أو أى دين آخر فالشيوعية لا تؤمن بكل ماهو مجرد أى بكل ماهو غيبي أى لكل مالا تلمسه اليد أو العين فالله – أساساً وابتداء ونهاية وغاية - لا وجود له فى الشيوعية ومادام الله غير موجود
فلا وجود لكتاب مقدس ولا وحى ولا نبي ينزل عليه الوحى
-"
ومادام الله غير موجود - كما يقول الأديب الروسي دستويفسكي فكل شيء جائز أخلاقياً فالشر والخير لا معنى لهما والفضيلة والرذيلة لاوزن لهما ولا حساب ولا عقاب والذين ماتوا تراب في التراب ولا حياة لهم بعد ذلك إلخ يمكن أن نجده في أي كتاب لتلاميذ المدارس الابتدائية في أي بلد شيوعي
ولا يهمنا ما الذي يدرسه الشيوعيون في بلادهم ولكن الذي يهم هو ما ندرسه نحن في بلادنا وما نحرص عليه من مقدساتنا الدينية
ويعنينا تماماً ألا يشككنا أخد في ذلك وألا يستبيح حرماتنا

وألا يجرى قلمه ولسانه في كل ما نضعه في مكانه الرفيع بيننا وفى أعيننا
وفي قلوبنا إن الشيوعية قد حاولت كثيراً أن تحتوى الأديان التي تكن لهم عظيم الاحتقار تأصيلاً لمعركتها الفاصلة معها وكسباً لأصوات الناخبين – في إيطاليا مثلاً - وليس من الإنصاف للقارئ أو للمواطن المؤمن بالله واليوم الآخر أن تثار على مرأى منه قضية تثير الغبار حول دينه ونسكت عن هذا الغبار والذين يثير ونه

۷۷
وفى مصر ملايين المؤمنين وملايين المثقفين وألوف العلماء هزهم وأفزعهم أن يستخف أحد بدينهم ورجال دينهم وكل ما نعتذر عنه الآن هو أننا لانستطيع أن ننشر كل ماجاشت به
قلوبهم وفاضت به أقلامهم وقد تهيأت القلوب لشهر الصوم وتفتحت
النفوس لذكر الله

وهى على كل حال مناقشة موضوعية وسوف نبقيها كذلك

الفصل الرابع
رسائل وأمور
تتعلق بموضوع الكتاب

الفصل الثاني
فتوى وحكم للقضاء الشرعي

٤٦
لذلك قررت المحكمة رد اعتراض المعترضتين خ م و ن ع وتأييد الحكم الغيابي السابق المرقم ٩٦٠/١٠١ والمؤرخ ١٩٦١/٥/٣
وتحميل المعترضتين كافة مصاريف المحاكمة وأجور المحاماة واللوائح حكماً وجاهياً قابلا للتمييز وأفهم علناً ٥/٣١ / ١٩٦١ ثم ميزته المدعية للمرة الثانية فأصدر المجلس القرار الآتى
مجلس التمييز الشرعي
العدد
۹۸ -
أصدر قاضي المحكمة الشرعية في البصرة حكماً وجاهياً بتاريخ ٣١/ ٥ / ١٩٦١ وبعدد إضبارة ۱۰۱ / ٩٦۰ خلاصته أن المحكمة كانت قد أصدرت إعلاماً بتاريخ / ۱ / ١٩٦٠ يقضى برد دعوى المدعية خ م بشأن طلبها النفقة من مطلقها المدعى عليه عع لبنتها الصغيرة ث والحكم بإسقاط حضانتها وتسليم البنت المذكورة لجدتها لأب أ أ التي أدخلت في الدعوى شخصاً ثالثاً ورد دعوی الشخص الثالث الأولى ن ع والجدة لأم ضم البنت إليها وذلك لثبوت كون المدعية شيوعية تجتمع مع الشيوعيين وترافقهم وتروج لهذا المذهب وأنها سبق أن حكم عليها من قبل محكمة الجزاء لإيوائها
أجنبياً في بيتها لا يمت بصلة القرابة ولكون والدتها متسترة عليها

فنقض تمييزاً بالقرار المرقم ٤٢ والمؤرخ ٢٢ / ١ / ١٩٦١ لأن أم الأم أحق بالحضانة من أم الأب إلا إذا وجد ما يسقط الحضانة عنها فكان على المحكمة التحقق من ذلك بصورة كافية واتباعاً لذلك أعيدت المحاكمة وبنتيجتها وبعد استماعها البينة على عدم أهلية الجدة لأم للحضانة وأنها شيوعية وقناعة المحكمة بعدم أهليتها للحضانة

التشريق أذود عنه الناس فقال يا أيها الناس أتدرون في أى ر أنتم وفى أى يوم أنتم وفي أي بلد أنتم
شهرا
قالوا في يوم حرام وشهر حرام و بلد حرام
قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى أن تلقوه
ثم قال اسمعوا منى تعيشوا
ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه
إلى
يوم
ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت فى الجاهلية تحت قدمى هذه القيامة وإن أول دم يوضع دم ابن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل ألا إن كل رباً في الجاهلية موضوع وإن الله قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس
ابن عبد المطلب لكم رءوس أموالكم لاتظلمون ولا تظلمون
ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض
ثم قرأ

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ مِنْها أربَعَةٌ حُرُمٌ ذلكَ الدِّينُ القَم فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ٣٦ التوبة ألا لا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض
ألا إن
الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكنه فى التحريش بينكم واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفُسهن شيئاً وإن لهن عليكم حقا ولكم عليهن حق ألا يُوطِئن فرشكم أحداً غيركم

و رسالة صاحب المعالى و
الشيخ حسن كتبى وزير الأوقاف والحج في المملكة العربية السعودية
ومن بين الرسائل التي وصلتنى رسالة أعتز بها لمكانة كاتبها في الثقافة وفى الفكر وفى الهيئة الاجتماعية إنه وزير الأوقاف والحج في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن كتبي وهو شخصية معروفة بالاتزان والتروى والحصافة فيما يكتب وفيما يقول
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
الآن وقد انتهيت من قراءة البيانات التي نشرت في مجلة آخر ساعة العدد ۱۳۰ فى ۱۳ شعبان ۱۳۹۵ هـ الموافق ٢٠ أغسطس ١٩٧٥ م بعد أن قرأت البطلان الذي نشر في مجلة روزاليوسف في موضوع الإسلام والشيوعية تأكد لى أن الله واسع الفضل والمنة على عباده المؤمنين لقد كان ذلك البطلان زبداً ذهب جفاء تحت قوة الحق ولكن حكمة الله ظهرت أن هذه الفتنة الدينية أثيرت في وقت كان لها
أفضل ردّ فعل إن ردّ فعلها كان خيراً عظيماً على الوضع القائم في مصر في وقت تجرى فيه المفاوضات مع أعداء الله وأعداء الدين من اليهود
۸۱

۸
على رتق جوانب من الفتق كان للشيوعية اليد العظمى في أحداثه إنه لا يمكننا أن نتصور انتصار الصهيونية على الأمة العربية واستدلالها لعزتها وغلبتها على بيت المقدس واعتدائها على مقدساتها لو لم يقبل العالم العربى بذلك التيار الإلحادى الشيوعي الذي أفسح المجال لتلك الطغمة التي ضربت عليها الذلة والمسكنة
لو لم يقبل العالم العربى بتغلغل ذلك التيار الإلحادى الشيوعي في الأمة العربية لما كان الخيال يستطيع تصور حدوث ماحدث ولقد جاء هذا الحوار بين الحق والباطل فى هذا الظرف السياسي الذي تعالج فيه الجروح التي خلفها المد الشيوعي في العالم العربي نعمة من الله وفضلاً ليرتفع صوت الإسلام عالياً في مواجهة الشيوعية حتى تتجمع الطاقات الإسلامية فى هيئة فكر موحد لتكون ظهرا للسياسة الحكيمة المتبعة حتى تسد الطريق في وجه الدين الشيوعي وأنصاره لئلا يعوقوا الوصول إلى النتائج التي نرجو أن تكون فاتحة خير وبركة على جميع البلاد العربية التي ذهبت ضحية موجة الانحرافات الدينية التى دفعتها الشيوعية إلى هذه المنطقة إن هذا الحوار الذي افتتحت به آخر ساعة مع فضيلتكم - وكان
سبباً في أن تكشف الشيوعية عن حقدها الدفين – لهو إرادة من الله ليحق الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً
6
إنني - بما بيننا من حب في الله وكره للإلحاد والملحدين - أقدم إليك تهنئتى على أن جعلك الله سبباً في هذا الخير على الإسلام والمسلمين وآمل أن تنقل عظيم شكرى إلى أصحاب الرأي السديد الذين غمسوا أقلامهم في مداد من تور ليخطوا كلمة الحق

وأناروا بها صفحات آخر ساعة لتظهر حقيقة الدين جلية واضحة
وسلطوا الأضواء على جميع جوانبها لئلا ينخدع البسطاء بالباطل
من القول
وتقبلوا خالص تحياتى اهـ
توقيع
کتی
وشكرا الله تعالى لصاحب المعالى السيد / حسن كتبي وزير الأوقاف
والحج بالمملكة العربية السعودية

إقرار الإسلام للملكية الفردية وحمايته لها و
من بحث قيم للدكتور على عبد الواحد عضو مجمع البحوث الإسلامية
يقر الإسلام المملكية الفردية ويذلل أمام الفرد سبيل التملك والحصول على المال ويعطى كل مجتهد جزاء اجتهاده من ثمرات الحياة ويفسح المجال أمام المنافسة وحوافز الطموح فيساير بذلك
الدنيا
"
الطبيعة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها ويكفل حياة إنسانية كريمة لأفراد الطبقات الدنيا والطبقات الكادحة ويحقق تكافؤ الفرص بين الناس في هذه الميادين
ولا يكتفى الإسلام بإقرار الملكية الفردية وتيسير سبل الحصول عليها بل يحيطها كذلك بسياج قوى من الحماية ويفرض عقوبات قاسية على كل معتد عليها أيا كانت صورة هذا الاعتداء
فيقرر عقوبة قطع اليد في السرقة قال تعالى والسَّارِقُ والسَّارِقَةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزَاءً بِما كَسَبَا نكالاً مِنَ اللهِ واللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٣٨ المائدة
ولم يتشدد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تنفيذ حد تشدده في تنفيذ حد السرقة فقد جاءه مرة أسامة بن زيد وكان من أحب الناس إليه يشفع فى فاطمة بنت الأسود المخزومية وكان قد وجب عليها حد السرقة لسرقتها قطيفة وحليا فأنكر الرسول عليه السلام شفاعة وانتهره قائلاً أتشفع في حد من حدود
له
أسامة على حبه الله ثم قام فخطب في الناس فقال إنما أهلك الذين من
ΛΕ

٨٥
قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها أن عقوبة القطع لا توقع إلا بشروط كثيرة يتعلق بعضها بمادة
صحيح
وصحيح
الشيء المسروق وبعضها بقيمته وبعضها بالمكان الذي سرق منه و بعضها بالسارق نفسه وبعضها بالمالك وبعضها بعلاقة أحدهما بالآخر وقرابته منه وبعضها بالشهود وهلم جرا أن هذه الشروط يندر توافرها وصحيح أنه لا توقع عقوبة القطع إلا حيث تنتفى جميع الشبهات فإن قامت شبهة ما مهما كانت تافهة لا يصح توقيع هذه العقوبة لقوله عليه السلام ادرءوا الحدود بالشبهات حتى إن السارق إذا ادعى أن العين المسروقة ملكه اعتبر هذا الادعاء
شبهة ويسقط عنه القطع وإن لم تقم بينة على صحة ما ادعاه ولكن سقوط القطع لعدم توافر الشروط أو لقيام شبهة ما لا يعفى السارق من العقوبة فالشريعة الإسلامية تقرر عقوبة التعزير في كل حالة يسقط فيها متى ثبتت الجريمة بأية طريقة من طرق الإثبات الأخرى والتعزير عقوبة يقدرها القاضي أو يقدرها القانون المتواضع عليه في صورة تتفاوت شدتها حسب درجات الجريمة ومبلغ خطرها وحسب اختلاف المحرمين أنفسهم وما يكفى لردعهم ويكون بالحبس والجلد والتأنيب وما إلى ذلك وهذا كله في السرقة العادية ما يسميه فقهاء المسلمين بالسرقة الكبرى أو الحرابة فعقوبته أشد من ذلك كثيراً فقد قرر الإسلام أن يعاقب قطاع الطريق بالقتل أو الصلب أو كليهما معاً إن قبض عليهم بعد أن سلبوا المال وقتلوا النفس وبالقتل فقط إن كانوا قد قتلوا النفس ولم يكونوا قد سلبوا مالا بعد وبقطع الأيدي والأرجل

٨٦
من خلاف بأن تقطع من كل واحد منهم يده اليمنى ورجله اليسرى إذا كانوا قد سلبوا المال فقط وبالحبس إذا كان القبض عليهم قد تم من قبل أن يقتلوا نفساً ولا يأخذوا مالاً هذا إلى ما توعدهم الله به من عذاب عظيم في الآخرة وفى هذا يقول الله عز وجل إِنَّما جزاء الَّذِين يُحارِبُونَ اللهَ َورَسُولَهُ ويَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أوْتَقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْى فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣٠ المائدة وأما الغصب ونقل حدود الأرض فمجترحها ملعون في نظر الإسلام ومحروم من رحمة الله وفى هذا يقول عليه السلام من غصب شبراً من أرض طوقه الله تعالى من سبع أرضين يوم القيامة ويقول
من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان وتوجب الشريعة الإسلامية على الغاصب أن يرد الشيء المغصوب أو يرد قيمته إذا بدده أو أتلفه فلو كان المغصوب أرضاً فغرس فيها أو بنى قلع الغرس وهدم البناء وردت إلى صاحبها كما كانت ويوقع على الغاصب فى جميع الحالات عقوبة التعزير السابق بيانها وفى سبيل حماية الملكية الفردية يجيز الإسلام للمالك أن يدفع عن ماله بكل وسائل الدفاع حتى لو ألجأه ذلك إلى قتل المعتدى وفى هذه الحالة لاقود عليه وإذا قتل هو يموت شهيداً لقوله عليه السلام
من قتل دون ماله فهو شهيد
بل إن الإسلام لينهى عن مجرد النظر بعين نهمة إلى ملكية الغير وفى هذا يقول الله تعالى ولا تمدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَة الْحَيَاةِ الدُّنْيا ١٣١٠ طه

فتوى منقولة عن جريدة الأهرام حرفياً و
أثارت هذه الفتوى أثرها الضخم حين نشرت في الأهرام وطبعت بمختلف اللغات ووزعت بمئات الآلاف لما تتسم به من حق ولأنها من كبار
علماء الإسلام
جاء في جريدة الأهرام الصادرة فى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الثاني سنة ١٣٨٥ الموافق التاسع من أغسطس سنة ١٩٦٥ بالصفحة الأولى العمود الأول مايلي

رأى لجنة الفتوى بالأزهر في زواج المسلمة من شيوعى أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر رأياً ببطلان عقد زواج المسلمة من
أى شيوعي ينكر الله أو يتمسك بالإلحاد المادى

وكانت لجنة الفتوى قد ردّت على استفسار وجه إليها من
المواطنين
أحد
يسألها رأى الإسلام في قضية شاب عرف من تاريخه أنه شيوعى ومصر ويصر على شيوعيته تقدم لخطبة ابنته المسلمة والشاب نفسه يحمل اسماً إسلامياً ومن أسرة مسلمة فهل يجوز - من وجهة نظر الإسلام – أن يتم هذا الزواج
وقالت لجنة الفتوى إن الشيوعية مذهب مادى لايؤمن بالله
C
وينكر الأديان ويعتبرها خرافة

هؤلاء
ء الساسة
هم
الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود
أمطره الله غيث رحمته وأنزله منزلة الصديقين في فسيح جنته والملك خالد أمد الله في عمره ونفع الأمة الإسلامية بحكمته وغيرته الدينية والأمير فهد أمد الله في حياته ووفقه
السياسية
لكل خير
D
هذه الأحكام والفتاوى كلها تتساند وتتكاتف في إجماع لا يتزعزع وفي قوة لا تفتر بأن الشيوعية كفر وأن الذين يدينون بها ليس لهم فى الإيمان من نصيب بعضها يتناول جانباً منها بالتفصيل وبعضها يتناول أيضاً بالتفصيل جانباً آخر ولكنها – كلها على أن الشيوعية حرب على الأديان جميعاً

متفقة
ولأنها عدة من الفتاوى تختلف - من حيث صدورها – في الزمان والمكان وشخصية المفتى وتتفق فى النتيجة فإنه لا يتأتى الجدل فيها وهي – إذن - تدمع الشيوعية بما لا يتأتى للشيوعية الخلاص منه بالكفر
على أن الشيوعية لا تدعى الإيمان فإنها قد أنشأت معاهد رسمية
"
لتعليم الإلحاد وهى تنفق الملايين في كل الأقطار لنشر الإلحاد ولها عملاؤها في كل قطر لترويج الزيغ والضلال وهي تقول في صراحة صريحة إن الإلحاد جزء لا يتجزأ من الشيوعية وحينما تنتهى هذه الفتاوى إلى نتائجها اليقينية وهي أن الإسلام معارض جذرياً للشيوعية فى العقيدة فهو مؤمن وهي كافرة ومعارض للشيوعية في الأخلاق فالأخلاق تنبع فيه عن
الإلهى والأخلاق فيها تنبع عن الشيوعية اللادينية
المصدر

۸۸
فالشيوعي الذي عرف بشيوعيته ولا يزال مصرا عليها يعتبر في
حكم الإسلام مرتداً
وإذا كان الإسلام حرم زواج المسلمة من مشرك بالله فمن باب أولى أن يكون ذلك الزواج ممنوعاً بالنسبة لمن لادين له اه
هذه الفتوى نقلناها عن جريدة الأهرام حرفياً
وقد كان لهذه الفتوى آثارها الضخمة حين نشرت في جريدة الأهرام وقد طبعت بمختلف اللغات ووزعت في أنحاء العالم
بمئات الآلاف
6
واستقبلت بقبول حسن اطمأنت له القلوب
وقرت له العيون لما تتسم به من الحق ولأنها صادرة عن أكبر هيئة علمية من علماء المسلمين

الخاتمة
فتوى شيخ الأزهر

الله وعن
لقد بدأ الكفر بالدين مع ماركس منذ ابتداء الشيوعية فقد قال ماركس كلمته المشهورة إن الدين أفيون الشعوب أى إنه يخدرهم ويعدهم ويمنيهم ويتحدث إليهم عن الحساب والنعيم في الآخرة وهو من هذا الجانب عامل تخديريتم في الجو الاجتماعي ولقد تلقف لينين هذه الكلمة لكارل ماركس وأعلن أن هذه
الكلمة هى حجر الزاوية فى الفلسفة الماركسية فيما يتعلق بالدين إنه يقول حرفيا
قال ماركس إن الدين هو أفيون الفقراء وهذا هو حجر الزاوية في الفلسفة الماركسية جميعها من ناحية الدين وتعد الماركسية الديانات جميعها والكنائس وكل أنواع المنظمات الدينية آلة لرد الفعل البرجوازي
الذي يستهدف الاستغلال بتخدير الطبقة العاملة
وفي المقدمة التي كتبت لكتاب لينين مايلي نصاً الإلحاد جزء طبيعى من الماركسية لا ينفصل عنها ونتابع أقوال الشيوعيين عن الدين
يقول لونا شارسكي الذى كان يوماً ما وزيراً للتعليم في حكومة
الشيوعيين
نحن نكره المسيحية والمسيحيين وحتى أحسن المسيحيين خلقاً
نعده شر أعدائنا وهم يبشرون بحب الجيران والعطف والرحمة وهذا
۹۱

۹
يخالف مبادئنا والحب المسيحى عقبة فى سبيل تقدم الثورة فليسقط حبنا لجيراننا فإن ما نريده هو الكراهية والعداوة وحين ذاك نستطيع
غز و العالم
إن تبشير المسيحية أو - بتعبير آخر - تبشير الأديان بحب الجيران والعطف والرحمة يثير الكراهية في نفس الشيوعي إذ أنه لا يعرف إلا الحقد والكراهية والعداوة وبهذه الكراهية والعداوة يستطيع
غزو العالم ! ! !
فيما يزعم والزعيم الشيوعي لينين يعلن في وضوح سافر عن الصلة بين الدين والشيوعية بكلمات قليلة حاسمة إنه يقول
الماركسية هى المادية وهى من ثم معادية للدين ! ! ! أما البرنامج الذى وضع للمؤتمر الدولى الشيوعي السادس الذي عقد في عام ١٩٢٨ فإنه يقول حرفيا
بين
إن الحرب ضد الدين - وهو أفيون الشعوب – تشغل مكانا هاما أعمال الثورة الثقافية ويلزم أن تستمر هذه الحرب بإصرار وبطريقة
منظمة
ولا يكاد لينين يمل الحديث عن الأديان ووجوب تحطيمها إنه يتحدث عنها بمناسبة وبدون مناسبة ولقد كتب في يوم خطاباً للكاتب الروسي مكسيم جوركى
يقول فيه
إن البحث عن الله لا فائدة فيه ومن العبث البحث عن شيء لم تضعه في مكان تخبئه فيه وبدون أن تزرع لا تستطيع أن تحصد وليس لك إله لأنك لم تزرعه بعد والآلهة لا يبحث عنها وإنما تزرع

يخلقها البشر ويلدها المجتمع ! ! !

ومما سبق نرى
أن الشيوعية في العقيدة معارضة للإسلام ! ! !
وهي في الأخلاق معارضة للإسلام ! ! !
وهي في الاقتصاد معارضة للإسلام ! ! !
وهي في كل هذه المعارضات منكرة متعمدة بل وساخرة
مستهزئة

6
فهي إذن ملحدة لا يشكون هم فى ذلك ولا يشك فيه غيرهم والواقع يكذب كل مماراة لهم وهم في موقفهم أشد انحرافاً عن الإسلام
من المشركين
ولقد بين الله الأحكام بالنسبة للملحدين والمشركين
من هذه الأحكام الأحكام الخاصة بالزواج مثلا يقول تعالى ولأمةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَة
6
ولا تنكِحُوا المشركاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ولوْ أَعْجَبَتكُم ولا تُنكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدُ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مشرك ولوْ أَعْجَبَكُم أولَئِكَ يدعُونَ إِلَى النَّارِ واللهُ يَدْعُو إِلَى الجَنَّةِ
والمغْفِرَةِ بإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ للنَّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ ٢٢١ البقرة
فالمسلمة إذن لا تحل لشيوعى فإذا كان اعتنق الشيوعية بعد
الزواج فإنها تصبح محرمة عليه
والمسلم لا تحل له الشيوعية فإذا كانت اعتنقت الشيوعية بعد
الزواج فقد أصبحت محرمة عليه وإذا مات الشيوعى أو الشيوعية فإنه لا يصلى عليه ولا يدفن في

مقابر المسلمين ولا يرثه وارث مسلم ولا يرث هو من الأقارب المسلمين وإذا تاب الشيوعى فإن باب التوبة مفتوح والله يبسط يده
بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم

فاتحة الكتاب تقديم
الفصل الأول
فتاوى الساسة العلماء
الفهرس
الملك فيصل والشيوعية
الملك خالد والشيوعية الأمير فهد والشيوعية الفصل الثاني
فتوى وحكم للقضاء الشرعي
قرارات المحاكم الشرعية
الفصل الثالث
الصفحة
1

۱۹

۳۳

ترةةة

فتاوى كبار علماء المسلمين
فضيلة المفتى الأسبق الشيخ حسنين محمد مخلوف
والشيوعية
فتوى أخرى لفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف
أحدث الفتاوى لفضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف فتوى المفتى الأسبق فضيلة الشيخ محمد بخيت
90

٩٦
فتوى فضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمد الغزالي
استفتاء وفتوى علماء الوعظ
الفصل الرابع
رسائل وأمور تتعلق بموضوع الكتاب
رسالة صاحب المعالي الشيخ حسن كتبي إقرار الإسلام للملكية الفردية وحمايته لها فتوى منقولة عن جريدة الأهرام
الخاتمة
فتوى شيخ الأزهر
الصفحة
٦٦
F

۸۱

ΛΕ

٨٩
رقم الإيداع
الترقيم الدولى
٥٣٠٧ / ١٩٨٦
IBN
۹۷۷-۰-۱٨-٧٩٤
١٨٤ / ١/٨٦
طبع بمطابع دار المعارف ج م ع

دارالم
دار المعارف
هذا الكتاب
الشيوعية مذهب مادي أ أساسه و لا إله والحياة مادية فهي تحارب الأديان
وتعلن أن الدين أفيون الشعوب
وقد تتهادن مع الدين لتمكن لنفسها فتقوض المجتمع المؤمن من أ إنها مذهب هدام يتعارض مع الأديان تعارضاً جذرياً
أساسه
تتعارض مع الدين فى جانب العقيدة أما الإلحاد فهو جزء طبيعي من الشيوعية لا ينفصل عنها فهى تكفر بالله وبكتبه ورسله واليوم الآخر الدين في الجانب الخلق فهى مادية صرفة موغلة في الخصومة والإرهاب والكراهية والتهييج والحقد وجوهر الأخلاق في الدين سمو ورحمة وعدل وإحسان
وتتعارض مع
وتتعارض مع الدين فى نظام المجتمع فهى تلغى الملكية وتجرد الأفراد والأسر من كل ما يملكون وهى تسلب الفرد حريته فهو فيها آلة في عجلة الإنتاج لا ذات له ولا إرادة وهى لا تعترف بالمساواة لأن الشعوب تتحكم فيها دكتاتورية البروليتاريا
والشيوعية فوق ذلك وليدة الصهيونية وهدف الصهيونية إفساد الإنسانية
ديناً وتشريعاً وأخلاقاً
ولقد تنبه علماء الإسلام ومفكر وه إلى خطر الشيوعية وتصدوا لكشف حقيقتها وأعلنوا رأى الإسلام فيها بعد دراسة واعية حتى لا تنخدع الشعوب بشعاراتها الزائفة
وهذا الكتاب من ثمرات هذه الدراسة فقد سجل ما انتهوا إليه من آراء وفتاوى على طريق الإيمان بالله والقيم الرفيعة والمثل العليا
4/1db

۱۰
ومعارض للشيوعية في النظام المالى فإنه الامتلاك
يبيع
الحلال ولو بلغ الملايين وهى تجرد الفرد من كل ما يملك
من
المال
نقول إن هذه الفتاوى حينما تنتهى إلى أن كل شيوعى يقول إنه
مسلم فهو منافق فإن هذه النتيجة لا تدهش الذين لهم إلمام بالشيوعية

"
ولهم إلمام بالإسلام بل نقول إن هذه النتيجة لا تدهش الشيوعيين أنفسهم لأنهم يعرفون عن يقين أن الشيوعية معارضة للإسلام جذرياً في جميع الزوايا ويعرفون أنهم يحاربون الإسلام من أجل عقيدته ويحاربونه من أجل أخلاقه ويحاربونه من أجل النظام المالى فيه ويعرفون أنهم في حربهم ضد الإسلام قد أبادوا الملايين من المسلمين لإسلامهم إنهم يقتلونهم أن يقولوا ربنا الله ولم يقتلوهم بالعشرات لا بل ولا بالمئات ولا بالآلاف ولكن بالملايين بالملايين بالملايين ويعرف الشيوعيون أكثر من إنهم يعرفون أن ولاءهم للشيوعية وأنه إذا تعارضت مصلحة مصلحة وطنهم فإنهم مع الشيوعية ضد وطنهم إنهم مع
ذلك
الشيوعية مع الشيوعية عملاء ومع الشيوعية جواسيس ومع الشيوعية إثارة للفتن بين الطلاب وإثارة للقلاقل بين العمال وإثارة للاضطرابات في
المجتمع

إنهم يعلمون كل ذلك
ويعلمون أنهم حينما يمسكون بالمسبحة أو يصلون في المساجد فإنهم مأمورون بذلك تنفيذاً لمنهج محدد
ومن الطريف ما قاله أحد الكتاب