الإمام
الدكتور عبد الحليم محمود
إمام التابعين
سعيد بن المسيب
A
دار المعارف
الإمام الدكتور عبد الحليم محمود
إمام التابعين
سعيد بن المسيب
الحمام
دار المعارف
لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا يعني سعيد بن المسيب
لسره
عبد الله بن عمر
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة
الحمد لله حمدا يوافى نعمه ويكافىء مزيده والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المؤمنين وخاتم المرسلين وعلى آله وأصحابه
الطيبين الطاهرين صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين
وبعد
فإن في تاريخنا الإسلامي كثيرا من العلماء الذين كانوا مثلاً عليا فى الخلق كما كانوا أعلاما يهتدى بهم في العلم
لقد أخلصوا قلوبهم لله تعالى وأسلموا له وجوههم فصاروا مثلاً للعلم والخلق وصاروا نماذج إنسانية كريمة حققت ما أحبه الله تعالى ورسوله للبشر من هداية ترتفع بهم إلى القرب من
الله تعالى
ولقد روى التاريخ عن هؤلاء روايات تعبر عن بطولات علمية أو بطولات حربية أو بطولات سامية فى الخلق والشجاعة أو
بطولات تجمع بين كل ذلك
وفي الجيل الذي رباه الرسول الله القمم العليا لهذه البطولات وإن في الأجيال التي تلت ذلك من التابعين وتابعي التابعين
مثلاً عليا يمتلى بها التاريخ الإسلامى على مر الزمن كما كان الأمر مثلاً فيما يتعلق بالإمام الرباني الزاهد عبد
الله بن المبارك
أو فيما يتعلق بالعارف بالله شقيق البلخي أو تلميذه حاتم
الأصم
وعشرات ومئات وآلاف غيرهم
ولقد أدب الله تعالى رسوله فأحسن تأديبه أدبنى
تأدیبی
ربی
فأحسن
رباه بالقرآن ورباه بالوحي في جميع ألوانه ثم قال له
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ۱
وربي رسول الله الله جيلاً من البشر كله بذل وتضحية كله إخلاص الله في اليسير من الأمور والعظيم منها وكانوا قدوة
حسنة للأجيال من بعدهم
ولقد كتب كثير من الناس كتبا تصور هذه الجوانب بعضها
يدور حول شخص واحد وبعضها يروى قصصاً مختلفة عن كثيرين كلها بطولات نادرة فى شتى نواحى البطولات من هذه الكتب
کتاب مواقف حاسمة للعلماء في الإسلام ألفه الأستاذان على شحاته و أحمد رجب عبد المجيد قرأت هذا الكتاب النفيس أكثر من مرة وكان فيما قرأت قصتين عن الإمام سعيد ابن المسيب كانتا من الدوافع التي جعلتني أفكر في الكتابة عنه أما القصة الأولى فإنها تتصل بالخلافة وسنتحدث عنها بتفصيل فى فصل خاص وفى مقدمة القصة في كتاب مواقف حاسمة كتب المؤلفان ما يلى كان عبد الملك بن مروان
١ القلم ٤
٦٥ - ٧٦ هـ يرى نفسه من أفقه الفقهاء في عصره
كان يريد من
العلماء ومن الناس أن يكتفوا
منه
ولكنه
بالاستقامة على الشرع
في كل شيء بشرط أن يتسامحوا معه فيما يتصل بالشئون السياسية وما يتخذه من الوسائل لاستبقاء الملك وتسييره في أسرته وبنيه في حين كان علماء الإسلام يرون أن الإسلام كل لا يتجزأ وأن التهاون في ناحية معينة ستجر إلى التهاون في نواح أخرى حتى يتسع الخرق على الراقع
ومن هؤلاء العلماء سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة
في عصر التابعين ومن
لقد كان سعيد بن
أشراف بنی مخزوم ا هـ
المسيب
في إسلامه – أن الإسلام
پری
كما يرى كل مسلم صادق كل لا يتجزأ إذ أن دعوة الإسلام
عنده كما هي عند كل المصلحين دعوة كاملة تامة !
إنها دعوة تتضمن التشريع والعقيدة والأخلاق كما يقول سبحانه
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وعَدْلاً ١
تمت صدقا في العقيدة
عدلاً وتمت في التشريع فمن انحرف
بالدعوة أو عن الدعوة فإنما ينحرف عن
الصدق وعن
وقد كانت دعوة سعيد بن المسيب رضى
منقوصة !
العدل
الله
عنه
كاملة غير
أما القصة الثانية فإنها تتصل بزواج ابنته لقد خطبها
۱ الأنعام ١١٥
عبد الملك بن مروان لابنه فرفض سعيد وآثر رجلاً صالحاً فقيرا - وقدمه على ولى العهد وقد كان الأساس الوحيد عند سعيد في هذا الأمر – وفي جميع معاملاته الناس وإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ مع اللهِ أَتْقَاكُمْ ۱ وسيأتي إن شاء الله تفصيل القصة إن هاتين القصتين ترشدان إلى أن الإمام سعيد بن المسيب
ما كان يسير في حياته على الوضع الذى يسير عليه جمهور الناس بكل ما يأتى وما يذر وجه
الله تعالى
!
وإنما كان يقصد - لقد كان يفضّل الموت فى سبيل الله والحق على إرضاء السلطان مهما كانت وسائل إغرائه وهو ما صورته القصة الأولى ولقد ازدرى ما استعبدت الدنيا به الناس من المال والسلطان وإن كثيرا من الناس يحاول بشتى الطرق أن يصل إلى المال وإلى السلطان
عبدا لذلك !
والجاه بحيث يصبح وفى سبيل المال وفي سبيل السلطان يتطاحن أهل الدنيا ويضحون بالمثل والمبادئ والأخلاق فتسيل الدماء ويتعادى الإخوة
والأصدقاء
ولكن
سعيد بن المسيب
أنف أن ينزل إلى هذا المستوى
وخلصت نفسه من العبودية للمال والسلطان وآثر الله تعالى عن
كل ما عداه !
ومن أجل إيثار الله تعالى عن كل ما عداه هذا الإيثار الذي
1 الحجرات ۱۳
كان طابعا له وشعارًا أحببنا أن نقدمه لشبابنا مثلا يحتذى في النبل والفضل وأن نقدمه للإنسانية أسوة فاضلة للهداية والاقتداء وأن نقدمه للعلماء نموذجا للاستمساك بما يراه حقا لا يبالي
بالموت في سبيله وأن نقدمه منارة للسالكين سبيل الحياة الإيمانية ومشعلاً يضيء للباحثين عن طريق الهداية
لقد
صح
العزم على أن أكتب عن سعيد بن المسيب
وأخذت أجمع المراجع من هنا ومن هناك وأدون الملاحظات
هنا
هناك
من
ومن
وأكتب
وأبحث
وأتفحص وأختبر
C
وأخطط
ولما أوشكت على الفراغ من كل هذا إذا بأمر ما كنت أتوقعه وذلك أنني سافرت إلى يوغوسلافيا لحضور حفل تنصيب شيخ علمائها وهناك التقيت بالأستاذ نافع قاسم رئيس ديوان الأوقاف بالعراق وبينما نحن نتحدث عن مطبوعات مديرية الأوقاف هناك إذ به يقول طبعنا جزأين من فقه سعيد بن
المسيب
لم أكن قد سمعت بهذا الكتاب من قبل فأخذت أسأل وأخذت وعدا من الصديق الفاضل أن يرسل لى
وأستفسر
نسخة فور وصوله إلى العراق
وعلمت من
وبر الصديق بوعده وأخذت أتصفح الكتاب قراءتي أن الكتاب أساسه رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة الأزهر والكتاب مجهود موفق ودراسة متأنية عميقة لفقه الإمام سعيد مع مقارنة لفقه الأئمة الآخرين وواضح أن المؤلف الفاضل
۹
الدكتور هاشم جميل عبد الله قد بذل كل ما يستطيع حتى
تكون الدراسة مستوفاة
وقد أفادني هذا الكتاب النفيس ثقة في اتجاهي في البحث
وفي طريقتي في الدراسة
ولم يكن هدفى الأساسي من
الكتابة عن الإمام
الجانب
الفقهي
منه
وإنما كان هدفى أن أبرز هذه الشخصية باعتبارها
من القمم فى الخلق الكريم والعلم النافع والتوكل على الله تعالى توكلاً صادقاً توكل المقربين توكل الربانيين من
الله الصالحين
أولياء
وأرجو الله تعالى أن أكون قد وفقت وأرجوه سبحانه أن يهدى
لهذا الكتاب ويهدى به
كما أرجوه سبحانه أن يحيط الإمام بفيض من رحمته ورضوانه
سنته
سنة رسول الله
وأن يجزى كل من كان على ما يجزى به العاملين في سبيله ! إنه سميع قريب مجيد
خير
۱ حياته
الفصل الأول حياته
إن عبد بن عمر رضی
المسيب
الله
عنه كان يقول عن سعيد بن
لو رأى رسول الله هذا لسره
وكان عبد
الله
بن عمر رضی
مشيرا إلى سعيد
الله عنه يحب سعيدا ويقدره
وبلغ من تقديره له أنه كان يسأله عن قضاء عمر بن الخطاب
والده
وأحكامه رضى
الله
عنهم
أجمعين بل يقول
يحيى بن
سعيد كما يروى ابن سعد في طبقاته
كان عبد
الله
بن عمر إذا سئل عن الشيء يشكل عليه قال
المؤرخون السعيد أن ابن عمر رضى
فقال له إيت ذلك فسله
یعنی سعيد بن المسيب
سلوا سعيد بن المسيب فإنه قد جالس الصالحين
الله
عنه سأله رجل عن مسألة
ویروی
ثم
ارجع إلى وأخبرني
ففعل ذلك فأخبره فقال
ألم أخبرك بأنه أحد العلماء
وهذا التقدير من ابن عمر رضی
الله
عنه يتناسق مع تقدير ذلك الكثير بإذن الله
المؤرخين لابن المسيب وسنذكر من ولقد ولد سعيد في المدينة المنورة ولد لسنتين مضتا من خلافة سيدنا عمر بن الخطاب وفى نهاية خلافة سيدنا عمر كان سنه ثمانى سنوات تقريباً ومن ذكرياته عن سيدنا
عمر وهو في هذه السن المبكرة قال
سمعت من عمر كلمة ما
بقى
أحد
سمعها غيرى - حی
كان عمر إذا رأى الكعبة قال اللهم أنت السلام ومنك السلام ويتحدث مرة أخرى - فيما رواه ابن سعد بسنده عن بكير بن أخنس فيقول سمعت عمر على المنبر وهو يقول لا أجد أحدًا جامع فلم يغتسل أنزل أو لم ينزل إلا عاقبته
لقد سمع سعيد من عمر في بواكير حياته وحفظ عنه وليس ذلك بغريب فقد كان سعيد صاحب ذاكرة قوية هذا من جانب ومن جانب آخر كان عمر مهيبا يسترعى الانتباه الشديد وكان ذا صوت جهورى يقرع الأسماع ويملؤها أما والده فإنه المسيب وهو صحابي جليل مشهور من المهاجرين ومن أهل بيعة الرضوان الذين قال الله فيهم لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم
ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبان ۱
۱ الفتح ١٨
۱
وقد اختلف المؤرخون في فتح الياء وكسرها في المسيب وحينما نقرأ في كتاب يضع الشكل على الحروف فإننا نجده أحيانًا يضع على الياء فتحة وأحيانا كسرة وأحيانا يضع فتحة وكسرة
في
واحد
ويقول على بن المديني أهل العراق يفتحون الياء وأما أهل المدينة فإنهم يكسرونها أما سعيد نفسه فإنه كان يفتح الياء
ولكنه لم يرو عنه كسرها
وقد روى سعيد عن
الشيخان بسندهما عنه قال
أبيه
بعض
الأحاديث وكان مما رواه
حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال فلما خرجنا في العام المقبل نسيناها فخفى علينا مكانها
و نسيناها هذا كان بتقدير من العليم الخبير حتى لا تُقدَّس وطال عمر المسيب حتى حضر فتوح الشام
أما
الساحقة
مهنته التي كان يتكسب منها فإنها
من القرشيين
التجارة
كما
هی عادة الغالبية
ماذا ترك المسيب لابنه سعيد من مال
ذلك ما لا نعلمه
متى مات المسيب بالضبط ذلك ما لا نعلمه أيضا وجد سعيد هو حَزن وقد أسلم والده قبل جده
وذلك
أن جده أسلم عام الفتح ولكن إسلامه وإن جاء متأخرا فإنه أبلى
بلاء حسنا في الجهاد وحضر موقعة اليمامة واستشهد فيها وكان استشهاده – إذن – في خلافة أبي بكر سنة اثنتى عشرة من الهجرة وهذه الأسرة من مخزوم وقد كان من مخزوم سيدنا خالد بن الوليد ومخزوم مشهورة بالشجاعة ولا غرابة في أن يكون والد سعيد وجده قد ساهما في الجهاد وأن يكون جده قد استشهد فيه أما سعيد فإنه خرج
حتى في أخريات عمره
كأسلافه للغزو
روى عن الزهري قال
خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهبت إحدى عينيه فقيل له إنك عليل صاحب ضُر يشيرون إلى قوله تعالى وليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض
حرج ۱
فقال سعيد
استنفر الله تعالى الخفيف والثقيل يشير إلى قوله تعالى انفروا
خفافًا وثقالاً
وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم
خير
لكم إن كنتم تعلمون ۳
۱ الفتح ١٧ ٢ التوبة ٤١
۳ يقول الله تعالى وانفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل
الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون الله
١٤
=
وعن مسلم بن صبيح قال أول ما نزل من براءة و انفروا خفافا وثقالات لقد فهم أسلافنا رضوان الله عليهم هذه الآية على وضعها كما أحب الله ورسوله وكما يدل عليه التعبير القرآني الكريم یروی صاحب محاسن التأويل أنه لما كانت البعوث إلى الشام قرأ أبو طلحة الله عنه سورة براءة حتى أتى على هذه الآية فقال أرى ربنا استنفرنا شيوخاً وشباباً جهزونی یا بنی
رضی
فقال بنوه يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله حتى مات ومع أبي بكر حتى مات ومع عمر حتى مات فنحن نغزو عنك
فقال ما سمع الله عذر أحد ثم خرج إلى الشام للجهاد ا هـ
أما فارس رسول الله عال الصحابي الجليل المقداد بن الأسود فان مواقفه في الجهاد في سبيل الله معروفة مشهورة ومن مواقفه الخالدة أنه كان من أروع المتحدثين أن استشار الرسول الله المهاجرين والأنصار في أمر الحرب لقد قال يومئذ يوم يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقائلا إنا ها هنا فاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد - موضع بأقصى اليمن لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه إن فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا راه رجل بحمص وقد كبر في السن ونالت منه ذلك فقد كان متجهزا للغزو فقال له قد أعذر الله إليك فقال أبت علينا سورة البعوث التوبة انفروا خفافاً وثقالاً
الشيخوخة ومع
والمسلمون يعرفون أبا أيوب الأنصارى ويعرفون فضله وإخلاصه لله ولرسوله إنه كان يقرأ هذه الآية الكريمة ثم يقول فلا أجدنى إلا خفيفًا أو
ثقيلا
ويروى - الإمام الطبرى - بسنده عن حبان بن زيد قال نفرنا مع صفوان بن عمرو - وكان واليا على حمص - فلقيت شيخا كبيرًا هرما أي بلغ من الكبر عتيا – قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته فيمن أغار فأقبلت عليه فقلت يا عم لقد أعذر الله إليك فرفع حاجبيه فقال يا ابن أخي استنفرنا الله من يحبه الله يبتليه ثم يعيده فيبتليه إنما يبتلى الله من عباده من شكر
خفافاً وثقالاً
وصبر وذكر ولم يعبد إلا الله
ومن الحق أن نقول إن كلمة الله تعالى وخفافاً وثقالا له
= كلمة جامعة فهي تعنى شباباً وشيوخاً أغنياء وفقراء مشاغيل وغير
ركبانا ومشاة
مشاغيل نشاطا وغير نشاط إنها تعنى انفروا على كل حال أنتم عليه من يسر أو عسر ومن غنى أو فقر ومن عيال أو عدم عيال ومن سمن أو هزال
أما
سبب نزول هذه الآية الكريمة الجامعة فإن أناسا قالوا إن فينا الثقيل وذا الحاجة والصنعة والشغل والمنتشر به أمره فأنزل الله تعالى انفروا خفافًا وثقالاً
وشبابه
دون أن ينفروا خفافًا وثقالاً وأبى أن يعذرهم
ويقول الإمام الطبري
على ما كان منهم
إن الله تعالى ذكر أمر المؤمنين بالنفير لجهاد أعدائه في سبيله خفافاً وثقالاً وقد يدخل في الخفاف كل من كان سهلاً عليه النفر لقوة بدنه على ذلك وصحة جسمه ومن كان ذا يسر بمال وفراغ من الاشتغال واقتدار على الظهر والركاب ويدخل في الثقال كل من كان بخلاف ذلك من ضعيف الجسم وعليله وسقيمه ومن معسر من المال ومشتغل بضيعة ومعاش ومن كان لا ظهر له ولا ركاب والشيخ ذو السن والعيال
فإذا كان قد يدخل في الخفاف و الثقال من وصفنا من أهل الصفات التي ذكرنا ولم يكن الله جل ثناؤه خص من ذلك صنفاً دون صنف في الكتاب ولا على لسان الرسول الله ولا نصب على خصوصه دليلاً وجب أن يقال إن الله جل ثناؤه أمر المؤمنين من أصحاب رسوله بالنفر للجهاد في سبيله خفافًا وثقالاً مع رسوله على كل حال من أحوال الخفة والثقل ا هـ
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يقول ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج التوبة ٩١ فانه سبحانه قيد ذلك بقوله وإذا نصحوا
ونصحهم
بید
الله
الله ورسوله الله
ورسوله شرط فى رفع الحرج عنهم ونصحهم الله ورسوله كل بحسب حالته هذا النصح هو نوع من النفير فهم داخلون في النفير بالمعنى العام أن قوله تعالى انفروا خفافاً وثقالاً ليس خاصا بالأفراد والله سبحانه وتعالى إذا لم يدع عذرا لمعتذر بالنسبة للأفراد فانه سبحانه وتعالى بهذه الآية نفسها لم يدع عذرا لمعتذر بالنسبة للدول وما من شك في أن الله سبحانه خاطب بهذه الآية الكريمة المجتمع الإسلامي كله =
نساء ورجالاً شبابا وكهولاً دولاً وأفرادا بيد أن التركيز في الماضي كان يتجه إلى الأفراد وذلك لأنهم كانوا أفراداً في دولة واحدة هى الدولة الإسلامية المترامية الأطراف أما الآن وقد فرق الاستعمار وفرقت الأهواء وفرق حب الرئاسة الأمة الإسلامية فجعلها أمما دولاً ودويلات وإمارات ولكل منها حدود وفواصل ونظام خاص فإن التركيز الآن على الدول
إن العدو حينما يكون في أرض الإسلام فان الجهاد يصبح فرض عين على كل مسلم ومسلمة ويصبح فرض عين على كل دولة
إنه يصبح فرض عين بالكيان كله للفرد والكيان كله للدولة والآيات القرآنية الكريمة الخاصة بالجهاد والأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الجهاد كما تتضمن الدعوة إلى الأفراد فانها تتضمن الدعوة إلى الجماعات وإذا خرج الفرد على الجهاد فإنه يكون قد خرج على الإيمان وإذا لم تشارك دولة في الجهاد بكيانها كله - حينما يكون العدو في أرض الإسلام فانها بذلك تكون قد أفسدت إيمانها وعارضت بذلك القرآن والسنة إن الله سبحانه وتعالى يقول ولا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم فى ريبهم يترددون التوبة ٤٤ ٤٥ وأخرج الله سبحانه بهذه الآية الكريمة كل من تنكر للجهاد فردا كان أم دولة وتنكر الدول للجهاد إنما هو فى حقيقة الأمر تنكر من رؤسائها له وإذا كانوا بيؤون بالإثم قبل أن ييو به شخص آخر فان على شعوبهم أن تثور في وجوههم ثورة تضطرهم إلى الدخول فى الجهاد بكل ما تملك الدولة من إمكانات فاذا لم يفعلوا فهم شركاء في الإثم والخسران
ونعود إلى الآية الكريمة وإذا كان الله سبحانه وتعالى قال فيها انفروا خفافا
وثقالا له
فإنه سبحانه أتبع ذلك بقوله وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله له
الله
وكما نفر سلفنا الصالح خفافًا وثقالاً فإنهم جاهدوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل ! بل تسابقوا بالجهاد بالنفس والمال في سبيل الله وضربوا بذلك أروع الأمثلة للفداء والتضحية
والبذل
وهذه لم تدع عذرا لمعتذر
ومن
أمثلة
ولقد أثارت هذه الآية اهتمام الصحابة والتابعين ذلك أن أبا طلحة رضى الله عنه قرأ سورة براءة فلما وصل
إلى هذه الآية قال - كما يروى ابن كثير – - أرى ربنا استنفرنا شيوخا وشبانًا جهزونی یا بنی فقال بنوه يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله حتى مات ومع أبي بكر حتى مات ومع عمر حتى مات فنحن نغزو عنك فأبي فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد تسعة أيام فلم يتغير
فدفنوه فيها
وهذا الاتجاه في تفسير الآية روى عن ابن عباس وعكرمة
وأبي صالح والحسن البصرى حيان والثعلبي وزيد بن أسلم
وسهيل بن عطية ومقاتل بن
إنهم قالوا في تفسير هذه الآية انفروا خفافاً وثقالا كهولاً وشبانا وكذا قال عكرمة والضحاك ومقاتل بن حيان وغير واحد وقال مجاهد شبانًا وشيوخاً وأغنياء ومساكين وكذا وغيره وقال الحكم بن عتيبة مشاغيل
قال أبو صالح
وغير مشاغيل
>>>
قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى انفروا خفافًا وثقالات قالوا فإن فينا الثقيل وذا الحاجة والضيعة والشغل والمتعسر به أمره فأنزل الله الآية الكريمة وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا وخفافا وثقالا أى على ما كان منهم
وقال الحسن بن أبي الحسن البصرى أيضا في العسر واليسر وهذا كله من مقتضيات العموم في الآية وهذا اختيار ابن جرير سعيد في كنف أبيه المجاهد وأخذ يسير على النسق
ونشأ
المعتاد إذ ذاك في التعلم
وكان أساس التعلم المعتاد حفظ القرآن ودراسته
والانغماس
في أنوار الحديث النبوى انغماسا يشرق بالنور في القلب وبالمعرفة
في العقل وتقصى سيرة رسول الله وكلها تقود الإنسان حينما يتجه بها إلى الله ويخلص النية فيها – إلى أسمى درجات الهداية وأخذ سعید يطوف هنا وهناك في حلقات الدرس في المسجد النبوى الشريف بل ويطوف بصحابة رسول الله
في بيوتهم
لقد تعشق المعرفة
على من كان يدرس وممن كان يستفيد
يقول الزهرى وقد سأله سائل
عمن
أخذ
علمه سعيد بن المسيب
قال عن زيد بن ثابت وجالس سعد بن أبي وقاص و ابن عباس و ابن عمر ودخل على أزواج النبي
عائشة وأم سلمة
وكان قد سمع من عثمان
ابن سلمة ا هـ
بن عفان وعلى وصهيب ومحمد
ويقول سليمان بن يسار
۱۹
وسعيد بن المسيب
كنا نجالس زید بن ثابت أنا وقبيصة بن ذؤيب ونجالس ابن عباس ا هـ
وإذا كان قد جالس هؤلاء فإنه قد جالس غيرهم من
أصحاب
رسول الله الذين وجدوا في عصره ولكنه اتصل اتصالا وثيقاً
جدا بأبي هريرة رضى
الله
عنه
لقد رأى أبو هريرة رضى الله عنه هذا الشاب النشيط سعيد بن المسيب - يذهب هنا وهناك مستمعا مستفسرا متعلماً ورآه مهذبا ذا دين وتقوى فأحبه وانتهت صلتهما بأن تزوج سعيد
ابنة أبي هريرة متى تم هذا الزواج وهل كان سعيد هو الذي بدأ الخطبة أم أن أبا هريرة هو الذى عرض له بالأمر أو عرض عليه الأمر ذلك ما لا تعلمه وإنما الذي نعلمه هو أن أبا هريرة لازم
رسول الله الملازمة تشبه أن تكون تامة في السنوات الأخيرة
من حياة رسول الله الله
سعید
6
وأنه حفظ عنه
يقول الزهرى عن
وجل روايته المسندة عن أبى هريرة وكان زوج ابنته ويقول
سليمان بن يسار
فأما أبو هريرة فكان سعيد أعلمنا بمسنداته لصهره منه
بید
أن
عنه
الله
سعيد إذا كان قد اغترف من أبي هريرة رضي فإنه كان متخصصاً في أقضية رسول الله وأقضية
كان يسمى أحيانا راوية عن بعض أقضية أبيه
أبي بكر وأقضية عمر بل
عمر وكان
الله بن عمر عبد يسأله
عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب قال ما بقى أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله له وأبو بكر وعمر
منى
ووصل بسعيد الأمر إلى درجة أنه كان يفتى وأصحاب رسول الله أحياء كما ذكر ذلك قدامة بن موسى الجمحي فيما
رواه ابن سعد
ولقد اتصل بأصحاب عمر وعثمان ويقول الزهرى وكان يقال ليس أحد أعلم بكل ما مضى عمر وعثمان منه ونعود إلى صلة سعيد بأبي هريرة وزواج سعيد بابنة أبى
الله
هريرة رضى عنه
وما من شك في أن أبا هريرة ربى ابنته فأحسن تربيتها رباها بالقدوة وريَّاها بما كان يقصه عليها من أخبار رسول الله ومن أقواله وأفعاله
وزفت إلى زوجها سعيد في غير ما صخب أو دعاية فما كان ذلك من طبع سعيد ولا من طبع أبى هريرة ولزمت هذه الزوجة الفاضلة البيت مصرفة لأموره فإذا كان هناك وقت فراغ شغلته فى العبادة وشغلته بما ينفع لم تخرج من بيتها حتى فى الليلة التى زفت فيها ابنتها فسعيد – وحده - هو الذى صاحب ابنته إلى زوجها وكانت هذه الزوجة سعيدة
بحياتها كانت تعيش في كنف رجل مبارك عالم تقى ورع
زاهد
يصرف حياته فى نفع الناس وهدايتهم وماذا تريد هي
أفضل من هذه الصحبة
ویروی
ولكن التاريخ يروى خروجها مرة أيضا بعض ما تحدث به لقد كانت ابنتها في حالة وضع لأول مرة وكان لابد من عون وجاءت إليها أمها ونترك الحديث للتاريخ
يقول ابن أبي وداعة زوج بنت سعيد رجعت إلى الدار وإذا بها شخص ما رأيته قط فرجعت موليا فنادتني من ورائي
یا عبد
الله
ادخل لقد أحل الله لك هذه النظرة
أنت يرحمك الله فقلت ومن
قالت أنا أم الفتاة يا عبد الله كيف رأيت أهلك
قلت جزاكم الله – من أهل بيت – خيرا لقد فأحسنتم
وأدبتم فأحكمتم
ربیتم
فقالت - يا عبد الله لا يمنعك مكانها منا أى ترى بعض ما تكره فتحسن أدبها يا عبد الله لا تملكها من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تكثر التبسم في وجهها فتستخف بك بارك الله لكما في المولود وجعله مباركا خائفاً الله تعالى ووقاه فتنة الشيطان وجعله شبيها بجده سعيد فوالله إني لزوجه منذ أربعين سنة ما رأيته عصى الله تعالى معصية قط
ثم خرجت فلم أر لها وجها ثماني عشرة سنة حتى قضى
عليها الموت
عن حياته
يقول صاحب الكاشف في أسلوبه الموجز عن سعيد بن المسيب سعيد بن المسيب بن حزن الإمام أبو محمد
المخزومي
أحد الأعلام وسيد التابعين
روی عن عمر وعثمان
وسعد وروى عنه الزهرى وقتادة ويحيى بن سعيد
ثقة حجة فقيه
رفيع الذكر رأس في العلم والعمل ا هـ
لقد عاش سعيد بن المسيب حياة عادية إسلامية صحيحة تزوج وأنجب واشتغل بالتجارة لكسب رزقه وانغمس في العلم
والعبادة
ومن المعروف أنه أنجب ابنا كانت له شهرة في الأنساب وقد أوذى هذا الابن بسبب هذه المعرفة بالأنساب وذلك أنه نفى مرة قوما من نسب معين فشكوه إلى الحاكم فعاقبه وقد كان الابن ولكنه لم يكن من رءوس العلماء
معروفا
وقد كان لابن المسيب بنت رباها فأحسن تربيتها وأدبها
فأحسن تأديبها درست العلم
قال
وقد أثر عن زوجها حديث عنها وعن أدبها وتقواها وعلمها
لقد كانت المسألة المعضلة تعيى الفقهاء فأسألها عنها فأجد عندها منها علما !
ولكن مسألة ابنته هذه لها قصة !
كان سعيد بن المسيب يتخذ في تقديره للناس المبدأ الإسلامي
وإن أكرمكم عند الله أتقاكم الكلية
ولم يكن تقديره للناس مؤسساً على دنيا أو جاه أو سلطان بعد هذا نقول نقلاً عن كتاب مواقف حاسمة للعلماء في
الإسلام خطب عبد الملك بن مروان - بنت سعيد بن المسيب لابنه الوليد لما بلغه من علمها وفضلها وجمالها مضافًا إلى ذلك نسبها في قريش فأرسل برغبته هذه إلى هشام بن إسماعيل المخزومي - والى المدينة وصهر عبد الملك وقريب سعيد بن المسيب فطار هشام بذلك فرحًا وأخبر وجوه المدينة وذهب الوفد ليقابل سعيدا لا يشكون مطلقا أنه سيوافق على تزويجها ومن يرفض أن يزوج ابنته من ابن أمير المؤمنين وولى عهد المسلمين ! ولكنهم فوجئوا بالرفض ! وحاولوا أن يثنوه عن موقفه أصر على الرفض ا هـ
وهم
ولكنه
رفض سعيد خطبة عبد الملك ماذا فعل بعد ذلك وإذا كان قد رفض أن يكون ولى العهد لابنته فيمن زوجها
٢٤
لقد قلنا إنه يتعامل مع الناس على المبدأ القرآني وإن أكرمكم عند الله أتقاكم ل ورأى سعيد من بين تلاميذه تلميذا متواضعا صالحاً تقيا يحاول ما استطاع أن يكون في مرضاة الله تعالى من هو بن أبي وداعة ! وتأخر تلميذه هذا أياما فسأل
إنه عبد
الله
وهذا أمر طبيعى أن يسأل أستاذ عن تلميذ له غائب
عنه -
سأله فلما حضر
سعید
أين كانت غيبتك
فقال إن أهلى مرضت فمرضتها ثم ماتت فدفنتها
فقال له سعيد في صدق وإخلاص
يا عبد الله أفلا علمتنا بمرضها فنعودها أو بموتها فنشهد جنازتها ثم عزّاه عنها مواسيا ومجاملاً ودعا له بالصبر والثواب ودعا لها بالمغفرة والرحمة ثم نبه سعيد تلميذه إلى الوضع الإسلامي
قائلاً
تزوج ولا تلق الله وأنت أعزب ! يا عبد الله
في تواضع وانكسار
فقال عبد
الله
يرحمك
الله
ومن يزوجنى فو الله ما أملك غير أربعة دراهم !
له
ورأى سعيد تواضعا وانكسارًا مع علمه بتقواه وصلاحه فقال
سبحان الله أو ليس في أربعة دراهم ما يستعف به الرجل
المسلم
يا عبد الله أنا أزوجك ابنتي إن رضيت !
وسكت ابن أبي وداعة استحياء منه وإعظاما لمكانه ولم يجب
فقال له سعيد مالك سكت لعلك سخطت ما عرضنا عليك
فقال ابن أبي وداعة يرحمك الله وهل يأبى ذلك إنسان
فوالله إني لأعلم أنك لو شئت زوجتها بأربعة آلاف وأربعة آلاف وكان ابن أبي وداعة يتحدث في كل ذلك على العرف الجارى
وفوجيء بقول سعيد له
قم يا عبد
الله
6
فادع لي نفرا الأنصار من
يقول ابن أبي وداعة فقمت فدعوت حلقة من بعض حلق الأنصار فأشهدهم على النكاح
لم يستأمر سعيد ابنته وفي ذلك يروى عن مالك في كتابه الموطأ قال إنه بلغه أن القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله كانا ينكحان بناتهما الأبكار ولا يستأمرانهن ثم يقول الإمام
مالك
وذلك الأمر عندنا في نكاح الأبكار ! أى أن البكر لا تستأمر وإنما يزوجها أبوها
أما المهر فكان أربعة دراهم !
ومشكلة المهر والجهاز والزواج عندنا أصبحت
الكبرى
يتعسف أهل الزوجة في قيمة المهر
المشكلات من ويتعسف الزوج
٢٦
في تقدير الجهاز وكل ذلك نظرات - لموضوع الزواج – مادية ما كانت تليق بوضع الزواج في الإسلام !
إن الزواج في الإسلام
۱ – هو سكن
- وهو مودة
٣ - وهو رحمة
يقول الله تعالى
ر ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة ۱
ولقد زوج رسول الله الله رجلاً بامرأة على ما معه من القرآن الكريم وقال لآخر في المهر التمس ولو خاتما من حديد
رضی
ونصح الرجال في كل الأوقات قائلاً
فاظفر بذات الدين تربت يداك
يقول رسول الله فيما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة
الله
عنه
تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها
فاظفر بذات الدين تربت يداك
وإذا ظفر الأب بالزوج الصالح كان ذلك مغنما كبيرا لا يقف
في وجهه شيء من العقبات
۱ الروم ۱
ونعود إلى ما حدث عن زواج ابن أبي وداعة
لقد صلى الجميع العشاء في المسجد النبوى الشريف ثم انصرف
كل إلى منزله
أما سعيد فإنه قال لبنته
حينما وصل المنزل -
شدى عليك ثيابك واتبعيني
فلما شدت عليها ثيابها قال لها
صلى ركعتين
في الطريق
C
فصلت ركعتين وصلى هو ركعتين وسارا
وأما ابن أبي وداعة فإنه كان صائمًا فلما وصل إلى المنزل
أخذ في الإفطار وكان خبراً وزيتا
وبينما هو يتأهب للنوم وقد كان من عادتهم أن يناموا بعد
العشاء وذلك ليستيقظوا عند ثلث الليل الأخير للعبادة والتهجد متاسين برسول الله ومتجاوبين مع الحديث الشريف ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر لى نقول بينما هو متأهب للنوم إذ به يسمع قرعا على الباب
فقال من هذا
فقال له سعيد
يقول ابن أبي وداعة فوالله لقد خطر ببالى كل سعيد بالمدينة
سعيد بن المسيب وذلك أنه ما رُبى قط خارجا من داره إلا في جنازة أو إلى المسجد فقلت من سعيد قال سعيد بن المسيب
فارتعدت فرائصى وقلت
لعل الشيخ ندم فجاء يستقيلنى فخرجت إليه أجر رجلى وفتحت الباب فإذا أنا بشابة متلفعة بساج وداراب عليها متاع
ومعها خادم فسلم على ثم قال لى
یا عبد
الله
هذه زوجتك !
فقلت مستحيا منه يرحمك الله كنت أحب أن يتأخر ذلك
أياما !
فقال لى ولمه أولست أخبرتني أن عندك أربعة دراهم قلت
هو كما ذكرت لك ولكن كنت أحب أن يتأخر ذلك ! قال وعندى لك أهل هذه زوجتك وهذا متاعكم وهذه خادم تخدمكم معها ألف درهم نفقة لكم فخذها يا عبد بأمانة الله فوالله إنك لتأخذ صوَّامة قوَّامة عارفة بكتاب الله وسنة
رسول الله الله فاتق الله فيها ولا يمنعك مكانها منى
رأيت منها ما تكره
أن تحسن أدبها
--
الله
إن
ثم دفعها في الباب ورد الباب فسقطت الفتاة من الحياء ! قال أبو وداعة فاستوثقت من الباب ثم صعدت السطح فناديت
الجيران
فجاءونى وقالوا ما شأنك
فقلت زوجنى سعيد بن المسيب اليوم ابنته وقد جاء بها على غفلة وها هي في الدار
فنزلوا إليها وبلغ أمى الخبر فجاءت وقالت لى وجهى من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها ثلاثة
أيام !
فأقمت ثلاثا ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس
وأحفظهم لكتاب الله تعالى وأعلمهم بسنة رسول الله وأعرفهم بحق الزوج
قال فأقمت معها ما شاء الله ثم رزقني الله منها حملا
وكان سعيد بن المسيب كثيرًا ما يسألني عنها فيقول
ما فعلت تلك الإنسانة
فأقول بخير
فيقول يا عبد الله إن خف عليك أن تزورنا فافعل !
أما بعد
أيها الآباء والأمهات اجعلوا همكم كل همكم في زواج أبنائكم
وبناتكم أن تظفروا بذوى الدين شبانًا وفتيات
أيها الشباب اتبعوا نصيحة رسول الله
فاظفر بذات الدين تربت يداك
فتياتنا الفضليات لا تغركن المظاهر من غنى أو جاه وإنما
هو إن أكرمكم عند الله أتقاكم الله
۳ عن حياته
كان لسعيد بن المسيب عادات حسنة معروفة يقول صاحب البداية والنهاية كان سعيد بن المسيب من أروع الناس فيما يدخل بيته وبطنه وكان من أزهد الناس فى فضول الدنيا وذلك لما في باب طيب الطعام من أخبار وآثار كثيرة فمنها مثلاً روى مسلم عن ابن عباس قال تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا [١٦٨ البقرة] فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما وأيما عبد نبت
لحمه
السحت والربا فالنار أولى به من
الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن أبي هريرة رضى أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين
بما أمر به المرسلين فقال
يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم الله [٥١ المؤمنين]
وقال
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم [١٧٣ البقرة]
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام
يارب يارب
وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك
تحرى الجلال
من أجل ذلك كان سعيد بن المسيب يتحرى الحلال تحريا دقيقاً إن أطب مطعمك كانت تلازمه في كل ما يأكل وفي كل ما يشرب وفى وصف ذلك يقول صاحب الحلية عن عمران بن الله قال كان سعيد بن المسيب لا يقبل من أحد شيئًا
عبد
لا دينارًا ولا درهما ولا شيئًا قال وربما عرضت عليه الأشربة فيعرض فليس يشرب من
شراب أحد منهم
أما
موضوع الأشربة هذا
فإنه مثلاً كان يكون صائمًا وتأتى
صلاة المغرب وهو بالمسجد النبوى وربما تأخر الشراب الذي يأتيه من بيته فيعرض عليه بعض الناس الشراب فيأبى تحريا للحلال
ومن
كلمات سعيد كما روى صاحب الحلية إن الدنيا نذلة وهى إلى كل نذل أميل وأنذل منها من
بغير حقها وطلبها بغير وجهها في غير سبيلها
لا مال من الدولة
أخذها
ومن جانب آخر كان لا يأخذ من الدولة مالاً ورفض أخذ
العطاء وهو مال كانت تنفقه الدولة شهريًا أو سنويا من بيت المال وكان كل من يفرض له العطاء يأخذه وكان أبو ذر الغفاري المؤمن التقى الورع يأخذ عطاءه ولكن سعيدا رفض أن يأخذ العطاء من
الدولة
وكان عطاؤه يخزن ويزداد سنة فسنة
عن عمران بن عبد
الله
أبو یروی
نعیم بسنده بن طلحة قال دعى سعيد بن المسيب إلى
نيف وثلاثين ألفا ليأخذها فقال لا حاجة لي فيها
وإذا كان لا يقبل العطاء من الأمويين فإنه كان لا يقبل شيئًا من
أقاربه أيضا وفي ذلك يروى مالك أتاه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يأخذها
حب الجمال
بن أنس أن ابن عم
لسعيد
ومن جانب ثالث كان سعيد يسير متبعا للأثر إن الله جميل
يحب الجمال
والواقع وقد كان أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه يحب الملابس الحسنة الجميلة وكان العارف بالله الشيخ إبراهيم أبو العيون أنيقاً في ملبسه
أن الكثيرين من الصالحين كانوا يحبون الملبس الطيب
يسترعى
الأنظار بأناقته
وحسن
سمته
وإذا كان سبحانه أمر باتخاذ الزينة عند كل مسجد فإنه سبحانه
يحب الجمال في كل وقت
وكان سعيد بن المسيب من هؤلاء الذين يتخذون زينتهم في
٣٣
كل أوقاتهم لأن أوقاتهم كلها عبادة فهو كأنه في كل لحظاته
في المسجد
يروى ابن سعد عن عمران بن عبد الله قال ما أحصى ما رأيت على سعيد بن المسيب من عدة قصص الهروى [كساء ثمين نفيس يصنع في بلدة هراة قال
وكان يلبس هذه البرود الغالية البيض
وكانت الملابس البيضاء أحب الثياب إلى سعيد وفي ذلك يقول محمد بن هلال لم أرَ سعيد بن المسيب لبس غير البياض وكان يلبس الخز يقول أبو معشر فيما رواه ابن سعد رأيت على سعيد بن المسيب الخز
وروى عن محمد بن هلال أنه قال رأيت سعيد بن المسيب يعتم وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء لها علم أحمر يرخيها وراءه
شبرا
من أين مال سعيد
والآن نتساءل هذا الرزق الحلال وهذه الحياة الطيبة
ما مصدرها
إن والده فيما يبدو لم يترك له ثروة ولم يكن سعيد عاملاً في الدولة فمن أين كان ينفق
لقد اشتغل سعيد بالتجارة وكان كأسلافه ومعاصريه من قريش
يكتسب حياته من التجارة وكان يشتغل بتجارة الزيت
يقول أحمد
بن عبد الله العجلي كان سعيد رجلاً صالحاً فقيها كان لا يأخذ العطاء وكانت له بضاعة أربعمائة دينار وكان يتجر
في الزيت
والتجارة الحلال ليست من الدنيا النذلة التى وصفها سعيد فيما
مضى وكل ما كان حلالاً ليس من الدنيا الخسيسة
4
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة القيامة [٣٢ الأعراف] يوم من ذلك يقول الإمام الشعرانى فى طبقاته عن سعيد
وانطلاقاً
وكان رضي الله عنه يقول لا خير لا
فيمن
يصون بها دينه وحسبه ويصل بها رحمه ويقول سعيد أيضا فيما رواه يحيى بن سعيد
يجمع
الدنيا
لا خير فيمن ! لا يريد جمع المال من حله يعطى منه حقه ويكف به وجهه عن الناس
ويكثر سعيد في ذكر هذه المعاني تنبيها لكل من تحدثه نفسه أن يكون كلا على الناس أو أن يتخذ البطالة مذهبًا فيقول سعيد في وجه هؤلاء لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه أمانته ويؤدي به ويستغنى به عن خلق ربه
كان عند سعيد رأس المال وكان يمسكه يتاجر فيه أو يضارب ويؤدى زكاته كاملة غير منقوصة ومع ذلك فإنه كان يتجه إلى الله تعالى قائلاً اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلاً ولا حرصا عليه ولا محبة للدنيا ونيل شهواتها
وإنما أريد أن أصون به وجهى عن بني مروان حتى ألقى الله
فيحكم في وفيهم وأصل منه رحمی وأؤدى منه الحقوق التي فيه وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار
ولما مات سعيد ترك مالاً اختلفت الروايات في قيمته
فبعضهم
يصل به إلى ثلاثة آلاف دينار
وبعضهم يصل به إلى مائة والمعقول
أنه
بين هذا وذاك ولقد ترك هذا المال وهو يقول
اللهم إنك تعلم أنى لم أتركه إلا لأصون ديني وحسبى
الدنانير والعلماء
والواقع أن هذا النمط
ولقد رأى
مره
ر في حياته حرًا كريما العلماء كان يسير من أحد الأشخاص الإمام سفيان الثورى ومعه مائتان
من الدنانير يتاجر فيها فقال له
كل هذا المال وأنت زاهد
فأجاب سفيان الثورى قائلاً كلمة مشهورة وتعبيرا مأثورًا طريفا لولا هذه الدنانير لتمندل بنا الأمراء
أي لولا هذه الدنانير لاحتجنا إلى الأمراء فجعلونا في أيديهم أشبه بالمناديل يتمسحون فيها ويلقونها من يد إلى يد
و
وكان الإمام الرباني الزاهد عبد الله بن المبارك مثلاً كريماً للتاجر العالم الكبير الذي لا تلهيه تجارته ولا بيعه عن ذكر الله ولم تكن تجارة هؤلاء جميعًا للدنيا ولم تكن التجارة مهنتهم ولكن كان لا بد لهم من مورد رزق لا يكون لأحد عليهم فيه منة
٣٦
إلا الله تعالى وكانوا يتاجرون من أجل الحد المعقول لحياة كريمة ولم يكونوا يتاجرون للغنى لأن همهم الأكبر إنما كان الجهاد في
سبيل
الله
عمل اليد
كان سعيد في تجارته متأسيًا بأسلافه وكان قدوة لتلاميذه
ومريديه وكان متبعًا للآثار التي وردت عن رسول الله ومنها ما روى عن المقدام بن معد يكرب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من
عمل يده وإن نبي الله داود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من
عمل يده
أخرجه البخارى وغيره]
وفي رواية لابن ماجه ما كسب الرجل كسبا أطيب من عمل يده وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة وعن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتى بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه
فيكف بها وجهه خير
له
من
وعن أنس رضى الله عنه
فسأله فقال
أما في بيتك شيء
[رواه البخاري في صحيحه]
أن
رجلا
من
الأنصار أتى النبي الله
قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب
الماء
قال ائتني بهما فأخذهما رسول الله بيده فقال من
يشترى هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم
قال رسول الله
من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثة قال رجل أنا آخذهما
بدر همین
فأعطاهما
إياه
فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصارى وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فائتني به فأتاه فشد فيه رسول الله له عودًا بيده ثم قال اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعامًا فقال له النبي
هذا خير لك أن تجيء المسألة نكتة في وجهك من
يوم
القيامة [رواه أبو داود]
وعن سعيد بن عمير عن عمه رضى الله عنه قال سئل رسول
الله أى الكسب أطيب
قال عمل الرجل بيده وكل كسب مبرور
وبعد
رواه الحاكم وصحح إسناد]
فإن الدعوة الإسلامية دعوة إلى الإيمان والعلم والعمل
والخلق الكريم وقد كان سعيد بن المسيب يجمع بين ذلك كله
۳۸
الفصل الثاني طابعه
نتحدث في هذا الفصل عن سلوك سعيد بن المسيب في
الحياة ونتحدث عن
خلقه
وعاداته وتقدير الناس له أي أننا
نحاول في هذا الفصل أن نكمل الصورة التي مازلنا نجمعها لبنة لبنة وسيبقى مع كل ما نكتبه عنه جوانب يتسع لها الحديث وذلك أن آراه سعيد منثورة هنا وهناك فى كتب التراث الإسلامية على كثرتها
ولكن هذه الآراء - وإن زادتنا معرفة بفقيه – فإنها سوف لا تزيدنا معرفة بشخصيته
وإن رجاءنا كبير فى أن يكون مذهب سعيد الفقهى محل دراسات متعددة حتى يمكن فى النهاية أن يقف هذا المذهب بجوار مذاهب الفقه الحالية وقد أسهم في ذلك إسهاما مشكورا الدكتور هاشم جميل وأملنا كبير في أن يتابع العمل وأن يشاركه في ذلك آخرون يتتبعون أئمة الفقه من التابعين وعلى رأسهم فقهاء المدينة السبعة الذين سنذكرهم فيما بعد إن شاء الله
ونعود إلى سعيد
ونبدأ بتقدير العلماء له وتقديرهم له ليس تقديرا للجانب العلمي
۳۹
فحسب وإنما هو تقدير لجوانب عدة منها العلم العلم بالسنة والعلم بالفقه والعلم بتفسير القرآن على الرغم من تحرجه فيما يتعلق بالتفسير
لم يكن – إذن – تقديرهم له اعتباطا وإنما له أسس راسخة الجذور باسقة الأغصان من شخصيته عالما وعابدا
ومستقيما
يقول على بن حسين سعيد بن المسيب أعلم الناس
بما تقدمه الآثار وأفقههم في رأيه من
بن
ويقول ابن رحبان هو سيد التابعين
ويقول صاحب الشذرات أحد أعلام الدنيا وسيد التابعين
ويقول صاحب الشذرات أيضا وقال عبد الرحمن بن زيد
أسلم
لما مات العبادلة عبد الله
عمر وعبد بن الزبير وعبد الله
الله بن عباس وعبد
بن
بن عمرو بن العاص صار
الفقه في جميع البلدان إلى الموالى فقيه مكة عطاء اليمن طاووس وفقيه اليمامة يحيى ابن أبي كثير
وفقيه
وفقيه
<
البصرة الحسن البصرى وفقيه الكوفة ابراهيم النخعى وفقيه الشام مكحول وفقيه خراسان عطاء الخراسانی إلا المدينة فإن الله تعالى حرسها بقرشي
فقيه غير مدافع سعيد بن المسيب وهو من فقهاء المدينة والتفسير والفقه والورع والعبادة ا هـ
جمع بين الحديث
وعن عبد الرازق بن همام عن معمر قال
سمعت الزهرى يقول أدركت من قريش أربعة بحور
سعيد بن المسيب و عروة بن الزبير و أبا سلمة
عبد الرحمن و عبيد الله
الله بن عبد بن عتبة
بن
وقال الذهبي سعيد بن المسيب ثقة حجة فقيه
رفيع الذكر رأس في العلم والعمل
وروى عثمان الحارثي عن
أحمد بن حنبل قال أفضل التابعين
سعيد بن المسيب
وعن مكحول قال لما مات سعيد بن المسيب استوى الناس ما كان أحد يأنف أن يأتى إلى حَلْقَة سعيد بن المسيب ولقد رأيت فيها مجاهدًا وهو يقول لا يزال الناس بخير ما بقى بين أظهرهم
ونزيد
وقد تتساءل لم هذا التقدير وقد سبق أن فسرناه هنا الأمر إيضاحا كانت مخالطة سعيد للناس عن طريق درسه
وفي المسجد ومن قوله فيما رواه ابن سعد
ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلى إلا أني أتى ابنه لى فأسلم
عليها أحيانًا
وفي درسه لم يكن يسير على النمط التقليدي
كل فرصة لتوجيه الناس إلى الله تعالى
يقول عاصم بن عباس الأسدى
وإنما
كان ينتهز
فيما رواه ابن سعد -
كان
سعيد بن المسيب يذكر ويخوف
يخاصم
أحدا ولو أراد إنسان رداءه – كما يقول
وكان لا الله الخزاعي - لرمى به إليه وكان من أزهد الناس في فضول الدينار كما يقول ابن كثير - وفى الكلام فيما لا یعنی
عبد
٤١
وكان يُفْشى السلام
ويصافح كل من
وعن إفشاء السلام يقول رسول الله لا فيما رواه أبو داود والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام
بينكم
وكان لا يكلف أحدًا شيئا حتى فى أتفه الأمور يروى صاحب الحلية عن ابن حرملة قال خرج سعيد بن المسيب في ليلة مطر وظلمة منصرفا العشاء من فأدركه عبد الرحمن بن عمرو
وطين
فقال
ابن سهيل ومعه غلام معه سراج فسلم عليه عبد الرحمن ومشيا يتحدثان حتى إذا حاذى عبد الرحمن بداره انصرف إليها للغلام امش مع أبي محمد بالسراج فقال سعيد لا حاجة لى بنوركم نور الله خير من نوركم !!
ومع كل ما كان يتسم به من صلابة في الرأي
ومن
تشدد
في الدين فإنه ما كان متزمتاً وانظر إلى هذه القصة التي سار فيها سعيد على أساس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسلما
ومن ستر
ستره
الله في الدنيا والآخرة
وانظر إلى خاتمتها الطيبة
عن ابن حرملة قال خرجت إلى الصبح فوجدت سكران
منزلى
قال فلقيت سعيد بن
المسيب
فلم أزل أجره أدخلته حتى فقلت لو أن رجلاً وجد سكران أيدفعه إلى السلطان فيقيم عليه الحد قال قال لى إن استطعت أن تستره بثوبك فافعل
٤٢
فلما رآنی
قال فرجعت إلى البيت فإذا الرجل قد أفاق عرفت فيه الحياء فقلت أما تستحى لو أُخذت البارحة لَحدِدْتَ فكنت في الناس مثل الميت لا تجوز لك شهادة فقال والله لا أعود له أبدًا قال ابن حرملة فرأيته قد حسنت حالته بعد
أما موقفه من الشعر فعن
عاصم قال كان سعيد بن المسيب يحب أن
ولا ينشده
وفي هذا المجال
يسمع الشعر
مجال عدم التزمت نروى طرفة ذكرتها
كتب الأدب والعهدة فيها على الراوى
ذكر عبد الله
بن عمر العمري قال خرجت حاجا فرأيت
امرأة جميلة تتكلم بكلام أرْفَثَتْ فيه فأدنيت ناقتي منها ثم قلت
لها ألست حاجة أما تخافين الله
فسفرت عن وجه يبهر الشمس حسنًا ثم قالت تأمل يا عم فإني ممن عناه العرجي بقوله
أماطت كســـاء الخر عن حر وجهها
من
وأدنت على الخدين بردا مهلهـــــلا
اللاء لم يحججن يبغين حســـــــــبة
ولكن ليقتلن البرىء المغفلا
قال قلت لها فإني أسأل الله ألا يعذب هذا الوجه بالنار وبلغ ذلك سعيد بن المسيب رحمه الله فقال أما والله لو كان
٤٣
من بعض بغضاء العراق لقال لها اغربی قبحك الله ولكنه ظرف
عباد أهل الحجاز ويروى صاحب الأغانى عن عبد الجبار بن سعيد المساحقي عن
أبيه قال
دخلت مسجد رسول الله له مع نوفل بن مُساحق فإنه لمعتمد
على يدى إذا مررنا بسعيد بن المسيب في مجلسه وحوله جلساؤه فسلمنا عليه فرد علينا ثم قال لنوفل يا أبا سعيد من أشعر بن قيس أو عمر بن أبي ربيعة
الله
صاحبنا أم صاحبكم يريد عبد فقال نوفل حين يقولان ماذا يا أبا محمد قال حين يقول
صاحبنا
خليلي ما بال المطايا كأنما
نراها على الأدبـــار بالقوم تنكص
وقد قطعت أعناقه ن صبابة
نا مما يلاق
وقد أتعب الحـ ادی سراهن وانتحى
شخص
فما يألو عجول مقلّص بهن
یزدن بنا قرباً فيزداد شوقنا
إذا زاد طول العهد والبعد ينقص
ويقول صاحبك ما شئت فقال له نوفل صاحبكم أشعر في الغزل وصاحبنا أكثر أفانين شعر فقال سعيد صدقت فلما انقضى ما بينهما من ذكر الشعر جعل سعيد يستغفر الله ويعقد بيده حتى وفي مائة فقل البكرى فى حديثه عن الجبار قال مسلم فلما انصرفنا
قلت لنوفل أتراه استغفر الله من إنشاد الشعر في مسجد رسول الله
فقال كلا هو كثير الإنشاد والاستنشاد للشعر فيه ولكن
أحسب ذلك للفخر بصاحبه ۱
ومن طابع سعيد بن المسيب
التعبد وله في العبادة ومفهومها بصيرة مستنيرة وكمقدمة للحديث عن العبادة نتحدث عن بعض أخذه بالسنن يستنير فيها
على منهج الاتباع
يقول محمد جدا يأخذ
بن هلال رأيت سعيد بن المسيب لا يحفى شاربه
منه أخذا حسنا
وعن عاصم قال
رأيت سعيد بن المسيب لا يدع ظفره يطول
ورأيته يصافح كل من لقيه
ورأيت سعيدا يكره كثرة الضحك
ورأيت سعيدا يتوضأ كلما بال وإذا توضأ شبك بين أصابعه
أما العبادة فإن بكر
بن خنيش
سأله قائلاً
فما التعبد يا أبا محمد قال التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى
۱ ج ۱ ص ۱۱۸ ط الهيئة المصرية للتأليف والنشر سنة ١٣٩٠
الحلية
ذكر ذلك صاحب الحلية وذكر أيضا أنه سئل مرة أخرى
عن العبادة فقال
العبادة التفقه في الدين والتفكر في أمر الله تعالى بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال قال
معاذ وعن
سعيد بن المسيب ذات يوم
ما نظرت فى أقفاء قوم سبقونى بالصلاة منذ عشرين سنة
ويعنى بقوله ما نظرت في أقفاء قوم أنه كان دائما في
الصف الأول في المسجد
أما
يوم
الجمعة فيذكر ابن سعد
عن عطاء أن سعيد بن المسيب كان إذا دخل المسجد يوم الجمعة لم يتكلم كلامًا حتى يفرغ من صلاته وينصرف الإمام ثم يصلى ركعات ثم يقبل على جلسائه ويسأل
ويذكر صاحب الحلية الطرفة التالية
عن ابن حرملة قال
حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار فسألت برد عمله بالليل فأخبرني فقال
خادمه عن
كان لا يدع أن يقرأ بصاد والقرآن ذى الذكر كل ليلة فإذا
وقال فسألته ذلك فأخبر عن
ما وصل إلى آية السجدة سجد الأنصار صلى إلى شجرة فقراً بصاد فلما مر بالسجدة
أن
رجلا من
سجد وسجدت الشجرة معه فسمعها تقول
ទេ។
اللهم اعطنى بهذه السجدة أجرًا وضع عنى بها وزرا وارزقني بها شكرًا وتقبلها منى كما تقبلتها من عبدك داود
ويقول صاحب الحلية
قال سعيد بن المسيب
من حافظ على الصلوات الخمس فى جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة
ولكن الصلاة بالنسبة لسعيد كانت قرة عين له
روى عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن المسيب هذه الكلمات
الجميلة قال
ما دخل على وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها ولا دخل على أداء فرض إلا وأنا إليه مشتاق
ومما يبين مدى حرص سعيد على الصلاة ما رواه كثير من مؤرخيه بعبارات مختلفة كثيرة مستفيضة ومن ذلك بعض ما رواه صاحب الحلية ونموذج لما كتبه الكثيرون عن سعيد وموقفه من
الصلاة
قال ابن سهل - عثمان بن حكيم سمعت سعيد بن المسيب
يقول
ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد !! وعن ميمون بن مهران أن سعيد بن المسيب مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من
الصلاة
وعن عبد الرحمن بن حرملة عن برد مولى ابن المسيب قال
٤٧
ما نودى للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد
ويذكر صاحب الحلية ما يلى
حدث خالد بن داود یعنی ابن أبي هند – عن سعيد ابن
المسيب قال
ما يقطع الصلاة قال الفجور ويسترها التقوى ونختتم الحديث عن صلاة سعيد بهذه الكرامة الكريمة التي أوردها صاحب الحلية
عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن سعيد بن المسيب
قال
دخلت المسجد في ليلة أضحيان قال وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلى فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف
من خلفى يا عبد الله قل
قلت ما أقول
قال قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن قال سعيد فما دعوت بها قط لشيء إلا رأيت نجحه
كان سعيد بن المسيب يقوم بالصلاة على هذا النسق إذا كان مقيما بالمدينة ولكنه في أسفاره كان أيضا حريصا كل الحرص
على صلاة الجماعة
أما الصوم فيذكر ابن سعد
٤٨
كان سعيد بن المسيب يسره الصوم فكان إذا غابت الشمس
أتى بشراب له من منزله إلى المسجد فشربه
وكذلك حدث يزيد بن أبي حازم أن سعيد بن المسيب كان
يسره الصوم
ويكفينا فيما يتعلق بالحج ما حدث به سليمان بن أبي بلال عن
ابن حرملة قال
سمعت سعيد بن المسيب يقول لقد حججت أربعين حجة هذا ولا يتأتى أن نتحدث عن طابع سعيد دون أن نتحدث عن
وعن رأيه في فتنة النساء
النساء موقفه من ولا يتأتى أن نتحدث عن رأيه في ذلك دون أن نبين موقف
الإسلام في إيجاز موجز - من هذا الموضوع الذى عمت بلواه وكثر فساده وأصبح فتنته تكاد تبسط سوءها في كثير من
في مجتمعنا الحاضر
سعيد بن المسيب والنساء
الأجواء
إن الإسلام موقفا واضحا لما ينبغى أن تكون عليه المرأة من حشمة
ومن كمال ومن أدب عفة
ومن
وللإسلام موقفه الواضح فيما يتعلق بالصلة بين الرجل والمرأة وما من شك فى أن الكثير من النساء قد استجبن الله ولرسوله والتزمن أوامر الله ورسوله التزاما وضعهن في الدرجة الأولى من
زمرة المؤمنين
ولقد تحدث الله سبحانه وتعالى عن بعض النساء في القرآن الكريم
مثنيا أو مستنكرًا يقول سبحانه
وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط
تحت عبدين من عبادنا صالحين
كانتا
فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من
الله
شيئًا وقيل ادخلا النار مع الداخلين له ۱
وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب
ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ۳
ولمريم رضى عنها يقول تعالى
و يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدى واركعي مع الراكعين 4
ويقول في موضوع الحشمة
وليضربن بخمرهن على جيوبهن
ولا يبدين زينتهن
إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو
۱ التحريم ١٠
التحريم ١١ ۳ التحريم ١٢
٤ آل عمران ٤٢ ٤٣
نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضرين ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون
۱
لعلكم تفلحون 1
وإذا كان يقول لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم
بأرجلهن
فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا
معروفا
ويقول تعالى
وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر
لقلوبكم وقلوبهن ۳
إذا كان ذلك لنساء الرسول فغيرهن من باب أولى
وأما الصلة الجنسية المحرمة فيقول سبحانه فيها
الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد
عذابهما طائفة من المؤمنين
الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ٤ وقد أوضحت السنة
۱ النور ۳۱ الأحزاب
۳ الأحزاب
or
٤ النور ٢ ٣
۵۱
القرآن الكريم وأبانت الكثير مما أجمله ونذكر من
مظاهر الجو الإسلامي بالنسبة للمرأة
ذلك بعض
1 – عن أبي هريرة رضى
الله
عنه
قال قال رسول الله
صنفان من أهل النار لم أرهما
قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا [رواه مسلم]
عن أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفراً يكون ثلاثة أيام فصاعدًا إلا ومعها أبوها أو أخوها أو زوجها أو ابنها أو ذو محرم منها
[رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه] عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر ثلاثا إلا ومعها رواه البخاري ومسلم وأبو داود]
ذو محرم منها
فيما قال
عن أبي سعيد أن رسول الله قام خطيبا فكان
۵
إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف
تعملون ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء
- عن
[أخرجه ابن ماجه في باب فتنة النساء]
أسامة بن زيد قال قال رسول الله ما
أدع بعدى فتنة أضرّ على الرجال من النساء رواه ابن ماجه
والترمذي اختلاف
يسير
الألفاظ في
وقال عنه حسن صحيح]
روى أن أبا هريرة لقى امرأة متطيبة تريد المسجد فقال
يا أمة الجبار أين تريدين قالت المسجد قال وله تطيبت قالت نعم قال فإني سمعت رسول الله يقول أيما
امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل [رواه ابن ماجه]
- عن عبد الرحمن بن شبل رضى الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
إن الفساق هم أهل النار قالوا يا رسول الله وما الفساق قال النساء قال رجل يا رسول الله أليس أمهاتنا وأخواتنا وأزواجنا قال بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن وإذا ابتلين
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين]
لم يصبرن
عن الطفيل بن أبي
بن كعب عن
أبيه
الله
رضی
عنه
قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الظهر والناس فى الصفوف خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
منه
يتناول شيئا فجعل يتناوله فتأخر وتأخر الناس ثم تأخر الثانية فتأخر الناس فقلت يا رسول الله رأيناك صنعت اليوم شيئًا ما كنت تصنعه في الصلاة فقال إنه عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت قطفا من عنبها ولو أخذته لأكل من بين السماء والأرض لا ينقصونه فحيل بيني وبينه وعرضت على النار فلما وجدت سفعتها تأخرت عنها وأكثر من فيها النساء إن ائتمن أفشين وإن سألن ألحفن وإذا سئلن بخلن وإذا أعطين لم يشكرن
۹
رأيت
[حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم]
عن عبد الله أن النبي قال لعن الله الواشمات
والمستوشمات والمتنمصات مبتغيات للحسن مغيرات خلق الله الترمذى حسن صحيح]
نحوه
المتنمصة التي تزيل شعر وجهها أو جبينها بخيط أو
١٠ – عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبي قال لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
الترمذى حسن صحيح]
الواشمة التي تجعل الوشم على ذراعها أو على جزء آخر
من جسمها
والمستوشمة هي التي تطلب من يفعل لها ذلك الواصلة من النساء التي تصل شعرها بشعر غيرها
٥٤
قال أبو عبيد هذا في الشعر وذلك أن تصل المرأة شعرها بشعر آخر زورا وروى في حديث آخر
أيما امرأة وصلت شعرها بشعر آخر كان زورا [لسان العرب]
۱۱ - عن ابن عباس قال لعن رسول الله المتشبهات النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال [حسن صحيح]
بالرجال من
- ۱
وفي رواية عنه لعن رسول الله المخنثين من [حسن صحيح]
الرجال والمترجلات من النساء
۱۳ - عن أبي موسى عن النبي قال
كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهى
كذا وكذا يعني زانية
- 12
[حسن صحيح]
روی مسلم بسنده عن ابن عباس قال سمعت النبي
يخطب يقول لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم
ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله
إن امرأتي خرجت حاجة وإنى اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال انطلق فحج مع امرأتك
وقد يظن بعض الناس أن الإسلام بالغ في الحفاظ على المرأة هی تكريم لها
C
ونقول إن كل مبالغة في الحفاظ على المرأة بيد أنه إذا أحب الإنسان أن يأخذ صورة لما عساه أن تبلغ فتنة النساء فليقرأ شعر عمر بن أبي ربيعة - وهو شعر واقعی - ولينظر مدى استجابة النساء له وإنه ليصل الأمر أن بهن له وأكثر من ذلك كن يستقدمنه إليهن
يتعرضن
أو لينظر قول بشار في فحشه وبذاءته
لا يؤيسنك من مخدرة قول تغلظه وإن جرحــــــا النساء إلى مياسرة والصعب يمكن بعدما جمحا
عسر
لحم
أو قول الآخر في وقاحته وتسفله
أطاف
إن النساء وإن وصفن بعفة فيما يظاهر في الأمور ويكتم به سباع جوع ما لا يذاد فإنه يتقسم اليوم عندك دلها وحديثهــا وغدا لغيرك كفها والمعصم الخان تسكنه وترحل غاديا ويحل بعدك فيه من لا تعلم ولقد كان كل ذلك أيام أن لم تكن مثيرات السينما والتلفزيون والأدب المكشوف وقد كان ذلك أيام أن لم يكن الاختلاط في الجامعات وفي المكاتب
وكان ذلك أيام أن كان نظام السكرتيرات لا وجود له وكان ذلك أيام أن لم تكن الموضة الخاضعة دائما المحلات الأزياء التي يديرها اليهود ويحاولون عن طريقها نشر الفساد بأخبث الوسائل
ولقد وصل الأمر الآن بالنساء أن يذهبن إلى الشواطئ ويتعرين ويكشفن عما أن يستر والغريب في الأمر أن أزواجهن أو وجب آباءهن أو إخوانهن يرون ذلك ويرضون عنه
لا دين
ولا فضيلة ولا شهامة ولا مروءة لحم عار
ينظر إليه الغادى والرائح دون خجل أو حياء
٥٦
وتسقط الفتاة تلو الأخرى فى الرذيلة بل يسقطن زرافات
فضلاً
ووحدانا
يسقطن على الشاطئ وفى الجامعة وفى مقر الوظيفة
عن سقوطهن في الشارع وفى السهرات التي تتعرى الظهور فيها
وأعالي الصدور والحديث عن ذلك يطول
وكل أب وأخ وابن مسئول عن محيطه ورعيته
ونحب الآن أن نذكر كلمات عن رأى سعيد بن المسيب
الذي كان كل ما سبق تمهيدا وتبريرا لرأيه إنه يقول قد بلغت ثمانين سنة وما شيء عندى أخوف من النساء ! وكان بصره قد ذهب ويقول فيما حدث على بن يزيد
سنة
ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء
وقال على بن يزيد أخبرنا سعيد - وهو ابن أربع وثمانين وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى
ما شيء أخوف عندى من النساء
وقال
سعيد بن المسيب
ما خفت على نفسى شيئا مخافة النساء فقالوا له يا أبا محمد
إن مثلك لا يريد النساء ولا تريده النساء !
قال هو ما أقول لكم
قال الراوى وكان شيخا كبيرًا أعمش
والسؤال الآن هو
أكان
سعيد بن المسيب مخطئًا
ألا تستعمل النساء الآن فيما ييأس منه الشيطان
ألا تستعمل في التجسس وفى قيادة الرجال إلى ما يردن
وفى مارب لليهود والأعداء المفسدين
اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونرجو أن
تهدى
الأمة الإسلامية إلى الطريق المستقيم وأن تسير بها في سبيلك الطاهر
إنك سميع قريب مجيب
۵۸
۱ امتحان ومحنة
إن
وفي الفقه
سنة
الفضل الثالث امتحان ومحنة
سعيد بن المسيب من كبار أئمة العلماء في الحديث
وقد ولد - كما يقول
لسنتين مضتا
من
خلافة
عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقد نيفت حياته على الثمانين
ويتحدث عنه صاحب الحلية فيقول
أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي
الممتحنين امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم
!
كان من
ونحب في ابتداء الحديث عن امتحان سعيد بن المسيب أن نبدأ ببيان صفة من أهم صفاته وهى صفة الاستمساك بالحق !
وهو في هذا الاستمساك بالحق لا يقل عن الإمام أحمد
بن
حنبل ولا عن الإمام سفيان الثورى وإذا كان لهذين الإمامين الجليلين - اللذين أتيا بعده ولغيرهما من الذين أثروا رضوان الله على متاع الدنيا - من قدوة فإن قدوتهم الأولى رسول الله الذي عرضت عليه الدنيا ممثلة في الملك والمال والرياسة و الخ فقال مقالته التي سارت مسير الضوء
۵۹
والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه !
وقدوتهم من بعده الصديق ! الصديق الذي قال حين ارتد بعض الأعراب
عن
أداء الزكاة ما معناه
بامتناعهم
والله لو لم يخرج أحد لحربهم لخرجت إليهم وحدى ! ولقد سار كثير من أسلافنا وعلمائنا على هذا النهج المؤمن الذي لا يبالي في سبيل الله بما يصيبه ذلك بأنهم
ظماً
ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يصيبهم ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا
هم به عمل صالح ۱
وكان يكفى الإمام أو يقول كلمة تعبر عن تورية مجرد كلمة مشتبهة العذاب والتنكيل ولكنه أبى إباء المؤمنين المعتزين بالله
أحمد أن يقول القرآن مخلوق
C
فيرفع
<
عنه
وادخل
السجن وضرب بالسياط فلم ينل ذلك من عزيمته ولا قلامة ظفر ! ونحن نعتز بالإمام أحمد كصورة كريمة للعزيمة التي لا تلين
في سبيل ما تراه حقا
ولقد نادى أبو جعفر المنصور يوما
إذا رأيتم سفيان الثورى فاصلبوه !
1 التوبة ۱۰
٦٠
وكان هذا أمرًا لكل الولاة والحكام بالقبض عليه وصلبه وكان يكفى سفيان أن يقول كلمات هينة في مدح أبي جعفر فيعفو عنه ويجزل له العطاء من عرض الدنيا ولكنه لم يقل شيئًا ونجاه الله تعالى ومات أبو جعفر المنصور ولم يصب سفيان الثورى بسوء وعاش بعد أبي جعفر سنين !
وأما سعيد بن المسيب فيقول المؤرخون عنه
إن نفسه كانت أهون عليه في سبيل الله من نفس ذبابة لقد باع نفسه في سبيل الله فما كان يعنيه قط أوقع على الموت أم وقع عليه الموت وما كان يبالي في سبيل الله – على أي
جنب
كان مصرعه ! لقد درس سنة رسول الله كأعمق وأحسن ما تكون الدراسة ودرس سيرة رسول الله كأعمق وأحسن ما تكون ودراسته السيرة الشريفة لهما آثارهما ودراسته السنة
الدراسة
الكثيرة
وقد سبق أن كتبنا في السنة ودراستها كلمات نعيد جزءا يسيراً
منها هنا
إن السنة دعوة بالحسنى إلى الرقى الأخلاقي الذي تجرى
وراءه الإنسانية المهذبة إنها دعوة إلى التاجر أن يكون صدوقاً
فيحشر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وإلى العامل أن يتقن عمله لأن الله يحب إذا عمل أحدكم
عملا أن يتقنه !
។
ومن
وإلى الصانع أن يؤدى العمل كما يحب حيث أخذ الأجر
أخذ الأجر حاسبه الله على العمل !
وهي دعوة إلى الأب باعتباره أبا وإلى الأم في وضعها كأم
ما وكل إليه من
وإلى الأخ في مهمته كأخ
يرعى كل منهم
وكلكم راع
وإلى غيرهم من أفراد المجتمع أن
أمر
رعيته با
لأنه مسئول عن رعيته
وكلكم مسئول عن رعيته !
وهي دعوة للناس إلى الأمانة حيث أنه لا إيمان لمن لا أمانة
له !
وإلى الصدق وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله
صديقا !
وإلى الرحمة الرحمة العامة الشاملة
على من قال
إنما
أنا رحمة مهداة
وصلوات الله وسلامه
ومن قال ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء !
يسير عليه المجتمع فستجد
وخذ أي خلق كريم تتمنى أن في السنة دعوة إليه بوسيلة وبأخرى وبثالثة
وهي في هذه الدعوة تنبه دائما إلى دور الأمة الإسلامية في الاخلاق العالمية إن دورها إنما هو دور الرائدة الراعية وعلى الرائد دائما أن يكون المثل الأعلى والأسوة الكريمة والقدوة الصالحة
ولقد كان رسول الله ل الصورة الحية الناطقة التي طبقت
كمبادىء إنسانية ممكنة
الخلق الذي رسمه الله وأحبه للإنسانية
جمعاء والذي عبرت عنه السنة أجمل تعبير وأبلغه
!
درس الإمام سعید السنة
وتشربت روحه بها ودرس
سيرة رسول الله واتخذها نبراسا يهتدى بضوئه فكان يعتز بالله
ويتوكل عليه
ويرجوه وحده وحينما تتأزم به
الأوضاع لا يلجأ إلا إليه سبحانه !
هذا الاعتزاز بالله وهذه الكرامة الإسلامية لم يألفها أهل الدنيا
وعبيد الجاه !
وأصحاب الأهواء والشهوات وعبيد الأموال وكثير من هؤلاء لم يفهموا الإمام سعيد على حقيقته !
وكثير منهم
وكثير منهم
كان يثور العجب فى نفسه لتصرفات الإمام !
كان يفهم ولكنه ما كان يستطيع أن يجارى الإمام
في الاعتزاز بالله سبحانه !
وما كان امتحان الإمام - الذي ذكره صاحب الحلية – إلا ناشتا
عن اختيار سعيد
الله ! لطريق حزب أتدرى من هم حزب الله !
إن
الله سبحانه وتعالى بين صفة حزبه فقال تعالى
حاد الله
ولا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات
تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله
عنهم ورضوا عنه
أولئك
الله ألا
حزب
إن حزب
الله
هم
المفلحون ۱ !
۱ المجادلة
٦٣
كان الإمام من حزب
الله
كان
الله
ومن
من حزب
يحس
بالله
تعالى ناظرا إليه في كل وقت ومعه في كل وقت وهو معكم
أينما كنتم 1 فلا يفعل إلا ما يرضيه سبحانه إنه لا يتملق ولا يداهن ولا يأتى بما يغضب الله تعالى فإذا كان عالما سار في حياته على
أنه
من ورثة الأنبياء كما يقول رسول الله
وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا
ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر وعن العلم والعلماء يتحدث القرآن الكريم وتتحدث السنة
النبوية الشريفة في استفاضة
كان الإمام سعيد بن المسيب يعيش في حياته على الأسوة برسول الله كما ذكرنا ومن هنا كان يعرف لنفسه كرامتها
ويعرف لها طريقها في الحياة
ومن
هنا أيضا كان بينه وبين الحكام الذين لا يسيرون على نهج
الشرع خصومة دائمة
أما الحكام العادلون فإنه كان يذكرهم بكل خير وكان يلين
لهم بل ويزورهم
لقد كان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه يقدر سعيد بن
المسيب
وكان
١ الحديد ٤
سعيد يقدره ويحبه ويتحدث عنه
دون
أما بنو أمية وبنو مروان على الخصوص فإنه كان يبتعد عنهم
أن يصرفه ذلك عن قول الحق
6
ومن طريف ما حدث يوما أن عبد الملك بن مروان جاء إلى مدينة رسول الله ل يتفقد أحوالها وأحب أن ينام في كعادته فامتنعت منه القائلة ولم يجد للنوم من
الظهيرة
سبيل فقال لحاجبه
انظر هل في المسجد أحد
من
حداثنا من أهل المدينة فخرج
الحاجب إلى المسجد فوجد سعيد بن المسيب في حلقة له فوقف بحيث يراه سعيد ولما نظر إليه سعيد غمزه بعينه وأشار إليه بإصبعه أن اتبعنى ثم ولى واعتقد الحاجب أن
سعيدا
يتبعه !
الذي
يمتنع عن إشارة حاجب الخليفة إن إشارته تكفى ومن
لأن يهرول من أشار إليه
خاضعا مسرورًا !
ولكن الحاجب تلفت فلم ير سعيدا على أثره !
إن سعيدًا لم يتحرك ولم يتبعه فدهش الحاجب وقال في
نفسه
>>
أراه لم يفطن إلى فجاء ودنا منه وقال له
ألم ترنى أشير إليك
قال
سعيد وما حاجتك
10
قال استيقظ أمير المؤمنين فقال انظر في المسجد أحدًا
حداثى فأجب أمير المؤمنين !
قال سعيد هل أرسلك إلى
من
قال لا ولكن قال اذهب فانظر بعض حداثنا [محدثينا] من أهل المدينة فلم أر أهياً منك !
فقال سعيد والهدوء يملؤه اذهب فأعلمه أني لست من
حداثه !
وغمر الحاجب تيار من الدهشة إذ لم يكن يعرف الإمام من قبل وخرج وهو يقول ما أرى هذا الشيخ إلا مجنونا ! وإنه لمجنون في عرف عبيد الدنيا ولكنه في أعراف الحق يسير على هدى من قوله تعالى وإن أكرمكم عند الله أتقاكم دراكية
وذهب الحاجب إلى عبد الملك فقال له
ما
وجدت في المسجد إلا شيخاً أشرت إليه فلم يقم فقلت
له إن أمير المؤمنين قال انظر هل ترى في المسجد أحدا حداثى
من
فقال إني لست من حُداث أمير المؤمنين وقال لي أعلمه ! وكان عبد الملك ذكيا فطنا فقال ذلك سعيد بن المسيب
فدعه !
امتحان ومحنة
نتبين منها
وقصة أخرى قبل أن نتحدث امتحانه عن " إحدى الصفات الأصيلة في سعيد بن المسيب وهى أنه ما كان يقيم وزنا إلا للمتقين ! أما الجاه والمنصب والرياسات على اختلاف أنواعها فإنه كان أكرم على نفسه أن يداهن أو ينافق ويتملق وهذه القصة من
رواها
صالح بن كيسان
كان عمر بن عبد العزيز رضى الله
المدينة
وذلك قبل أن يتولى الخلافة
D
عنه
واليا على
وجاء الخبر لعمر رضى
قادم إلى المدينة
فخرج
الله عنه أن الوليد بن عبد الملك عمر ومعه عشرون رجلاً من أعيان قريش لاستقبال الوليد
وكان الاستقبال خارج المدينة على بعد ليلتين منها إنهم انتظروه
في السويداء وقبل وصولهم إلى المدينة بقليل أخلى مسجد رسول الله فأُخرج الناسُ منه فما ترك فيه أحد وبقى سعيد بن المسيب
في مصلاه ما يجترئ أحد من الحرس أن يخرجه !
فلما دخل الوليد المدينة غدا إلى المسجد الشريف فقيل لسعيد لو قمت فقال
والله لا أقوم حتى يأتى الوقت الذي كنت أقوم فيه !
٦٧
قيل له فلو سلمت على أمير المؤمنين !
قال والله لا أقوم إليه !
وكان عمر بن عبد العزيز في شيء من الحرج والإشفاق إنه يقول فجعلت أعدل بالوليد ناحية المسجد رجاء ألاً
يرى سعيدًا حتى يقوم فحانت من الوليد نظرة إلى القبلة فقال
من الجالس أهو الشيخ سعيد بن المسيب ! فجعل
عمر يقول نعم يا أمير المؤمنين من حاله
وأخذ يحدثه صفات عن
عليك وهو ضعيف البصر
ومن
حاله
-
سعيد - ولو علم بمكانك لقام فسلم
قال الوليد قد علمت حاله ونحن نأتيه فنسلم عليه !
ثم دار الوليد فى المسجد حتى وقف على الضريح الشريف
ثم أقبل حتى وقف على سعيد
فقال
كيف أنت أيها الشيخ
يقول عمر فوالله ما تحرك سعيد ولا قام فقال بخير والحمد لله فكيف أمير المؤمنين وكيف حاله
قال الوليد بخير والحمد لله
وانصرف الوليد
!!!
ماذا كان شعوره ما الذي أحس به
إن سعيدا كان قد عُرف في عهد الوليد وكانت أحواله وصفاته قد استقرت فى أذهان الناس لقد عُرف أن سعيدا ليس
٦٨
رجل مؤامرات ولا تطلعات إلى حكم أو منصب أو رياسة وأن تحقيق التقوى والقرب من الله تعالى والهداية إلى الصراطة
همه کل
همه
المستقيم وما كانت الدنيا فى نظره إلا معبرا للآخرة كل ذلك كان قد عرف معرفة تامة في أيام الوليد
لم يغضب الوليد ولم يحدث في نفسه ضيق من
كان تعليقه الذي قاله لعمر
هذا بقية الناس !
أمر
ولذلك
سعید
وهو تعبير يطابق في معناه ما نقوله نحن الآن عن رجل نقى
هذا بقية السلف الصالح
وأجاب
عمر أجل يا أمير المؤمنين
والواقع أن الطريق الذي سار فيه سعيد بن المسيب من البعد
عن شهوة الحكم وعن حب الرياسة وعن المؤامرات والانقلابات
رسول الله
هو الطريق السليم والعالم الإسلامي هو وريث في الدعوة وهو حينما ينجح في هداية المجتمع يكون قد
وصل إلى ما يصبو إليه من الهداية في الأحكام وإذا صلح المجتمع
كأفراد فإنه لابد وأن يصلح كحكام ولكن شهوة الحكم غلابة وهي إذا دخلت على العلماء أفسدتهم وأفسدت المجتمع معهم وثارت حرب عوان بينهم وبين الحاكمين وهي عادة تكون وبالاً على العلماء أكثر مما تكون وبالاً على الحاكمين ولكن إذا اطمأن الحكام إلى النوايا السليمة للمصلحين الداعين إلى الله تعالى وإلى
تحكيم كتابه الكريم والاقتداء برسوله ل وإذا التزم العلماء السلوك الصالح وكرسوا أنفسهم للعلم النافع وأخلصوا وجوههم الله في الدعوة إليه وإلى العمل بشريعته فإن أثرهم عند الشعب
وعند الحاكمين يكون أثرًا قويًّا ينتهى عادة بصلاح المجتمع رعية ورؤساء
يقول سادتنا الصوفية إن الإنسان حينما يوفقه الله للأخذ في طريقه سبحانه فإنه يبدأ بنفض الرذائل رذيلة رذيلة ولكن إحدى هذه الرذائل تستعصى عليه وتتأبى وهي رذيلة حب الرياسة فإذا ما أخلص القلب لله ونفض هذه الرذيلة فإنه يصبح من المخلصين المخلصين
وحب الرياسة يظهر أحيانًا في صور هيئة مثل أن يحب الإنسان مدح نفسه فلا تكاد تجلس معه حتى يكون مدار الحديث عن نفسه وحتى يكون هو مركز الدائرة فى الحديث إنه فعل كذا وقال كذا وهكذا دواليك وهذا الصنف ليس له
وقام بكذا
في الإخلاص نصيب وافر
ولكن حب الرئاسة الحقيقي هو أن تنازع أصحاب المراكز
مراكزهم بالمؤامرات والانقلابات والمكر والخديعة وكلما دخل ذلك في جو الدعوة أفسدها
ونأى
سعيد بن المسيب بنفسه عن ذلك وأخلص وجهه
للدعوة ولكنه قد أصابه - من شرر الرياسة والحكم والسياسة –
الشيء الكثير
لم يكن يدخل في السياسة ولكنه أحيانا كان يدعى إلى عمل يعتقد أنه مناف للدين فيأبى
كان الامتحان والابتلاء يدخل عليه دون أن يحاول هو الدخول فيه وكان أشد ما لقى فى ذلك هو من هؤلاء الذين يتنازعون ويريدون أن يستنصروا وتتمكن من نفوسهم شهوته
الحكم
بسعيد بن المسيب على ما يريدون
C
ويصادف أن يكون اليقين عند سعيد في رأيه يخالف ما وهو ليس بصاحب
يطلبون فينكل به وهو أعزل ويُساء إليه
شر وأول ما ناله من ذلك على يد الوالى من قبل عبد
الزبير
الله
الله
بن
لقد ثار عبد بن الزبير على الأمويين ودعا لنفسه بالخلافة وبايعه خلق كثير ولكن امتنع عن البيعة البعض ومن هذا البعض
رفيقًا
عبد
الله
بن عمر
و سعيد بن المسيب
أما
وهب
الله عبد بن عمر فلم يتعرض له ابن الزبير بل كان
الله
به ولا يتأتى غير ذلك مع عبد بن عمر فإنه رجل الله نفسه لا ينظر إلى دنيا ولا إلى منصب ولا إلى جاه
وكان الناس جميعًا يحترمونه لكثير من صفات الخير فيه
ومركز
الدائرة في صفاته أنه كان يتحرى تحريًا تاما ما كان يفعله الرسول
幾
في حياته ويحاول ما استطاع إلى ذلك سبيلاً – أن يفعل بن الزبير لها قصة أن مسألة بيعة عبد الله مثله بید
۷۱
قال الهيثم ثم إن ابن الزبير مضى إلى صفية بنت
أبي عبيد
وزوجة عبد الله
بن عمر فذكر لها أن خروجه كان غضباً
الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام والمهاجرين والأنصار من
أثرة
معاوية
وابنه وأهله بالفيء
أن يبايعه زوجها عبد بن عمر
وسألها مسألته
فلما قدمت عشاءه ذكرت له أمر ابن الزبير واجتهاده
وأثنت عليه وقالت
ما يدعو إلا إلى طاعة الله عز وجل وأكثرت القول في
ذلك
فقال لها أما رأيت بغلات معاوية اللواتي كان الشهب فإن ابن الزبير ما يريد غيرهن اهـ
يحج
عليهن
وهي
بغلات معاوية الشهب المحلاة بالسروج المذهبة رمز الدنيا والغنى والجاه والسلطان إنها هي مطمح المتطلعين وأساس الداء إنها الدنيا كما قلنا
للإمامة
وهى أصل النزاع
الأهواء
بن
كان لا يخاصم
أما سعيد بن المسيب مع أنه كان أشبه الناس بسيدنا عبد الله عبد الله الخزاعي - أنه - كما يقول أحدا ولو أراد إنسان رداءه رمى به إليه ومع
عمر ومع
أنه كان – كما يقول
من أزهد الناس في فضول الدنيا ابن كثير
والكلام
۷
فيما لا یعنی
ذلك
مع
ومع
أنه لا شرَّ فيه مطلقا لأحد فقد
ضربه عامل ابن الزبير على المدينة ستين سوطًا
ودعا
لقد استعمل ابن الزبير جابر بن الأسود على المدينة
وامتنع
جابر الناس إلى بيعة ابن الزبير وبايع من بايع
سعید
امتناعه وكان سبب
هو ما ذكره عن قوله في
الرد على جابر
لا
حتى يجتمع الناس
فأمر بضربه ستين سوطًا
وكان
جابر هذا قد تزوج الخامسة قبل أن
الرابعة فلما أخذت السياط سعيد بن المسيب
بجابر
تنتهى
عدة
صاح
والله ما ربعت على كتاب الله يقول الله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ۱ !
وإنك تزوجت الخامسة قبل انقضاء عدة الرابعة !
ثم صاح به أيضا والسياط تأخذه قائلاً
وما هي إلا ليال فاصنع ما بدالك فسوف يأتيك ما تكره !
يقول عبد الواحد بن عون
فما لبث إلا يسيرًا حتى قتل ابن الزبير
۱ النساء ٣
ويمكن هنا أن نتساءل كيف تأتى لسعيد أن يؤكد
وما هي إلا ليال سوف يأتيك ما تكره
وتحقق كلام سعید إنها لا شك كرامة وكم
لسعيد من كرامات
ولكن من الإنصاف أن نقول إن ابن الزبير لم يرض عما
فعله عامله بسعيد وأنه حينما بلغه ذلك كتب إلى عامله يلومه
ويقول
ما لنا و لسعيد دعه !
۳ امتحانه ومحنته
كان ابن الزبير ينازع يزيد ابن معاوية في الخلافة
ماذا كانت النتيجة
لقد جاءت جيوش الشام وجيوش الأمويين إلى المدينة وكانت موقعة الحرة الدامية المأساة التي ملأت القلوب فجيعة وأسى لقد انتصر جيش الأمويين بقيادة مسلم بن عقبة فلما انتصر لم يكن موقفه هو موقف الرسول الكريم حينما قال لأهل مكة
بنفسه عن
اذهبوا فأنتم الطلقاء لقد كان أخا كريما حقا وابن أخ كريم وسما الحقد والضغينة وعفا عن المشركين الذين أساءوا إليه طيلة سنين عدة وعذبوه وعذبوا أصحابه وأخرجوه هو وأتباعه مهاجرين إلى المدينة وما كانوا معه في يوم من الأيام كرماء أو حلماء وتمثل فيه بهذا الموقف العظيم - وكل مواقفه عظيمة -
قول الله تعالى
لو وإنك لعلى خلق عظيم ۱
وتمثل فيه قوله سبحانه
١ القلم ٤
٧٥
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين يكي 1
أما مسلم بن عقبة فإنه حينما انتصر على ابن الزبير فإنه لم يدخل المدينة مطاطىء الرأس سائرًا قدما إلى المسجد الشريف ليصلى ركعتين شكرًا لله تعالى وإنما دخلها فرعونى المظهر دخلها
في كبرياء وخيلاء وقسوة وأنهبها لجيشه ثلاثة أيام !! ! مدينة رسول الله الله ينهبها لجيشه ثلاثة أيام !! ! وفيها ضريحه الشريف وفيها آثاره وفيها بعض الصحابة وفيها نسمات من صدر الإسلام إنها السيرة العطرة للمهاجرين والأنصار الذين ازروا رسول الله وعززوه ونصروه واتبعوا النور
الذي أنزل
معه
يتمنى الشهادة
واستشهد الكثير منهم في سبيله ومن بقى كان
المدينة إنه أنهبها ثلاثة أيام لجيشه
ثم ماذا إنه فى قسوته البالغة بدأ يأخذ البيعة ليزيد بأسلوب لا إنسانية فيه ولا رحمة ولا إسلام
قال مصعب الزبيرى كان مسلم بن عقبة بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية وأنهبها ثلاثا
أتى بقوم من أهل المدينة
فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي الجهم فقال له
۱ الأنبياء ١٠٧
بايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن إن شاء أعتقك
وإن شاء استرقك
فقال له محمد بل أبايع على أني ابن
فقال اضربوا عنقه فقتل
عم
کریم
ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة فقال له مثل ذلك فأجابه مثل جواب محمد فقدمه فقتله
ثم قدم إليه سعيد بن المسيب فقال له بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن فإن شاء أعتقك وإن شاء استرقك
فقال سعيد لا أبايع عبدا ولا حرا
فقال
مسلم
مجنون والله
فخنقه الشرطيان اللذان أتيا به حتى ثقل في أيديهما فظنا أنه
قد مات فأرسلاه فسقط ثم أفاق فقال لا والله لا والله
فتقدم إليه مروان بن الحكم و عمرو بن عثمان
فشهدا أنه مجنون فقال لقد ظننت ذلك أرسلاه
عثمان
فانصرف راجعا إلى المدينة فلحقه مروان و عمرو بن
فقالا له الحمد لله الذى سلمك يا أبا محمد
فقال اذهبا ويحكما أتشهدان بالزور وأنا أسمع وتنفسان على الشهادة والله لا أكلمكما أبدا هذا هو موقف سعيد من الفتنة الثانية أو الامتحان الثاني الذي واجهه بالنسبة للخلافة ولكن ماذا كان يصنع سعيد في أيام الحرة لقد لازم المسجد كان يلازم المسجد من قبل الفجر إلى ما بعد
VV
العشاء روى عن ابن حازم قال سمعت سعيد بن المسيب
غیری
من خلق الله
يقول لقد رأيتني ليالى الحرة وما في المسجد أحد وإن أهل الشام ليدخلون زمراً زمراً يقولون انظروا إلى هذا الشيخ المجنون وما يأتى وقت صلاة إلا سمعت أذانا من القبر ثم تقدمت فأقمت فصليت وما في المسجد غيرى وهذه كرامة أخرى للإمام سعيد بل يمكن أن نقول کرامات فقد حفظه الله فى هذا الجو الذي ليس فيه إلا سفك الدماء وقطع الرؤوس وما كان يأتي وقت الصلاة إلا آذانا ۱
۱ يقول صاحب تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة
ويسمع
حكى يحيى وابن النجار أن الآذان في المسجد ترك في أيام الحرة ثلاثة أيام وخرج الناس
و سعيد بن المسيب في المسجد وقال سعيد استوحشت فدنوت إلى القبر أى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حضرت الظهر سمعت الآذان في القبر فصليت ركعتين ثم سمعت الإقامة فصليت الظهر ثم مضى ذلك الأذان والإقامة في القبر لكل صلاة حتى مضت الثلاث ليال ورجع الناس وعاد المؤذنون فسمعت آذانهم فما سمعت الآذان فى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرجعت
إلى مجلسي الذي كنت فيه فإن قيل كيف يحجون ويلبون ويصلون وهم أموات فى الدار الآخرة وليست دار عمل
فالجواب أنهم كالشهداء بل أفضل منهم والشهداء أحياء عند ربهم فلا يبعد أن يحجوا
ويصلوا
ونقول إن البرزخ ينسحب عليه حكم الدنيا في استكثارهم من الأعمال وزيادة الأجور وإن المنقطع في الآخرة إنما هو التكليف وقد تحصل الأعمال من غير تكليف على سبيل التلذذ بها ولهذا إنهم يسبحون ويقرءون القرآن ومن هذا سجود النبي صلى الله عليه وقت الشفاعة وثبوت الحياة للشهيد بقوله تعالى ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون آل عمران ١٦٩
وسلم
فالشهداء أحياء حقيقة عند جمهور العلماء ا هـ
YA
من الضريح الشريف فيقيم الصلاة ويصلى وما في المسجد وهذه كرامة أخرى
غیره
لقد أساء بنو أمية إلى سعيد فماذا كان من سعيد
بالنسبة لهم
روى عن أبي بكر بن عبد الله قال
كان سعيد بن المسيب إذا سئل عن هؤلاء القوم قال أقول فيهم ما قولني ربى اور ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم الله ۱
>>
ومرة أخرى قيل لسعيد بن المسيب
ادع على بني أمية فقال
اللهم أعز دينك وأظهر أولياءك واخز أعداءك في عافية
لأمة محمد عليه
<
ولكن ولكن تولى أمر المدينة عمر بن عبد العزيز
السيرة العطرة لعدله وتقواه فكانت
صاحب
بينه وبين سعيد مودة
متبادلة وتقدير عظيم متبادل وهكذا الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
وما كان سعيد يأنف أن يذهب إلى عمر بن عبد العزيز
۱ الحشر ١٠
ولكن
إليه
عمر بن عبد العزيز كان يجله بحيث لا يكلفه المجيء
كان سعيد يمثل العالم الورع العف المتواضع لأهل الصلاح والتقوى وكان عمر بن عبد العزيز يمثل الحاكم الذي يعرف للعلماء المخلصين مكانتهم الكريمة
وانظر إلى احترام عمر لسعيد
عن
مالك ابن أنس
قال
كان عمر بن عبد العزيز لا يقضى بقضاء حتى يسأل سعيد ابن المسيب كما ذكره ابن سعد فأرسل إليه إنسانًا يسأله
فدعاه فجاءه حتى دخل عليه
فقال عمر
أخطأ الرسول إنما أرسلناه يسألك في
مجلسك
وعن مالك
أنس
بن قال كان عمر بن عبد العزيز
يقول ما كان بالمدينة عالم إلا يأتيني بعلمه وأوتى بما عند
سعيد بن المسيب
كان سعيد لا يأتي أحدا الخلفاء
عمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة
من
ولكنه كان يأتى
ولقد كان تقدير سعيد لعمر عظيماً وانظر إلى القصة
التالية
A
روى عن عبد الجبار بن أبي معن قال سمعت سعيد
ابن المسيب
وسأله رجل فقال له
يا أبا محمد من المهدى فقال له سعيد أدخلت دار
مروان
قال لا قال فادخل دار مروان - دار الإمارة - تر
المهدى
قال فأذِنَ عمر بن عبد العزيز للناس فانطلق الرجل حتى دخل دار مروان فرأى الأمير وأناسا مجتمعين ثم رجع إلى سعيد بن المسيب فقال يا أبا محمد دخلت دار فلم أر أحدا يقول هذا المهدى
مروان
فقال له سعيد بن المسيب هل رأيت الأشج عمر بن
عبد العزيز القاعد على السرير
قال نعم
قال فهو المهدی۱
هذا
هو موقف عمر بن عبد العزيز موقف كريم من رجل
مؤمن وهذا هو امتحانه الثانى ومحنته الثانية اجتازهما في صلابة
الواثق في الله الذي لا يخشى إلا هو
۱ والمعروف من سياق هذه القصة أن الرجل كان يسأل عن المهدى بالمعنى الذي ورد في بعض الآثار عن ظهور كائن يهدى الناس إلى الحق ويقودهم إلى طريق الله وكان الامام سعيد يقصد الرجل العادل الذي هداه الله
ووفقه لصالح الأعمال
۸۱
٤ امتحانه ومحنته
أما الامتحان الثالث فإنه كان أيضا الخلافة وكم حدث
بسبب
الخلافة
عن
من
ماسی
أحداث
ومن
قال ابن قتيبة
أجمع
عبد الملك بن مروان على بيعة الوليد ثم من
بعد الوليد سليمان فكتب إلى الحجاج ببيعة الوليد وسليمان فبايع الحجاج لهما بالعراق فلم يختلف عليه أحد
وبويع
لهما بالشام ومصر واليمن
وكتب عبد الملك إلى
هشام بن إسماعيل وهو عامله على المدينة أن يأخذ بيعة أهل
المدينة
الله
فلما أتت البيعة لهما كره سعيد بن المسيب ذلك وقال لم أكن لأبايع بيعتين في الإسلام بعد حديث سمعته عن رسول
أنه قال
إذا كانتا بيعتين فى الإسلام فاقتلوا الأحدث منهما ا هـ ماذا كان من أمر الوالي هشام بن إسماعيل
عن يحيى بن سعيد قال كتب والى المدينة إلى عبد الملك ابن مروان أن أهل المدينة قد أطبقوا على البيعة للوليد وسليمان
إلا سعيد بن المسيب
۸
فكتب
أن اعرضه على السيف فإن مضى وإلا فاجلده
خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة
فلما قدم الكتاب على الوالى دخل سليمان بن يسار و عروة ابن الزبير و سالم بن عبد الله على سعيد بن المسيب فقالوا إنا قد جئناك في أمر قد قدم فيك كتاب من عبد الملك إن لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثة فأعطنا إحداهن فإن الوالى قد قبل منك أن يقرأ
ابن مروان
عليك الكتاب فلا تقل لا ولا نعم
قال فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما بفاعل قال وكان إذا قال لا لم يطيقوا عليه أن يقول نعم
قال مضت واحدة وبقيت اثنتان
قالوا فتجلس في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما فإنه يقبل منك إذا طلبت فى مجلسك فلم يجدك
قال وأنا أسمع الآذان فوق أذنى حي على الصلاة حيّ
على الفلاح ما أنا بفاعل
قال مضت اثنتان وبقيت واحدة قالوا
فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فإن
لم يجدك أمسك عنك
قال فرقا لمخلوق !! ما أنا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا
فخرجوا
وخرج إلى الصلاة
مجلسه الذي كان يجلس فيه
صلاة الظهر -
فجلس في
فلما صلى الوالى بعث إليه فأتى به فقال
إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك
قال نهى رسول الله عن بيعتين
فلما رآه لا يجيب أخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلّت عليه فلما رآه قد مضى أمر به فجرد فإذا عليه تبان شعر
السيوف
فقال
1
لو علمت أني لا أقتل ما اشتهرت بهذا التبان فضربه خمسين
سوطًا ثم طاف به أسواق المدينة ثم أوقفه في الشمس وهنا موقف رائع حقا فإنه حينما أوقفه في الشمس لم يشعر لم سعيد بضيق أو اضطراب أو قلق وإنما كان متماسكا متزنا وهاك حادثة طريفة ترى منها كيف كانت حالته النفسية وهو واقف في الشمس
هادئا
حدث
أبو عوانة عن قتادة قال أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر وأقيم فى الشمس فقلت لقائدي ادننی منه فادنانى فجعلت أسأله خوفا أن
منه
وهو يجيبنى حسبة والناس يتعجبون
۱ تبان سروال قصير يستر العورة
من
يفوتني
ΛΕ
إنه موقف يذكرنا بموقف سقراط وهو في السجن وقد حكم عليه بالقتل ومع ذلك فإن تلاميذه – ومنهم أفلاطون
كانوا يحضرون إليه فى سجنه فيدرس لهم كما كان يفعل وهو طليق هادئا مطمئناً
شهی
ماذا كان بعد ذلك من أمر الإمام سعيد
لقد رده والى المدينة إلى السجن وأرسلت له ابنته بطعام طيب كثير وذلك بعامل الشفقة وبعامل الحب فقال سعيد
لمن حمل إليه الطعام اذهب إلى ابنتي فقل لها لا تعود إلى هذا أبدا
<
يريد أن يذهب مالي
فانظري إلى
فهذه حاجة هشام بن إسماعيل فأحتاج إلى ما في أيديهم وأنا لا أدرى ما أحبس القوت الذي كنت اكل في بيتي فابعثى إلى به فكانت تبعث إليه بذلك لا تزيد عليه ومرة أخرى دخل عليه السجن أبو بكر بن عبد الرحمن فجعل يكلم سعيدا ويقول
إنك لم ترفق به في حديثك فقال يا أبا بكر اتق الله وآثره على ما سواه قال
فجعل أبو بكر يردد عليه إنك خرقت ولم ترفق في الحديث فجعل سعید يقول
إنك والله أعمى البصر أعمى القلب قال فخرج أبو بكر من عنده وأرسل إليه هشام بن إسماعيل فقال
٨٥
هل لان سعید منذ ضربناه فقال أبو بكر والله ما كان أشد لسانًا منه منذ فعلت به ما فعلت فاكفف
عن الرجل
وتحير هشام بن إسماعيل حيرة كبيرة إنه بصدد رجل تقى صالح يستمسك برأيه ولا يحيد عنه يتشبث بالحق ولا يلين وهو من جهة أخرى قد جاءه الأمر من الخليفة بأخذ البيعة ولابد ذلك ماذا يفعل لم يجد مناصا من أن يكتب للخليفة من
له
من جديد فماذا حدث
عن المسور بن رفاعة قال
دخل
قبيصة بن ذؤيب على عبد الملك بن مروان بكتاب
هشام بن إسماعيل
ضرب سعيدا وطاف به يذكر
قال قبيصة يا أمير المؤمنين يفتات عليك هشام بمثل
هذا يضرب ابن المسيب ويطوف به والله لا يكون سعيد أبدا أمحل ولا ألج منه حين يضرب سعيد لو لم يبايع ما كان يكون منه ما سعيد ممن يخاف فتنه ولا غوائله على الإسلام وأهله وإنه لمن أهل الجماعة والسنة
وقال قبيصة اكتب إليه يا أمير المؤمنين في ذلك
فقال عبد الملك اكتب أنت إليه عنك فخبره برأيي فيه
وما خالفنى من ضرب هشام إياه
•
فكتب
قبيصة إلى سعيد بذلك
فقال سعيد حين قرأ الكتاب الله بيني وبين من ظلمنى
وندم
هشام بن إسماعيل على ما صنع بسعيد فخلى سبيله
٨٦
لقد خلى سبيله ولكن نهى عن مجالسته وكان سعيد يعلن ذلك لكل من جلس إليه حتى لا يساء إلى من جالسه عن عبد الله بن القاسم قال جلست إلى سعيد بن المسيب
فقال إنه قد نهى عن مجالستى قال قلت إنى رجل غريب قال إنما أحببت أن أعلمك
وحدث العلاء بن عبد الكريم قال جلست إلى سعيد بن
المسيب
فقال
أنه قد نهى عن مجالستى
وحدث همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا أراد الرجل أن يجالسه قال
إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسونى
أما في نهاية هذه المأساة فإنه يسعنا إلا أن نسجل للإمام سعيد هذا الموقف الذى يتسم بالنبل والشهامة
لقد نكل هشام بن إسماعيل بالإمام تنكيلاً كثيرًا يسعه باعتباره واليا أن يتصرف تصرفًا غير ذلك لقد ضربه
به في السوق وسجنه
ودارت الأيام دورتها والأيام دول
وكان
وطاف
لقد غضب الوليد بن عبد الملك على هشام بن إسماعيل وولى إمرة المدينة عمر بن عبد العزيز وكتب إليه أمرًا صريحا أن يوقف هشام بن إسماعيل للناس فمن كانت عليه مظلمة
أخذه بها
ماذا كان موقف الإمام وما تنتظر منه لقد قال لابنه ومواليه
لا يعرض أحد منكم لهذا الرجل في
ترکت ذلك الله وللرحم
أما قوله للرحم فإن هشام كان ابن عم سعيد وإذا كان هشام لم يرع للرحم حرمة فإن ذلك ما كان يتأتى أن يغرب عن شعور سعيد
وانتهت هذه الفتن وهدأ سعيد
لم يفتن سعيدًا في أيام الحجاج وقد عجب الناس لذلك وسألوا سعيدا نفسه
لا
ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك قال والله ما أدرى غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل يتم ركوعها ولا سجودها فأخذت كفا من حصباء فحصبته بها قال الحجاج فمازلت أحسن الصلاة
وبعد ففى نهاية الحديث عن محنة سعيد وامتحانه لا يسعنا إلا أن تذكر بشعار من شعارات الدعاة أعلنه القرآن الكريم مبدأ
لكل داع يقول تعالى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبان ۱
۸۸
۱ الأحزاب ٣٩
۱ المحدث
الفصل الرابع سعيد بن المسيب
كان علماء السنة يعرفون بسيماهم فقد كانوا من الزهد في حطام الدنيا بحيث لا ينازعون الناس في دنياهم
لقد كانوا مشغولين عن جمع المال بخدمة الدين وكانوا مشغولين الجاه بغرس الخلق الصالح الكريم وكانوا مشغولين عن السلطان بمن بيده السلطان يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء مالك الملك
عن
ذي الجلال والإكرام
وكانوا صادقين لقد كان الصدق دينهم وفطرتهم
وكانوا صابرين على الحياة وصابرين على العمل
لقد أقاموا نهارهم وأسهروا ليلهم عملاً على مرضاة الله ورسوله
وإن كل من أشربت نفوسهم حب السنة أمثلة كريمة للخلق
الكريم
والأمثلة الكريمة للخلق الكريم هدف دائما - لسهام النماذج الأثيمة التي استهواها الشيطان في قليل أو في كثير إنه النزاع الدائم بين الفضيلة وأصحابها وبين الممثلين لنزعات الهوى والضلال
عصر
لفقدت
ولولا وجود هذه المثل العليا لمكارم الأخلاق في كل الإنسانية الثقة بنفسها ولما اطمأن إنسان لإنسان ولما وثق شخص
باخر
لقد ربت السنة رجالاً وخصائصها التي ربت بها الرجال موجودة
فيها
لأنها
طبيعتها ومن ذاتها من
ولقد شهدت الإنسانية واعترفت بسمو هؤلاء الرجال
ثقتها وتقديرها
وأولتهم
وكان سعيد بن المسيب من هؤلاء الذين ربتهم السنة فأشربوا الاقتداء برسول الله حب
ولقد استكمل العناصر التي يجب أن تكون في المحدث وهى
أ قوة الذاكرة عن عمران بن عبد الله قال سألنى سعيد بن المسيب فانتسبت له فقال لقد جلس أبوك إلى في خلافة معاوية كذا فسألني عن وكذا فقلت له كذا وكذا ولذلك كان عمران يقول والله ما أراه مر على أذنه شيء قط إلا وعاه قلبه
ب الاهتمام البالغ بالحديث
عن مالك
أنه بلغه أن سعيد بن المسيب قال بن
أنس
إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد
جـ احترام الحديث
عن محمد بن سعيد بن المسيب قال
دخل المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيب في مرضه
وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال اقعدوني فأقعدوه
فقال الرجل وددت أنك لم تتعن
"
فقال إنى أكره أن أحدث حديث رسول الله وأنا
مضطجع
د أن يكون ثقة صدوقا قال أبو طالب قلت لأحمد سعيد بن المسيب
فقال ومن مثل سَعيد ثقة
أهل الخير من
وقال أبو زرعة كان مدنيا ثقة
وقال أبو حاتم ليس في التابعين أنبل
في أبي هريرة
إماما
وروی الربيع عن الشافعي أنه قال
إرسال
سعيد بن المسيب
عندنا حسن
"
منه
وهو أثبتهم
والحديث المرسل هو الحديث الذى يرويه التابعي عن رسول الله دون أن يذكر الصحابي الذي أخذ عنه
منه
أو سمع
وقال الإمام أحمد بن حنبل هي صحاح وسعيد بن
المسيب أفضل التابعين
وقال على بن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما منه
۹۱
وإذا قال سعيد مضت السنة فحسبك به وهو عندى من أجل
التابعين
وقال ابن حجر اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل
وروى عن على بن الحسين قال
في رأيه
سعيد بن المسيب أعلم الناس فيما تقدم من الآثار وأفقههم
هـ أن يكون شيوخه الذين يروى عنهم ثقات
وقد كان شيوخ سعيد الصحابة بل وكبار الصحابة لقد أدرك طائفة من أجلاء الصحابة وطائفة من العشرة المبشرين بالجنة وطائفة من زوجات الرسول وقد كان يأخذ في استفاضة وعن ابن عمر رضی
عن
أبي هريرة رضى الله
الله عنهما
عنه
ونذكر هنا ما رواه كتاب حلية الأولياء
عنه يقول صاحب
الحلية
ومن مسانید حديثه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال حدثنا داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال
المنبر
على هذا
قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يعنى منبر المدينة - إني أعلم أن أقواما سيكذبون بالرجم
۹
ويقولون ليس فى القرآن ولولا أنى أكره أن أزيد في القرآن لكتبت
في آخر ورقة أن رسول الله ل قد
رجم ورجم
أبو بكر
<
وأنا رجمت رواه يحيى بن سعيد عن سعيد مثله أحمد قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا
حدثنا محمد بن
يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد أنه
المسيب يذكر أن عمر قال
سمع سعيد بن
إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم - فذكرتموه حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا الحسن بن منصور الرمانی
قال
حدثنا المعافى بن سليمان قال حدثنا حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضى عنه قال قال رسول الله الأمة الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب
الله
أول ما يرفع من مُصَلِّ لا خير فيه
حدثنا أبو بكر مالك قال حدثنا عبد الله ابن حنبل
بن
قال حدثنا يعقوب ابن حميد بن كاسب قال حدثنا عبد
عبد
الله الأموى قال
الله
بن
الأخنس
حدثنا الحسن بن الحر قال سمعت يعقوب بن عتبة بن يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت عمر بن
الخطاب
يقول سمعت رسول الله يقول
من اعتز بالعبيد أذله الله
حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا محمود بن المروزي قال
حدثنا أحمد بن يعقوب قال حدثنا الوليد بن سلمة عن يونس ابن يزيد عن ابن شهاب الزهرى عن أحمد عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان أن النبي قال
الوادعي
إذا سمعتم
النداء فقوموا فإنها عزمة من
الله
یعنی
حدثنا أبو بكر الطلحى قال حدثنا أبو حصين محمد بن الحسن قال حدثنا يحيى الحماني قال حدثنا قيس ابن الربيع - عن عبد الله بن عمران عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن على بن أبي طالب رضی الله تعالى عنها
تعالى عنه قال لفاطمة
ما
رضی
الله
النساء قالت أن لا خیر
يرين الرجال ولا يرونهن
فذكره للنبي
فقال
إنما فاطمة بضعة منى !
حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال حدثنا سعيد بن على بن الخليل قال حدثنا إسحق بن العنبر قال حدثنا نصر بن ثابت عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن على بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال قال النبي
من اتقى الله عاش قويًا وسار في بلاده آمنا
حدثنا محمد بن
أحمد قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهرى عن
قمار
سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فهو
حدثنا حبيب بن الحسن قال حدثنا محمد بن بكر بن حيان
قال حدثنا عمر بن الحصين قال حدثنا إبراهيم بن عطاء
عن يزيد بن عياض عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عمار بن ياسر قال قال النبي حسن الخلق خلق الله الأعظم
أحمد قال حدثنا أحمد حدثنا سليمان بن
بن داود المكي
قال حدثنا حبيب كاتب مالك قال حدثنا ابن أخي
الزهرى عن سعيد بن المسيب عن
الزهرى عن أبي بن كعب قال
قال رسول الله
قال لى جبريل ليبك الإسلام على موت عمر
تعالى عنه
رضى الله
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال حدثنا أحمد بن إسحاق الرقى قال حدثنا زريق أبو القاسم الحمصي قال
الخشاب حدثنا الحكم بن عبد الله الأيلى قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله قال
إن لكل شيء شرفًا يتباهون به وإن بهاء أمتى وشرفها القرآن
٩٥
الفقيه
وأظهر نواحى سعيد بن المسيب العلمية هي الفقه وكان من عاداته الجميلة أنه ما كان يفتى فتيا أو يقول شيئًا إلا قال اللهم سلمني وسلم منى
من
وفقهه بناه على أساس من الحديث إنه لم يكن أهل الرأى أن الفرق بين أهل الرأى وأهل أهل الأثر والواقع
وإنما كان
من
الأثر ليس فرقًا كبيرًا فكل منهم يعتمد أولاً وقبل كل شيء على
الأثر وكل منهم يقول إذا صح الحديث فهو مذهبي
ولا يختلف موقفهم في أن الأساس إنما هو القرآن والسنة وكل ما بينها من فرق أن أهل الرأى يستعملون القياس أكثر من
أهل الأثر
ولكنهم جميعا
لهم
إلا التسليم
تجاه الحديث الصحيح – لا موقف
كان سعيد بن المسيب من أهل الأثر وأهل الأثر يعنون عناية بالغة بالحديث ومن هنا كان سعيد بن المسيب محدثا
وفقيها
وكان فقهه معنيًّا عناية خاصة بآثار رسول الله ل في القضاء
واثار كبار صحابته
روى عن مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم
سعيد بن المسيب قال
عن
ما بقى أحد أعلم بكل قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر منی قال
ومعاوية
وأحسب قد قال وعثمان مسعر
ویروی ابن سعد في طبقاته
عن ليث سعد ومالك بن أنس بن
سعيد قال كان يُقال
ليث
عن يحيى بن
ابن المسيب راوية عمر قال
لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته
ويجمع مكحول وقتادة والزهرى وغيرهم قائلين
ما رأينا أعلم من ابن المسيب
"
وإذا كان هذا إجماعهم فإننا
نذكر شيئًا
من تفصيلهم في ذلك
ويتحدث مكحول عن سعيد بن المسيب أكثر من مرّة
إنه يقول مثلا
سعيد بن المسيب عالم العلماء
وعن إسماعيل بن أمية قال قال مكحول ما حدثتكم
به فهو عن ابن المسيب والشعبي
قال سألت سعيد بن عبد العزيز التنوخي وعن من أعلم من لقيت قال ابن المسيب
مكحولاً
>>
ويتحدث صاحب الشذرات عن سعيد بن المسيب
ویروی
عن قتادة كلمة تتصل بسعيد و الحسن البصرى ومنزلة الحسن البصرى ومكانته السامية بين التابعين معروفة يقول
قتادة
۹۸
فضلاً
يسأله
أما
ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له عليه أنه كان إذا أشكل عليه شيء كتب إلى ابن المسيب
غير
عن الحلال والحرام فيقول قتادة ما رأيت أحدا قط أعلم بحلال الله وحرامه من سعيد بن
المسيب
وقال الزهرى كان يقال ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه
وقال الزهرى جالسته سبع حجج وأنا لا أظن أن أحدا عنده علم غيره الأوزاعي قال سئل وروى عن مكحول و الزهرى مَنْ أفقه أدركتما فقالا من
سعيد بن المسيب
وقال على بن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما منه
وهو عندى أجل التابعين
ويقول صاحب البداية والنهاية بإسناده
قال ابن عمر كان سعيد
وقال
أحد المتقنين
محمد بن إسحاق عن مكحول قال طفت الأرض كلها في طلب العلم فما لقيت أعلم من سعيد بن المسيب
وبلغ من فقه سعيد
أن قدامة بن موسى الجمحي قال
كان سعيد بن المسيب يفتى وأصحاب رسول الله أحياء
٩٩
هذا وقد سبق أن تحدثنا
عن رأى ابن عمر في سعيد
وتحدثنا عن
رأى الإمام
أحمد بن حنبل فيه
ونحب الآن أن نذكر رأى الإمام مالك
هو ومالك
رویى عن مالك أن القاسم بن محمد سأله رجل عن شيء فقال أسألت أحدًا غيرى قال نعم عروة وفلانا و سعيد بن المسيب فقال أطع ابن المسيب فإنه
سيدنا وعالمنا
خالفه
قال مالك ما استوحش سعيد بن المسيب إلى أحد قط
وصلة الإمام مالك بسعيد بن المسيب صلة وثيقة وذلك أن الإمام مالكا كثيرًا ما يذكر في كتابه النفيس الموطأ آراء سعيد بن المسيب في المسائل التي يعرض لها وكتاب الموطأ أنفس الكتب الفقهية وهو يسير في الفقه على أسلوب موفق يعتمد على الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة والتابعين
من
وذلك أنه
رضوان
الله
عليهم
وتحتل آراء سعید
مكانا لا بأس به من
الموطأ
ومن أجل بيان بعض آراء سعيد في الفقه أخذت في دراسة كتاب الموطأ لأستخرج منه آراء الإمام سعيد وأذكر رأى الإمام
مالك فقط في الحالات التي يعلق فيها على كلام سعید
مؤيدا أو مخالفا أو شارحًا أو محددًا
وقبل الأخذ في ذلك نقول يروى ابن سعد عن عاصم الله الرحمن الرحيم
قال سمعت سعيد بن المسيب يجهر ببسم
ويروى عن على بن زيد قال كان سعيد بن المسيب يصلى
التطوع في رحله ص
۹۹
ويروى صاحب الحلية عن ابن حرملة قال ما سمعت الأئمة قط إلا أني من
سعيد بن المسيب سب أحدا
يقول قاتل الله فلانًا كان أول من غير قضاء رسول الله
وقد قال النبي
الولد للفراش وللعاهر الحجر
سمعته
وأهل الأثر لا يعنون فقط بالسنة وإنما يعنون أيضا وفى الدرجة
الأولى بالقرآن وبخاصة آيات الأحكام فيه
وقد كان سعيد معنيا بالقرآن عناية كبيرة
يقول ابن سعد في طبقاته بسنده إن سعيد بن المسيب كان يقرأ القرآن بالليل على راحلته فيكثر وهذا في السفر والأمر كان كذلك في الإقامة
ومن طرائف سعيد ما روى عن يحيى بن سعيد قال
كان سعيد بن المسيب إذا مر بالمكتب قال للصبيان هؤلاء
الناس بعدنا
۱۰۱
وله في التفسير نظرات مشرقة
يروى صاحب الحلية عن يحيى بن سعيد عن أبيه أن سعيد بن المسيب قال في تفسير قوله تعالى
طوانه كان للأوابين غفورا 1
الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ولا يعود
في شيء قصدا
بید
أن ما روى عن سعيد في التفسير كان قليلاً ولعل أسباب ذلك ما روى عن يحيى بن سعيد قال أدركت الناس يهابون الكتب ولو كنا نكتب يومئذ لكتبنا من علم سعيد
من
ورأيه شيئًا كثيرا
ومع
ذلك فقد روت كتب التفسير عن سعيد آراء كثيرة في تفسير القرآن ومن ذلك !
يقول سعيد فى قوله تعالى عن يحيى عليه السلام
وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين
قال السيد الفقيه العالم الحصور الذي لا يغشى النساء
ويذكر صاحب رسالة فقه سعيد بن المسيب ما يلى
۱ الإسراء ٢٥
سورة آل عمران الآية ۳۹
۱۰
قوله تعالى اليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ۱
قال البغوى و الخازن قال سعيد بن المسيب القلب السليم هو الصحيح وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر
والمنافق مريض
قال تعالى فى قلوبهم مرض
وهذا كما ترى من تفسير القرآن بالقرآن۳
قوله تعالى وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقات 4 المراد بالطريقة الإسلام كذا قال سعيد بن المسيب ٥ قوله تعالى ويمنعون الماعون 1
روی الطبرى بسنده عن سعيد بن المسيب قال الماعون بلسان قريش المال وهذا تفسير لغوی بحت كما ترى۷
بيد أن سعيد بن المسيب كان فقيها أولاً وقبل كل شيء لقد كان أحد الفقهاء السبعة الذين اختلطوا بالصحابة في المدينة
۱ سورة الشعراء الآيتان ۸۸ - ۸۹
سورة البقرة آية ١٠
۳ تفسير البغوى و الخازن ١٠٠/٥
٤ سورة الجن آية ١٦
٥ تفسیر ابن كثير ٤٣١/٤
1 سورة الماعون آية ٧
۷ تفسير الطبرى ٢٠٦/٣٠ القرطبي ٢١٤/٢٠
١٠٣
المنورة وتتلمذوا عليهم
وأخذوا عنهم
وكان
سعید
رأس
هؤلاء السبعة
يقول ابن سعد في طبقاته
أبيه
أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن قال كان السبعة الذين يسألون بالمدينة وينتهى إلى قولهم
سعيد بن المسيب و أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام
و
يسار
الله
بن عبد
الله
بن عتبة
و عروة بن الزبير و عبيد القاسم بن محمد و خارجة بن زيد و سلیمان بن
وقد أحببت أن أساهم في التعريف بفقهه وكنت من آن لآخر أقرأ في موطأ الإمام مالك وفى هذه الطبعة الجميلة التي حققها وعلق عليها المرحوم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقى وكتاب الموطأ من الكتب المثالية في الفقه وهو يتتبع دائما الحديث ويسير وراء الآثار ويروى من آن لآخر رأى سعيد بن المسيب أو خبرا رواه سعيد
يعبر عن
أحيانا
أخرى
رأيه
وكان الإمام مالك رضى ويوافقه أحيانًا
الله
عنه
يخالف رأى سعید ويحدده أو يشرحه أو يبين ظروفه أحيانا
وبدأت من جديد ألتمس آراء سعيد في الموطأ وإني لأشكر الذين ساعدوني في ذلك وسيرى القراء فيما يلى الآراء وأرقام صفحاتها في هذه الطبعة الجميلة من الموطأ طبعة الأستاذ فؤاد
عبد الباقي
١٠٤
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله قال من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مساجدنا يؤذينا
بريح الثوم
ط جد ص ١٧]
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي أنه رأى سعيد بن المسيب
رعف وهو يصلى فأتى حجرة أم سلمة زوج النبي فاوتى بوضوء فتوضأ ثم رجع فبنى على ما قد صلى
ط ج ۱
ص
[۳۸
عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي أنه قال رأيت
منه الدم حتى تختضب
سعيد بن المسيب يرعف فيخرج أنفه أصابعه من الدم الذى يخرج من ثم يصلى ولا يتوضأ
ط جـ ۱
ص
[٣٩
عن يحيى بن سعيد أن
سعيد بن المسيب قال
ما ترون فيمن غلبه الدم من رعاف فلم ينقطع عنه قال مالك قال يحيى بن سعيد
ثم قال سعيد بن المسيب أرى أن يومىء برأسه إيماء
قال يحيى قال مالك وذلك أحب ما سمعت إلى
في ذلك
ط ج ص
[٤٠
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن عمر بن
الخطاب و عثمان
بن
عفان و
عائشة
النبي زوج
كانوا يقولون إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل
ط جـ ١ ص ٤٥]
١٠٥
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن
أبا موسى
الأشعرى أتى عائشة زوج النبي
فقال
لها لقد شق على اختلاف أصحاب النبي في أمر إني
لأعظم أن استقبلك به
فقالت ما هو ما كنت سائلاً عنه أمك فسلني عنه فقال الرجل يصيب أهله ثم يكسل ولا يُنْزِلِ فقالت إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل فقال أبو موسى لا أسأل هذا أحدا بعدك أبدًا عن
الأشعرى
ط
>>
ج ١ ص ٤٦]
عن عبد الرحمن بن حرملة أن رجلاً سأل سعيد بن المسيب عن الرجل الجنب يتيمم ثم يدرك الماء فقال سعيد إذا أدرك الماء فعليه الغسل لما يستقبل [ط ج ١ ص ٥٦]
عن مالك عن سُمَى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أن القعقاع بن حكيم و زيد بن أسلم أرسلاه إلى سعيد بن يسأله كيف تغتسل المستحاضة فقال من طهر إلى طهر وتتوضأ لكل صلاة فإن غلبها الدم
المسيب
استثفرت
تغتسل
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول من صلى بأرض فلاة صلى عن يمينه ملك وعن شماله ملك فإذا أذن وأقام الصلاة أو أقام صلى وراءه من الملائكة أمثال
ط ج ١ ص ٧٤]
الجبال
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب و وأبي سلمة ابن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول قال إذا أمَّنَ الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه
الله
تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
قال ابن شهاب وكان رسول الله يقول آمين
ط جـ 1
ص
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أبي سلمة بن عبد الرحمن مثل ذلك
قال مالك كل كان نقصانا سهو
وعن
من الصلاة فإن سجوده
قبل السلام وكل سهو كان زيادة في الصلاة فإن سجوده بعد ط ج ۱ ص ٩٥]
السلام
عن مالك أنه بلغه أن رجلاً عطس يوم الجمعة والإمام يخطب فشمته إنسان إلى جنبه فسأل عن ذلك سعيد بن المسيب فنهاه عن ذلك وقال لا تعد
ط ج ١ ص ١٠٤]
عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يقول
يكره النوم قبل العشاء
والحديث بعدها
ط ج ۱ ص ۱۱۹]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال كان أبو بكر الصديق إذا أراد أن يأتى فراشه أوتر وكان
عمر بن الخطاب يوتر آخر الليل قال سعيد بن المسيب
فأما أنا فإذا جئت فراشي أوترت ط ج ١ ص ١٢٤]
۱۰۷
أبي
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن هريرة أن رسول الله قال صلاة الجماعة أفضل من
صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا
ط ج ۱ ص ۱۹]
عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمى عن سعيد بن المسيب أن رسول الله ل قال بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح لا يستطيعونهما أو نحو هذا ط ج ص ۱۳۰] عن يحيى بن سعيد أن رجلاً سأل سعيد بن المسيب فقال إني أصلي في بيتي ثم أتى المسجد فأجد الإمام يصلى فأصلي معه فقال سعيد نعم فقال الرجل فأيهما صلاتي فقال سعيد أو أنت تجعلهما إنما ذلك إلى الله
ط ج ۱ ص ۱۳۳]
عن مالك أنه بلغه أن عروة بن الزبير و سعید بن المسيب كان يصليان النافلة وهما محتبيان ط ج ص
[۱۳۸
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة أن سائلاً سأل رسول الله عن الصلاة
في ثوب واحد فقال رسول الله أو لكلكم ثوبان
ط
ج
ص ١٤٠]
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال
سئل أبو هريرة هل يصلى الرجل في ثوب واحد فقال
۱۰۸
نعم فقيل له هل تفعل أنت ذلك فقال نعم إني لأصلى
في ثوب واحد وإن ثيابي لعلى المشجب ط ج ١ ص ١٤٠]
عن عطاء الخراساني أنه سمع سعيد بن المسيب
قال من أجمع إقامة أربع ليال وهو مسافر أتم الصلاة
قال مالك وذلك أحب ما سمعت إلى
عن
لا يخرج
ط ج ٢ ص ١٤٩]
أنه بلغه أن مالك سعيد بن المسيب قال يقال المسجد بعد النداء إلا أحد يريد الرجوع إليه
أحد
إلا منافق
من
ط جـ ١ ص ١٦٢]
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال ما صلاة يجلس في كل ركعة منها
ثم قال سعيد هى المغرب إذا فاتتك منها ركعة وكذلك سُنة الصلاة كلها ط ج ١ ص ١٦٩]
عن عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن عمر بن
الخطاب و
عثمان
بن
عفان
رضی
الله
عنهما
كانا يفعلان
ذلك
ط جـ ۱ ص ۱۷]
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه أخبره عن
أن الناس كانوا يؤمرون بالأكل يوم الفطر قبل الغدو
۱۰۹
قال مالك ولا أرى ذلك على الناس في الأضحى
نافع أن عن
ط ج ۱ ص ۱۷۹]
عبد الله بن عمر لم يكن يصلى يوم
الفطر قبل الصلاة ولا بعدها عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يغدو إلى المصلى بعد أن يصلى الصبح قبل طلوع
الشمس
ط ج ۱ ص ۱۸۱]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال ما صلى رسول الله الظهر والعصر يوم الخندق ط جـ ١ ص ١٨٤]
غابت الشمس
حتى
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال صلى رسول الله بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين
ط ج ١ ص ١٩٦]
عن عمارة بن صياد عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في الباقيات الصالحات إنها قول العبد الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
ط جـ ۱ ص ۱۰]
عن يحيى بن سعيد ان سعيد بن المسيب كان يقول إن الرجل ليُرفع بدعاء ولده من بعده وقال بيديه نحو السماء
فرفعهما
هريرة
ط جـ 1
ص
[۱۷
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن
أن
رسول الله
أبي
نعى النجاشي للناس في اليوم
الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف
تكبيرات
بهم
C
وكبر أربع
ط جـ ١ ص ٢٢٦]
عن يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب
يقول صليت وراء أبي هريرة على لم يعمل خطيئة قط
صبی
فسمعته يقول اللهم أعذه من عذاب القبر
ط ج ۱ ص ۸]
يموت
6
لأحد
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال لا من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم ج ۱ ص ٢٣٥]
bl
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن
أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله قال في الركاز الخمس قال مالك الأمر الذي لا اختلاف فيه عندنا والذى سمعت أهل العلم يقولون إن الركاز إنما هو دفن يوجد من دفن الجاهلية ما لم يُطلب بمال ولم يتكلف فيه نفقة ولا كبير عمل ولا مؤونة فأما ما طلب بمال وتكلف فيه كبير عمل فأصيب مرة وأخطىء مرة فليس بركاز
ط ج ١ ص ٢٤٩]
عن عبد الله بن دينار أنه قال سألت سعيد بن المسيب
عن صدقة البراذين فقال وهل فى الخيل من صدقة ط ج ۱ ص ۷۸]
۱۱۱
عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر
عن
ط
ج ۱ ص ۸۹]
عطاء بن عبد الله الخراساني عن سعيد بن المسيب
أنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله لا يضرب نحره وينتف شعره ويقول هلك الأبعد فقال له رسول الله وما ذاك فقال أصبت أهلى وأنا صائم في رمضان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستطيع أن تعتق رقبة فقال لا فقال هل تستطيع أن تهدى بدنة قال لا قال فاجلس فأتى رسول الله بِفَرَقِ تمر فقال خذ هذا فتصدق به فقال ما أحد أحوج منى فقال كله وصم يوما مكان ما أصبت قال مالك قال عطاء فسألت سعيد بن المسيب
كم في ذلك الفرق من التمر فقال ما بين خمسة عشر صاعًا
إلى عشرين
عن مالك
ط ج ۱ ص ۹۷]
أنه بلغه عن
سعيد بن المسيب أنه سئل
عن رجل نذر صيام شهر هل له أن يتطوع فقال سعيد
ليبدأ بالنذر قبل أن يتطوع
قال مالك وبلغنى عن سليمان بن يسار
مثل ذلك
ط ج ۱ ص ۳۰]
عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يُسأل عن قضاء رمضان فقال سعيد أحب إلى أن لا يفرق قضاء رمضان ط جـ ١ ص ٣٠٤]
وأن يُواتِر
۱۱
عن
مالك أنه
بلغه أن سعيد بن المسيب كان يقول
من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها
ط ج ۱ ص ۳۱]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن أسماء
بنت عميس ولدت محمد بن أبي بكر بذي الحليفة فأمرها
أبو بكر أن تغتسل ثم تُهل
ط ج ۱ ص ۳]
عن يحيى بن سعيد
أنه سمع
سعيد بن المسيب يقول
في المنطقة يلبسها المحرم تحت ثيابه أنه لا بأس بذلك إذا جعل طرفيها جميعًا سيورا يعقد بعضها إلى بعض
قال مالك وهذا أحب ما سمعت في ذلك إلى
ط
ج
ص
[۳۷
عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمى أن رجلاً سأل سعيد ابن المسيب فقال أعتمر قبل أن أحج فقال سعيد نعم قد اعتمر رسول الله الله قبل أن يحج [ط جـ ١ ص ٣٤٣]
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن عمر بن أبي سلمة استأذن عمر بن الخطاب أن يعتمر في شوّال فأذن له فاعتمر ثم قفل إلى أهله ولم يحج
C
ط جـ ١ ص ٣٤٣]
عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول من اعتمر في شوال أو فى ذى القعدة أو في ذي الحجة
ثم أقام بمكة حتى يدركه الحج فهو متمتع حج وما استيسر الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجع
من
ط جـ ١ ص ٣٤٥]
عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب
عبد الله
لا ينكح المحرم ولا يُنْكِحُ
وسالم بن
و سلیمان بن یسار سئلوا عن نكاح المحرم فقالوا ط ج ١ ص ٣٤٩] عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أبي هريرة أنه أقبل من البحرين حتى إذا كان بالربذة وجد ركبًا من أهل العراق محرمين فسألوه عن لحم صيد وجدوه
عند أهل الربذة فأمرهم بأكله
فقال
قال ثم إنى شككت فيما أمرتهم به فلما قدمت المدينة ذكرت ذلك لعمر بن الخطاب ماذا أمرتهم به فقال أمرتهم بأكله فقال عمر بن الخطاب لو أمرتهم بغير ذلك لفعلت بك يتواعده
عمر
ط ج ص
[٣٥١
عن محمد بن عبد
الله
بن
مریم
أبي أنه سأل
سعيد بن
المسيب عن ظفر له انكسر وهو محرم فقال سعيد اقطعه
عن
ط ج ١ ص ٣٥٨]
أنه قال ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
من ساق بدنة تطوعاً
فعطبت فنحرها ثم خلى بينها وبين
الناس يأكلونها فليس عليه شيء وإن أكل منها أو أمر من يأكل منها غرمها
ط ج ۱ ص ۳۸۱]
عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول
١١٤
ما ترون في رجل وقع بامرأته وهو محرم فلم يقل له القوم شيئًا
فقال سعید إن رجلاً وقع بامرأته وهو محرم فبعث إلى
المدينة يسأل ذلك
عن
فقال بعض الناس يفرق بينهما إلى عام
قابل فقال سعيد بن المسيب لينفذا لوجههما فليتما حجهما الذي أفسداه فإذا فرغا رجعا فإن أدركهما حج قابل فعليهما
الحج والهدى ويُهلان من حيث أهلاً بحجهما الذي أفسداه
ويتفرقان حتى يقضيا حجهما
ط جـ ۱ ص ۳۸]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال من عقص رأسه أو ضفر أو لبد فقد
عليه الحلاق
وجب
ط ج ۱ ص ۳۹۸]
عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب أن عمر بن الخطاب لما قدم مكة صلى بهم ركعتين ثم انصرف فقال يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر ثم صلى عمر بن
الخطاب ركعتين بمنى ولم يبلغنا أنه قال لهم شيئا
ط ج ١ ص ٤٠٢]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في حمام مكة إذا قتل شاة ط جـ ١ ص ٤١٥] عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول كان الناس في الغزو إذا اقتسموا غنائمهم يعدلون البعير بعشرة ط جـ ٢ ص ٤٥٠]
شياة
١١٥
وقد قال سعيد بن المسيب وسئل عن البراذين هل فيها من صدقة فقال وهل فى الخيل من صدقة
عن عبد الله بن
ط جـ ٢ ص ٤٥٧]
أبي حبيبة قال قلت لرجل وأنا حديث
السن ما على الرجل أن يقول على مشى إلى بيت
على نذر مشى
"
الله
6
ولم يقل
فقال لى رجل هل لك أن أعطيك هذا الجرو
لجرو قثاء في يده وتقول على مشى إلى بيت الله قال فقلت
حتى
عقلت
نعم فقلته وأنا يومئذ حديث السن ثم مكثت فقيل لى إن عليك مشيا فجئت سعيد بن المسيب فسألته ذلك فقال لى عليك مشى فمشيت
عن
قال مالك وهذا الأمر عندنا ط ج ٢ ص ٤٧٣]
عن عروة بن أذينة الليثى أنه قال خرجت مع جدة لى
عليها مشى إلى بيت الله حتى إذا كنا ببعض الطريق عجزت
الله
فأرسلت مولى لها يسأل عبد عبد بن عمر فقال له عبد الله
فسأل
الله
بن عمر فخرجت معه
بن عمر مُرْهَا
فلتركب ثم لتمشن من حيث عجزت
مالگا
قال يحيى وسمعت يقول ونرى عليها مع ذلك
الهدى
وحدثني عن
مالك أنه
بلغه أن سعيد بن المسيب
و أبا سلمة
بن عبد الرحمن كانا يقولان مثل قول عبد الله بن
ط جـ ٢ ص ٤٧٣]
عمر
١١٦
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان
يقول ما ذبح به إذا بضع [قطع] فلا بأس به إذا اضطررت إليه
ط ج ص ٤٩٠]
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي عن سعيد بن
المسيب
أمه
أنه كان يقول زكاة ما في بطن الذبيحة في زكاة
إذا كان قد خلقه
تم
ونبت شعره [ جـ ٢ ص ٤٩٠]
عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يكره
أن تقتل الإنسية بما يقتل به الصيد من الرمي وأشباهه
ط جـ ٢ ص ٤٩١]
عن مالك عن الثقة عنده أنه سمع سعيد بن المسيب
يقول أبي عمر بن الخطاب أن يورث أحدًا الأعاجم إلا أحدا من
ط ج ص ٥٢٠]
ولد في العرب عن مالك أنه بلغه عن سعيد بن المسيب أنه قال قال عمر بن الخطاب لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها أو ذى الرأى من أهلها أو السلطان ط ج ص
[٥٢٥
عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال قال عمر بن الخطاب أيما رجل تزوج امرأة وبها جنون أو جذام أو برص فمسها فلها صداقها كاملاً وذلك لزوجها غرم على وليها
قال مالك وإنما يكون ذلك غرمًا على وليها لزوجها إذا كان وليها الذى أنكحها هو أبوها أو أخوها أو من يُرى أنه
يعلم
ذلك منها فأما إذا كان وليها الذى أنكحها ابن عم أو مولى أو من العشيرة ممن يرى أنه لا يعلم ذلك منها فليس عليه غرم وترد تلك المرأة ما أخذته من صداقها ويترك لها قدر ما تستحل
به
ط ج ٢ ص ٥٢٦]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن
عمر
ابن الخطاب قضى في المرأة إذا تزوجها الرجل أنه إذا أرخيت
الستور فقد وجب الصداق
مالك أنه بلغه أن عن
ط جـ ٢ ص ٥٢٨]
سعيد بن المسيب كان يقول
إذا دخل الرجل بالمرأة فى بيتها صدق الرجل عليها وإذا دخلت عليه في بيته صدقت عليه قال مالك أرى ذلك في المسيس إذا دخل عليها في بيتها فقالت قد مسنى وقال لم أمسها صدق عليها فإن دخلت عليه في بيته فقال لم أمسها وقالت قد مسنى
صدقت عليه
ط ج ٢ ص ٥٢٩]
المرأة
عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب سئل عن تشترط على زوجها أنه لا يخرج بها من بلدها فقال سعيد بن المسيب يخرج بها إن شاء قال مالك فالأمر عندنا أنه إذا شرط الرجل للمرأة وإن كان ذلك عنده عقدة النكاح أن لا أنكح عليك ولا أتسرر إن ذلك ليس بشيء إلا أن يكون ذلك يمين بطلاق أو عتاقة فيجب ذلك عليه ويلزمه
ط ج ص ٥٣٠]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان
١١٨
يقول يُنهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها وأن يطأ الرجل وليدة وفي بطنها جنين لغيره
ط ج ص
[٥٣٢
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن طليحة الأسدية كانت تحت رشيد
D
<
سليمان بن یسار أن الثقفى فطلقها فنكحت في عدتها فضربها عمر بن الخطاب وضرب زوجها بالمخفقة ضربات وفرق بينهما ثم قال عمر بن الخطاب أيما امرأة نكحت في عدتها فإن كان زوجها
الذي تزوجها لم يدخل بها فرق بينهما ثم اعتدت بقية عدتها من زوجها الأول ثم كان الآخر خاطبا من الخُطاب وإن كان دخل بها فرق بينهما ثم اعتدت بقية عدتها من الأول ثم اعتدت
من
الآخر ثم لا يجتمعان أبدا
<
قال مالك وقال سعيد بن المسيب ولها مهرها ط جـ ٢ ص ٥٣٦]
بما استحل منها عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول من تزوج امرأة فلم يستطع أن يمسها فإنه يضرب له أجل سنة فإن مسها وإلا فرق بينهما
ط ج ص ٥٨٥]
عن ابن شهاب أنه قال سمعت سعيد بن المسيب و حميد بن عبد الرحمن بن عوف و عبيد الله بن عتبة بن مسعود و سليمان بن يسار كلهم يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول أيما امرأة طلقها زوجها تطليقة أو
<
۱۱۹
تطليقتين ثم تركها حتى تحل وتنكح زوجا غيره فيموت عنها أو يطلقها ثم ينكحها زوجها الأول فإنها تكون عنده وعلى ما بقى من
طلاقها
قال مالك وعلى ذلك السنة عندنا التي لا اختلاف
فيها
ط جـ ٢ ص ٥٨٦]
عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب و سليمان ابن يسار سئلا عن طلاق السكران فقالا إذا طلق السكران
جاز طلاقه وإن قتل قتل به قال مالك وعلى ذلك
الأمر عندنا
ط ج ص ٥٨٨]
عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يقول
إذا لم يجد الرجل ما ينفق على امرأته فرق بينهما
قال مالك على ذلك أدركت أهل العلم يبلدنا
ط جـ ٢ ص ٥٨٩]
عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب أن
عمر بن الخطاب كان يرد المتوفى عنهن أزواجهن من البيداء
يمنعهن الحج
ط ج ص ٥٩١]
عن مالك أنه بلغه
أن
سعيد بن المسيب
و سليمان بن يسار كانا يقولان عدة الأمة إذا هلك عنها
زوجها شهران وخمس ليال
ط جـ ٢ ص ٥٩٣]
عن إبراهيم بن عقبة أنه سأل سعيد بن المسيب عن الرضاعة فقال سعيد كل ما كان فى الحولين وإن كانت
۱۰
قطرة واحدة فهو يحرم وما كان بعد الحولين فإنما هو طعام ط جـ ٢ ص ٦٠٤]
يأكله
قال إبراهيم بن عقبة ثم سألت عروة بن الزبير
فقال مثل ما قال سعيد بن المسيب [ط جـ ٢ ص ٦٠٤]
عن يحيى بن سعيد أنه قال سمعت سعيد بن المسيب
يقول لا رضاعة إلا ما كان في المهد وإلا ما أنبت اللحم
والدم
عن
ط جـ ٢ ص ٦٠٤]
مالك عن عبد الحميد بن سهيل بن عبد الرحمن ابن
عوف عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلاً على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال له رسول الله أكل تمر خيبر هكذا فقال لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ الصاع من بالصاعين والصاعين بالثلاثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل بع الجمع بالدراهم
ثم ابتع بالدراهم جنيبا
هذا
ط جـ ٢ ص ٦٢٣]
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله النهي عن المزاينة والمحاقلة و المزاينة اشتراه التمر بالتمر ۱ والمحاقلة اشتراه الزرع بالحنطة واستكراء الأرض بالحنطة
۱ قال مالك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة وتفسير المزابنة أن كل شيء من الجراف الذى لا يعلم كيله ولا وزنه ولا عدده ابتيع بشيء مسمى من الكيل أو الوزن أو العدد
۱۱
قال ابن شهاب فسألت سعيد بن المسيب عن استكراء
الأرض بالذهب والورق فقال لا بأس بذلك
يقول
ط ج
ص
[٦٢٥
عن مالك عن أبي الزناد أنه سمع سعيد بن المسيب
لا ربا إلا فى ذهب أو فضة أو ما يكال أو يوزن
بما يؤكل أو يشرب
ط جـ ٢ ص ٦٣٥]
عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد ابن المسيب يقول قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض ط ج ص
[٦٣٥
عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أنه رأى سعيد بن المسيب يراطل الذهب بالذهب فيفرغ ذهبه في كفة الميزان ويفرغ صاحبه الذي يراطله ذهبه في كفة الميزان الآخرى فإذا اعتدل لسان الميزان أخذ وأعطى ط جـ ٢ ص ٦٣٨] عن يحيى بن سعيد أنه سمع جميل بن عبد الرحمن المؤذن السعيد بن المسيب إنى رجل أبتاع من الأرزاق التي تعطى الناس بالجار [محل معروف] ما شاء الله ثم أريد أن أبيع الطعام المضمون على إلى أجل فقال له سعيد أتريد أن توفيهم تلك الأرزاق التي ابتعت فقال نعم فنهاه عن ذلك من
يقول
يرى الإمام مالك أن كان يبتاع طعاما أو حبوبا أو شيئا من
من الأدم تباعا فإنه لا يبيعه حتى يقبضه ويستوفيه
ط جـ ٢ ص ٦٤٢]
عن أبي الزناد أنه سمع سعيد بن المسيب و سليمان بن يبيع الرجل حنطة بذهب إلى أجل ثم يشترى
يسار ينهيان أن
بالذهب
ابن يسار
تمرا قبل أن يقبض الذهب
ط جـ ٢ ص ٦٤٣]
قال مالك وإنما نهى سعيد بن المسيب و سليمان و أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم و ابن شهاب عن ألأ يبيع الرجل حنطة بذهب ثم يشترى الرجل بالذهب تمراً قبل أن يقبض الذهب من بيعه الذى اشترى منه الحنطة فأما أن يشترى بالذهب التي باع بها الحنطة إلى أجل تمرا من غير بائعه منه الحنطة قبل أن يقبض الذهب ويحيل الذي اشترى
الذي باع منه التمر على غريمه الذي باع منه الحنطة بالذهب التي له عليه في ثمر التمر فلا بأس بذلك
قال مالك وقد سألت عن ذلك غير واحد من أهل العلم
فلم يروا به بأسا
عن
ط جـ ٢ ص ٦٤٣]
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال لا ربا فى الحيوان وإنما نهى من الحيوان عن ثلاثة عن المضامين والملاقيح وحبل الحبلة والمضامين بيع ما في بطون إناث الإبل والملاقيح بيع ما في ظهور الجمال]
ط ج ص ٦٥٤]
عن زيد بن أسلم عن سعيد بن المسيب أن رسول
الله نهى عن بيع الحيوان باللحم [ط جـ ٢ ص ٦٥٥]
عن داود بن الحصين سمع سعيد بن المسيب يقول
۱۳
من ميسر أهل الجاهلية بيع الحيوان باللحم بالشاة والشاتين
عن
ط جـ ٢ ص ٦٥٥]
أبي الزناد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول
نهى عن بيع الحيوان باللحم
<
قال أبو الزناد فقلت لسعيد بن المسيب أرأيت رجلاً اشترى
شارفا بعشرة شياة فقال سعيد إن كان اشتراها لينحرها فلا خير
في ذلك
ط جـ ٢ ص ٦٥٥]
"
أن
أبي حازم بن دينار عن سعيد بن المسيب عن
رسول الله نهى عن بيع الغرر
ط جـ ٢ ص ٦٦٤]
قال الأزهرى بيع الغرر ما كان على غير عهدة ولا ثقة
وتدخل فيه البيوع التي لا يحيط بكنهها المتبايعان من كل مجهول عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول إذا جئت أرضا يوفون المكيال والميزان فأطل المقام بها وإذا جئت أرضا ينقصون المكيال والميزان فأقلل المقام بها
ط جـ ٢ ص ٦٨٥]
عن " ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله قال ليهود خيبر يوم افتتح خيبر أقركم فيها ما أقركم عز وجل على أن التمر بيننا وبينكم قال فكان رسول
الله
الله يبعث عبد الله بن رواحة فيخرص بينه وبينهم ثم
يقول إن شئتم فلكم وإن شئتم فلى فكانوا يأخذونه
ط ج ص ۷۰۳]
عن ابن شهاب أنه قال سألت سعيد بن المسيب عن كراء الأرض بالذهب والورق فقال لا بأس به
ط ج
ص
[۷۱۱
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله قضى بالشفعة فيما لم يقسم بين الشركاء فإذا وقعت الحدود
بينهم
بن
فلا شفعة فيه
قال مالك وعلى ذلك السنة التى لا اختلاف فيها عندنا ط ج ص ۷۱۳]
قال مالك إنه بلغه أن سعيد بن المسيب سئل عن الشفعة هل فيها من سنة فقال نعم الشفعة في الدور والأرضين ولا تكون إلا بين الشركاء
ط جـ ٢ ص ٧١٤]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر ابن الخطاب اختصم إليه مسلم ويهودى فرأى عمر أن الحق لليهودى فقضى اله فقال له اليهودى والله لقد قضيت بالحق فضربه عمر بن الخطاب بالدرة ثم قال وما يدريك فقال له اليهودي إنا نجد أنه ليس قاض يقضى بالحق إلا كان عن
يمينه ملك وعن شماله ملك يسددانه ويوفقانه للحق ما دام مع الحق فإذا ترك الحق عرجا وتركاه
ط ج ص ۷۱۹]
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول عن
الله قال لا يفلق الرهن
١٢٥
یرهن
قال مالك وتفسير ذلك فيما نرى والله أعلم أن الرجل الرهن عند الرجل بالشيء وفى الرهن فضل عما رهن به
فيقول الراهن للمرتهن إن جئتك بحقك إلى أجل يسميه
له
وإلا فالرهن لك بما رهن فيه
قال فهذا لا يصلح ولا يحل
وهذا الذي نهى عنه
وإن
جاء صاحبه بالذى رهن به بعد الأجل فهو له وأرى هذا الشرط
منفسخا
ط ج ص ۷۸]
رجلا
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن أهل الشام يقال له ابن خيبرى وجد مع امرأته رجلاً فقتله من أو قتلهما معا فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه فكتب إلى أبي موسى الأشعرى يسأل له على بن أبي طالب عن ذلك فسأل أبو موسى على بن أبي طالب فقال له على إن هذا الشيء ما هو بأرضى عزمت عليك لتخبرني فقال له أبو موسى كتب إلى معاوية بن أبي سفيان أن أسألك ذلك فقال على أنا أبو حسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط
برمته
عن
أي يسلم إلى أولياء المقتول فإن شاؤوا طلبوا القصاص وإن
شاؤوا عفوا
يقول الأستاذ فؤاد عبد الباقي
والرمة قطعة من حبل لأنهم كانوا يقودون القاتل إلى ولى
المقتول بحبل ولذا قيل القود
١٢٦
ط ج ص ۷۳۷]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال وهو مسند ظهره إلى الكعبة من أخذ ضالة فهو ضال ط جـ ٢ ص ٧٥٩] عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن عثمان بن عفان قال من نحل ولدا له صغيرا [أعطاه شيئا بغير عوض عن طيب نفس] لم يبلغ أن يجور نحله فأعلن ذلك له وأشهد
عليها فهي جائزة وإن وليها أبوه [ ج ص ۷۷۱]
حدثني مالك أنه بلغه أن سعید بن المسيب سئل عن
عبد له ولد من امرأة حرة لمن ولاؤهم فقال سعيد إن مات أبوهم وهو عبد لم يعتق فولاؤهم لموالى أمهم
ط
ج
ص
[۷۸
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من أسلم جاء إلى أبي بكر الصديق فقال له إن الآخر زنى فقال له أبو بكر هل ذكرت هذا لأحد غيرى
الله
فقال لا فقال له أبو بكر فتب إلى
الله
واستتر بستر
فإن الله يقبل التوبة من عباده فلم تقرره نفسه حتى
عمر بن الخطاب فقال له مثل ما قال لأبي بكر
<
أتى
فقال
عمر مثل ما قال له أبو بكر فلم تقرره نفسه حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إن الآخر زنى فقال سعيد فأعرض رسول الله ثلاث مرات كل ذلك يعرض عنه رسول الله حتى إذا أكثر عليه بعث رسول الله إلى أهله فقال أيشتكى أم به جنة فقالوا يا رسول الله والله إنه لصحيح
عنه
۱۷
فقال رسول الله أبكر أم ثيب فقالوا بل ثيب يا رسول الله فأمر به رسول الله فرجم [ط ج ص ۸۰]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال
بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم يقال له هَزَّال یا هزال لو سترته بردائك لكان خيرًا لك قال يحيى بن سعيد فحدثت بهذا الحديث فى مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمى فقال يزيد هزال جدى وهذا الحديث حق ط ج ص ۸۱]
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول لما صدر عمر بن الخطاب من منى أناخ بالأبطح ثم كوم كومة بطحاء ثم طرح عليها رداءه واستلقى ثم مد يديه إلى السماء فقال اللهم كبرت سنى وضعفت قوتى وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرّط ثم قدم المدينة فخطب الناس فقال أيها الناس قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالاً وضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل لا نجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى
لكتبتها الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة فإنا قد قرأناها قال مالك قال يحيى بن سعيد قال سعيد بن المسيب فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رحمه الله
ط جـ ٢ ص ٨٢٤]
۱۸
عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ما من شيء إلا الله يحب أن يعفى عنه ما لم يكن حدا
ط جـ ٢ ص ٨٤٣]
أنه كان
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب يقول تعاقل المرأة الرجل إلى ثلث الدية إصبعها كإصبعه وسنها
کسنه
عن
6
وموضحتها كموضحته ومنقلتها كمنقلته
[ط ج ٢ ص ٨٥٣]
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول قضى فى الجنين يقتل في بطن أمه بغرة عبد أو وليدة فقال الذي قضى عليه كيف أغرم ما لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل ومثل ذلك بطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذا من إخوان الكهان
ط
ج ص
[A00
أنه كان يقول
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب في الشفتين الدية كاملة فإذا قطعت السفلى ففيها ثلثا الدية ط ج ص
[10
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال كل نافذة كل جراحة نافذة في عضو من الأعضاء ففيها ثلث
عقل ذلك العضو ط جـ ٢ ص ٨٥٩] حدثني مالك كان ابن شهاب لا يرى ذلك وأنا لا أرى في نافذة في عضو من الأعضاء في الجسد أمرا مجتمعاً عليه ولكني أرى فيها الاجتهاد يجتهد الإمام في ذلك وليس في ذلك أمر مجتمع عليه عندنا
ط جـ ٢ ص ٨٥٩]
۱۹
بن
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عبد الرحمن عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جرح
العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار ۱ وفي الركاز الخمس قال مالك وتفسير الجبار أنه لا شيء فيه [ط جـ ٢ ص ٨٦٩] عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن
عمر بن الخطاب قتل نفرًا خمسة أو سبعة برجل واحد قتلوه قتل غيلة وقال عمر لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلهم جميعًا
ط ج ص ۸۷۱]
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يقول لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها قال رسول الله ما بين لابتيها حرام [ ط ج ص ۸۸۹] عن يحيى بن سعيد أنه قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين وإياكم والبغضة فإنها هي
ط ج ص
الحالقة
١٩٠٤
عن
عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب
ط جـ ٢ ص ٩٠٦]
۱ جبار أي هدر لا شيء فيه والمراد بالعجماء البهيمة ومن مات في حفر بئر بانهيار البئر عليه ومن مات وهو يبحث عن المعادن فانهار عليه المكان كل ذلك
هدر لا شيء فيه
۱۳۰
عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال كان إبراهيم ل أول الناس ضيف الضيف وأول الناس اختتن
وأول الناس قص الشارب وأول الناس رأى الشيب فقال يارب ما هذا فقال الله تبارك وتعالى وقار يا إبراهيم فقال رب زدنی وقارا ط ج ص ۹] عن صدقة بن يسار أنه قال سألت سعيد بن المسيب عن لبس الخاتم فقال البسه وأخبر الناس أني أفتيتك بذلك ط ج ص ٩٣٦]
عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول قال رسول الله الشيطان يهم بالواحد فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم ط ج ص ۹۷۸]
والاثنين
۱۳۱
قال
الفصل الخامس من حكمه
سعيد بن المسيب
إن الدنيا نذلة وهى إلى كل نذل أميل
وأنذل منها من
أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير
سبيلها ۱
وكان يقول وقد أتت عليه أربع وثمانون سنة
ما شيء أخوف عندى من النساء
وكان يقول
الناس كلهم تحت كنف الله يعملون أعمالهم فإذا أراد الله وجل فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته ۳
الله
وكان رضى عنه يقول
عز
لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم
لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة٤
۱ حلية الأولياء
الطبقات الكبرى
۳ الطبقات الكبرى للشعراني ٤ الطبقات الكبرى
۱۳۳
وكان رضي الله عنه يقول
لا تقولوا مسيجدا ولا مصيحفا بالتصغير فتصغروا ما
كان الله تعالى فهو عظيم جليل ۱
وكان يقول
من استغنى بالله افتقر الناس إليه وكان الناس يستأذنون عليه
من هيبته كما يستأذنون على الأمراء
وكان يقول
ليس من شريف ولا عالم ولا ذى فضل إلا وفيه عيب تذكر عيوبه فمن كان فضله
ولكن من الناس من
لا ينبغي
نقصه
وهب
نقصه لفضله ۳ رضی
الله
عنه
أكثر
من
وحدث
سعيد بن المسيب قال
ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن عدوه يعمل بمعصية الله ٤
یری
وقال إنه ليس من شريف ولا عالم ولا ذى فضل إلا وفيه عیب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه٥
۱ الطبقات الكبرى
١٣٤
الطبقات الكبرى
۳ الطبقات الكبرى
٤ الطبقات الكبرى
٥ الطبقات الكبرى
وعن عبد الله بن أخى الزهرى عن عمه عن سعيد بن
المسيب قال
الجبة
من استغنى بالله افتقر الناس إليه۱
وحدث على بن زيد قال
رانی
سعيد بن المسيب وعلى جبة خز فقال إنك لجيد
قلت وما تغنى عنى وقد أفسدها على سالم فقال سعيد
>>
أصلح قلبك والبس ما شئت
وحدث حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم ۳ !! !
الله
وقد سمع عبيد بن عبد الرحمن سعيد بن المسيب
يقول
الله يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه ومن وضعها رفعه الله الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته٤
۱ الطبقات الكبرى
الحلية
۳ الحلية
٤ الحلية
۱۳۵
الفصل السادس
تعبيره للرؤى
لقد رأى الناس الأحلام منذ أن وجدوا على ظهر البسيطة واختلف الناس في الموقف بالنسبة لها فبعضهم لا يعيرها اهتماما إنها صور تمر على الإنسان في نومه ولا تستأهل أكثر من اللامبالاة ونوع آخر من بنى الإنسان يتفاءل بالرؤى الطيبة ويتشاءم من الرؤى السيئة ولقد تحدثت الأديان عن الرؤى وكانت الرؤى مدار بحث في علم النفس الحديث
ولقد وقف منها علم النفس الحديث موقفه من كل الظواهر إنه يفسرها تفسيرًا ماديا ويعزوها إلى أحد عاملين
عامل البيئة المحيطة بالإنسان من دفء وبرودة ومن ضوء أو ظلمة ومن ضجيج أو سكون وقد أجرى التجارب على ذلك فأضاء النور الساطع فى غرفة النائم ثم أيقظه فإذا به يحلم ببزوغ مثلاً وقرب منه أشياء تشع الحرارة فإذا به يرى حلما
الشمس
يناسبها وهكذا
والعامل الثاني فيما يرى علم النفس الحديث هو الحالة الداخلية
للإنسان نفسية كانت أو جسمية
۱۳۷
إن الحالة الداخلية تنعكس أحلاماً يرى الإنسان ما يتناسب معها
ولم يعد علم النفس الحديث هذين العاملين في تفسير الأحلام
ولكن الأديان تذكر ذلك وتذكر قسما ثالثا من الرؤى هو
الرؤيا الصادقة
إنها تذكر الرؤيا التي من النفس
وتذكر الرؤيا التي من الشيطان
وتذكر الرؤيا التي من
الملك
وتذكر الرؤيا التي من
الله تعالى
والفرق بين الرؤيا التي من الملك والرؤيا التي من
هو فرق في الوضوح
>>
C
وتقول السيدة عائشة رضى الله عنها
الله تعالى إنما
أول ما بدىء به رسول الله من الوحى الرؤيا
الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح !! وهذا النوع يسمى الرؤيا الصادقة ورؤيا الأنبياء حق ولقد آمن سيدنا إبراهيم عليه السلام برؤياه في أمر خطير هو ذبح
ابنه
إسماعيل
وصارحه قائلا
يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك 1
وآمن سيدنا إسماعيل برؤيا والده واعتبرها أمرًا وقال لوالده
۱۳۸
1 الصافات ۱۰
يا أبت افعل ما تؤمر
1
وسورة سيدنا يوسف تبتدىء برؤيا
إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس
والقمر رأيتهم لى ساجدين
وينصحه أبوه أن لا يقص رؤياه على إخوته حتى لا يكيدوا
له كيدا
ويأخذ والده في شيء من تعبير هذه الرؤيا فيقول له وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم
نعمته عليك ۳
وفى أواخر السورة يقول القرآن الكريم عن سيدنا يوسف ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من أن بعد نزغ الشيطان بيني وبين إخوتى إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم
٤
الحكيم 4
وسورة يوسف على وجه العموم بها عدة رؤى وبها تعبيرها
•
وقد استعمل القرآن لفظ التأويل
1 الصافات ۱۰
٢ يوسف ٤
۳ يوسف ٦
٤ يوسف ۱۰۰
۱۳۹
وأبان القرآن أن هذا التأويل هو
منحة
من الله تعالى يقول
سيدنا يوسف شاكرا لله أنعمه
ورب قد آتيتنى من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ۱
وهذا تأويل رؤياى من قبل ٢
وقد
تحدث من منحهم الله تعالى تأويل الرؤيا عن شروط وعن
سمات للرؤى الصادقة منها
1 - أن يكون في الرؤيا مفتاح لتأويلها إذا كانت رمزية وقد تكون الرؤيا صريحة وفى هذه الحالة لا تحتاج إلى مفتاح وأن يكون الإنسان في أثنائها هادئاً حتى الرؤى الجنسية
فإنها لا يصاحبها انفعال ولا إثارة
-٣
في نفسه
وأن يتذكرها الإنسان في وضوح حتى لكأنها مطبوعة
والرؤى الصادقة منح وهبات
وتأويلها منح وهبات
وتعلم وتلقين
وإذا ما جئنا الآن إلى الإمام سعيد فإن عدة ظروف تكاتفت
لتجعله من المؤولين منها
دراسته العميقة للقرآن والسنة وكل من درس القرآن والسنة
1 يوسف ١٠١ يوسف ١٠٠
١٤٠
في استفاضة فإنه يمر عليه دلالات ورؤى لرسول الله
ولغيره
ويرى تأويلها
ومن المعروف أن رسول الله ل كان يسأل الصحابة حينما
يلتقى بهم في الصباح عن رؤاهم وكان يعبرها لهم وكان أحيانًا
يطلب من أبي بكر رضى الله عنه تعبيرها
ومنها ورعه وتقواه وهذا يقود إلى أمرين
أ صفاء النفس
ب الإلهام أو الفتح
وإذا أضيف الورع والتقوى إلى العلم بالكتاب والسنة
وصل
الإنسان إلى صفاء للنفس أصفى وإلى إلهام يتوالى وفتح مشرق
وكل ذلك كان عند سعيد
والمؤرخون لسعيد يضيفون عاملاً في غاية الأهمية
إنهم - أولاً -
فيقول ابن قتيبة
>>
يتحدثون عن خاصية التعبير عند سعيد
مثلاً
كان سعيد أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا أكان ابن قتيبة يربط بين الفقه الغزير وبين السر في تعبير
الرؤيا
إن المؤرخين على كل حال يعتبرون سعيدا
للرؤيا
ويذكرون أمثلة
المعبرين من
سلسلة
C
من
أعبر الناس
ويذكرون بالنسبة لسعيد
١٤١
أما الأمثلة فيقول القرطبي
كان يوسف عليه السلام أعلم الناس بتأويل الرؤيا
وكان نبينا نحو ذلك
وكان
الصديق رضى الله أعبر الناس للرؤيا عنه من
ونحو أو قريب منه سعيد بن المسيب فيما ذكروا
أما السلسلة بالنسبة لسعيد فيقول الواقدى
كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا وكان أخذ وأخذته أسماء أسماء بنت أبي بكر
ذلك عن
بكر رضی
الله عنه
عن أبيها أبي
ومن المعروف أن الإمام محمد بن سيرين كان من كبار المؤولين ولتأويله غرائب عجيبة تذكر فتدهش وعن سعيد و ابن سيرين يقول الإمام الحافظ العراقي
أخذ ابن سيرين التعبير عن ابن المسيب
وأخذه ابن المسيب عن أسماء
وأخذته
أسماء
عن
أبيها
وكان لابن سيرين كلمات محفوظة يقولها للرجل إذا رأى
رؤيا وقصها عليه كان يقول له
خيرا رأيت
وكانت له قواعد عامة استمدها من تأويلات رسول الله
فهو يقول مثلاً
١٤٢
القيد في النوم ثبات في الدين
يقول الإمام البخارى وكان يعجبهم القيد ويقال القيد
ثبات في الدين
وروى الإمام البخاری عن عبد
بن صباح عن
سمع
الله معتمر عن عوف عن محمد بن سيرين أبا هريرة يقول قال رسول الله
إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن ورؤيا المؤمن
جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
قال محمد ابن سيرين] وأنا أقول هذا قال وكان يقال
الرؤيا ثلاث حديث النفس وتخويف الشيطان
C
وبشرى
الله فمن رأى شيئًا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم فليصل من
قال وكان يكره الغُلَّ في النوم
ويقال القيد ثبات في الدين
وكان يعجبهم القيد
وروى قتادة ويونس وهشام وأبو هلال عن ابن سيرين عن أبى هريرة عن النبي
وأدرجه بعضهم كله في الحديث
وحديث عوف أبين
وهو الحديث الذي رويناه
•
عن ابن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول
الله
L
إذا اقترب الزمان]
١٤٣
وقال يونس لا أحسبه إلا عن النبي في القيد قال أبو عبد الله لا تكون الأغلال إلا في الأعناق
ويقول سعيد
التمر في النوم رزق على كل حال والرطب في زمانه رزق
روی مسلم عن أنس قال قال رسول الله
6
رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن را رافع فأوتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب
أما
عن زمن تحقق الرؤيا فقد يطول وقد يكون فوريا وقد
يكون بين هذا وذاك
ويقول سعيد
آخر الرؤيا أربعون سنة يعني في تأويلها
-
وإذا جئنا الآن إلى نماذج من تأويله فإننا نبدأ بهذه الرؤيا
6
الغريب تأويلها والتي تحققت كما أولها
عن
عُمر
بن حبيب بن قليع قال
كنت جالسا عند سعيد بن المسيب يوما وقد ضاقت على الأشياء ورهقنى دين فجلست إلى ابن المسيب ما أدرى
أين أذهب فجاءه رجل فقال
يا أبا محمد إني رأيت رؤيا
قال خيرا رأيت ما هي
١٤٤
قال رأيت كأبي أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد
قال ما أنت رأيتها
قال بلى أنا رأيتها
فقال لا أخبرك أو تخبرني
قال ابن الزبير رآها وهو بعثني إليك
قال لئن صدقت رؤياه قتله عبد الملك بن مروان
من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة
قال فدخلت إلى عبد الملك بن مروان بالشام فأخبرته بذلك عن سعيد بن المسيب فسره وسألني عن سعيد وعن فأخبرته وأمر لى بقضاء ديني وأصبت
حاله
منه خيراً
وروی ابن سعد أيضا رؤيا في هذا الموضوع قال قال
رجل
رأيت كأن عبد الملك بن مروان ييول في قبلة مسجد النبي
أربع مرات
فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال
إن صدقت رؤياك قام فيه من صلبه أربعة خلفاء
وعن شريك بن أبي نمر قال
قلت
لابن المسيب رأيت فى النوم كأن أسناني سقطت
فى يدى ثم دفنتها فقال ابن المسيب إن صدقت رؤياك دفنت أسنانك من أهل بيتك
١٤٥
وقال رجل لابن المسيب إني أراني أبول في يدى فقال
اتق الله
رضاع
فإن تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة بينها وبينه
وجاءه آخر فقال يا أبا محمد إني أرى كأني أبول في أصل زيتونة قال انظر من تحتك تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأة
لا يحل له نكاحها
وعن
الحصين
أسد
بن عبيد
الله
بن نوفل من بني نوفل بن عدى
ابن خویلد بن بن عبد العزى قال
طلبت الولد فلم يولد لى فقلت لابن المسيب إني أرى أنه طرح في حجرى بيض فقال ابن المسيب الدجاج عجمي فاطلب سببًا إلى العجم قال فتسريت فولد لى وكان لا يولد
لى
وبعد فإن الرؤى الصادقة حقيقة واقعة وإذا كان علم النفس الحديث لا يذكرها فذلك لأنه يدور في فلك المادة أما المؤمنون فإنهم يسيرون على ضوء من الكتاب المبارك وعلى ضوء من سنة رسول الله له وعلى ضوء من الواقع الذي لا ينكره إلا من
على بصيرته حجاب يحجبها عن النور والإشراق
١٤٦
الفضل الستار وفاته
ومضت الأيام بسعيد مجاهدا في سبيل الله لا يفتر مضت به متعلماً وعالا ومعلماً !
مضت به ناصحا لعامة المسلمين وأئمتهم
وقد جاء أحد الصحابة – قبل إسلامه – إلى رسول الله
فقال
أبايعك على الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والنصح لكل مسلم
وبدأت الحياة تنتهى بسعيد وبدأت أيامه الأخيرة تنصرم
بعد يوم
ما هي صورته في أيامه الأخيرة
كان حاد الذهن متنبها لما يقتضيه الشرع
يوما
إنه يتجه إلى أهله فيقول في حزم إذا مت فلا تضربوا على قبرى فسطاطا ولا تحملوني على
قطيفة حمراء ولا تتبعونى بنار ولا تؤذنوا بی
من يبلغنى ربى ولا يتبعنى راجزهم هذا !
أحدا حسبی
١٤٧
ولا يكتفى بذلك وإنما يشهد على ما نصح به
عن زرعة بن عبد الرحمن قال
أهله
شهدت سعيد بن المسيب - يوم مات يقول يازرعة
إني أشهدك على ابنى محمد لا
يؤذنن بی
أحدا
حسبی
أربعة
يحملونني إلى ربى ولا تتبعنى صائحة تقول في ما ليس في
ويتحدث سعيد بن المسيب إلى الناس عامة فيقول
أوصيت أهلى إذا حضرني الموت بثلاث
الا
يتبعنى راجز ولا نار وأن يعجل بي فإن يكن عند
عندكم
ربی خیر فهو خير مما عند
ومع مرضه فإنه ما كان يترك أمرين
الأول منهما الاستمرار في إفادة الناس
يقول صاحب البداية وكان سعيد بن المسيب من أورع وكان من أزهد الناس في فضول
الناس فيما يدخل بيته وبطنه
C
الدنيا والكلام فيما لا يعنى ومن أكثر الناس أدبا في الحديث
جاءه رجل وهو مريض فسأله عن حديث فجلس فحدثه
ثم اضطجع فقال الرجل وددت أنك لم تتعنّ
فقال إني كرهت أن أحدثك
عن رسول الله
وأنا
مضطجع !
أما الأمر الثاني فهو الصلاة
يقول ابن سعد فى طبقاته عن عبد الرحمن بن حرملة قال
١٤٨
رأيت
سعيد بن المسيب فى مرضه يصلى مضطجعا مستلقياً
فيومي برأسه إلى صدره إيماء ولا يرفع إلى رأسه شيئًا وقال
سعيد
المريض إذا لم يستطع الجلوس أوماً إيماء ولم يرفع إلى رأسه
شيئا ۱
ويقول عبد الرحمن بن حرملة أيضا دخلت على سعيد
وهو مستلق
ابن المسيب وهو شديد المرض وهو يصلى الظهر يومىء إيماء فسمعته يقرأ بـ الشمس وضحاها ! بيد أن أمرًا آخر كان سعيد متنبها له وهو في مرضه أمر المال الذي كان عنده ثمرة لتجارته المحدودة
وهو
ما هو موقفه منه وهو في لحظاته الأخيرة
عن يحيى بن سعيد قال لما حضر سعيد بن المسيب الموت ترك دنانير فقال
اللهم إنك تعلم أنى لم أتركها إلا لأصون بها حسبى وديني !
ومات سعيد بن المسيب
يقول صاحب شذرات الذهب في سنة أربع وتسعين توفى الإمام السيد الجليل أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي المدني أحد أعلام الدنيا سيد التابعين
بالرأس
۱ الإيماء الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب وإنما يريد هنا الإيماء
١٤٩
ويقول ابن حجر مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين
والمشهور من هذه الأقوال أنه توفى سنة أربع وتسعين وقال
السخاوى
ويقول
هو الصحيح
عبد الحكيم بن عبد
الله
بن أبي فروة
شهدت سعيد بن المسيب يوم مات فرأيت قبره قد رش
عليه الماء
ونختتم ذلك بما روى عن مكحول
قال
لما مات سعيد بن المسيب استوى الناس ما كان أحد يأنف أن يأتي حلقة سعيد بن المسيب ولقد رأيت فيها مجاهدا
وهو يقول
لا يزال الناس بخير ما بقى بين أظهرهم
رحمه الله رحمة واسعة يقول سبحانه
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين
آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفي الآخرة
لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ۱
١٥٠
1 يونس ٦٢ - ٦٤
الموضوع
فهرس الكتاب
الصفحة
۳۹
۰۹۰
۵۹
٦٧
Yo
۸
٨٩
٨٩
۹۷۰
١٥١
مقدمة
الفصل الأول حياته
۱ عن حياته
عن حياته
۳ عن حياته
الفصل الثاني طابعه
الفصل الثالث امتحان ومحنة
۱ امتحان ومحنة
امتحان ومحنة
۳ امتحان ومحنته
٤ امتحان ومحنته
الفصل الرابع سعيد بن المسيب
۱ المحدث
الفقيه
الصفحة
۱۳۳
۱۳۳
۱۳۷
۱۳۷
١٤٧
١٤٧
الموضوع
الفصل الخامس حكمه
من
حكمه
الفصل السادس تعبيره للرؤى
تعبيره للرؤى
الفصل السابع وفاته
وفاته
يُعد الإمام الأكبر فضيلة الدكتور عبد الحليم Evidence of prophecy The Quran in محمود صاحب ورائد مدرسة الفكر الإسلامي والتصوف في العصر الحديث ولقب بأبى what was written about the pioneers التصوف في العصر الراهن فقد أثرى المكتبة العربية بأمهات الكتب بين تحقيق وتأليف ,Eminence Dr Abdul Halim Mahmoud
وترجمة فمنها دراساته القيمة عن الإمام الغزالى دلائل المنقذ من الضلال و القرآن في شهر القرآن إلى |
وكتابه
النبوة و
جانب ما كتبه عن رواد التصوف على مر العصور الإسلامية المختلفة
والإمام الأكبر فضيلة الدكتور عبد الحليم
The greatest Imam is considered to be Dr Abdul Halim Mahmoud, the owner and pioneer of the school of Islamic thought and ufism in the modern era He is called the father of ufism in the current era He has enriched the Arab library with major books, including editing, writing, and translating, including his valuable studies on Imam Al-Ghazali and his book The savior from error, and
the month of the Quran, along with
of ufism throughout the ages
Various Islamic The Grand Imam, His
has the depth and abundance of jurisprudential opinions and the accuracy of his jurisprudence, which made him win the ranks of opponents before supporters, in addition to tact and complete knowledge in presenting any topic or issue related to matters of religion He is also distinguished by the
expressions, which indicates
superior skill and mastery
Linguistics is why this venerable
محمود له عمق وغزارة الآراء الفقهية ودقة strength and sobriety of his style and
الاجتهادات مما جعله يكسب صفوف المعارضين
قبل المؤيدين إلى جانب اللباقة والدراية الكاملة
في عرض أي موضوع أو مسألة تتعلق بأمور scholar has gained the respect of all
الدين وأيضا يمتاز بقوة ورصانة الأسلوب والعبارات مما يدل على المهارة الفائقة والملكة اللغوية فلهذا اكتسب هذا العالم الجليل احترام كل الفرق والمذاهب الإسلامية في شتى بقاع العالم وسيبقى هذا العالم وتراثه في قلوبنا على
مر
العصور
Islamic sects and sects in various parts of the world, and this scholar and his legacy will remain in our hearts forever Over the ages