Go Back





فضيلة الدكتور
عبد الحليم محمود
الفضيل بن عياض
صوفى من الترحيل الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الأطهار الطيبين أفضل الصلاة وأتم التسليم الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق فيه لم يكن يعتمد في كتاباته على مجرد البحث الأكاديمي في إسلامياته ومؤلفاته عن السادة الصوفية - رضوان الله عليـهـم ـ ولكنه كان بالإضافة إلى ذلك مطبقاً للفكرة التي يؤمن بها ومن كان كذلك يصل كلامه إلى القلب مباشرة ويتأثر به القارئ ولعل دراسة متأنية لما كتبه عن الشخصيات الصوفية توضح أنه كان منفعلاً بها ومتفاعلاً معها ويظهر ذلك بوضوح في كتابه الحمد لله هذه حياتي فهو لم يكن مجرد سرد تاريخى أو ذاتي بل هو أيضاً استخراج لكثير من الأسس والمبادئ التي آمن بها وطبقها على نفسه
K
قبل أن يطلب من الآخرين الاقتناع بها والعمل على تطبيقها
لقد درس
ودرس
الإمام الأكبر عبد الحليم محمود خانه مذهب النصيين علاقة اليقين بالعقل ودرس المذاهب العقلية سواء في الجو الإسلامي أو الغربي وعن هذه الدراسات جميعاً مع دراسة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس يقول الإمام عبد الحليم محمود اه

بمنهج
وانتهيت من دراسة الدكتوراه وأنا أشعر شعوراً واضحاً المسلم في الحياة وهو منهج الاتِّباع إن ابن مسعود اه يقول
عن
هذا المنهج كلمة موجزة كأنها إعجاز من الإعجاز اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم لقد كفينا وعلينا ـ إذن ـ الاتباع وبعد أن وقر هذا المنهج في شعوري واستيقنته نفسي أخذت أدعو إليه كاتباً ومحاضراً ومدرساً ثم أخرجت فـيـه كتاباً خاصاً هـو الإسلام والعقل وكل ما كتبته عن التصوف والشخصيات
الصوفية فإنما يسير في فلك هذا المنهج منهج الاتِّباع ا هـ لقد اختبر الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الإسلام الطرق الكلامية والنصية فلم يجد الطريق الصحيح إلا في العبودية
الدين
والاتباع فكان من أمر الشيخ عبد الحليم محمود فيه أن أصبح هو الفضيل بن عياض وهو الإمام الغزالى وهو الشيخ الأكبر محيى ابن عربى حتى وصل به الأمر أن امتزج امتزاجاً كاملاً بالمدرسة الشاذلية فكان قطبها ولُقب بأبى الحسن الشاذلي القرن العشرين

ولُقب أيضا بأبى التصوف في العصر الراهن فلقد كان إليه فيه المرجع والفتيا وريادة الفكر الإسلامي والتصوف في العـصـر
الحديث
لقد كتب الإمام عبد الحليم محمود له هذا الكتاب عن الإمام الفضيل بن عياض ضلال مبينا الموقف الذى يجب أن يتخذه كل صوفى وكل داعية إلى الله تعالى فهذا ليس حديثًا عن سيرة ذاتية

للإمام الجليل بقدر ما هو دراسة علمية وافية للطريق إلى الله في جانب من جوانب حياة صوفى من الرعيل الأول من الذين أحبوا أن يَفْنَوا في الله سبحانه وتعالى وأن يقوموا به وأن يتخلقـوا
مرضاته
أن
بأخلاقه أن تفنى شخصيتهم في إرادته تعالى في حبه في يسترسلوا معه كما أحب لا يكون لهم هوى في غير شریعته ولا تكون لهم إرادة فى غير ما أمر أن يذوبوا في محيط
الإطلاق
ولا أملك سوی أن أضرع إلى الله أن يهيئ لهذا التراث الإسلامي في كل عصر من يوضحه ويجدّده ويثريه ويحييه بالبحث وبالسلوك وبالعلم حتى يكون فى العالم الإسلامي ـ في كل وقت وزمن - من يمثلون قمم العلم ومكارم الأخلاق
هذا
وبالله التوفيق

أ د / منيع عبد الحليم محمود
أستاذ التفسير وعلوم القرآن
بجامعة الأزهر

الفصل الأول
حَيَاةِ الفُضَيل

بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه إلى يوم الدين وبعد
فإننا كلما أخذنا في دراسة حياة صوفى من الصوفية تذكرنا - في
سرعة - الشبلي رحمه الله وقد سئل
لم سميت الصوفية هذا الاسم
فقال لبقية بقيت عليهم من نفوسهم ولولا ذلك لما لاقت الأسماء ولا تعلقت بهم
بهم
لقد أحب الصوفية التخلص من الأسماء الأنية لقد ومن أحبوا أن يفنوا في الله سبحانه وتعالى أن يقوموا به وأن يتخلّقوا بأخلاقه وأن تفنى شخصيتهم فيه فى إرادته في حبه في مرضاته أن يسترسلوا معه كما أحب لا يكون لهم هوى في غير شريعته ولا تكون لهم إرادة فى غير ما أمر أن يذوبوا في محيط
الإطلاق
وهم
لذلك ينأون عن الحديث عن أنفسهم ويبتعدون عن ذكر
صفاتهم الخاصة وأحوالهم الفردية ومن أجل ذلك لا تكاد تجد تاريخاً شخصياً للصوفية ومن فإننا نكاد لا نجد تاريخاً شخصياً للفضيل بن عياض رحمه الله
هنا
ونحن نكتب هنا كلمات يسيرة نستخلصها من هنا وهناك مما روى عن حياته
-11-

إنه أبو على الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ثم
اليربوعي
إنه عربي من قبيلة تميم
ولد بخراسان من ناحية مرو بقرية يقال لها فندين۱ وكان أبوه معروفاً لقد كان معروفًا بخشية الله والخوف منه
D
يقول سفيان بن عيينة العالم المشهور
ما رأيتُ أحدًا أخوف لله من الفضيل وأبيه
وأحب هذا الوالد المؤمن أن ينشأ ابنه على غراره ولكن هذا الابن لم يحقق رغبة أبيه في بواكير شبابه فقد انحرفت به الحياة - فيما يبدو ـ في عهد مبكر من حياته
ولكن جو عيناه عليه كان كامناً فى نفسه لم يزل أثره فكانت حياة الانحراف التي عاشها فى العهد الأول من شبابه حياة عابرة لفترة مؤقتة ثم تغلب عليها جوهر فطرته الطاهرة وما لبث أن حصل له هذا الانقلاب المفاجئ الذى يهيئه الله سبحانه لمن أحب من عباده فينتشلهم به من البعد عنه إلى القرب منه
الاستقامة الذى نشأ فيه وجو الإيمان الذي تفتحت
يقول الفضيل بن موسى كما يروى صاحب كتاب تهذيب
التهذيب
۱ بضم الفاء وسكون النون ودال مكسورة من قرى مرو
-۱-

كان الفضيل بن عياض شَطَارًا يقطع الطريق بين أبيورد
وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينما هو يرتقى
الجدران إليها إذ
سمع
تاليا يتلو
ألم يأن للذينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لذكر الله ١
فلما سمعها قال
بَلَى يا ربُّ - قَدْ آن
فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع
علينا

قال
ففكرت فقلتُ أنا أسمع اسمي بالليل في المعاصي وقوم مِنَ المسلمين يَخافُوننى ها هنا وما أرى اللـه ســائـقــى إليهم إلا لأرتدع اللهم إنّي قد تبت إليك وجعلت توبتى مجاورة البيت
الحرام "
القد
متجاوباً
هو
سمع
الفضيل النداء الإلهى يدوى من أعماق نفسه وسمعه مع التالي للقرآن الكريم بل ربما لم يكن هناك تال وإنما
التطلع الكامن في نفس الفضيل إلى حياة التقوى والفضيلة
والطهر النفسي والوجداني
۱ سورة الحديد ١٦
-۱۳

وتاب الفضيل توبة خالصة لوجه الله ولكنه لم يذهب إلى مكة مباشرة وربما كان ذلك هيبة من البيت الحرام أن يدخله ولما يتأهب لدخوله بعد وما من شك في أن التوبة الخالصة من كبريات المؤهلات لدخول البيت الشريف
بيد أن الفضيل أحب أن يذهب إلى البيت وهو متسلّح ـ مع الطهر بالتوبة وبالعلم إن هذا البيت قد زاد الله من تشريفه وتعظيمه حينما اقتضت حكمته تعالى أن يجعله مكان البعثة المحمدية حيث شهدت جدرانه محمداً علم يطوف به ويسير

حوله داعياً إلى الله وحده لا شريك له منادياً لا إله إلا الله وكانت هذه الكلمة تزلزل قواعد الشرك وتقع غُصة في قلوب المشركين وإن من حرمة هذا البيت - فيما يرى الفضيل - ألاً تشد إليه الرحال إلا وأنت على علم بما ينبغي أن تكون عليـه
فيه لابد - إذن - من العلم قبل الذهاب إليه
أين يذهب ليتعلم ولتكون توبته قائمة على أساس من المعرفة الصادقة كما هي قائمة على أساس من الشعور النفسي الصادق
القد
يمم الفضيل وجهه شَطْرَ الكوفة
يقول ابن سعد وقدم الكوفة وهو كبير
ولما حل الفضيل بالكوفة أخذ ينهل من العلم نهلاً
_18_

لقد أخذ يحضر نهاره على كبار أساتذة الحديث ـ على الخصوص - ويسهر ليله في استذكار ما سمع وتعلم
وكان الفضيل صاحب ذاكرة قوية وفطنة نفاذة وكانت عنده المؤهلات التي لا ينبع المحدث إلا بها
و و
لقد كان قوى الذاكرة بحيث يسهل عليه حفظ السند والمتن وكان فطنا بحيث يتصرف في مشكلات العلم بأسلوب ذكي وكان
مخلصاً لتراث أشرف الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وكان متعطشاً للمعرفة حريصاً عليها وكان حرصه لما رأى في المعرفة متعة ولذة ولأنه كان نادماً على فترة أمضاها في البعد عن هذا الجو فقد حرص حرصاً شديداً على استدراك ما فاته وبرع الفضيل في الحديث
من
ونقله الحديث من جو التوبة الساذجة إلى جو التوبة التي شفّت بالحديث وسمت بمعرفة كيفية المتابعة لرسول الله
لقد أصبحت توبته على بصيرة
ووجهته هذه المعرفة وهذه التوبة العارفة إلى العبادة بأسلوب المتابعة الدقيقة لرسول الله العالم ونعم بعبادته فاستغرق فيها ونعم بالمعرفة فاستغرق فيها
ثم لما رأى نفسه أهلاً للذهاب إلى مكة ومجاورة البيت
الحرام سافر إليها واستقر فيها إلى أن مات بها في أول سنة وثمانين ومائة عن نحو ثمانين سنة ودفن بباب المصلَّى
سبع
-10-

ولقد عاش الفضيل بعد توبته عيشة متزنة فقد تزوج وكان له أبناء منهم ابنه على وقد كان الفضيل معنياً به يتتبع أخباره ويوجهه بطريق مباشر أو غير مباشر
فمرة قيل له إن علياً يقول وددت أنى بمكان أرى الناس ولا يرونني فقال ويح على أفلا أتمها فقال لا أراهم ولا يرونني ويبدو أن الفضيل انه رأى عليا مرة في زهو وفي كبر فأخذ يحد من غربه ۱ ومما قاله له
لعلك ترى أنك شيء الجعل أطوع لله منك
وكان الفضيل يكنى به فيقال له يا أبا على
وكان للفضيل ابن آخر هو أبو عبيدة وكان الفضيل يحبه
ويقول
إني لأحبُّه وأُحبُّه لأنه جاءني على كبر

ويبدو أن الفضيل لم يكن ثرياً وأن حياته ما كانت حياة رخاء
هذا
ولكن الذين يؤرخون له يتحدثون عن خادم له ولقد روى الخادم الكثير عن حياة الفضيل الدينية وكان خادما عالماً اكتسب من
۱ أَغْرَبَ جاء بالشيء

صحبة الفضيل الكثير من المعرفة إنه إبراهيم بن الأشعث الذي تفانى فى حب الفضيل وفى خدمته والذى ندين له بكثير مما نعرف عن الفضيل
ويبدو أن هذا الخادم العالم لم يكن الوحيد عند الفضيل فقد كان للفضيل جارية سوداء هي التي قالت لهارون الرشيد - حينما كان عند الفضيل
يا هذا لقد اذيت الشيخ منذ الليلة انصرف يرحمك الله
وكان للفضيل حمار يركبه وكان الفضيل يقول إني لأعصى الله فأعرفُ ذلك فى سُوء خُلق خادمى وحمارى
ويذكر صاحب " صفة الصفوة أنه كان يقول
أصْلَحُ ما أكون أفقر ما أكونُ وإِنِّي لأعصى الله فأعرفُ ذلكَ في خُلق حمارى وخادمی
أي أنه ربما صدر منه عمل ليس من أعمال المقربين صدر منه دون شعور به ولا انتباه له فيرجع إلى نفسه ـ حينما يرى سوء
خلق خادمه أو حماره - يحاسبها على ما فعلت ليستغفر ويتوب فإذا أردنا أن نعرف - الآن - مصدر الرزق فى حياة الفضيل فإن الإمام الشعراني له يقول عن الفضيل
وكان لا يسقى على الدوام وينفق من ذلك على نفسه وعياله
-۱۷

ويبدو أن الخادم أو الخدم إنما كانوا من أجل معونته على السقى ويبدو أن الحمار كان من أجل ذلك أيضاً
والأمر المؤكد هو أن الفضيل لم يكن مترفاً في حياته وإنما
كان يعيش من عمل يده من كسب حلال طيب
يقول ابن حبان
عنه
أقام بالبيت الحرام مجاوراً مع الجهد الشديد والورع الدائم والخوف الوافر والبكاء الكثير والتحلّى بالوحدة ورفض الناس
وما عليه من أسباب الدنيا إلى أن مات بمكة
كان الفضيل يعيش على هذا النسق أن الدنيا كانت تُعرض مع عليه فى صورة الآلاف من الدنانير من الملوك والأمراء والأثرياء هدايا فيرفضها إنه يريد الا يقذف إلى جوفه إلا باللقمة
الحلال ويذكر في ذلك قصة سعد فيه مع رسول الله

عن ابن عباس قال تليت هذه الآية عند النبى عالم يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۱ فقام سعد بن أبي وقاص فقال
يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة
فقال
۱ سورة البقرة ١٦٨

يا سعد أطب مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستجاب الدعوة والذي نَفْسُ محمد بيده إنَّ الرجلَ ليقذف اللقمة الحرام في جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنهُ
أربعين يوما وأيمـا عبـد نَبَت لَحـمـه مـن الـسـحـت والـبـا فـالـنـار
أولى به
ويذكر ـ أيضاً ـ قوله عالم
يَا أَيُّها الناس ! إنَّ اللهَ طيب لا يقبل إلا طيبا وإِنَّ اللهَ أَمَرَ
المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ
1
وقال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾
ثم ذَكَرَ الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام ومشربه حرام ومَلبَسُهُ حرامٌ وغُذَّى مِنَ الحَرَام يمد يديه إلى السماء يا رب يا ربُّ فأَنَّى يُستجاب لذلك ۳
وكان الفضيل راضياً بحياته الفقيرة
1 سورة المؤمنون ٥١
سورة البقرة ۱۷
۳ رواه مسلم والترمذى وقال حسن غريب
-۱۹

إنه ـ على حد تعبيره - أصلح ما يكون أفقر ما يكون بل لقد كان الفضيل شاكراً لله سبحانه على هذه الشدة في حياته ويرى أن ذلك فضل من | الله عظيم إنه يقول
أَجَعْتَني وأَجَعْت عيالي وتركتني في ظُلم الليل بلا مصباح
وإنَّما تفعل ذلك بأوليائك فبأى منزلة نلت هذا منك والتزم الفضيل - في حياته - الشريعة التزاماً كاملاً واقتدى برسول اللهم اقتداءً تاماً بقدر استطاعته
إنه يقول اسلك الحياة الطيبة الإسلام والسُّنَّةَ ولا تخرج الحياة الطيبة ـ في نظره ـ عن ذلك إنها الاتباع
انظر - مثلاً - إلى موقفه من الفرائض والنوافل
يقول إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل بن عياض يقول لَنْ يتقرب العباد إلى الله بشيء أفضل من الفرائض الفرائض
رءوس الأموال والنوافل الأرباح
الفضيل ـ في هذا ـ متناسقاً ويسير
الله ويبين
مع الحديث الشريف الذي يبين
السبيل إلى حب الله للعبد هذا
كيفية القرب من الحديث الجميل الذى رواه الإمام البخارى ه - بسنده ـ عن
أبي هريرة اه قال
إن الله قال مَنْ عَادَى لى ولياً فقد آذنته بالحرب وما نقرب
إلى عبدي بشيء أحب إلى مـمـا افـتـرضـتـه عليه وما يزال عبـدى
_Y_

يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعُ به وبَصَرَه الذي يُبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما تردّدتُ عن شيء أنا فاعله ترددى عَنْ نَفْسِ المؤمن يكره الموت وأنا أكره
مَسَاءَتَهُ
عبد
وينصح الفضيل بالفرار من الناس إلى الله فيقول
فِرَّ مِنَ الناسِ غير تارك للجماعة
ويحمل الفضيل على أصحاب البدع حملات متكررة يروى عنه
الصمد بن يزيد قوله
مَنْ أحب صاحب بدعة أحبط اللهُ عَمَلَهُ وأخرج نور الإسلام
من قلبه
ومن كلامه في أصحاب البدع
مِنْ علاماتِ البَلَاءِ أَنْ يكونَ الرجلُ صاحب بدعة
نظر المؤمن إلى المؤمن جلاء القلب ونظر الرجل إلى صاحب
البدعة يُورث العمى
مَنْ أَعانَ صاحب بدعة فَقَدْ أعان على هدم الإسلام
-۱-

لا يرتفع لصاحب بدعة ـ إلى الله ـ عمل إذا رأيت مبتدعاً في طريق فخذ في طريق آخر
ويحث الفضيل - في صورة نبيلة - على ألا يخوض الناس في الصحابة ويرى أن الخوض فيهم من البدع التي يبغضها الله تعالى ويقول في ذلك
إني أحب من أحبهم الله وهم الذين يسلم منهم أصحـاب محمد وأَبغِضُ مَنْ أَبْغَضَه الله وهم أصحاب الأهواء
والبدع
ويروى عبد الصمد بن يزيد عن الفضيل قولاً يحدد ـ في كثير
من الزوايا - موقف الفضيل من أصحاب البدع فيقول
سمعت الفضيل يقول
لَئِنْ أكُلُ عند اليهودي والنَّصْرَانِي أَحَبُّ إِلى مِنْ أَن أَكُلَ عِندَ صاحب بدعة فإنّى إذا أكلتُ عندهما لا يُقتدى بي وإذا أكلتُ عند
صاحب بدعة اقتدى بي الناس
أُحب أن يكون بينى وبين صاحب البدعة حصن من حديد عمل قليل في سنة خيرٌ مِنْ عَمَلِ صَاحب بدعة
من جلس مع صاحب بدعةٍ لَمْ يُعْطَ الحكمة
-

ومن جلس إلى صاحب بدعة فاحذره
صاحب بدعة لا تأمَـنْـهُ على دينك ولا تُشَاوِرْهُ في أم ولا تجلس إليه فمن جلس إليهِ وَرَثَهُ اللهُ - عزَّ وجلَّ - العَمَى إذا عَلِمَ اللهُ مِنْ رجل أنه مُبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله فإني أرجو له لأن صاحب السنة يعرض كل خير وصاحب البدعة لا يرتفع له ـ إلى الله ـ عمل
وإِنْ كَثُرَ عَمَلُهُ
قال وسمعت الفضيل يقول
إنَّ لله - عز وجل - ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر معَ مَنْ يكونُ مَجْلِسُكَ لا يكون مع صاحب بدعة فإنَّ الله تعالى لا ينظر
إليهم
علامة النفاق أن يقوم الرجلُ ويقعد مع صاحب بدعة
أدركت خيار الناس كلهم أصحابُ سُنَّةَ وَهُمْ يَنْهَونَ عَنْ
أصحاب البدعة
قال وسمعت فضيلاً يقول
إن لله عباداً يُحيى بهم العباد والبلاد وَهُمْ أصحابُ سُنَّة

أما موقف الفضيل من السلف فهو موقف رجل الشريعة
الصادق
عن حسين بن زيد قال سمعت فضيلاً يقول
ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خِصَالِ إِذا لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ
هَوًى ولا يَشْتُمُ السَّلَفَ وَلا يُخَالِطُ السَّلْطَان
وقال مؤمل بن إسماعيل سمعت الفضيل بن عياض يقول إذا نظرتُ إلى رجل من أصحاب أهل البيت كأني نظرت إلى
رجل من أصحاب رسول الله عالم
وذكر الصحابة عند الفضيل فقال
اتَّبِعُوا فَقَدْ كُفيتُمْ - أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب
وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب لم أجمعين
وبعد
فلقد سارت حياة الفضيل على هذا النسق
توبة خالصة نَصُوح حياة ماديةٌ مُجهدة ولكنها راضية حامدة اتباع دقيق لسنة رسول الله وبغض واضح لأصحاب البدع

٢٤

الفصل الثاني
الفضيل وأصْحَاب السُّلْطَان
مما يتصل بحياة الفضيل موقفه من أصحاب السلطان وكان من الممكن أن نجعله جزءًا من الفصل السابق ولكنا رأينا من الأوفق
جعله فصلاً مستقلاً

يقول تعالى
من كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَدْمُومًا مَّدْحُورًا CD وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مُشْكُورًا ١ كُلا نُمِدُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ١
ويقول سبحانه
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ

الدُّنْيَا نُؤْتِه مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخرة من نصيب ٢
الملوك والصوفية النعيم المادى والنعيم الروحي الترف المترف والزهد الزاهد من ينظرون إلى الأرض ومن ينظرون إلى السماء من يريدون العاجلة ومن يريدون الآخرة حرث الدنيـا وحـرث الآخرة إنها أطراف تتعارض وتتصارع وهى قائمة على مر الزمن لا تهدأ ولا تفتر وإن في المجتمعات - قديماً وحديثًا ـ من يسيرون وراء النزغات والغرائز ومن يرتفعون بأنفسهم على النزغات والغرائز وإن لجهاد النفس - من أجل تزكيتها - مكانة كبرى في الأجواء
الدينية
۱ سورة الإسراء ۱۸ - ۰
سورة الشورى ۰
-۷-

وقَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَاهَا ۱
والنفس الإنسانية - بطبعها - ميالة إلى فتنة الدنيا
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب ٢
300

الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ
ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً ۳
والصوفية يمثلون - أقوى وأطهر ما يكون التمثيل – التجرد إلى
الله وإرادة الآخرة
إنهم قد تحققوا بقوله تعالى
لكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ ٤
وطلبوا الباقيات الصالحات
وهم يرون في الناس وأصحاب السلطان ويرون تهافت الناس عليهم وذلتهم في سبيل شهواتهم وأهوائهم من جاه أو سلطان أو مال أو منصب يراؤون
تطلُّعاً إلى الدنيا في أيدى الملوك والأمراء
۱ سورة الشمس ۹ سورة آل عمران ١٤ ۳ سورة الكهف ٤٦ ٤ سورة الحديد ۳

ويتزلّفون ويتملقون ويخضعون ويكذبون وينافقون من أجل عرض زائل أو جَاهِ يَفْنَى
ويحاول الصوفية - في كل زمن - أن يقودوا الناس إلى الله
يقودوا أصحاب السلطان بالوعظ والنصيحة إلى الله
ويقودوا الشعب بالوعظ والنصيحة والقدوة الحسنة إلى إيثار الآخرة على العاجلة
ولقد كان للفضيل ا فى هذا المجال أثر مشكور محمود ولقد كان الفضيل يتجه - بنصحه - إلى الملوك وإلى العلماء وإلى
عامة الشعب لقد كان يقول لعامة الشعب
لَئِنْ يَدْنُو الرَّجُلُ مِنْ جيفة منتنة خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَن يَدنُوَ إِلَى هَوْلاءِ
يعني أصحاب السلطان
وكان يقول
رَجُلٌ لا يُخَالِطُ هَؤلاء ولا يَزيدُ على المكتوبة أَفْضَلُ عندنا من رجل يقوم الليل ويَصُومُ النَّهَارَ وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ وَيُجَاهِدُ في
سَبيلِ اللهِ ويُخالطهم
ويتجه إلى العلماء فيبين لهم وضعهم الصحيح قائلاً
لَوْ أَنَّ أَهْلَ العِلمِ زَهِدُوا فِي الدُّنْيا لَخَضَعَتْ لَهُمْ رِقَابُ الجَبَابِرَةِ

وانقادت الناس لهم ولكن بذلُوا علمهم لأبناء الدنيا ليصيبوا بذلك مما في أيديهم فَذَلُّوا وهانوا على الناس ومن علامة الزهاد أَنْ
يفرحوا إذا وصفوا بالجَهْلِ عِندَ الأمراء ومَنْ دَانَاهُمْ
ولقد كان الفضيل يخالط سفيان بن عيينة العالم الشهير فكان كلما التقى به يوجه إليه النصح ولقد جلس إليه سفيان بن عيينة يوماً فقال له
كُنتُمْ معاشر العلماءِ سُرجًا للبلاد يُسْتَضاءُ بِكُم فَصِرتُمْ ظُلمَةٌ وكُنتُمْ نُجومًا يُهْتَدَى بكُم فَصرتُم حيرةً أما يستحى أحدكُمْ مِنَ الله إذا أتى إلى هؤلاء الأمراء وأخذَ مِنْ مالهم وهو لا يعلمُ مِنْ أينَ أخذوه ثم يسند بعد ذلك ظهره إلى محراب ويقول حدثني

فلان عن فلان فطأطأ سفيان رأسه وقال نستغفر الله ونتوب إليه
وكان إذا اجتمع حوله العلماء يوماً قال لهم
مَا لَكُمْ وللملوك ما أعْظَمَ مِنهُم عَليكُم قد تَرَكُوا لَكُمْ طريق الآخرة فاركبوا طريق الآخرة ولكن لا تَرْضَوْنَ تبيعونَهم الدُّنْيا ثُمَّ تُرَاحِمُونَهم عَليها ما ينبغي لعالم أنْ يَرضَى هذا لنفسه

ولقد كان للفضيل جولات مع هارون الرشيد ولقد كان لهارون الرشيد جولات مع الفضيل
لقد كان في الرشيد سحر الدنيا وكان قلبه ـ مع ذلك ـ يتفتح للعظة الخالصة خارجة من قلب مؤمن
لقد كان يملك أسباب النعيم الحسي في إسراف مسرف وكان يتملكه أحياناً ـ خوفُ الله فيغمره إحساس ديني عميق وتفيض
عبراته

ولقد كان بهذا الشعور الديني يُجلُّ الذين أخلصوا وجوههم لله ويتقبل نُصحهم بل ويهابهم ويقدرهم
روى النضر بن شميل قال سمعتهارون الرشيد يقول ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورَعَ مِنَ الفُضَيل
ومن طرائف الفضيل مع الرشيد أن قال له الرشيد يوما متعجباً
من زهده مَا أَزْهَدَك
فقال له الفضيل
- أَنتَ أَزْهَدُ مِنِّى
قال وكيف ذلك
قال " لأنى أزهد في الدنيا وهي فانية وأنت تزهد في الآخرة مع
أنها باقية
وكان هارون يتقبل نُصحه عن طيب نفس بل ويطلب منه
النصح

وما كان الفضيل يسعى إليه وإنما كان هارون
كلما التقى به يطلب الفضيل أو يسعى إليه في بيته
ونروى الآن بعض القصص التي تبين مكانة الفضيل من هارون
ومسلك الفضيل بالنسبة للرشيد
يقول سفيان بن عيينة
دعانا هارون الرشيد فدخلنا عليه ودخل الفضيل آخرنا
مقنعاً رأسه بردائه وقال لي
يا سفيان أيهم أمير المؤمنين
فقلت هذا وأومأت إلى الرشيد
فقال له
يا حَسَنَ الوَجه أنت الذى أمْرُ هذه الأمة في يدك وعنقك
لقد تقلدت أمراً عظيماً
فبكى الرشيد ثم أتى لكلِّ مِنَّا بِبَدْرَةٍ ١ فكلُّ قَبلَها إلا
الفضيل
فلاطفه الرشيد وألح عليه فاستعفاه منها
وبعد الخروج قال له ابن عيينة
هلا أخذتها وصرفتها في أبواب البر
قال ابن عيينة
فأخذ بلحيتي ثم قال
1 كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار

يا أبا محمد أنتَ فَقِيهُ البَلَد وتغلـط بمثل هَذا الغَلَط
لَوْ طَابت لأولئك لطابت لى
أما القصة المستفيضة التي حدثت للفضيل مع هارون الرشيد والتي رواها ابن الجوزى وروتها الحلية ورواها الإمام الكبير
محيى

الدين بن عربی ورواها غير هؤلاء فهي كما يلي
حدث الفضل بن الربيع قال
حَجَّ أمير المؤمنين فأتاني فخرجت مسرع عاً فقلت يا أمير
المؤمنين لو أرسلت إلى أتيتك
فقال وَيْحَكَ قَدْ حَاكَ في نَفسي شيء فانظر لي رجلاً
أسأله
فقلت ها هنا سفيان بن عيينة
فقال امض بنا إليه
فأتيناه فقر عنا الباب فقال
قلت أجب أمير المؤمنين
من
ذا
فخرج مسرعاً فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى أتيتك فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال
له عليك دين
فقال نعم
فقال أبا عباس اقض دينه
فلما خرجنا قال ما أغنى عنى صاحبك شيئاً انظر لي رجلاً
أسأله
۳۳

قلت ها هنا عبد الرزاق بن همام
قال امض بنا إليه
فأتيناه فقرعنا الباب فخرج مسرعاً فقال هذا
قلت أجب أمير المؤمنين
من
فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى أتيتك فقال خُذ لما جئناك له
فحادثه ساعة ثم قال له عليك دين
قال نعم
قال أبا عباس اقض دينه
فلما خرجنا قال ما أغنى عنى صاحبك شيئًا انظر لي رجلاً
أسأله
قلت ها هنا الفضيل بن عياض
قال امض بنا إليه
فأتيناه فإذا هو قائم يصلّى يتلو آية من القرآن يرددها
من
فقال اقرع الباب فقرعت الباب فقال هذا
قلت أجب أمير المؤمنين
فقال ما لي ولأمير المؤمنين
فقلت سبحان الله أما عليك طاعة
صلى الله
فقال أليس قد روى عن النبي علم أنه قال
لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذلَّ نَفْسَهُ

ثم نزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت
فدخلنا فجعلنا نجول بأيدينا فسبقت كف هارون ـ قبلى ـ إليه فقال يا لها من كفّ ما أليَنَها إِنْ نَجَتْ غداً من عذاب الله - عز وجل فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام من قلب تقى فقال له خُذ لما جئناك له رحمك الله

فقال
إن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حيوة فقال لهم إنى قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا على فَعَدَّ الخلافة بلاء وعَدَدتها
أنت وأصحابك نعمة
فقال له سالم بن عبد الله
إن أردت النجاة من عذاب الله قصم الدنيا وليكن إفطارك
منها الموت
وقال له محمد بن كعب
إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المؤمنين عندك أباً وأوسطهم عندك أخاً وأصغرهم عندك ولدا فوقر أباك وأكرم
أخاك وتحنن على ولدك
-٣٥

وقال له رجاء بن حيوة
N
إن أردت النجاة غداً من عذاب الله فـأحـب للمسلمين ما تُحِبُّ لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم من إذا شئت
D
وإني أقول لك
إني أخاف عليك أشد الخوف يوماً تزل فيه الأقدام فهل معك ـ رحمك الله - مثل هذا أو من يشير عليك بمثل هذا
فبكى هارون الرشيد بكاء شديدا حتى غُشى عليه
فقلت له ارفق بأمير المؤمنين
فقال يا بن الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا أفاق الرشيد فقال له زِدْنِي رحمك الله
ثم
فقال
يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملاً لعمر بن عبد العزيز شكى إليه
فكتب إليه عمر
يا أخى أذكرك طول سَهَر أهل النار مع خُلود الأبد وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء
قال
فلما قرأ الكتاب طَوَى البلاد حـتـى قـدم عـلـى عـمـر بن عبد العزيز فقال له ما أَقْدَمَك قال خلعت قلبي بكتابك لا أعود
إلى ولاية حتى ألقى الله عز وجل
٣٦۔

قال فبكى الرشيد بكاء شديداً ثم قال له
زدني رحمك الله
فقال
يا أمير المؤمنين ! إِنَّ العَبَّاسَ عَمَّ المصطفى جاء إلى فقال يا رسول الله أمرني على إمارة فقال له
إن الإمَارَةَ حَسْرَةٌ ونَدَامَةٌ يومَ القيامة فإن اسْتَطَعْتَ أنْ لا تكونَ أميراً فافعل
فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له زدني رحمك الله
قال
یا حَسَنَ الوَجْه أنت الذى يسألك الله ـ عز وجل ـ عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقى هذا الوجه من النار فافعل وإياك أن تصبح وتمسى وفي قلبك غش لأحد من رعيتك فإن
النبي
قال
مَنْ أصبح لهم عاشاً لم يَرِحْ رائحة الجنَّةَ
فبكى هارون وقال له عليك دين
قال
نعم دين لربى لم يحاسبني عليه فالويل لي إن سألني والويل لى إن ناقشني والويل لى إن لم ألهم حُجّتى
-۳۷-

قال إنما أعنى من دين العباد
قال
إن ربي لم يأمرني بهذا إنما أمرني أن أُصَدِّقَ وَعْدَهُ وأطيعَ أَمْرَهُ
فقال ـ عز وجل
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ CD مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون CD إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
1
فقال له هذه ألف دينار خُذها فأنفقها على عيالك وتقو بها
على عبادتك
فقال
سبحان الله ! أنا أدلُّكَ على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل
هذا سلمك الله ووفقك
ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا على
الباب قال هارون
إذا دللتني على رجل فدلّني على مثل هذا هذا سيد
المسلمين
فدخلت امرأة من نسائه فقالت
۱ سورة الذاريات ٥٦ - ٥٨
۳۸

يا هذا قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا
المال فتفرجنا به
فقال لها
مثلى ومثلكُم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما
كبر نحروه فأكلوا لحمه
فلما
سمع
هارون هذا الكلام قال
ندخل فعسى أن يقبل المال فلما علم الفضيل خرج

فجلس في السطح على باب الغرفة فجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلّمه فلا يُجيبه فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت
يا هذا قد آذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله
فانصرفنا
ولا تنتهى قصص الفضيل مع هارون الرشيد عند هذا الحد فها هي ذى قصة أخرى
يروى يحيى بن يوسف أن الفضيل بن عياض لما دخل على هارون أمير المؤمنين قال أيكم هو فأشاروا إلى أمير
المؤمنين
فقال

أنت هو يا حَسَنَ الوجه لقد ولّيت أمراً عظيماً إني ما رأيتُ
۳۹

أحدا هو أحسن وجها منك فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة
من النار فافعل
فقال له عظني
فقال
بماذا أعظك هذا كتاب الله تعالى بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه وماذا عمل بمن عصاه
وقال
إني رأيتُ الناس يغوصون على النار غوصاً شديداً ويطلبونها طلباً حثيثاً أما ـ والله ـ لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالُوها
فقال الرشيد عُد إلى
فقال
لو لم تبعث إلى لم آنك وإن انتفعت بما سمعت منى عدتُ
إليك
والعجيب فى صلة الفضيل بهارون الرشيد هو عاطفة الفضيل بالنسبة للرشيد لقد كانت عاطفة معقدة شديدة التعقيد إنها من ألغاز النفس الإنسانية التي تتكشف عن ألغاز كلما سَبَرَ الإنسان بعض أغوارها ولقد أدهشت هذه العاطفة الفضيل نفسه وتعجب
منها
_{-

وهذا الجانب يرويه محمد بن أبي عثمان فيقول
سمعت الفضيل بن عياض يقول
ما علَى ظَهْرِ الأَرض أَبغض إلى من هارون ولا أحد أحب إلى بقاء منه لو قيل انتقص من عُمرك ويُزاد في عمره لفعلتُ ولو خيرت بين موته أو موت هذا ـ يريد ابنه أبا عـبـيـدة ـ وإني لأحبـه ـ يعنى أبا عبيدة ـ قال وأحبه لأنه جاءني على الكبر ـ لاخترت موت هذا فسبحان الله الذى جمع بين هاتين الخصلتين في قلبي
قال محمد يريد لما يحدث بعد هارون من البلاء
والفضيل - إنما يحرص على حياة هارون رغم بغضه له لأنه كان يرى فيـه ـ رغم ما يأخذه عليه ـ حزماً في الإدارة وحسن تصرف في شئون الناس واحتراما للعلماء وتقبلاً للوعظ والنصح منهم وفي ذلك مصلحة الرعية
ومصلحة الرعية - عند الفضيل - أهم من مصلحته الشخصية وفي سبيل هذه المصلحة واستمرار بقائها لا يضن الفضيل بأن ينتقص من عمره أو أن يموت ابنه - الذى يحبه - فداء لهارون

ولم ينس الفضيل أن يروى عدة أحاديث شريفة في شأن أصحاب الحكم موجهة ومرشدة منها ما رواه - بسنده ـ عن بكير الحريري ونفر من الأنصار قالوا

أقبل رسول الله فأقبل كل رجل منا يوسع إلى جنبه رجاء أن يجلس إليه حتى قام على الباب وأخذ بعضادتيه فقال الأئمة من قريش ولى عليكم حق عظيم ولهم مثل ذلك
ما فعلوا ثلاثا
- إذا استرحموا رحموا
- وإذا حكموا عدلوا
- وإذا عَاهَدُوا وفوا
فمَنْ لَمْ يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين
وهذا الحديث الشريف واضح في واجب الرؤساء على وجـه
العموم
وحديث آخر يبين واجب الحكام أيضاً
روي الفضيل بسنده - أن معاوية ضرب على الناس بعـثـاً فخرجوا فرجع أبو الدحداح فقال له معاوية
ألم تكن خرجت مع الناس
صل الله
قال بلى ولكن سمعت من رسول الله حديثاً فأحببت أن
أضَعَهُ عندَكَ مخافة أن لا تلقاني سمعت رسول الله عليم يقول
يا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ ولى مِنكُم عـمـلا فـحـجـب بابه عن ذى حاجـة
-EY_

رو
للمسلمين حَجَبَهُ الله أن يلج باب الجنةِ ومَنْ كانت الدنيا همتَهُ
حَرَّم الله عليه جوارى
وهكذا كان الفضيل - - رحمه الله ـ يحاول دائماً أن يوجه الحكام
إلى الطريق المستقيم سواء أكان ذلك بسلوكه أم بقوله ونصائحه ورواياته عن رسول الله عالم

وموقف الفضيل من الحكام وذوى السلطان موقفه الذي يعتز فيه بالله ورسوله موقفه الذى يتمثل فيه الإيمان الصادق القوى يتمثل فيما ذكره صاحب كتاب " تهذيب الأسماء من أنه قيل
للفضيل
لم لا تحدث جعفر بن يحيى
قال
إني أُجل حديث رسول الله أن أحـدث به جـعـفـر بن
يحيى
ولم ينس الفضيل أن يوجه النصح باستمرار إلى العلماء حتى لا تذل نفوسهم لذى السلطان ومن أمثلة ذلك ما قاله لسفيان بن عيينة
لقد جلس سفيان بن عيينة - وهو قمة من قمم العلم الإسلامي - إلى الفضيل فقال له الفضيل
كنتم معاشر العلماء سُرجًا للبلاد يستضاء بكم فصرتُم ظُلمة
٤٣

و كنتم نجوما يُهتدى بكم فصرتُم حيرة أما يستحى أحدكم من الله إذا أتى إلى هؤلاء الأمراء وأخذ من مالهم وهو لا يعلم من أين
أخذوه ثم يسند بعد ذلك ظهره إلى محراب ويقول حدثني
فلان عن فلان
فطأطأ سفيان رأسه وقال
انستغفر الله ونتوب إليه

الفصل الثالث
الفضيل والقُرآن

القرآن ربيع قلوب الصالحين إن نجواهم به وإن نعيمهم
وإنه وردهم مصبحين وهو وردهم ممسين وإن رسول الله يقول - فيما رواه عبد الله بن عمر ـ

من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غيرَ أَنَّهُ لا يُوحَى إليه لا ينبغى لصاحب القرآن أن يجدَ مَعَ مَنْ وجد ولا يجهل مَعَ
مَنْ جَهِلَ وفى جوفه كلام الله ۱
وللفضيل مع القرآن صحبة وله منه هيبة وإليه محبة إنه يروى بعض الأحاديث عن رسول الله علم في شأنه منها روى الفضيل - بسنده ـ عن ابن مسعود الله قال قال رسول الله
صلى الله
ما خَيَّبَ الله عبدا قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران ونِعْمَ كَنْزُ المؤمن البقرة وآل عمران
"
وروى الفضيل - بسنده - عن جابر أن رسول الله
كان لا ينام حتى يقرأ
N
الم تنزيل الكتاب وتبارك الذي بيده المُلْكُ
وكان الفضيل يصف الذين يقرءون مخلصين لله وجوههم
فيقول
۱ رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد أي سورة السجدة وسورة الملك
_{V_

قُرَّاءُ الرَّحمنِ أَصْحَابُ خُشُوعِ وَذُبُولٍ وقُراءُ الدُّنْيا أَصْحَابُ
عُجب وتكبر وازدراء للعامة
ويقول
قُرَّاءُ الرَّحمنِ أَهْلُ ذُبُولٍ وخُشُوعِ وقُرَّاءُ الأَمَراءِ أَهْلُ كِبْرٍ
وعُجب وازدراء للنَّاس
أما قراءة الفضيل في نفسه فقد روى إسحاق بن إبراهيم عنها أنها كانت حزينة بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنساناً وكان إذا مر فيها ذكر الجنة يرددها
أما شعوره نحو القرآن وعاطفته بالنسبة له فإنها تظهر التالية التي رواها صاحب صفة الصفوة فقال
من
بآية
القصة
حدث سعد بن زنبور قال كنا على باب الفضيل فاستأذنا عليه فلم يؤذن لنا

فقيل لنا إنه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن قال وكان معنا رجل مؤذن وكان صيتاً فقلنا له اقرأ فقرأ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١ ورفع بها صوته فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل لحيته
بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه وأنشأ يقول
۱ سورة التكاثر ١
LEA

بلَغْتُ الثَّمَانِينَ أَوْ جُزْتُهَا فَمَاذَا أُؤَمِّلُ أَوْ أَنْتَظَرْ أَتَى لِي ثَمَانُونَ مِنْ مَوْلدِي وَبَعْدَ الثَّمَانِينَ مَا يُنْتَظَرْ عَلَتْنِي السُّنُونُ فَأَبْلَيْتَي
قال ثم خنقته العبرة وكان معنا على بن خشرم فأتمه لنا فقال عَلَتْنِي السُّنُونُ فَأَبْلَيْتَي فَرَقَّتْ عَظَامِي وَكَلَّ البَصَرْ
ويتحدث إبراهيم بن الأشعث قائلاً
ما رأيت أحداً كان الله في صدره أعظم من الفضيل كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من بحضرته
وكان دائم الحزن شديد الفكرة ما رأيت رجلاً يريد الله بعلمه وأخذه وإعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره - يعنى
الفضيل

أما نصائحه لأهل القرآن فكثيرة منها قوله
حَامِلُ القُرآنِ حامل رايةِ الإِسْلَامِ لَا يَنبغي له أَنْ يَلْغُوَ مَعَ مَنْ يَلْغُو ولا أَنْ يَلهوَ مَعَ مَنْ يَلهُو وَلَا أَنْ يَسْهُوَ مَعَ مَنْ يَسْهُو وَيَنبَغِي لحامل القُرآن أن لا يكونَ لَهُ إلى الخلق حَاجَةٌ لا إلى الخُلَفَاء فَمَنْ دُونَهُمْ وينبغى أن تكونَ حَوائِجُ الخَلْق إليه

وكان الله يقول
مَنْ قَرَأَ القُرآنَ سُئِلَ يومَ القيامة كَمَا تُسألُ الأنبياء ـ عليهم الصلاةُ
والسلام ـ عَنْ تَبليغ الرسالةِ فَإِنَّه وَارِثُهُمْ
وكان يقول
لا ينبغى لحامل القُرآن أنْ يكونَ له حَاجَةٌ عند أحد من الأمراء والأغنياء إنما ينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه
أما
من
أعطى فهم القرآن فإنه ـ فيما أعلن الفضيل ـ قد أُعطى
علم الأولين والآخرين
وقد رويت له بعض تفسيرات لعدد قليل من الآيات وإننا
لنأسف لأنه لم يُرو له الكثير من ذلك ومن تفسيراته
قال في قوله تعالى لَيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ۱ يعني أخلصه وأصوبه إنَّ العمل يجب أن يكون خالصاً لله وصواباً علـى مـتـابـعـة النبي
صلى الله
وقال في ذلك أيضاً
ليَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ٣
۱ ۳ سورة هود ٧ وسورة الملك ٢ البداية والنهاية جـ ١٠ ص ۱۹۸ ۱۹۹
10_

أخلصه وأصوبه فإنَّه إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خـالـصـا والخالص إذا كان لله والصواب إذا كان على السُّنَّة
"
ويحدث داود بن مهران قال سمعت فضيلاً يقول في قوله
تعالى
وَأَوْفُوا بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ
قال أوفُوا بما أَمَرْتُكم أوف لكم بما وَعَدْتُكم
وعن سهيل بن عاصم قال سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت فضيلاً يقول في قوله تعالى
وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا
قال لا تَغْفَلُوا عَنْ أَنفُسِكُم فَإِنَّ مَنْ غَفَلَ عَنْ نَفْسِهِ فَقَدْ قَتَلَها وقال إبراهيم بن الأشعث سمعت فضيلاً يقول ذات ليلة وهو
يقرأ سورة محمد ويبكى ويردد هذه الآية
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ
أخبارَكُمْ ۳
وجعل يقول
۱ سورة البقرة ٤٠
سورة النساء ٢٩
۳ سورة محمد ۳۱

ونبلو أخباركم ويردد وتبلو أخبارنا إن بلوت أخبارنا فَضحتنا وهتكت أستارنا وإنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا
ويبكي
وعن الحسن بن على العابد قال قال الفضيل بن عياض لرجل
كم أتت عليك
قال ستون سنة
قال فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ
فقال الرجل يا أبا على إنا لله وإنا إليه راجعون

قال له الفضيل تعلم ما تقول
قال الرجل قلت إنا لله وإنا إليه راجعون
قال الفضيل تعلم ما تفسيره
قال الرجل فَسِّره لنا يا أبا على
قال
قولك إنا لله تقول أنا لله عبد وأنا إلى الله راجع فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع فليعلم بأنه موقوف ومن علم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جواباً
فقال الرجل فما الحيلة
قال تحسنُ فيما بقى يغفر لك ما مضى وما بقى فإنك إن أسأت فيما بقى أُخذت بما مضى وما بقى

وعن محمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الصمد
قال سمعت الفضيل يقول
وو
إنما هُمَا عَالمان عَالِمُ دُنيا وعَالِمٌ آخِرَةَ فَعالِمُ الدُّنْيا عِلمُهُ
مَنْشُور وعالم الآخِرَةِ عِلمُهُ مَسْئُورٌ فَاتَّبعوا عَالِمَ الآخِرَةِ واحْذَروا
عَالِمَ الدُّنيا لا يصدكم بسكره ثم تلا هذه الآية
إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۱ الآية تفسير الأحبار العلماء والرهبان العباد
ثم قال الفضيل
إنَّ كثيرًا مِنْ علمائكم زيه أشبَهُ بَرَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ منهُ بِزِيٍّ محمد إن محمداً لم يضع لبنة على لبنة ولا قَصَبَةً على إنَّ
قصبة لكن رفع لَهُ علم فسموا إليه
قال وسمعت الفضيل يقول
العُلَمَاء كثير والحُكَمَاء قَليلُ وَإِنَّمَا يُرَادُ مِنَ العِلْمِ الحِكْمَةُ فَمَنْ أُوتى الحكمة فقد أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا
وقال
لَوْ كَانَ مَعَ عُلَمَاتَنَا صَبْرٌ ما غَدَوا لأبواب هؤلاء يعنى
الملوك
۱ سورة التوبة ٣٤
_01_

وسمعت رجلاً يقول للفضيل العلماء ورثة الأنبياء
فقال الفضيل العُلَمَاءُ الحُكَمَاء وَرَثَةُ الأنبيا
وقال رجل للفضيل
العلماء كثير
فقال الفضيل الحكماء قليل

٥٤

الفصل الرابع
الفضيل والدعاء

إن الدعاء مظهر من مظاهر الخضوع والتواضع والعبودية ومن أجل ذلك يكثر الصالحون من الدعاء لأنفسهم ولأهليهم ولأصدقائهم وللمسلمين على وجه العموم وهم فى ذلك يستجيبون لله سبحانه في حثه المؤمنين على الدعاء
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سید خلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ۱
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَلَى فَإنّى قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فليستجيبوا لي وليؤمنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ ٢
ويستجيب الفضيل إلى القرآن ويتابع أسلافه في ذلك فيروى أحاديث عدة في الدعاء منها ما رواه الفضيل ـ بسنده ـ عن أنس
D
قال قال رسول الله عليم

إِنَّ اللهَ كَرِيمٌ حَيٍّ يَكْرَهُ إِذَا بَسَطَ الرَّجُلُ يَدَهُ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْرًا
لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ
الله
وروى الفضيل - بسنده - عن النعمان بن بشير قال قال رسول

الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ لأنَّ اللهَ تعالى يقول
۱ سورة غافر
سورة البقرة ١٨٦
_OV_

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۱
وروى الفضيل - بسنده - عن أم سلمة لها قالت
كان رسول الله علم إذا خرج من بيته قال
D
ا اللهُمَّ إِنِّى أعوذُ بكَ أَنْ أَزِلَ أو أُزَلَ أَو أَضَلَّ أَو أُضَلَّ أو أظلم
أو أَظْلَمَ أو أَجْهَلَ أو يُجْهَلَ على
"
وروى الفضيل - بسنده - عن أبي هريرة الله قال
أخذ كعب بيدى فقال خذ منى اثنتين
هناء
إذا دَخَلْتَ المَسْجِدَ فَصَلِّ على النبي علم وقل اللهم افتح لي
أبواب الرحمة وإذا خَرَجْتَ فَصَلِّ على النبي وقل اللهم
احفظني من الشيطان
وكان الفضيل يتابع رسول الله في دعائه ويسير على نسقه م في الدعاء متخذا الرسول أسوة حسنة
D
وكان من دعائه
اللهم أعزنا بعز الطَّاعة ولا تُذلَّنا بذلُّ المَعْصِيَة
وكان إذا اشتكى يردد
ربِّ إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
۱ سورة غافر ٦٠

وكان كثيراً ما يردد
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى فَإِنَّكَ بِي عَالِمٌ ولا تُعَذِّبْنِي فَإِنَّكَ عَلَى قَادِرٌ
وكان يقول
اللهُمَّ زَهَدْنَا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ صَلَاحُ قُلُوبِنَا وَأَعْمَالِنَا وَجَمِيعُ طَلَبَاتِنا
ونجاح حاجاتنا
والدنيا التي يضرع كل الصوفية إلى الله أن يزهدهم فيها إنما هي الشهوات والأهواء والنزغات وهى ما عبر الله تعالى عنه واصفاً إياها وصفاً دقيقاً
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولاد كَمَثَلِ غَيْثَ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ ١
ويقول سبحانه
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
واللهُ عِندَهُ حُسَنُ الْمَآبِ
۱ سورة الحديد ٢٠ سورة آل عمران ١٤

ويقول سبحانه
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهُوٌ ولَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ
أَفَلا تَعْقِلُونَ ١ ولعل الأمر لا يلتبس على الناس في ذلك فكل ما كان فسادا أو حتاً على الفساد فهو الدنيا أما الثراء الطيب والكسب الحلال والضرب فى الأرض والسعى فيها بالصورة الكريمة التي لا مخالفة فيها للدين والتي أخلص الإنسان فيها وجهه لله فإنها مطلوبة ولقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يضربون في الأرض ويكتسبون حله وينفقون منه فى سبيل الله ويتصدقون ويبنون المساجد ويساعدون الفقراء والمساكين وكل ذلك جهاد في سبيل
المال
الله
من
فليس معنى الزهد في الدنيا أن يكون الإنسان عالة على الآخرين
أو أن يكون فقيراً كلاً واليد العليا خير من اليد السفلى
ولقد كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف وسيدنا عثمان من كبار الأثرياء وهُما مَنْ هُمَا زهداً وتقوى وعبادة وإخلاصاً لله سبحانه وتعالى
والعمل في الإسلام هجرة إلى الله ما دام المقصود منه وجه الله سبحانه وتعالى
إنما الأعْمَالُ بالنَّيَّاتِ وإنما لكلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ
۱ سورة الأنعام ٣٢
__

هجرته إلى الله ورسوله فَهجرته إلى الله ورسوله ومَنْ كانَتْ هجرته
لدنيا يُصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هَاجَرَ إِليه۱
وعلى ضوء هذا نفهم موقف الصوفية من الزهد في الدنيا ونعود بعد ذلك إلى الفضيل والدعاء وإن من طريف ما يروى في ذلك عنه قوله
D
لَوْ أَنَّ لِي دَعْوَةً مُسْتَجَابَةٌ مَا صِيَّرْتُهَا إِلا فِي الإِمَامِ الحَاكِم
فقيل له ولم ذلك يا أبا على
ހ ވ
فقال متى ما صيَّرتها في نَفْسى لم تتجاوزني ولكني إذا صيَّرتُها
في الإمام فإنه يكون في ذلك صلاح العباد والبلاد
فقيل له وكيف ذلك يا أبا على فَسر لنا هذا
فقال
أمَّا صَلاحُ البلاد فإنَّه إذا أَمِنَ الناسُ ظُلْمَ الإِمَامِ عَمروا الخرابات ونَزَلُوا في الأرض لإصلاحها وأمَّا صَلاحُ العباد فإن الحاكم ينظر إلى ذوى الجَهْل فيرى أنه قد شَغَلَهُمْ طَلَبُ المعيشة عن طَلَبِ ما يَنفَعُهُم مِنْ تَعلُّم القُرآنِ وغيره فيَجْمَعُهُمْ في دور خمسين خمسين أو أقل أو أكثر ويُعلمهم أمور دينهم ويعرفهم أنَّ ذلك هو
۱ رواه الإمامان البخارى ومسلم من حديث عمر بن الخطاب في الله

ما يُصْلِحُهُمْ وينظر إلى أصْحَابِ التَّراءِ ويأخذُ مِنْ زَكاتِهِمْ ويَرد
على فقرائهم فيكون في ذلك صلاح العِبادِ اهـ
دها
وكان بمجلس الفضيل حينئذ ابن المبارك العالم الورع فسمع ذلك فما ملك أن قام فقبَّل جبهة الفضيل وقال له في ـ إعجاب ـ
يا مُعَلَّمَ الخير مَنْ يُحْسِنُ هَذا غَيرُك

-٦٢-

الفصل الخامس
المُحَدِّث

لقد توافرت للفضيل مؤهلات المحدث الثقة
١ـ لقد كان بفطرته قوى الذاكرة ولن يفلح محدث ـ قط ـ إذا لم يكن قوى الذاكرة إن ذاكرة المحدّث الأصيل آلة تعى وتسجل ولا تنسى ولا تخطئ

٢ ـ وكان الفضيل بفطرته ذكيّاً وتوافر فيه الذكاء والذاكرة - ولا يغنى ذلك شيئاً بالنسبة للمحدث إذا لم يكن ورعاً يتحرج كل التحرج من الكذب على رسول الله
وقد كان الفضيل ورعًا بشهادة كل من اتصلوا به وبشهادة هارون
الرشيد الذي يقول

ما رأيتُ أَوْرَعَ من الفُضَيل
٤ ـ ولابد من العكوف على الحديث دراسة وبحثاً وتحرياً وقد توافر كل ذلك للفضيل
ولا يتأتى أن يكون القبول العام للمحدث ما لم يتحل بحب رسول الله علم وهذه الصفة الأخيرة هي في الواقع طابع كل المحدثين الذين كتب الله لهم القبول
ولقد روى الفضيل فى ذلك من الأحاديث ما يدل على طابعه ونزعته لقد روى الفضيل - بسنده - عن على بن أبي طالب قال صلى الله قال رسول الله
>>
مَنْ كَذَبَ عَلَى مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبوا مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار
_10_

قال
D
وروى الفضيل - بسنده - عن عبد الله بن عمر عن النبي
مَنْ كَذَبَ عَلَى مُتَعَمِّدًا بَنى اللهُ لَهُ بَيْنا في النَّاره وروى الفضيل - بسنده - عن عائشة قالت
=
ها الله
جاء رجل إلى رسول الله فقال یا رسول الله إنك لأَحَبُّ إليَّ من نفسي وإنك لأحبُّ إلى من أهلى وأحبُّ إلى من ولدى وإني لأكون فى البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتى ومـوتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأنى إذا دخلت الجنة حَسِبْتُ أن لا أراك فلم يرد إليه رسول الله علم شيئاً حتى نزل جبريل ـ عليه السلام ـ بهذه
الآية
ومن يطع الله وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
والصَّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ۱ ومن أجل هذه الصفات - التي أهل الله الفضيل بها ـ كان ثقة عند المحدثين
وروى له البخاري ومسلم وبقية المشتغلين بالحديث ـ هم
أجمعين يقول الإمام النووى في " تهذيب الأسماء
D
وأجمعوا على توثيقه والاحتجاج به وصلاحه وزهده
وورعه ونحوها من طرائق الآخرة
۱ سورة النساء ٦٩
-٦٦

ويقول ابن سعد
كان ثقة ثَبتاً فاضلاً ورعاً عابداً كثير الحديث
ويقول الإمام النووى
وكان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث
ويقول إسحاق بن إبراهيم الطبري
كان صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث إذا
حدث
وقال أبو حاتم صدوق
وقال النسائي ثقة مأمون
وقال الدارقطني ثقة
أما الذين أخذ الفضيل عنهم الحديث فكثيرون يقول ابن سعد
وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور وغيره
ويذكر صاحب صفة الصفوة الفضيل فيقول
أسند
عن جماعة من كبار التابعين منهم الأعمش ومنصور بن
المعتمر وعطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن ومسلم الأعور وأبان بن أبي عياش
ومن المعروف أن هؤلاء أدركوا أنس بن مالك ـ رضى الله تعالى عنه ـ أما سليمان الأعمش ومنصور بن المعتمر فقد أدركا أيضاً عبد الله بن أبي أوفى الله
أما من أخذ عن الفضيل فخَلق كثير منهم سفيان الثورى
-٦٧-

وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى وحسين بن على الجعفي ومؤمل بن إسماعيل وعبد الله ابن وهب المصرى وأسد بن موسى وثابت بن محمد العابد ومسدد ويحيى بن يحيى النيسابوري وقتيبة بن سعيد وأشكالهم ونظراؤهم وكان الفضيل معنياً بأهل الحديث ناصحاً لهم موجهاً
لسلوكهم لقد رأى مرة قوماً من أصحاب الحديث يمزحون ويضحكون بصورة تتنافى مع وضع الأئمة فناداهم

مَهْلاً يا وَرَثَةَ الأنبياء مَهْلاً - ثلاثاً - إنكم أئمةٌ يُقتدى بكم الله الفضيل لقد كان كريماً على نفسه مجاهدا طيلة
رحم
حياته في نشر التراث النبوي الشريف
وفيما يلى نموذج يسير مما رواه عن رسول الله

روى الفضيل عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود الأنصارى
قال قال رسول الله علم

إنَّ مما أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ
ما شئت ۱
وقال الفضيل حدثنا منصور بن المعتمر عن ابن شهاب الزهري
عن عروة عن عائشة قالت
۱ ثابت مشهور

ما رأيتُ رسول الله منتصراً مِنْ مَظلَمة ظُلمها - قَطُّ - ما لم تنتهك محارم الله فإذا انتهكَ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ شيء كان أشدَّهُمْ في ذلكَ غَضَبًا وما خُيِّر بينَ أَمْرِينِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يكن ماثماً ١
وروى الفضيل - بسنده - عن أبان عن أنس عن أبي طلحة قال
الله
دفعنا إلى النبي علم وهو أطيب شيء نَفْساً فقلنا له فقال وما يمنعنى وإنما خرج جبريل عليه السلام آنفاً فأخبرني أنه من صَلَّى على صلاةً كتب اللهُ لَهُ عَشْرَ حَسنات ومحا عنه عَشْرَ سَيِّئَات ورد عليه مثل ما قال
وروى الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عائشة قالت عن
ما شبع آل محمد مُنْذُ قَدِمُوا المدينةَ مِنْ طَعَامِ بُرِّ ثَلَاثَةَ
أيام حتّى لحق الله ۳
وروى الفضيل عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي
خالد عن ابن أبي أوفى قال
۱ ثابت صحيح
ثابت مشهور
۳ مشهور
-9-

دَخَلَ النبى فى بَعْض عُمْرهم في بَعْضِ عُمْرِهِ مَكَّةَ وَهُمْ يَرْمُونَهُ وَنَحْنُ
1
9990-
نستره
وروى الفضيل عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله
عَرَضَ عَلَى رَبِّي بَطَحَاءَ مَكَّةَ ذَهَباً فقلت لا يا رب ولكن أجُوعُ يوماً وأشبَعُ يوماً فإذا شَبِعْتُ حَمَدْتُكَ وشَكَرْتُكَ وَإِذا جُعْتُ تَضَرَعْتُ إِليكَ ودَعَوتُكَ
وروى الفضيل عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن
عائشة قالت
ه ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ البَرِّ السَّمراء ثلاث ليال حتَّى
مات
وروى الفضيل عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن
أبيه عن
عائشة قالت
كَانَ يَأْتي علَى آلِ مُحَمَّد الشَّهْرُ مَا يَخْتَبِرُون
وروى الفضيل عن حصين صين عن عكرمة عن ابن عباس قال
خرج رسول الله علم ذات يوم وفي يده قطعة
فقال لعبد الله بن عمر
۱ صحيح ثابت متفق عليه
من ذهب
_V_

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ قائلاً لربه وهذه عندَهُ فَقَسمها قبل أن يقوم
ثُمَّ قال
D
ه ما يَسُرُّنى أنَّ لأصحاب محمد مثل هذا الجبل ـ وأشار إلى أحد - ذَهَباً فيُنفقها فى سبيل الله ويتركُ منها ديناراً
فقال ابن عباس
قبض رسول الله يوم قبض ولم يَدَعْ ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمَةً ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود
بثلاثين صاعاً من الشعير كان يأكل منه ويُطْعِمُ عِبَالَهُ وروى الفضيل عن جابر عن أبي جعفر قال كان رسول الله إذا شرب الماء قال
الحمد لله الَّذى سَقَانَا عَذباً فُرَاناً بِرَحْمَتَهُ وَلَمْ يَجْعَلَهُ ملحاً أَجَاجًا بذُنُوبَنَا
وروى الفضيل عن مسلم البزار عن أنس بن مالك قال كان رسول الله يُجيب العبد ويركب الحمار ويعود
المريض
وروى الفضيل عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال قبض رسول الله ودِرْعُهُ رَهن عند رجل يهودى بثلاثين
صلى الله
صاعاً من الشعير أخذه طعاماً لأهله ۱
۱ مشهور من حديث عكرمة
-۷۱-

6
وروى الفضيل عن سفيان الثوري عن عبد الله
بن
السائب
عن زادان عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله عالم لله ملائكةٌ سَيَّاحُونَ في الأرض يُبلغونى عَنْ أُمَّتَى السَّلام
عن المؤمن
و
وروى الفضيل عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله
المؤمنُ إِنْ مَاشَيْتَهُ نَفَعَكَ وإِنْ شَاوَرَتَهُ نَفَعَكَ وَإِنْ شَارَكْتَهُ
نَفَعَكَ وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ مَنْفَعَةٌ
"
وروى الفضيل بن عياض عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن
عبد الله
بن مسعود قال
لَيْسَ للمُؤمِن رَاحَةٌ دُونَ لقاء الله عَزَّ وَجَلَّ فَمَنْ كَانَتْ رَاحَتُهُ فِي
لقاء الله فكأن قد
في الورع
وروى الفضيل وابن عيينة عن مجالد وزكريا عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله عليم يقول - وأومأ ١ النعمان بإصبعيه إلى أذنيه -
ألا إنَّ الحلال بين والحرام بين وبَيْنَهُمَا أَمورٌ مُشْتَبِهَاتٌ فَمَنِ
1 أشار

اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لدينه وعرضه وَمَنْ وَقَعَ فِي الشَّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحرام كالرَّاعِي يَرْتَعُ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ في الحمى ألا وإنَّ لكلِّ مَلَكَ حمّى ألا وإنَّ حَمَى الله مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَد مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ وطَابَتْ صَلَحَ لَهَا الجَسَدُ وطَابَ وَإِنْ سَقَمَتَ
وفَسَدَتْ سَقم الجسَدُ كُلَّه وفَسَدَ وَهِيَ القَلب ۱
وروى الفضيل عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي عالم قال
>>
أَيَّتُهَا الأُمَّةُ إنِّي لا أَخَافُ عَليكُم فيما لا تعلمون ولكن
انظروا كيفَ تَعْمَلُونَ فيما تعلمون
في رؤية الله تعالى
وروى الفضيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن عيسى بن أبى حازم عن جرير قال
كُنَّا عند رسول الله إذْ نَظَرَ إلى القمرِ ليلةَ البَدْرِ فقال أمَا إِنَّكُم سترونَ رَبَّكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر ـ وأشار إلى القمر بالسبابة - لا تُضَامُونَ فى رؤيته فإن استطعتُمْ أَن لا تُغلَبُوا عَلَى
صلاة قبل طلوع الشمس وقَبْلَ غُروبِها فافْعَلُوا ثم قرأ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها الآية٢
1

صحيح
ثابت
متفق عليه والآية من سورة طه ۱۳۰ صحيح

في الصلاة
وروى الفضيل عن سليمان بن مهران عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله عام
ليس بين الكفر والإيمان إلا تَرْكُ الصَّلاة ١

وروى الفضيل عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي الله معمر عن ابن مسعود قال قال رسول الله علم
و
لا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ فِـيـهـا صلبه في الرُّكُوعِ والسجود
وروى الفضيل عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله علم
D
الملائكةُ تصلى على أحدكم مَا دَامَ فِي مُصَلَاهُ مَا لَمْ يُحدث
اللهمَّ اغفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْهُ وَأَحَدُكُمْ فِي الصَّلاة ما كانت الصَّلاةُ
وو
تحبسه
۳
وروى الفضيل - بسنده - عن أشعث بن سوار عن الحسن عن
عثمان
D
أبي العاص قال بن
آخِرُ ما عُهِدَ إلى رسول الله علم قال
۱ ثابت مشهور من حديث جابر ثابت مشهور من حديث جابر ۳ مشهور من حديث المسيب بن رافع
_VE_

صَلِّ بأصحابك صلاةَ أضعفهم فإنَّ فيهم الضعيف والكبير وذا
الحاجة واتَّخذ مؤذنا لا يأخذ على الأذان أَجْرًا ۱
عطاء

وروى الفضيل عن زياد بن سعد عن عمرو بن دينار عن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله بن إذا أُقيمت الصَّلاةُ فلا صَلاةَ إلا المكْتُوبَةُ
وروی
الفضيل
قالت عائشة
>>
عن منصور عن شقيق عن مسروق قال
الله
ވ ހ ހރ ހ ހީވި
ما سمعتُ الرسول لا يصلى صلاةٌ إلا وهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عذاب
القبر
وروى الفضيل عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم
الطائي عن جابر بن سمرة قال
خرج إلينا رسول الله علم فقال
ألا تُصفّونَ كما تُصف الملائكةُ عِندَ رَبِّهم
قالوا يا رسول الله كيف تصف الملائكة
دو
قال يتمونَ الصفوف المتقدمة ويتراصونَ فى الصَّفّ ۳

وروى الفضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال قال رسول الله عالم
۱ ثابت مشهور من حديث الحسن
ثابت مشهور

۳ مشهور من حديث المسيب بن رافع
_Yo_

الإِمَامُ ضَامِنٌ والمُؤَذِّنُ أمينُ أَرْشَدَ اللَّهُ الأَئِمَّةَ وَأَعَانَ
المؤذنين ۱
وحدث الفضيل عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن
أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله عليم
غسل يوم الجمعة واجب على كُلِّ مُختلِم ٢
وحدث الفضيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن
أبي سعيد الخدري قال
رأيت النبي يُصَلِّى في ثوب واحد متوشحاً بِهِ
في الحج
وروى الفضيل عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة
صلى الله
قال قال رسول الله علم
مَنْ حَجَّ هَذا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُتْ وَلَمْ يَفْسُقُ رَجَعَ كَيَوْمٍ وَلَدَتْهُ
وروى الفضيل عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن
عباس أن النبي علم قال
الطَّواف بالبيت صَلاةٌ إلا أنَّ اللهَ أَحَلَّ فيه المنطق فَمَنْ نَطَقَ
فلا ينطق إلا بخير
۱ رواه الجم الغفير عن الأعمش

۳
صحيح ثابت من حديث صفوان
صحيح
متفق عليه

في الأضحية
وحدث الفضيل عن منصور عن الشـعـبـي عن البراء بن
عازب عن النبي
D
قال
مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاة فليعد الذَّبْحَ
في الجهاد
وروى الفضيل عن سليمان بن مهران عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود قال
جاء رجل بناقة مخطومة فقال يا رسول الله هذه الناقة في

سبيل الله قال لَكَ بهَا سَبْعُمائةُ نَاقَة مَخطُومة في الجنَّة ۱ وروى الفضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي أن
عروة البارقي حدثهم أن النبي علم قال
الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصيها الخير إلـى يــوم الـقـيـامة قيل
وما ذاك قال الأجرُ والمَغْنَم
وقال الفضيل حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس أنَّ النبيَّ دَخَلَ مَكَة يوم الفتح وعلى رأسه مغفره ۳
صلى الله
۱ مشهور من حديث الأعمش ثابت حدث به عن الفضيل جماعة مشهور من حديث الشعبي رواه عنه جماعة
۳ ثابت صحيح من حديث مالك رواه عنه الجم الغفير والمغفر بيضة الحديد
-۷۷

أو الخوذة

حق الله وحق العباد
وروى الفضيل عن سليمان الأعمش عن أبي سفيان عن
أنس قال
أتانا معاذ بن جبل فقلت حدثنا من طرائف حديث رسول
صل الله الله
فقال
كنتُ رديفه فقال يا مُعَاذُ ما حَقُّ الله على العباد
قلت الله ورسوله أعلم
قال حَقَّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعبدُوهُ ولا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
قلت فما حق العباد إذا فعلوا ذلك
ردو
قال حَقَّهُمْ عليهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ ۱
في الأخلاق
D
وروى الفضيل - بسنده - عن عبد الله بن مسعود قال
إِنِّي لَأُخْبَرُ بمكَانِكُمْ فَمَا يمنعنى أنْ أخرجَ إليكُم إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ أملكُمْ وَقَدْ كانَ رسولُ الله لم يَتَخَولُنَا بالمَوْعِظَة مَخَافَةَ
السامة علينا ۳

وقال الفضيل حدثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله علم
1
صحیح ثابت من حديث أنس عن معاذ
٢ يتخولنا يتعهدنا
۳ صحيح ثابت من حديث منصور والأعمش
۷۸

إنَّ الله تعالى كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويُبغض
سَفْسَافَها
وروى الفضيل بن عياض عن سليمان عن أبي صالح عن أبي صلى الله هريرة قال قال رسول الله
مَنْ نَفْسٍ عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة القيامة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستره الله في الدنيا
-3-
والآخرة ومَنْ يَسَّرَ على مُعسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه وحدث الفضيل عن الأعمش عن زيد بن وهب عن جرير
ابن عبد الله البجلي عن النبي قال
مَنْ لا يَرْحَم الناس لا يَرْحَمْهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ
وروى الفضيل عن محمد بن الزبير عن الأسود بن سريع
قال سمعت سلمان الفارسي يقول
إِنَّما تَهْلِكُ هَذه الأُمَّةُ مِنْ قِبَلِ نَقْضِ مَوَاثِيقِهَا
وروى الفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن شقيق
عن عبد الله
بن مسعود قال قال رسول الله
۱ مشهور من حديث الأعمش
حدیث صحیح ثابت

سبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وقِتَالُهُ كُفْرٌ ١
وروى الفضيل عن الحسن بن عبيد الله عن ربعي بن حراش
قال قال حذيفة
إِنَّ آخِرَ ما أَدْرَكْنَا مِنَ النُّبوَّةَ إِذَا لَمْ تَسْتَح فافْعَلْ ما شفت وروى الفضيل عن أبى هارون العبدى عن أبي سعيد الخدري عن النبي عالم قال
مَنْ أَطْعَمَ مُسْلِمًا جَائِعًا أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ وحدث الفضيل عن سليمان عن أبي سفيان عن جابر قال
ها الله
كنا مع رسول الله في سفر فهاجت ريح منتنة فقال رسول الله عليم
D

إِنَّ نَاساً من المنافقين اغتابُوا نَاساً من المؤمنينَ - وَقالَ مُسَدَّد
من المسلمين - فلذلك هاجَتْ هَذِهِ الريح - وقال مسدد فبعثت هذه الريح لذلك ۳
وروى الفضيل عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله

۱ صحيح ثابت متفق عليه
صحيح ثابت من حديث ربعي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو
۳ مشهور من حديث فضيل عن الأعمش
^_

لا هجْرَةَ فَوْقَ ثَلاثة أيام مَنْ هَـ هَجَرَ فَوقَ ثَلَاثَ فَمَاتَ دَخَلَ
النار ١
وروى الفضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال قال رسول الله
انْظُرُوا إِلى مَنْ هو أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ
فَإِنَّه أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نعْمَةَ الله عَليكُمْ
وروى الفضيل عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال كنت مع النبي علم في المسجد فقال
D
انْظُرْ أَى رَجُلٍ يُرَى فِى عَيْنَيْكَ أَرْفَع
فنظرت فإذا رجل عليه حلة وحوله ناس فقلت هذا
قال انْظُرْ أَى رَجُلٍ يُرَى أَدْنَى فِي عَيْنَيْكَ
فنظرت فإذا رجل عليه كساء فقلت هذا
قال هَذَا خَيْرٌ عِندَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يومَ القيامةِ مِنْ قُرَابِ الأَرضِ
مثل هذا
عبد
وروى الفضيل عن فطر بن خليفة عن حماد عن مجاهد عن
الله بن عمرو قال قال رسول الله
۱ صحيح من حديث منصور حدث به الثوري وغيره ثابت مشهور من حديث الأعمش
صل الله
۸۱-

ليس المكافى بالمواصل ولكنَّ المُواصلَ مَنْ إِذا قُطعَتْ رَحمهُ
وَصَلَهَا
وحدث الفضيل بن عياض عن سليمان الكاهلي عن مسلم بن صبيح عن مسروق بن الأجدع قال قال أبو بكر الصديق انه
الله
قال رسول الله عالم
المصائب والأمراض والأَحْزَانُ في الدُّنْيا جَزَاء ١
وروى الفضيل بن عياض عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعرى يرفعه إلى النبي
إن إبليس يبعث جنوده كل صباح ومساء فيقول مَنْ أَضلَّ رجلاً أكرمته ومن فعل كذا فَلَهُ كذا فيأتي أحدهم
فيقول
لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طلق امرأته قال يتزوج أخرى
فيقول لَمْ أَزَلَ بِهِ حَتَّى زَنَى فيُجيزه ويكرمه ويقول لمثل هذا
فاعملوا
ويأتي آخر فيقول
۱ عزيز من حديث الفضيل
۸-

لَمْ أَزَلْ بِفُلان حتَّى قَتَلَ فيصيح صيحة يجتمع إليه الجن
فيقولون له يا سيّدنا ما الذى فَرَّحَكَ
فيقول أحَدُ بَنِي فُلان إنَّه لم يَزَلْ برجل مِنْ بَنِي آدَمَ يَفْتِتُهُ ويصده حتَّى قتل رجلاً فدخل النار فيُجيزه ويكرمه كرامة لم يكرم
بها أحدًا مِنْ جُنوده ثم يَدْعُو بالتاج فيضعه على رأسه ويستعمله
عليهم "
في البداية والنهاية
وروى الفضيل - بسنده ـ أن رسول الله
المصدوق قال
وهو الصادق
إِنَّ أحدكم يُجْمَعُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَومًا ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ ثم يكونُ مُضْغَةً مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيُؤمر بأربعة برزقه وأجله وشقى أو سعيد ثم يُنفخ فيه الروح فوالله إنَّ أحدكم - أو الرجلَ - لَيَعْمَلُ بعمل أهل النار حتَّى ما يكونُ بَيْنَهُ وَبَينهـا غيـر ذراع أو باع فَيَسْبِقُ عليه الكتاب فيعمل بعمل أهلِ الجنَّةِ فَيَدْخُلَها وإنَّ الرجلَ لَيَعْمَلُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينهـا غيـر ذراع أو ذراعين فَيَسْبِق عليه الكتـاب فـيـعـمـل بعمل أهل النار فيَدْخُلها
٨٣

وحدث الفضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله عام
اسْتَعيذُوا بالله من عَذَاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن
فتْنَةِ المسيح الدجال
وحدث الفضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبى عالم قبل موته بثلاث يقول لا يموتنَّ أَحَدٌ مِنكُم إلا وهُوَ يُحْسِنُ بالله الظَّنَّ ۱
D
وروى الفضيل عن منصور عن خيثمة قال
قيل لعبد الله بن عمرو إن ابن مسعود يقول
إنَّ الرجلَ لَيَسْبَحُ فِي عَرَقِهِ حَتَّى يبلَغَ أَنْفَهُ
فقال عبد الله بن عمرو
إِنَّ لِلمُؤمِنينَ كَرَاسِي مِنْ لؤلؤ يجلسون عليها ويُظَلَّلُ عَليهِمْ بالغمام ويكون يوم القيامة عليهم كساعة مِنْ نَهار أو كأحد طرفيه وروى الفضيل عن سليمان الشيباني وبيان بن بشر عن قيس ابن أبي حازم عن المستورد بن شداد قال قال رسول الله علم
۱ ثابت مشهور من حديث جابر
٨٤

مَا الدُّنيا في الآخرة إلا كما يَجْعَلُ أَحَدُكُم إِصْبَعَهُ فِي اليَمَ

فَلْيَنْظُرْ بم يرجع " وروى الفضيل بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله عالم
D
ه ما حَقُّ امْرِي مُسلم له شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ أَنْ يَبيت ليلتين إلا
ہوو
ووَصيَّتُهُ مَكتوبةٌ عندَهُ ۱
وروى الفضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن عبد
الله بن مسعود قال
قال رسول الله

مَنْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُب الدنيا التاط منه بثلاث
شقَاء لَا يَنْفَدُ وَحِرْصِ لا يبلغ عَنَاهُ وأَمَلِ لا يبلغ مُنْتَهَاهُ والدنيا طالبة ومطلوبة فمَنْ طلب الدُّنيا طَلَبَتْهُ الآخرة ومَنْ طلب الآخرة
طَلَبَتْهُ الدنيا حتَّى يَستوفى منها
۱ صحيح من حديث عبيد الله
التاط التصق

٨٥

الفصل السادس
الإيمان

إن الإيمان يُثمر - إذا كان صادقاً قوياً -
الأخلاق الكريمة
والأخلاق الكريمة عنصر من أهم عناصر التصوف ولا يوجد تصوف ما لم يكن الأساس
الخلق الكريم
ولقد حبب الله الإيمان إلى الفضيل وزيَّنه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الراشدين فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم
لقد كانت الأخلاق الكريمة امتداداً لإيمانه وكان تصوفه كأنه امتداد لأخلاقه الكريمة ومن أجل ذلك كتبنا عن هذه الأمور على
التوالي
الإيمان - الأخلاق - التصوف
٨٩

عن الإيمان يروى الفضيل - بسنده عدة أحاديث منها ما رواه عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن عبد الله
ابن الحارث عن ابن عباس قال قال رسول الله
شكي نبي من الأنبياء إلى ربه ـ عز وجل ـ فقال

يا رب يكون العبد من عبيدك يؤمن بك ويعمل بطاعتك فتزوى عنه الدُّنيا وتعرض له البلاء ويكون العبد من عبيدك يكفرُ بِكَ ويعمل بمعاصيك فتزوى عنه البَلاء وتعرض لَهُ الدُّنْيا فأوحى الله - عز وجل ـ إليه
إنَّ العباد والبلاد لي وإنه ليس مِنْ شيء إلا وهو يُسبِّحنى ويكبرنى ويُهللنى أمَّا عَبْدى المؤمنُ فَلَهُ سَيِّئَاتِ فَأَزْوى عنه الدنيا وأعرض له البلاء حتى يأتيني فأجزيه بحسناته وأما عبدى الكافر فله حسنات فأزوى عنه البلاء وأعــرض له الدنيا حتّى يأتيني فأجزيه بسيئاته
D
ومنها ما رواه - بسنده - عن رسول الله علم قال
لا يَزْنِي الزَّانِي حينَ يَزنى وهو مؤمن ولا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن
والتوبة معروضة بعد ذلك
۹۱-

وهذا الحديث ثابت و
الأئمة
الأعمش رواه عنه
ومنها ما رواه الفضيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس
ابن مالك قال
D
كان النبي عام يكثر أن يقول
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
قالوا يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك
قال ما من قلب إلا وهو بين إصبعين مِنْ أصابع الرحمن فإنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاء أَزَاغَهُ
ومنها ما رواه الفضيل عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن
قال
صلى الله النبي كان رجل يُسيء الظَّنَّ بعمله فقال لأهله إذَا أَنَا متُ فاحْرِقُوني ثُمَّ اطحنونى ثُمَّ ذروني فِي البَحْرِ فِي يومٍ عَاصِفٍ فَإِنَّ ربي إنْ قَدَرَ على لم يغفر لى فلما مات فَعَلُوا به ذلكَ فَجَمَعَهُ الله - عز وجل - فقال ما حَمَلَكَ علَى الذي فعلت قال ما حَمَلَني إلا
مَخافتك فغفر لَهُ ۱
والفضيل يتحدث عن كثير من زوايا الإيمان ونورد فيما يلى
بعض ذلك
۱ روى البخاري نحوه
۹-

استكمال الإيمان
عن إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل يقول
يا سفيه ما أجهلك ألا تَرْضَى أن تقول أنا مؤمن حتّى تقول أنا
مستكمل الإيمان
لا والله لا يستكمل العبد الإيمان حتّى يؤدى ما افترض الله
تعالى عليه ويجتنب ما حَرَّمَ اللهُ تعالى عليه ويَرْضَى بما قَسَمَ اللهُ
تعالى له ثم يخافُ مَعَ ذلكَ أَنْ لا يتقبَّل منْهُ
من صفات المؤمن
عن محمد بن
أحمد
"
بن يزيد ومحمد بن جعفر قالا
حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول
الغَبْطَةُ مِنَ الإيمان والحَسَدُ مِنَ النَّفَاقِ والمؤمنُ يَغْبِطُ
ވ ވ
ولا يَحْسُدُ والمنافق يَحْسد ولا يَغْبِطُ والمؤمِنُ يَسْتُرُ ويَعظُ وَيَنْصَحُ
وو ووو وه والفاجر يهتك ويعير ويفشي
قال وسمعت الفضيل يقول
وَعِزَّتِهِ لَوْ أَدْخَلَنِي النَّارَ فَصِرْتُ فِيهَا مَا يَسْتُهُ

وقال سمعت فضيلاً يقول
كانَ يُقَالُ من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم خلائق ثلاثة الحلم والأناة وحَقٌّ مِنْ قيام الليل
المؤمن صادق
يقول الفضيل
عَامِل الله بالصَّدْقِ فِي السِّرِّ فَإِنَّ الرَّفِيعَ مَنْ رَفَعَهُ اللهُ وَإِذَا أحَبَّ الله عبداً أَسْكَنَ مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِ خَلقه
خوف الله
ویو -
مَنْ خَافَ اللهَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ وَمَنْ خَافَ غَيْرَهُ لَمْ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ
المؤمن لا ييأس
D
وعِزَّتِهِ وجَلالِهِ لَوْ أَدْخَلَنِي النَّارَ وصِرْتُ فِيهَا مَا أَبِسْتُ مِنْهُ
المؤمن لا يشكو
خلف بن الوليد يقول عن
جاء رجل إلى الفضيل يشكو إليه الحاجة فقال له
أمدبرًا غير الله تُريدُ

المؤمن لا يكون مغموماً

ورأى الفضيل رجلاً مغموماً فقال
أَتَخْشَى أن يكون لك رزق لا تستوفيه قال لا قال فَتَخْشَى أَنْ يكونَ غيرُ ما شَاءَ اللهُ قال لا قال فلأي شيء
غَمُّكَ
المؤمن لا تستعبده الدنيا
عن عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن الحسين بن إبراهيم
حدثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل يقول
لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتَّى يَعد البلاء نعمة والرَّخَاءَ
مصيبة وحتّى لا يُبالى من أكل الدنيا وحتّى لا يحبُّ أَنْ يُحْمَدَ عَلَى
عبادة الله ـ عز وجل
وعن الحسين بن زياد المروزي قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول
حَرَامٌ على قُلُوبِكُمْ أَنْ تُصيبوا حلاوة الإيمان حتَّى تَزْهَدُوا في
الدنيا

هيبة الخَلْق للمؤمن
يقول الفضيل
يَهَابُكَ الخَلْقُ عَلَى قَدْر هَيِّبتك لله
المؤمن والمنافق
عن إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
المؤمن قليل الكلام كثير العمل والمنافق كثير الكلام قليل العمل كلام المؤمن حكمةٌ وصَمْتُهُ تَفَكَّرْ وَنَظَرُهُ عَبْرَةٌ وَعَمَلُهُ بر
وإذا كنت كذا لم تَزَل في عبادة

الفصل السابع
الأخلاق

إن البحث في الأخلاق إنما هو البحث عن سعادة الإنسان التي
يسعى إليها بسلوكه
غاية الأخلاق - إذن - إنما هى البحث عن السعادة
البحث عنها من حيث ماهيتها وتحديدها
فإذا ما حددت السعادة اتجه الباحث إلى تحديد أمرين
أحدهما الوسيلة التي تؤدى إليها الوسيلة الملائمة التي تصل
بالإنسان خطوة خطوة إلى السعادة
والثاني هو التعريف بما يتنافى
مع
السعادة من أجل أن يتحاشاه
الإنسان
والكاتبون عن الأخلاق في شرقنا العربي وفي محيطنا الإسلامي ينهجون - فى ذلك - النهج الأوربي فيبدءون بالكتابة عن مذهب سقراط في السعادة محددين لها عنده وشارحين الطريق الذى يراه فى الوصول إليها والطريق الذي يراه فيما يتنافى معها ثم يشرحون مذهب أفلاطون ويتسلسلون العقليين إلى أن يصلوا إلى الاسلام فيترك بعضهم الحديث عنه ويتجاوزه إلى النهضة الحديثة في أوربا
مع
الفلاسفة
وبعضهم يتحدث عن الأخلاق في الإسلام فلا يتجه إلى الكتاب والسنة وإنما يتجه إلى بعض الفلاسفة العقليين في الجو الإسلامي

الذين ساروا على النهج اليونانى فيتحدث عن مذاهبهم العقلية في بحثهم عن السعادة
وهؤلاء الفلاسفة المسلمون الذين نهجوا النهج اليوناني لا يمثلون الإسلام وإنما يمثلون عقولهم البشرية
والفلاسفة العقليون - قديمًا وحديثًا - إنما يمثلون ـ دائماً - عقولهم الفردية البشرية ومن أجل ذلك اختلفوا وتعارضوا وتضاربوا ولم يصلوا إلى اتفاق فيما يتعلق بتحديد السعادة ولا فيما يتعلق بوسائل الوصول إليها ولا فيما يتعلق بالوسائل التي تتنافى معها ونتج عن ذلك مذاهب فى الأخلاق بعدد من نبغ من الفلاسفة وتكاد لا تجد من يتجه إلى الجو الإسلامى البحت جو الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة وسلوك رسول الله علم في ذلك وقبل أن نصل إلى شيء من البيان عن رأى الفضيل في الأخلاق نحب بتوفيق الله أن نتحدث - فى إيجاز ويسـر ـ عن الجو الإسلامي فيما يتعلق بالسعادة
يرسم
لهم - سبيل
إن من رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه أن السعادة في دنياهم وفي أخراهم وهو طريق لا استحالة فيه
ولا مشقة حقيقية وقد جربه الكثيرون ففازوا بالسعادتين لقد استراحوا في هذه الحياة الدنيا لقد غمرهم الرضا وأحاط
بهم
الاطمئنان ولفتهم أردية السعادة
ولقد ضمن الله لهم حياة هنيئة في الآخرة يظلهم بظله يوم

لا ظل إلا ظله ويكفل لهم عدم الخزى حين يغمر الخزى كثيراً من
الخلائق ويدخلهم الجنة برحمته ويريهم وجهه الكريم
سبحانه
تفضلاً
منه
هذه السعادة في الدنيا والآخرة وعد الله بتحقيقها لكل من توافر
فيه شرطان الأول الإيمان
الثاني العمل الصالح
يقول سبحانه
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولنجزينهم أجرهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 1
لقد وعد الله بتحقيق الحياة الطيبة في هذه الآية الكريمة لكل فرد تحقق فيه الشرطان ونَصَّ الله سبحانه فيها على الأنثى وسوى بين الذكر والأنثى فى ذلك دعوة صريحة أو ضمنية للنساء إلى القيام بالعمل الصالح والتحلّى بمكارم الأخلاق مثلهن في ذلك مثل الرجال سواء بسواء وذلك حتى تعم السعادة جميع أفراد
الأسرة وذكر الله سبحانه ثمرة تحقيق هذين الشرطين في صورة من التأكيد المؤكّد وهى الحياة الطيبة فى هذه الدنيا والحياة الطيبة
إنما السعادة
هی
۱ سورة النحل ۹۷
-11

ثم بين سبحانه - أيضاً - في صورة من التأكيد المؤكد أنه سيجزيهم في الآخرة وأن جزاءهم سوف لا يكون على مستوى متوسط أعمالهم وإنما سيكون بأحسن ما كانوا يعملون
هذه السعادة تتحقق للفرد باعتباره فرداً إذا حقق ما اشترطه الله سبحانه وتتحقق للأسرة باعتبارها أسرة إذا تكاتف أفرادها متعاونين متضامنين على توفير الشرطين يرى كل من أفرادها أنه مسئول عن نفسه وعن الآخرين فيتناصحون من أجل سعادتهم
ألم تر إلى سيدنا إسماعيل لقد كان في نفسه صادق الوعد
أى أنه صدق مع الله فى عهد الإيمان والعمل الصالح ولقد كان - بالنسبة لأسرته - يأمر أهله بالصلاة والزكاة ومن أجل ذلك كان عند ربه مرضياً
وبعد فإن هذا قانون إلهى عام ليس خاصاً بسيدنا إسماعيل ولا بفرد معين وإنما هو شامل لكل من انضوي تحت لواء الإيمان
والعمل الصالح
وقد بين
الله سبحانه عمومه في آيات كثيرة من القرآن الكريم
وبين سبحانه أنه كما يشمل الفرد وكما يشمل الأسرة فإنه يشمل -
أيضاً - المجتمع
فالمجتمع
الذي يحقق الشرطين يصل إلى السعادة

-۱۰-

وسواء أكنا بصدد الإيمان أو بصدد العمل الصالح فإنه لابد من
الإخلاص وللإخلاص فى الجو الإسلامى مكانته الكبرى فعن أنس بن مالك - فيما رواه الحاكم وصححه ـ أن رسول الله
قال
مَنْ فَارَقَ الدُّنْيا على الإخلاص للَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ فَارَقَهَا وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضِ
الدين
والواقع أن الإخلاص في العمل وفى السلوك وفي الحياة - على وجه العموم - أصل من أصول الدين الإسلامي لا إلا به حتى لقد سئل رسول الله عليم عن معنى الإيمان فقال
فيما رواه البيهقي -
و ور
الإيمانُ هُوَ الإخلاص
يستقيم
والإخلاص المقصود هو الإخلاص لله أي أن يكون الله هو المقصود بالعمل
وحده
الصلاة
ومثل ذلك أن العامل - مثلاً - يتقن عمله ولو لم يكن هناك من رؤسائه من يحاسبه على عدم إتقانه والتاجر يصدق ولو لم يكن من مواد القانون ما يعاقبه على عدم صدقه والمصلى يقيم ولو لم يكن هناك مَنْ ينظر إليه مُصَلَّيا - وهكذا يراعى كل إنسان اللهَ وحده في عمله فيصبح العمل - حتى ما كان منه مغرقاً في مظهره الدنيوي ـ عبادة يثاب عليها الإنسان

روى الإمام مسلم عن أبي ذر ا أن ناساً قالوا
یا رسول الله ذَهَبَ أهْلُ الدثور بالأجور يُصَلُّون كما
نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أَوَلَيْسَ قَدْ جَعلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ به إن بكل تسبيحة صدقة وكلُّ تكبيرة صدقة وكلُّ تحميدة صدقة وكلُّ تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صَدَقَةٌ وفي بضع أحَدِكُمْ صَدَقَةٌ
قالوا يا رسول الله ! أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها
أجر
قال أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا في حَرَام أكَانَ عَليهِ فيها وزر فَكَذَلكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الحَلَال كَانَ لَهُ أَجْرٌ
والأساس الذي تقوم عليه الأعمال من حيث كونها عبادة ومن
حيث الثواب عليها هو النية يقول عالم - فيما رواه البخاري - إنما الأعمالُ بالنِّيَّات وإنَّما لكل امرئ ما نَوَى فمن كانت
ހޅވ
هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فَهَجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِليهِ
-18-

إن هجرة الإنسان بعمله إلى الله - أى إرادته بعمله وَجْهَ الله
يجعل من عمله عبادة يُؤجر عليها ويثاب أما من كانت هجرته
بعمله - أي إرادته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته ـ أي عمله - إنما هو عمل دنيوى لا أجر عليه ولا ثواب حتى ولو كان العمل يتفق في مظهره مع الأعمال الصالحة
ولقد هاجم الإسلام - فى عنف عنيف - كل مظهر لا يراد به وجه الله وكل عمل مصدره الرياء والزلفى وحب الشهرة وطلب إرضاء البشر دون مراعاة الله سبحانه
صل الله
روى البزار والبيهقي عن أبي هريرة الله عن رسول الله فيما يرويه عن ربه أن الله تبارك وتعالى يقول
أنا خَيرُ شَريك فمَنْ أشرك معى شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم فإنَّ الله تعالى لا يقبلُ مِنَ الأعمال إلا ما خَلَص له ولا تقولوا هذه لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله فيها شيء ولا تقولوا هذه لله ولوجوهِكُمْ فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء

وأحاديث رسول الله المال العالم في هذا المعنى كثيرة والقرآن الكريم مصرح في كثير من آياته بأن العمل الذي يثاب عليه الإنسان إنما هو العمل الذي أخلص صاحبه فيه أى أن يكون العبد ـ كما يقول أبو سعيد الخراز - لا يرجو إلا الله ولا يخاف إلا الله ولا يتزين إلا لله ولا يأخذه في الله لومة لائم
_10_

وبعد فإن رسول الله لم يقول - فيما يرويه الإمام مسلم -
عن أبي هريرة الله
إنَّ اللهَ لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صُورَكُمْ ولكن ينظر إلى
قلوبكم
وعن معاذ بن جبل الله أنه قال لرسول اللـه
إرساله إلى اليمن
يا رسول الله أوصني
فقال

أخلص دينك يكفكَ العَمَلُ القَليلُ
D
أراد
ولن يتوفر الإخلاص ما لم يتجه الإنسان إلى الله بالتوبة الخالصة النصوح والتوبة لها مكانة سامية في الإسلام وهي تستتبع العمل -
لا محالة ـ إذا كانت صادقة إن لها شأنها في الإسلام
ولقد مر عبد الله بن مسعود اه على رجل يذكر الناس بالله ويشتد فى الترهيب من عذاب الله وعقابه ويستفيض حتى ليوشك أن يقنط الناس من رحمة الله فقال له
يا مُذكَّر لِمَ تقنط الناس من رحمة الله ثم قرأ
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ
اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۱
۱ سورة الزمر ٥٣
-1

وهذه الآية الكريمة التي يقول رسول الله عنها
مَا أُحبُّ أَنَّ لي الدنيا وما فيها بهذه الآية
هی ابتداء ثمان آيات تحدد جانباً من الصلة
تفتح باب رحمة الله على مصراعيه
بین الله وعباده إنها
ثم تتلوها آية تحدد الكيفية التي ينال بها الإنسان رحمة الله
ومغفرته يقول سبحانه
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ
لا تنصرون ۱
وبهذه الآية الكريمة أصبح الأمر واضحاً
فباب رحمة الله مفتوح للتائبين المخلصين الصادقين في توبتهم إنه مفتوح لهؤلاء الذين تصل بهم توبتهم إلى أن يسلموا له وجوههم فيصبحوا من عباده المخلصين وتحدد الآية الثالثة كيفية إسلام الوجه لله الذي هو ثمرة التوبة
الصادقة فتقول
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ
330
بَغْتَةً وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ٢

فاتباع أحسن ما أنزل الله هو الثمرة التي تثمرها التوبة
۱ سورة الزمر ٥٤ سورة الزمر ٥٥
-1V_

إن التوبة تضع الإنسان في مرتبة البراءة إنها تمحو السيئات فتجعل صحيفة الإنسان بيضاء صافية طاهرة وهي مرتبة عظيمة في
موازين الدين ولابد - بعد ذلك - من ملء الصحيفة بالصالحات الأعمال وذلك باتباع ما أنزل الله
من

ثم يبين الله سبحانه وتعالى في الآيات الثلاث التي تتلو بعض أن يتمحله۱ في الآخرة ـ من معاذير ـ بعض من لم يتوبوا
ما عسى
ما عساهم أن يقولوا أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسَرَتَىٰ عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ الساخِرِينَ 3 أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ
حينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٢
إن هذه كلها معاذير لا تُجدى ولا تُفيد فالله سبحانه وتعالى
يرد عليها جميعاً في قوة قائلاً
بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ
الْكَافِرِينَ ۳
ثم يبين
الله سبحانه العاقبة التي تنتظر المكذبين والمنافقين
1 المماحلة المماكرة والمكايدة وتمحل احتال والمراد به هنا التماس أعذار
كاذبة
سورة الزمر ٥٦ - ٥٨
۳ سورة الزمر ٥٩

۱۰۸

والكافرين وكل من انحرف عن صراط الله المستقيم فيقول سبحانه
ويومَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَّبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُم مُسْوَدَةٌ أَلَيْسَ فِي
جهنم مثوى للمتكبرين ۱
وإذا كان هذا في شأن المنحرفين فإن الله سبحانه وتعالى يبين الذين استجابوا لدعوته وندائه
مصير
وَيُنَجِّى اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ ٢
أما بعد فإن الخطوة الأولى فى الطريق إلى الله إنما هي التوبة الخالصة النصوح والتوبة خطوة تفـصل دائمـــاً بين عهدين وهى نور يستقبل به الإنسان حياته الجديدة
ومن أجل ذلك يقول الشرع إن التوبة تجب ما قبلها أي تمحوه وتزيله
إنها ابتداء لحياة الطهر والصفاء وحياة الاستجابة لله وإذا استجاب الإنسان لله ورسوله بَاعَدَ الله بينه وبين الخوف والحزن ومنحه الرضا والسعادة في الدنيا والآخرة
۱ سورة الزمر
سورة الزمر ٦١

۱۰۹۔

وما من شك فى أن طريق السعادة هو طريق الفلاح
إنهما يلتقيان أساساً وغاية ويكونان وحدة متحدة والله تعالى
برسمه طريق الفلاح يرسم في الوقت نفسه طريق السعادة طريق السعادة يرسم طريق الفلاح
ولقد رسم
وبرسمه
الله سبحانه في آياته الكريمة طريق الفلاح قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١
والركوع والسجود علامتا الخضوع لله سبحانه والتواضع له إنهما العلامتان الظاهرتان ويجب أن تصحبهما علامة باطنية هي خضوع القلب أو سجود القلب وسجود القلب ظاهرة يجرى
وراء تحقيقها الصالحون كفاية سامية في أعراف المتقين

إن التعبير الجارى الذى يقول مَنْ تَوَاضَعَ للهِ رَفَعَهُ إنما يعنى ـ على الخصوص ـ هذا الذي تواضع لله سبحانه بقلبه وهو يجاري قوله عام - فيما رواه الإمام مسلم - عن ثوبان مولى رسول الله قال سمعت رسول الله
صلى الله
يقول
عليك بكثرة السجود فإنَّكَ لن تسجد لله سجدةٌ إلا رَفَعَكَ اللهُ
بها درجةً وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطيئَةٌ
وذلك كله متابعة لقول الله تعالى
۱ سورة الحج ۷۷
-11-

وَاسْجُدْ وَاقْتَرَب ۱
أى تواضع لله سبحانه واخشع له واخضع فإن ذلك وسيلة القرب منه سبحانه والقرب من الله هو منتهى الرفعة للإنسان
ويقول رسول الله
أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ
صل الله وينصح رسول الله
أن يدعو الإنسان ربه وهو في هذه
الدرجة من القرب قائلاً
فَادْعُوا فِي سُجُودِكُمْ فَقَمِن ٢ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ
والسجود الذي يريده الله ورسوله هو ـ على الخصوص ـ المعنى العميق فى النفس الذى يتمثل فيه الشعور القلبى الروحي بجلال الله وعظمته والذى تُصوِّره هذه الشارة المعروفة من وضع الجبهة على الأرض تمثل الخضوع لجلال الله وعظمته والانقياد المطلق لحكمته الرحيمة وعظمته الحكيمة ووده القريب وتقربه
تقرب إليه
ممن
ومن الأحاديث ذات المغزى العميق في هذا ما رواه الإمام مسلم - بسنده - عن أبي فراس الأسلمي - خادم رسول الله ومن أهل الصفة الله - قال
۱ سورة العلق ۱۹
القَمِن والقمن والقمين الجدير بالشيء
-۱۱۱-

كنتُ أبيتُ مع رسول الله فأتيه بوضوئه وحاجته فقال سلنى فقلتُ أسألك مرافقتك في الجنة
قال أو غير ذلك
قلت هو ذاك
دو
قال أعنى على نفسك بكثرة السجود
السجود - إذن - تعبير عن التطامن لله سبحانه وعن الخشية والخضوع ـ وهو من أجل ذلك سبيل إلى الجنة فما دام الإنسان يخشى الله فإنه يقوم بالواجبات والفروض وينتهى عما نهى الله عنه وذلك هو التقوى وذلك هو معنى العبودية التي أمر الله سبحانه وتعالى بها كثيراً فى القرآن وأمر بها في الآية التي نحن
بصددها فقال
وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ١
وإذا ما خشى الإنسان ربه فإنه - لا محالة ـ فاعل للخير وذلك أن التزام أوامر الله واجتناب نواهيه هو الخير كل الخير
فإذا ما حقق الإنسان السجود لله بمعناه الصحيح كان قد حقق سلوك طريق الفلاح فى الدنيا وسلوك طريق الفلاح فيما يتعلق
بالآخرة
أما في الدنيا فإن الله سبحانه قد تكفل بمن سجد له متمثلاً العبودية يقول سبحانه ﴿ أَلَيْسَ اللهُ بِكَافِ عَبْدَهُ
VV
1 سورة الحج سورة الزمر ٣٦
-۱۱-

ويقول
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبه ١
ويقول تعالى ـ في عموم وشمول ـ عن الذين آمنوا وكانوا يتقون

أَلا إِنْ أَوْلَيَاءَ الله لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الذينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَعْقُونَ لَهُمُ الْبَشْرَى فى الحياة الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تبديل

لكلمات الله ذلك هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيم ٢
هذه
هی السعادة في الجو الإسلامي إنها الإيمان والعمل وطريقها يبدأ بالتوبة الخالصة النصوح وليس له دون الله منتهى
يقول تعالى
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ۳
فمن سار فى هذا الطريق انتهى به الأمر إلى السعادة
ولقد أخذ الفضيل يحث الناس بقوله وسلوكه إلى هذا الطريق وفيما يلى كلمات ترشد إلى الروح الإيمانية التي كان يحاول
توجيه الناس إليها
۱ سورة الطلاق ٢ ٣ سورة يونس ٦٢ - ٦٤
۳ سورة النجم ٤٢

عن محمد بن زنبور قال سمعت الفضيل يقول
رَهْبَةُ العبد من الله - عزَّ وجلَّ ـ عَلَى قَدْرِ علمه ورَهْبَتُهُ مِنَ الدُّنْيا
على قدر رغبته في الآخرة
وقال الفضيل لسفيان بن عيينة
وَيْلٌ لَكَ إِنْ لَمْ يَعْفُ عنك إِذَا كُنتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَعْرِفُهُ وَأَنْتَ
تَعْمَلُ لغَيْره
وعن عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول

عَامِلُوا اللَّهَ ـ عزَّ وجلَّ ـ بالصَّدْقِ فِي السَّرِّ فَإِنَّ الرَّفِيعَ مَنْ رَفَعَهُ الله وإذا أَحَبَّ الله عبداً أَسْكَنَ مَحبَّتَهُ في قُلوب العباد
وعن محمد بن قطن قال قال الفضيل بن عياض
إنَّما يَهابُكَ الخَلْقُ عَلَى قَدْر هَيِّبتك لله
وعن
هناد
بن السرى قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
ما منْ ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نَادَى
الجليل جل جلاله
مَنْ أَعْظَمُ مِنِّى جُودًا والخَلائِقُ لى عَاصُونَ وَأَنَا لَهُمْ مُراقب أَكْلَؤُهُمْ فِي مَضَاجِعِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَعْصُونِي وَأَتُولَّىٰ حِفْظُهُم كَأَنَّهُمْ لَمْ
يذنبوا
-118

مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ أَجُودُ بالفَضل على العاصي وأَتَفَضَّلُ عَلَى
المسيء
منْ ذَا الذى دَعَانى فَلَمْ أسْمَعْ إليه ومَنْ ذا الذي سألني فَلَمْ أعطه أمْ مَنْ ذَا الذي أناخَ بِبَابِي وَنَجَّيْتُهُ أنا الفَضلُ ومَنِّى الفَضْلُ أنا الجُودُ ومَنِّى الجود أنا الكَريمُ ومَنِّي الكَرَمُ وَمَن كَرَمِي أنْ أغفر للعاصى بعد المعاصي ومنْ كَرَمَى أَنْ أُعْطِيَ التَّائِبَ كَأَنَّهُ لَمْ يعصني فأينَ عنّى تهرب الخَلائِقُ وأينَ عَنْ بابِي يَتَنَحَّى العاصون
وعن الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل يقول ليست الدار دار إقامة وإنما أهبط آدم إليها عقوبة ألا ترى كيف يزويها عن المؤمن ويمررها عليه بالجوع مَرَّةً وبالعُرْى مَرَّةً وبالحاجة مرةً كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها تسـقـيـه مـرة
حضيضاً ومَرَّةً صَبراً وإنما تريد بذلك ما هو خير له
قال وقال لي الفضيل
تريد الجنة مع النبيين والصديقين وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومـحـمـد عليهم الصلاة والسلام بأى عمل وأى
-١١٥

شهوة تركتها لله عز وجل وأى قريب باعدته في الله وأى
بعيد قربته في الله

قال وسمعت الفضيل يقول
لا يترك الشيطانُ الإنسان حتّى يحتال له بكل وجه فيستخرج منه ما يخبر به من عمله لعله يكون كثير الطَّواف فيقول ما كانَ أحلى الطواف الليلة ! أو يكون صائماً فيقول ما أثقل السحور أو ما أشد العطش !
فإن استطعت أن لا تكون محدثًا ولا متكلّماً ولا قارئًا إن كنتَ بليغا قالوا ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته فيعجبك ذلك فتنتفخ وإن لم تكن بليغاً ولا حسن الصوت قالوا ليس بحسن يحدث وليس صوتُه بحسن أحزنك وشقّ عليك فتكون مُرائياً وإذا جلست فتكلَّمت ولم تُبَالِ مَنْ ذَمَّكَ ومَنْ مَدَحَكَ مَدَحَكَ فتكلَّم
ودخل عليه قوم فقال ممن
قالوا من خراسان
قال
اتَّقوا الله وكونوا من حيث شئتُم واعْلَمُوا أَنَّ العبد إذا أَحْسَنَ الإحسان كلَّه وكانت له دجاجة فأساء إليها لم يكنْ مِنَ المُحْسِنِين
-١١٦

وعن الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل يقول
لَمْ تَرَ أَقرَّ عَيْنَا مِمَّنْ خرجَ مِنْ شِدَّةٍ إلى رخاء ويُقدِم على خيرِ مقدم وينزل على خير منزل فإذا رأى ما يرى من الكرامة يقول
لَوْ عَلَمتُ ما سألتك إلا الموت
ولمْ تَرَ يوم القيامةِ أقر عيناً ممَّنْ خرجَ مِنَ الضَّيِّقِ والشَّدَّةِ والجوع والعطش ثم نزل على الجنة يقول الله
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُم تَعْمَلُونَ ﴾ ١
ولم تَرَ يومئذ أسخن عيناً مِمَّنْ خرج من الروح والسعة والرخاء والنعمة ثم نزل على النار يقول الله
ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِرِينَ وعن إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول لو أنَّ الدنيا بحذافيرها عُرضت على حَلالاً لا أحاسَبُ بها في الآخرة لكنتُ أَتَقَذَرُها كما يتقذَرُ أحدكم الجيفَةَ إِذا مَرَّ بها أن
ثَوْبَهُ

وعن إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل يقول
۱ سورة النحل ٣٢
سورة غافر ٧٦
-۱۱۷-

لن ينجو عبد حَتَّى يُؤثر دينَهُ على شهوته ولَنْ يَهْلكَ حَتَّى يُؤْثر
شهوته على دينه
ويروى الفضيل عن محمد بن سوقة قال
أمران لَوْ لَمْ تُعذَّبْ إلا بهما لكنَّا مستحقين بهما لعذاب الله أحدنا يزاد الشيء من الدنيا فيفرحُ بِهِ فَرحاً ما عَلِمَ اللهُ أَنه فَرِحَ بشيءٍ
زادَه قَطُّ في دينه وينقص الشيء مِنَ الدنيا فيحزن عليه حزناً ما عَلِمَ الله أَنه حَزِنَ على شيءٍ قَطُّ نَقصه في دينِهِ
ويروى الفضيل عن حصين عن بكر بن عبد الله قال
الرَّجلُ عَبْدُ بطنه عبد شهوته عبد زوجته لا بقليل يَقْنَعُ
ولا من كثير يشيع يَجْمَعُ لِمَنْ لا يَحْمَدُهُ وَيُقْدِمُ عَلَى مَنْ
لا يعذره
وعن إبراهيم الطبري قال قال الفضيل
ه ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق والله - عز وجل - يسألُ الصَّادقينَ عَنْ صدقهم منهم عيسى بن مريم عليه السلام كيف بالكذابين المساكين ثم بكى وقال أتدرون في أي يوم يسأل الله ـ عز وجل ـ عيسى بن مريم عليه السلام في يوم يجمع الله
9
فيه الأولين والآخرين آدمَ فَمَنْ دُونَهُ ثم قال
۱۱۸

D
وكَمْ مِنْ قَبيحِ تَكْشِفُهُ القِيَامَةُ غَدًا
وعن إسحاق قال قال الفضيل
طُوبَى لمن استوحش مِنَ النَّاسِ وَكَانَ اللهُ أَنيسَهُ وبَكَى عَلَى
خطيئته
a
وقال الفضيل
إنما جعلت العلل ليُؤدِّبَ بها العُناةُ ليس كلُّ مَنْ مَرضَ مات
وقال رجل للفضيل إن فلاناً يغتابني
فقال قَدْ جَلَبَ الخيرَ جَلْباً

وقال عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل بن عياض يقول أدركت أقواما يستحيون من الله ـ في سواد الليل - مِنْ طُول
الهَجْعَةِ إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال لنفسه ليس هذا لك قومى خُذى حَظَكَ مِنَ الآخرة
وقال الفضيل قيل لإبراهيم إنك لتطيل الفكرة
فقال الفكرة مع العمل
وعن الفضيل قال قال الحسن
الفكرة مرآة تُريك حسناتك وسيئاتك
وقال عبد الصمد سمعت الفضيل يقول
-۱۱۹

X
إذا أناك رجل يشكو إليك رجلاً فقل يا أخى اعفُ عَنْهُ فَإِنَّ العفو أقرب للتَّقْوَى فإنْ قالَ لا يحتمل قلبى العفو ولكن أنتصر كما أمرنى الله ـ عز وجل ـ قل
فإنْ كنتَ تُحسن تنتصر مثلاً بمثل و إلا فارجع إلى بابِ العَفْوِ
فإنه باب أوسع فإنه مَنْ عفا وأصلح فأَجْرُهُ على الله
وصاحب العفو ينام الليل علَى فِرَاشِهِ وَصَاحِبُ الانْتِصَارِ يُقَلِّبُ الأمور
وقال عبد الرحمن بن داود حدثنا الفضيل بن عياض قال ه ما حليت الجنَّةُ لأمة كما حليت لهذه الأمة ثُمَّ لَا تَرى لَهَا
عاشقاً " وعن إسحاق بن إبراهيم قال قال رجل للفضيل
كيف أصبحت يا أبا على
فكان يثقل عليه كيف أصبحت وكيف أمسيت
فقال في عافية
فقال كيف حالك
فقال عَنْ أَيُّ حال تَسأل عَنْ حَال الدنيا أم حال الآخرة إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإنَّ الدنيا قــد مالت بنا وذهبت بنا كُلَّ مَذهَب
-IY-

وإن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف ترى حالَ مَنْ كَثُرَتْ
ذُنُوبُهُ وضَعُفَ عَمَلُه وقتى عُمْرُ ولَمْ يَتَزوَّد لمعادِهِ ولم يتأهب للموت ولم يخضع للموت ولم يتشمَّر للموت ولم يتزين للموت وتزين للدنيا هيه وقعد يحدث ـ يعني نفسه - واجتمعوا ـ ـ حولك يكتبون عنك بخ فقد تفرغت للحديث ثم قال هاه - وتنفّس طويلاً - ويحك أنتَ تُحسن تحدث أو أنتَ أهل أن يُحْمَلَ عنك اسْتَح يا أحمق بين الحُمْقَانِ وَلَوْلَا قِلَّةُ حَيَائِكَ وَسَفَاهَةٌ وجهكَ مَا جلست تحدث وأنتَ أنتَ ـ أمـا تـعـرف نفسك أما تذكر ما كنت وكيف كنت أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عَنْكَ ولا سمعوا منكَ شَيئاً أبداً فيأخذ في مثل هذا ثم ويحك أما تذكر الموت أما للموت في قلبك موضوع أما تَدْري متى تُؤخذ فيُرمَى بك فى الآخرة فتصير في القبر وضيقه ووحشته أما رأيت قبراً قط أما رأيت حين دفنوه أما رأيت
كيف سَلوهُ في حُفرته وهَالوا عليه التّرابَ والحجارة ثم قال مَا يَنبغى لكَ أنْ تتكلَّمَ بفَمِكَ كلمة ـ يعنى نفسـه ـ تَدْرِي مَنْ تكلَّم بفقه كله عمر بن الخطاب كان يُطعمهم الطيب ويأكل الغليظ ويكسوهم اللين ويلبس الخشن وكان يُعطيهم حقوقهم
-۱۱-

ويزيدهم أعطى رجلاً عَطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفاً فقيل
له ألا تزيد ابنك كما زدت هذا قال إن أبا هذا ثبت يوم أحد
ولم يثبت أبو هذا
وعن محمد بن يزيد بن خنيس قال قال رجل
مررت ذات بالفضيل بن عياض فقلت له يوم
أوصني بوصية ينفعني الله بها
قال يا عبد الله أخف مَكانَكَ واحفظ لسانك واستغفر لذنبك
وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك
وقال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل بن عياض يقول تزينت للناس وتصنعت لهم وتهـيـات ولم تزل ترائي حتى عرفوك فقالوا هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك فى المجلس وعظموك خيبة لك ما أسوأ حالَكَ إِنْ
كان هذا شَأنَكَ
وقال الفضيل
تَرْكُ العَمَلِ مِنْ أَجْلِ الناس هو الرياء والعملُ مِنْ أَجْلِ النَّاسِ
هو الشرك
-۱-

وقال
مَنْ وُفِّيَ خَمْساً فقدْ وَقَى شَرَ الدُّنيا والآخرة العجب والرياء
والكبر والإزْرَاء والشهوة
وقال
لَئِنْ يطلب الرجلُ الدُّنيا بأقْبَحَ مَا تُطلبُ بِهِ أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يَطلُبَهَا
بِأَحْسَنِ مَا تُطْلَبُ به الآخِرَةُ
وكان الفضيل - - رحمه الله - يقول
سَيِّدُ القبيلة فى آخر الزمان منافقها وهناكَ يُحْذَرُ مِنْهم لأنَّهم داءً
لا دواء له
وكان الفضيل معنيّاً بالصداقة والصديق يتحدث عن ذلك في عدة مناسبات ومن كلامه في ذلك ما يلي
عن يحيى بن يحيى قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
إِذا خَالَطت فخالط صاحب الخُلُقِ الحَسَنِ فَإِنَّه لا يَدْعُو إِلا إلى خير وصاحبه منه في راحة ولا تُخالِط سئَ الخُلُقِ فَإِنَّه لا يَدْعُو
إلا إلى شَرِّ وصاحِبُهُ مِنْهُ فِي عناء
وكان انه يقول
مَنْ طَلَبَ أَحَا بِلا عَيْبٍ صَارَ بِلا أَحْ
-۱۳-

وكان يقول
لا تُؤَاخِ مَنْ إِذا غَضِبَ مِنْكَ كَذَبَ عليكَ
وكان يقول

قد بَطَلت الأخوةُ اليوم كان الرجلُ يَحْفَظُ أولاد أخيهِ مِنْ بَعْدِهِ
ويعولهم حتى يبلغوا رُشُدَهُمْ كأَنَّهم أولاده
وكان يقول
ليس بأخيكَ مَنْ إِذا مَنَعْتَهُ شَيْئاً طَلَبَهُ غَضِبَ مِنْكَ
ومن
كلماته
مَنْ أظهر لأخيه الود والصَّفَاءَ بلسانه وأضْمَرَ لَه البَغْضَ
والعداوة لَعَنَهُ الله وأَصَمَّهُ وأَعْمَى بَصَرَ قَلبه
وعن عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول أنا لا أعتقد أخا الرجل في الرضا ولكنْ اعْتَقِدُ أَخَاهُ فِي
D
الغضب
وقال عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل بن عياض يقول

إنما سُمَّى الصَّديقُ لتصدقه وإنما سُمِّى الرفيق لتَرفقه ليس في
السفر وحده بل في السفر والحضر
قلنا يا أبا على فَسِّر لنا هذا
-١٢٤

قال أما الصديق فإذا رأيت منه أمْراً تَكْرَهُهُ فَعظَهُ ولا تَدَعُهُ يَتَهور وأمَّا الرفيق فإن كنت أعقلَ مِنْهُ فَارْفُقْهُ بِعَقْلكَ وإِنْ كنتَ أَحْلَمَ مِنْهُ فَارْفُقْهُ بحلمك وإنْ كنتَ أَعْلَمَ مِنْهُ فَارْفُقه بعلمك وإِنْ كنتَ أغْنَى مِنْهُ فَارْفُقُهُ بمالك
وقال الفضيل
المؤمن يهمه الهَرَب بذنبه إلى الله يصبحُ مَعْمُوماً ويُمسى
مَعْمُوماً
وقال
حَسَناتُكَ مِنْ عَدُوكَ أكثر مِنْها مِنْ صَدِيقِكَ
قيل وكيف ذلك يا أبا على
قال إِنَّ صَدِيقَكَ إذا ذكرت بين يديه قال عافاه الله وعدوك إذا
ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار وإنما يدفع المسكين حسناته
9
إليك فلا تَرْضَ إِذا ذُكر بين يديك أن نقول اللهم أهلكه - لا بل ادعُ له اللهمَّ أَصْلِحْهُ اللهم راجع به ويكون الله يعطيك أجر ما دعوت به فإِنَّ مَنْ قالَ لرجل اللهُمَّ أَهْلَكْهُ فَقَدْ أَعْطَى الشَّيْطَانَ
سؤالَهُ لأنَّ الشَّيْطَانَ إنما يدور على هلاك الخلق
وقال الفيض بن إسحاق سمعت الفضيل بن عياض يقول
-١٢٥

ليس في الْأَرْضِ شَيْءٌ أَشَدَّ مِنْ تَرْكِ شَهْوَة
وكان يقول
لِكُلِّ شَيْءٍ دِيبَاجَةٌ وَدِيبَاجَةُ القُرَاءِ تَرْكُ الغَيْبَةِ
وكان يكره لقاء الإخوان مخافة التزين منه ومنهم
وكان يقول
إِذا اعْتَابَكَ عَدُوٌّ فهو أنفع لكَ مِنَ الصَّديقِ فَإِنَّه كُلَّمَا اغتابك
كانَ لكَ حَسَنَاتُهُ
وعن عبد الصمد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
ه إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الدُّنيا إِنَّمَا مَثَلُكُمْ فِي ذلكَ الزَّمانِ مِثْلُ شيءٍ مطلي بالذهبِ والفِضَّةِ داخِلُهُ خَشَبَ وَخارِجُهُ
ومن
كلماته
لَيَكُنْ شُغْلُكَ في نَفْسِك لا في غَيْرِكَ وَمَنْ كَانَ شُغْلُهُ فِي غَيْرِهِ
فَقَدْ مُكر
ومنها
أَهْلُ الفَضلِ في الدُّنْيا هُمْ أَهْلُ الفَضْلِ فِي الْآخِرَةِ مَا لَمْ يَروا
فَضْلَهُمْ "
-١٢٦

وكان يقول
عالِمُ الآخرةِ عِلمُهُ مَسْتُور وعالِمُ الدُّنْيا عِلْمُهُ مَنْشُور فاتبعوا عَالِمَ الآخِرة واحْذَرُوا عَالِمَ الدُّنْيَا أَنْ تُجَالِسُوه فإِنَّه يَفْتَتُكُم بغروره
وزخرفته ودعواه العملَ مِنْ غيرِ عَمل أو العملَ مِنْ غيرِ صِدْقٍ
D
وعن محمد بن زنبور قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
ه أَعْلَمُ الناس بالله أخوفُهم لَهُ
وقال الفضيل
تَكَلَّمْتَ فِيمَا لا يَعْنيكَ فَشَغَلَكَ عَمَّا يَعْنِيكَ وَلَوْ شَغَلَكَ
ما يَعْنيك تركت ما لا يعنيك

وعن عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول
يكونُ شُغْلُكَ في نَفْسِكَ ولا يكونُ شُغلك في غَيركَ فمَنْ
كانَ شُغله في غيره فقد مُكرَ به
وقال الفضيل
لم يُدْرِك ـ عندنا ـ من أدركَ بكثرةٍ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ وإِنَّما أدركَ بسخاء الأنفس وسلامة الصُّدورِ والنَّصْحَ للأمة
-۱۷-

وقال لرجل
ما يُؤْمِنكَ أنْ تكونَ بارزت اللهَ بعمل مقتك عليه فأغلق دُونَكَ أبواب المغفرة وأنت تضحَكُ كيفَ تَرى حَالَكَ
وحدث خالد بن خداش قال قال الفضيل

ممن أنت
قلت مهلبي
قال
إنْ كنتَ رَجُلاً صالحاً فأنت الشريف وإن كنت رجل سُوءٍ
فأنت الوضيع كل الوضيع
D
ثم قال
حدثني منصور عن مجاهد قال
إنَّ المؤمن إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحا
وقال الفضيل
لئن أطلب الدُّنْيا بِطَبْلٍ وَمِزْمَارٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطْلُبَهَا
بالعبادة
وفي نهاية المطاف في مجال الأخلاق والفضيل نقول مع الشيخ
أبي نعيم - صاحب الحلية
۱۸

كَلامُ الفُضَيْلِ وَمَوَاعِظُهُ تَكْثُرُ اقْتَصَرْنَا مِنْهَا عَلَى مَا أَمْلَيْنَا نَفَعَنَا
الله وإيَّاكُمْ بِهَا
ونروى ما رواه محمد بن زنبور قال سمعت رجلاً يقول
رأيت الفضيل بن عياض في المنام فقلت له أوصنى
فقال
عليك بأداءِ الفَرَائِضِ فَإِنِّي لَمْ أَرَ - قَطُّ - مِثْلَهَا

-۱۹

الفصل الثامن
التَّصَوُّف

لقد التزم الفضيل - التزاماً كاملاً - مبدأ الصوفية الصادقين وهو
أن التصوف مؤسس على الشريعة قائم بها
إنه منبثق عنها ومستند إليها فى كل خطوة من خطواته
والتصوف معرفة وسلوك إلى المعرفة
وأسمى أنواع المعرفة هي معرفة الله تعالى
وعن معرفة الله يقول الفضيل
مَنْ عَرَفَ الله من طريق المحبَّة - بغير خوف - هَلَكَ بالبَسْط
والإدلال
ومَنْ عَرَفَهُ عَنْ طريق الخوف انْقَطَعَ عَنْهُ بِالبُعْدِ والاستيحاش ومَنْ عَرَفَهُ مِنْ طَرِيقهما معا أَحَبَّهُ وَقَرَبَهُ وَمَكَنَهُ وَعَلَّمَهُ
ومَنْ عَرَفَ الله حق المعرفة فَهُوَ بعيدٌ عَن الضَّلال
ومَنْ أَنْزَلَ الموتَ حَقَّ مَنزلتِهِ لَمْ يَغْفَلْ عَنْهُ
ما الطريق إلى ذلك

إن الطريق إلى ذلك يتسلسل بادئاً من الإقبال على الله سبحانه وتعالى والإقبال على الله يهون من أجله كل شيء لأن غايته لا تعدلها غاية
يروى الفيض بن إسحاق أنه سمع الفضيل بن عياض يقول كنتُ - قبل اليوم - أعْجَبُ ممن يُعطى وأنا اليوم لا أعجب

لأن الذي يطلب ليس صغيراً وأنت لو بلغك أنَّ رجلاً تصدق بألف دِرْهُم مِنْ مالِهِ لَتَعَجَّبت أو يكونُ صَاحِبَ غَزْوِ أَو رِبَاطِ لَتَعَجَّبْتَ وما تدرى ما تطلب لو كنت تعقل هذا ولكنك لا تَعْقله والله لو أخبرتُ عَنْ جبريل وإسرافيل بشدة اجتهاد ما عجبت وكان ذلك قليلاً عندما يطلبون أتدري أي شيء يطلبون وأي شيء
يُريدون رضا ربهم - عز وجل
الخلاص
ولقد سأل عبد
الله بن مالك الفضيل قائلاً
يا أبا على ما الخلاص مما نحن فيه
فقال له
أخبرني مَنْ أطاع الله - عزَّ وجلَّ ـ هَلْ تَضَرُّهُ مَعْصِيَةً أحد
قال لا
قال فَمَنْ عَصَى اللهَ سُبْحَانه هَلْ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ أحد
قال لا
قال فَهُوَ الخَلاصُ إِنْ أَرَدْتَ الخَلاص
الإخلاص
وهذا الخلاص يبدأ أول ما يبدأ بالإخلاص والفضيل يتابع - في ذلك - القرآن الكريم والسنة الشريفة يقول الله تعالى
-١٣٤

أَلا لله الدِّينُ الْخَالص ١
ويقول الله تعالى - في حديث قدسي
أنا أغْنَى الشُرَكَاء عَن الشَّرْك فمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ
غيْرِى فأنا مِنْهُ بَرِىء وهُوَ للذى أشْرَكَ
صل الله
ويقول رسول الله عالم
إن الله - تبارك وتعالى - يقول
أنا خيرُ شَريك فمَنْ أَشْرَكَ مَعى شريكاً فهو لشريكي يا أَيُّها الناس أخلصوا أعمالَكُم فإنَّ الله تعالى لا يقبلُ مِنَ الْأَعْمَالَ إِلا مَا خَلَصَ لَهُ ولا تَقُولوا هذه لله وللرحم فإنها للرحم وليس لله فيها
شيء ولا تقولوا هذه لله ولوجوهكم فإنها لوجوهكم وليس لله
منها شيء ۳
ويقول عليم
مَنْ فَارَقَ الدُّنْيا عَلَى الإخلاص لله وحده لا شَرِيكَ لَهُ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ فَارَقَها واللهُ عَنْه راض ٤
۱ سورة الزمر ٣
رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ورواته ثقات ۳ رواه البزار بإسناد لا بأس به والبيهقى واختلف في إرساله ورفعه ٤ رواه ابن ماجه والحاكم
-١٣٥

والفضيل - متابعاً لذلك ـ يقول
كَانَ يُقَالُ لا يَزَالُ العَبْدُ بخَير ما إذا قَالَ قالَ لله وإذا عمل
عمل لله
ويقول
لَئِنْ أَطْلُبُ الدُّنْيا بِطَبْلٍ ومِنْمَارِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطْلُبَهَا بِالعِبَادِةِ وكان في شعوره دقة بالنسبة للمعنى الصادق للإخلاص إنه
يقول
لَوْ قِيلَ لى أمير المؤمنين داخل عليك فسويت لحيتى خفتُ أنْ أُكْتَب في جريدة المنافقين
B
ويعبر الفضيل عن صلة الإنسان بالله فيقول لرجل لأعلمنَّكَ كلمة - خيرٌ منَ الدُّنيا وما فـيـهـا ـ والله لَئِنْ عَلِمَ اللهُ
منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يكون فيك مكان لغيره لم تسأله شيئاً إلا أَعْطَاكَ
الخوف
هذا الإخلاص لا يتأتّى أن يسير الإنسان في الحياة على صراطه المستقيم ما لم يكن عنده خوف من الله سبحانه وتعالى
يروى إبراهيم بن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
أَعْلَمُ النَّاسِ بِالله أَخْوَفُهِم لَهُ
-١٣٦

وإِنَّ رَهْبَةَ العبد لله - عز وجل - على قدر علمه به
وفي هذا يتابع الفضيل رسول الله إذ يقول
أنا أَتْقَاكُم لله وأَشَدُّكُمْ خشيةً لَهُ
وإن من خاف الله تعالى - كما يقول الفضيل - لم يضره شيء ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد
ولقد كان الخوف طابعا للفضيل يقول إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل
ما رأيتُ أحدًا كانَ اللهُ في صدره أعظم مِنَ الفُضَيل كانَ إذا ذكر الله عِندَه أو سمع القرآن ظهـر به مــن الـخــف والـحــزن
وفاضت عيناه فبكَى حَتَّى يَرحمه مَنْ بِحَضْرَتِهِ
الخوف والرجاء
ذلك فإن الرجاء من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يأمل فيها ومع
باستمرار وعن الخوف والرجاء يقول الفضيل
الخوفُ أَفْضَلُ مِنَ الرَّجَاءِ مَا دَامَ الرَّجُلُ صَحِيحا فَإِذَا نَزَلَ بِهِ
الموتُ فالرَّجَاءُ أَفْضَلُ مِنَ الخَوفِ
ويقول
إِذا كانَ في صحته مُحْسَناً عَظُمَ رَجَاؤه عند الموت وحَسُنَ ظَنُّهُ وإِذَا كَانَ في صحته مُسيئاً سَاءَ ظَنُّهُ عند الموت ولَمْ يَعْظُمْ رَجَاوُه
۱۳۷-

العبادة
وإذا شعر الإنسان بالخوف من الله والرجاء فيه دفعه ذلك
إلى العبادة
ويروى الفضيل - في العبادة - بسنده عن عمر بن الخطاب
انه أنه قال
الشَّتَاءُ غَنِيمَةُ العَابِد ۱

وسار الفضيل في حياته على أنها عبادة لأن الله سبحانه
وتعالى يقول
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ
أي ليصيروا الحياة عبادة في جميع حركاتها وسكناتها في المصنع والمعمل والحقل والتدريس والوظيفة ـ أى أن الحياة يجب أن تطبع بطابع العبادة فتكون لله وحده فى جميع زواياها وتكون بذلك عبادة وإن رسول الله لا يشير إلى ذلك في الحديث
التالي عن أبي ذر الله أن ناساً من أصحاب النبي قالوا للنبي يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم
صلى الله
1 أي لطول ليله واتساع فرصة العبادة فيه
سورة الذاريات ٥٦
۱۳۸

قال أَوَلَيْسَ قَدْ جعلَ اللهُ لَكُم ما تصدقون به إنَّ بكل تسبيحة صدقة وكُلُّ تكبيرة صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْميدة صَدَقَةٌ وَكُلُّ
تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة وفي بضع أحدِكم صَدَقَة
قالوا يا رسول الله أيأتى أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتُم لو وضعها في حرام أكـان عـلـيـه فـيـهـا وزر
فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ۱
بی
وعن سعد بن أبي وقاص انه قال
وجع
اشتد
جاءني رسول الله لم يعودني عام حجة الوداع من فقلت يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا
ذو مال ولا يرثنى إلا ابنة لى أفأتصدق بثلثى مالى قال لا قلت فالشطر یا رسول الله فقال لا قلت فالثلث يا رسول الله قال
الثُّلث والثُّلُثُ كَثيرٌ - أو كبير - إِنَّكَ إِنْ تَذَرْ وَرَثتكَ أغنياء خيرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عـالة يتكفَّفُونَ الناس وإِنَّكَ إِنْ تُنْفِقُ نفقة تبتغى بِهَا وَجْهَ الله إلا أُجرْتَ عَليها حتَّى ما تجعلُ فِي فِي فم امرأتك
۱ رواه مسلم وابن ماجه
الشطر النصف
۱۳۹

قال فقلت يا رسول الله
أخلف
بعد أصحابي قال
إنك لن تخلف فتـعـمـل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفـعـــة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويُضر بك آخرون اللهم أمْضِ لأصْحَابِي هِجْرتَهم ولا تَردَّهُمْ على أعقابهم ۱
وقد كان الفضيل من كبار المتعبدين وكانت لياليه تسير على
النسق التالي
D
كان يُلْقَى لَهُ حَصيرٌ بالليل في مسجده فيُصلَّى من أَوَّلِ الليلِ ساعة ثم تغلبه عينه فيُلْقِي نَفْسَه على الحصير فينام قليلاً ثم يقوم
فإذا غَلَبَهُ النَّوم نام ثمَّ يَقُوم وهكذا حتَّى يُصـ
ويقول الفضيل
إذا لَمْ تَقْدر على قيام الليل وصيام النَّهار فاعلم أنك محروم
مُكَبَّلُ كَبَلَتْكَ خَطيتَكَ
وكان الفضيل يصف نفسه حينما يقول
أدركت أقـوامـا يـسـتـحـيـون من الله في سَوادِ الليلِ من طُولِ
۱ متفق عليه
-18--

الهجعة إنَّما هُوَ عَلَى الجنب فإذا تحرك قال لنفسه ليس هذا لك
قومى خُذى حَظَك من الآخرة
الذكر
ومن العبادة الذكر
ويروى إبراهيم بن الأشعث - الذى كان يلازم الفضيل ملازمة
تامة - عن الفضيل قوله
D
الذَّاكِرُ سَالمٌ منَ الإِثْم - مَا دَامَ يَذكر الله - غانم مِنَ الأَجْرِ والصوفية - على وجه العموم - يُنزلون الذكر منزلة سامية في
مجال العبادة
يقول الإمام القشيري
قال الأستاذ والذكر ركن قوي في طريق الحق سـبـحــانـه وتعالى بل هو العُمْدَةُ في هذا الطريق ولا يصل أحد إلى الله إلا بدوام الذكر
والصوفية ـ في ذلك - يتابعون رسول الله علم متأسين به إنه
يقول إن الله عز وجل يقول - في الحديث القدسي
أنا معَ عَبْدِى إِذا هُوَ ذَكَرَنِي وتحركت بي شَفَتَاهُ ۱
۱ رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه
-181-

وقال رجل للرسول يا رسول الله إن شرائع الإسلام
قد كثرت على فأخبرني بشيء أتشبث به
قال لا يزالُ لسَانُكَ رَطْباً من ذكر الله ۱
وقال
مَثَلُ الذِي يَذْكُرُ اللَّهَ والذي لا يَدْعُــرُ الله مَثَلُ الحَيِّ
والميت ٢
ولقد كان الفضيل معنياً برواية الأحاديث الصحيحة في الذكر
ومما رواه الله في ذلك
١- روى الفضيل عن الثوري عن أبي صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة عن النبي علم قال
ضا الله
ما جلس قوم قط فتفرقوا ولم يذكروا الله ولم يُصَلُّوا على النبي إلا كانت عليهم ترة يوم القيامة إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهم وإِنْ شَاءَ عَذَبَهم ۳
٢- وحدث الفضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله عال العلم يقول الله تعالى ـ في الحديث
القدسي -
۱ رواه الترمذى وقال حسن غريب وابن ماجه وابن حبان والحاكم
رواه البخاري ومسلم
۳ مشهور من حديث الثورى
-١٤٢

مَنْ ذَكَرَنى فى نَفْسه ذكرتُه في نفسي وإِنْ ذَكَرني في مَلَأَ ذَكَرتُه في م ملأ خير منه وإن تقرب منّى شبراً تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إلى ذراعًا تقربت إليه بَاعًا وإنْ أتاني يمشي أتيتُه هَرْوَلَةً ١
٣ ـ وروى الفضيل بن عياض عن سليمان الأعمش عن أبي
صالح عن أبى هريرة الله قال قال رسول الله علم إنَّ لله ملائكة - فضلاً عن كتاب الناس - يطوفون في الطريق ويبتغون الذكر فإذا رأوا قوماً يذكرونَ الله تَنَادَوا هَدُمُوا إِلَى
حَاجَتِكم
قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى عنان السماء فيقول الله ـ وهو
أعلم - ما يقولُ عبادى
قالوا يَحْمَدُونَكَ ويُسبحونك ويمجدونك
فيقول هل رأوني
فيقولون لا
فيقول كيف لو رأونى
فيقولون لو رأوك كانوا أشدَّ لكَ عبادة وأشدَّ لك تمجيدا وأكثر
لك تسبيحاً
فيقول فما يسألوني
۱ صحيح من حديث الأعمش
- ١٤٣

فيقولون يسألونك الجنة فيقول وهَلْ رَأوها
فيقولون لا والله يا رب ما رأوها
فيقول فكيف لو رأوها
فيقولون لو أنَّهم رأوها كانوا أشدَّ عَليها حرصاً وأشدَّ لَها طلباً
وأعظم فيها رغبةً
فيقول فَمِمَّ يَتعوذون
فيقولون يتعوذون منَ النَّارِ
فيقول وهَلْ رَأوها
فيقولون لا والله ما رأوها
فيقول فكيف لو رأوها
فيقولون لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشدَّ لها مخافة فيقول أُشْهِدُكُم أَنَّى قد غفرتُ لَهُم
فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة فيقول الله تعالى هُمُ القومُ لا يَشْقَى بهم جليسهم ١
۱ رواه البخاري ومسلم وغيرهما
_182_

الورع وإذا أقبل الإنسان على الله سبحانه وتعالى وصدق في عبادته وفي ذكره تحرج في حياته وتورع عن المحارم
- ولقد سئل الفضيل عن الورع فقال
اجتناب المحارم "
وقال أَشَدُّ الورع في اللسان
الزهد
إذا أقبل الإنسان على الله سبحانه وتعالى وصدق في عبادته وذكره وتحرج في حياته وتورع عن المحارم زهد في الدنيا
الشهوات
D
ولقد سئل الفضيل عن الزهد في الدنيا ما هو
فقال
القَنَاعَةُ وَهيَ الغنى
وقال في توجيه الناس إلى الزهد
إنَّ زهادة الإنسان في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة
وقال
لَوْ زَهَدَ العُلماء في الدُّنْيا لخَضَعَتْ لَهُمْ رِقَابُ الجَبَابِرَةِ
وكان يقول
"
مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسْمَعَ كَلَامُهُ إِذا تَكلَّم فَلَيْسَ بِرَاهِدٍ
_120_
1

}}
ويصل الأمر بالفضيل أن يقول
جعل الخيرُ كلُّه فى بيت وجعل مفتاحه الزُّهْدَ في الدُّنْيا ولقد كان الفضيل يعنى بذلك الزهد فى الدنيا من أجل الله سبحانه وتعالى ألا تشغل الدنيا الإنسان الله الاً عن وتملكه وتسترقه فيصبح عبداً للدنيا والله يحب أن يكون عبداً له
تستعبده
والدنيا التي ينفر منها الصوفية هي عالم الأهواء والنزوات
والشهوات
ويقول الفضيل عن الدنيا
لا يَسْلَمُ لَكَ قَلْبُكَ حَتَّى لا تُبالى مِنْ أكل الدُّنْيا
التواضع

ومن الخلق الصوفي التواضع وللفضيل تعريف جميل
للتواضع يقول إبراهيم بن الأشعث
سألت الفضيل ما التواضع فقال
أن تخضع للحق وتنقاد له ولو سَمِعْتَهُ مِنْ صبيٍّ قَبلَتَهُ مِنْهُ وَلَوْ
سمعته من أَجَلَّ الناس قبلتَهُ
الصبر
منه "
ولقد سئل الفضيل ما الصبر على المصيبة فقال
أن لا تب أي لا تَشْكُو
-١٤٦

التوكل
والتوكل في عرف الصوفية الصادقين هو اتخاذ الأسباب كاملة
الله قبل اتخاذ الأسباب وفي أثنائها
غير منقوصة مع الثقة في ومن بعدها فإليه سبحانه يرجع الأمر كله

ويقول الفضيل في صفة المتوكل
ފ އއ ވ
المتوكل الواثق بالله لا يَتَّهِمُ رَبَّهُ ولا يَخَافُ خذلانه
ولا يَشْكُوه
المحبة
ويصل الصوفي في معراجه إلى الله سبحانه وتعالى إلى المحبة يروى أبو عبد الله الساجي أن رجلاً سأل الفضيل بن عياض
فقال
X
D
يا أبا على متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى
فقال له الفضيل
إِذَا كَانَ عَطَاؤهُ ومَنْعُهُ إِيَّاكَ عِنْدَكَ سَوَاءٌ فَقَدْ بَلَغْتَ الغَايَةَ مِنْ
وروى الحسين بن زياد قال
أخذ الفضيل بن عياض بیدی فقال
يا حُسَين يَنزِلُ اللهُ تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول
-1{V_

من ادعى محبتى إذا جَنَّهُ الليلُ نَامَ عَنِّى !! أَلَيْسَ كلٌّ يحب خلوة حبيبه هأنذا مطلع على أحبائى إذا جَنَّهم الليل مثلت
نفسى بين أَعْيُنُهم فَخَـاطبـوني على المشاهدة وكلموني على
حضور غداً أقر أعين أحبائى فى جَنَّاتى
أما حقيقة المحبة فقد قال الفضيل بشأنها
حـقـيـقـة الـمـحبـة إيثار المحبوب على الكونين في القُربِ
والبعد
الرضا
والرضا منزلة وازَنَ كثير من الصوفية بينها وبين المحبة
وفضلوها على المحبة
وعن الرضا يقول الفضيل
درجةُ الرِّضَا عنِ اللهِ - عزَّ وجلَّ ـ درجة المقربين ليس بينهم
وبين الله إلا روح وريحان

-١٤٨

خَاتمة
-١٤٩

لقد أدى أعلام العلماء واجبهم في تقدير الفضيل
وفيما يلي بعض من كثير
يذكر صاحب الجواهر المضيئة ۱
- رحمه الله -
الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو على الإمام الرَّبَّاني
التميمي | ى اليربوعى الزاهد أحد صلحاء الدنيا وعبادها
وذكر الصيمري أنه أحد من أخذ الفقه عن أبي حنيفة وروى عنه الإمام الشافعي فأخذ عن إمام عظيم وأخذ عنه إمام عظيم وهو إمام عظيم نفعنا الله بهم آمین
وروى له إمامان عظيمان البخاري ومسلم
وروى أبو وهب محمد بن مزاحم عن ابن المبارك وأمَّا أَوْرَعُ النَّاسِ فَفُضَيلُ بنُ عِيَاضٍ
وقال الهيثم بن جميل عن شريك
لَمْ يزل لكل قومٍ حُجَّةٌ في زَمَانِهِم وإِنَّ فُضَيل بن عياض حُجَّةٌ
لأهل زمانه
وقال بشر بن الحارث
عشرة كانوا يأكلون الحلال لا يدخل بطونهم غيره ولو استقوا
التراب فذكره فيهم "
۱ جـا ص
٤٠٩
-١٥١-

ويقول صاحب " الكواكب الدرية عنه
التميمي الخراساني شَيحُ الحَرَم وكان إِمَامًا رَبَّانيا صَمَدَانيا قانتا زاهداً عابدًا عَظيم الشأن شَدِيعَ الخَوْفِ دائمَ الفِكْرِ
ويقول عنه ابن سعد
كان نَبيلاً فَاضِلاً عابدًا وَرَعًا
أما صاحب ميزان الاعتدال۱ فإنه يقول عنه
ا فُضيل بن عياض الزاهد شيخ الحرم وأحد الأثباتِ مُجْمَع على ثقته وجلالته فالفُضَيل من مشايخ الإسلام
وقال الذهبي وغيره
كان سيّداً عابداً ورعاً زاهداً إمَاماً ربانياً عالماً فقيهاً
وناهيك بمن يقول ابن المبارك الله فيه ما بقى على ظهر الأرض
أفْضَلُ مِنْهُ
ويقول عنه صاحب تقريب التهذيب

فضيل بن عياض بن مَسْـعـود الـمـيـمـى أبو على الزَّاهِدُ
المشهور أصله من خُرَاسَان وسكن مكةَ ثقة عابد إمام مات سنة
سبع
وثمانين ومائة
۱ میزان الاعتدال ونقد الرجال للذهبي جـ ٢ ص ٣٣٤
تقريب التهذيب جـ ص ۱۱۳
-١٥٢-

ويقول عنه ابن كثير في البداية والنهاية
ولد بخراسان بكورة دينُور وقدم الكوفة وهو كبير فسَمِعَ بهَا الأعمش ومنصور بن المعتمر وعطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم ثم انتقل إلى مكة فَتَعَبَّدَ بِهَا وَكَانَ حَسَنَ التلاوة كثير الصَّلاةِ والصَّيام وكان سيداً جليلاً ثقة من ائمة الرواية 1

والذى نحب أن نقوله - بعد هذا - هو أن حياة الفضيل إنما هي شعاع من نور يبدد الكثير من الشبهات الزائفة التي انتثرت هنا وهناك حول التصوف الإسلامي
لقد كان الفضيل من أوائل الصوفية لقد عاش في القرن الثاني
الهجرى وكان عربيًا من قبيلة تميم وكان عالماً من كبار علماء المسلمين وكان يعيش من كسب يده
إن حياته تكذب هؤلاء الذي يحاولون ـ في تعسف وفي زيف - أن يجعلوا مصدر التصوف يونانياً
أفلاطونية أفلاطون أو أفلاطونية أفلوطين لم تكن هذه أو تلك قد ظهرت في العصر الذى عاش فيه ولم يعرف الفضيل هذه
۱ البداية والنهاية جـ ۱۰ ص ۱۹۸
-101-

أو تلك ولم يكن يدور بخلده أن يستمد التوجيه من أفلاطون أو أفلوطين
وحياة الفضيل تكذب هؤلاء الذين يقولون إن مصدر التصوف المسيحية فقد كان الفضيل غارقاً فى التراث الإسلامي في ميراث
6
محمد عالم في الحديث وفى القرآن وفي آثار الرسول عام وفى الوحى ولم يكن بين جنبيه من المسيحية إلا ما ذكره القرآن عنها أو ما ذكره الرسول عل مفسراً للقرآن ومبينا له وكان يقرأ - فيما يقرأ -
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهِ إِلَّا إِلَهُ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسِّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ ١
وكان يقرأ
﴿وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْن مريمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقِّ إِن كُنت قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعلَمُ مَا فِي نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلامُ الْغُيُوب ID مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا ما أمرتني به آن اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبِّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
۱ سورة المائدة ٧٣
-١٥٤

وأنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 10 إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادَكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ
فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١
يقرأ
وكان يقرأ عن ضلال أهل الكتاب وانحرافهم الشيء الكثير كان
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عَزيرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِلُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤفَكُونَ ٢
وكان يقرأ هذا النداء الحق الرباني الإلهي الذي لم يستجب له اليهود ولا النصارى وهو حق واضح
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بيننا وبينكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا
فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ۳
إن المسلمين كانوا يرون فى عهد الفضيل - من خلال القرآن - هذا الضلال الذي انغمس فيه أهل الكتاب ويرون أنهم أخطأوا الحق وأنه ما دام الأساس الذى تقوم المسيحية عليه ـ إذ ذاك - باطلاً فإن
۱ سورة المائدة ١١٦ - ١١٨
سورة التوبة ٣٠ ۳ سورة آل عمران ٦٤

الله من
كل ما يبنى عليه فهو باطل مثله ولا يتأتى - إذن - أن يكون القرب وهو التصوف - قائماً على أساس باطل والغريب أنه مع وضوح موقف المسلمين العام من المسيحية وأنها باطلة وأن الله
=
يعبر عن بطلانها بأساليب فى غاية القوة منها قوله تعالى وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا َلقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِذًا تَكَادُ
49
السموات يتفطرْنَ منه وتنشق الأرض وتخرُ الْجِبَالُ هَذَا أَن دَعوا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا CD إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا CD لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًا وكلهم آتِيهِ يَومَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ١
ورغم هذا فإنهم لا يتورعون عن اتهام الصوفية بالأخذ عن المسيحية
إن الصوفية ما كانوا يستمدون حياتهم - لا ولا قلامة ظفر - من باطل لأنهم على يقين من أنه لا يمكن الوصول إلى الله إلا عن طريق الحق
وحياة الفضيل تكذَّب هؤلاء الذين يقولون إن نشأة التصوف إنما نشأة فارسية وإن التصوف لا يتناسب مع الفطرة العربية والذى يقول ذلك هم المستشرقون
هي
۱ سورة مريم ۸۸ - ۹۵

لقد كان الفضيل عربياً خالصاً وكان من
أئمة الصوفية
تكذب أيضاً هؤلاء الذين يزعمون أن بين التصوف والشريعة سُوءَ تفاهم بل إن حياة الفضيل هي عبارة عن سلوك ملتزم من قبل إن حياته إنما هي تحقيق لقوله
وحياة الفضيل تكذب هؤلاء الذين يريدون أن يقرنوا بين التصوف
والجهل فقد كان الفضيل قمة في العلم
وهى
للشريعة وقد بينا ذلك
تعالى
ومن يعتصم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ۱
وهى تحقيق واتباع لقوله تعالى
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
رحمه الله
رحمة واسعة
وصلى الله على سيدنا محمد في البداية والنهاية وفي كل نفس
ولمحة إلى يوم الدين
۱ سورة آل عمران ۱۰۱ سورة الأحزاب ۱

_10V_

١ - القرآن الكريم
٢ - صحيح البخاري
۳ ۔ صحیح مسلم
مراجع الكتاب
٤ ـ المستدرك للحاكم النيسابوري ه ـ صحيح ابن حبان
- صحيح ابن خزيمة
۷ - سنن ابن ماجه
- سنن الترمذي
۹ - سنن الدارقطني
۱۰ - سنن النسائي
۱۱ - السنن الكبرى للبيهقي
۱ - مسند البزار
١٣ - البداية والنهاية لابن كثير
١٤ - صفة الصفوة لابن الجوزي
١٥ - الطبقات الكبرى لابن سعد
١٦ - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم
۱۷ - میزان الاعتدال ونقد الرجال للذهبي
-١٥٩

۱۸ ـ تهذيب الأسماء واللغات للنووي
۱۹ ـ تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني ٢٠ - تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ٢١ ـ الجواهر المضيئة لعبد القادر القرشي ٢٢ - الطبقات للإمام الشعراني
٢٣ - الكواكب الدرية للمناوى

-1-

فهارس الكتاب
أولاً فهرس الآيات القرآنية ثانياً فهرس الأحاديث الشريفة
ثالثاً فهرس الآثار والأقوال
رابعاً فهرس الأشعار
خامساً فهرس الأعلام
سادساً فهرس الأماكن والقبائل والغزوات
سابعاً فهرس الكتب والمطبوعات ثامناً فهرس المحتويات
-11-

أولاً فهرس الآيات القرآنية
السورة الآية
الصفحة
الصفحة السورة الآية
البقرة
النحل

۵۱

1-1
۹۷ 1

١٦٨

الإسراء
۱۹
۱۷

۱۹
۱۷

١٨٦

۰
۵۹ ۸
١٤
آل عمران

٤٦
الكهف
١٥٥

۳
۱۸
١٥٧
۱۰۱
١٥٦

مریم
۵۱

النساء

۱۹
9
٤
10

١٥٤

المائدة
10
۹۱
١٥٥
١١٦
0
١٥٦
۹
١٥٥

10

١٥٥
۱۱۸
10

الأنعام
١٥٦
۹۵
1

۱۳۰
طه
١٥٥

التوبة
۰

4
۱۱ ۱۱۰
VV
الحج

يونس

٦٣
1
۱۹
۵۱
المؤمنون

۳

هود
-١٦٣-
11

ة

محمد
٤٧
السجدة
٤٧
٤٧
۳
۱۳۸ ۳۸
۳۸
۳۸
ةةة
٥٦٠
الذاريات
١٥٧

الأحزاب
01
۳۳
١٣٥
الزمر

٤٢
النجم
۱۱
٣٦
۳۹
٥٣
١٠٦ ١٠٧

الحديد
۱۰۷
٥٤
۵۹
۰ OV
۱۰۷
٥٥

۱۰۸

الطلاق
۱۰۸
۵۷

0
۱۰۸
۵۸
٤٧

الملك
۱۰۸
۵۹
٦٧
۱۰۹

الشمس
19
۹۱
٥٧ ٥٨
۱۱۱
۱۹
العلق

٩٦

به یه به
1
غافر

٤٨

التكاثر
٤٠
۰
٤٢
الشوري
۱۰
-16

الصفحة
VA
۵۸
٧٤٠

۵۸
١٤٠
۵۸

٤٢
١٤٣
١٤٣
VV

۰
٠٧٦
۷۱
١٠٦
۱۳۵ ۱۰۵
١٤٠
ثانياً فهرس الأحاديث الشريفة
الحديث
i
الله ورسوله أعلم
اللهم احفظني من الشيطان

اللهم ارحمه
*
*
*
اللهم اغفر له
اللهم افتح لي أبواب الرحمة اللهم أمض لأصحابي هجرتهم اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أُزل * آخر ما عهد إلى رسول الله
*
*
الأئمة من قريش
أتاني يمشي
* أتيته هرولة
أجرت عليها الأجر والمغنم
أجوع يوماً وأشبع يوماً
* أحب إلى مما افترضته عليه حدیث قدسی
*
*
احفظني من الشيطان
أحل فيه المنطق
أخذه طعاماً لأهله
أخلص دينك يكفك العمل القليل
أخلصوا أعمالكم

أخلف بعد أصحابي
-10_

۸۱

٤٢
yo
۹
۵۷
٦٦
۵۸

۸
٦٨
١٤١
139 104
139 104

١٤٠
۱۱

٤٧
ΛΕ
١٤٤
١٤٣
١٤٤
٨٥
۱۳۵

٦٠ ٠٤
أدنى في عينيك
إذا استرحموا رحموا
* إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
* إذا أنا مت
* إذا بسط الرجل يده
إذا دخلت الجنة

إذا دخلت المسجد فصل على النبي علم إذا صلحت وطابت صلح لها الجسد إذا قطعت رحمه وصلها إذا لم تستح فاصنع ما شئت * إذا هو ذكرني حدیث قدسی
*
إذا وضعها في الحلال كان له أجر أرأيتم لو وضعها في حرام
* أربعين يوماً أرشد الله الأئمة
ازددت به درجة ورفعة

أسألك مرافقتك في الجنة
* استبرأ لدينه وعرضه

استدرك النبوة بين جنبيه
استعيذوا بالله من عذاب القبر أشدّ عليها حرصاً
أشد لك عبادة
""
أشد منها فراراً أشرب قلبه حب الدنيا

أشرك فيه غيری حدیث قدسی
* أطعمه الله من ثمار الجنة
الأعمال بالنيات

-1

۱۱
۱۳۹
ةة
111
139 104
۷
٧٥

١٤٣
۷۷
٨٥

١٤٢
٨٥
100
Vo
١٨٤
۹۱
٨٥

١٤٠
۹۱
۷
أعنى على نفسك بكثرة السجود * أعوذ بك أن أزل أو أُزل
أفأتصدق بثلثي مالي
افتح لي أبواب الرحمة
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد أكان عليه فيها وزر
* ألا إن الحلال بين
* ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم
ألا وإن حمى الله محارمه
ألا وإن في الجسد مضغة
* ألا وإن لكل ملك حمى

إلى عنان السماء

* إلى يوم القيامة التاط منه بثلاث إلا أن الله أحل فيه المنطق
* إلا كانت عليهم ترة
* إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم * إلا ما خلص له
* إلا وهو يتعوذ من عذاب القبر
* إلا وهو يحسن بالله الظن * إلا وهو يسبحنى حديث قدسي
* إلا ووصيته مكتوبة عنده
* أما إنكم سترون ربكم يوم القيامة الإمام ضامن
أمض لأصحابي هجرتهم * أما عبدى المؤمن فله سيّئات حدیث قدسی
أمور مشتبهات
-١٦٧-

۱۳۹
۱۳۹
١٤٢
۹
۷
٦٦
A1
٨٥
۵۷
VA
٤٣
۱۳۷
۱۳۵
۱۳۵ ۱۰۵
121
۸۱
۸۱
۸۱

۸

۷
۱۹
۱۳۵

إن تذر ورثتك أغنياء * إن تنفق نفقة

إن شاء عفا عنهم إن قدر على لم يغفر لي * إن ماشيته نفعك
*
أن لا أراك
أن لا تزدروا نعمة الله عليكم أن يبيت ليلتين
أن يردها صفراً
أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً
أن يلج باب الجنة
أنا أتقاكم لله وأشدكم خشية له
أنا أغنى الشركاء عن الشرك حديث قدسي أنا خير شريك حديث قدسي
أنا مع عبدى إذا هو ذكرني حدیث قدسی انظر أي رجل يرى أدنى في عينيك انظر أي رجل يرى في عينيك أرفع
انظروا إلى من هو أسفل منكم

* انظروا كيف تعملون فيما تعلمون إن إبليس يبعث جنوده كل صباح ومساء
إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار

إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً
إن الإمارة حسرة وندامة
إن الحلال بين

يوم
القيامة
إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام
إن الله تبارك وتعالى يقول إن الله تعالى كريم يحب الكرم

١٤١
۰
Ov

١٤٢
۹۱
١٤٣
٦٨
۱۳۸

VV
۱۳۹
٦٦
12
٦٦
١٠٤٠٦٠
١٤٤

VA
۱۳۹
۵۸
۵۸
* إن الله عز وجل يقول
إن الله قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب
إن الله كريم حيى
إن الله لا ينظر إلى أجسامكم إن بكل تسبيحة صدقة

إن الرجل ليقذف اللقمة
إن شرائع الإسلام قد كثرت
إن العباد والبلاد لي حدیث قدسی
* إن لله ملائكة
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إن ناساً من أصحاب النبي قالوا إن ناساً من المنافقين اغتابوا ناساً أن النبي داخل مكة يوم الفتح إنك إن تذر ورثتك أغنياء إنك لأحب إلى من نفسى * إنك لن تخلف أنك إذا دخلت الجنة
*
*
إنما الأعمال بالنيات
إنما جاء لحاجة

إنه لم يزل برجل من بني آدم
إنّي لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون
إني
لأخبر بمكانكم فما يمنعنى
إني قد بلغ بي من الوجع أو أجهل أو يجهل على أو أضل أو أضل
أو أظلم أو أظلم

-١٦٩

٦١
١٠٤
۱۱
139 104
139 104

۸۱
۸۱
۷۱

۹۱

۱۳۹
139 104
۹
۱۳۹
١٤٠

۷۱

١٤٣
١٤٣
أو امرأة يتزوجها
أو امرأة ينكحها أو غير ذلك
أو ليس قد جعل الله لكم
أيأتى أحدنا شهوته ويكون له الإيمان هو الإخلاص أيتها الأمة إني لا أخاف
أى رجل يُرى أدنى في عينيك أى رجل يرى في عينيك أرفع
بثلاثين صاعاً من الشعير
برزقه وأجله

* بعد ذلك
* بعمل أهل الجنة
*
بعمل أهل النار

بلغ بي من الوجع ما ترى
بكل تسبيحة صدقة

ب
بين إصبعين من أصابع الرحمن
* تبتغى بها وجه الله
*
تبتغي به وجه الله
ت
* ترددى عن نفس المؤمن حدیث قدسی
* ترك درعه مرهونة

تخلف حتى ينتفع بك

تضرعت إليك ودعوتك تقربت إليه باعاً حديث قدسي تقربت إليه ذراعاً حديث قدسي
-۱۷۰-

١٤٣
١٤٣
١٤٣
۱۳۹
۹
۹
۹
۱۹

FI
VV
١٤٤
۱۳۹
139 104

9
۱۳۹
نقرب إلى ذراعاً حديث قدسي
تقرب منى شبراً حديث قدسي تنادوا هلموا إلى حاجتكم
تنفق نفقة تبتغى بها

ثبت قلوبنا على دينك
الثلث والثلث كثير
ث

* ثم اطحنوني
* ثم ذرونى فى البحر

* ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر

* ثم علقة مثل ذلك
ثم يبعث الله ملكاً

ثم يدعو بالتاج
ثم يكون مضغة مثل ذلك
* ثم ينفخ فيه الروح
ج
جاء رجل إلى رسول الله فقال
جاء رجل بناقة مخطومة فقال
جاء لحاجة

جاءني رسول الله يعودني جعل الله لكم ما تصدقون به ح
حتى قتل رجلاً فدخل النار حتى لحق الله
حتى مات
* حتى ما تجعل في
* حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع
-1VI

۹۱
٨٥
١٤٠
٤٣
٤٣
٦٦
VA
VA
۷

yo

۱۳۹
١٤٣
VV

۷۷
۵۷
ہ ذة
۸۱
نزل جبريل عليه السلام

حتى يأتيني فأجزيه حدیث قدسی
حتى يستوفى منها رزقه
حتى ينتفع بك أقوام حجبه الله أن يلج باب الجنة حرم الله عليه جوارى حسبت أن لا أراك
حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به حقهم عليه أن لا يعذبهم
الحلال بين
ح الله محارمه
حمدتك وشكرتك
الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته
حين يزني
حين يسرق
خرج إلينا رسول الله
خ
خرج رسول الله ذات يوم د خير من أن تذرهم عالة
* خير منه

الخيل معقود فى نواصيها الخير
د
دخل النار
صل الله
دخل النبي
عام في بعض عمره مكة
-۱۷-
دخل النبي مكة يوم الفتح
* الدعاء هو العبادة

٦٩
1-2
AAMAIA
١٤٣
12
VI
١٤٣
١٤٣
١٤٣

EPE
٦٦
11
٨٠
VV

۷۱

دفعنا إلى النبي وهو أطيب شيء نفـ
دنيا يصيبها
ذ
ذكرته في ملأ خير منه حدیث قدسی ذكر الرجل يطيل السفر
ه فى نفسی حدیث قدسی
حدیث قدسی

رني في ملأ
ذكرني في نفسه حدیث قدسی ذهب أهل الدثور بالأجور
الذي سقانا عذباً فراتاً
ر
رأيت النبي يصلي في ثوب واحد متوشحاً به
رجع كيوم ولدته أمه رفعت مع النبيين
رفعك الله بها درجة
سباب المسلم فسوق
س
* سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة ستره الله فى الدنيا والآخرة

* سترون ربكم يوم القيامة سقانا عذباً فراتاً برحمته
۱۱
ΛΕ

٨٥
۹۱
-۱۷۳-
سقما
الجسد كله وفسد
سلني
سمعت النبي قبل موته بثلاث
ش
شقاء لا ينفد
نبي من الأنبياء إلى ربه
*
*

Vo
۸۵
٨٥
٨٥
ᄒᄒᄒᄒᄒᄒ

٨٥
٨٥
۱۳۹
۱۳۹

9
٦٩
۷۱
٤٢
ص
صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها صلح الجسد وطاب

صل بأصحابك صلاة أضعفهم
طالبة ومطلوبة الدنيا
ط
طلب الآخرة
طلبته الآخرة
طلبته الدنيا
طلب الدنيا
الطواف بالبيت صلاة
* عالة يتكففون الناس
*
عام حجة الوداع
عر
ع
على ربي بطحاء مكة ذهباً
عرفت أنك إذا دخلت الجنة
* عشر حسنات
* عشر سيئات

عليك بكثرة السجود
* عند رجل من اليهود * عند رجل يهودي
* عن ذى حاجة

غ
غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم
* غفرت لهم
*
غير أنه لا يوحى إليه
غير ذراع أو باغ

162
٤٧

-IVE
*
*

۱۱
۹۱
۹۱
۹
9
١٤٢
4
١٤٣
۸۱
۸۱
۱۳۵ ۱۰۳
۹۱
غير ذراع أو ذراعين
* فأتيه بوضوئه وحاجته
ف
* فأجزيه بحسناته حدیث قدسی فأجزيه بسيئاته حدیث قدسی فاحرقونى ثم اطحنونى
فأخبرني أنه من صلى على صلاة
فأخبرني بشيء أتشبث به
* فادعوا في سجودكم

فإذا أحببته كنت سمعه حدیث قدسی
فإذا انتهك من محارم الله شيء فإذا رأوا قوماً يذكرون الله
فإذا رجل عليه حلة وحوله ناس
فإذا رجل عليه كساء فقلت
فإذا شبعت حمدتك وشكرتك
فارقها والله عنه راض

* فأزوى عنه البلاء حدیث قدسی فأزوى عنه الدنيا حديث قدسي
*
فافتتح سورة البقرة وآل عمران
* فافعلوا
فإن استطعت أن لا تكون أميراً
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة
* فإن شاء أقامه

فأنا منه بريء حدیث قدسی
فإن الله تعالى لا يقبل إلا فإن ربي إن قدر على لم يغفر لي فإن فيهم الضعيف والكبير

٤٧

۹
۱۳۵
۱١٠٥ ٣٥
۹
Yo
_100_

۱۹

۸۱
١٠٥ ١٣٥
۱۳۵ ۱۰۵
۹۱

۹۱
۹۱
12
١٤٢
۱۳۹
۹
٤٢

۱۳۹
۹
٤٢
۹
٤٧
A1
فأَنَّى يُستجاب لذلك فإنك لن تسجد لله سجدة إلا
فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله
* فإنها للرحم

فإنها لوجوهكم

فأوحى الله - عزّ وجلّ - إليه فبعثت هذه الريح لذلك
* فتزوى عنه البلاء
* فتزوى عنه الدنيا

فتعمل عملاً تبتغي به
* فتفرقوا ولم يذكروا الله فالثلث يا رسول الله
فجمعه الله - عز وجل
فحجب بابه عن ذى حاجة
فدخل النار
فالشطر يا رسول الله
فعلوا به ذلك
*

فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
فغفر له
فقال لأهله

فقال ما حملك على الذي فعلت
فقسمها قبل أن يقوم
فقد آذنته بالحرب

* فقد استدرج النبوة بين جنبيه
فقلت لا يا رب ولكن * فقلت هذا
فقلت يا رسول الله أخلف
١٤٠
-١٧٦

فقلت يا رسول الله إنى * فقمن أن يستجاب لكم فكذلك إذا وضعها في الحلال
* فكيف لو رأوها
* فلا صلاة إلا المكتوبة
*
*
فلا ينطق إلا بخير
فلذلك هاجت هذه الريح
فلما مات فعلوا

۱۳۹
۱۱۱
١٠٤ ١٣٩
١٤٤
yo

فلم يرد إليه رسول الله شيئاً فلم پر یرفت و ولم يفسق
فله حسنات
* فله سيئات
فليعد الذبح
فلينظر بم يرجع
فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك
فما حق العباد إذا فعلوا ذلك
فما يسألوني

فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا
* فمم يتعوذون * فمن اتقى الشبهات

۹
٦٦

۹۱
۹۱
VV
Λο

فمن أشرك معى شريكاً حديث قدسي
* فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة * فمن عمل لي عملاً
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
* فمن لم يفعل ذلك
*

منهم
فمن نطق فلا ينطق إلا بخير
فالنار أولى به
VA
١٤٣
VA
١٤٤
۷۳ ۷
١٠٥ ١٣٥
٨٥
۱۳۵
٦٠ ٦١ ١٠٤
٤٢

۱۹
-۱۷۷-

۸۱

104 61
104 61
۱۳۵ ۱۰۵

۸
۹

۱۹
۸

139 104
١٤٣ 139 104

۱۷۸
فنظرت فإذا رجل عليه حلة

فنظرت فإذا رجل عليه كساء
* فهاجت ريح منتنة * فهجرته إلى الله ورسوله * فهجرته إلى ما هاجر إليه فهو الشريكی حدیث قدسی فوالله إن أحدكم - أو الرجل - * فيأتي أحدهم فيقول
في البحر

في بعض عمره * في ثوب واحد
في الجسد مضغة في جوفه
فيجيزه ويكرمه
* فيجيزه ويكرمه كرامة
* في حرام
* فيحفونهم بأجنحتهم في الحلال
فيدخلها الجنة
فيدخلها النار
في الدنيا والآخرة
في الركوع والسجود * فيسبق عليه الكتاب في سفر
فيصيح إبليس صيحة
فيضعه على رأسه

فيعمل بعمل أهل الجنة

A1
۱۳۹

122
١٤٤
١٤٣
۸
١٤٤
١٤٣
122
١٤٣
١٤٤
١٤٣
١٤٣
١٤٤
١٤٤

١٤٤
١٤٣
122
١٤٤
١٤٤
١٤٤

* فيعمل بعمل أهل النار في عون أخيه
*
في عون العبد في عينيك أرفع
في في امرأتك
فيقول إبليس أحد بني فلان

فيقول أشهدكم أني قد غفرت لهم
فيقول الله تعالى هم القوم
فيقول الله - وهو أعلم

فيقول الشيطان لم أزل به حتى زنى فيقول فكيف لو رأوها فيقول فما يسألوني
* فيقول فمم يتعوذون فيقول كيف لو رأوني
فيقول ملك من الملائكة
فيقول هل رأونى
* فيقولون لا

فيقولون لا والله ما رأوها
فيقولون لا والله يا رب
فيقولون له يا سيدنا ما الذي فرحك فيقولون لو أنهم رأوها
فيقولون لو رأوك كانوا
فيقولون لو رأوها
فيقولون يتعوذون من النار
فيقولون يسألونك الجنة
فيقول وهل رأوها
* فيما لا تعلمون

-۱۷۹

ملأ
في نفسه
فينفقها في سبيل الله
نواصيها الخير

فيهم فلان ليس منهم * فيؤمر بأربعة
* في يوم عاصف
١٤٣
١٤٣
١٤٣
۷۱
VV
١٤٤

۹

قال إبليس يتزوج أخرى قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيحفونهم بأجنحتهم
قال ما حملني إلا مخافتك
ق

قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا
قالوا يحمدونك ويسبحونك

* قام في جوف الليل قبض رسول الله ودرعه رهن
قبض رسول الله يوم قبض قبل أن يقوم
قتل رجلاً فدخل النار
قد بلغ بي من الوجع ما ترى

قد جعل الله لكم ما تصدقون به
قد غفرت لهم
قد كثرت على
كان أشدهم في ذلك غضباً
ك

كان رجل يسيء الظن بعمله

۸
١٤٢
١٤٣
۹
۱۳۹
١٤٣
٤٧
۷۱

۱۳۹
139 104
١٤٤
١٤٢
9
۹
-۱۸۰-

كان الرسول إذا خرج من بيته قال كان الرسول إذا شرب الماء قال كان الرسول الله لا ينام حتى يقرأ الم كان الرسول لم يتخولنا بالموعظة
كان الرسول يجيب العبد
كان له أجر
كان النبي يكثر أن يقول
كان يأتى على آل محمد الشهر كان يأكل منه ويطعم عياله كانت عليهم ترة يوم القيامة كانوا أشدّ عليها حرصاً
كانوا أشد لك عبادة

۵۸
۷۱
٤٧
YA
۷۱
139 104
M M = = =
١٤٣
١٤٤

۷۱
١٤٢

كانوا أشد منها فراراً * كتب الله له عشر حسنات
كثرت على
کالراعى يرتع حول الحمى
* كرامة لم يكرم بها أحداً
كل صباح ومساء

* كما ترون هذا القمر

كنت أبيت مع رسول الله فآتيه بوضوئه
كنت رديفه فقال
كنت سمعه الذي يسمع به
شا الله و
كنت مع النبي في المسجد
كنا عند رسول الله إذ نظر إلى القمر
كنا مع رسول الله في سفر
كيف لو رأوني
١٤٤
9
١٤٢

۸

۱۱
VA

۸۱

١٤٣
-۱۸۱-

۸۱

۸۱
١٤٤
Vo

٨٥
٨٥

١٤٢
۹۱
١٤٤
۱۹
۱۳۵ ۱۰۵

ΛΕ
٤٧

٨٥
9
1
۱۹
VV
18

ل
لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه لا تزدروا نعمة الله عليكم
لا تضامون في رؤيته * لا هجرة فوق ثلاثة أيام لا والله ما رأوها
* لا يأخذ على الأذان أجراً لا يا رب ولكن
لا يبلغ عناه

* لا يبلغ منتهاه لا يرحمه الله عز وجل لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله
* لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لا يشقى بهم جليسهم
* لا يقبل الله إلا طيباً

* لا يقبل الله من الأعمال إلا ما خلص له
* لا يقيم الرجل فيها
* لا يموتن أحد منكم إلا و وهو يحسن بالله الظن لا ينبغى لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد
لا ينظر إلى أجسامكم
لا ينفد

*

لحق الله
لدنيا يصيبها

اللقمة الحرام
لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة
لكل امرئ ما نوى
لكل ملك حمى
-۱-

١٤٣
۷
۱۳۵ ۱۰۳

۸
۸

۹

١٤٠

122
١٤٣
١٤٤
١٤٤
139 104

۵۷

۸
١٤٤

۱۹

لله ملائكة
*
لله ملائكة سياحون في الأرض لله وحده لا شريك له
أزل بفلان حتى قتل الشيطان
لم أزل به حتى طلق امرأته الشيطان
* لمثل هذا فاعملوا

* لم يرح رائحة الجنة لم يزل برجل من بنى آدم
* لم يغفر لي
*
لم يكرم بها أحداً من جنوده
لن تخلف فتعمل عملاً

لن تسجد لله سجدة إلا
* له شيء يوصى فيه لو أنهم رأوها
لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة لو رأوها كانوا أشدّ عليها حرصاً
لو رأوها كانوا أشد منها فراراً لو وضعها في حرام
ليس بين الكفر والإيمان إلا ترك الصلاة
ليس فيها شيء
ليس للمؤمن أن يذل نفسه
المكافئ بالمواصل
ليس منهم
* ليعمل بعمل أهل الجنة ليعمل بعمل أهل النار
ليقذف اللقمة الحرام

-۱۸۳-

۱۰۷
۱۳۹
۱۳۹
139 104
١٤٢
٨٥
۹
۹
٤٧

٨٥
م
ما أحب أن لى الدنيا وما فيها بهذه الآية ما تجعل في في امرأتك
ما ترى
* ما تصدقون به
* ما جلس قوم قط فتفرقوا
ما حق امرئ مسلم له شيء يوصى ما حملك على الذي فعلت ما حملني إلا مخافتك ما خيب الله عبداً قام * ما دام في مصلاه
ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل
ما رأوها

ما رأيت رسول الله منتصراً من
مظلمة
* ما سمعت الرسول يصلى صلاة إلا وهو
* ما شبع آل محمد منذ قدومه المدينة

* ما شبع رسول الله من البر السمراء ثلاث ليال
* ما كانت الصلاة تحبسه
ما كان العبد في عون أخيه
ما كان محمد قائلاً لربه وهذه عنده
* ما لم تنتهك محارم الله
*
ما لم يحدث
* ما لم يكن مأثماً
ما من قلب إلا وهو
ما يتقبل منه أربعين يوماً
* ما يختبرون
ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل
١٤٤
4
Vo
٦٩

۷۱

9
۹
۱۹

۷۱
-1AE_

١٤٣

١٤٢
١٤٢
4
VA
VA
۷۱
۸

۷
١٤٣
١٤٤
۰
۸
٨٥

۸
٨٠

VV
ما يقول عبادي حدیث قدسی ما يكون بينه وبينها غير ذراع متوشحاً به
* مثل الحى والميت
* مثل الذي يذكر الله
* مثل ما قال
مخافة أن أملكم
مخافة السامة علينا
مرهونة عند رجل من اليهود
المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء
مع رسول الله
الملائكة تصلى على أحدكم ملائكة سياحون في الأرض
* ملأ خير منه
* ملك من الملائكة
مما أدرك الناس من كلام النبوة مما افترضته عليه حدیث قدسی مَنْ إذا قطعت رحمه وصلها من أشرب قلبه حب الدنيا الناط منه
من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة من أضل رجلاً أكرمته من أطعم مسلماً جائعاً أطعمه الله من ثمار الجنة
من حج هذا البيت
إبليس
ذبح قبل الصلاة فليعد الذبح ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب

من فارق الدنيا على الإخلاص لله
١٤٣
۰
۱۳۵ ۱۰۳
-140-

٤٧
0

۸۱
۸۱
٤٢

۹
۱۳۸
۱۳۹

9
۱۹
۸۱

١٤٤
١٤٤
۱۳۹
۱۳۹
4
۸
۷
من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه من كذب علي متعمداً بنى الله له بيتاً في النار من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل * من نفس عن مسلم كربة
من هجر فوق ثلاث فمات
من هو أسفل منكم

من ولى منكم عملاً فحجب بابه عن ذى حاجة
من أصابع الرحمن
من أصحاب النبي عليم من أن تذرهم عالة من بنی آدم
من ثمار الجنة
من طعام بر ثلاثة أيام
من السحت والربا
من قراب الأرض مثل هذا
من كرب الدنيا
من كرب يوم القيامة
من الملائكة
من النار
من الوجع
من وجع اشتد بی
منذ قدومه المدينة
المواصل من إذا قطعت رحمه وصلها المؤمن إن ماشيته نفعك
-١٨٦

۸۱

۱۳۹
٦١ ١٠٤
۸۱
١٠٥ ١٣٥
VV
١٤٣
١٤٣
١٤٤
۱۱
۱۳۵ ۱۰۳

١٤٤
١٤٤
۱۳۵ ۱۰۳
Yo
٦٦
* نعمة الله عليكم نفس الله عنه كربة
نفقة تبتغى بها وجه الله

* هجرته إلى الله ورسوله
ن
هـ
هذا خير عند الله الله - عزّ وجلّ - يوم القيامة
هذه لله
هذه الناقة في سبيل الله
* هل رأوني
*
هلموا إلى حاجتكم
هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
ذاك هو
والله عنه راض
و

والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
والله ما رأوها
* والله ـ يارب ـ ما رأوها وآتى الزكاة
واتخذ مؤذناً لا يأخذ على الأذان أجراً
* وأحب إلى من ولدى
* وأحدكم في الصلاة ا

وإذا جعت تضرعت إليك ودعوتك
* وإذا حكموا عدلوا

وإذا خرجت فصل على النبي علم
وإذا ذكرت موتى وموتك
وإذا عاهدوا وفوا

٤٢
۵۸

٤٢
-۱۸۷-

۷۱

١٤٣
١٤٤
١٤٤

۹۱
۹۱
١٤٤
۱۳۵ ۱۰۳
١٤٣ ١٠٤ ١٣٩
۸۵
۹۱
١٤٣
١٤٣
١٤٣
١٤٣

۹
١٤٢
٧٢
۷

۱۳۹
14

وأشار إلى أحد
وأشار إلى القمر بالسبابة * وأشدّ لك تمجيداً
* وأشدّ لها طلباً
*
وأشدّ لها مخافة
وأعان المؤذنين
وأعرض له البلاء حدیث قدسی وأعرض له الدنيا حديث قدسي
* وأعظم فيها رغبة وأقام الصلاة
* وأكثر لك تسبيحاً
وأمر بالمعروف صدقة
وأمل لا يبلغ منتهاه

وأما عبدى الكافر حدیث قدسی * وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
* وإن تقرب إلى ذراعاً
وإن تقرب منى شبراً تقربت إليه ذراعاً
* وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه
وإن سقمت وفسدت
وإن شاء أزاغه وإن شاء عذبهم
وإن شاركته نفعك
وإن شاورته نفعك
* وأنا أكره مساءته حدیث قدسی
*
وأنا ذو مال ولا يرثنى إلا
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
وإن حمى الله محارمه
-۱۸۸

۱۳۹
4
٦٠ ١٠٤
۹۱
٦٦
٦٦
۷
١٤١
۹۱
۹۱
۹۱
۱۳۹
۷
Ло

۷۱
۸۵
١٤٢
۱۹

وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإن في الجسد مضغة
وإن لكل ملك حمى
وإنك إن تنفق نفقة
وإنك لأحب إلى من أهلى
وإنما خرج جبريل عليه السلام آنفاً
وإنما لكل امرئ ما نوى
وإنه ليس من شيء إلا
وأنى إذا دخلت الجنة

* وإني لأكون في البيت فأذكرك

* وأيما عبد نبت لحمه من السحت والرِّبا فالنار أولى به
وبصره الذي يبصر به
وبينهما أمور مشتبهات * و تحرکت بی شفتاه * وتعرض له البلاء
وتعرض له الدنيا

والتوبة معروضة بعد ذلك
والثلث كثير
* وجه الله
*
والحرام بين رص لا يبلغ عناه
وحط عنك بها خطيئة
* ودرعه رهن عند رجل والدنيا طالبة
*
والذي لا يذكر الله

والذي نفس محمد بيده
* ورجله التي يمشي بها

-۱۸۹

٦٩
۷۷
۱۹
١٠٤ ١٣٩
٤٧

VA

۵۸
۵۸
٧٥
١٠٤ ١٣٩
139 104
139 104
۷

١٠٦
١٤٠
١٠٥ ١٣٥
۱۳۵ ۱۰۵
۸۱
۷۱
٤٧
ورد عليه مثل ما قال وشقي أو سعيد
* وعلى رأسه مغفر
*
وغدى بالحرام
* وفي بضع أحدكم صدقة * وفي جوفه كلام الله
وفي يده قطعة من ذهب
وقبل غروبها
* وقتاله كفر

* وقد كان رسول الله يتحولنا بالموعظة
وقع في الحرام
وقل اللهم احفظني من الشيطان وقل اللهم افتح لى أبواب الرحمة والكبير وذا الحاجة
* وكل تحميدة صدقة * وكل تكبيرة صدقة
* وكل تهليلة صدقة * وكل شيء من أمره منفعة ولئن استعاذ بي لأعيذنه * ولئن سألني لأعطينه * ولا إلى صوركم
ولا تردّهم على أعقابهم ولا تقولوا هذه لله وللرحم ولا تقولوا هذه لله ولوجوهكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ولا عبداً ولا أمة
ولا يجهل مع من جهل
-19--

VA
١٤٠
۷۱

۸
٤٢
۷۱
۷۱
١٤٢
١٤٢
٤٢
١٠٥ ١٣٥
۱۳۵ ۱۰۵

۰
9
۱ ۰
4
9
۱۹

٨٥

* ولا يرثني إلا ابنة لي
* ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن
ولا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن ولا يشركوا به شيئاً
* ولعلّك أن تخلف حتى * ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود ولكن أجوع يوماً وأشبع يوماً
*
ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون
ولكن ينظر إلى قلوبكم
* ولكن المواصل من إذا
ولى عليكم حق عظيم

* ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا ولم يدع ديناراً ولا درهماً
*
*
* ولم يذكروا الله

ولم يصلوا على النبي م
ولهم مثل ذلك ما فعلوا ثلاثاً
* وليس الله فيها شيء وليس لله منها شيء
* وما ترددت عن شيء أنا فاعله حديث قدسي وما تقرب إلى عبدي بشيء حدیث قدسی
وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما
* وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه
وما يمنعنى
ومحا عنه عشر سيئات

ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام
ومن ستر مسلماً في الدنيا

ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا

-۱۹۱-

۸
٤٣
104
٦١

٨٤
ΛΕ

٧٠
٤٧
۷۱
١٤٤

4
۱۳۵
۹۱
ΛΕ

٨٥
۸
١٤٣

yo
۷۱
١٠٤ ١٣٨
ومن فعل كذا فله كذا
* ومن كانت الدنيا همته حرم الله عليه جواری
*
ومن كانت هجرته إلى دنيا
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها
* ومن وقع في الشبهات

يسر على معسر في الدنيا
ومن فتنة المحيا والممات
ومن فتنة المسيح الدجال
والمؤذن أمين
*
*
*

ونحن نستره

ونعم كنز المؤمن البقرة وآل عمران ونهى عن منكر صدقة
وهذه عنده
وهل رأوها
وهم يرمونه
وهو أطيب شيء نفساً
* وهو للذى أشرك حديث قدسي
* وهو مؤمن
* وهو يحسن بالله الظَّنّ
* وهي القلب
* ووصيته مكتوبة عنده ويأتي آخر فيقول
*
*
ويبتغون الذكر
ويبغض سفسافها
ويتراصون في الصف
ويترك منها ديناراً
ويتصدقون بفضول أموالهم
۱۹

۷۱
١٤٣

138 104
١٤٠
۹۱
۸
۹۱

۹۱
139 104
١٠٥ ١٣٥
۱۹
٤٢
۹۱
۹۱
۱۹
۹۱
١٤٠

١٤٢
۱۳۹
*
*
ويده التي يبطش بها ويركب الحمار
ويسبحونك ويمجدونك
ويستعمله عليهم
ويصده حتى قتل رجلاً
* ويصومون كما نصوم ويضر بك آخرون
*
*
ويعمل بطاعتك
ويعمل بمعاصيك
* ويعود المريض
* ويقول إبليس لمثل هذا فاعملوا * ويكبرني ويهللني حدیث قدسی
ويكرمه كرامة لم يكرم بها
ويكون العبد من عبيدك
ويكون له فيها أجر
ی
يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم

يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً
يا أيها الناس من ولى منكم عملاً

يأتيني فأجزيه بحسناته حدیث قدسی * يأتيني فأجزيه بسيئاته حدیث قدسی
* يا رب يا رب
يا رب يكون العبد من عبيدك

يا رسول الله أخلف بعد أصحابي یا رسول الله أمرنى على إمارة یا رسول الله إن شرائع الإسلام قد یا رسول الله إني قد بلغ بم
۱۹۳-

139 104
۹
138 104
Vo
۷۷
۱۹

۷۱
VA
۹
يا رسول الله أوصنى
يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته

یا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور یا رسول الله كيف تصف الملائكة يا رسول الله هذه الناقة في سبيل الله يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
يا سيدنا ما الذي فرحك
يأكل
منه
ويطعم عياله
يا معاذ ما حق الله على العباد یا مقلب القلوب ثبت قلوبنا

* يبعث إبليس جنوده كل صباح ومساء
يبلغوني عن أمتى السلام
يتخولنا بالموعظة مخافة السامة
* يتعوذ من عذاب القبر
* يتعوذون من النار
* يتكففون الناس
* يتمون الصفوف المتقدمة
* يجتمع إليه الجن

يجمع في بطن أمه أربعين يوماً يحب الله الكرم ومعالى الأخلاق
يحسن بالله الظن
* يحمدونك ويسبحونك يذكرون الله
*
يرتع حول الحمى يرتع في الحمى
* يردها صفراً
۸
۷
VA
Vo
١٤٤
۱۳۹
Vo

ΛΕ
١٤٣
١٤٣

OV
-١٩٤

١٤٤
٨٥

۹
138 104

1861
١٤٣
۱۹
۱۳۹

١٤٢
۵۷

۹۱
۹۱
۱۹
يسألونك الجنة
يسر
يستوفي منها رزقه
الله عليه في الدنيا والآخرة
* يسيء الظن بعمله
*

* يصلُّون كما نصلى يصلي في ثوب واحد
* يصيبها
يطوفون في الطريق
يطيل السفر
يعودنى عام حجة الوداع
يفتنه ويصده حتى قتل رجلاً
* يقول الله تعالى في الحديث القدسي يكره إذا بسط الرجل يده يكره الموت حدیث قدسی
* يكفر بك ويعمل بمعاصيك يكون العبد من عبيدك يؤمن بك
يمد يديه إلى السماء ينتفع بك أقوام
ينظر الله إلى قلوبكم
يوشك أن يرتع في الحمى
يوصى فيه
يؤمن بك ويعمل بطاعتك
١٤٠

٨٥
۹۱
۸۱ ۳۷

_190_
يوم القيامة

الصفحة
۵۸

۵۸
۵۹

٢٤
١١٦
۹۵
۱۱۸
١٣٤
١٣٤
612-
١٤١
ثالثاً فهرس الآثار والأقوال
الأثر
1
* اللهم ارحمني فإنك بي عالم

* اللهم أعزنا بعز الطاعة

اللهم إنى قد تبت إليك وجعلت توبتى مجاورة البيت الحرام
* اللهم زهدنا في الدنيا فإنه صلاح قلوبنا
اللهم لا تذلنا بذل المعصية
اللهم لا تعذبنى فإنك على قادر
اتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا

اتبعوا ـ فقد كفيتم أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان وعلى بن أبي طالب
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم
اتقوا الله وكونوا من حيث شئتم

أتخشى أن يكون لك رزق لا تستوفيه !
أتدرون في أي يوم يسأل الله - عز وجل - عيسى بن مريم أتدرى أى شيء يطلبون

السلام
أجعتنى وأجعت عيالى وتركتنى فى ظلم الليل بلا مصباح أحب أن يكون بينى وبين صاحب البدعة حصن من حديد أخبرنى مَنْ أطاع الله - عز وجل - هل تضره معصية أحد الأخلاق الكريمة عنصر من أهم عناصر التصوف أخلصه وأصوبه فإنه إذا كان خالصاً أدركت أقواماً يستحيون من الله فى سواد الليل من طول الهجعة
-١٩٦

۱۰
١١٤
١٢٦
١٤٨
کی پشتو
١١٦
۱۳

١٢٦

أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب
البدعة
إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً فقل يا أخى اعف عنه * إذا أحب الله عبداً أسكن محبته في قلوب خلقه * إذا أحب الله عبداً أسكن محبته في قلوب العباد
* إذا اغتابك عدو فهو أنفع لك من الصديق فإنه كلما اغتابك كان لك
حسناته
إذا أمن الناس ظلم الإمام عمّروا الخرابات ونزلوا في الأرض
لإصلاحها
إذا جلست فتكلمت ولم تبال مَنْ ذمّك ومَنْ مدحك فتكلّم إذا جنّهم الليل مثلت نفسى بين أعينهم فخاطبوني على المشاهدة وكلموني على حضور إذا خالطت فخالط صاحب الخلق الحسن فإنه لا يدعو إلا إلى خير

وصاحبه منه في راحة إذا رأيت مبتدعاً في طريق فخذ في طريق آخر إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الدنيا إنما مثلكم في ذلك الزمان مثل شيء مطلي بالذهب والفضة داخله خشب وخارجه حسن إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله إذا كان الرجل في صحته محسناً عظم رجاؤه عند الموت وحسن ظنه وإذا كان في صحته مسيئاً ساء ظنّه عند الموت ولم يعظم رجاؤه إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء فقد بلغت الغاية من حب الله إذا كان العمل خالصاً ولم يكن صواب ا لم يُقبل
إذا كان العمل صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل
إذا كنت تزعم أنك تعرفه وأنت تعمل لغيره إذا لم تستح فافعل ما شئت

۱۳۷
١٤٧
۵۱
۵۱
١١٤
٨٠
-۱۹۷-

١٤٠
٢٤
۱۰
۱۱
۰
٦٧
١٤٥

١٢٧ ١٣٦
١١٦

۱۱۵

٣٠ ٤٤
إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل
كبلتك خطيئتك
* إذا نظرت إلى رجل من أصحاب أهل البيت كأني نظرت إلى رجل من أصحاب رسول الله م
* ارجع إلى باب العفو فإنه باب أوسع فإنه من عفا وأصلح فأجره على
الله
استح يا أحمق بين الحمقان

اسلك الحياة الطيبة الإسلام والسنة
أسند الفضيل عن جماعة من كبار التابعين منهم الأعمش
أشد الورع في اللسان أصلح ما أكون أفقر ما أكون

أعطى عمر بن الخطاب رجلاً عطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفاً
فقيل له أعلم الناس بالله أخوفهم له
اعلموا أن العبد إذا أحسن الإحسان كله وكانت له دجاجة فأساء
إليها لم يكن من المحسنين
أقام الفضيل بالبيت الحرام مجاوراً مع الجهد الشديد
* ألا ترى كيف يزويها عن المؤمن
ألا تزيد ابنك كما زدت هذا
أليس كل
يحب
خلوة حبيبه
أما تدري متى تُؤخذ فيُرمى بك في الآخرة
أما تعرف نفسك أما تذكر ما كنت وكيف كنت
* أما رأيت قبراً قط
أما للموت في قلبك موضوع
أما لو عرفوك ما جلسوا إليك

* أما ـ والله ـ لو طلبوا الجنة بمثلها
أما يستحى أحدكم من الله إذا أتى إلى هؤلاء
-۱۹۸

151
١٢٥
٦١

۱۱۸
٣٦

٥٢
١١٦
۱۱
۱۰
۱۸
١١٦

٥٢
٣٩ ٤٠

۱۱
أما أورع الناس ففضيل بن عياض
* أما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه بعقلك
أما الصديق فإذا رأيت منه أمراً تكرهه فعظه ولا تدعه يتهور * أما صلاح البلاد فإنه
*
أما صلاح العباد فإن الحاكم ينظر إلى ذوى الجهل فيرى
أمديراً غير الله تريد ! أمران لو لم نعذب إلا بهما لكنا مستحقين
إن أردت النجاة غداً من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب
لنفسك

إن أردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المؤمنين عندك أباً إن استطعت أن تقى هذا الوجه من النار فافعل
* إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا إن كنت بليغاً قالوا ما أبلغه وأحسن حديثه

إن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف ترى إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإن الدنيا قد مالت بنا
إن كنت رجلاً صالحاً فأنت الشريف
إن لم تكن بليغاً ولا حسن الصوت قالوا أنا أسمع اسمى بالليل في المعاصي * أنا الفضل ومنى الفضل
أنا لا أعتقد أخا الرجل في الرضا أنت أزهد منى لأنى أزهد في الدنيا
* أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ أنت هو - يا حسن الوجه !
* إن آخر ما أدركنا من النبوة إن أبا هذا ثبت يوم أحد

* إن التزام أوامر الله واجتناب نواهيه هو الخير
-۱۹۹

۳۸
٨٤
114 94
۱۳۷
١٤٥
١٢٥

۱۰

0

Λε

۵۱
١٢٥
۱۸
۵
۵
٦٨
۱۱۹

إن الإيمان يثمر - إذا كان صادقاً قوياً
إن ربي لم يأمرني بهذا

إن الرجل ليسبح في عرقه حتى يبلغ أنفه إن الرفيع من رفعه الله
إن رهبة العبد لله على قدر علمه به
إن زهادة الإنسان في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة إن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال عافاه الله
إن طريق السعادة هو طريق الفلاح
إن العفو أقرب للتقوى

إن عمر بن عبد العزيز لما ولى الخلافة دعا
إن العمل يجب أن يكون خالصاً لله

إن كثيراً من علمائكم زيه أشبه بزى كسرى وقيصر * إن لله عباداً يحيى بهم العباد والبلاد وهم أصحاب سنة
إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر
إن للمؤمنين كراسى من لؤلؤ يجلسون عليها
إن محمداً لم يضع لبنة على لبنة
إن من غفل عن نفسه فقد قتلها

إن من قال الرجل اللهم أهلكه فقد أعطى الشيطان سؤاله
إن المؤمن إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحاً إنك إن أسأت فيما بقى أخذت بما مضى وما بقى
إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا
* إنكم أئمة يقتدى بكم
إنما تفعل ذلك بأوليائك
إنما تهلك هذه الأمة من

إنما جعلت العلل ليؤدب بها العتاة
إنما سمى الصديق لتصدقه

إنما هما عالمان عالم دنيا و عالم آخرة
_Y_

141 119

١١٤
۰

١٢٦
١١٦

٣٦
١٣٤
٣٠
۵
*
*
إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال لنفسه إنما يُراد من ايراد من العلم الحكمة

إنما ينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه هو إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله
إنه أصلح ما يكون أفقر ما يكون
إنى أبغض مَنْ أبغضه الله

إني أجل حديث رسول الله م إني أحب من أحبهم الله
* إني أخاف عليك أشد الخوف يوماً تزل فيه الأقدام
إني رأيت الناس يغوصون على النار

إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا على
إني لأحبه وأحبه لأنه جاءني على كبر إني لأعصى الله فأعرف ذلك في سوء خلق خادمی و حمارى * أهل الفضل فى الدنيا هم أهل الفضل في الآخرة
أو يكون صائماً فيقول ما أثقل السحور !
إياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد إياك أن ينصرف بك من عند الله * أي شيء يريدون
ب
بأي عمل وأى شهوة تركتها لله عزّ وجلّ
بطلت الأخوة اليوم
بلی ـ يا رب ـ قد آن
بلغني أن عاملاً لعمر بن عبد العزيز شكى إليه فكتب بماذا أعظك هذا كتاب الله
ت
تبيعونهم الدنيا ثم تزاحمونهم عليها * تحسن فيما بقى يغفر لك ما مضى وما بقى
-۰۱

۱۱

۱۱۵

٥٢
۵
١٤٠
۱۷
١٤٦
١٤٧

١٤٦

۵۱
١٤٨
٥٤
۵۱
٣٦
١٤٨
١٤٦

* تدرى من تكلم بفقه كله
*
ترك العمل من أجل الناس هو الرياء تريد الجنة مع النبيين والصديقين تزينت للناس وتصنّعت لهم تعلم ما تفسيره
تعلم ما تقول
تغلبه عينه فيلقى نفسه على الحصير فينام قليلاً
تكلّمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك

التواضع أن تخضع للحق وتنقاد له
التوكل هو اتخاذ الأسباب كاملة غير منقوصة مع الثقة في الله
ج
جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد ح
حامل القرآن حامل راية الإسلام حتى يكون خالصاً
حرام على قلوبكم أن تصيبوا حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا
حسناتك
من عدوك أكثر منها من صديقك
حقيقة المحبة إيثار المحبوب على الكونين
الحكماء قليل
خ
الخالص إذا كان لله
خلعت قلبي بكتابك
الخوف أفضل من الرجاء
خيبة لك ما أسوأ حالك

د
درجة الرضا عن الله درجة المقربين الدنيا التي ينفر منها الصوفية هي عالم الأهواء

١٤١
١٤١
۱۱۸

١١٤
١٤٥٠
۳۸
٤١
۱۳
۱۳۸
تو

۱۰
12
1
۵۹
۵۱
الذاكر سالم من الإثم
ذ
الذكر ركن قوى فى طريق الحق سبحانه
22
ر
رب إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين
الرجل عبد بطنه عبد شهوته
رجل لا يخالط هؤلاء ولا يزيد على المكتوبة أفضل عندنا
رهبة العبد من الله على قدر علمه
رهبة العبد من الدنيا على قدر رغبته في الآخرة
* الزهد هو القناعة
ز
س
* سبحان الله أنا أدلك على طريق النجاة سبحان الله الذى جمع بين هاتين الخصلتين في قلبي سيد القبيلة فى آخر الزمان منافقها
الشتاء غنيمة العابد
ش
شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم
ص
صاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك
ولا تجلس إليه
صاحب العفو ينام الليل على فراشه وصاحب الانتصار يقلب
الأمور
الصبر على المصيبة أن لا تبث
صلاح العباد والبلاد
صلاح قلوبنا وأعمالنا وجميع
طلباتنا
الصواب إذا كان على السنة
-٢٠٣-

۱۱۹
۱۷

١١٤
١٢٥

02

۱۹

۱۰
۹۹

١٤٨

١٤١
ط
من الناس وكان الله أنيسه وبكى على خطيئته
ع
عالم الآخرة علمه مستور وعالم الدنيا علمه منشور
عالم الدنيا علمه منشور

عامل الله بالصدق في السر
عاملوا الله بالصدق فى السِّرِّ
عد عمر بن عبد العزيز الخلافة بلاء
عدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار
عشرة كانوا يأكلون الحلال
علامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة
العلماء الحكماء ورثة الأنبياء
العلماء كثير والحكماء قليل

عليك بأداء الفرائض فإني لم أر - قط - مثلها عمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة
العمل من أجل الناس هو الشرك
عن أي حال تسأل

غ
غاية الأخلاق هي البحث عن السعادة الغبطة من الإيمان والحسد من النفاق غداً أقر أعين أحبائى فى جناتى

ف
الفاجر يهتك ويعير ويفشي فإذا تحرك قال لنفسه ليس هذا لك فإذا رأى ما يرى من الكرامة يقول فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم

-٢٠٤

١١٦
۱۰
۰

151
١٥١
١٥٢
١٥٢
١٥٢
١٥٢
۱۱۹
۱۱۹
٩٥
٣٦

۷
١٣٤
۱۱
٦١
٦٢٦١
۱۱۸
فإن استطعت أن لا تكون
محدثاً
فإن قال لا يحتمل قلبي العفو

* فإن كنت تحسن تنتصر مثلاً بمثل وإلا فارجع فإني إذا أكلت عندهما اليهودي والنصراني فأين عنى تهرب الخلائق
فتخشى أن يكون غير ما شاء الله !
الفرائض رءوس | الأموال والنوافل الأرباح فر من الناس غير تارك للجماعة
الفضيل بن عياض أحد صلحاء الدنيا وعبادها الفضيل بن عياض أخذ الفقه عن أبي حنيفة
فضيل بن عياض الزاهد شيخ الحرم الفضيل بن عياض شيخ الحرم كان إماماً فضيل بن عياض بن مسعود أصله من خراسان
الفضيل من مشايخ الإسلام الفكرة مع العمل
الفكرة مرآة تربك حسناتك وسيئاتك
* فلأى شيء غمك !
فلما قرأ الكتاب طوى البلاد
فمن جلس إليه ورثه الله - عز وجل - العمى فمن عصى الله سبحانه هل تنفعه طاعة أحد
فمن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد
فهو الخلاص إن أردت الخلاص
فيأخذ في مثل هذا ثم فيجمعهم الحاكم في دور

فيكون في ذلك صلاح العباد والبلاد فى يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين
٢٠٥۔

٦١
١٤ ٦٧
ΕΛ
٤٨
٤٨
٤٨
١٤٥
۵
١٤١

۱ ۱۱
٦٧
١٥٢
٦٧
قال أوفوا بما أمرتكم قال لا تغفلوا عن أنفسكم
* قد بطلت الأخوة اليوم
قد جلب الخير جلباً

قد شغلهم طلب المعيشة

ق
قدم الفضيل الكوفة وهو كبير
J
قراء الأمراء أهل كبر وعجب قراء الدنيا أصحاب عجب وتكبر قراء الرحمن أصحاب خشوع وذبول قراء الرحمن أهل ذبول وخشوع القناعة هي الغني
قولك إنا لله تقول
قومى خُذى حظك من الآخرة
ك
كان تصوفه كأنه امتداد لأخلاقه الكريمة كان الرجل يحفظ أولاد أخيه من بعده كان عمر بن الخطاب يطعمهم الطيب
كان الفضيل ثقة ثبتاً
كان الفضيل سيداً عابداً

كان الفضيل صحيح الحديث
كان الفضيل فى شبابه شطاراً
كان الفضيل قمة في العلم
كان الفضيل نبيلاً فاضلاً
كان الفضيل يسقى

كان يقال لا يزال العبد بخير
كان يقال من أخلاق الأنبياء

١٥٧
١٥٢

١٣٦

-٢٠٦

١٤٠
۱۹
4
۵
۱۱۹
۱۳ ۱۳۳
٣٠ ٤٣ ٤٤
۱۱۸
۱۳
١٢٥
۵۱

١١٦

12
1111
١٣٦
١٢٨ ١٣٦
*
*
كان يلقى له للفضيل حصير بالليل في مسجده
كلام الفضيل ومواعظه تكثر
كلام المؤمن حكمة وصمته تفكر ونظره عبرة وعمله بر
كم أتت عليك
من قبيح تكشفه القيامة غداً كم
كنت ـ قبل اليوم - أعجب ممن يعطى
كنتم - معاشر العلماء - سرجاً للبلاد
كيف بالكذابين المساكين
* لا تخالط سيئ الخلق
ل
* لا ترض إذا ذكر عدوك بين يديك أن تقول اللهم أهلكه

لا تغفلوا عن أنفسكم لا تؤاخ من إذا غضب منك كذب عليك
لا والله لا يستكمل العبد الإيمان حتى يؤدى ما افترض الله تعالى عليه ويجتنب ما حرم الله تعالى عليه ويرضى بما قسم الله
منه ذلك أن لا يتقبل مع
تعالى له ثم يخاف لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة * لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه
* لا يرتفع لصاحب بدعة - إلى الله - عمل

* لا يسلم لله قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا * لا يكون مجلسك مع صاحب بدعة * لا ينبغى لحامل القرآن أن يكون له حاجة عند أحد لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو

* لا يوجد تصوف ما لم يكن الأساس الخلق الكريم لأعلمتك كلمة - خير من الدنيا وما فيها

لأن صاحب السنّة يعرض كل خير لئن أكل عند اليهودي والنصراني أحب إلى من
لئن أطلب الدنيا بطبل ومزمار أحب إلى من أن أطلبها بالعبادة

۱۳

١٢٦

۱۷
ة
۰
۱۱۸

لئن يدنو الرجل من جيفة منتنة خير له من أن يدنو إلى هؤلاء لئن يطلب الرجل الدنيا بأقبح ما تطلب به أحسن من أن يطلبها
بأحسن ما تطلب به الآخرة
*
لبقية بقيت عليهم من نفوسهم
* لعلك ترى أ
أنك شيء الجعل أطوع لله منك
* لعله يكون كثير الطواف
لقد كانت الأخلاق الكريمة امتداداً لإيمانه
لكل شيء ديباجة وديباجة القراء ترك الغيبة لكن رفع له علم فسموا إليه
لم تر أقر عيناً ممن خرج من شدة إلى رخاء
لم يدرك ـ عندنا - من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة وإنما أدرك بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة
لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم

لن يتقرب العباد إلى الله بشيء أفضل من الفرائض
لن ينجو عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه
لو أخبرت عن جبريل وإسرافيل بشدة اجتهاد

لو أن أهل العلم زهدوا في الدنيا لخضعت لهم رقاب الجبابرة لو أن الدنيا بحذافيرها عُرضت على حلالاً
لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام لو بلغك أن رجلاً تصدق بألف درهم

لو خيرت بين موته أو موت هذا * لو زهد العلماء في الدنيا لخضعت لهم رقاب الجبابرة
لو طابت لأولئك لطابت لى
لو علمت ما سألتك إلا الموت
لو قيل انتقص من عمرك
لو قيل لى أمير المؤمنين داخل عليك
١٣٤
۳۰ ۹

٦١
١٣٤
٤١
١٤٥
۳۳

٤١
١٣٦
۰۸

۱۱

١٢٦
۱۱۹
۷
141 119
١١٥
١٢٦

١٥٢
۱۱۸
۱۰
۱
۱٩ ٣٧

٢٤
٤١

١١٤
لو كان مع
علمائنا صبر
ما غدوا لأبواب هؤلاء
لو لم تبعث إلى لم آتك

لولا قلة حيائك وسفاهة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت * ليس بأخيك من إذا منعته شيئاً طلبه غضب منك
ليس في الأرض شيء أشد من ترك شهوة
ليس كل من مرض مات
ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله
* ليس هذا لك
ليست الدار دار إقامة وإنما أهبط آدم إليها عقوبة ليكن شغلك في نفسك لا في غيرك
م
ما أرى الله سائقى إليهم إلا لأرتدع ما بقى على ظهر الأرض أفضل من الفضيل

ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق ما حلّيت الجنة لأمة كما حلّيت لهذه الأمة ثم لا ترى لها عاشقاً
ما رأيت أحداً أخوف لله من الفضيل وأبيه ما رأيت أحداً كان الله في صدره أعظم من الفضيل ما رأيت أورع من الفضيل
* ما رأيت رجلاً يريد الله بعلمه وأخذه غيره ما رأيت فى العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل

* ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال ما على ظهر الأرض أبغض إلى من هارون ولا أحد أحب إلى بقاء
منه
* ما لكم وللملوك
ما لي ولأمير المؤمنين
ما من ليلة اختلط ظلامها إلا نادى الجليل جل جلاله
ما ينبغي لعالم أن يرضى هذا لنفسه

-٢٠٩

۱۱
۱۸
1
١٤٧
۳۹
١٤٥

١٤٨

١١٤
۱۳۳

۱۱۵

11111111
ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كلمة

ما يؤمنك أن تكون بارزت الله بعمل مقتك عليه
* متى ما صيرتها في نفسى لم تتجاوزني المتوكل الواثق بالله لا يتهم ربه مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير کلامه إذا تكلّم فليس بزاهد مَنْ أحب أن يسمع -
*
من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله
من ادعى محبتى إذا جنّه الليل نام عنّى !!
من أظهر لأخيه الود والصفاء بلسانه من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام من أعطى فهم القرآن فقد أعطى علم الأولين والآخرين
من أعظم منى جوداً والخلائق لى عاصون
عنه
من أنزل الموت حق منزلته لم يغفل أوتى الحكمة فقد أُوتى خيراً كثيراً
من
من بينى وبينهم
* من تواضع لله رفعه
من جلس إلى صاحب بدعة فاحذره * من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة
*
من خاف الله لم يضره شيء
من خاف غير الله لم ينفعه أحد من ذا الذي دعانى فلم أسمع إليه من طلب أخاً بلا عيب صار بلا أخ
* من عرف الله حق المعرفة فهو بعيد عن الضلال
من عرف الله عن طريق الخوف انقطع عنه بالبعد

من عرف الله من طريق المحبة - بغير خوف - هلك من عرف الله من طريقهما معاً من علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع
-۱۰

من قرأ القرآن سئل يوم القيامة كما تسأل الأنبياء
من وقى خمساً فقد وقى شرّ الدنيا والآخرة
* من علامات البلاء أن يكون الرجل صاحب بدعة من علامة الزهاد أن يفرحوا إذا وصفوا بالجهل عند الأمراء
المنافق كثير الكلام قليل العمل
المنافق يحسد ولا يغبط
منهج المسلم فى الحياة هو منهج الاتِّباع
* مهلاً ـ يا ورثة الأنبياء
المؤمن قليل الكلام كثير العمل
* المؤمن يستر ويعظ وينصح
*
المؤمن يغبط ولا يحسد

المؤمن يهمه الهرب بذنبه إلى الله ن
ناهيك بمن يقول ابن المبارك فيه
نستغفر الله ونتوب إليه

نظر الرجل إلى صاحب البدعة يورث العمى
نظر المؤمن إلى المؤمن جلاء القلب
نعم دين لربى لم يحاسبني عليه
* هأنذا مطلع على أحبائي
هـ
و
* واجتمعوا حولك يكتبون عنك وأجمعوا على توثيقه والاحتجاج به
وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة وانتهيت من دراسة الدكتوراه وأنا أشعر وددت أني بمكان أرى الناس ولا يرونني
* الورع اجتناب المحارم

٩٦

9

١٢٥
١٥٢
٣٠ ٤٤

١٤٨
۱۱
٦٦
9
PERE

١٤٥
-۱۱-

١٣٤
٣٠ ٤٤

١٥٣
۱۰

١٤٠

۱۱
۱۱
٦٢٦١

١١٤

}
111111
وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما يئسته وعزته وجلاله لو أدخلنى النار
وكان ذلك قليلاً عندما يطلبون وكنتم نجوماً يهتدى بكم فصرتم حيرة
ولا أن يسهو مع من يسهو
ولد الفضيل بخراسان
ولكن أنتصر كما أمرنى الله عز وجل
ولكني إذا صيّرتها في الإمام فإنه
* ولم تر يوم القيامة أقر عيناً ممن خرج من الضيق
وهكذا حتى يصبح
ويح على أفلا أتمها

ويحك أما تذكر الموت

ويحك أنت تحسن تحدث
ويعرفهم الحاكم أن ذلك هو ما يصلحهم وينبغى أن تكون حوائج الخلق إليه

* وينبغى لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة
وينظر الحاكم إلى أصحاب الثراء
ويل لك إن لم يعف عنك

الويل لى إن سألني والويل لى إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم
ی
يا أبا محمد أنت فقيه البلد وتغلط بمثل هذا الغلط ! يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار مع خلود الأبد
يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملاً
يا بن الربيع تقتله أنت وأصحابك

يا حسن الوجه أنت الذي أمر هذه الأمة في يدك وعنقك
يا حسن الوجه أنت الذى يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة
۱-

۳۵
١٠٦

۳۹ ۱۷

١٣٤

۱۷
٦١
Λε
١٤٧
9
يا رسول الله ادع الله أن يجعلنى مستجاب الدعوة يا سفيان أيهم أمير المؤمنين
يا سفيه ما أجهلك ألا ترضى
* يا عبد الله أخف مكانك
يا لها من كف ما ألينها إن نجت غداً من عذاب الله يا مذكر لم تقنط الناس من رحمة الله !
يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك
يا هذا لقد آذيت الشيخ منذ الليلة انصرف يرحمك الله
اليد العليا خير من اليد السفلى
* يريدون رضا ربهم - عز وجل یعنى أخلصه وأصوبه
يكون شغلك فى نفسك ولا يكون شغلك في غيرك
يكون في ذلك صلاح العباد والبلاد
يكون يوم القيامة عليهم كساعة من نهار * ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا يهابك الخلق على قدر هيبتك لله

۱۳

الصفحة

قافية الراء
رابعاً فهرس الأشعار
الشعر
بلغت الثمانين أو جزتها
فماذا أؤمل أو أنتظر
أتى لى ثمانون من مولدى
وبعد الثمانين ما ينتظر
علتني السنون فأبلينني فرقت عظامي وكل البصر

-٢١٤

خامساً فهرس الأعلام
i
آدم عليه السلام ۸۳ ۱۱۵ ۱۱۸
أبان بن أبي عياش ٦٧ ٦٩
إبراهيم عليه السلام ١١٥
أنس بن مالك ٥٧ ٦٧ ٦٩ ٧١ ۷۷
۱۰۳ ۹ ۷۸
ابن أبي أوفى عبد الله ٦٧ ٦٩
ب
إبراهيم بن الأشعث ١٦ ۱٧ ۰ ٤۹ و البخاري الإمام ٢٠ ٦١ ٦٦ ٩٢
۱۳۶ ۱ ۱۱۷ ۹۶ ۹۳ ۵۱
146 141 ۱۳۷
159 151 ١٠٤ ١٤٢ ١٤٤
البراء بن عازب ۷۷
إبراهيم الطبري ١١٨
أحمد بن الحسين بن إبراهيم ٩٥
البزار أحمد بن عمرو ١٠٥ ١٣٥
١٥٩
٤٨ ٦٧ بشر بن الحارث ١٥١ إسحاق بن إبراهيم الطبر
۱۰ ۱۱۹
أسد بن موسى ٦٨
إسرافيل عليه السلام ١٣٤
إسماعيل عليه السلام ١٠٢
إسماعيل بن أبي خالد ٧٣٦٩ إسماعيل بن يزيد ٩٣
الأسود بن سريع ٦٩ ٧٠ ٧٩
بكر بن عبد الله ۱۱۸
أبو بكر الصديق ٢٤ ٨٢
بكير الحريري ٤١
بيان بن بشر ٨٤
ت
البيهقي ١٠٣ ١٠٥ ١٣٥ ١٥٩
الترمذى ١٩ ١٤٢ ١٥٩
أشعث بن سوار ٧٤
تمیم
الطائي ٧٥
ث
الأشعرى أبو موسى ۸
ثابت بن محمد العابد ٦٨
الأعمش سليمان ۶۷ ۷۵ ۷۶ ۷۷
ثوبان مولی رسول الله ۱۱۰
۷۸ ۷۹ ۸۰ ۸۱ ۸۹ ۸۵ ۹۱ ۹ الثورى سفیان ٦٧ ٧٢ ٨١ ١٤٢
153 143 ١٤٢
أفلاطون ٩٩ ١٥٣ ١٥٤
أفلوطين ١٥٣ ١٥٤
أبو أمامة أسعد بن سهل ٧٠
ج
جابر بن سمرة ٧٥
جابر بن عبد الله ٤٧ ٧١ ٧٤ ٧٦ ٨٠
-٢١٥

جبريل عليه السلام ٦٦ ٦٩ ١٣٤ أبو حنيفة الإمام ١٥١ جرير بن عبد الله البجلی ۷۳ ۷۹
خ
جعفر بن يحيى ٤٣
أبو جعفر ۷۱
خالد بن خداش ۱۸
الخدري أبو سعيد ٧٦ ٨٠
جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري ۸۱ ١٠٤ ابن خزيمة محمد بن إسحاق ١٣٥
ابن الجوزی ۱۷ 33 48 6 159
١٥٩
ح
خلف بن الوليد ٩٤
أبو حاتم ٦٧
خيثمة ٨٤
د
أبو حازم الأشجعي سليمان ٧٦ ٨٠
أبو حازم الأعرج سلمة بن دينار ۷۸ الدارقطني أبو الحسن على بن عمر
الحاكم النيسابورى ٤٧ ۱۰۳ ١۳۵ ١٤٢ ٧ ١٥٩
١٥٩
داود بن مهران ٥١
أبو حامد الغزالي ٦
أبو الدحداح أحمد بن محمد ٤٢
ابن حبان ١٨ ١٤١ ١٤٢ ١٥٩ حبيب بن أبي ثابت ٨٥
3
أبو ذر الغفاری ٨١ ١٠٤
ابن حجر العسقلانی ١٢ ١٥٢ ١٦٠ الذهبي محمد بن أحمد ١٥٢ ١٥٩
حذيفة ۸۰ ۹
الحسن بن على العابد ٥٢
ر
ربعی بن حراش أبو مريم ٦٨ ٨٠ ٩٢
الحسن بن عبيد الله ٧٤ ۷۵ ۸۰ ۱۱۹ ابن الربيع الفضل ٣٣ ٣٤ ٣٥ ٣٦
أبو الحسن الشاذلي ٦
۳۹ ۳۸ ۳۷
الحسين بن زياد المروزی ٩٥ ١٤٧
ارجاء بن حيوة ٣٥ ٣٦
حسین بن زید ٢٤
ز
حسین بن على الجعفي ٦٨
زادان ۷
حصين بن عبد الرحمن ٦٧ ٧٠ زكريا خالد بن ميمون ابن أبي زائدة
١٥٣ ۱۱۸
أبو حمزة محمد بن میمون ۷۰
حماد بن سلمة ۸۱
يحيى بن زكريا ۷
الزهري ابن شهاب ۶۸ ۷۷
زیاد بن سعد ٧٥
-٢١٦

زيد بن وهب ۷۹
س
سالم بن عبد الله ٣٥
ابن سعد ١٤ ٦٧ ١٥٢ ١٥٩ سعد بن زنبور ٤٨
سعد بن أبي وقاص ۱۸ ۱۳۹
سعید بن جبير ۹۱
أبو سعيد الخدري ٧٦ ٨٠
أبو سعيد الخراز ١٠٥
أبو سفيان ٧٤ ٧٦ ٧٨ ٨٠ ٨٤ ٩٢
الشافعي الإمام ١٥١
الشبلى أبو بكر دلف بن جحدر ۱۱
شريك النخعى ١٥١
الشعبي عامر بن شراحيل أبو عمرو
۷۷۷
الشعراني عبد الوهاب بن أحمد ۱۷
١٦٠
شقيق بن ثور السدوسي ٧٥ ٧٩
ابن شهاب الزهري ٦٨ ۷۷ ص
سفيان الثورى ٦٧ ٧٢ ٨١ ١٤٢ أبو صالح مولى التوأمة نبهان مقل ١٤٢ سفيان بن عيينة ۱ ۳۰ ۳ ۳۳ ٤٣ و أبو صالح ذكوان السمان ٧٥ ٧٩ ٨١
١١٤ ۷ ٤٤ ٦٨ ٦٩
٨٤ ١٤٢ ١٤٣
الصديق أبو بكر ٢٤ ٨٢
سقراط ۹۹
سلمان الفارسی ۷۹
أم سلمة ن ٥٨
السلمي أبو عبد الرحمن ٨٢ ٨٥
صفوان بن سليم ٧٦
الصيمري ١٥١
ط
سليمان الأعمش ٦٧ ٧٤ ٧٥ ٧٦ ۷۷ طاوس بن كيسان الخولاني
۷۸ ۷۹ ۸۰ ۸۱ ۸ ۸۰ ۸۵ ۹۱ أبو عبد الرحمن ٧٦
153 143 ۱ ۹
سليمان الشيباني ٨٤
سلیمان الکاهلی ۸
أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري ٦٩
ع
عائشة ٦٦ ٦٨ ۶۹ ۷۰ ۷۵
سهل بن سعد ۷۸
سهيل بن عاصم ٥١
ابن سيرين ٧٤
عامر بن شراحيل الشعبی ۷ ۷۷
العباس
بن عبد المطلب ٣٧
عبد الرحمن بن داود ۱۰
ش
عبد الرحمن بن علی ابن الجوزی ۱۷
الشاذلي أبو الحسن ٦
٤٨ ٦٧ ١٥٩ ۳۳
-۱۷-

عبد الرحمن بن عوف ٦٠
عبد الرحمن بن مهدى ٦٨
أبو عبد الرحمن السلمي ۸ ۸۵
عبد الرزاق بن همام ٣٤
عثمان بن عفان ٢٤ ٦٠
ابن عربی محیی الدین محمد بن علی
٣٣٦
عبد الصمد بن يزيد ٢١ ٢٢ ٢٣ ٥٣ عزیر ١٥٥
عروة البارقي ۶۸ ۷۰ ۷۷
١٢٤ ١٢٦ ١٢٧ 119 114
عطاء بن السائب ٦٧ ٧٦ ٨٢ ١٥٣
عبد القادر القرشي ١٥١ ١٦٠
عطاء بن يسار ٧٥ ٧٦
عبد الله بن أبي أوفى ٦٧ ٦٩
عقبة بن عمرو أبو مسعود الأنصاري ۸۰ عكرمة بن عبد الله ۷۰ ۷۱
عبد الله بن الحارث ۹۱
عبد الله بن السائب ۷
العلاء بن المسيب ۷
عبد الله بن عباس ۱۸ ۷۰ ۷۱ ۷۶ ۹۱ علی بن خشرم ٤٩
عبد الله بن عمر ٨٥٧٢٧٠٦٦٠٤٧ اعلى بن أبي طالب ٢٤ ٩٥
عبد الله عمرو ٨١ ٨٤ عبد الله مالك ١٣٤ بن
على بن الفضيل ١٦
علی بن یزید ۷۰
عبد الله بن المبارك ٦٢ ١٥١ ١٥٢ عمارة بن عمير ٧٤
عبد الله محمد ٩٥
عبد الله
بن
عمر بن الخطاب ٢٤ ٦١ ١٢١ ١٣٨
بن مسعود ٦ ٤٧ ٧٢ ٧٤ ٧٧ عمر بن عبد العزيز ٣٥ ٣٦
عبد الله بن وهب المصرى ٦٨
عمرو بن دینار ٧٥
عمرو الشیبانی ۷۷
أبو عبد الله الساجي ١٤٧
عیسی علیه السلام ١١٨ ١٥٤ ١٥٥
أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله ۷۰ ۷۱ عيسى بن أبي حازم ۷۳
عبد الوهاب بن أحمد الشعراني ١٧ ١٦٠
عبيد الله أبو يحيى
عبيد الله بن زحر ۷۰
عبيد الله
بن عمر
٨٥

أبو عبيدة بن الفضيل ١٦ ٤١ عثمان بن أبي العاص ٧٤
غ
الغزالي أبو حامد ٦
الغفارى أبو ذر جندب بن جنادة ۸۱
1-2
ف أبو فراسى الأسلمي ۱۱۱
۱۸

الفضل بن الربيع ٣٣ ٣٤ ٣٥ ٣٦ ٣٧
۳۹ ۳۸
الفضيل بن موسى ۱
فطر بن خليفة ۸۱
100 104 ۱۰۳ ۱۰۰ ۹ ۹۱ ۱۳۵ ۱۱۵ ۱۱۱ ۱۱۰ ۱۰۷ ١٠٦
١٤ ١٤٣ ۱٤۱ ۱۳۹ ۱۳۸ ۱۳۷
١٥٥ ١٥٧ 154
بن إسحاق ۹۵ ۱۱۵ ۱۱٦ محمد بن إبراهيم ٥٣
۱۳۳ ۱۵ ۱۱۷
ق
القاسم ٧٠
قتيبة بن سعيد ٦٨
القشيري ١٤١
قيس بن أبي حازم ٨٤
محمد بن أحمد الذهبي ١٥٢ ١٥٩
أحمد محمد بن بن یزید ۹۳
محمد بن ثور الصنعانی ۷۸
محمد بن جعفر ۹۳
محمد بن الزبير ۷۹
ك
محمد بن سوقة ۱۱۸
ابن كثير ٥٠ ١٥٣ ١٥٩
محمد بن زنبور ۱۱٤ ۱۷ ۱۹
محمد بن أبي عثمان ٤١
كعب بن مالك ٥٨
محمد بن علی ابن عربی ٦ ٣٣
ل
حمد بن قطن ١١٤
ليث بن أبي سليم ۷
محمد بن كعب القرظي ٣٥
م
محمد بن مزاحم أبو وهب ١٥١
ابن ماجه ۱۳۵ ۱۳۹ ۱٤۱ ١٤٢ ١٥٩ محمد بن یزید بن خنیس ۱
مالك بن أنس الإمام ۳۱ ۷۷
ابن المبارك ٦٢ ١٥١ ١٥٢ مجالد بن سعید ۷
محیی
الدین بن عربی ٦ ٣٣
مریم عليها السلام ١٥٤ ١٥٦
أبو مريم ربعی بن حراش ۶۸ ۸۰ ۹
مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكى ۷ المستورد بن شداد ٨٤
۱۸ ۸۱
مسدد بن مسرهد الأسدي أبو الحسن
محمد ٥ ۱۱ ۱٤ ۱۵ ۱۸ ۶۸ ۸۰ ۱۹ ۰ ۱ ٢٤ ٣٤ ٦٨ ٦٩ مسروق بن الأجدع ٧٥ ٨٢

۷۰ ۷۱ ۷ ۷۳ ٧٥ ٧٦ ۷۷ ابن مسعود = عبد الله
۷۸ ۷۹ ۸۰ ۸۱ ۸ ۸۳ ۸۴ ۸۵ و أبو مسعود الأنصاري = عقبة بن عمرو
-۱۹

مسلم الإمام ١٩ ٦١ ٦٦ ١٠٤ والنسائي أحمد بن على ٦٧ ١٥٩ 106 110 ۱۱۱ ۱۳۹ ١٤ ١٤٤ و النضر بن شميل ٣١
١٥١ ١٥٩
مسلم الأعور ٦٧
مسلم البزار ۷۱
مسلم بن صبيح
۸
المسيح = عيسى عليه السلام المسيح الدجال ٨٤
المسيب بن رافع ٧٢ ٧٤ ٧٥ مطرح بن یزید ۷۰
معاذ بن جبل ٧٨ ١٠٦
معاوية بن أبي سفيان ٤٢ المعرور بن سويد ۸۱ معمر ۷۸
أبو معمر عبد الله بن عمرو ٧٤ المناوى ١٥٢ ١٦٠
النعمان بن بشير ٥٧ ٧٢
أبو نعيم الأصبهانی ۳۳ ۱۸ ۱۵۹
نوح عليه السلام ١١٥
النووى يحيى بن شرف ٤٣ ٦٦ ٦٧
١٥٢ ١٥٩ ١٦٠
هـ
هارون الرشيد ۱۷ ۳۱ ۳ ۳۳ 34
٤٠ ٤١ ٦٥ ۳۹ ۳۸ ۳۷ ۳٣٥ ٦
أبو هارون العبدى ۸۰
أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر ۰
۸۱ ۸۰ ۷۹ ٧٤ ٧٦٧٥
١٠٥ ١٠٦ ١٤٢ 84
هشام بن حسان ٧٤٧٠ هشام بن عروة ۷۰
منصور بن المعتمر ٦٧ ٦٨ ٦٩ ٧٥ و هناد بن السرى ١١٤ ۷۶ ۷۷ ۷۸ ۷۹ ۸۰ ۸۱ ٨٤ ٩٢ والهيثم بن جميل ١٥١
۱۵۳ ۱۸
المنهال بن عمرو ۹۱ منيع عبد الحليم محمود ٧
مؤمل بن إسماعيل ٢٤ ٦٨
أبو موسى الأشعري ۸ ن
نافع المدني أبو عبد الله ٨٥
نبهان مقل = أبو صالح مولى التوأمة
وهب محمد بن مزاحم ١٥١
ی
يحيى بن سعيد القطان ٦٨
بن عبيد الله ۷۳
حيى بن يحيى النيسابوري ٦٨ ١٢٣
بن يوسف ۳۹
أحمد بن على ٥٣

_YY-

سادساً فهرس الأماكن والقبائل والغزوات
i
ف
أبيورد ١٣
رس ١٥٦
أحد ۷۱ ۱
فندین ۱
أوربا ۹۹
ق
ب
باب المصلى ١٥
ك
قريش ٤٢
البيت الحرام ۱۳ ۱٤ ۱۵ ۱۸ ٢٤ ٧٦ الكوفة ١٤ ٦٧ ١٥٣
ت
تمیم ١٢ ١٥١ ١٥٢ ١٥٣
خ
خراسان ١٢ ١١٦ ١٥٢
م
IT
مرو ۱
ة مكة ۱٤ ۱۵ ۱۸ ۷۰ ۷۷ ۱۵ ۱۰۳
ی
د
اليمن ١٠٦
دينور ١٥٣
اليونان ١٠٠ ١٥٣
س
سرخس ۱۳

۱

سابعاً فهرس الكتب والمطبوعات
i
الإسلام والعقل - للدكتور عبد الحليم محمود ٦ ب
البداية والنهاية - لابن كثير ٥٠ ١٥٣ ١٥٩
ت
تقريب التهذيب ـ لابن حجر العسقلانی ١٥٢ ١٦٠ تهذيب الأسماء واللغات - للإمام النووى ٤٣ ٦٦ ٦٧ ١٦٠
تهذيب التهذيب - لابن حجر العسقلانی ١٢ ١٦٠
ج
الجامع الصحيح - للإمام مسلم ١٩ ٦١ ٦٦ ١٠٤ ۱۰٦ ۱۱۰ ۱۱۱ ۱۳۹ ١٤
*
۱۵۹ ۱51 144
* الجواهر المضيئة - لعبد القادر القرشي ١٥١ ١٦٠
ح
۱۵۹ ۱۸ ۳۳
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - لأبي نعيم " الحمد لله هذه حياتي - للدكتور عبد الحليم محمود ٥ س
السنن الكبرى - للبيهقي ۱۰۳ 105 135 159
سنن الترمذی ١٩ ١٤٢ ١٥٩
سنن الدارقطني ٦٧ ١٥٩
* سنن ابن ماجه ۱۳۵ ۱۳۹ ١٤١ ١٤٢ ١٥٩
سنن النسائى ٦٧ ١٥٩
ص
صحيح البخارى ٢٠ ٦١ ٦٦ ٩٢ ١٠٤ ١٤٢ 144 151 159
صحيح ابن حبان ۱۸ ١٤١ ١٤٢ ١٥٩
صحیح ابن خزيمة ١٣٥ ١٥٩
-

* صفة الصفوة - لابن الجوزى ۱۷ ۳۳ 48 6 159
ط
الطبقات الكبرى - لابن سعد ١٤ ٦٧ ١٥٢ ١٥٩
الطبقات - للإمام الشعراني ١٧ ١٦٠
* الكواكب الدرية - للمناوى ١٥٢ ١٦٠
ك
ل
لواقح الأنوار في طبقات الأخيار الطبقات - للإمام الشعراني ١٧ ١٦٠
م
* المستدرك على الصحيحين - للحاكم النيسابورى ٤٧ 103 135 14 159
مسند البزار ١٠٥ ١٣٥ ١٥٩
میزان الاعتدال ونقد الرجال - للإمام الذهبي ١٥٢ ١٥٩

الموضوع * مقدمة
الفصل الأول
حياة الفضيل
الفصل الثاني
ثامناً فهرس المحتويات
الفضيل وأصحاب السلطان
* الفصل الثالث
الفضيل والقرآن
الفصل الرابع
الفضيل والدعاء
الفصل الخامس
المحدث
- مؤهلات المحدث
عن المؤمن
في الورع في رؤية الله تعالى
في الصلاة
في الحج
في الأضحية
في الجهاد
حق الله وحق العباد في الأخلاق
- في البداية والنهاية
الصفحة
۹

٥٥
٦٣
0

د ے کے ملدا

YA
VA

-٢٢٥-

٩٥
٩٥
٩٦
9

۱۳۱
۱۳۳
١٣٤
١٣٤
١٣٦
۱۳۷
۱۳۸
١٤١
١٤٥
٢٢٦
الفصل السادس الإيمان
استكمال الإيمان
- من صفات المؤمن
المؤمن صادق
خوف الله
المؤمن لا ييأس
المؤمن لا يشكو
المؤمن لا يكون مغموماً
المؤمن لا تستعبده الدنيا
- هيبة الخلق للمؤمن
- المؤمن والمنافق
الفصل السابع
الأخلاق الفصل الثامن التصوف
- ما الطريق إلى ذلك
الخلاص
الإخلاص
الخوف
الخوف والرجاء
العبادة
- الذكر
الورع

١٤٥
١٤٦
١٤٦
١٤٧
١٤٧
١٤٨
١٤٩
١٥٩
١٦١
١٦٣
١٦٥
١٩٦

٢١٥
۱

٢٢٥
الزهد
التواضع
الصبر
التوكل المحبة
الرضا
خاتمة
مراجع الكتاب
* فهارس الكتاب
أولاً فهرس الآيات القرآنية
ثانياً فهرس ! الأحاديث الشريفة ثالثاً فهرس الآثار والأقوال
رابعاً فهرس الأشعار
خامساً فهرس الأعلام
سادساً فهرس الأماكن والقبائل والغزوات
سابعاً فهرس الكتب والمطبوعات
ثامناً فهرس المحتويات

-۷-

يتناول هذا الكتاب حياة واحد من أئمة الإسلام وأحد أقطاب الصوفية إنه الفضيل بن عياض الذي كانت حياته شعاعاً من نور يبدد الكثير من الشبهات الزائفة حول التصوف الإسلامي * يشتمل الكتاب على دراسات قيمة عن حياة الفضيل وعلاقته بالحكام والأمراء وأصحاب السلطان وموقفه من العلماء والقراء وتأثره الشديد بالقرآن وروايته للحديث الشريف وآرائه في الإيمان والأخلاق والذكر والدعاء والصلاة والحج والأضحية والجهاد والخوف والرجاء والزهد والورع والإخلاص والصبر والتواضع والتوكل والرضا والمحبة
والأمل ورؤية الله عز وجل
وينتهى الكتاب بفهارس تفصيلية شاملة ودار الرشاد إذ تقدّم لقرائها الكرام كتاب الفضيل بن عياض للإمام الأكبر فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود تدعو الله العلي القدير أن يتقبله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المؤمنين
في سائر أرجاء العالم الإسلامي
دار المعارف
الناشر
الفضيل بن عياض
والرشاد