Go Back





الدكتور
عبد الحليم محمود
شيخ الأزهر
الإمام الرباني الزاهد عبد الله بن المبارك
۱۱۸ - ۱۸۱هـ

الدكتور
عبد الحليم محمود
الإمام الرباني الزاهد عبد الله بن المبارك
۱۱۸ – ۱۸۱هـ
دار المعارف

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن إتبع هديه إلى يوم الدين
ربَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَى لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا صدق الله العظيم] الكهف الآية ١٠

قال الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن المبارك والله إني لأحبه وأرجو الخير بحبه لما منحه الله من التقوى والعبادة والإخلاص والجهاد وسعة
العلم
C
والإتقان
والمواساة

والفتوة والصفات الحميدة

حالته بريد الفصل الأول تقدير ابن المبارك
القرن الثاني للهجرة صفوة من خيار المؤمنين الذين كانوا قمة
في العلم وكانوا قمة في الأخلاق الكريمة
ولقد وحدت السنة الشريفة بين مشاربهم ونزعاتهم
لقد كانت دراسة السنة فى هذا العصر طابعا يشبه أن يكون عاما بين المثقفين ثقافة عالية ومن بين هؤلاء ثلاثة رجال جمع بينهم العلم الصداقة وجمعت بينهم أحدهم سفيان الثورى رضى الله عنه وقد بلغت منزلته في الحديث أن كان يقال له أمير المؤمنين فى الحديث – وكان مسنده يحوى ثلاثين ألف حديث ومع ذلك فقد كان يقول ما حدثت - مما أحفظ – إلا بواحد من كل عشرة أحاديث
وبلغت منزلته فى مكارم الأخلاق أن كان قوة يضيء السبيل

للحيارى والسالكين ولقد ألقى بنفسه في قوة وصدق وإخلاص في الحرب التي تدور - وهي تدور على العصور بين الفضيلة والرذيلة
لقد تعرض بالنصيحة الدائمة للشعب وتعرض بالنصيحة الدائمة للحاكم إلى أن ضاق بنصائحه أبو جعفر المنصور – كما يضيق بالنصح
كل طاغية - فنادى إذا رأيتم سفيان الثورى فاصلبوه ولكن
الله

سبحانه حفظه كل سوء بسبب إخلاصه ومات أبو جعفر وبقى من سفيان الثورى - ولقد سئل مرة ابن المبارك مَنْ أئمة الناس فقال
سفيان وذووه
روی
أما الثاني فهو الفضيل بن عياض رضي الله عنه محدث ثقة له أئمة الحديث من أمثال البخارى ومسلم رضى الله عنهما وقد بلغ الفضيل القمة فى الورع وفى محاسبة النفس في الدقيق من أمرها والجليل بحيث يكون كل عمل من أعماله خالصا لوجه الله
تعالى
لم يقف بباب سلطان رغبة أو رهبة وإنما أتاه السلطان إلى عقر داره فكان استقباله للسلطان استقبال العالم المؤمن الورع الذي يعتز
الله ولا يخشى
أحدا
إلا الله
بالله ويثق فيه ويخشى وله – كصديقه سفيان الثورى - في مجال الصلة بالسلطان حوادث
ارضى فيها الله والفضيلة
ومن تقدير ابن المبارك للفضيل قوله قد جمعت علم العلماء فليس فيما جمعت أحب إلى من علم الفضيل بن عياض وأما ثالث هؤلاء الصفوة فهو عبد
بن المبارك
ومن تقدير سفيان الثورى والفضيل بن عياض له ما يلى روی عمران بن موسى الطرسوسي قال جاء رجل فسأله سفيان الثورى عن مسألة فقال له من أين أنت فقال من أهل المشرق
قال أو ليس عندكم أعلم أهل المشرق قال ومن هو يا أبا عبد الله
قال عبد
الله بن المبارك

قال وهو أعلم أهل المشرق قال نعم وأهل المغرب

وعن أحمد بن عبدة قال كان فضيل وسفيان ومشيخة جلوسا في المسجد الحرام فطلع ابن المبارك من الثنية فقال سفيان هذا رجل أهل المشرق فقال فضيل هذا رجل أهل المشرق وأهل المغرب وما بينهما
الله
بن
المبارك
ولا نحب أن نوازن بين هؤلاء الثلاثة ولا بين عبد وغيره من أفاضل عصره فإننا نجلهم عن نعقد موازنة بينهم فهم أهل للفضل وأهل للثناء
وهؤلاء الأئمة وأمثالهم يجب علينا أن نوضح من سيرهم لشبابنا ما ينير الطريق المستقيم أمامهم إن سيرهم تضع شبابنا في جو إسلامي من ناحية الفكر وفي جو إسلامى من ناحية السلوك وسيرى شبابنا مثلا عليا يندر أن يجد الإنسان ما يضارعها في تاريخ الغرب في
ماضيه أو في حاضره
القد
رسم
الإسلام بطابعه وما زال - طائفةٌ

من
الناس هم
المثل
الله
العليا للإنسانية استمدو شعارهم من الجو الرباني الذي يشع من القرآن الكريم ومن السيرة النبوية الشريفة فأسلموا وجوههم واستجابوا إلى ما رسمه الإسلام من سلوك مبنى على إسلام القلب الله والأمة الإسلامية أحوج ما تكون الآن إلى وضع الشباب بل ومن هم أسنُ من الشباب في الجو الإسلامي الصادق

والوسيلة السهلة الجذابة فى ذلك إنما هى التحدث عن سيرة رجال الإسلام الصادقين أمثال مالك والشافعى وابن حنبل وأمثال الحسن وعمر بن عبد العزيز وسفيان والفضيل وابن المبارك
البصري

والبخاري وعشرات غيرهم في كل فن من فنون العلم وفي كل قمة من قمم الفضيلة
ونعود إلى ابن المبارك وإذا كنا نمتنع عن الموازنة فإننا لا يسعنا إغفال تقدير العلماء العبد الله بن المبارك سواء أكانوا في عصره أم كانوا بعده وقبل أن نورد تقدير العلماء له نحب أن نقول إن الكثير من هذه التقديرات يمكن أن تقال فى أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثورى وفى الإمام الورع - القمة فى الورع - الفضيل بن عياض ونحب أن نبداً هذه التقديرات بما أورده حاتم الجوهري فقال من
من
حدثنا أسود بن سالم قال كان ابن المبارك إماما يقتدى به كان أثبت الناس فى السنة إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك بشيء فاتهمه
الجو
على الإسلام ونحب أن نقف عند هذه الكلمة ونتساءل لماذا يتهم على الإسلام الله ين المبارك لماذا إن التعليل لذلك واضح من الإسلامي كله إن الله سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي من إخراج الإمام البخاري المهين ترمينال
من يغمر عبد
من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وأولياء الله حَدَّدَ الله سبحانه
صفاتهم إنهم و الَّذِينَ آمَنوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس الآية ٦٣]
وقد كان الإمام ابن المبارك فى القمة من الإيمان وفي الذروة من التقوى فمن غمزه فهو في حرب من وهو إذن متهم على
الله
الإسلام - ولكن الأمر ليس خاصا بابن المبارك فإن كل من غمز

وليا من أولياء الله فإنه فى حرب من الله سبحانه وهو بالتالى متهم
على الإسلام إن بعض الناس يضيق بالفضيلة ذرعاً لأن نفسه أظلمت واستحبت الحياة الدنيا بشهواتها وأهوائها على الآخرة وهي لذلك تحب أن تلوث كل فاضل وتنتقص كل كامل ومن هنا كانت عداوة الأولياء وعداوة الأولياء هى عداوة لصفاتهم أى عداوة للإيمان وعداوة للتقوى فمن عاداهم اتهم في إسلامه وتقدير آخر صادر عن علم من أعلام العلم إنه ابن عيينة يقول نظرت فى أمر الصحابة وأمر ابن المبارك فما رأيت لهم عليه
فضلا إلا بصحبتهم النبي وغزوهم معه !
بید
الحالة
إن الصحابة رضوان الله عليهم كرجال لا يفضلون ابن المبارك إنه كان مجاهدا كما كانوا يجاهدون وكان مخلصًا كما كانوا مخلصين وكان عالما بالسنة وكان فاضلا ابن عيينة حينما تحدث عن صحبتهم للنبي وغزوهم قفز بهم في الفضل قفزة هائلة تقطع الرقاب دونها لقد اقتبسوا من أنوار رسول الله له كل بحسب استعداده ولقد قال رسول الله فيهم فيما رواه عمران بن حصين رضى الله عنهما وأخرجه البخارى أمتى قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقال صلوات الله وسلامه عليه في أبى بكر رضى الله عنه إن من أمن الناس على فى صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته عنه فيما رواه سعد بن أبي وقاص
خیر
غیر ربی
وقال في عمر رضی
الله
W

عمر
رضی الله عنه قال استأذن على رسول الله وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر ورسول الله يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يارسول الله فقال النبي عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندى فلما سمعن صوتك
كاشفاً
ابتدرن الحجاب فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يارسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبننى ولا تهبن رسول الله فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك ١ وقال في عثمان رضى الله عنه فيما روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله مضطجعا في بيتي عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن فأذن له عمر وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله موسوی ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت السيدة عائشة رضى الله عنها دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان وسويت ثيابك فقال ألا أستحى من رجل تستحى
فجلست
منه الملائكة ٢
وقال فى الإمام على رضى الله عنه فيما رواه عامر بن
۱ رواه البخاري رواه الإمام مسلم
سعد بن
۱

أبي وقاص عن
أبيه قال رسول الله العلى أنت منى بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى۱ وقال فيه أيضا فيما رواه مسلمة قال كان على قد تخلف عن النبي في خيبر وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله فخرج على فلحق بالنبي الله فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية أو ليأخذن الراية رجل يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله الله ورسوله يفتح عليه فإذا ما نحن بعلى وما نرجوه فقالوا هذا على
غدا
الله
فأعطاه رسول
عليه الله ع الراية ففتح
وكان منهم
سيف
الله
روى البخاري عن
أنس رضى الله عنه
أن النبي نعى زيدا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى
خبرهم
سيوف الله
حتى فتح الله عليهم
أخذها سيف من
وحوارى رسول الله لا عن جابر رضي الله عنه قال قال النبي
إن لكل نبي حوارى وإن حواربي الزبير بن العوام٤
وما من شك في أن ابن عيينة لم يكن يقصد كبار الصحابة ومع ذلك فإن هذه الكلمة حينما تصدر عن ابن عيينة لها وزنها الكبير
۱ رواه مسلم رواه البخاري ۳ رواه البخاري
٤ رواه البخاري

لأن ابن عيينة كان من أعلم الناس بالسنة وبفضل الصحابة رضوان
الله عليهم
كثيرة
ولعل من أسباب هذه الكلمة ما يعلمه ابن عيينة من صفات كـ تحلى بها ابن المبارك فقد روى أبو حاتم عن إسحاق ابن محمد بن إبراهيم المروزي نعى ابن مبارك إلى سفيان بن عيينة فقال لقد كان فقيها عالما عابدا زاهدًا شيخا شجاعا شاعرا
ولقد تحدث الكثير ممن كتب عن ابن المبارك عن إمامته والإمامة هنا تعنى الإمامة فى العلم فعن العمرى يقول ما رأيت في دهرنا هذا أحدًا يصلح لهذا الأمر إلا رجلا أتاني إلى منزلى فأقام عندى ثلاثا يسألني عن غير ما يسألني عنه أهل هذا الدهر فصيح اللسان إلا أن اللغة شرقية يكنى أبا عبد الرحمن معه غلام يقال له سفير المبارك فقال هكذا ينبغي إن كان بن الاقتداء بالعلم
فقلنا له هذا عبد
الله
أحد يصلح لهذا الأمر فذاك قال عبيد - معی
یعنی
وعن عبد الرحمن بن مهدى قال الأئمة أربعة سفيان الثورى ومالك بن أنس وحماد بن زيد وابن المبارك
وعن المسيب بن واضح قال سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول ابن المبارك إمام المسلمين ورأيت أبا إسحاق بين يدى ابن

المبارك قاعداً يسائله وقال العمرى ابن المبارك يصلح لهذا الأمر – فقال له رجل أى
شيء قال الإمامة ولكنها أيضا تعنى الإمامة في الفضل فهو عالم فاضل كما تحدث
١٤

المؤرخون عن علمه فإنهم تحدثوا عن فضله بل إنهم كانوا يعدون صفاته الكثيرة المبررة لإمامته ومن ذلك ت بالضلال قال الحسن بن عيسى اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل ابن موسى ومخلد بن حسين وغيرهما فقالوا تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير فقالوا جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع
C

والإنصاف وقيام الليل والعبادة والحج والغزوة والفروسية والشجاعة والشدة فى بدنه وترك الكلام في ما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه
وقال الحاكم هو إمام عصره في الآفاق وأولاهم بذلك علما وزهدا وشجاعة وسخاء ماله وقال ابن حبان في الثقات كان فيه خصال لم تجتمع في أحد أهل العلم في زمان في الأرض كلها وعن العباس بن مصعب قال جمع الله عبد بن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والتجارة والسخاء والمحبة عند الفراق
من
وقال إسماعيل بن عباس ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها فيه وبقى بعد ذلك التقدير العام لابن المبارك يقول على بن المديني انتهى العلم إلى ابن المبارك ومن بعده إلى يحيى بن معين ولقد سئل يحيى بن معين الذي يقول على بن المديني إن العلم انتهى إليه - عن ابن المبارك فقال إنه سيد من سادات المسلمين

وقال أيضا كان عبد بن المبارك رحمه الله كيسا متثبتا وثقة
وكان عالما
الحديث صحيح
وعن عبيد بن جناد أبو سعيد قال قال لى عطاء بن مسلم
يا عبيد رأيت
ولا ترى مثله
عبد الله
بن
المبارك قلت نعم قال مارأيت مثله
وقال النسائي لا تعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه
ولا أعلى
منه
وأما تقدير أصحاب كتب الطبقات فإنه موفور
من
ذلك تقدير صاحب كتاب الحلية قال ومنهم السخى الجواد الممهد للمعاد والمتزود من الوداد أليف القرآن والحج والجهاد جاد فساد وروجع فزاد ماله مشارك وفعله مبارك وقوله
مبارك شاهانشاه عبد الله بن المبارك رضى الله تعالى عنه وقيل إن التصوف اعتداد لا ازدياد واستعداد وارتياد أهـ وتقدير الشعراء يقول عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك
إذا سار عبد الله
من مرو ليلة
فقد سار منها نورها وجمالها
إذا ذكر الأخيار في كل بلدة فهم أنجـم فيهـا وأنت هلالها وقد كان ابن المبارك صديقا للإمام مالك يقول يحيى بن يحيى الأندلسي كنا فى مجلس مالك فاستؤذن لابن المبارك فأذن فرأينا تزحزح له في مجلس ثم أقعده بلصقه ولم أره تزحزح لأحد في مجلسه غيره فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مر بشيء فيسأله مالك ماعندكم في هذا فكان عبد الله
مالکا
يجيبه بالخفاء

ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه ثم قال لنا هذا ابن المبارك
فقیه خراسان

و نختم هذه المجموعة من الآراء في ابن المبارك بما قال الجليلي في الإرشاد ابن المبارك الإمام المتفق عليه له من الكرامات مالا يحصى يقال إنه من الأبدال

الفصل الثاني
حياة ابن المبارك
ولكن من هو ابن المبارك لقد تحدثنا عنه عالما ناضجا فكيف نشأ إنه - كما ينقل صاحب تاريخ بغداد - عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن
حنظلة المروزي مولى بنى وكانت أمه خوارزمية وكان أبوه تركيا
مال ويتحدث عمرو بن على عن سنة ميلاده فيقول ولد عبد الله بن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة وولد بمرو والمروزى نسبة إلى مرو وتعلم بمرو العلوم الإسلامية ووسائل العلوم الإسلامية
أساسا قويا

وربما كان له في

لقد حفظ القرآن وتعلم العربية ونحوها وصرفها وبلاغتها وتثقف في الفقه والحديث واستمر بمرو إلى أن بلغ الثالثة والعشرين من عمره المبارك وأخذ من العلوم هذه السن المبكرة شيء من الشهرة فقد كان ذا حافظة قوية لا يكاد يفلت منها شيء مما تسمع وفى ذلك يقص صخر وهو صديق لابن المبارك قصة حدثت له ولابن المبارك ذات يوم لقد كانا في الكتاب معًا يحفظان القرآن وخرجا من الكتاب وأخذا في الطريق إلى وجهتهما وبينما هما فى الطريق إذا بخطيب يخطب ووقفا ينصتان إلى الخطبة ولما انتهى الخطيب قال ابن المبارك لقد حفظتها ويبدو أن الخطبة كانت طويلة وذلك أن كلمة ابن المبارك أنه حفظها أثارت عجب أحد السامعين فقال كالمتحدي هاتها عن

فأعادها ابن المبارك حرفًا حرفًا ولقد هدده أبوه يوما بأن يحرق كتبه
فكانت إجابة ابن المبارك إن كتبه فى صدره إنه يحفظها
بید

أن هذه الذاكرة قد تحكم فيها ابن المبارك فجعلها تقبل ما يحب
وترفض ما لا يحب - إن فى العلوم الغث الكثير واللغو والخرافات والذاكرة مهما كانت طاقة معينة ومن الخير أن لا يهتم الإنسان إلا بالنافع
المفيد من مسائل العلم وكان ابن المبارك يسير على هذا المبدأ لقد سأله أحد المحيطين به قائلا هل اشتغلت بمزاولة حفظ الأحاديث فكان جوابه إنى أقرأ فما راقني نقش في قلبي فكان
محفوظا
لعبد الله

وفى ذلك يقول محمد بن النضر بن مساور قال قال أبي قلت یعنی ابن المبارك - يا أبا عبد الرحمن هل تحفظ الحديث قال فتغير لونه وقال ما تحفظت حديثاً قط إنما أخذ الكتاب فأنظر فيه فما أشتهيه علق بقلبي
كان ابن المبارك ذكيا وكان ذا ذاكرة قوية وكان مجدا ومن الطبيعي أن ينال - وهو في سن مبكرة - شيئًا من التقدير وشيئا من

الشهرة ويحدثنا أحمد
بن سنان فيقول بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد في أول الأمر قال فنظر إليه فأعجبه نحوه فقال له من أين أنت قال من أهل خراسان قال من أى خراسان قال من مرو قال تعرف رجلا يقال له عبد الله بن المبارك قال نعم قال ما فعل

قال هو الذي تخاطب قال فسلم عليه ورحب به وحسن
الذي بينهم

وتمضي الأيام ويلتقى من جديد بحماد وعن ذلك يقول إسماعيل بن على بن إسماعيل بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حماد بن زید مسلما عليه فقال أصحاب الحديث لحماد بن زيد يا أبا إسماعيل تسأل أبا عبد الرحمن أن يحدثنا
فقال يا أبا عبد الرحمن تحدثهم فإنهم قد سألوني قال سبحان الله يا أبا إسماعيل أحدث وأنت حاضر قال فقال أقسمت لتفعلن – أو نحوه ومن طريف الأمر أن ابن المبارك استجاب فقال خذوا ولم يحدثهم إلا عن حماد بن زيد وكان طموحا ولا يتأتى لمن كان كذلك إلا أن يضرب في الأرض طلبا لما ينقصه من علم أو تقوى أو مال وغادر ابن المبارك مرو لأول مرة في سن الثالثة والعشرين إلى

العراق وكان ذلك سنة إحدى وأربعين ومائة إن بغداد إذ ذاك كانت مركز أنظار الطامحين سواء أكان طموحهم من أجل الدنيا أم من أجل الدين وسافر ابن المبارك إلى العراق إلى مختلف مدنها الشهيرة - ولم يقف شغف ابن المبارك عند العراق بل سافر إلى أقطار أخرى وخصوصا الحجاز
وكان إذا خرج إلى مكة أنشد شعره
بغض الحياة وخوف الله أخرجنى

وبيع نفس بما ليست له ثمنا

إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا
وحينما كان يصل إلى مكة يذهب إلى الحرم ويشرب من
أمرا
وينوى بالشرب من ماء زمزم يقول سويد بن سعيد رأيت عبد
يرجو
الله
ماء زمزم
الله أن يحققه وفي ذلك
بن المبارك بمكة أتى زمزم
فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة ثم قال اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي أنه قال
ماء زمزم لما شرب له وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شربه وفي أثناء هذه السياحات افتتن ابن المبارك بشخصيات هي من خيار
الأمة
لقد افتتن بالفضيل بن عياض وافتتن بسفيان الثوري وافتتن بالإمام مالك وافتتن بأبي حنيفة رضى
ابن المبارك والعلم
الله
عنهم من
يقول صاحب وفيات الأعيان في ذلك أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي مولى بنى حنظلة كان قد بين العلم والزهد وتفقه على سفيان الثورى ومالك بن أنس رضى عنهما الموطأ وكان كثير الانقطاع محبا للخلوة شديد التورع
وروى عنه
وكذلك كان أبوه
ونحب أن نقف قليلا عند هذه الكلمة لصاحب وفيات الأعيان
إنه يقول كان قد جمع بين العلم والزهد
أما
عبد الله
عن العلم فإن أبا أسامة يقول ما رأيت أطلب للعلم من
بن المبارك

ويقول المؤرخون عنه إنه طلب العلم وروى رواية كثيرة وصنف كتبا كثيرة فى أبواب العلم وكان ثقة مأمونا حجة كثير
الحديث
ويقول الذهبي عنه أنه دون العلم في أبواب الفقه وفى الغزو
والزهد والرقائق وغير ذلك
ويتبين الإنسان مكانته العلمية إذا نظر فى قائمة الكتب التي ألفها
ابن المبارك

وإذا كان ابن المبارك قد اشتهر بالحديث ويقول فيه أبو أسامة كان ابن المبارك في الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس

فإنه مع ذلك اشتغل بتفسير القرآن ويذكر صاحب الفهرست أن له تفسيرا للقرآن
ولقد اشتغل بالتاريخ ويذكر ابن النديم أيضا أن له كتابا في التاريخ وله كتابا في الفتاوى
واشتغل ابن المبارك بالفقه وألف فيه كتاب السنن في الفقه ويقول ابن سعد طلب العلم وروى رواية كثيرة وصنف كتباً كثيرة في العلم وصنوفه حملها عنه قوم وكتبها الناس عنهم وقدم العراق والحجاز والشام ومصر واليمن وسمع علما كثيرا ولقد تفقه – كما يقول صاحب وفيات الأعيان على سفيان الثورى ومع أن سفيان الثورى أستاذه فإنه كان يتمنى أن لو أتيح له أن يكون كابن المبارك سنة واحدة أو ثلاثة أيام وهذا تقدير كريم من الأستاذ لتلميذه وتفقه على الإمام مالك ور عنه الموطأ وروی
حتى

ولكنه تفقه بأبي حنيفة يقول صاحب النجوم الزاهرة وأكثر الترحال في طلب العلم وروى عن جماعة كثيرة وروى عنه خلائق وتفقه بأبي حنيفة

ومن تقديرهم لمنزلته فى الفقه ما يقوله محمد بن المعتمر بن سليمان قال قلت لأبي يا أبت من فقيه العرب قال سفيان الثورى فلما مات سفيان الثوري قلت لأبي من فقيه العرب قال عبد الله بن المبارك
ويقول إبراهيم بن شماس رأيت أفقه الناس وأورع الناس وأحفظ الناس فأما أفقه الناس فابن المبارك وأما أورع الناس ففضيل بن عياض وأما أحفظ الناس فوكيع بن الجراح

خلوة ابن المبارك علمية ونأتى من جديد لكلمة صاحب وفيات الأعيان عن ابن المبارك يقول وكان كثير الانقطاع محبا للخلوة
وهو في انقطاعه هذا الذى يشير إليه صاحب وفيات الأعيان كان دارسا للعلم وله فى ذلك كلمات طريفة عن أبي داود قال قلت
لابن المبارك من تجالس بخراسان
قال أجالس شعبة وسفيان
قال أبو داود يعني أنظر في كتبهما
وعن شقيق بن إبراهيم البلخى قال قيل لابن المبارك إذا صليت
معنا لم لا تجلس معنا
قال أذهب الصحابة والتابعين
مع

٢٤

قلنا له ومن أين الصحابة والتابعون
قال أذهب أنظر في علمى فأدرك آثارهم وأعمالهم فما أصنع
معكم ! أنتم تغتابون الناس

ومن تقديرهم له فى الجانب العلمى ما رواه يحيى بن آدم قال كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك
أيست
منه
وما رواه المعتمر بن سليمان قال ما رأيت مثل ابن المبارك تصيب عنده الشيء الذى لا تصيبه عند أحد
وهو نفسه كان شاعرًا بمنزلته
عن السندي بن أبي هارون قال
كنت
أختلف مع ابن المبارك إلى المشايخ قال فربما قلت له
يا أبا عبد الرحمن ممن نستفيد
قال من كتبنا
ا من
ولابن المبارك كلمات كثيرة فى العلم ونصائح نذكر منها ما يلي كلامه تعلمنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا وكان يقول عجبت لطالب العلم كيف تدعوه نفسه إلى محبة الدنيا مع إيمانه بما حمل من العلم وعن عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول قال ابن المبارك أكثركم علما ينبغي أن يكون أشدكم خوفا
وكان يقول من شرط العالم أن لا تخطر محبة الدنيا على باله وقيل له من سفلة الناس قال الذين يتعيشون بدينهم

وكان يقول إذا تعلم أحدكم من القرآن ما يقيم به صلاته فليشتغل
بالعلم فإن به تعرف معاني القرآن
ابن المبارك عالم اتباعى
ولقد كان ابن المبارك عالما على النسق الاتباعى وهذا النسق الاتباعي هو سبيل كل العلماء المحبين لرسول الله الله والذين يستجيبون الأمر
الله الذي يقول
لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أَسْوَةٌ حَسَنَةٌ لَمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّه وَالْيَوْمَ الآخر وذكر الله كَثِيرًا لقد اتخذ ابن المبارك رسول الله له أسوة له في كل خطواته وإذا كان بعض الناس يقرأ الأحاديث الشريفة المتعلقة بالاتباع ويقتصر على القراءة فإن ابن المبارك وكثيرًا من المخلصين قد حققوها واقعيا ومن حديث رسول الله الله في الاتباع عن أبي سعيد الخدرى قال قال رسول الله من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة قالوا يا رسول الله إن هذا في أمتك اليوم كثير قال وسيكون في قوم بعدى ٢ وعن ابن عباس أن رسول الله الخطب الناس في حجة الوداع
أن
فقال إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضى يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه ٣
۱ الأحزاب ۱ رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح الإسناد
۳ رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
٢٦

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال الاقتصاد في السنة أحسن الاجتهاد في البدعة ١ ساله با شلاء شلف من

end
وعن ابن عباس قال خطب رسول الله فقال إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ألا إن الله قد فرض فرائض
وسن

سننا وحد حدودا وأحل حلالا وحرم حراما وشرع الدين فجعله سهلا سمحا واسعا ولم يجعله ضيقا ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله طلبه ومن
6
ومن
خاصمته فَلَجْتُ عليه
ومن
نکت
نكت ذمتي خاصمته ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد على الحوض ۳
وعن عباس ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بن يقبل الحجر يعني الأسود ويقول إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله لا يقبلك ما قبلتك ٤
يفضل الاتباع

خير
فعمر
من طبق الاتباع
ولقد كان الإمام الجليل عبد الله بن عمر من أخباره في ذلك عن زيد بن أسلم قال ومن
عمليا
عمر يصلى محلولا إزاره فسألته
يفعله ۹
رأيت ابن
عن ذلك فقال رأيت رسول الله
۱ رواه الحاكم موقوفا وقال إسناده صحيح على شرطهما
فلجت عليه غلبته وظهرت عليه
۳ رواه الطبراني في الكبير

٤ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ٥ رواه بن خزيمة في صحيحه ورواه البيهقي

وعن مجاهد قال كنا مع ابن عمر رحمه الله في سفر فمر بمكان
فحاد عنه فسئل لم فعلت ذلك قال رأيت رسول الله فعل هذا ففعلت ۱
C
وعن ابن عمر رضى الله عنهما أنه كان يأتى شجرة بين مكة والمدينة
حتى
انتهى
فيقيل تحتها ويخبر أن رسول الله كان يفعل ذلك وعن ابن سيرين قال كنت مع ابن عمر رحمه الله بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأولى والعصر ثم وقف وأنا وأصحاب لى حتى أفاض الإمام فأفضنا معه إلى المضيق دون المأزمين فأناخ وأنخنا ونحن نحسب أنه يريد أن يصلى فقال غلامه الذى يمسك راحلته إنه ليس يريد الصلاة ولكنه ذكر أن النبي لما انتهى إلى هذا المكان قضى حاجته فهو أن يقضى حاجته ۳ وكان ابن المبارك متبعاً لا مبتدعاً وكان يحذر من المبتدعين يقول إسماعيل الطوسى قال ابن المبارك يكون مجلسك مع المساكين
يحب
وإياك
أن تجلس مع صاحب بدعة
وعن عبد
الله
بن عمر السرخسي قال إن الحارث قال أكلت
عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك فقال لا كلمتك
ثلاثين يوما
1 رواه أحمد والبزار بإسناد جيد

رواه البزار باسناد لا بأس
به
۳ رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

ومن أهم الأخبار التي وردت عن ابن المبارك أنه قيل له إن شيبان
يزعم
أنك مرجيء
فقال كذب شيبان أنا خالفت المرجئة في ثلاثة أشياء فإنهم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل وأنا أقول هو قول
وعمل
ويزعمون أن تارك الصلاة لا يكفر وأنا أقول إنه يكفر ويزعمون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأنا أقول إنه يزيد
وينقص
من
يرويه
كأنه ثور
وأمر الاتباع ليس بغريب على ابن المبارك الذي كان شأنه ما نعيم بن حماد كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقائق يصير البكاء لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه
منحور أو بقرة منحورة من

أو يسأله عن شيء إلا دفعه وما يرويه شعيب بن شعبة كان إذا قرأ شيئاً من كتب الوعظ كأنه بقرة منحورة من البكاء لا يجترئ أحد أن يدنو منه ولا يسأله
عن شيء ومن مظاهر شدة تقدير ابن المبارك لكل من يمت إلى العلم بصلة والمحافظة على من ينتسب إلى الدين ما رواه أبو داود الطرسوسي قال
قلت لعبد الله بن المبارك إنا نقرأ بهذه الألحان فقال إنما كره لكم منها إنا أدركنا القراء وهم يؤتون تسمع قراءتهم

وأنتم تدعون اليوم كما يدعى المغنون ومن تقدير ابن المبارك للعلم والعلماء أنه بلغه عن إسماعيل بن علية أنه قد ولى الصدقات فكتب إليه ابن المبارك

یا جاعل العلم له بازيا يصطاد أموال السلاطين احتلت للدنيـــا ولذاتها بحيلة تذهب بالديـن فصرت مجنونا بها بعد ما كنت دواء للمجانين أين رواياتك والقول في لزوم أبواب السلاطين إن قلت أكرهت فما هكذا زل حمار الشيخ في الطين وكان يقول على العاقل أن لا يستخف بثلاثة العلماء والسلطان والإخوان فإن من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن بالسلطان ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته ونختم هذه الكلمات في العلم بما يلى
سئل عبد
الله
بن المبارك ما ينبغي للعالم أن يتكرم عنه قال ينبغي أن يتكرم عما الله تعالى عليه حرم
استخف
ويرفع نفسه
عن
الدنيا فلا تكون منه على بال ونعود إلى كلمة صاحب وفيات الأعيان إنه يقول وكان شديد
التورع وكذلك أبوه
ابن المبارك والورع والزهد مي يا وورع ابن المبارك مشهور معروف عند الخاصة والعامة ومن كلامه الحكيم في الورع عن عباس بن عبد الله قال قال عبد الله بن المبارك لو أن رجلاً اتقى مائة شيء ولم يتورع عن شيء واحد لم يكن ورعا ومن خلة من الجهل كان من الجاهلين أما سمعت الله تعالى قال لنوح عليه السلام لما قال
كان فيه

أن
ه رَبِّ إِنَّ أَبْنِي مِنْ أَهْلى له
فقال الله إنى أعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ١
ويقول الحسن رأيت في منزل ابن المبارك حماما طائرة فقال ابن المبارك كنا ننتفع بفراخ هذه الحمام فليس ننتفع بها اليوم قلت ولم ذلك قال اختلطت بها حمام غيرها فتزاوجت بها فنحن نكره ننتفع بشيء من فراخها من أجل ذلك وقال على بن الحسن بن شقيق سمعت ابن المبارك يقول لأن أرد درهما من شبهة أحب إلى من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف بلغ ستمائة ألف
**
حتى
ولم يكن ورعًا فحسب بل كان زاهدًا أيضا ومن كلماته في الزهد وتقدير الزاهدين أنه كان يقول سلطان الزهد أعظم من سلطان الرعية لأن سلطان الرعية لا يجمع الناس إلا بالعصا والزهد ينفر من الناس فيتبعوه
وفهمه للزهد فهم الأتقياء الصالحين إنه يقول دعواك الزهد
لنفسك يخرجك عن الزهد
ولقد سئل مرة من الملوك فقال الزهاد
خشيته
لقد كان ورعا

وكان زاهدا ويصحب ذلك شعور بالخشية
هذه الخشية التي تصاحب العلماء دائما العلماء المخلصين ومن طريف ما يروى فى ذلك أن القاسم بن محمد قال كنا نسافر مع
۱ هود الآية ٤٦

شيء
ابن المبارك فكثيرا ما كان يخطر ببالى فأقول في نفسي بأى فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر فى الناس هذه الشهرة إن كان يصلى إنا لنصلى وإن كان يصوم إنا لنصوم وإن كان يغزو فإنا لنغزو وإن كان يحج فإنا لنحج المنال عمارة
قال فكنا في بعض مسيرنا فى طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ أطفئ السراج فقام بعضنا فأخذ السراج خرج يستصبح فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع فقلت في نفسي بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا ولعله حين فقد السراج فصار إلى ظلمة ذكر القيامة اهـ
تواضعه
ويضاف إلى كل ذلك التواضع الجم وفي ذلك يقول الحسن عنه بينما هو بالكوفة يقرأ عليه كتاب المناسك انتهى إلى حيث هو فيه قال عبدالله وبه نأخذ فقال من كتب هذا من قولى قلت الكاتب الذى كتبه فلم يزل يحكه بيده حتى درس ثم قال ومن
أنا
حتى يكتب قولى وفي حفل الزواج الذى أقامه محمد بن النفر لولده دعى ابن المبارك فلما جاء قام ابن المبارك ليخدم الناس فأبي النضر أن يدعه وحلف
عليه حتى
جلس
التاجر الثرى
ولكن ابن المبارك الذى كان ورعًا وكان زاهدًا وكان يمتلىء خشية هو ابن المبارك التاجر الكبير الثرى الضخم الثراء وهو في ذلك

يقول لا يخرج العبد عن الزهد إمساك الدنيا ليصون بها وجهه عن سؤال الناس
إن ابن المبارك بهذا الثراء العريض يصحح فكرة التوكل وفكرة الزهد التي يسيء الناس - أحيانا - فهمها ليس التوكل تجردا عن المال وليس الزهد رفضا للثراء وكل الذين يأخذون على الصوفية رفضهم للمال وللثراء وينتقدونهم من أجل ذلك مخطئون والمسألة في الواقع مرجعها تحكم المال فى الشخص واستعباده له أو تحكم الشخص في المال وجعله وسيلة لمرضاة الله سبحانه
إن الله سبحانه حث على اكتساب الرزق وأمر بالضرب في الأرض والمشي في مناكبها قال تعالى
وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَاقْرَه وا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وأَقْرِضُوا الله قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ تجدُوهُ عِندَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رحيم ۱
ويقول سبحانه هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
ورسول الله الا الله حث على العمل وعلى اكتساب الرزق عن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضی الله عنه قال قال
۱ سورة المزمل من الآية ٢٠
الملك ١٥
٣٣

رسول الله لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يأتى الجبل فيأتى بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ۱
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن من يسأل أحدا فيعطيه
يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير
له
أو يمنعه وعن أبي هريرة عن النبي الله قال كان داود عليه السلام لا يأكل
إلا من عمل يديه ۳
وعن المقدام بن معد يكرب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يديه وإن نبي الله دوادا كان يأكل من عمل يديه ٤

وحث صلوات الله وسلامه عليه على الابتعاد عن المسألة والسؤال عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي قال لا تزال المسألة
بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحمه وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرًا فليستقل أو ليستكثر ٦
۱ رواه البخاري
متفق عليه ۳ رواه البخاري
٤ رواه البخاري
٥ متفق عليه ٦ رواه مسلم

وعن
رجلا من
أنس رضي الله عنه أن الأنصار أتى النبي فسأله فقال النبي أما في بيتك شيء قال بلى حلس – وهو نوع
من الكساء
للشرب

---
نلیس بعضه ونبسط بعضه
وقعب وهو قدح
نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله بيده وقال من يشترى هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه فأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصارى وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتنى به فأتاه به فشد رسول الله الله عودًا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوباً وببعضها طعاماً فقال رسول الله هذا خير أن المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة 1
>>

لك من
تجيء
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذى يأكل
له فيه ومن
ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزا أحدا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر رضى
۱ رواه ابو داود
لا أرزا أي لا أصيب من أحد شيئًا
الله
عنه

الله
يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئًا ثم إن عمر رضى عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يامعشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذى قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزاً أحدًا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفى۱ والمنهى عنه في الدين الإسلامي هو أن تصرف التجارة عن ذكر الله أو يصرف الكسب عن ذكر الله قال تعالى يَأْيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ يوم الجمعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا الأرْض وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللَّه كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون
والله سبحانه وتعالى يتحدث عن و رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ولا بيع عَن ذِكْرِ اللَّهِ وإِقَامِ الصَّلاةِ وإيتاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُه لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وِيزِيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ
حساب ۳
إنهم يتاجرون ويبيعون ويشترون ولكن ذلك كله لا يلهيهم عن
ذكر الله فمدحهم الله تعالى بذلك

وذم الله سبحانه قوما لأنهم انصرفوا عن الله والسبب هو جريهم
وراء جمع
المال وتكديسه يقول سبحانه
۱ متفق عليه
الجمعة ٩ ١٠
۳ النور ۳۷ ۳۸
٣٦

الْهَاكُمُ التَّكَاثُرُه حَتَّى زُرتُمُ المقابر كلاً سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا كلاً سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلاَ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثم لترونهَا عَيْن اليقين ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النعيم ١
والجو الإسلامي كله إنما هو توجيه نحو تحقيق الصورة التي تتمثل في قوله تعالى لكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ويمدح رسول الله الله التاجر الصدوق فيقول ما معناه التاجر الصدوق الأمين يحشر يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين
وليس في الإسلام حث أو توجيه إلى الفقر بل على العكس من
ذلك فيه حث وتوجيه إلى الثراء الذي لا يلهي عن ذكر الله وإن من يتدبر فريضة الزكاة وأنها ركن من أهم أركان الإسلام وأن هذا الركن يتحدث الله سبحانه وتعالى عنه كثيرا في القرآن وأنه ركن لا يقوم بأدائه الفقراء وأن الفقراء ينقصهم تحقيق أحد أركان الإسلام إن من يتدبر ذلك يعلم يقيناً أن الإسلام يحث على اكتساب ويعلن أن اليد العليا خير من اليد السفلى ويعلن أنه كفى
الثراء

بالمرء إثما أن يضيع من يعول
عن

وإن من يتدبر الآيات القرآنية الكثيرة والأحاديث النبوية المتعددة وعن جزاء المتصدقين وعن مكافأة الله لهم في الدنيا
الصدقة
۱ سورة التكاثر
الحديد من الآية ٢٣

وفي الآخرة يعلم أن الفقر في ذاته ليس فضيلة إسلامية وأن الممدوح إنما هو الغنى الشاكر خلافا لمن ذهب إلى القول بتفضيل الفقير الصابر - وأن الفقير ليس محلا للثناء من أجل فقره

وابن المبارك وهو من كبار المتابعين للسنن الإسلامية كان يكتسب المال الكثير من وراء تجارته وكان مثله مثل سيدنا عثمان ذى النورين الذي مول جيش العسرة وحفر بئر رومة وقال فيه رسول الله الله اللهم ارض عن عثمان فإنى عنه راض وكان مثله كمثل سيدنا عبد الرحمن بن عوف الذي كان يتبرع بمئات الجمال وما تحمله في سبيل الله كان ابن المبارك يتاجر وكان التراب يتحول في يده إلى ذهب كما يقولون في التاجر الناجح وكانت تجارة ابن المبارك نقل البضائع من مكان إلى مكان وكان ربحه يأتيه من فرق السعر وهذا النوع من التجارة يشبه ما نسميه الآن الاستيراد والتصدير – وكان بعض الناس يرى ما يشبه التناقض بين الزهد عند ابن المبارك وعمله في الاستيراد والتصدير
فعن على بن الفضيل قال سمعت أبي وهو يقول لابن المبارك - أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة ونراك تأتى بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام كيف ذا ويرد ابن المبارك على ذلك ردا جميلا حكيما منطقيا فيقول
يا أبا على إنما أفعل ذا لأصون به وجهى وأكرم به عرضي به على طاعة ربي لا أرى الله حقا إلا سارعت إليه حتى
وأستعين
به
أقوم
۳۸

فقال له الفضيل يا بن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا
وإذا كان بعض التجار يكنز المال ويتسم بالبخل فقد كان عبد الله المبارك السخاء بن
من
خلق
يقول العباس بن مصعب المروزي جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء وكان سخاؤه يشبه الأساطير وكل ما يروى عنه في هذا الباب من الطرائف الطريفة يقول إسماعيل بن عياش ما على وجه الأرض عبد الله بن المبارك ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها فى عبدالله بن المبارك ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يطعمهم الخبيص ۱
مثل
صائم
1
وهو
الدهر
ويتحدث عن سخائه عمر بن حفص الصوفي – بمنبج – فيقول خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصيصة فصحبه الصوفية فقال لهم أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم ياغلام هات الطست فألقى على الطست منديلا ثم قال يلقى كل رجل منكم تحت المنديل
ما معه
قال فجعل الرجل يلقى عشرة دراهم والرجل يلقى عشرين فأنفق عليهم إلى المصيصة فلما بلغ المصيصة قال هذه بلاد نفير ۳ فنقسم ما بقى فجعل يعطى الرجل عشرين دينارا فيقول
۱ الخبيص طعام من التمر والسمن
بلاد نفیر بلاد حرب
L
۳۹

یا
أبا عبد الرحمن إنما أعطيت عشرين درهما فيقول وما تنكر أن يبارك الله للغازى فى نفقته وكان في رحلاته إلى الحج كأنه هارون الرشيد الذى تصوره ألف ليلة وليلة في البذل والعطاء يقول محمد بن على بن الحسن بن شقيق سمعت أبي قال كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع عليه إخوانه من أهل مرو فيقولون نصحبك يا أبا عبد الرحمن
أن
فيقول لهم هاتوا نفقاتكم فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق فيقفل عليها ثم يكترى لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلواء ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زى وأجمل مروءة حتى يصلوا إلى مدينة الرسول فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم ما أمرك عيالك تشترى لهم من المدينة من طرفها فيقول كذا فيشترى لهم ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة وقضوا حجهم قال لكل واحد منهم ما أمرك عيالك أن تشترى لهم من متاع مكة فيقول كذا وكذا فيشترى لهم ثم يخرجهم من مكة فلايزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو فإذا وصل إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم فإن كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم فإذا أكلوا وسروا دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته بعد
عليها اسمه
أن كتب
قال أبي أخبرنى خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة فقدم
إلى الناس خمسة وعشرين خواتا فالوذج

قال أبي وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض لولاك وأصحابك
ما اتجرت
قال أبي وكان ينفق على الفقراء فى كل سنة مائة ألف درهم ويقول محمد بن عيسى كان عبدالله بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس وكان ينزل بالرقة فى خان فكان شاب يختلف إليه ويقوم بحوائجه ويسمع منه الحديث قال فقدم عبد الله الرقة مرة فلم ير ذلك الشاب وكان متعجلا فخرج في النفير فلما قفل من غزوته ورجع الرقة سأل عن الشاب قال فقالوا إنه محبوس لدين
ركبه

فقال عبدالله وكم مبلغ دينه فقالوا عشرة آلاف درهم فلم يزل يستقصى حتى دل على صاحب المال فدعا به ليلا ووزن له عشرة آلاف درهم وحلفه الله حيا وقال إذا أصبحت فأخرج الرجل
أحدا مادام عبد
من الحبس وأدلج
عبد
الله فأخرج الفتى من الحبس
وقيل له عبد الله بن المبارك كان هاهنا وكان يذكرك وقد خرج
فخرج الفتى فى أثره فلحقه على مرحلتين أو ثلاث من الرقة فقال يا فتى أين كنت لم أرك في الخان
قال نعم يا أبا عبد الرحمن كنت محبوسا بدين
قال فكيف كان خلاصك
سبب

قال جاء رجل فقضى دينى ولم أعلم به حتى أخرجت من الحبس فقال له عبدالله يا فتى احمد الله على ما وفق لك من قضاء دينك
فلم يخبر ذلك الرجل أحدا إلا بعد وفاة عبد الله
£1

وكانت أكثر نفقاته على طلبة أهل السنة وعلى الصوفية ولقد عوتب
مرة في ذلك كما يروى حبان بن موسى قال عوتب ابن المبارك فيم يفرق المال في البلدان ولا يفعل فى أهل بلده فأجاب بهذا الرد الجميل إنى أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث فاحتاجوا فإن تركناهم ضاع عليهم وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد اله الا الله ولا أعلم بعد النبوة أفضل من
بث العلم
ويروى عن على بن الحسن بن شقيق قال بلغنا أنه قال للفضيل بن عياض لولا أنت وأصحابك ما اتجرت قال وكان ينفق على الفقراء فى كل سنة مائة الف درهم ومناقبه وفضائله كثيرة جدا
وكان رضي الله عنه يطعم أصحابه الفالوذج والخبيص ويظل هو نهاره صائما وقيل له مرة قد قل المال فقلل من صلة الناس فقال إن كان المال قل فإن العمر قد نفد
طعام
وكان يتحرى دائما أن يأكل مع الضيف ويقول بلغنا أن الضيف لا حساب عليه قالوا وكانت سفرة ابن المبارك تحمل على
عجلة أو عجلتين

وقال أبو إسحاق الطالقاني رأيت بعيرين محملين دجاجا مشويا
لسفرة ابن المبارك
الله
وقال المسيب بن واضح كنت عند عبد بن المبارك جالسا إذ كلموه في رجل يقضى عنه سبعمائة درهم دينا فكتب إلى وكيله إذا جاءك كتابي هذا وقرأته فادفع إلى صاحب هذا الكتاب سبعة آلاف
٤٢

فلما ورد الكتاب على الوكيل وقرأه التفت إلى الرجل فقال أي شيء قضيتك فقال كلموه أن يقضى عنى سبعمائة درهم دينا فقال قد أصبت في الكتاب غلطا ولكن اقعد موضعك حتى أجرى عليك
بن
من مالي وأبعث إلى صاحبي فأؤامره فيك فكتب إلى عبد الله المبارك أتاني كتابك وقرأته وفهمت ماذكرت فيه وسألت صاحب الكتاب فذكر أنه كلمك في سبعمائة درهم وهاهنا سبعة آلاف فإن يكن منك غلطا فاكتب إلى حتى أعمل على حسب ذلك فكتب إليه إذا أتاك كتابي هذا وقرأته وفهمت ما فيه فادفع إلى صاحب الكتاب أربعة عشر ألفًا فكتب إليه إن كان على هذا الفعال تفعل فما أسرع ما تبيع الضيعة فكتب إليه عبد ا الله بن المبارك إن كنت وكيلى فأنفذ ما أمرك به وإن كنت وكيلك فتعال إلى موضعى حتى أصير إلى موضعك فأنفذ ما تأمرني به
من فاجأ من أخيه المسلم
وقال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحة غفر الله له فأحببت أن أفاجئه فرحة على فرحة وقال إسماعيل بن عياش حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر
إلى مكة فكان يطعمهم الخبيص وهو الدهر صائم
وقال داود بن رشيد كان ابن المبارك عند أبي الأحوص فجاء رسول فلان الهاشمى بعض الولاة فقال يقرئك السلام ويقول يا أبا الأحوص ! هذا شهر رمضان وقد وسعنا على عيالنا وهذه ألف درهم توسع بها عليهم في هذا الشهر فقال أبو الأحوص فعل الله به وفعل وقال قل له يدعها عنده حتى إذا احتجنا إليها بعثنا
فأخذناها
٤٣

قال وانسل ابن المبارك إلى منزله فجاء بألف فقال يا أبا الأحوص هذه الألف تنفقها فإني لا أمن أن يكون قد بلغ أهلك فيخاصمونك وهذه من وجه أرجو أن تكون أطيب فقبلها
أمامه
وقال ابن كثير إن ابن المبارك خرج مرة إلى الحج فاجتاز ببعض البلاد فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزيلة هناك وسار أصحابه وتخلف هو وراءهم فلما مر بالمزبلة إذا جارية قد خرجت من دار قريبة منها فأخذت ذلك الطائر الميت ثم لفته ثم أسرعت به إلى الدار فجاء فسألها عن أمرها وأخذها الميتة فقالت أنا وأخى هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة وقد حلت لنا الميتة منذ أيام وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله كم معك من النفقة قال ألف دينار فقال عد منها عشرين دينارا تكفينا
وأعطاها الباقى فهذا أفضل من حجنا هذا العام ثم رجع
ونختم الحديث في ذلك بما يلى
عبد
الله

حدث مرة - كما يروى سلمة بن سليمان - قال جاء رجل إلى بن المبارك فسأله أن يقضى دينًا عليه فكتب له إلى وكيل له فلما ورد عليه الكتاب قال له الوكيل كم الدين الذي سألت الله أن يقضيه عنك
فيه عبد
قال سبعمائة درهم فكتب إلى عبد الله إن هذا الرجل سألك أن تقضى سبعمائة درهم وكتبت له سبعة آلاف درهم وقد فنيت الغلات فكتب إليه عبد الله إن كانت الغلات فنيت فإن العمر أيضا قد فني

فأوجز له ما سبق به قلمى وقد سبق ذكر هذه القصة مطولة وهكذا تسير الحياة بابن المبارك
إنها جد في جميع جوانبها وعمل دائب مستمر وقدره الناس
وأحبوه حبا ملك عليهم أفئدتهم ومن مظاهر هذا الحب ما رواه
شعيب بن شعبة المصيصى قال قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرقة فانجفل الناس خلف عبد بن المبارك وتقطعت النعال
الله
وارتفعت الغبرة فأشرفت أم ولد أمير المؤمنين من برج من قصر
الخشب فلما رأت الناس قالت ما هذا
قالوا عالم من أهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد
الله
بن المبارك
فقالت هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا
بالعصا والسياط والشرط والأعوان
شك في
أن صفات ابن المبارك قد هيأته لحب الناس
وما من كرم وشجاعة وعلم وإخلاص
الخير
C
صفات وما شئت فقل من
شأنه وكان من تفخیم أصحابه يقول عبيد بن جناد
ما رأيت أحدا مثل ابن المبارك إذا ذكر أصحابه فخمهم يقول وأين مثل فلان ثم يقول الرفيع من يرفعه الله بطاعته والوضيع من
وضعه
ولهذا يقول عبد الرحمن بن يزيد الجهضمي قال الأوزاعي أرأيت ابن المبارك

قلت لا قال لو رأيته لقرت عينك ويقول محمد بن عبد العزيز بن أبى رزمة سمعت أبي يقول قال

لى شعبة عرفت ابن المبارك قلت نعم قال ما قدم علينا من
ناحيتكم مثله
وفي يوم من الأيام
انتهت الحياة بابن المبارك انتهت به في شهر رمضان وانتهت وهو منصرف من الغزو وكان قد وصل إلى بلدة هیت فتوفى بها
ويقول الحسن بن الربيع شهدت موت ابن المبارك مات سنة إحدى وثمانين ومائة في رمضان لعشر مضين منه مات سحرًا ودفناه بهيت وسألت ابن المبارك قبل أن يموت قال أنا ابن ثلاث وستين
تحتها
بكسر الهاء

وهيت - كما يقول المؤرخون وسكون الياء المثناة وبعدها تاء مثناة من فوقها - مدينة على الفرات فوق الأنبار من من أعمال العراق لكنها في بر الشام والأنبار في بر بغداد والفرات يفصل بينهما ودجلة تفصل بين الأنبار وبغداد وقبره ظاهر بها يزار
قال الحسن بن الربيع سمعت ابن المبارك حين حضرته الوفاة واقبل نصير يقول يا أبا عبد الرحمن قل لا إله إلا الله فقال له يانصير قد ترى شدة الكلام على فإذا سمعتني قلتها فلا تردها على حتى تسمعنى قد أحدثت بعدها كلاما فإنما كانوا يستحبون أن يكون آخر كلام العبد ذلك
ويقول أحمد بن خالد سمعت الفريابي يقول رأيت النبي في النوم فقلت يا رسول الله ما فعل ابن المبارك فقال ﴿ مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقانه
٤٦

ولما بلغ هارون الرشيد موت ابن المبارك قال مات سيد
العلماء
وقد رويت لابن المبارك كرامات كثيرة نذكر منها مايلي قال أبو وهب مر عبد الله برجل أعمى فقال أسألك بالله أن تدعو لى فدعا فرد الله عليه بصره وأنا أنظر
وقال الحسن بن عيسى كان عبد
الله

بن المبارك مجاب الدعوة
٤٧

المجاهد
الفصل الثالث الجهاد والمجاهد
يقول الله سبحانه وتعالى
لو وما لكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالم أهلها واجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا الَّذِينَ * آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أولياء الشيطان إن كَيدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ۱
ويقول عز وجل
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ويَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِن انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ
إلا عَلَى الظَّالمينَ
ويقول سبحانه
من
وقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله سَمِيعٌ عَليمٌ ۳ هذه النصوص القرآنية الكريمة نتبين أن الجهاد في الإسلام إنما
1 النساء ٧٥-٧٦
البقرة ۱۹۳ ۳ البقرة ٢٤٤

هو جهاد من أجل فكرة هذه الفكرة هى ما عبر عنه عنه سبحانه
بسبيل
الله
وسبيل
الله
هو
الخير والعدل والحق فالقتال في الإسلام
إنما كان من أجل
1 - أن يكون الدين كله لله
٢ - وألا تكون فتنة
٣ - ومن
أجل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين
لا حول لهم ولا قوة الذين ينالون من عسف الطغاة وبغيهم الشر الكثير فيضرعون إلى الله سبحانه أن ينقذهم من الظلم - ثم من أجل هؤلاء الذين أخرجوا من ديارهم ومن بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله
الله
أموالهم
وقد يتساءل إنسان ما هو سبيل الله وكيف يكون الدين كله
ومن أجل بيان سبيل الله سبحانه نذكر بعض المبادئ الإسلامية متضمنة في قصص واقعية تصور الرشاد وطريق البغى تصور أولياء الله وأولياء الشيطان أ من أولى هذه القصص قصة هؤلاء الذين هاجروا بدينهم إلى الحبشة لم تكن هجرتهم هجرة سياحة يستمتعون فيها بشهواتهم ملبين دواعى الأهواء ولم تكن هجرتهم هجرة لدنيا يصيبونها أو امرأة ينكحونها وإنما هاجروا بدينهم ولدينهم لقد هاجروا حتى لقد هاجروا لله وللخلق الكريم وللمثل
لا يفتنهم
الطغاة الظالمون
العليا - إنهم أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله

فلما سافروا بدينهم إلى الحبشة أرسل القرشيون وفدا إلى النجاشي فيه عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص لرد المهاجرين إلى مكة ليعذبوهم من جديد ولما التقى الوفد بالنجاشي قال له عمرو بن العاص
إنه قد لجأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم
يدخلوا في دينك وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم عليهم فهم أعلى بهم عينا أى أبصر بهم وأعلم بما عابوا
عليهم

فلما سمع النجاشي كلامهم رأى أن من الحكمة ألا يسلم إليهم المهاجرين دون أن كلامهم وحجتهم فأرسل إلى أصحاب رسول الله فدعاهم فلما جاءوا قال لهم
يسمع
ما هذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني
أحد
ولا دين من هذه الملل
فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له
أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة

ونأتى بالفواحش ونقطع الأرحام ونسىء الجوار ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان أمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل
۵۱

مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به
شيئًا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام وعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله فعبدنا الله وحده
ولم نشرك به شيئًا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا
الأوثان

فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة عبادة الله تعالى وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث من فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا
إلى بلادك
"
مشكاة واحدة
ولما قرأ عليه صدرًا من سورة مريم بكى النجاشي ثم قال إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من ثم التفت إلى عبد الله أبي ربيعة وعمرو بن العاص فقال لهما بن انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما
لقد علم النجاشي فور سماعه المبادئ الإسلامية
أن هذه المبادئ حق وأنها آيات بينات لا يخفى صدقها على أصحاب الفطر السليمة وعلم أن ما أتى به محمد ا إنما
الله

يصدر من المنبع الذى كانت تصدر عنه رسالة عيسى عليه السلام وسبيل الله كما صوره سيدنا جعفر توحيد وعبادته وحده وصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار
والكف عن المحارم والدماء وإقام الصلاة وأداء الزكاة والصيام

والابتعاد عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف
المحصنة
۵

أما سبيل الشيطان فهو عبادة الأصنام عبادة الشهوة والسيطرة والاستعلاء واستعباد الآخرين وإخراج الآمنين من ديارهم بغير حق
وسبيل الشيطان إتيان الفواحش وقطع الأرحام وإساءة الجوار وأن يأكل القوى الضعيف وسبيل الشيطان أيضا قول الزور وإشاعة الأكاذيب والغش بكل

طرقه وأساليبه وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات
ب وإذا أردنا تصويراً آخر لسبيل الله – في إجماله وعمومه – حسبما رآه أحد حكماء العرب - ولم يكن قد أسلم – وهو أكثم بن
صيفى فإننا - تصويرًا للأمر فى واقعه – نذكر القصة التالية لما ظهر النبي عل الله بمكة ودعا إلى الإسلام بعث أكثم ابن صیفی ابنه حبيشا فأتاه بخبره فجمع بني تميم وقال لهم - فيما قال إن ابني شافه هذا الرجل مشافهة وأتاني بخبره وكتابه يأمر بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ويأخذ فيه بمحاسن الأخلاق ويدعو إلى توحيد الله تعالى وخلع الأوثان وترك الحلف بالنيران وقد حلف عرف ذوو الرأى منكم أن الفضل فيما يدعو إليه
وأن الرأى ترك ما ينهى عنه
ثم يقول هذه الكلمات الرائعة
الناس

إن الذي يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا لكان في أخلاق
حسنا
وسبيل الله كما رآه أكثم توحيد الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ بمحاسن
الأخلاق
٥٣

وكلمة الأخذ بمحاسن الأخلاق كلمة جميلة جمعت فاستغرقت
وشملت فعمت

أما كلمته الرائعة حقا السامية حقا العجيبة في صدقها وإيجازها
وفصاحتها فهى قوله
إن الذى يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا لكان في أخلاق الناس حسنا
جـ على أن أبا سفيان قبل إسلامه وقد كان عدوا لدودًا للإسلام
لم يستطع أن ينكر أن محمدا إنما يدعو إلى
الصلاة والزكاة والصلة صلة الأرحام وصلة المؤمنين ومودتهم والعفاف لقد أعلن أبو سفيان ذلك في ملا من الأشهاد ردا على سؤال هرقل كما رواه الإمام البخارى رضى الله عنه
د وسبيل الله هو ما رسمه الله سبحانه وأنزل على رسوله
فكان قرآنا وكان سنة
وسبيل
الله
بحسب القرآن الكريم والسنة الشريفة يتبلور ويتمركز
في
التوحيد في مجال العقيدة ٢ - الرحمة في المجال الأخلاقي
- العدل في مجال التشريع
يقول سبحانه وتعالى في العقيدة
وما أرسلنا فَاعْبُدُونِ 1
من
قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه أَنَا
٥٤
1 الأنبياء

ويذكر سبحانه من شواهد ذلك على لسان سيدنا هود وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهِ غيره إن أنتم إلا مُفْتَرُونَ يَا قَوْم لا أسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرَى إِلا عَلَى يَا الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُم تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا
مجرمين ۱
وعلى لسان سيد صخ
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِنْ إِلَهِ
أَنشَاكُم مِنَ
الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا
إلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
وعلى لسان سيدنا شعيب
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَهِ غیره وَلَا تَنقُصُوا المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ إِنِّى أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ
عَذَابَ يَوْمٍ مُحيط
ويقول عز وجل موضحا سبيله أمرًا ونهيًا
هو إن اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَن الفحشاء والمنكر والبغي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
۱ هود
24419
هود ٦١ ۳ هود ٨٤ ٤ النحل ٩٠
هه

ويقول الله تعالى يَأْيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لا يُشْرِكْنَ باللهِ شيئًا ولا يَسْرِفْنَ ولا يزنينَ ولا يقتلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانِ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصينكَ فِي مَعْرُوفِ فَبَايِعهُنَّ
واسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ۱
ويقول سبحانه
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا وَلا تَقتلُوا أولادَكُم مِّنْ إمْلاقِ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إلا بالحقِّ ذَلِكُمْ وَصَاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيم إلا بالتي هي حَتَّى حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صراطى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيله
ذَلِكُمْ وَصَاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ٢

ويجمل رسول الله الله رسالته في قوله إنما بعثت لأتمم وما من شك في أن مكارم الأخلاق
مکارم
الأخلاق
في الاعتقاد التوحيد
0
وفي التشريع العدل
۱ الممتحنة ١٢
الأنعام
۱۵۳ - ۱۵۱

وفي الأخلاق الرحمة
وحينما يتحدث الرحمن الرحيم الودود القريب المجيب عن بواعث الرسالة الإسلامية عن حكمتها عن طابعها عن سمتها العامة عن سماتها الخاصة فإنه سبحانه يعلنها رحمة
يقول سبحانه لو وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
هذا
هو
سبيل
الله وهذا هو جوهر الرسالة التي كلفت الأمة
الإسلامية بالإيمان بها والتبشير بها والقيام عليها وتدعيمها في
الأنفس والآفاق

الله
C
وطابع
والجهاد في الإسلام جزء من الدين وسمة من سماته له فإذا ما تركته الأمة الإسلامية فقد تركت الدين يقول رسول الله فيما رواه أبو داود عن عبد بن عمر وإذا تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم وترك الجهاد إذا يستتبع الذل والعودة إليه إنما هي عودة إلى الدين بعد الانحراف عنه بترك الجهاد
ويقول رسول الله الله فيما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة
رضی
شعبة
الله
من
عنه من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على
النفاق
ولقد سئل رسول الله - فيما رواه الشيخان عن أفضل الأعمال فقال الإيمان بالله والجهاد في سبيله
1 الأنبياء ١٠٧
۵۷

ولعلنا نلمس من هذه الأحاديث الشريفة الأهمية الكبرى للجهاد في الإسلام وهذه الأهمية هي التي جعلت الإسلام يهتم بالصغير
والكبير من شئونه
لنا
ولقد بين
الله
سبحانه أهدافه وغاياته
أولا يقول الله تعالى روما لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ والْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أخرجنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظالم أهلها واجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا واجْعَل أَهْلُهَا لَّدُنْكَ نَصِيرًا ءِ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا من يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ۱ وبين سبحانه ثانيا أن الشجاعة لا تقصر الأجل وأن الجبن لا يطيل الأجل وذلك أن الآجال محدودة فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ٢ وبين سبحانه ثالثًا أن التفرغ للقتال لا يصرف عن الإنسان
الرزق فالرزق مضمون قد ضمنه الله تعالى وأقسم سبحانه على
ذلك وهذا حتى لا يغمر القلق أقطار النفس من أجل الرزق

وبين سبحانه رابعا أن الاستئذان فى التخلف عن الجهاد يتنافى
مع الإيمان بل يتعارض معه بل ينتفى الإيمان عند التخلف مع
القدرة قال تعالى
۱ النساء ٧٥ و ٧٦
الأعراف الآية ٣٤ من
۵۸

ولا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَالله عَليمٌ بالمتقين إنما يَسْتَأْذِنَكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَبِّهِمْ يَترددون 1 وبين سبحانه خامسا أن موالاة الأعداء كفر
طولاً تجدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أوليك كتب في قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوح مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تجرى من تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾

أما إذا انتهى الجهاد إلى الاستشهاد فالمصير الجنة والقرب من الله وفي القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أروع وأجمل تصوير لمكانة الشهيد في الآخرة نكتفى منها بالآية الكريمة التي يتمنى كل مؤمن أن يكون ممن تشملهم يقول تعالى
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لم يَلْحَقُوا من خلفهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِيرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجْرَ المُؤمِنِينَ ٤
1 التوبة ٤٤ و ٤٥
المراد بالموالاة هنا الاتباع والمحاباة
۳ المجادلة
٤ آل عمران ١٦٩ - ۱۷۱
۵۹

وآمن المسلمون بهذه الرسالة وأصبح إيمانهم بها جزءا من ذاتهم
فاندفعوا يشرون بها بأنفسهم وأموالهم وتتابع الجهاد وكان من بين من لبوا نداء الإيمان عبد الله
بن المبارك
وكما كان ابن المبارك فقيها من كبار الفقهاء وكما كان مثله في المحدثين مثل أمير المؤمنين فى الناس وكما كان تاجراً ناجحا
كان مجاهدا بطلا

عن

فإنه
یعنی المروزي
أبي حازم الرازي قال سمعت عبدة بن سليمان يقول كنا فى سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصادفنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل فقتله ثم دعا إلى البراز فخرج إليه فطارده ساعة فطعنه فقتله فازدحم إليه الناس فكنت فيمن ازدحم إليه فإذا هو يلثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو المبارك فقال وأنت يا أبا عمر ممن يشنع علينا
عبد الله
بن
والحديث دائما يتداول عن الموازنة بين العابد والمجاهد والواقع أن المجاهد عابد من أفضل العباد ولقد سئل رسول الله عن أفضل الأعمال فقال فيما رواه الإمام البخاري – الإيمان بالله
والجهاد في سبيله ولقد مر رجل من أصحاب رسول الله ذات يوم بعين ماء عذبة فأعجبته فأراد أن يقيم بجوارها يعبد الله ويعتزل الناس أراد أن يعتكف فى الجبل بجوار العين يشرب من مائها ويأكل النباتات التي تنبت حولها ويمكث راضى النفس هادئ البال ثم
من
6

قال لنفسه لن أفعل حتى أستأذن رسول الله وذكر الرسول الله ما دار بخلده فقال له لا تفعل فإن مقام أحدكم
في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن لكم ويدخلكم الجنة أغزوا في سبيل
يغفر
الله
سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
الله
4
من قاتل في
وعلى هذا النسق يخاطب ابن المبارك بالشعر المعتكفين في المساجد
للعبادة فيقول
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب جيده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنــا وهج السنابك والعبار الأطيب ولقد أتـانـا مـن مقال نبينا قول صادق لا يكذب لا يستوى۱ غبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب ولقد كان ابن المبارك منغمساً في الجهاد إلى درجة أن كثيرا ممن كانوا يحبون أن يستمعوا منه كانوا يذهبون إليه فيجدونه في الغزو
صحيح
يقول أبو عبد الله ذهبت لأسمع منه فلم أدركه وكان قدم فخرج إلى الثغر فلم أسمع منه ولم أره
۱ هكذا أوردت وليست تلائم الوزن ويمكن أن يوضع مكانها لا يجمعان أو
لا يستقيم
٦١

ولقد ختم
الله حياة ابن المبارك بالجهاد فإنه قد أدركته الوفاة وهو
عائد من الجهاد يقول ابن سعد توفى بهيت في شهر رمضان
منصرفه من الغزو

وبعد وفاة ابن المبارك راه بعضهم فيما يرى النائم ومن هؤلاء محمد بن الفضل بن عياض قال رايت عبد الله بن المبارك في المنام فقلت أي الأعمال وجدت أفضل
قال الأمر الذي كنت فيه
قلت الرباط والجهاد
قال نعم
قلت وأى شيء صنع
قال غفر لى مغفرة ما بعدها مغفرة وكلمتنى امرأة من أهل
الجنة أو امرأة من الحور العين
وعن صخر بن راشد قال رأيت عبد
الله
بن المبارك في منامي
بعد موته فقلت
أليس قدمت قال بلى
قلت فما صنع بك ربك
قال غفر لى مغفرة أحاطت بكل ذنب
قلت فسفيان الثورى قال بخ بخ ذاك ﴿ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ والصَّدِّيقِينَ والشُّهَدَاء والصالحينَ وحَسُنَ أُولئِكَ
رفيقًا 1
۱ النساء من الآية ٦٩

ولم يكن ابن المبارك يقوم بالجهاد واقعيًا فحسب وإنما كان يعمل بسيفه ويستحث على الجهاد بلسانه ويكتب عنه بقلمه لقد ألف في الجهاد كتابا مستقلا يقول عنه حاجي خليفة وهو أول مؤلف ألف فيه

ولقد حقق الأستاذ نزيه حماد هذا الكتاب تحقيقاً متقناً جميلاً
ونشرته دار النور ببيروت في صورة حسنة
الأحاديث عن
الرسول
والكتاب عبارة عن مجموعة من ومن أقوال الصحابة رضوان الله عليهم وبعض أقوال التابعين – وهذه الأحاديث والروايات منثور بعضها في كتب الطبقات كالحلية وغيرها من الكتب التى ألفت عن ابن المبارك والكتب التي ألفها ابن المبارك ومن كتاب الجهاد نقتطف ما يلي روى ابن المبارك بسنده عن ۱ محمد بن يسار عن هذه الآية هو إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المؤمِنينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ
قتادة
أنه
تلا
الجنة ٢ فقال ثامنهم الله فأغلى لهم وعن عتبة بن عبد السلمي - وكان من أصحاب النبي - أن رسول الله الله قال القتلى ثلاثة رجال رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل ذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة
۱ هذه الكلمة روى ابن المبارك بسنده نعتبرها صالحة لكل حديث يتلو
ولسنا في حاجة إلى تكرارها التوبة الآية ۱۱۱
٦٣

النبوة ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل فتلك مصمصة ۱ محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أسفل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل حتى إذا لقى العدو قاتل حتى يقتل فذلك في النار إن السيف
من
الله

لا يمحو النفاق

وعن عبد الله بن عمر قال الناس فى الغزو جزءان فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله والتذكير به ويجتنبون الفساد في المسير ويواسون
الصاحب وينفقون كرائم أموالهم فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم وإذا كانوا في مواطن القتل الله في تلك المواطن أن يطلع على ريبة قلوبهم أو خذلان
استحيوا من
6
الله
للمسلمين فإذا قدروا على الغلول طهروا منه قلوبهم وأعمالهم فلم يستطع الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم فيهم يعز دينه ويكبت عدوه وأما الجزء الآخر فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله ولا التذكير به ولم يجتنبوا الفساد ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم کارهون وما أنفقوا أموالهم رأوه مغرماً وحزنهم به الشيطان فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا مع الآخر الآخر والخاذل والخاذل واعتصموا برءوس
من
۱ مصمصة مصمص إناءه حرك فيه الماء لينظف وفى القاموس المحيط في الحديث المرفوع عن عتبة عبد الله - القتل في سبيل الله مصمصة الذنوب أي مطهرة من دنس الخطايا وإنما أنت لأن القتل بمعنى الشهادة
بن

أصابهم
C
الجبل ينظرون ما يصنع الناس فإذا فتح الله للمسلمين كانوا أشدهم تخاطبًا بالكذب فإذا قدروا على الغلول اجترأوا فيه على الله وحدثهم الشيطان أنها غنيمة إن أصابهم رخاء بطروا وإن حبس فتنهم الشيطان بالعرض فليس لهم من أجر المؤمنين شيء غير أن أجسادهم مع أجسادهم ومسيرهم مع مسيرهم الله دنياهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم يوم القيامة ثم يفرق بينهم وعن أبي هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم روحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها أو ما عليها
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتى – أو قال على الناس - لأحببت ألا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ولكنى لا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه ولشق عليهم أن يتخلفوا بعدى أو نحو ولوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل وعن أبي هريرة قال قال رسول الله لا
سبيل الله ودخان جهنم في منخرى عبد مسلم أبدًا
وعن
أبي
مصبح
يجتمع غبار في

الحمصي قال بينما نحن نسير بأرض الروم في
مر
صائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشى يقود بغلاله فقال له مالك أى أبا عبد الله اركب فقد
حملك الله

فقال جابر أصلح دابتي وأستغنى عن قومى وسمعت رسول الله يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار

فأعجب مالكا قوله وسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته أى أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي أراد فأجابه فرفع صوته فقال أصلح دابتي
عن قومى
وأستغنى
وسمعت رسول الله الله يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله
حرمه
الله
على النار
فتوائب الناس عن دابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيًا منه وعن أبى الأحمس أراه قال بلغني أن أبا ذر قال
ثلاثة يحبهم
الله وثلاثة يشنؤهم الله فلقيته فقلت يا أبا ذر ما حدثت بلغنى عنك ما تحدث به عن رسول صلى الله عليه وسلم
أحببت أن أسمعه منك قال ما هو
الله
قلت ثلاثة يحبهم وثلاثة يشنوهم الله
قال قلته وسمعته

قلت فمن الذين يحبهم الله
قال رجل كان في فئة أو سرية فانكشف أصحابه فنصب
نفسه ونحره حتى قتل أو يفتح الله عليه
ورجل كان مع قوم في سفر فأطالوا السرى حتى
أعجبهم
يمسوا الأرض فنزلوا فقام فتنحى حتى أيقظ أصحابه للرحيل

أن

ورجل كان له جار سوء فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت
أو طعن

قلت هؤلاء يحبهم الله فمن الذين يشنؤهم قال

التاجر الخلاف أو البياع الحلاف والبخيل المنان
والفقير
المختال
وعن ابن وائل قال لما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال لقد طلبت القتل مظانة فلم يقدر لى إلا أن أموت على فراشي وما من عمل شيء أرجى عندى بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس بفرسي والسماء تهلنى منتظر الصبح حتى نغير على الكفار ثم قال إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله فلما توفى خرج عمر على جنازته فذكر قوله ما على نساء أبي الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة
قال ابن المختار النقع التراب على الرأس والمقلقة

الصوت وعن القاسم والحكم أن حارثة بن النعمان أتى رسول الله وهو يناجي جبريل فجلس ولم يسلم فقال جبريل يا رسول الله أما أن هذا لو سلم لرددنا عليه
قال وهل تعرفه
هذا قال نعم

الثمانين الذين صبروا معك يوم حنين أرزاقهم من
وأرزاق أولادهم على الله في الجنة
وعن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من وضع رجله في ركابه فاصلا في سبيل الله فلدغته هامة أو
وقعته دابة أو مات بأى حتف مات فهو شهيد
وعن
أبي هريرة قال أيستطيع أحدكم أن يقوم فلا يفتر ويصوم
فلا يفطر ما كان حيا
٦٧

فقيل له يا أبا هريرة ومن يطيق هذا !
فقال والذي نفسي بيده إن يوم المجاهد في سبيل الله أفضل
منه

وعن سعيد بن أبي هلال أن سليمان بن أبان حدثه أن رسول الله لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة وأبوه أن يخرجا جميعًا فذكروا ذلك للنبي فأمرهما أن يخرج سعد فقال أبوه آثرنى بها يا بنى فقال يا أبت إنها الجنة
سهم
لو كان غيرها اثرتك به

أحدهما فاستهما
فخرج
فخرج سعد النبي فقتل يوم
أحد
بدر ثم قتل خيثمة من العام المقبل يوم وعن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع
فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله
قال فخرج يطوف فى القتلى حتى وجد سعدا جريحا قد أثبت
باخر رمق فقال يا سعد إن رسول الله الله أمرني أن أنظر له أمن الأحياء أنت أم في الأموات
قال فإنى فى الأموات أبلغ رسول الله له منى السلام وقل
له إن سعدا يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته

وأبلغ قومك عنى السلام وقل لهم إن سعدا يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف
وعن جابر بن عبد الله قال

لما أراد معاوية أن
الكظامة ١ يجرى
قال قيل من كان له قتيل
فليأت قتيله – يعنى قتلى أحد – قال
فأخرجناهم رطابا يتثنون
قال فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دما قال أبو سعيد الخدرى ولا ينكر بعد هذا منكر أبدا

وعن جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول
لما حضر الناس باب عمر وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب وتلك الشيوخ من قريش فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر لصهيب وبلال وأهل بدر وكان والله بدريًا وكان يحبهم وكان قد فقال أبو سفيان ما رأيت كاليوم قط إنه يؤذن لهذه العبيد بهم
أوصى
ونحن جلوس لا يلتفت إلينا
فقال سهيل بن عمرو ويا له من رجل ما كان أعقله أيها القوم إني والله لقد أرى الذى فى وجوهكم فإن كنتم غضابا على أنفسكم دعى القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم أما والله سبقوكم به من الفضل فيما لا ترون أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسونهم عليه ثم قال أيها القوم إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون فلا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم إليه وانظروا هذا الجهاد فالزموه عسى يرزقكم شهادة ثم نفض ثوبه فلحق بالشام فقال الحسن صدق الله والله لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ -
وعن
أنس
عنه
أن
مالك أن أبا طلحة قرأ هذه الآية و انفِرُوا خِفَافًا بن
۱ الكظامة بالكسر فم الوادى أو مجرى الماء في باطن الأرض
9

وثقالاً ۱ إلخ الآية فقال أمرنا الله تبارك وتعالى واستغفرنا شيوخاً وشبانًا جهزونى فقال بنوه يرحمك الله قد غزوت على عهد النبي وأبي بكر وعمر فنحن نغزو عنك الآن فغزا البحر فمات فطلبوا جزيرة يدفنونه فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير
وعن أبي الجهم بن حذيفة العدوى قال انطلقت

أطلب ابن عمى ومعى
شنة
من ماء وإناء فقلت
يوم
اليرموك
به
آه !
إن كان به رماق٢ سقيته من الماء ومسحت به وجهه فإذا ذا أنا ينشغ ۳ فقلت أسقيك فأشار أن نعم فإذا رجل يقول فأشار ابن عمى أن انطلق إليه فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص فأتيته

فقلت أسقيك فسمع آخر يقول آه ! فأشار هشام أن انطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ثم أتيت ابن عمى فإذا هو قد مات
وعن موسى بن أنس قال لما نزلت هذه الآية
و يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا
لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ ٤ إلخ الآية قال
1 التوبة الآية ٤١

الرمق بقية الحياة والرماق قليل يمسك الرمق وعلى هذا فكلمة الرمق أنسب
للمعنى
۳ ينشغ يشهق حتى يكاد يغشى عليه
٤ الحجرات الآيتان ٢ و٣

فقعد ثابت بن قيس في بيته وقال لا أراني إلا كنت أرفع
الصوت على رسول الله فسأل
عنه
"
فقال رجل من القوم إن شئت علمت لك علمه يا رسول الله فأتاه فوجده منكسر الوجه فقال إن رسول الله الله افتقدك وسأل عنك فقال إنى كنت أرفع الصوت على رسول الله له حتى نزلت هذه الآية وإنه من أهل النار فأتى رسول الله الله فذكر له ما قال قال موسى بن أنس فأتاه المرة الثانية ببشارة عظيمة فقال له إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة

وعن ثابت بن قيس الأنصارى قال يا رسول الله لقد خشيت
أن أكون قد هلكت
قال ولم
قال نهانا الله أن نتحمد بما لم نفعل وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا تبارك وتعالى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير
الصوت
فقال رسول الله يا أبا ثابت ألا أن
وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة
ترضی
تعيش حميدا
قال بلى يا رسول الله قال فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم
مسيلمة الكذاب
وعن عثمان بن أبي سودة قال بلغنا في هذه الآية والسَّابِقُونَ
۷۱

السَّابِقُونَ ۱ قال أولهم رواحا إلى المسجد وأولهم خروجا في
سبيل الله عز وجل
وعن أبي عتبة الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد جالسا فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع مثل
هذا أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم
أولها لقاء
الله
عز وجل كان أحب إليهم من الشهد
والثانية لم يكونوا يخافون عدوا قلوا أو كثروا
والثالثة لم يكونوا يخافون عوزًا من الدنيا وكانوا واثقين بالله
وجل أن يرزقهم
والرابعة إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى قضى
ما قضى
عز
الله
فيهم
وعن عمرو بن عتبة بن فرقد سألت الله عز وجل ثلاثا فأعطانى اثنتين وأنا أنتظر الثالثة
سألته أن يزهدنى فى الدنيا فما أبالى ما أقبل منها وما أدبر وسألته أن يقوينى على الصلاة فرزقني منها
وسألته الشهادة فأنا أرجوها
وعن
العلاء هلال الباهلي أن رجلا من قوم صلة قال لصلة
بن
يا أبا الصهباء إني رأيت أني أعطيت شهادة وأعطيت أنت شهادتين فقال له صلة خيرًا رأيت تستشهد وأستشهد أنا وابني
1 الواقعة الآية ١٠
۷

قال فلما كان يوم يزيد بن زياد لقيهم الترك بسجستان فكان
أول جيش انهزم من المسلمين ذلك الجيش
·
فقال صلة لابنه يا بنى إلى أمك فقال يا أبت أتريد الخير لنفسك وتأمرنى بالرجعة أنت والله كنت خيرا لأمى منى
أصيب
وأقبل
قال أما إذا قلت هذا فتقدم قال فتقدم فقاتل حتى فرمی صلة عن جسده وكان رجلا راميا حتى تفرقوا عنه يمشى حتى قام عليه فدعا له ثم قاتل حتى قتل وعن معاذة امرأة صلة قالت لما جاءها نعى زوجها وابنها وأنه
قدمه بين يديه وقال لابنه تقدم فأحتسبك فقتل ١/٢٦ ثم قتل فلما جاءها نعيهما جاء النساء فقالت إن كنتن جئتن
الأب
لتهنئتنا بما أكرمنا الله به فذلك وإلا فارجعن
وعن ثابت قال وكان صلة يأكل يوما فأتاه رجل فقال مات
أخوك

فقال هيهات قد نعى إلى اجلس
فقال الرجل ما سبقني إليك أحد
فقال قال الله عز وجل
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مِّيِّتُونَ ۱

وعن جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول قال رجل من أهل البادية لعمر يا خير الناس يا خير الناس فقال ما يقول
قيل يقول يا خير الناس
1 الزمر الآية ٣٠

قال ويحكم إني لست بخير الناس قال والله يا أمير المؤمنين إن كنت لأراك
قال أفلا أخبرك بخير الناس
قال بلى
خیر
الناس
قال فإن خير الناس رجل بلغه الإسلام وهو في داره وأهله وماله فعمد إلى صرمة 1 من إبله فحدرها إلى دار من دور الهجرة فباعها فجعل ثمنها عدة في سبيل عز وجل فجعل لا يصبح
الله
ولا يمسى إلا وهو بين يدى المسلمين وبين عدوهم فذلك خير الناس
قال يا أمير المؤمنين إلى رجل من أهل البادية وإن لى أشغالا
وإن لى وإن لى فأمرني بأمر يكون لى ثقة وأبلغ به
فقال أرنى يدك فأعطاه يده
فقال تعبد
الله

C
عز وجل ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة
وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتعتمر وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك والسر وعليك بكل شيء إذا ذكر أو نشر لم منه ولم يفضحك وإياك وكل شيء إذا ذكر ونشر استحيت
تستح
منه وفضحك

فقال يا أمير المؤمنين أفأعمل بهذا فإذا لقيت ربي عز وجل قلت أمرني بهن عمر
قال خذهن فإذا لقيت ربك عز وجل فقل ما بدا لك
۱ الصرمة بالكسر القطعة من الإبل ما بين العشرة إلى الأربعين

وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كنت عند رسول الله وعنده فيض من الناس فجاء رجل فقال يا رسول الله أى الناس خير منزلة عند الله عز وجل بعد أنبيائه وأصفيائه
الله
قال المجاهد في سبيل الله عز وجل بنفسه وماله حتى
عز وجل وهو على متن فرسه أو آخذ بعنانه
نبی
الله قال فخبط بيده وقال
تأتيه دعوة
قال ثم من یا امرؤ بناحية يحسن عبادة الله عز وجل ويدع الناس من شره
قال فأى الناس شر منزلة عند
قال المشرك بالله

الله
عز وجل
قال ثم قال ذو سلطان جائر يجور عن الحق وقد مكن له
عن المبارك فضالة
بن
عن
الحسن
أنه
سمعه يقول في قول الله عز
وجل
و يَأْيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبُرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ۱ إلخ الآية قال أمرهم أن يصبروا على دينهم ولا يتركوه لشدة ولا رخاء ولا سراء ولا ضراء وأمرهم أن يصابروا الكفار وأن يرابطوا المشركين
عز
وعن أبي صالح الحمصى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله وجل يوم القيامة أقواما يمرون على الصراط كهيئة الريح ليس عليهم حساب ولا عذاب قالوا ومن هم يا رسول الله - قال أقوام
يدركهم موتهم في الرباط
۱ آل عمران الآية ۰۰
٧٥

وعن
أبي عمران الأنصارى أن رسول الله قال ثلاثة أعين لا تحرقهم النار أبدا عين بكت من خشية الله وعين سهرت بكتاب وعين حرست في سبيل الله عز وجل وعن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن رجلا قال يوم صفين
الله
اللهم العن أهل الشام
فقال على لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم قوما هم كارهون لما ترون وإن فيهم الأبدال
وعن أبي قلابة قال رسول الله لا يزال في أمتى سبعة عز وجل بشيء إلا استجيب بهم تنصرون وبهم
لا يدعون
الله
تمطرون وحسبت أنه قال وبهم يدفع عنكم
لأخدمه فكان يخدمني
وعن مجاهد يقول صحبت ابن عمر وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال تعلموا المهن فإن احتاج الرجل إلى مهنته انتفع به قال وحدثنا أشياخنا أن معاوية بن أبي سفيان كان يقول ليرفع
أحدكم ثوبه وليصلحه فإنه لا جديد لمن لا خلق له
وعن رافع أن عمرو بن عتبة كان يشترط على أصحابه أن يكون
خادمهم قال فخرج فى الرعى في يوم حار فأتاه بعض أصحابه فإذا هو بالغمامة تظله وهو نائم فقال أبشر يا عمرو ! فأخذ عليه
ألا يخبر به
عمرو
وعن بلال
بن

سعد عمن
رأى عامر بن عبد قيس بأرض الروم على
بغلة يركبها عقبة وحمل المهاجرين عقبه

وقال بلال بن سعد وكان إذا فصل غازيا وقف يتوسم الرفاق فإذا رأى رفقة توافقه قال يا هؤلاء ! إني أريد أن أصحبكم على أن تعطونى من أنفسكم ثلاث خصال فيقولون ما هي قال أكون لكم خادما لا ينازعنى عني أحد منكم الخدمة وأكون مؤذناً لا ينازعنى أحد منكم الأذان وأنفق فيكم بقدر طاقتي
انضم إليهم فإن نازعه أحد فإذا قالوا نعم
رحل عنهم إلى غيرهم
منهم
شيئًا
ذلك
من

وعن أبي قلابة أن النبي علا الله كان يرافق أصحابه في السفر رفقا فجعلت رفقة منهم يهرفون ۱ برجل منهم قالوا يا رسول الله ما رأينا
مثله إن نزل فصلاة وإن ارتحل فقراءة وصيام لا يفطر
رسول الله من كان يكفيه كذا

فقال
قالوا نحن
قال كلكم
خير منه
وعن شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن عبد
الله
بن يزيد
الحبلى يقول سمعت عبد
الله
خير
الأصحاب عند
الله
عز
وجل خيرهم
بن عمرو يقول قال رسول الله لصاحبه وخير الجيران
عند الله
عز وجل خيرهم لجاره
الله
وعن عبد
بن
عمر يقول طوبى للغرباء الذين هم
صالحون
عند فساد الناس
۱ قال ابن الأثير يهرفون بصاحب لهم أى يمدحونه ويطنبون في الثناء عليه
النهاية ٢٤٧/٤
VV

وعن أبي بكر الصديق يقول إن دعوة الأخ في الله عز
وجل
مستجابة

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال بلغ عمر بن الخطاب رضى عنه أن أبا عبيدة حصر بالشام وتألب عليه العدو فكتب إليه عمر سلام عليكم أما بعد
فإنه ما نزل بعبد مؤمن من منزلة إلا جعل الله عز وجل بعدها
فرجا ولن يغلب عسر يسرين
D
و تأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ورابطوا واتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ۱ قال فكتب إليه أبو عبيدة سلام أما بعد إن الله عز وجل يقول في كتابه واعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وزِينَةٌ وتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَل غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثم يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانَ وَمَا الحَياةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُور قال فخرج عمر بكتابه مكانه فقعد على المنبر فقرأه على أهل المدينة فقال يا أهل المدينة ! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو أن
ارغبوا في الجهاد
أبي
نجيح السلمى قال سمعت رسول الله يقول وعن
1 آل عمران الآية ۰۰ الآية ٢٠ من سورة الحديد
VA

من
القيامة
شيبة في سبيل عز وجل كانت له نورا يوم
وعن عمر بن الخطاب رضى
الله
عنه قال لولا ثلاث لولا
أن أسير في سبيل الله عز وجل أو يغبر جبيني في السجود أو أقاعد قوما ينتقون طيب الكلام كما ينتقى طيب التمر لأحببت أن
أكون قد لحقت بالله عز وجل

وعن ابن عمر يقول لسفرة في سبيل
خمسين حجة
الله
عز وجل أفضل من
وعن مكجول قال قال رسول الله ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة قالوا بلى قال فاغزوا في سبيل الله عز وجل
وعن عبد الله بن قيس قال سمعت أبي يقول وهو بحضرة العدو قال رسول الله إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا أنت سمعت رسول الله موسی يقوله قال نعم قال فجاء إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مضى بسيفه قدما يضرب
به حتى قتل

المحدث
سبق
الفصل الرابع
المحدث و الحديث
أن كتبنا عن السنة ما يلى إن السنة دعوة بالحسنى إلى الرقى الأخلاقي الذي تجرى وراءه الإنسانية المهذبة إنها دعوة إلى التاجر أن يكون صدوقاً فيحشر مع النبيين والصديقين والشهداء وإلى العامل أن يتقن عمله لأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن
يتقنه
كل
وإلى الصانع أن يؤدى العمل كما يجب حيث أخذ الأجر جر ومن أخذ الأجر حاسبه الله على العمل وهي دعوة إلى الأب باعتباره أبا وإلى الأم في وضعها كأم وإلى الأخ في مهمته كأخ وإلى غيرهم من أفراد المجتمع يرعى ما وكل إليه من أمر رعيته لأنه مسئول عن رعيته و وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وهي دعوة للناس إلى الأمانة حيث أنه لا إيمان لمن لا أمانة له وإلى الصدق وأن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإلى الرحمة الرحمة العامة الشاملة وصلوات الله وسلامه على
منهم
۸۱

من قال إنما أنا رحمة مهداة

ومن قال ارحموا من فى الأرض يرحمكم من في السماء وخذ أي خلق كريم تتمنى أن يسير عليه المجتمع فستجد في
السنة دعوة إليه بوسيلة وبأخرى وبثالثة
وهي في هذه الدعوة تنبه دائما إلى دور
العالمية
الأمة الإسلامية في
الأخلاق
إن دورها إنما هو دور الرائد في الرعية وعلى الرائد دائما أن يكون المثل الأعلى والأسوة الكريمة والقدوة الصالحة
وأبلغه

ولقد كان رسول الله الله الصورة الحية الناطقة التي طبقت - كمبادئ إنسانية ممكنة - الخلق الذي رسمه الله وأحبه للإنسانية جمعاء والذي عبرت عنه السنة أجمل تعبير ومن أجل هذا التقدير الكريم للسنة الشريفة كان العلماء المستنيرون ومن أجل مكارم الأخلاق التي علماء السنة - يعرفون بسيماهم
في كل عصر يجاهدون من
أجلها
تعبر عنها وكان هؤلاء العلماء

فقد كانوا من الزهد في حطام الدنيا بحيث لا ينازعون الناس في
دنیاهم
عن

لقد كانوا مشغولين عن جمع المال بخدمة الدين وكانوا مشغولين الخلق الصالح الكريم وكانوا مشغولين عن السلطان
الجاه
بغرس
بمن بيده السلطان يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء مالك الملك ذى
الجلال والإكرام
وكانوا صادقين لقد كان الصدق ديدنهم وفطرتهم

وكانوا صابرين على الحياة وصابرين على العمل لقد أقاموا نهارهم وأسهروا ليلهم عملا على مرضاة الله ورسوله الله
۸

والمثل الذي نحب أن نسوقه - كصورة لهؤلاء القوم - هو الإمام
الله
أحمد بن حنبل رضى صورة سادقة لما كان عليه الرسول الله في الزاوية الأخلاقية وسيرة الإمام رضوان الله عليه مثل أعلى في التمسك بما يراه
عنه إنه المحدث الذي حاول أن يكون
حقا وفى الصبر على ما يناله فى سبيل التمسك بالحق

على أن كل من تشبع بالسنة حقاً إنما هو صورة قريبة بقدر
الإمام أحمد
المستطاع من ولقد كان الإمام البخارى وغيره ممن أشربت نفوسهم حب
أمثلة كريمة للخلق الكريم
السنة
الأثيمة
والأمثلة الكريمة للخلق الكريم هدف دائما لسهام النماذج التي استهواها الشيطان في قليل أو فى كثير إنه النزاع الدائم بين
الفضيلة وأصحابها وبين الممثلين لنزعات الهوى والضلال

لفقدت
ولولا وجود هذه المثل العليا لمكارم الأخلاق في كل عصر الإنسانية الثقة بنفسها ولما اطمأن إنسان لإنسان ولما وثق شخص
بآخر
ولقد ربت السنة رجالا وخصائصها التي ربت بها الرجال موجودة فيها لأنها من طبيعتها ومن ذاتها ولقد شاهدت الإنسانية واعترفت

بسمو هؤلاء الرجال وأولتهم ثقتها وتقديرها إن الإمام أحمد بن حنبل وإن الإمام البخارى وإن أمير المؤمنين
في الحديث الإمام سفيان الثوري وأمثال هؤلاء رضى
منارات يهتدى بهم عشاق المثل العليا الأخلاقية

الله
عنهم

لابد إذن من العمل على نشر السنة وإذاعتها ومحاولة الإكثار من
النفوس التي تتشربها وتحققها وتتمثلها وتحياها
لا بد من نشرها وطنية

ولابد من نشرها إنسانية لأنها تعبر عن أرقى مستوى إنساني
ولابد من نشرها دينا
ولابد من نشرها للثروة اللغوية
وما من شك فى أن للسنة جدًّا فكريا فالرسول يتحدث عن إصلاح المجتمع وعن عوامل الهدم التي تعمل على تقويضه وعن عوامل البناء التي تعمل على إقامته على قواعد سليمة ويتحدث عن النظم التي ينبغى أن تسود المجتمع الإنساني وعن الأوضاع التي
يجب
أن
تستقيم

وللسنة جو لغوى فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أوتى جوامع الكلم وكلامه أبلغ الكلام البشرى ونشر السنة عامل من أهم العوامل على ترقية اللغة التي يكتب بها الكتاب وعلى وضع الناشئين والمثقفين في وضع أدبى ممتاز من حيث اللغة ومن حيث الأسلوب
وللسنة جو روحى إنها تهذيب للنفس وتربية للروح وسمو بالأخلاق إلى درجة لا تجارى وصلى الله وسلم على من قال إنما
بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
ورحم
الله شوقى إذ يقول
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموذهبت أخلاقهم ذهبوا ومن أجل ذلك كله كان نشر السنة واجبًا دينيا وعملا اجتماعيا
كريماً وواجباً وطنيا حتميا وإصلاحًا أخلاقيا ساميا
Λε

وهو على كل حال ضرورة وطنية ملحة فى عصر تحاول الرذيلة فيه الانحلال الخلقى فى كل أسرة وفي كل بيت ويحاول الفساد
أن تعمم
أن يأتى على مقدسات الأمة ومقوماتها من عرض وشرف وكرامة
ودراسة السنة
هي
دراسة الفن في السنة أي بلاغتها وجمالها ومن
أجل الأخلاق في السنة

ومن أجل التشريع وبيان التشريع
وحبا في صاحب السنة صلوات الله وسلامه عليه الذي رسم بسلوكه وبقوله أسمى ما يمكن أن تصل الإنسانية إليه في مختلف
عصورها
الإلهي
لقد أحب الله نسة مثالا أخلاقيا كريما رسمه سبحانه في القرآن الكريم قولا فكان الرسول الله الصورة التطبيقية الكاملة للرسم وكان بذلك الإنسان الكامل لقد كان المثلى الأعلى فى الرحمة والمثل الأعلى في الكفاح والمثل الأعلى في الصبر المجاهد المتفائل والمثل الأعلى في الصدق في الإخلاص في الوفاء في البر في الكرم ولقد وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيم ۱ ولا ريب فى أن الأمة الإسلامية حينما تقتدى بالرسول
إنما تقتدى بأعظم البشر رجولة وإنسانية
وتقتدى
بمن

أحب الله سبحانه أن تقتدى به لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
في رَسُولِ الله أَسْوَةٌ حَسَنَةٌ لَمَنْ كَانَ يَرْجُو الله واليَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ
۱ سورة القلم الآية ٤
٨٥

الله كثيرا ١ وإن العمل على نشر السنة إنما هو توجيه للاقتداء
بالرسول
وعبد
الله
بن
المبارك واحد من هؤلاء المجاهدين في نشر السنة ولقد كان مؤهلا لها بكل المؤهلات التي يستلزمها جو السنة ومن
ذاك
۱ - الإخلاص
يقول يحيى بن معين ما رأيت أحدًا يحدث الله إلا ستة نفر منهم
عبد الله
بن المبارك
وعن المسيب بن واضح يقول سمعت ابن المبارك وقيل له الرجل يطلب الحديث الله يشتد في سنده قال إذا كان يطلب الحديث
الله

فهو
أولى أن يشتد في سنده
الذاكرة القوية
يقول الحسين بن عيسى أخبرني صخر بن المبارك قال كنا غلمانا في الكتاب فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب فخطب خطبة
طويلة فلما فرغ قال لى ابن المبارك قد حفظتها فسمعه رجل
من القوم فقال هاتها فأعادها عليهم ابن المبارك وقد حفظها
ويقول ابن المبارك نفسه ما أودعت قلبي شيئًا قط فخانني ويقول نعيم بن حماد سمعت عبد الله بن المبارك قال قال لى أبى لئن وجدت كتبك لأحرقتها قال فقلت له وما لى من ذلك وهى
في صدري
۱ سورة الأحزاب الآية ٢١

٨٦

10
۳ - حب
السنة
حماد يقول كان عبدالله يرويه نعيم بن
بن
هذا الحب ما يصور المبارك يكثر الجلوس فى بيته فقيل له ألا تستوحش فقال كيف أستوحش وأنا مع النبي الله وأصحابه ولقد حاول بعض الناس أن يثنيه عن الاشتغال بدراسة الحديث للناس فامتنع فترة من الزمن ولكنه لم يطق صبرًا على ذلك يقول الحسن بن عبدالله شاكر حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا أسامة يقول مررت بعبد الله بن المبارك بطرسوس وهو يحدث فقلت يا أبا عبد الرحمن إني لأنكر هذه الأبواب والتصنيف الذى وضعتموه ما هكذا أدركنا المشيخة قال فأضرب عن الحديث نحوا من عشرين يوما ثم مررت به وقد احتوشوه وهو يحدث فسلمت عليه فقال يا أبا أسامة شهوة الحديث
وينصح ابن المبارك الناس بالاعتماد على السنة عن عبدان قال سمعت ابن المبارك يقول ليكن الذي تعتمدون عليه هذا الأثر وخذوا من الرأى ما يفسر لكم الحديث وينصح القضاة فيقول لأحدهم إن ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر ومن حبه للسنة أنه كان يوقر الحديث توقيرا عظيما يقول بشر بن الحارث سأل رجل ابن المبارك عن حديث وهو يمشى فقال ليس من توقير العلم قال بشر فاستحسنته جدا
هذا
ومن طرائفه فى هذا الباب القصة التالية
جاء عبد
الله بن أبي العباس الطرسوسي – وكان واليا بمرو – إلى
منزل عبدالله بن المبارك بالليل ومعه كاتبه والدواة والقرطاس معه
AY

أن يحدثه

قال فسأله عن حديث فأبى أن يحدثه ثم سأله عن حديث فأبى ثلاث مرات - فقال لكاتبه اطو قرطاسك ما أرى أبا عبد الرحمن يرانا أهلا أن يحدثنا فلما قام يركب مشى معه ابن المبارك إلى باب الدار فقال له يا أبا عبد الرحمن لم لم ترنا أهلا أن تحدثنا وتمشى معنا فقال إنى أحببت أن أذل لك بدني ولا أذل
لك حديث رسول الله

ومن طرائفه فى بيان السنة فى مختلف المواقف ما يرويه حميد قال عطس رجل عند ابن المبارك قال فقال له ابن المبارك إيش يقول الرجل إذا عطش قال يقول الحمد لله قال فقال له ابن المبارك يرحمك الله قال فعجبنا كلنا
من حسن
أدبه

ويقول على بن الحسين بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرنى عند الباب بحديث وذاكرته فمازال
يذكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر

التحرى
عن أبي إسحاق الطالقاني قال سألت ابن المبارك عن الرجل يصلى
عن أبويه فقال من يرويه
قلت شهاب بن خراش قال ثقة

عمن قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة
عمن
قلت عن النبي عل الله قال بين النبي علل وبينه مفاوز
تنقطع فيها أعناق الإبل
وسئل ابن المبارك عمن تأخذ فقال من طلب العلم لله وكان

في إسناده أشد قد يلقى الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة ويلقى الرجل غير ثقة وهو يحدث عن ثقة ولكن ينبغي أن يكون ثقة عن
ثقة

ومن أجل كل ذلك كان تقدير المحدثين له عظيما
وقال على بن صدقة سمعت أبا أسامة يقول ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس

وقال القواريري لم يكن ابن مهدى يقدم عليه وعلى مالك في
الحديث أحدا

وقال ابن معين كان كيسا متثبتاً ثقة وكان عالما
الحديث
وقال أبو وهب محمد بن مزاحم
صحيح
العجب ممن يسمع الحديث من ابن المبارك عن رجل ثم يأتى
ذلك الرجل حتى يحدثه به
وقال أحمد لم يكن في زمانه أطلب للعلم منه جمع
عظيما ما كان أحد أقل سقطاً
منه
حافظا وكأنه يحدث من کتاب

أمرا
كان رجلا صاحب حديث
حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال عبدالله بن المبارك
مروزى ثقة
عبدالله

حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبدالله العجلى حدثني أبي قال بن المبارك خرسانى ثقة ثبت فى الحديث رجل صالح عن فضالة النوسى قال كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة
٨٩

وكانوا إذا تشاجروا في حديث قالوا مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى
نسأله يعنون عبدالله بن المبارك

ولقد استفاض المؤرخون في ذكر من أخذ ابن المبارك عنهم وفى
ذكر من أخذوا عنه ونحن هنا نقتصر على ما أورده في ذلك الخطيب
البغدادي

سمع هشام بن عروة وإسماعيل ويحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة وسعيد الحريري ومعمر بن راشد وابن جريح وابن أبي ذئب ومالك بن أنس وسفيان الثورى وشعبة والأوزاعي

والليث بن سعد ويونس بن يزيد وإبراهيم بن سعد وزهير بن
معاوية وأبا عوانة ثم يقول وكان من الربانيين فى العلم الموصوفين بالحفظ ومن

"
المذكورين بالزهد أما الذين أخذوا عنه فمنهم داود بن عبد الرحمن العطار وسفيان بن عيينة وأبو إسحاق الفزاري و معتمر بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى وعبد الله بن وهب ويحيى بن آدم وعبد الرازق بن همام وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم وعبدان بن عثمان ويعمر بن بشر وأبو النضر هاشم بن القاسم ويحيى بن معين وأبو بكر بن أبي شيبة والحسن بن الربيع البوارني والحسن بن عرفة
6
ويعقوب الدورقى وإبراهيم بن محشر وغيرهم
ثم يقول الخطيب البغدادي قدم عبدالله بغداد غير مرة وحدث
بها

ويقول الذهبي حدث عنه خلق لا يحصون من أهل الأقاليم فإنه
من صباه ما كف عن السفر وقال وهو يذكر أخذ من
إنه كتب عمن هو أصغر
منه
ويختم بيان شعور ابن المبارك نحو السنة بأنه قيل له
إلى متى نكتب هذا الحديث
فقال لعل الكلمة التي انتفع بها ما كتبتها بعد

وكتب ابن المبارك تسير على نسق التأليف في عصره
عنهم حتى
فهى
أحاديث
عن الرسول ل وروايات عن الصحابة والتابعين وكلمات يسيرة نادرة من المؤلف هنا أو هناك
وبين
عنه -
أيدينا لابن المبارك كتاب الجهاد وقد أوردنا خلاصة كافية وكتاب الزهد والرقائق وبه ٢٠٦٣ ألفان وثلاثة وستون حديثا ورواية عن الرسول الله وعن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم وقد حققه وعلق عليه الأستاذ المحدث المحقق الشيخ حبيب الأعظمي
وقد بذل المحقق فيه جهدًا مشكورًا حتى أخرجه في صورة دقيقة
وفي طبعة أنيقة فجزاه
الله
خير الجزاء

وقد جمعنا قطعة صالحة من أحاديث ابن المبارك ورواياته من كتاب الحلية ومن غيره واعتمدنا في الكثير منها على كتاب الزهد والرقائق ونسقناها أبوابا لتسهل الإفادة منها وهى أحاديث وروايات
متناسقة
C
وفي
مع الروح العامة لابن المبارك في صلاحه وتقواه تعبده وتنسكه وفى روعه وزهده وفيما يلى الأحاديث التي
جمعناها
۹۱

القرآن
روى ابن المبارك بسنده عن عبد الله بن مسعود قال إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين
أبي الأحوص عن عبد الله قال إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن
ابن عباس قال ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته
إلى أهله أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرف عشر حسنات الله قال اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه بكل حرف عشر حسنات أما إنى لا أقول ألم حرف ولكن الألف حرف واللام
عبد
حرف والميم حرف أبي هريرة قال البيت يتلى فيه كتاب الله كثر خيره وحضرته
الملائكة وخرجت منه الشياطين وإن البيت الذي لم يتل فيه كتاب
الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة
عن الحسن أنه بلغه أن النبى الله كان يقول ألا إن أصفر البيوت من الخير بيت صفر من كتاب الله والذي نفس محمد بيده إن الشيطان ليخرج من البيت أن يسمع سورة البقرة فيه سهل بن سعد الساعدى قال بينا نحن نقترئ إذ خرج علينا

۹

الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الحمد الله كتاب الله واحد وفيكم الأخيار فيكم الأحمر والأسود اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يأتى أقوام يقرءون يقيمون حروفه كما يقام السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه بن عمرو بن العاص قال من قرأ القرآن فقد أدرجت عبد النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا من خلق الله أعطى أفضل مما أعطى فقد حقر ما
الله
ما عظم
الله
C
وعظم
ما حقر الله وليس ينبغى الحامل القرآن أن يجهل فيمن يجهل ولا يجد فيمن يجد ولأن يعفو أو يصفح
عمرو بن مرة قال سمعت مجاهدا يقول القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة فيقول يارب جعلتنى فى جوفه فأسهرت ليله ومنعت جسده من شهوته ولكل عامل من عماله فيوقف له عز وجل فيقول ابسط يدك فتملاً من رضوان الله فلا يسخط عليه بعدها ابدا ويقال له اقرأ وأرقه فيرفع بكل آية درجة ويزاد بكل آية
درجة

موسى بن على بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال إنما الحسد في اثنتين القرآن يعلمه الله الرجل ليقرأه ويعمل بما فيه فيقول الرجل لوددت أن الله أعطانى مثل ما أعطى فلانا ورجل آتاه الله مالاً فيصل به رحمه ويضعه في حقه فيقول الرجل لوددت أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا وأربع خلال إذا أعطيتهن لم يضرك ما عزل عنك من الدنيا حسن خليقة وعفاف طعمة وصدق حديث وحفظ أمانة

الزهرى قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أحسن الناس
صوتا بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه
بخشی
الله
عز وجل
الأشعرى قال إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة المسلم وحامل
عنه
القرآن غير الغالى فيه ولا الجافى وإكرام ذى السلطان المقسط يحيى بن أبي كثير قال بينا أسيد بن حضير يصلى ذات ليلة إذ غشيته سحابة فيها مثل المصابيح قال والمرأة نائمة إلى جنبه وهى حامل والفرس مربوط في الدار فخشيت أن ينفر الفرس فتفزع المرأة فتلقى ولدها فانصرفت من صلاتي ثم ذكرت ذلك للنبي لحين أصبحت قال اقرأ أسيد وإن ذلك ملك يستمع القرآن
حسان

عطية قال كان جبريل ينزل على رسول الله فيعلمه بن
السنة كما يعلمه القرآن

الحسن قال من أحب أن يعلم ما هو فليعرض نفسه على القرآن
محمد
بن
حجارة قال كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن من الليل أن يختموه في الركعتين اللتين بعد المغرب وإذا ختموه من النهار
أن يختموه في الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر

أبي سعيد الخدري قال اقرءوا القرآن تسألون الله به قبل أن يقرأه أقوام يسألون به الناس سيقرأ القرآن ثلاثة رجال رجل يباهي به
الناس ورجل يستأكل به الناس وقارئ يقرأه الله أبي الورد القشيرى أن أبا محمد الحضرمي حدثه ببيت المقدس عن قال حدثنا كعب فى هذا البيت أنه وجد في كتاب المنزل أنه ليس من عبد مؤمن أو مؤمنة يجيء يوم القيامة ومعه البقرة وآل عمران إلا
وهما تظلانه عن يمينه وشماله يقولان ربنا لا سبيل عليه

معمر بن أبي حمزة الضبعي أخبره قال قلت لابن عباس إني رجل في قراءتي وكلامى عجلة فقال ابن عباس لأن أقرأ البقرة أرتلها أحب إلى أن أقرأ القرآن كله من

أبي نضرة قال كنا عند عمران بن حصين قال فجعل يحدثنا قال فقال رجل حدثنا من كتاب الله قال فغضب عمران نقال إنك أحمق ! ذكر الله الزكاة فى كتابه فأين من المئتين خمسة ذكر الله الصلاة في كتابه فأين الظهر أربعًا حتى ذكر الصلوات ذكر الله الطواف في كتابه فأين الطواف بالبيت سبعا وبالصفا والمروة سبعا إنا نحكم ما هناك وتفسره السنة
يحيى بن أبي كثير قال قال رسول الله إن الله كره لكم ثلاثا اللغو عند القرآن ورفع الصوت في الدعاء والتخصر في
الصلاة
عبد

الله بن مسعود قال ليس حفظ القرآن بحفظ الحروف ولكن
بإقامة حدوده
الله
بن مسعود فقال اعهد إلى
عون ومعن أن رجلا أتى عبد فقال إذا سمعت الله تعالى يقول ويَأْيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوان فارعها سمعك
فإنه خير يأمر به أو شر ينهى
عنه
مجاهد في قول الله عز وجل يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه ۱ قال
يعملون به حق عمل به
۱ البقرة اية ۱۱
۹۵

عطاء
بن رباح في قول الله تعالى طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ ۱ قال أما والله ما هو بالطيب ولكنه من الذنب ابن عباس في قوله الكِتابَ وَالْحِكْمَة قال الكتاب
والسنة

عبد الله ي وآتى الْمَالَ عَلَى حُبِّه ۴ وأنت حريص شحيح تأمل
الغنى وتخشى الفقر
حق
عبد

الله أنه قال في هذه الآية واتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِهِ 4 قال تقاته أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر
فلا ينسى
أم الدرداء أنه أغمى على أبي الدرداء فأفاق فإذا بلال ابنه عنده

من
فقال قم فاخرج عنى ثم قال من يعمل لمثل مضجعى هذا يعمل لمثل ساعتى هذه ﴿ وَنَقَلبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا أول مَرَّةٍ وَنَدْرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ أبيتم ثم أغمى عليه
فلبث لبنا ثم يفيق فيقول مثل ذلك فلم يزل يرددها حتى قبض ابن مسعود قال قال لى رسول الله اقرأ على قلت أقرأ وعليك أنزل قال إنى أحب أن أسمعه من غيرى قال فافتتحت سورة
۱ البقرة آية ١٢٥ البقرة آية ۱۹
۳ البقرة آية ۱۷۷ ٤ آل عمران ١٠٢
٥ الانعام آية ۱۱۰

٩٦

النساء فلما بلغت فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِيْنَا بِك عَلَى هَولاء شهيدان ۱ رأيت عينيه تذرفان فقال لى حسبك أبي هريرة قول الله سبحانه وتعالى وعَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مقاما مَحْمُودًا قال قال النبي هو المقام الذي أشفع فيه
لأمتى ابن عياش في قول الله تعالى وَكَانَ أبوهما صالحا ك قال حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر عنهما صلاحًا
محمد
بن المنكدر قال إن الله ليصلح بصلاح العبد ولده وولد
ولده ويحفظه فى دويرته والدويرات التي حوله مادام فيهم
شقيق بن
سلمة
أنه تلا هذه الآية ﴿ إِنِّي أَعُوذُ بالرَّحْمنِ مِنكَ إِن
كُنتَ تَقيا ٤ قال لقد علمت أن التقى ذو نهية عن الضحاك في قول الله تعالى ﴿ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ٥ أبي هريرة قال قال رسول الله له إن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يَأْيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صالحاكم وقال ويأيها الذين آمنوا كُلُوا يَأْيُّهَا
١ النساء اية ٤١ الإسراء آية ۷۹ ۳ الكهف آية ٨٢ ٤ مريم آية ١٨ ٥ مريم آية ٦٢ ٦ المؤمنون آية ٥١
من
طيبات

مَا رَزَقْنَاكُمْ ۱ وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب
لذلك
الحسن فى قول الله عز وجل وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا ۳ قال يعطون ما أعطوا وَقُلُوبُهُمْ وجلة قال يعملون ما عملوا من
أن لا أعمال البر وهم يخشون
وجل

عبد الله
ينجيهم
ذلك
من عذاب ربهم عز
بن مسعود قال لا ينتصف النهار من ذلك اليوم حتى
يقبل هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار ثم قرأ عبد الله بن مسعود أصْحَابُ الجِنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وأَحْسَنُ مَقيلاً ٤ ثم قرأ
وثُمَّ إِنَّ مَقِيلَهُمْ لالى الجحيم ٥
فضالة
بن عبيد يقول لأن أكون أعلم أن الله تقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلى من الدنيا وما فيها لأن الله تبارك وتعالى يقول
و إِنَّمَا يَتَقَبل اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ ٦

ربيع بن خيثم لجليس له أيسرك أن تؤتى بصحيفة من النبى الله
1 البقرة آية ۱۷
المؤمنون آية ٦٠
۳ المؤمنون آية ٦٠
٤ الفرقان آية ٢٤

0 الصافات آية ٦٨ وهى قراءة ابن مسعود كما في الطبري ٤/١٩ وفى
القراءة المشهورة ومرجعهم
٦ المائدة اية ٢٧
۹۸

يفك خاتمها قال نعم قال فاقرأ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ ربِّكُمْ عَلَيْكُمْ فقرأ إلى آخر الثلاث آيات
1
عبد الرحمن بن زيد قال قال عبد الله اعتبروا المنافق بثلاث إذا
حدث كذب
أخلف وإذا وعد

الله

وإذا اؤتمن خان ثم قرأ عبد وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ الله لَتَنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحينَ فَلَمَّا آتَاهُم مِن فَضْلِه بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُم مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا في قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمٍ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّه مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ له
أبي عبيدة قال قال عبد الله الكذب لا يصلح منه شيء في جد ولا هزل اقرءوا ﴿ يَأْيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ۳ فهل ترون من رخصة في الكذب
وهيب

أنه بلغة أن مجاهدا كان يقول في هذه الآية أولئك
الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ 2
سفيان قال كان الربيع بن خيثم إذا تلا هذه الآية و وَالله يَسْجُدُ من في السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْها قال بل طوعا يارباه
1 الأنعام آية ١٥١
التوبة الآيات ۷۵ - ۷۷
۳ التوبة آية ۱۱۹

٤ هود آية ١٦
٥ الرعد آية ١٥

۹۹

مجاهد في قوله ﴿ عَلَى سُرُرٍ مُتَقابلين ۱ قال لا ينظر بعضهم
في قفا بعض

الحسن في قوله تعالى فإنَّهُ كَانَ للأوابينَ غَفُورًا قال أواب إلى الله بقلبه وعمله
عن الحسن فى قوله ﴿ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا لله ۳ قال الغرام اللازم
الذي لا يفارق صاحبه وكل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرام مجاهد في قول الله تبارك وتعالى ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ٤ قال العمل بطاعة الله نصيب من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة فاطمة بنت عبد الملك كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم خفف عليهم موتى ولو ساعة من نهار قالت فقلت له يوما يا أمير المؤمنين ألا أخرج عنك عسى أن تفضی شيئًا
لم تنم
علوا
فإنك
قالت فخرجت عنه إلى بيت غير بيت الذي هو فيه قالت فجعلت أسمعه يقول تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ في الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتقين يرددها مرارا ثم أطرق فلبث طويلا لا أسمع له صوتاً فقلت لوصيف له كان يخدمه ويحك انظر فلما دخل صاح قالت فدخلت عليه فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه على القبلة ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه
۱ سورة الحجر ٤٧ الإسراء من الآية ٢٥ ۳ الفرقان من الآية ٦٥ القصص من الآية ۷۷
5 القصص آية ٨٣

الضحاك بن مزاحم يقول في قول الله تعالى لا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ ۱ قال العمل الصالح يرفع الكلام
الطيب
مجاهد في قوله و والَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ومَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَيُورُ قال الرياء
فإن ا
الله
الزهرى بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمكر ولا تعن ماكرا يقول ﴿ وَلَا يَحيقُ المَكْرُ السَّيِّئ إلا بأهله ولا تبغ ولا تعن باغيا فإن الله تعالى يقول ﴿ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ولا تنكث ولا تعن ناكنا فإن الله تعالى يقول فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى
نفسه 0
مجاهد في قول الله عز وجل وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة قد ابتاعوه أو
به ۴ قال هم
قال ابتاعوا ما فيه الزهرى أن
عمر بن الخطاب تلا هذه الآية هو إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا قال استقاموا والله لله بطاعته ولم يروغوا روغان
الثعالب
۱ فاطر من الآية ١٠
فاطر من الآية ١٠
۳ فاطر آية ٤٢
٤ يونس من الآية ٢٣
٥ الفتح من الآية ١٠
٦ الزمر من الآية ٣٣

۷ فصلت من الآية ٣٠
۱۰۱

الحسن أنه قرأ أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ خَيْرٌ أم مِّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ 1 الآية قال سمع رجلا من المهاجرين رجلا يقرؤها يعيدها ويبديها فقال أو ما سمعت الله تعالى يقول ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً
هذا الترتيل

الضحاك قال ما أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه وذلك من بأن الله تعالى يقول ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
وَيَعْفُو عَن كَثِير ونسيان القرآن من أعظم المصائب على بن أبي طالب رضي الله عنه قال إذا مات العبد الصالح بكي
عليه مصلاه
من
أخيك
تمیم
عمله السماء والأرض ثم قرأ الأرض ومصعد من فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ٤ مسروق قال قال لى رجل من أهل مكة هذا مقام الدارى لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو قرب أن يقرأ آية من كتاب الله ويركع ويسجد ويكي أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَن نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءٍ مَحْيَاهُمْ ومَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ
يصبح
صحران مولى عثمان بن عفان قال مرت على عثمان فخاره من ماء فدعا به فتوضأ فأسبغ وضوءه ثم قال لو لم أسمعه من
۱ فصلت من الآية ٤٠ المزمل من الآية ٤ ۳ الشورى اية ٣٠ ٤ الدخان آية ٢٩ ة الجاثية آية ٢١

رسول الله الله إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا ما حدثتكم به إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء ثم قام إلى الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الأخرى قال محمد بن كعب وكنت إذا سمعت حديثا عن رجل من أصحاب النبي عل التمسته
في القرآن

فالتمست هنا فوجدت إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا

ليغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأْخَرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ ۱ فعلمت أن الله لم يتم عليه النعمة حتى غفر ذنوبه ثم قرأ الآية التي في
سورة المائدة
يَأْيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ المرافق حتى بلغ ولكن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ تَشْكُرُونَ فعرفت أن الله لم يتم عليهم النعمة حتى غفر
الحسن فى قول الله تعالى ويَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ 3 قال
يعذبون
هو

مجاهد في قوله تعالى الله ولمنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ٤ قال
لمن
هم بسيئة فذكر الله فتركها

سيار الشامي قال قيل لأبي الدرداء ر وَلَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
۱ سورة الفتح الآيتان ١ و ٢
سورة المائدة الآية ٦
۳ سورة الذاريات الآية ١٣
٤ سورة الرحمن الآية ٤٦

١٠٣

جنتان ۱ وإن زنى وإن سرق - قال إنه إن خاف مقام ربه لم يزن ولم يسرق
الرى
ابن عباس في قوله تعالى و مُدهامتان قال خضراوان من
عبد الله بن أبي أوفى فى قوله و مُدهامتان ۳ قال خضراوان وفي قوله ﴿ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَاخَتَان ٤ قال نضاختان بالخير الحسن في قوله تعالى و عربا أَتْرَابًا قال العرب المتحيبات إلى أزواجهن والأتراب والأشباه المستويات
صالح الرى قال قال الله تعالى واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيْنا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
قال يعني يلين القلوب بعد قسوتها
لزم رجل باب عمر فكان كلما
عمر خرج راه بالباب فقال له
يوما انطلق واقرأ القرآن يغنيك عن باب عمر فانطلق الرجل فقراً وفقده عمر فجعل يطلبه إذ راه يوما فقال يا فلان لقد
القرآن

فقدناك فما الذي حبسك عنا قال يا أمير المؤمنين أمرتني أن أقرأ
القرآن فقرأته فأغناني
عن
باب عمر
۱ سورة الرحمن الآية ٤٦ سورة الرحمن الآية ٦٤ ۳ سورة الرحمن الآية ٤٦ ٤ سورة الرحمن الآية ٦٦ ٥ سورة الواقعة ۳۷ ٦ سورة الحديد الآية ١٧
١٠٤

فقال وما
قال

قرأت ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لا يحتسب ۱ فقال عمر فقه الرجل لا كل هذا
عطية الكوفي في قول الله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيم قال على أدب القرآن
البراء في قول الله تعالى ﴿ قُطُوفُهَا دَانِية ۳ قال البهجة مما هم
فيه من النعيم

الحسن قال ﴿ وَكَأْسًا دِهاقا 4 قال ملأى
مسروق عن عبد الله في قول الله تعالى يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مختوم ختامه مسك ٥ قال الرحيق الخمر المختوم المخروج
ختامه مسك قال طعمه وريحه
عبد
الله
بن مسعود في قوله ﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسنيم 1 قال تسنيم عين الجنة يشربها المقربون صرفا وتخرج لأصحاب اليمين الحسن في قول الله تعالى ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۷ قال بخل بما لا يبقى واستغنى بغير عناء
أبي الدرداء قال تمام التقوى أن يتقى الله العبد حتى ينقيه في
۱ سورة الطلاق الآيتان ۳
سورة القلم الآية ٤
۳ سورة الحاقة الآية ٢٣
٤ سورة النبأ الآية ٣٤
٥ سورة المطففين الآيتان ٢٥ و ٢٦
٦ سورة المطففين الآية ٢٧
۷ سورة الليل الآية ٨

١٠٥

مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد بين للعباد الذي يعيرهم إليه فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شرا يره ۱ فلا تحقرن شيئا من الشر أن تتقيه ولا شيئا من
الخير أن تفعله

الحسن قال قدم صعصعة يعنى عم الفرزدق أوجده على النبي فسمعته يقرأ هذه الآية ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه
فقال
حسبـ
لا أبالى أن لا أسمع غيرها
سبی حسبی
۱ سورة الزلزلة ۷ ۸ سورة الزلزلة ٧ ٨
١٠٦

الاسلام
عن الحسن قال الإسلام - وما الإسلام - أن تسلم قلبك الله تعالى وأن يسلم منك كل مسلم وذى عهد

وعن عمر بن الخطاب قال لأبي عبيدة إنكم كنتم أذل الناس وأقل الناس وأحقر الناس فأعزكم الله بالإسلام فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله
وعن عقبة بن أبي الصهباء قال كان الحسن يفتتح مجلسه وحديثه بأن يقول الحمد لله بالإسلام والحمد لله بالقرآن والحمد لله
عنه
وعن
بمحمد والحمد لله بالأهل والمال والحمد لله بالمعافاة أبي شريك أن رسول الله قال من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على المسلم أو أن تفرج عنه غما أو أن تقضى دينا أو أن تطعمه من جوع أبي هريرة يقول قال لا يحل لمسلم أن يروع مسلما وعن وعن أبي طلحة وابن سهل الأنصارى أن رسول الله قال ما من امرئ يخذل امراً مسلماً في موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله فى موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر امراً مسلماً فى موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته
١٠٧

ابن مسعود قال ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسى عليه
الدنيا من
ماذا أصاب أبي البحترى أن النبى الله ذكر أشياء يؤجر فيها الرجل قال يؤجر في كذا ويؤجر في كذا حتى ذكر غشيان أهله فقالوا يا رسول الله يؤجر فى شهوة يصيبها قال أرأيت لو كان إثما أليس

كان يكون عليه الوزر قال فكذلك يؤجر أبي الصهباء وهو صلة بن أشيم طلبت الرزق في وجوهه فأعياني أن أصيبه إلا رزق يوم بيوم فعلمت أنه خير لى قال وسمعت الحسن وإلا فحدثني داود عن الحسن أنه قال ما من مسلم يرزق رزق يوم بيوم ولا يعلم أنه قد له إلا عاجز أو قال غبى الرأى
خير
۱۰۸

الإيمان
روى ابن المبارك بسنده عن سهل بن سعد يحدث عن النبي الله قال المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن
لأهل الإيمان كما يألم الجسد للرأس
فضالة
بن
عبيد قال قال رسول الله في حجة الوداع ألا أخبركم بالمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الذنوب والخطايا

يزيد بن مزيد الهمزاني أن أبا الدرداء قال ذروة الإيمان أربع
خلال الصبر بالحكم والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل

والاستسلام للرب ولولا ثلاث خلال صلح الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه أبي أمامة قال سأل رجل النبي ما الإثم قال ما حك في صدرك فدعه قال فما الإيمان قال إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن
عبد الله بن مسعود قال والذى لا إله غيره ما أعطى عبد مؤمن بعد إيمان بالله أحسن من حسن ظنه بالله سبحانه وتعالى والذي لا إله غيره لا يحسن عبد ظنه بالله إلا إياه وذلك لأن الخير بيده سعد قال كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الكذب والخيانة
۱۰۹

أنس
مالك بن
عن
النبي الله قال ثلاث من كن فيه وجد بهن
كان
حلاوة الإيمان من أحب المرء لا يحبه إلا الله عز وجل ومن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما كان أن يقذف في النار أحب ومن
إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله سبحانه وتعالى منه بن عمرو بن العاص أنه قال لنفس المؤمن أشد ارتكاضا
عبد الله
من الخطيئة من العصفور حين يقذف به - اهـ الحسن قال إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة وإن المنافق جمع إساءة وأمنا وتلا هذه الآية
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ۱ وقال المنافق هو إنما أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب
أنس
بن
لأخيه ما يحب لنفسه
أبي هريرة قال قال رسول الله له لن يؤمن عبد حتى
جاره بوائقه
حمزة بن عبد
محمد
بن
الله
يأمن
بن سلام قال قال رسول صلى الله عليه وسلم خصلتان لا تكونان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين رسول الله قال المؤمن عبد بين مخافتين من ذنب قد مضى
الله
لا يدرى ما يصنع فيه ومن عمر قد بقى لا يدرى ماذا يصيب
فيه من الهلكان
1 المؤمنون الآيتان ٥٧ ٥٨ القصص من الآية ۷۸

الله
رجاء
عوف بن عبد الله أن لقمان قال لابنه يا بني ! ارج لا تأمن فيه مكره وخف الله مخافة لا تيأس فيها من رحمته قال وكيف أستطيع ذلك يا أبه ! وإنما لى قلب واحد قال يا بني ! إن
المؤمن كذى قلبين قلب يرجو به وقلب يخاف به

أن النبي سئل أي المؤمنين أفضل قال سعد بن مسعود أحسنكم خلقا قيل أى المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت
ذكرًا وأحسنهم لها استعدادًا
أبي موسى يشد بعضه بعضا وأدخل رسول الله الله أصابعه بعضها في بعض
الأشعرى عن النبي الله قال المؤمن للمؤمن كالبنيان
عتبة بن عبد الأسلمي
وكان
من أصحاب النبي قال إن
الشاب المؤمن لو يقسم على الله لأبره
أصابه
خیر
عمر بن سعد عن النبي قال عجبا للمسلم إن حمد الله وشكره وإن أصابته مصيبة احتسب وصبر المؤمن يؤجر
في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه

الحسن قال المؤمن من يعلم أن من قال الله عز وجل كما قال والمؤمن أحسن عملا وأشد الناس خوفًا لو أنفق جبلا من مال ما أمن من دون أن يعاين لا يزداد صلاحًا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقًا يقول لا أنجو لا أنجو والمنافق يقول سواد الناس كثير وسيغفر لى ولا بأس على يسيء العمل ويتمنى على الله تعالى أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
111

فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
أبي سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس فى أجمته تجول ثم ترجع إلى أجمته وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان فأطعموا طعامكم الأتقياء وولوا معروفكم
المؤمن
6
ابن عباس قال أحب وأبغض وعاد في الله ووال في الله ذانه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن
كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس اليوم في أمر الدنيا وذلك مالا يجزئ عن أهله شيئًا يوم القيامة

صالح بن سمار أن رسول الله قال الحارث بن مالك ألا كيف أنت أو ما أنت يا حارث قال مؤمن يا رسول الله قال مؤمن
عود
حقا قال فإن لكل حق حقيقة فما حقيقة ذلك قال عزفت نفسى عن الدنيا فأسهرت ليلى وأظمأت نهارى وكأني أنظر إلى عرش ربي عز وجل وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأنى أسمع عواء أهل النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمن نور الله قلبه قال ابن الوراق قال ابن صاعد ولا أعلم صالح بن سمار أسند
إلا حديثا واحدا

الحسن قال قال رسول الله الدنيا سجن المؤمن
الكافر
وجنة
قال وقال الحسن والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا عز وجل وعن عن أنه
وكيف لا يحزن المؤمن وقد حدث
الله
وارد

۱۱

جهنم ولم يأته أنه صادر عنها والله ليلقين أمراضا ومصيبات وأمورًا تغيظه وليظلمن مما ينتصر يبتغى من ذلك الثواب من الله عز وجل وما يزال فيها حزينا خائفاً حتى يفارقها فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة - اهـ

الحسن قال إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه الله عز وجل وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما اشتق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر محاسبة إن المؤمن يفجأ الشيء يعجبه فيقول والله إني لأشتهيك
من
غير
وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك هيهات هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هنا مالى ولهذا والله لا أعود إلى هذا أبدا إن شاء الله إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئًا أنه مأخوذ عليه في سمعه في بصره في لسانه في جوارحه
يعلم
يعلم
عبد
أنه مأخوذ عليه في ذلك كله
الله
حتى
يلقى
بن عمرو عن النبي الله قال الدنيا سجن المؤمن فإذا
فارق الدنيا فارق السجن

الآخرة
روى ابن المبارك بسنده عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله امتى قيام الساعة فقام رسول الله الله إلى الصلاة فلما قضى الصلاة قال أين السائل عن الساعة فقال الرجل أنا يا رسول الله ! قال ما أعددت لها قال ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام - أو قال ما أعددت لها كبير عمل إلا أني أحب الله ورسوله فقال النبي الله المرء مع من أحب أو قال أنت مع من أحببت قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها الحسن قال قال رسول الله ألا إن الناس لم يؤتوا في الدنيا شيئًا خيرا من اليقين والعافية فسلوهما الله عز وجل وقال الحسن صدق الله وصدق رسوله باليقين هربت من النار وباليقين طلبت الجنة وباليقين صبر على المكروه وباليقين أديت الفرائض كثير قد والله رأيناهم يتقاربون في العافية فإذا
وفي معاناة الله
وقع البلاء تباينوا
خير
عقبة بن عامر أن رسول الله الله صلى على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر وقال إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه وأنا في مقامى هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا ولكن
١١٤

أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال عقبة وكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله
معاوية بن قرة قال أشد الناس يوم القيامة حسابا الصحيح الفارغ
الله
أبي هريرة رضى عنه قال قال رسول الله ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا رأيت مثل النار نام هاربها
أنس
بن

مالك قال يؤتى بأنعم بأهل الدنيا من الكفار فيقول الله
سبحانه وتعالى اغمسوه غمسة في النار فيقال له هل رأيت نعيما قط فيقول لا ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا فيقول اغمسوه غمسة في الجنة فيقول له هل رأيت ضراً قط أو مسك بلاء قط فيقول لا أنس بن مالك قال قال رسول الله يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله
ويبقى معه عمله
أنس
الله

وماله
مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بابن آدم يوم القيامة بن فيقول له أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فماذا صنعت فيقول يا رب جمعته وثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعنى
بين يدى
اتك
به فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضى به إلى النار
محمد بن المنكدر قال يقال يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان اجعلوهم في رياض المسك ثم يقول للملائكة أسمعوهم حمدى وثنائى عليهم وأخبروهم
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
عن أبي سعيد

أظنه رفعه - قال يؤتى بالموت يوم القيامة
١١٥

كالكبش الأملح حتى يوقف بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة هذا الموت ويا أهل النار هذا الموت قال فيذبح وهم ينظرون فلو مات أحد فرحا لمات أهل الجنة ولو مات أحد حزنًا لمات أهل النار الله أبي هريرة رضى عنه قال قال رسول الله ما من أحد يموت إلا ندم قالوا وما ندامته قال إن كان محسناً
ندم
أن
لا يكون أكثر من الإحسان وإن كان مسيئا ندم أن يكون نزع أسد بن الميمني قال غزونا مع أبي الأشعري فقال قال
موسی
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قلنا وما الهرج
قال القتل
عبد
الله
بن مسعود قال قال رسول الله أول ما يقضى
بين الناس يوم القيامة في الدماء أبي هريرة قال قال رسول الله لن يلج الجنة أحد بعمله قالوا ولا إياك يا رسول الله قال ولا إياى إلا أن يتغمدني برحمته أو تسعنى منه عافيته
الله
ثابت قال قال رسول الله آتی باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت فأقول محمد فيقول بك أمرت أن
لا أفتح لأحد قبلك
معاذ

بن جبل قال قال رسول الله إن شئتم أنبأتكم بأول
سورة ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وبأول ما يقولون قالوا نعم يا رسول الله قال يقول الله للمؤمنين قد أحببتم لقائى فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ورحمتك فيقول إنى قد وجبت لكم رحمتى

١١٦

أنس
بن مالك قال بينما نحن جلوس عند رسول الله وسلم إذ قال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة قال فأطلع رجل الأنصار تنطف لحيته من ماء وضوئه معلق نعليه بيده الشمال من فلما كان الغد قال رسول الله لا يطلع عليكم الآن رجل من من
أهل الجنة فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى فلما كان
من
الغد قال رسول الله الله يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة
اتبعه عبد

فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى فلما قام رسول الله الله الله بن عمرو بن العاص فقال له إني لاحيت أبي فأقسمت أنى لا أدخل عليه ثلاث ليال فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت قال نعم قال أنس فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل بشيء غير أنه إذا تقلب على فراشه ذكر الله وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر فيسبغ الوضوء قال عبد الله غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرًا فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله إنه لم يكن بيني وبين والدى غضب ولا هجر ولكني سمعت رسول الله لا يقول لك ثلاث مرات فى ثلاثة مجالس يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت فى تلك الثلاث المرات فأردت أن أوى إليك فأنظر ما عملك فأقتدى بك فلم أرك تعمل كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هو إلا ما رأيت فانصرفت عنه فلما وليت دعاني وقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في حد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه
نفسي غلا لأحد
فقال له عبدا
الله
بن عمرو هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق

أبي سعيد الخدري قال أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما
يلهمون النفس أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله يقول الله تعالى لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطه أحدًا خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك احل عليكم
من
رضواني فلا أسخط
الشعبي قال يطلع القوم من أهل الجنة إلى قوم في النار فيقولون ما أدخلكم النار وإنما أدخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم قالوا
إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله اهـ
۱۱۸

العلم

روى ابن المبارك بسنده عن عبد الله بن عمرو قال دخل رسول المسجد فرأى مجلسين أحد المجلسين يدعون الله تعالى ويرغبون إليه والآخر يتعلمون الفقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من صاحبه أما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل وإنما بعثت معلماً هؤلاء أفضل فجلس معهم عائشة قالت قال رسول الله إذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله فلا بورك لى في طلوع شمس ذلك اليوم أبي هريرة قال قال رسول الله خيار أمتى علماؤها وخيار علمائها خيارها ألا وإن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبًا واحدًا ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره يمشى فيه بين المشرق والمغرب كما يضيء الكوكب الدرى ابن أبي جعفر أن رسول الله الله حين بعث معاذا يعلم الدين قال له لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها
قد أضاء

الحسن قال لا يزال العبد بخير إذا قال قال الله وإذا عمل
يعمل الله
حبيب بن حجر القيسي قال كان يقال ما أحسن الإيمان يزينه العلم وما أحسن العلم يزينه العمل وما أحسن العمل يزينه الرفق وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم

۱۱۹

محمد بن كعب القرظى قال إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث
خصال فقها فى الدين وزهادة فى الدنيا وبصرا بعيوبه

الحسن قال قال رسول الله الله العلم علمان علم في القلب
الله

فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على خلقه بن مسعود قال لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أصحاب محمد الا الله وأكابرهم فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم
عبد
فذلك حين هلكوا موسى قال أي رب أى عبادك أحكم قال الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قال أى عبادك أغني قال أرضاهم بما قسمت له قال فأى عبادك أخشى قال أعلمهم بي عن عبد الله قال كفى بخشية الله علما وكفى الاغترار بالله
جهلا اهـ
أبي ليلى قال أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي لا أراه قال في هذا المسجد فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا الحسن أنه قال كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن یری في تخشعه وبصره ولسانه ويده وصلاته وحديثه وزهده وإن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فيعمل به فيكون خيرا
له
ذلك
من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة – اهـ ابن شهاب قال بلغنا عن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون الاعتصام بالسنن نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا وذهاب الدين كله في ذهاب العلم
۱۰

عطاء
بن أبي رباح قال ما رأيت مجلسا قط أكرم من مجلس ابن عباس ولا أكثر فقها ولا أعظم جفنة أصحاب القرآن عنده يسألونه وأصحاب العربية عنده يسألونه وأصحاب الشعر عنده يسألونه فكلهم يصدر في رأي واسع
الحسن قال قال رسول الله لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه ما لم تمال قراؤها أمراءها ولم يزل صالحوها فجارها
وما لم يمن خيارها شرارها فإذا فعلوا ذلك رفع سلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب
والفقر وملأ قلوبهم رعباً
الله
C
عنهم
يده ثم
وضربهم بالفاقة
سفيان قال كان يقال ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرجاء
مصيبة
الضحاك قال أدركتهم وما يتعلمون إلا الورع
أنس
مالك قال قال رسول الله رأيت ليلة أسرى بن

بی
رجالا تقرض شفاههم بالمقاريض قلت من هؤلاء يا جبرائيل قال خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون معاذ بن جبل اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم الله بعلم حتى تعملوا - اهـ أبي الدرداء إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال
لى قد علمت فماذا عملت فيما علمت - اهـ
أبي الدرداء قال إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه – اهـ
۱۱

سفيان قال تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر
فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون
مالك بن دينار قال سألت الحسن عن عقوبة العالم قال موت
القلب قال وما موت القلب قال طلب الدنيا بعمل الآخرة الله قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم يعلمه بالخطيئة
عبد
يعملها
سلمة بن نبيط قال قلت لأبى وكان له صحبة لو غشيت هذا السلطان فقال إنى أخشى أن أشهد مشهدا يدخلني النار

الصلاة
روى ابن المبارك بسنده عن عبيد الله بن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجاب داعى الله وأحسن عمارة مساجد الله كانت تحفته بذلك من الله الجنة فقيل يا رسول الله ما أحسن عمارة مساجد الله قال لا يرفع فيها صوت ولا يتكلم فيها
بالرفث
أبي هريرة عن النبي الله قال إسباغ الوضوء عند المكاره من الكفارات وكثرة الخطا إلى المساجد من الكفارات وانتظار الصلاة
بعد الصلاة الكفارات وذلك الرباط وذلك الرباط من
أبي هريرة عن النبي قال الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة يحيى الغساني قال قال رسول الله مشيك إلى المسجد ورجوعك إلى بيتك في الأجر سواء
عقبة بن عامر الجهني عن النبي عل الله قال من خرج من بيته
إلى المسجد كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها عشر حسنات والقاعد في المسجد ينتظر الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين حتى

يرجع إلى بيته ثوبان قال قال رسول الله استقيموا ولن تحصوا واعلموا أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
خير
۱۳

سعد بن إبراهيم عن أبيه أنه قال سمع عمر بن الخطاب رجلا في المسجد يتكلم فقال تدرى أين أنت
عمرو بن ميمون قال كان أصحاب رسول الله يقولون إن في الأرض المساجد وأن حقاً على الله أن يكرم من زاره
بيوت
فيها

الله
حبيب بن أبي ثابت قال كان يقال إيتوا الله في بيته فإنه لم يؤت مثله في بيته وأنه لا أحد أعرف بحق من الله عز وجل

أبي الدرداء قال إن من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على
صلاته وقلبه فارغ
میمون بن خفيفة ولا طويلة قال ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع
جابان قال ما رأيت مسلم يسار متلفتا في صلاة قط
أهل السوق لهدمتها وإنه لفى المسجد في الصلاة فما التفت
صلة بن أشيم قال قال رسول الله من صلى صلاة لا يذكر
فيها شيئًا من أمر الدنيا ثم سأل الله شيئًا أعطاه
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتى لأمرت بالسواك عند كل صلاة ولأخرت العشاء إلى نصف الليل أو إلى ثلث الليل وذكر نزوله عز وجل فقال من الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فاغفر له حتى يطلع الفجر
أبي حسين المجاشعي قال قيل لعامر بن عبد قيس أتحدث نفسك في الصلاة قال نعم فلما ولوا قيل قال للذين سألوه أو قال

لهم أحدث نفسى بالوقوف بين يدى الرب سبحانه وتعالى ومنصرفي
من بين يديه

عمر بن عبد العزيز قال كان العلماء يهاب أحدهم الرحمن سبحانه وتعالى أن
يشد النظر بين يديه ما دام يصلى

عدی بن حاتم قال ما دخل وقت صلاة قط حتى أشتاق إليها
عمار بن ياسر لا يكتب للرجل من صلاته ماسها عنه
عائشة
عن

رسول الله الله قال ما من امرئ يكون له صلاة من
الليل ويغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه عليه
صدقة
أنس بن مالك قال كان النبي إذا صلى الغداة في سفر مشى
على راحلته قليلا عبيد الله
المغيرة أنه بن
سمع
أبا سلمة
بن عبد الرحمن بن عوف كان
يسبح قبل صلاة الظهر حتى يفىء الفيء أربع ركعات يطيلهن حتى أقول قد قرأ في بعضهن بسورة البقرة
سعد بن إبراهيم عن أبيه قال كان عبد الرحمن بن عوف يصلى
قبل الظهر صلاة طويلة فإذا سمع شد عليه ثيابه وخرج
أبي عبد الرحمن الحبلى قال إذا صليت المغرب فقم فصل صلاة رجل لا يريد أن يصلى تلك الليلة فما رزقت من الليل قياما كان خيرا
رزقته وإن لم ترزق قياما كنت قد قمت أول الليل
عبد
الله

بن عمرو بن العاص قال صلاة الأوابين الخلوة التي بين
المغرب والعشاء حتى يثوب الناس إلى الصلاة
۱۵

محمد
المنكدر يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة بين بن
المغرب إلى صلاة العشاء فإنها صلاة الأوابين

الله ما أتيت عبد بن مسعود
عبد الرحمن بن الأسود أبيه قال عن في تلك الساعة إلا وجدته يصلى فقلت له في ذلك فقال نعم ساعة الغفلة يعنى ما بين المغرب والعشاء
ثابت البناني قال كان أنس يصلى ما بين المغرب والعشاء ويقول
هذه ناشئة الليل عبد الكريم بن الحارث يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ركع عشر ركعات بين المغرب والعشاء بنى له قصر في الجنة فقال عمر بن الخطاب إذا نكثر قصورنا أو بيوتنا يا رسول الله ! فقال رسول الله الله أكثر فضل أو قال أطيب ابن طاؤوس عن أبيه قال كان رسول الله يصلى سبع عشرة
ركعة من الليل حميد بن عبد الرحمن يقول قال رسول الله أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل وأفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم عائشة قالت ما خرج رسول الله له من عندى قط إلا صلى
ركعتين
حسان بن عطية قال - بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركعتان الدنيا وما فيها ولولا أن
خير
يركعهما العبد في جوف الليل له
أشق على أمتى لفرضتها عليهم
من
مرة قال قال عبد الله فضل صلاة الليل على النهار كفضل صدقة
السر على العلانية
١٢٦

ضمرة بن حبيب بن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقرب العبد إلى الله تعالى بشيء أفضل من سجود خفى
أبي الدرداء قال لولا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوما واحدا الظماً والسجود في جوف الليل ومجالسة قوم ينتقون من
الله بالهواجر خيار الكلام كما ينتقى من
أطايب الثمر

معضد قال لولا ظماً الهواجر وطول ليل الشتاء ولذاذة التهجد
بكتاب
الله
عز وجل ما باليت أن أكون يعسوبا
أبي هريرة قال كانت صلاة رسول الله له بالليل يخفض طورًا
ويرفع طورًا

سعيد بن جبير قال قال مسروق ما آسى من الدنيا على شيء
إلا على السجود لله
حسان
عز وجل
عمر بن الخطاب قال لا يغرنكم صلاة امرئ ولا صيامه ولكن انظروا من إذا حدث صدق وإذا ائتمن أدى وإذا أشفى ورع عطية قال إن الرجلين ليكونان في صلاة واحدة وإن بن بينهما من الفضل لكما بين السماء والأرض ثم فسر ذلك أن أحدهما يكون مقبلا على الله بقلبه والآخر ساه غافل أبي ذر قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا يزال الله مقبلا على العبد في

صلاته ما لم يلتفت فإذا حرف وجهه انصرف عنه
مجاهد في قول الله ﴿ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ قال من القنوت الركوع والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رحمة الله
۱ البقرة من الآية ۳۸
۱۷

سبحانه وتعالى فكانت العلماء إذا قام أحدهم هاب الرحمن سبحانه وتعالى أن يشد نظره إلى شيء أو يلتفت أو يقلب الحصى أو يعبث
بشيء أو يحدث نفسه بشيء من الدنيا إلا ناسيا مادام في صلاته أبي ذر قال قال رسول الله الله إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يحركن الحصى
مسلم بن يسار إنك إذا كنت قائما بين يدى أمير أحببت أن يراك متخشعاً لينجح لك حاجتك قيل فأين منتهى النظر في الصلاة قال موضع السجود حسن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي وهو يصلى ولجوفه أزيز
كأزيز المرجل يعنى يبكي
عبد
الله
والصدقة
بن هبيرة أن أبا هريرة كان يقول الصلاة قربان والصيام جنة إنما مثل الصلاة كمثل رجل أراد من إمام حاجته فأهدى له هدية ومثل الصدقة كمثل رجل أسر فقدى نفسه
فداء
ومثل الصيام كمثل رجل لقى عدوا وعليه جنة حصينة وقال إذا قام العبد يعنى إلى الصلاة فإنه فى مقام عظيم واقف على
ويترضاه قائم بين يدى الله الرحمن سبحانه وتعالى
عمله

يسمع
قوله
الله
يناجيه
ویری
ويعلم ما توسوس به نفسه فليقبل على الله سبحانه بقلبه
وجسده ثم ليرم ببصره قصد وجهه خاشعًا أو ليخفضه فهو أقل لسهوه ولا يلتفت ولا يحرك شيئًا بيده ولا يرجله ولا شيئًا من جوارحه حتى
يفرغ من صلاته وليبشر من فعل هذا ولا قوة إلا بالله عز وجل عون بن عبد الله قال أوصى رجل ابنه فقال يا بني عليك بتقوى الله وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس وغدا خير
منك
۱۸

اليوم فافعل وإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع وإياك وكثرة تطلب الحاجات فإنها فقر حاضر وإياك وما يعتزر منه
عبد
الله
إذا كان العبد في صلاته فإنه يقرع باب الملك وأنه
من
يدأب قرع باب الملك يوشك أن يفتح له أبي هريرة قال إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى ساجدا فأكثروا الدعاء عند ذلك القاسم بن محمد يقول إن الصلاة النافلة تفضل في السر على العلانية كفضل الفريضة في الجماعة
عبد

من بنى
أنس بن مالك قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلى فقال اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أسألك فقال النبي هل تدرون بما دعا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد آدم فليتوضأ وليحسن وضوءه وليصل ركعتين وليثن على الله تبارك وتعالى وجل وعلا وليصل على محمد النبي ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل ذنب اللهم لا تدع لى ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين أبي هريرة قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات كفارات للخطايا
هی

۱۹

واقرأوا إن شئتم وإِن الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى

للذاكرين 1 محمد بن كعب القرظي قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر قال محمد بن كعب هذا في القرآن إن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كريما 1 وقال محمد ﴿ وأقيم الصَّلاةَ طَرَفَى النَّهَارِ وَزُلْفًا مِّنَ الليل قال - فطرفا النهار الفجر والظهر والعصر وزلفا من الليل المغرب والعشاء إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ فهى
الصلوات الخمس
عبد
الله بن سلام قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل بأهله الضيف أمرهم بالصلاة ثم قرأ وَأْمُرْ أهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلَكَ

رزقا ۳ الآية أبي هريرة أن النبى الله قال أبردوا بالصلاة في الحر فإن حرها من فيح جهنم أو فيح جهنم سالم بن أبي الجعد قال قال سلمان الصلاة مكيال فمن أوفى أوفى له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في الحسن أن رسول الله الله قال مثل الصلاة المكتوبة كالميزان من
أوفى استوفى
۱ هود من الآية ١١٤ النساء الآية ٣١ ۳ طه من الآية ۱۳
المطففين
١٣٠

عقبة بن عاصم أن النبى الله صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودع للأحياء والمودع للأموات ثم قال إنى من بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض وإني لأنظر إليه في مقامى هذا وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدى ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال عقبة وكان آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله الله على أنه توضأ فمسح على نعليه ثم قال لولا أني رأيت رسول الله يفعل هذا لرأيت أن باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما
أبي هريرة أن النبى الله سها ثم سجد سجدتين وقيل لابن
سيرين هل سلم قال ثبت عن عمر أنه قال سلم
سعد
شماله

بن أبي وقاص عن أبيه قال كان رسول الله يسلم عن يمينه وعن حتى يرى بياض خده فقال الزهرى لإسماعيل بن محمد ما سمعنا بهذا عن رسول الله الله فقال له إسماعيل أسمعت حديث النبي كله قال لا قال فالنصف قال لا قال فالثلث قال لا قال فهذا فيما لم تسمع وقال عقبة في حديثه فالثلثين قال لا قال فالنصف قال لا قال فهذا في النصف
الذي لم تسمع
۱۳۱

الصدقة
روى ابن المبارك بسنده عن عقبة بن عامر قال سمعت النبي يقول كل امرئ فى ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى الله
الناس

بين
عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال يحكم بين الناس قال يزيد كان ابو الخير لا يخطئه يوم لا يتصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة بن مسعود قال ما تصدق رجل بصدقة إلا وقعت في يد الرب قبل أن تقع فى يد السائل وهو يضعها في يد السائل قال وهو في القرآن فقرأ عبد الله أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ
عبد
الله
عَنْ عِبَادِهِ

وَيَأْخذ الصَّدَقَاتِ ۱

أبي هريرة عن النبي قال ما من عبد مسلم يتصدق بصدقة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا طيبا - إلا كان الله يأخذها بيمينه فيربيها كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أحد عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا ولو بتمرة فإنها تسد من الجائع وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار عمرو بن مرة أنه سمع خيثمة يحدث عن عدي بن حاتم عن النبي أنه ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه مرتين أو ثلاث
۱ التوبة من الآية ١٠٤
۱۳

مرات ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة
طيبة
الله عبد
بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله
حكمة فهو يقضى بها ويعلمها و اللمعة
الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفقتم على أهليكم في غير إسراف ولا إقتار فهو في سبيل الله
أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة
وهو يحتسبها كانت له صدقة
سليمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتك على المسلمين صدقة وعلى ذى رحم صدقة وصلة
بأربعين ألفا

الزهري قال تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل وكان عامة ماله من التجارة
الله
عن عروة بن الزبير قال لقد تصدقت عائشة بسبعين الفا
وإن
درعها لمرقع سفيان بن عيينة عن صاحب له يذكره عن بعض العلماء قال إن

الله أعطى لكم الدنيا قرضا وسألكموه قرضا فإن أعطيتموها طيبة بها أنفسكم ضاعف الله لكم ما بين الحسنة إلى العشر إلى سبعمائة
۱۳۳

ضعف إلى أكثر من ذلك وإن أخذها منكم وأنتم لها كارهون فصبرتم

واحتسبتم كان لكم الصلاة والرحمة وأوجب لكم الهدى عبد الله بن الشخير قال أخبرنى ابن أخي عامر بن قيس أن عامر بن قيس كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ثوبه فلا يلقى المساكين إلا أعطاه فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها من
أحدا
فيجدونها سواء كما أعطيها
أبي هريرة قال سبق درهم مائة الف درهم قد كان رجل أو كأنه رجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة الف درهم فتصدق به وكان رجل ليس له إلا درهمان فأخذ خيرهما ثم
فتصدق به
مالك الدار أن عمر بن الخطاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة ثم قال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة فذهب بها الغلام إليه فقال يقول

في البيت حتى تنظر ماذا يصنع لك أمير المؤمنين اجعل هذا في بعض حوائجك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالى يا جارية اذهبى بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها فرجع الغلام إلى عمر بن الخطاب ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها لمعاذ
بن
فأخبره جبل ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر إلى ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذا في حاجتك فقال وصله ورحمه تعالى يا جارية اذهبي إلى فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ فقالت ونحن والله مساكين فاعطنا فلم يبق فى الخرقة إلا ديناران فدحا بها إليها
الله
١٣٤

فرجع الغلام إليه فأخبره فسر بذلك عمر وقال إنهم إخوة بعضهم
من بعض

الحسن قال قال رسول الله إن من الصدقة أن يتعلم الرجل
العلم يتعلمه ابتغاء وجه الله عز وجل
شبعا
حلية
١٣٥

lete the deve
جمعى ومضا جبال الهم
الصوم لباس
روى ابن المبارك بسنده عن أبي هريرة عن النبي قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع
وشرابه
عطاء
بن
يسار
طعامه
أنه سمع رسول الله يقول من صام رمضان
فعرف بحدوده وتحفظ بما ينبغى له أن يتحفظ فيه كفر ما قبله

يحيى بن ابى كثير عن النبي الله قال إن الله تعالى كره لكم العبث
الصلاة والرفث في الصيام
C
والضحك عند المقابر
ضمرة بن أبي حبيب قال قال رسول الله إن لكل شيء
بابا وإن باب العبادة الصيام

أنس بن مالك أن رسول الله الله كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة
أو قال صلت
عبد
الله
بن عمرو بن العاص عن النبي أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه
فيشفعان

معاذ أبو زهرة قال كان رسول الله إذا صام ثم أفطر قال اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت
١٣٦

جابر بن عبد الله قال إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكلام والمحارم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة
يوم
صيامك ولا تجعل يوم فطرك وصيامك سواء
أم عمارة بنت كعب جدة حبيب يعنى بن زيد قالت دخل على رسول الله فقدمت إليه طعاما فقال لى كلى فقلت إني صائمة فقال إن الصائم إذا أكل عنده طعام صلت عليه الملائكة حتى يفرغ أو قال حتى يقضوا أكلهم سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذن لنا بالاختصاء فقال رسول الله ليس منا من خصى ولا
منه

اختصى إن خصاء أمتى الصيام فقال يارسول الله ائذن لنا في الترهب فقال إن ترهب أمتى الجلوس فى المساجد لانتظار الصلاة تح الله جلا لیا
۱۳۷

الحج
روى ابن المبارك بسنده عن سالم عن أبيه أنه كان يكثر الاشتراط في الحج ويقول أليس تحييكم سنة رسول الله الله

عن جابر عن النبى الله سئل عن العمرة أواجبة هي قال لا
خير
لكم
وأن تعتمروا يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي يقول ضحى رسول الله بكبشين أملحين موجوءين فقرب أحدهما فقال اللهم منك وإليك اللهم إن هذا عن أمة محمد وأهل بيته ثم قرب الآخر فقال بسم
الله اللهم منك وإليك اللهم هذا عمن وحدك من أمتى

۱۳۸

الذكر
روى ابن المبارك بسنده عن معاذ بن جبل قال ما عمل عبد
من عمل أنجى له غدًا من ذكر الله تعالى
عبد

الله بن بشر صاحب النبي الله يقول قال رجل يارسول الله أى العمل أفضل قال لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله الحسن قال سئل النبي أي الأعمال أفضل قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى
یعنی

أبي هريرة ونحن في بيت هذه أم الدرداء أنه سمع رسول الله أنه قال أنا مع عبدى ما ذكرني وتحركت بی
شفتاه
يأثر عن ربه
خالد

بن معدان قال إن الله يقول من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ أفضل – أو قال أطيب وأكرم قال - وقال ما من عبد يضع صدغه للفراش وهو
منه
يذكر الله تعالى إلا كتب ذاكرًا حتى يستيقظ متى استيقظ أبي هريرة وأبي سعيد الخدرى عن النبي ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وتغشتهم
الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده

أبي هريرة أن رسول الله لا قال سبعة يظلهم
يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل
الله
وشاب نشأ
في ظله
في عبادة
۱۳۹

الله
في
الله
عز وجل ورجل كان قلبه معلقاً في المسجد ورجلان تحابا عز وجل ورجل ذكر الله في الخلاء ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إني أخاف رب العالمين ورجل تصدق بصدقة فأخفاها لا تعلم شماله
بما صنعت یمینه
حتى
أبي سعيد المقبرى قال قيل يا رسول الله أى الحاج أعظم أجرا قال أكثرهم الله ذكرًا قال فأى المصلين أعظم أجرا قال أكثرهم الله ذكرًا قال فأى المجاهدين أعظم أجرا قال أكثرهم الله ذكرا قال زهرة فأخبرني أبو سعيد المقبرى أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر ذهب الذاكرون بكل خير شريح بن عبيد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما إن ربكم يقول إن عبدى كل عبدى الذي يذكرني وإن كان
مكافئا قرنه
أبي سعيد الخدرى أن رجلا أتاه وقال أوصنى يا أبا سعيد
فقال له أبو سعيد سألت عما سألت عنه من قبلك قال أوصيك

بتقوى الله فإنه رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في أهل السماء وذكرك في أهل الأرض وعليك بالصمت إلا في حق
فإنك به تغلب الشيطان
مالك
بن
أنس قال بلغني أن عيسى بن مريم قال لقومه
لا تكثرو الكلام بغير ذكر الله تعالى فتقسوا قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون ولا تنظروا في ذنوب الناس
١٤٠

كأنكم أرباب وانظروا فيها كأنكم عبيد إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية
عبد الوهاب بن الورد قال ما اجتمع قوم في مجلس أو ملاً إلا كان أولاهم بالله الذى يفتح بذكر الله عز وجل حتى يفيضوا في
ذكره وما اجتمع قوم فى مجلس أو ملاً إلا كان أبعدهم من الله الذي يفتح بالشر ثم يخوضوا فيه سعيد بن جبير قال الخشية أن تخشی
الله
حتى تحول خشيته
بينك وبين معصيته فتلك الخشية والذكر طاعة الله ومن أطاع الله فقد ذكره ومن لم يطع الله فليس بذاكر وإن أكثر التسبيح وتلاوة
الكتاب
خالد
الله
بن عمران يقول قال رسول الله من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن عيسى بن عمرو قال كأنهم ذكروا عند ربيع بن خثيم شيئًا من أمر الناس فقال ربيع ذكر الله خير لكم من ذكر الرجال
ما
حمزة من بعض ولد ابن مسعود قال طوبى لمن أخلص دعاءه ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينسه ذكر الله
وعبادته
الله

أذناه
تسمع ولم يحزن نفسه بما أعطى غيره

أبي هريرة قال قال رسول الله له إني لأستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال الأواب الحفيظ الذي
لا يقوم من مجلسه حتى يستغفر الله سبحانه وتعالى
١١٤١

عبيد بن عمير في قول الله تعالى ﴿ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ۱ قال هم الذين يذكرون ذنوبهم فى الخلاء ويستغفرون منه على بن أبي طالب قال ما حدثنى أحد عن رسول الله الله
إلا استحلفته غير أبي بكر إنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر
6
إنه سمع النبي علل ويقول ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يصلى ركعتين ثم يستغفر ربه إلا غفر الله تعالى له مالك بن الحارث قال يقول الله تعالى إذا شغل عبدى ثناؤه-
على عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين

عبيد بن عمير قال تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير
من جبال الدنيا تسير معه ذهبا

له
سعيد بن جبير قال إن أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله على كل حال أو قال في السراء والضراء
الحسن

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول الحمد لله بالإسلام
فقال إنك لتحمده على نعمة عظيمة أبي سعيد مولى ابن عامر أن رسول الله الامر على رجل وهو يقول الحمد لله الذى جعلنى من أمة محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كفى بها من نعمة

سعيد بن جبير قال إذا قال أحدكم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فليقل الحمد لله رب العالمين ثم قرأ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الله الحمد الله
رب العالمين
1 الإسراء من الآية ٢٥
١٤٢

عثمان
بن حيان قال أكلنا مع أم الدرداء طعاما فأغفلنا الحمد لله فقالت يا بني لا تدعوا أن تأدموا طعامكم بذكر الله أكلاً وحمدا خيرًا
من أكل وصمت

شهر بن حوشب قال كان يقال إذا جمع الطعام أربعا كمل كل شأنه إذا كان أوله حلاله وذكر اسم الله تعالى وكثرت عليه الأيدى وحمدا الله تعالى عليه حين يفرغ منه فقد كمل كل شيء
شيء من
من
القرآن
أكبر
شانه
الحسن أن رسول الله قال ألا أنبئكم بأفضل الكلام ليس

وهو من القرآن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نزل بأبي الدرداء رجل فقال أبو الدرداء أمتيم فنسرح أو ظاعن فنعلف قال بل ظاعن فقال ما أجد لك شيئًا أعلمكه أفضل من كلمات سمعتهن من رسول الله أو قال علمنيهن رسول الله لا تدرك به من قلبك ولا يدركك من بعدك إلا من جاء بهن تكبر في دبر كل صلاة أربعا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتسبح ثلاثا
وثلاثين

قيس بن بشر التغلبى قال كان أبى جليسا لأبي الدرداء بدمشق وكان بدمشق رجل من أصحاب رسول الله من الأنصار يقال له ابن الحنظلية وكان رجلا متوحدًا قلما يجالس الناس إنما هو صلاة فإذا انصرف فإنما هو تكبير وتسبيح وتهليل حتى يأتى منزله فمر بنا يوما ونحن عند أبي الدرداء فسلم فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا
١٤٣

ولا تضرك فقال لنا رسول الله إنكم قادمون على إخوانكم
فأصلحوا لباسكم وأصلحوا رجالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في
الناس إن الله لا يحب الفحش والتفحش

ربيع بن خيثم قال أقلوا الكلام إلا في تسع تسبيح وتحميد
وتهليل وتكبير وقراءة القرآن وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وسؤالك الخير وتعوذك من الشر

أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كلمة كنز من كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله ! قال لا حول ولا قوة
إلا بالله أبي موسى الأشعري قال - كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما أقبلنا وأشرفنا على المدينة كبر الناس تكبيرة ورفعوا بها أصواتهم فقال رسول الله الله إن ربكم ليس بأصم ولا غائب هو بينكم وبين رؤوس رواحلكم ثم قال يا عبد الله بن قيس ! ألا أعلمك
كلمة كنزا من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله الله أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم
عبد
C
والبشر يرى في وجهه فقال إنه جاءتى جبرائيل فقال أما يرضيك يا محمد أن لا يصلى عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا
ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا
الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسب المؤمن من البخل إذا
ذكرت عنده فلم يصل على صلوات الله عليه وسلم تسليما عبدالله بن عمرو أن رجلا قال يا رسول الله ! إن المؤذنين يفضلوننا
قال رسول الله قولوا كما يقولون فإذا فرغت فسل تعطه
6
١٤٤

ن عبد الله
بن
أبي أوفى قال كان رسول الله إذا أصبح قال أصبحنا وأصبح الملك والكبرياء والعظمة والخلق والليل والنهار وما سكن فيها الله وحده لا شريك له اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحًا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحًا وأسألك خير الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين
الحسن أنه قال إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداويًا في طاعة الله فبغاك وبغاك فراك مداوماً ملك ورفضك وإذا كنت مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك
عن
أبي الضحى قال سمعته يقول إن عباد الله الذين لا خوف

عليهم ولا هم يحزنون الذين إذا رؤوا ذكر الله الحسن قال قال رسول الله إن عباد الله إذا رؤوا ذكر الله
تعالى
الحسن قال إن من أفضل العمل الورع والتفكر

عون بن عبد الله قال قلت لأم الدرداء أي عبادة أبي الدرداء كان أكثر قالت التفكر والاعتبار حميد بن هلال خرج أبو رفاعة يريد السوق فلقى رجلا فقال أين تريد فلما أكثر عليه قال أذكر الله عز وجل حيث لا يذكر
أبي الدرداء قال إن أحب عباد
الله
إلى
الله
الذين يحبون الله

ويحببون الله إلى الناس والذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة
لذكر
الله
عز وجل

سعيد بن جبير قال سئل رسول الله له من أولياء الله قال
الذين إذا رؤوا ذكر الله عز وجل

١٤٥

الله
بن مسعود أن الجبل يقول للجبل يا فلان هل مر بك عبد اليوم ذاكر الله فإن قال نعم سر به ثم قرأ عبد الله بن مسعود ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إداره إلى قوله و أن دَعَوْا للرَّحْمَنِ وَلَدًا ۱ قال أفلا تراهن يسمعن الزور ولا يسمعن الخير
قتادة قال كان يقال ما سهر لليل منافق – اهـ
أو
عن شيء منه
عمر بن الخطاب قال من نام عن حزبه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأها
من الليل
رزد
۱ مريم الآيات ۸۸-۹۱
12
الت

الدعاء
روى ابن المبارك بسنده عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله إن القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فادعوا الله أيها الناس حين تدعون وأنتم موقنون بالإجابة فإن
دعاه عن ظهر قلب غافل
علقمة
الله لا
يستجيب لعبد
بن مرثد وإسماعيل بن أمية أن رسول الله كان إذا فرغ

من صلاته - رفع يديه وضمها وقال رب اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت لك الملك ولك
الحمد
رجل من
أصحاب النبي الله قال أتيت النبي ضحى أقال

فسمعته يقول مائة مرة اللهم
وهو يصلى الضحى - حصين يشك اغفر لي وارحمني قال عبد الرحمن يعجبنى الرجل أن يقول هذا في
السحر عند وجه الصبح
الحسن في هذه الآية ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ قال اعملوا فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات
وأبشروا
فضله ويزيدهم من
أبي هريرة قال

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة
۱ غافر من الآية ٦٠
١٤٧

الله أن
من أمتى زمرة هم سبعون ألفًا تضىء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر فقال أبو هريرة فقام عكاشة الأسدى فقال يا رسول الله ادعا يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال ادع الله أن يجعلنى منهم فقال سبقك بها عكاشة بن مالك يا أبا حمزة ادع
القاسم بن عبيد قال قلت لأنس
الله لنا قال الدعاء يرفعه العمل الصالح
سفيان قال بلغنا أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلم سلم
أنس
بن
مالك أن
النبي عل الله عاد رجلا من المسلمين قد خفت الله
وصار مثل الفرخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشيء قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبني في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه فهلا قلت و ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ۱ فدعا الله فشفاه
أبي
موسى قال
كنا مع الرسول فجعلنا لا نعلوا شرفا ولا نهبط واديا إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير فدنا منا النبي فقال أيها الناس إنكم لستم تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعاً قريباً فأربعوا على أنفسكم ثم قال يا عبد
الله بن قيس ألا أعلمك
كلمة من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله
الحسن قال قال داود رب لا مرض يفنيني ولا صحة تنسينى
ولكن بين ذلك
1 البقرة الآية ٢٠١
١٤٨

الربيع بن خيثم قال مناشدة العبد لربه عز وجل أن يقول قضيت
الله

نفسك الرحمة وما رأيت أحدًا يقول قد أديت ما على فأد ما عليك شداد قال قال رجل يا رسول الله ما الأواه قال بن الخاشع الدعاء المتضرع ثم قرأ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهُ
عبد

الأواه حليم ۱
۱ التوبة من الآية ١١٤
124

الأخلاق
هجرته
روى ابن المبارك بسنده عن عمر بن الخطاب قال - قال رسول الله إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه يحيى بن أبي كثير قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم فمن كان له قلب صالح تحنن الله عز وجل عليه وإنما أنتم بني آدم أكرمكم عند الله أتقاكم
زبيد قال يسرني أن يكون لي في كل شيء نية حتى في الأكل
والنوم

أبي عبيدة بن عقبة قال من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله سبحانه وتعالى يأجر العبد إذا أحسن نيته
عمر بن
الخطاب
رضی
الله
شيء أفئدة اه
عنه قال اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق
سليمان قال إن لكل امرئ جوانيا وبرانيا فمن يصلح جوانيه
يصلح
الله
برانيه ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه
شداد بن أوس عن

النبي قال الكيس من دان نفسه وعمل
لما بعد الموت والفاجر من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله
١٥٠

الحسن قال اعتبروا الناس بأعمالهم ودعوا قولهم فإن الله لم يدع قولا إلا جعل عليه دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه فإذا سمعت قولا حسنا فرويدا بصاحبه فإن وافق قولا وعملا فنعم ونعمة عين فاخه وأحببه وأودده وإن خالف قولا وعملا فماذا يشبه عليك منه أو ماذا يخفى عليك منه إياك وإياه لا يخدعنك كما خدع ابن آدم إن لك قولا وعملا فعملك أحق من قولك وإن لك سريرة وعلانية فسريرتك أحق بك من علانيتك وإن لك عاجلة وعاقبة فعاقبتك أحق
بك من
بكر

عاجلتك
بن الأشعث قال طلق ابن حبيب
عبد الله قال لما كانت فتنة بن اتقوها بالتقوى قال بكر أجمل لنا التقوى قال التقوى عمل
بطاعة الله على نور من
الله على نور من
الله
رجاء رحمة الله والتقوى ترك معصية
الله خيفة عقاب الله
سفيان قال أمهم أبو وائل فرأى من صوته فقال كأنه أعجبه قال
فترك الإمامة
يزيد بن ميسرة قال - قال الله إني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكني أنظر إلى همه وهواه فإن كان همه وهواه لى جعلت صمته وقارا وحمدا لى وإن لم يتكلم

المغيرة بن حكيم قال قالت فاطمة بنت عبد الملك ما مغيرة ! قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصوما من عمر بن عبد العزيز ولكن لم أر رجلاً من الناس قط أشد فرقًا من ربه من عمر بن عبد العزيز فكان إذا دخل بيته ألقى نفسه في مسجده فلا يزال يبكى ويدعو حتى تغلبه عيناه ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع
١٥١

توبة العنبرى قال أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان ابن عبد الملك فقدمت عليه فقلت لعمر بن عبد العزيز هل لك حاجة إلى صالح فقال قل له عليك بالذى يبقى لك عند الله ما بقى عند الله بقى عند الناس وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس سفيان قال قال رجل للحسن أوصنى قال أعز أمر الله يعزك
الله - اه
"
أبي قتادة وأبى الدهماء قالا أتينا على رجل من أهل البادية فقال البدوى أخذ رسول الله الله بيدى فعلمني مما علمه الله فكان مما حفظت عنه أن قال وإنك لن تدع شيئًا اتقاء الله إلا أعطاك الله
خيرا منه
أبي بن كعب قال - ما ترك عبدا شيئًا لا يتركه إلا الله إلا أتاه الله بما هو خير منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون عبد أو أخذه من
حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد منه من حيث لا يحتسب سهل الأنصاري قال - قال رسول الله ما من امرئ مسلم امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من
ينصر
حرمته إلا نصره
الله
في موطن يحب فيه نصرته
الشعبي قال كنت سمعت النعمان بن بشير يقول ياأيها الناس تراحموا فإني سمعت رسول الله بأذنى المسلمون كالرجل الواحد إذا منه عضو من أعضائه تداعى له سائر جسده
اشتکی
الحسن قال

قال نبي الله والذي نفسي بيده لا يدخل
الجنة إلا رحيم قالوا كلنا رحماء قال برحمة أحدكم خويصته حتى
يرحم الناس قال إسماعيل قال يونس بيده
كأنه
يريد العامة
١٥٢

معاذ بن أنس الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حمى
مؤمنا من
مأزق بعث له
رمی
مما قال
يوم
القيامة ملك يحميه من نار جهنم ومن
مؤمناً بشيء يريد شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج

أبي أمامه قال قال رسول الله من مسح بكل شعره مرت يده عليها حسنة
رأس يتيم
كان له

عمرو بن مالك أو مالك بن عمرو قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضم يتيما بين أبوين مسلمين حتى يستغنى فقد وجبت له الجنة أبي هريرة عن النبي قال خير بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت فى المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ثم قال بأصبعيه أنا وكاف اليتيم في الجنة كهكذا وهو يشير بأصبيعيه أبي هريرة أنه رأى رجلا عَلَى دابته وغلامًا يسعى خلفه فقال
یا عبدالله احمله فإنما هو أخوك روحه مثل روحك فحمله عبد الله بن عمرو قال مر رسول الله علل برجل يحلب شاة فقال
إذا حلبت فأبق لولدها فإنها من أبر الدواب
نا عبد الله ابن مسعود قال إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه تقولوا اللم اخزه اللهم العنه ولكن سلوا الله العافية فإنا أصحاب محمد علا الله كنا لا نقول في أحد شيئًا حتى نعلم على ما يموت فإن ختم له بخير علمنا - أو قال رجونا – أن يكون قد أصاب خيرًا وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله عمر بن الخطاب قال حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه
١٥٣

أهون أو قال أيسر لحسابكم وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا
للعرض الأكبر ويَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ حَافِية 1
سفيان أن الأحنف
بن قيس قال ثلاث ليس عندى فيهن

أناة
الضيف إذا نزل بى أن أعمل له ما كان والجنازة لا أحبسها والأيم
إذا عرض لها رغبة أن أزوجها
مجاهد قال اتباع الجنائز أفضل من النوافل

سعيد بن المسيب قال للمتحابين فى الله عز وجل منابر من نور يغبطهم بها الشهداء عبد الرحمن بن سابط قال أخبرت أن عن يمين الرحمن تبارك وتعالى - وكلتا يديه يمين - قوم على منابر من نور وجوههم نور عليهم ثياب خفر تغش أبصار مناظرين دونهم

وليسوا بأنبياء
ولا شهداء قيل فما هم قال قوم تحابوا في جلال الله
عصی
الله في أرضه
طلحة
أحبهما
حين
الله بن كريز قال ما تحاب متحابان في الله إلا كان عبید بن إلى الله أشدهما حبا لصاحبه وإن مما لا يرد من الدعاء دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب وما دعا له بخير إلا قال الملك الموكل ولك
مثله

عبد الله بن عمرو بن العاص قال

قال رسول الله المقسطون
يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا
1 الحاقة الآية ١٨
١٥٤

أبي الدرداء قال نعم صومعة المرء المسلم بيته يحفظ عليه نفسه
وسمعه وبصره إياكم ومجالس السوق فإنها تلهى وتطغى
عن

من
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم بالكلمة رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله تعالى بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة سخط الله من عز وجل لا يلقى لها بالا يهوى بها في
جهنم

علقمة بن أبي وقاص الليثى أن بلال بن الحارث المازني قال له إنى رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء وتفشاهم فانظر ماذا تحاضرهم به فإني سمعت رسول الله الله يقول إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الخير ما يعلم مبلغها يكتب الله له رضوانه إلى يوم يلقاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من الشر ما يعلم مبلغها يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه وكان علقمة يقول رب حديث قد حال بيني وبينه
ما سمعت من بلال
بهذ بن حكيم
عن
أبيه
عن
جده قال
سمعت رسول الله
يقول ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له
من الرياء
أبي هريرة قال قال رسول الله له إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك جلساءه يهوى بها أبعد عائشة قالت قال رسول الله الله من أرض الناس بسخط الله
وكله الله إلى الناس ومن أرض الناس برضاء الله كفاه الله ابن مسعود قال لأن الحسن بجمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن أو لشيء لم
يكن ليته كان
١٥٥

عن موسى بن
أبي
عيسى المديني قال
---
قال رسول الله
كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم قالوا يا رسول الله وإن ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر قالوا يا رسول الله وإن ذلك لكائن قال واشد منه كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرًا الشعبي قال - سمعت النعمان بن بشير يقول على هذا المنبر يا أيها الناس خذوا على أيدى سفهائكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قوما ركبوا في سفينة فاقتسموا فأصاب كل رجل منهم مكانا فأخذ رجل منهم الفأس فنقر مكانه قالوا ما تصنع قال مكاني أصنع با ماشئت فإن أخذوا على يديه نجوا ونجا وإن تركوه غرق وغرقوا خذوا على أيدى سفهائكم قبل أن تهلكوا
أنس
به
بن مالك قال عطس رجلان عند النبي عله شمت رسول الله عمال أحدهما ولم يشمت الآخر وقال إن هذا قال الحمد لله ولم تقل أنت الحمد لله عقبة بن عامر قال قلت يا نبي الله ما النجاة قال أن تمسك
عليك لسانك ويسعك بيتك وابك على خطيئتك

أبي أمامة عن النبي قال قال الله تعالى أحب ما يعبدنى
به النصح لى أبي

نجيح قال سمعت طاوسا يسأل أبي عن حديث فرأيت طاووسا كأنه يعقد بيده وقال أبي يا أبا عبد الرحمن إن لقمان قال إن من الصمت حكمًا وقليل فاعله فقال له طاووس يا أبا نجيح إنه
من تكلم واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله
١٥٦

حذيفة بن اليمان إن الحق ثقيل وهو مع ثقله مریء
الباطل خفيف وهو مع خفته وبيء وترك الخطيئة أيسر أو قال
خیر

من طلب التوبة ورب شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلا
وإن

1
سمرة بن جندب قال من سره أن يعلم ماله عند الله فلينظر ماله
أن
عنده ومن سره
السر
يعلم
مكان الشيطان منه فلينظره عند عمل
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أن أبا ذر الغفاري دعى إلى وليمة فلما حضر إذا هو بصوت فرجع فقيل له ألا تدخل فقال أسمع فيه
صوتًا
ومن كثر سوادا كان
من
عمله
من

أهله
ومن رضى عملا كان شريك
عطاء
بن السائب أن أبا البخترى وأصحابًا له كان إذا مشى احدهم
في الطريق فسمع ثناء عليه ثنى منكبيه وقال خشعت الله سعيد بن جابر أن أبا الدرداء قال إذا قضى الله قضاء أحب أن
يرضى بقضائه

سفيان عن زبيد قال عبد الله الفرح والروح في اليقين والرضا والغم والحزن في الشك والسخط أبي الدرداء قال أحسنوا مجاورة نعم الله ولا تملوها ولا تنفروا
4
فإنها لكل ما نفرت عن قوم فعادت إليهم
الله
بكير بن الأشج أن عبد بن سلام خرج من حائط له بحزمة حطب يحملها فلما أبصره الناس قالوا يا أبا يوسف ! قد كان يعنى في ولدك وعبيدك من يكفيك هذا قال أردت أن أجرب قلبي هل
ينكر هذا
١٥٧

على بن يزيد قال سمعت عمر بن عبد العزيز وهو يخطب يقول
ألا إن أفضل العمل أداء الفرائض وإمساك عن المحارم

سليم بن جابر بن سليم قال أتيت النبي وهو جالس مع أصحابه فقلت أيكم فأما أن يكون أوماً إلى نفسه وإما أشار
یا رسول
الله
النبي
إليه القوم فإذا هو محتب ببرودة قد وقع هو بها على قدميه فقلت إني سائلك عن أشياء فعلمني قال اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى وإياك والمخيلة فإن الله لا يحب المخيلة وإن امرؤ شتم بعيرك بأمر يعلمه فيك فلا تعيره بأمر تعلمه فيه فيكون لك أجره وعليه إثمه ولا تسبن أحدا هشام بن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة بنی لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسيط تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم
العطاء
عائشة قالت من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن الذنوب فإنكم لم تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب اهـ
أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كف لسانه
الناس
عن
أعراض
أقال الله عثرته يوم القيامة ومن كف غضبه عنهم وقاه الله
عذابه يوم القيامة
عبد الله
بن مسعود لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلبا وإني أكره أن أرى الرجل فارغاً ليس في عمل آخرة ولا دنيا

أبي بكر بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله فلا يحل لأحدهما أن يغش على صاحبه ما يكره
١٥٨

أبي هريرة قال - قال رسول الله الله إذا أحب أحدكم أن يعلم
قدر نعمة الله عليه فلينظر إلى من هو تحته ولا ينظر إلى من هو فوقه
ألا

جابر بن عبد الله قال سمعت النبي الله يقول قبل موته بثلاث يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن الحسن قال - ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة
المال ولكن غنى القلب
أنس
بن مالك قال - قال رسول الله إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر
على يديه
عمر بن الخطاب وهو يخطب فى الناس ويقول لا يعجبكم من الرجل طنطنته ولكنه من أدى الأمانة وكف عن أعراض الناس
فهو الرجل أبي ذر قال أوصاني خليلي إذا صنعت مرقا فأكثر ماءها ثم
انظر إلى أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف حوط بن رافع أن عمرو بن عتبة كان يشترط على أصحابه أن يكون خادمهم قال فخرج في الرعى في يوم حار فأتاه بعض أصحابه فإذا هو بالغمامة تظله وهو نائم فقال أبشر يا عمرو ! أن لا يخبر به أحدا قتادة قال أنبئت أن عامر بن عبد قيس تخلف عن أصحابه فقيل له إن هذه الأجمة فيها الأسد وإنا نخشى عليك فقال إني لا أستحى أن أخشى شيئًا دونه من ربى
فأخذ عليه عمرو
١٥٩

بلال بن سعد قال إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها وإذا

أعلنت فلم تغير ضرت العامة أزهر بن راشد الكندى أن رسول الله قال إن العبد ليبدى
عن نفسه ما ستره الله فيتمادى في ذلك حتى يمقته الله

عمر بن عبد العزيز قال كان يقال إن الله تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ولكن إذا عمل المنكر جهارًا استحقوا كلهم العقوبة عبد الله بن الحسن قال – قال على لا يترك الناس شيئًا من دينهم إرادة استصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر عليهم وما هو شر عليهم منه
أنس بن مالك قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنعش حقا بلسانه
جرى له
حتى
يأتى الله
يوم
القيامة فيوفيه ثوابه
وقال حبان حقا يعمل به بعده

ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرني جبريل أن أيسر أبيه قال - قال رسول صلى الله عليه وسلم من ظلم شبرا
العدل
عبد الله بن عمر عن
الأرض خنق به يوم القيامة
أنس
بن
بی رجالا
مالك أن النبي قال رأيت ليلة أسرى تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل قال من أمتك يأمرون الناس بما لا يفعلون
هؤلاء خطباء
الحسن
أنه
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا والله ما كانت تغلق دونه الأبواب ولا تقوم دونه الحجبة ولا يغدى عليه بالجفان ولا يراح عليه بها ولكنه كان بارزاً أراد أن يلقى نبى الله ما لقيه من
١٦٠

وكان والله يجلس بالأرض ويوضع طعامه بالأرض ويلبس الغليظ
ويركب الحمار ويردف بعده ويلعق والله يده

رجل قال كان طارق قال إن لم يبايع سعيد بن المسيب لأقتلنه قال فدخلنا على سعيد بن المسيب فقلنا له فقال لا أبايع لرجلين فقيل له تغيب فقال أحيث لا يقدر على الله فقلنا اجلس في
بيتك فقال أدعى إلى الفلاح فلا أجيب
خالد الربعي قال كنا نتحدث أن مما يعجل عقوبته أو قال لا يؤخر عقوبته الأمانة تخان والإحسان يكفر والرحم تقطع والبغى
على الناس
ثوبان قال
يصيبه
اهـ

قال النبي الله إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب
ابن عباس قال مر بنا رسول الله له بقبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة ثم قال فأخذ جريدة فشقها بنصفين فغرز في كل قبر واحدة فقيل يا رسول الله ! لم فعلت هذا فقال لعله
يخفف عنهما ما لم ييبسا

شعيب الجبائي قال إذا كمل فجور الإنسان ملك عينيه فمتى
شاء أن يبكى بكي – اهـ
ضمرة بن حبيب
أن رسول
قال إن أول شيء يرفع من
هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا اهـ زبيد أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب إني موصيك بوصية إن
١٦١

عليهم
حفظتها إن الله تعالى حقا بالنهار لا يقبله بالليل ولله في الليل لا يقبله في النهار وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله وحق الميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا إنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل وخفته عليهم وحق للميزان ألا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف وأن الله ذكر أهل الجنة بصالح ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم فيقول قائل أنا أفضل من هؤلاء - وذكر آية الرحمن وآية العذاب فيكون المؤمن راغبا راهبًا ولا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقى بيده إلى التهلكة فإن حفظت قولى فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ولابد لك وإن ضيعت وصيتى فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت
منه
ولن تعجزه
الحسن قال قال رسول الله الله كلكم يحب أن يدخل الجنة
قالوا نعم جعلنا الله فداك

قال فاقصروا من الأمل وتبينوا حالكم من أنصاركم واستحيوا
الله من
حق الحياء
قلنا كلنا نستحى من
الله
قال الحياء من الله أن لا تنسوا المقابر والبلى ولا تنسوا الجوف وما وعى ولا الرأس وما حوى ومن يشتهى كرامة الآخرة يدع زينة
الدنيا هنالك يكون قد استحى من الله وأصاب ولاية الله حكيم بن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فتح له باب من الخير
ما ينتهزه فإنه لا يدرى متى يغلق عنه - اهـ
١٦٢

الزهد
روى ابن المبارك بسنده عن عون بن عبد الله أنه كان يقول كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومنتظر غدًا لا يبلغه لو تنظرون إلى ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره
الأجل
أبي الدرداء قال أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك يملاً فيه ولا يدرى أرض الله أم أسخطه وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدى
الله
يوم تبدو السريرة علانية ثم لا أدرى إلى الجنة أم إلى النار
عبد الله
عز وجل

بن عمر قال - قال رسول الله ما زان الله العباد
بزينة أفضل من زهادة الدنيا وعفاف في بطنه وفرجه بن سعد قال زاهدكم راغب ومجتهدكم مقصر
بلال
وعالمكم
جاهل وجاهلكم مغتر على بن أبي طالب قال إنما أخشى عليكم اثنين طول الأمل واتباع الهوى فإن طول الأمل ينسى الآخرة وإن اتباع الهوى يصد عن الحق وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل سفيان بن عيينة قال - أخبرنا رجل قال قيل للحسن في شيء
١٦٣

قاله يا أبا سعيد ما سمعت أحدا من الفقهاء يقول هذا قال وهل رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد فى الدنيا الراغب في الآخرة الدائب في العبادة قال وما رأيت فقيها قط يدارى ولا يمارى ينشر حكمة الله فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله

ابن سعد أن حفصة قالت لعمر ألا تلبس ثوبا ألين من ثوبك وتأكل طعامك هذا فقد فتح الله عليك الأرض وأوسع من
طعاما أطيب عليك الرزق قال سأخصمك إلى نفسك فذكر أمر الله رسول الله وما كان يلقى من شدة العيش ولم يزل يذكر حتى بكت ثم لأشركنها في مثل عيشهما الشديد لعلى أدرك معهما مثل
قال عمر
عيشهما الرخي
علقمة
بن عبد الله قال اضطجع رسول الله له على حصير
فأثر
عنه
وأقول يارسول
الله
الحصير بجلده فلما استيقظ جعلت أمسح ألا آذنتني قبل أن تنام على هذا الحصير فأبسط لك عليه شيئًا يقيك منه فقال رسول الله مالى وللدنيا وما للدنيا ولى ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل في فييء أو ظل شجرة ثم راح وتركها فهر قال كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله الله على السخلة الميتة فقال رسول الله أترون هذه هانت على أهلها حتى ألقوها قالوا من هوانها ألقوها
المستورد بن
شداد أحد
بنی
يا رسول الله ! قال فالدنيا أهون على الله هذه على أهلها من

مسلمة قال دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد صلاة الفجر في
بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا يدخل عليه أحد فجاءته الجارية
١٦٤

بطبق عليه تمر صيحاني وكان يعجبه التمر فرفع بكفيه
منه فقال
من الماء فإن
يا مسلمة ! أترى لو أن رجلا أكل هذا ثم شرب عليه الماء على التمر طيب أكان مجزيه إلى الليل قال قلت لا أدرى فرفع منه فقال فهذا قلت نعم يا أمير المؤمنين ! كان كافيه دون ما هذا حتى ما يبالى أن لا يذوق طعامًا غيره ! قال فعلام تدخل
أكثر
هذه
النار قال فقال مسلمة فما وقعت منى موعظة ما وقعت منى خيثمة قال قال سليمان بن داود صلى الله عليهما كل العيش قد جربناه لينه وشديده فوجدنا يكف منه أدناه

عن يسار بن نمیر قال مانخلت لعمر طعاما قط إلا وأنا له عاص ابن طاؤس عن أبيه قال أجدب الناس عهد عمر فما أكل سمينا

ولا سمنا حتى أكل الناس الحسن قال قال عمر بن الخطاب لا تنخلوا الدقيق فإنه طعام
کله
أنس
قميصه
بن
مالك قال لقد رأيت بين كتفى عمر أربع رقاع في
الخطاب
عن عامل لعمر كان على أذرعات قال قدم علينا عمر بن وإذا عليه قميص من كرابيس فأعطانيه فقال اغسله وارقعه قال فغسلته ورقعته ثم قطعت عليه قميصا فأتيته بهما فقلت هذا قميصك وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه فمسه فوجده لينا فقال لا حاجة
لنا فيه هذا أنشف للعرق منه
بن
مالك
دينار عن الحسن أن
عشرة رقعة بعضها من أدم

عمر بن الخطاب كان في إزاره اثنتا
١٦٥

هشام بن عروة عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب في خطبته تعلمون أن الطمع فقر وأن الأياس غنى وأنه من أيس مما عند الناس
استغنى عنهم
شداد
الهاد قال رأيت عثمان عفان
بن
بن
يوم
الجمعة على المنبر عليه إزار عدنى غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم يعنى خفيف اللحم طويل اللحية حسن الوجه
1

متناثرات
روى ابن المبارك بسنده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل موته حسان بن عطية قال - قال الله لا ينجو منى عبدى إلا بأداء ما اقترضه عليه وما يبرح عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه وما تقرب إلى بشيء أفضل من النصيحة فإذا فعل ذلك كنت قلبه الذي
يعقل به ولسانه الذي ينطق به وبصره الذي يبصر به أجبته إذا دعاني وأعطيته إذا سألني وأغفر له إذا استغفرني عائشة قالت قال رسول الله الله من يمن المرأة تيسير خطبتها
وتيسير صداقها

الحسن قال لا يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه
مطرف بن عبد
الله
بن الشخير قال لأن أبيت نائمًا وأصبح نادما
أن أبيت قائما وأصبح معجبًا

أحب إلى من ابن هبير أن الأواب الحفيظ الذى إذا ذكر خطاياه استغفر الله
عنها
مجاهد عن عبيد بن عمير قال الأواب الحفيظ الذي يذكر الذنب
فيتوب منه
عمرو بن ميمونة الأودى قال - قال النبى للرجل وهو يعظه
١٦٧

اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك

وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يظلم حسنته يتاب
أنس
بن
ولا يتزوج
مالك أن
عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة ابن عمر أنه كان يتسول حين يريد النوم وبكرة وحين يصبح معقل بن يسار قال كان أول ما عرفت عامر بن عبد العنبري إنى رأيته فوصف لى قريبا من رحية بني سليم وهو على دابة ورجل من أهل الذمة يظلم فنهى عنه فلما قال كذبتم والله لا تظلم ذمة الله اليوم وأنا شاهد وقال فتخلصه فلما كان بعد ذلك أتيته في منزله وكان الناس يقولون إن عامر لا يأكل السمن ولا يأكل اللحم النساء ولا تمس بشرته بشرة أحد ويقول إنى مثل إبراهيم فلما دخلت عليه أخرج يده من تحت برنس حتى أخذ بیدى فقلت هذه واحدة فلما تحدثنا قلت إن الناس يقولون إنك لا تأكل اللحم ولا تأكل السمن ولا تزوج النساء وتقول إنى مثل إبراهيم قال أما قولهم إنى لا اكل اللحم فإن هؤلاء قد صنعوا في الذبائح شيئاً لا أدرى ما هو فإذا اشتهيت اللحم أمرنا بشاة فاشتريت لنا فذبحناها وأكلنا من لحمها وأما قولهم إنى لا أكل السمن فإني لا أكل من ههنا وأكل ما يجىء ههنا وأما قولهم إنى لا أتزوج النساء فإنما هي نفس واحدة لقد كادت أن تغلبني وأما قولهم إنى
مثل إبراهيم فإني قلت إني لأرجو أن يجعلني الله
مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين

سليمان بن حميد
أن
عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الملك بن
١٦٨

عمر يعنى ابنه إنه ليس
أحد
من
الناس رشده وصلاحه أحب إلى من
رشدك وصلاحك إلا أن يكون والى عصابة من المسلمين أو من أهل العهد يكون لهم في صلاحه مالا يكون لهم في غيره أو يكون عليهم من فساده مالا يكون عليهم من غيره
سليمان التميمى قال سمعت أنسًا يقول كنت قائما على الحى أسقيهم عمومتى وأنا أصغرهم - فقيل حرمت الخمر فقال اكفأها فكفأناها قلت لأنس ما شرابهم قال رطب وبسر ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ

عائشة عن النبي الله قال لا وفاء ينذر من
كفارة يمين
معصية |
الله وكفارته
عزبه الخولاني
أنه كان في مجلس خولان
محمد بن زياد عن أبي في المسجد جالسا فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون
فسأل
عنه فقالوا خرج يتزحزح هاربًا من الطاعون فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ماكنت أرى أنى أبقى حتى أسمع بمثل هذا أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم أولها لقاء الله كان أحب إليهم من الشهد والثانية لم يكونوا يخافون عددا قلوا أو كثروا والثالثة لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا كانوا واثقين بالله أن يرزقهم والرابعة إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضى سالم عن أبيه قال أكثر ما رأيت النبي يحلف بهذا اليمين
لا ومقلب القلوب
الله
فيهم
ما قضى

١٦٩

سالم بن أبي الجعد قال سأل رجل ابن عباس عن رجل قتل مؤمنا متعمدا ثم تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال وأنى له الهدى سمعت رسول الله الله يقول يجىء المقتول يوم القيامة متعلقاً
بالقاتل تشخب أو داجه دما فيقول يارب سل هذا لم قتلنى
سعيد بن المسيب قال من جلس في المسجد - وقال ابن حيوية من جلس فى المجلس - فإنما يجالس ربه قال محمد مسلمة فما بن حقه أن يقول إلا خيراً مكحول قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخلص الله العبادة أربعين
يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
الله
عنها قالت

قال رسول الله إن أحب
عائشة رضي الأعمال إلى الله أدومها وإن قل فكانت عائشة إذا عملت عملا
داومت عليه
حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أن عمر بن الخطاب قال
عن
العزلة
خذوا بحظكم أنس بن مالك أن رسول الله كان يخطب يوم الجمعة ويسند
ظهره إلى خشبة فلما كثر الناس قال ابنوا لى منبراً فبنوا له منبرا إنما كان عتبتين فتحول من الخشبة إلى المنبر فحنت والله الخشبة حنين الوله فقال أنس أنا والله في المسجد أسمع ذلك والله ما زالت تحن حتى نزل رسول الله لا من المنير ومشى إليها فاحتضنها فسكتت فبكى الحسن وقال يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه !

الفا
رفاعة الجهني - واللفظ لابن المبارك - قال أقبلنا رسول الله مع حتى إذا كنا بالكديد أو قال بقديد جعل رجلا منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم وحمد الله وقال ابن صاعد في المرة الثانية وأثنى عليه - وقال خيرا وقال أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقًا من قلبه ثم سدد إلا سلك به أن في الجنة وقد وعدنى ربى يدخل الجنة من أمتى سبعين لاحساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة وقال إذا مضى نصف الليل أوقال ثلث الليل ينزل إلى السماء والدنيا فيقول لا أسأل عن عبادى غيرى من ذا الذي يستغفرني فأغفر ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه
له
من
حتى ينفجر الصبح أبي هريرة أن النبى الله قال من بات طاهرا بأن في شعاره ملك لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا

الزهري قال قال لى عبد الملك بن مروان عن الحديث الذي جاء النبي علا من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق قال فقلت له أين يذهب لك يا أمير المؤمنين هذا قبل الأمر والنهي
وقبل الفرائض عن نافع سمعت ابن عمر سمعت النبي يقول كل مسكر
حرام
الزهري قال بلغنا أنه أتى النبي عل الملك لم يأته قبلها ومعه
۱۷۱

جبرائيل صامت إن ربك يخيرك بين أن تكون نبيا ملكاً أو نبيا عبدا فنظر إلى جبرائيل كالمستأذن فأشار إليه أن تواضع فقال رسول الله بل نبيا عبدا فقال الزهرى فزعموا أن النبي لم يأكل منذ فارق الدنيا قال ابن صاعد وقد روى هذا الحديث
قالها متكا
حتى
الزبيدي عن الزهري
صلة
يومي
بن
أشيم العدوى قال خرجت في بعض قرى نهر نيرى أسير على دابتي في زمان فيوض الماء فأنا اسير على سناة فسرت لا أجد شيئًا أكله واشتد على فلقينى علج يحمل على عنقه شيئا فقلت ضعه فوضعه فإذا هو جبن فقلت أطعمنى منه فقال نعم إن شئت ولكن فيه شحم خنزير فلما قال ذلك تركته ومضيت ثم لقيت آخر يحمل على عنقه طعاما فقلت له أطعمني فقال هذا تزودت هذا كذا وكذا من يوم فإن أخذت منه شيئًا أضررت وأضعتنى فتركته ثم مضيت فوالله إنى لأسير إذ سمعت خلفى وجبه کخوايه الطیر یعنی صوت طيرانه فالتفت فإذا شيء ملفوف في أبيض أى خمار فنزلت فإذا دوخله من رطب في زمان ليس
سب
بی
منه
في الأرض رطبة فأكلت منه فلم أكل رطبا قط أطيب نفقت ما بقى وركبت الفرس وحمدت نواهن
الماء وشربت من
ثم

معى فحدثني عوف بن دلهم قال فرأيت ذلك السب مع امرأته ملفوفا فيه مصحفها ثم فقد بعده فلا يدرون سرق أم ذهب أم ماصنع
به
عن
بن معد يكرب قال المقداد

سمعت رسول الله يقول
ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكل يقمن صلبه
فإن كان لا محالة فثلث طعام وثلث شراب وثلث لنفسه

۱۷

الفصل الختامس
من حكمه ومواعظه وتوجيهاته
إن لابن المبارك من الحكم والمواعظ والتوجيهات الكثير اقتصرنا منها على قدر يسير وذلك أن المجال المستفيض لدراسة هذه النواحي عند ابن المبارك إنما هو في روايته المستفيضة للأحاديث وهو لم يقتصر في هذه الرويات على أحاديث رسول الله وإنما روى الكثير من حكم الحسن البصرى وغير الحسن البصرى من أفاضل الأمة الإسلامية ورواياته هذه إنما هي مختارات ولقد سئل مرة هل تشتغل بحفظ الآثار فقال إنني لا أشغل نفسى بحفظ شيء وإنما أنظر في الكتب
فما استحسنته نقش في صدري

من
ومن
إن رواياته إنما هى اختيار له واختيار المرء قطعة عقله شعوره ووجدانه إنما طابعه وخلقه - ولقد استفضنا في الرواية عنه في مجال الآثار وفى ذلك غناء عن الاستفاضة وفي إيراد حكمه ومواعظه وها هى ذى بعض حكمه ومواعظه وتوجيهاته عن ابن المبارك أنه سأله رجل عن الرباط فقال رابط بنفسك على تقيمها على الحق فذلك أفضل الرباط وكان يقول كيف يدعى رجل أنه أكثر علما وهو أقل خوفًا وزهدا
الحق حتى

وكان يقول من ختم نهاره بذكر كتب نهاره ذاكرا وكان
۱۷۳

يتحرى هذا العمل

وكان يقول رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل
تعظمه النية
کلامه
وكان رضي الله عنه يتمثل بهذين البيتين من وهل بدل الدين إلا الملوك عد وأحبار سوء ورهبانها
الله
كبير
لقد رتع القوم في جيفة يبين لذي العلم إنتانها وكان رضى عنه يقول مسكين ابن آدم قد وكل به خمسة أملاك ملكان بالليل وملكان بالنهار يجيئان ويذهبان والخامس لا يفارقه ليلا ولا نهارا وكان إذا اشتهى شيئًا لا يأكله إلا مع ضيف
وكان ينشد إذا ودع شخصاً
وهون وجدى أن فرقة بيننا فراق حياة لا فراق ممات
وسئل عبد
الله
ما ينبغي
أن يجعل عظمة شكرنا له قال زيادة آخرتكم ونقصان دنياكم وذلك أن زيادة آخرتكم لا تكون إلا بنقصان
دنياكم وزيادة دنياكم لا تكون إلا بنقصان آخرتكم
وعن عبد
الله
بن المبارك قال حب الدنيا في القلب والذنوب
احوشته فمتى يصل الخير إليه
قال ابن المبارك إذا عرف الرجل قدر نفسه يصير عند نفسه أذل
من الكلب
وكان يقول كن محبًّا للخمول كارها للشهرة ولا تحب من نفسك أنك تحب الخمول فترفع نفسك
وقال عبد
الله
بن المبارك ودعنى ابن جريج فقال استودعك الله إن
كنت المأمونا
١٧٤

قال وودعنى ابن عوف فقال إن استطعت أن تكون مهتارا
بذكر الله فكن
قال عبد
الله
بن المبارك لو أن رجلين اصطحبا في الطريق فأراد أحدهما أن يصلى ركعتين فتركهما لأجل صاحبه كان ذلك رياء
وإن صلاهما من صاحبه فهو شرك
عن ابن وهب قال رأى رجل سهيل بن على في المنام فقال ما فعل بك ربك قال نجوت بكلمة علمنيها ابن المبارك قلت له ما تلك الكلمة قال قول الرجل يارب عفوك عفوك
عبد الله عن
عن أبي بكر بن عياش قال اجتمع أربع المبارك بن
C
ملوك ملك فارس وملك الروم وملك الهند وملك الصين فتكلموا بأربع كلمات كأنما رمى بهن عن قوس واحدة فقال
أنا على قول ما لم أقدر رد ما قلت وقال الآخر
منی
على
أحدهم إذا قلتها ملكتنى وإذا لم أقدر ملكتها وقال الآخر لا أندم على وقال الآخر عجبت لمن يتكلم
ما لم أقل وقد أندم على ما قلت

بالكلمة إن رفعت عليه ضرته وإن لم ترفع عليه لم تنفعه
عن

أخبره قال قدم وفد من وفود العرب
عبدالله بن المبارك عمن على معاوية فقال لهم ما تعدون المروءة فيكم
قالوا العفاف في الدين والإصلاح في المعيشة فقال معاوية أسمع يا يزيد
قال رجل لابن المبارك بقى من ينصح قال فهل بقى من يقبل
وكان يقول كاد الأدب أن يكون ثلثى الدين

وقيل له إن جماعة من أهل العلم يأخذون من الناس الزكوات
۱۷۵

فقال فما نصنع إن منعناهم وقفوا عن طلب العلم وإن رخصنا

لهم حصلوا العلم وتحصيل العلم أفضل وكان يقول لأن أرد درهما من شبهة أحب إلى من أن أتصدق بستمائة ألف ألف
وقيل له ما التواضع قال التكبر على الأغنياء
وذكر لعبد الله ما كان عليه يوسف بن أسباط من العبادة فقال لقد ذكرتم قوما يستشفى بذكرهم ولكن إن فعل الناس جميعهم ذلك فمن السنن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن الوليد بن عقبة قال قال عبدالله بن المبارك طلبنا الأدب حين
15
فاتنا المؤدبون عن أبي أمية الأسود قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم
ثم
أنشد
عبد
الله يقول
الصمت أزن بالفتى من منطق في غير حينه والصدق أجمل بالفتى في القول عندى من يمينه وعلى الفتى بوقــاره سمة تلوح على جبينه الذي يخفى عليك إذا نظرت إلى قرينه
امرئ متيقن
فأزاله عن رأيـ
غلب الشقاء على يقينه
فاتباع دنیـ اه بدينه
قام رجل إلى ابن المبارك فقال يا أبا عبد الرحمن في أي شيء أجعل فضل يومى فى تعلم القرآن أو في طلب العلم فقال هل
١٧٦

من
القرآن ما تقيم به صلاتك قال نعم قال فاجعله في
طلب العلم الذي يعرف القرآن
عن الحسين بن الحسن المروزي قال سمعت ابن المبارك يقول أهل الدنيا خرجوا من الدنيا قبل أن يتطعموا أطيب ما فيها قيل له وما أطيب ما فيها قال المعرفة بالله عز وجل

حدثنا أبو بكر الصوفى عن بعضهم قال ورد على أمير المؤمنين الرشيد كتاب صاحب الحيرة من هيت أنه مات رجل بهذا الموضع
6
الله
بن
غريب فاجتمع الناس على جنازته فسألت عنه فقالوا عبد ا المبارك الخراساني فقال الرشيد إنا لله وإنا إليه راجعون يا فضل - للفضل بن الربيع وزيره - ائذن فى الناس من يعذرنا في عبد المبارك فأظهر الفضل تعجبا فقال ويحك ! إن عبد الله هو
يقول الله

الله
ابن
الذي
يدفع بالسلطان معضلة عن ديننا رحمة منه ورضوانا لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقـــوانا من سمع هذا القول من مثل ابن المبارك مع فضله وزهده وعظمه في صدور العامة ولا يعرف حقنا
عن عبد الرحمن بن عبيد الله يقول كنا عند الفضل بن عياض فجاء فتى - في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين - فنعى إليه ابن المبارك فقال رحمه الله أما إنه ما خلف بعده مثله
وكان رضى
الله
عنه
يقول ما بقى في زماننا أحد أعرف أنه يأخذ
النصيحة بانشراح قلب وقيل له كيف تعلم الملائكة أن الإنسان قد
هم
بحسنة فقال رضى
الله
عنه يجدون ريحها
۱۷۷

وكان رضي الله عنه يقول أربع كلمات انتخبن من أربعة آلاف حديث لا تثقن بامرأة ولا تغترن بمال ولا تحمل مصرتك ما لا تطيق وتعلم من العلم ما ينفعك فقط
وعن سعيد بن داود يقول سألت ابن المبارك من الناس قال العماء قلت فمن الملوك قال الزهاد قلت فمن السفلة قال الذين يعيشون بدينهم
۱۷۸

المراجع
كتاب الزهد والرقائق - لابن المبارك - تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي كتاب الجهاد - تحقيق الأستاذ نزيه حماد
عبدالله المبارك - تأليف الدكتور عبد المجيد المحتسب
عبدالله المبارك - تأليف فضيلة الشيخ أبو الوفا المرغى
حلية الأولياء - لأبي
نعيم
صفة الصفوة - لابن الجوزى
تاريخ بغداد

للخطيب البغدادي
الكواكب الدرية للامام المناوى
وفيات الأعيان - لابن خلكان الطبقات الكبرى - للشعراني
۱۷۹

الفهرست
الفصل الأول تقدير ابن المبارك الفصل الثاني حياة ابن المبارك ابن المبارك والعلم
خلوة ابن المبارك علمية
ابن المبارك عالم اتباعي
ابن المبارك والورع والزهد
تواضعه التاجر الثرى
الفصل الثالث الجهاد والمجاهد الفصل الرابع المحدث والحديث
المحدث
من مؤهلات السنة

-2

الاخلاص
الذاكرة القوية
حب
السنة
التحرى
- في القرآن
في الإسلام
في الإيمان
الصفحة

۱۹

٢٤
٢٦

۸۱
۸۱
٨٦
٨٦

۸۸
۹
۱۰۷
۱۰۹
۱۸۱

٤ - في الآخرة
0

في العلم - في الصلاة
في الصدقة
في الصوم ۹ - في الحج
۱۰
في الذكر ١١ - في الدعاء ١٢ – في الأخلاق
١٣ - في الزهد
متناثرات
الفصل الخامس من حكمه ومواعظه وتوجيهاته
المراجع
محتويات الكتاب
الصفحة
١١٤
۱۱۹
۱۳
۱۳
١٣٦
۱۳۸
۱۳۹
١٤٧
١٦٣
١٦٧
۱۷۳
۱۷۹
۱۸۱
۱۸

جاء رجل فسأل سفيان الثورى عن مسألة فقال له من أين أنت فقال من أهل
المشرق
قال أو ليس عندكم أعلم أهل
المشرق قال ومن هو يا أبا عبد الله قال عبد الله بن المبارك قال أمر أعلم أهل
المشرق قال نعم وأهل المغرب