الدكتور
عبد الحليم محمود
الصلاة
أسرار وأحكام
الطبعة الرابعة
دار المعارف
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين
女
أجمعين
سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه
يقول الله تعالى
مقدمة
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
وما كانت عبادة الإنس والجن من أجل نفع يصل إلى الله
سبحانه وتعالى من وراء ذلك فهو سبحانه غنى عن العالمين لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية وإنما خلقهم من أجل عبادته ليكملهم بهذه العبادة وليصل بهم عن طريقها ليكونوا أهلا للقائه سبحانه وليتجلى عليهم إذا تزكوا بأنواره وفيوضاته
وقد نوع لهم سبحانه العبادة فلم يجعلها على وتيرة واحدة حتى لا يملوا وحتى يكون فى تنوعها تزكية الجوانب متعددة وزوايا مختلفة من الطبيعة البشرية وحتى تتناسب - على تفاوت فيما بينها - مع كل الفطر
والاستعدادات
وفهم بعض الناس مراد الله سبحانه وفهموا توجيهه للبشرية نحو الكمال الذى يجب أن يصل إليه كل من يرجو لقاء الله سبحانه وعلموا أن السعادة كل السعادة إنما هي في الانضواء تحت اللواء الإلهى والدخول في الساحات الربانية فطبعوا الحياة بطابع العبادة
وجعلوا أعمالهم عبادة وحركاتهم عبادة وسكناتهم عبادة بل أنفاسهم عبادة وجعلوا من المصنع محراباً ومن المعمل معبدا فكانت حياتهم عبادة وحاولوا جاهدين أن يقاربوا المثل الأعلى الذي أمر الله
سبحانه رسوله صلوات الله عليه وسلامه أن يكونه قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك
له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين الله والصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين وهي حينما تؤدى على وجهها الصحيح وحينما تؤدى على الوجه الذى يرضى الله ورسوله فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتقود الإنسان إلى الصلة بالله
فالصلاة من الصلة وهى تربط العبد بربه وتقوده إلى رضوانه وتمهد له الطريق إلى العناية الربانية وهى لأهميتها لا تسقط عن الإنسان حتى في حالة الحرب عند التقاء الجيوش وفى ساحة القتال ويقول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه
استقيموا ولن تحصوا واعملوا وخير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ
على الوضوء إلا مسلم
ونتبين مدى حرص الرجل المسلم على الصلاة في القصة التالية يروى الإمام مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن المسور بن
។
مخرمة أخبره أنه دخل على عمر بن الخطاب في الليلة التي طعن فيها -
يوقظ عمر لصلاة الصبح فقال عمر
نعم - ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة على أنه على كل مسلم أن يتدبر الحديثين الآتيين
روى مسلم عن جابر رضى الله عنه قال سمعت رسول الله
6
يقول
إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة وروى الترمذى في حديث حسن صحيح عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وعلو
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقد جاء عن شقيق بن عبد الله التابعى المتفق على جلالة قدره شأنه رحمه الله رحمة واسعة إنه كان يتحدث إلى الناس محذراً لهم من ترك الصلاة فصلى عمر وجرحه يثغب دماً أو التهاون فيها ويقول كان أصحاب محمد ل لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر
غير ترك الصلاة
ذكر الترمذى ذلك عنه فى كتاب الإيمان بإسناد صحيح ومن أجل كل ذلك كتبنا هذا الكتاب لعل الله ينفع به ويهدى إليه ويهدى به إنه سبحانه الذي يهدى إلى الخير وكفى بربك هادياً ونصيراً
الفصل الأول
في أنوار الصلاة
مرتبة الصلاة بين الفروض الإسلامية
تأتى مرتبة الصلاة - فى أركان الإسلام - بعد الإيمان بالله ورسوله
مباشرة إنها الركن الثاني من أركان الإسلام
عن عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى
عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي
ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه
قال يا محمد أخبرني عن الإسلام
فقال رسول الله
الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
فأسند
وتقيم
الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت
إليه سبيلا
قال صدقت
قال فعجبنا له يسأله ويصدقه
قال فأخبرني عن الإيمان
قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
وتؤمن بالقدر خيره وشره
قال صدقت
قال فأخبرني عن الإحسان
قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
قال فأخبرني عن الساعة
قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل
قال فأخبرني عن أمارتها
قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاء
يتطاولون في البنيان
قال ثم انطلق فلبثت مليًّا ثم قال لي ياعمر أتدرى من
السائل
قلت الله ورسوله أعلم
قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ١
كيف فرضت الصلاة
لقد كانت القاعدة العامة فى الإخبار بالفروض والواجبات الدينية
أن ينزل جبريل عليه السلام بالوحى من الله سبحانه وتعالى إلى رسوله
بالأمر أو النهى مفصلا أو مجملا
فلما أن أوان فرض الصلاة اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى
۱ رواه الإمام مسلم في صحيحه
يسير
۱
الأمر على خلاف القاعدة العامة فلقد استدعى رسول الله ليكون
بنفسه في الحضرة الإلهية
ودون إرادة التشبيه أو التمثيل من قرب أو من بعد نقول إن رئيس الجمهورية مثلا حينما يريد أمراً عادياً من وزير من الوزارة فإنه يرسل إليه خطاباً أو يكلف مدير مكتبه بالاتصال بالوزير أو
يستعمل التليفون ولكنه يستدعى الوزير حينما يكون الأمر بالغ الأهمية ليتحدث إليه دون وسائط
وهكذا كان أمر الصلاة لقد استدعى رسول الله ليكون بنفسه في الحضرة الإلهية
وكانت ليلة تكريم هائلة لرسول الله لا بدأت بأن شق عن
صدره وملئ إيماناً وحكمة يقول رسول الله - فيما رواه الشيخان - عن هذه الليلة
كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال
فرج سقف بینی
وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله
بماء زمزم ثم جاء بطشت من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغه في
"
صدرى ثم أطبقه وعرج برسول الله الله وفتحت له أبواب السماوات فأخذ يتجاوزها سماء سماء أخذ يتجاوزها مكاناً وأخذ يتجاوزها مكانة أي أنه أخذ المكانات الروحية التى تتمثل فى من هم في هذه السماوات
بعد
أن تجاوز المكانات الروحية التي تتمثل في من هم على ظهر الأرض
لقد تخطى في لحظات كلمح البصر أو هي أقرب مكانة آدم عليه وهكذا حتى تجاوز فى السماء السابعة مكانة
السلام في السماء الأولى
6
إبراهيم عليه السلام ووصل صلوات الله وسلامه عليه إلى سدرة المنتهى أي الحد الفاصل بين عالم الملك وعالم الملكوت وهذا الحد الفاصل لم يتجاوزه أحد من بني البشر قبل الرسول الله وتفضل الله
على رسوله فتجاوزه الرسول إلى مقام أسمى وتجاوز بذلك الكون كله مكاناً ومكانة فكان في عالم
النور
1
۱ قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يقول الإمام الألوسي و قد جاءكم من الله نور عظيم وهو نور الأنوار والنبي المختار الله وإلى هذا ذهب قتادة واختاره الزجاج وابن خلدون وهو يتحدث عن آفاق الكائنات وأن كلا منها يسلم إلى ما يليه سار في بيان ذلك إلى أن وصل إلى النفس الإنسانية فقال فوجب من ذلك أن يكون للنفس استعداد للانسلاخ من البشرية إلى الملكية لتصير بالفعل من جنس الملائكة وقتا من الأوقات في لمحة من اللمحات وذلك بعد أن تكمل ذاتها الروحانية بالفعل ويقول ابن خلدون
وصنف متوجه بتلك الحركة الفكرية نحو العقل الروحانى والإدراك الذي لا يفتقر إلى الآلات البدنية بما جعل فيه من الاستعداد لذلك فيتسع نطاق إدراكه عن الأوليات التي هي نطاق الإدراك الأول البشرى ويسرح في فضاء المشاهدات الباطنية وهي وجدان كلها لا نطاق لها من مبدئها ولا من منتهاها وهذه مدارك العلماء والأولياء أهل العلوم اللدنية والمعارف الربانية وهي الحاصلة بعد الموت لأهل السعادة فى البرزخ وصنف مفطور على الانسلاخ من البشرية جملة جسمانيتها وروحانيتها إلى الملائكة من الأفق الأعلى ليصير في لمحة من =
١٤
وتخطى الرسول الله مقام سدرة المنتهى إلى مقام قاب قوسين
ثم تخطى مقام قاب قوسين إلى أدنى منه
إن الله سبحانه وتعالى حينما قال
فكان قاب قوسين أو أدنى
علم الصالحون أن فضل الله وكرمه وجوده وأن رحمته وإنعامه إن كل ذلك لن يقف عند قاب قوسين وإنما سيصل إلى هذا المقام ثم يتجاوزه إلى أو أدنى
ولما وصل رسول الله الا الله إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه بشر في مقام القرب
- لقد وصل رسول الله إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام روى الشيخان واللفظ لمسلم ما يلى قال ابن شهاب وأخبرنى ابن حزم أن ابن عباس وأباحبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول الله
ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام وأدخل رسول الله له الجنة
= اللمحات ملكاً بالفعل ويحصل له شهود الملأ الأعلى في أفقهم وسماع الكلام النفساني والخطاب الإلمى فى تلك اللمحة وهؤلاء الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جعل الله لهم الانسلاخ من البشرية في تلك اللمحة وهي حالة الوحى فطرة فطرهم الله عليها وجبلة صورهم فيها ونزههم عن موانع البدن وعوائقه ما داموا ملابسين لها بالبشرية بما ركب في غرائزهم من القصد والاستقامة التى يحاذون بها تلك الوجهة
۱٥
روى الشيخان - من حديث طويل - قال قال رسول الله ثم انطلق بي جبريل حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدرى
ماهی قال
ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ١ وإذا ترابها المسك نقول إنه لما وصل رسول الله الله إلى مالم يصل إليه ملك
مقرب ولانبی مرسل حينئذ يقول الله سبحانه وتعالى في ذلك فأوحى إلى عبده ما أوحى
وكان مما أوحاه إليه أمر الصلاة لقد أوحيت إليه في أسمى أفق وأوحيت إليه عن طريق مباشر لقد استدعى ليكون في الحضرة الإلهية بنفسه وليتلقى بشرى الصلاة بنفسة الصلاة بكل ما تشتمل عليه من رموز وبكل ماتشتمل عليه من أعمال واضحة ومن أقوال في غاية الرفعة تلقى الرسول علا الله كل ذلك في الليلة المباركة التي رأى فيها من آيات ربه الكبرى
الصلاة صلة بين العبد وربه
ونزل رسول الله الله يبشر بالصلاة على وجه الأرض يدعو
إليها صلة بين العبد وربه
والصلاة
في أعراف المسلمين - وسيلة الصلة بالله
وهي
١ الجنابة القباب
معراجهم إلى الله سبحانه وتعالى لقد قال أحد الصالحين فيها إن الوقوف في الصلاة بمثابة الإسراء إلى بيت المقدس والركوع بمثابة الوصول إلى سدرة المنتهى والسجود بمثابة قاب قوسين أو
أدنى
الاستشفاع بالصلاة
وكان الرسول الله إذا حزبه أمر أو حزنه أمر فزع إلى
الصلاة
روى الإمام أحمد وأبو داود - عن حذيفة رضى الله عنه – أن رسول الله ما كان إذا حزنه أمر صلى - وفى رواية كان إذا حزبه أمر صلى وحزن وحزب يتقاربان في المعنى ومن المعروف عنه - عالم - أنه كان إذا أهمه أمر التجأ إلى الله مستشفعاً ومتوسلا بالصلاة فالصلاة شفاعة إلى الله فى قضاء الأمور ووسيلة إلى الله في تفريج
الكروب
ومن هنا كانت مشروعية صلاة قضاء الحاجة وعن هذه الصلاة يقول الإمام الدهلوى والأصل فيها أن الابتغاء من الناس وطلب الحاجة منهم مظنة أن
يرى إعانة ما من غير الله تعالى فيخل بتوحيد الاستعانة فشرع لهم
صلاة ودعاء ليدفع عنهم هذا الشر ويصير وقوع الحاجة مؤيداً له فيما
هو بسبيله من الإحسان
وعن عبد الله بن أبي أوفى - رضى الله عنهما - قال قال رسول الله
6
من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي ثم ليقل
لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها ياأرحم الراحمين ۱
وفي رواية لابن ماجة
ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ماشاء فإنه يقدر وهناك صيغة أخرى لصلاة قضاء الحاجة ولعلها خاصة بالمهمات الكبرى والحاجات العظيمة
روى ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي قال
۱ رواه الترمذى
رواه ابن ماجه والحاكم
اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك ١ فأثن على الله عز وجل
وصل على النبي الله واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع وآية الكرسي سبع مرات وقل
۳
مرات
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ثم قل
اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك ثم سلم يميناً وشمالا قال بعض السلف لا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون رواه الحاكم وقال قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته
وقال إبراهيم بن على الديبلي
قد جربته فوجدته حقا وقال الحاكم قال لنا أبو زكريا قد جربته فوجدته قال الحاكم قد جربته فوجدته حقا تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون
1 أى إذا انتهت الصلاة وختمتها بالسلام
هذا السجود يكون بعد الصلاة ۳ وهى الآية ٢٥٥ من سورة البقرة
۱۹
صلاة التوبة ومن هنا أيضاً كانت صلاة التوبة يتوسل الإنسان بها إلى الله سبحانه وتعالى فى مغفرة الذنوب وهي كما يلى عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله الله
يقول
ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم
لذنوبهم يعلمون به
صلاة الاستخارة
ومن هنا أيضاً كانت صلاة الاستخارة التي كان يعلمها رسول الله للصحابة كما يعلمهم الآية من القرآن الكريم وهي كما يلى أخرج الإمام أحمد والإمام البخارى عن جابر بن عبد الله رضى الله
عنهما قال
۱ رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقى وذكره ابن خزيمة بغير إسناد وروى نحوه الترمذى
وغيره
۰
كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول
إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إنى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام
الغيوب
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى أو قال عاجل أمرى وآجله فأقدره لى ويسره لى ثم بارك
لى فيه
اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمرى أو قال فى عاجل أمرى وآجله فاصرفه عنى واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضى به ويسمي حاجته
فضل الصلاة
ومن هنا أيضاً كان الفضل الهائل الذي تحدث به رسول الله
عن الصلاة
روى الإمام مسلم بسنده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول
ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها
وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك
الدهر كله
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي أنه ذكر الصلاة يوماً فقال من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولانجاة وكان القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف رواه
يوم
أحمد
مما تمتاز به الصلاة
واقتضت هذه المكانة السامية للصلاة أن تمتاز بأمور من هذه الأمور
أن لها مقدمات وهذه المقدمات منها الطهور والطهور نفسه وإن كان وسيلة للصلاة إلا أن له قيمة ذاتية فهو
في نفسه أيضاً مطلوب
إنه مطلوب لذاته وهو مطلوب كوسيلة للصلاة والله سبحانه
وتعالى يعلن أنه يحب المتطهرين
يقول سبحانه في سورة التوبة والله يحب المطهرين که ۱
۱ التوبة ١٠٨
ورسول الله يعلن أن الطهور شطر الإيمان
روى الإمام مسلم رضى الله عنه في صحيحه عن أبي مالك الأشعرى قال قال رسول الله
الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
ويشرح الإمام النووى الحديث فيقول هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام قد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام فأما الطهور فالمراد به الفعل فهو مضموم الطاء على المختار وقول الأكثرين ويجوز فتحها كما تقدم وأصل الشطر
النصف واختلف في معنى قوله الطهور شطر الإيمان فقيل معناه أن الأجر فيه ينتهى تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان وقيل معناه أن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا وكذلك الوضوء لأن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقفه على الإيمان فى معنى الشطر
وقيل المراد بالإيمان هنا الصلاة كما قال الله تعالى وما كان الله ليضيع إيمانكم لله والطهارة شرط فى صحة الصلاة فصارت كالشطر - وليس يلزم فى الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً وهذا القول
أقرب الأقوال ويحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب
وانقياد بالظاهر وهما شطران للإيمان
والطهارة متضمنة الصلاة فهى انقياد في الظاهر والله أعلم
ثم يقول الإمام النووى عن قول رسول الله والصلاة نور معناه أنه يكون أجرها نوراً لصاحبها يوم القيامة وقيل معناه أنها تمنع من المعاصى وتنهى عن الفحشاء والمنكر و تهدى إلى الصواب كما أن النور يستضاء به
6
وقيل لأنها سبب لإشراق أنوار المعارف وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها وإقباله إلى الله تعالى بظاهره
وباطنه وقد قال الله تعالى
واستعينوا بالصبر والصلاة
وقيل معناه أنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة ويكون في الدنيا - أيضاً - على وجهه البهاء بخلاف من لم يصل
وفى فضل هذه الوسيلة الوضوء يقول إن أمتى يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ١
ولمسلم عن أبي حازم رضى الله عنه أن رسول الله أتى
المقبرة فقال
۱ رواه البخاري ومسلم والغر المحجلون من فى جبهتهم وسوقهم بياض والمراد النور
٢٤
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم عن قريب لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يارسول
الله
قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يارسول الله قال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهرى خيل دهم
ألا يعرف خيله بهم
قالوا بلى يارسول الله
قال فإنهم يأتون محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على
الحوض
ومن
1
مقدمات الصلاة الأذان أى الإعلام بالصلاة ولقد دعا رسول الله الله للمؤذنين فقال
اللهم اغفر للمؤذنين وأخبر رسول الله علال بأن المؤذن المحتسب على كثيب من مسك يوم القيامة يغبطه الأولون والآخرون
ما تقتضيه مكانة الصلاة
4
واقتضت مكانة الصلاة طهارة الثوب الذي يصلى فيه الإنسان وطهارة مكان الصلاة وطهارة جسد الإنسان من كل ما يتنافى مع
۱ رواه مسلم وغيره والفرط الذى يهيئ ويصلح لباقي الجماعه
۵
الطهارة وطهارة الإنسان من الحدث الأصغر وطهارته بالاستحمام من
الحدث الأكبر
إن جو الصلاة كله طهر طهر مادى وظهر معنوى
ومما يرمز إلى الطهر المعنوى ويدعو إليه النية في الصلاة واستحضار قول الرسول علم
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر إليه [رواه البخارى
وغيره ]
وقوله
إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم [رواه مسلم وابن ماجه ]
وقوله فيما رواه عن ربه
أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لى عملا أشرك فيه غيرى فأنا منه برىء وهو للذى أشرك ١
وكل هذه الأحاديث الشريفة متناسقة مع قول الله سبحانه
۱ رواه ابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ورواة ابن ماجه
ثقات
٢٦
و ألا الله الدين الخالص ۱
ومعنى ذلك أن
مالیس
خالصاً
6
فليس لله فيه من نصيب أعنى
أنه لا يتقبله ولا يثيب عليه
إقامة الصلاة
ومن هنا كان لابد من إقامة الصلاة
"
والله سبحانه وتعالى حينما يتحدث عن الصلاة في القرآن الكريم وحينما يتحدث الرسول صل الله عنها في الأحاديث النبوية الشريفة فإنما يتحدثان عن الصلاة المقامة يقول سبحانه في معرض الحديث عن
المخبتين
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم
والمقيمى الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ﴾
ويقول
لكن الراسخون فى العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما
أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة ٢
ويقول سبحانه
3*
قل لعبادى الذين آمنوا يقيموا الصلاة ٤
۱ سورة الزمر من الآية ٣
سورة الحج آية ٣٥
۳ سورة النساء آية ١٦٢
٤ سورة إبراهيم آية ٣١
ويقول سبحانه الرسوله
وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ۱
ويقول له
اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة ٢
ويخاطب المؤمنين فيقول لهم
وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة كي ۳ وهكذا في آيات القرآن التى تتحدث عن الصلاة المطلوبة فإنها تضيف إلى لفظ الصلاة لفظة أقام أو أقيموا أو يقيمون فإذا ما تحدثت عن صلاة المنافقين فإنها تذكرها من غير ذلك
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ٤
ما الصلاة المقامة
إنها الصلاة كما يحب الله ورسوله
كيف
حينما يتجه الإنسان إلى الله فيقف بين يديه مستقبلاً القبلة ويقول الله أكبر مفتتحاً بها الصلاة فإنه يكون كون قد ابتدأ إحرام الصلاة وهذه التكبيرة إنما هي تكبيرة الإحرام
وإذا ما أحرم الإنسان للصلاة فإنه يتجه إلى الله كلية محققاً
۱ سورة هود آية ١١٤
العنكبوت آية ٤٥
۳ البقرة آية ۸۳ ٤ الماعون الآيتان ٤ ٥
إلى وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا
من المشركين
1
ومحققا قوله تعالى
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
يحقق ذلك بقدر الاستطاعة
بمعنى أنه منذ الله أكبر لا يفكر فى الوظيفة أو المال أو الأهل أو الأصدقاء أو الجاه أو السلطان لا يفكر فى العالم المادى إنه وقد اتجه
إلى الله يقصر تفكيره فيه موجهاً وجهه إليه
ويبدأ بالفاتحة هذه السورة التي تفتح كل الأبواب المغلقة إنها أم القرآن وأصل القرآن وهي السبع المثاني والقرآن
الفاتحة وهى
العظيم
كعب
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله الله خرج على أبي بن فقال يا أبى وهو يصلي فالتفت أبي فلم يجبه وصلى أبى فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صل الله فقال السلام عليك يارسول الله فقال رسول الله
وعليك السلام ما منعك يا أبى أن تجيبني إذ دعوتك
۱ الأنعام / ۷۹
٢ الأنعام / ١٦٢ ١٦٣
فقال يارسول الله إنى كنت في الصلاة
قال فلم تجد فيما أوحى الله إلى أن استجيبوا لله وللرسول إذا
دعاكم لما يحييكم ﴾ الأنفال/ ٢٤
قال بلى ولا أعود إن شاء الله قال
أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل فى التوراة ولا في الإنجيل ولا في
الزبور ولا في الفرقان مثلها
قال نعم يارسول الله
فقال رسول الله كيف تقرأ في الصلاة
قال أقرأ أم القرآن
فقال رسول الله
والذي نفسي بيده ما أنزل الله فى التوراة ولا في الإنجيل ولا
في الزبور ولا فى الفرقان مثلها وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته ۱
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله لا يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل وفى رواية فنصفها لى ونصفها لعبدى
۱ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحها والحاكم باختصار عن أبى هريرة عن أبى وقال الحاكم صحيح على شرط
مسلم
٣٠
فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدنى
عبدی
فإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى على عبدى فإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين الله قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
فإذا قال واهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ۱
ولا غرابة في كون الفاتحة بهذه المكانة إنها تبدأ بالحمد لله رب
العالمين
وما من شك في أن الحمد كله لله لأن النعمة كلها منه إنه
مصدر النعم الباطنة وهو مصدر النعم الظاهرة
وما بكم من نعمة فمن الله الله إنها من الله ولو أتت على يد بشر وذلك أن البشر في إسداء النعم
ليسوا إلا مسخرين لقد سخرهم الله سبحانه فالنعمة منه وهو
الذي هيأ لها الظروف وأوجد لها المناسبات وسبب لها الأسباب
ولو شاء سبحانه لأمسكها
6
۱ رواه الإمام مسلم
النحل آية ٥٣
الله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك
فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم
1
6
إنه وحده سبحانه المهيمن المتصرف الرازق المعطى المانع الضار النافع لا يملك من ذلك أحد شيئاً معه فالحمد له كل
الحمد له
وإذا كان قد أمرنا أن نشكر من كان السبب في وصول النعمة إلينا فإن ذلك لا ينسينا أنه وحده صاحب النعم المسديها متفضلاً المانحها بحكمته الحمد لله رب العالمين
ثم تأتى الآية الثانية الرحمن الرحيم
فتكون عبارة عن صفتين من صفات الله تعالى تصفان الله
بالرحمة إنه رحمان وإنه رحيم يقول الإمام الصاوى وفى الإتيان بالرحمن الرحيم عقب اتصافه برب العالمين – ترغيب بعد ترهيب فيكون أعون للعبد على الطاعة وأمنع من المعصية فإذا أردت التحديد الفاصل بين هاتين الصفتين فسيعجز العقل عن
ذلك بيد أنك إذا تدبرت القرآن وجدت استعمالات للرحمن لا يتأتى أن تكون للرحيم والعكس أيضاً صادق
فمن اختصاصات الرحمن أنه
علم
القرآن وأنه خلق الإنسان
وأنه علمه البيان يقول سبحانه في السورة التي عنوانها الرحمن
۱ فاطر آية ٢
الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان
وللرحمن عباد إنهم عباد الرحمن
لقد اصطفاهم الرحمن وبين صفاتهم فقال وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ۱ إلى آخر الآيات التي تأتي في نهاية السورة
الكريمة التي تفرق بين الصراط المستقيم والطريق المنحرف سورة
الفرقان
وتأمل القرآن لترى دقائق كثيرة فى استعمال الرحمن وفى استعمال
لرحيم
أما علماء التفسير رضى الله عنهم فإنهم قالوا إن الرحمن هو المنعم بجلائل النعم والرحيم هو المنعم بدقائقها
وهذا التفسير قد يجد له ما يبرره من الشواهد والفاتحة على وجه العموم ثرية بالمعانى وكل آية فيها تحتاج من
المصلى إلى تدبر متجدد ومعانيها لمن صفا قلبه لا تنفد
ويستمر المصلى في تدبر ما يقرأ إلى أن يحين أوان الركوع والركوع تعبير عن التواضع والخشية وكأنه مقدمة للسجود الذي هو رمز لمنتهى التواضع والخضوع لله سبحانه والركوع والسجود - وهما رمزا الخشية والتواضع - وردا ضمن صفات المؤمنين المحمودة المطلوبة إن من
١ الفرقان آية ٦٣
۳۳
صفات المؤمنين كما قال الله عنهم
التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون
الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون الحدود الله وبشر المؤمنين ولقد طلب من مريم عليها السلام أن تكون ساجدة
راكعة
1
و یا مریم اقنتي لربك واسجدى واركعي مع الراكعين ٢ ولقد أمر سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام أن يظهرا البيت وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود له ۳ ولأن السجود منتهى التواضع لله تعالى كان وسيلة القرب منه سبحانه ولن يكون القرب من الله سبحانه إلا إذا كان عن طريق العبودية وكلما صفت العبودية لله تعالى تفضل سبحانه فقرب عبده وما تأتى للمقربين أن يكونوا مقربين إلا بخلوص عبوديتهم سبحانه ومظهر ذلك منهم السجود السجود الظاهر وسجود الباطن أى سجود القلب وإن للقلب سجوداً كسجود الجوارح فإذا سجد القلب سجدت على الحقيقة الجوارح ولن تسجد الجوارح حقاً إلا إذ
منه
۱ التوبة ۱۱ آل عمران آية ٠٤٣
۳ البقرة آية ١٢٥
له
سجد القلب وسجود القلب هذا من نهايات الطريق إلى تحقيق
الإسلام ولقد سأل عمرو بن عنبسة رسول الله لا عن الإسلام
فقال
يسلم
لله قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك وإسلام القلب لله هو السجود على الصورة المثلى للسجود ومن هنا كان السجود الحق لله هو الإسلام الصادق ومن هنا كان السجود طريق القرب من الله سبحانه يقول تعالى
واسجد واقترب ۱
ويقول ما
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ٢
ومن دقيق ما يروى في أمر السجود ما يلي
روى الإمام مسلم - رضى الله عنه - في صحيحه عن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمى - خادم رسول الله الله ومن أهل الصفة رضی الله عنه - قال
كنت أبيت مع رسول الله فآتيه بوضوئه وحاجته فقال
سلنى
فقلت أسألك مرافقتك في الجنة
۱ العلق ۱۹
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
۳۵
فقال أو غير ذلك
قلت هو ذاك
قال أعنى على نفسك بكثرة السجود
والسجود إذن مما يعين على ترويض النفس لتتزكى وهو بذلك من
الوسائل التي توصل إلى الجنة
وفى هذا المعنى يروى مسلم أيضاً عن أبي عبد الرحمن ثوبان مولى
رسول الله قال
سمعت رسول الله يقول
عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة
والسجود الذي يريده رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في هذه الأحاديث ليس هو مجرد الحركة المعروفة وإنما هو - مع هذه الحركة - المعنى العميق فى النفس الذى يتمثل فيه جلال الله وعظمته ورحمته ووده ويتمثل فيه الخضوع لهذا الجلال وهذه العظمة والانقياد المطلق لرحمة الله التى تتمثل في الرسالة الإسلامية أوامرها ونواهيها
وتنتهى الصلاة بالتشهد وتختم بالسلام والصلاة المقامة إذن هي الصلاة كما أحب الله ورسوله وكما أمر الله سبحانه بإقامة الصلاة فإنه أمر بالمحافظة عليها
٣٦
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ۱
والمحافظة على الصلاة لا تتمثل فقط في أدائها وإنما في أدائها في
أول أوقاتها وأول الوقت رضوان الله ووسطه رحمة الله وآخره
مغفرته تعالى
وأمر الله سبحانه وتعالى بالدوام على الصلاة
الذين هم على صلاتهم دائمون
والدوام على الصلاة أن يكون الإنسان في جوها على الدوام أن يكون في جو الصلاة وإن لم يكن في الصلاة أن يكون مصلياً في معمله أو فى مصنعه أو فى مزرعته أن يكون مصلياً في صمته وفى وفى حركته وفى سكونه وأن تكون حياته صلاة وأمر الله سبحانه بالخشوع في الصلاة ووصف المؤمنين بأنهم
نطقه
۳
الذين هم في صلاتهم خاشعون وعن الخشوع في الصلاة وردت بعض الأحاديث فروى الحكيم الترمذى في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله أنه رأى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته فقال
لوخشع قلب هذا خشعت جوارحه
۱ سورة البقرة آية ۳۸
سورة المعارج آية ٢٣ ۳ سورة المؤمنون آية ٢
وروى الإمام البخارى وأبو داود والنسائى عن عائشة رضى الله
عنها قالت سألت رسول الله الله عن الالتفات في الصلاة فقال
هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
والأمر الثالث الذى يبين أهمية الصلاة - أنه إذا فقد الماء الذي يتوضأ به الإنسان للصلاة فإن الصلاة لا تسقط بل يحل التيمم محل
الوضوء
والأمر الرابع هو ا
أن الله سبحانه وتعالى جعل كيفية خاصة للصلاة
بالنسبة للجنود المحاربين فحالة الحرب لا تسقطها ولا تلغيها
الصلاة كفارة للذنوب
روى الطبراني فى الأوسط والصغير بسنده عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن
لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من
الجسد
في هذا الحديث الشريف ينفى رسول الله الدين عن تارك
الصلاة
وما من شك في أن من تركها منكراً لها - لا دين له
۳۸
ومن تركها استهتاراً بها لا دين له ومن تركها غير مبال بها
لا دين له
أما من حافظ عليها وأداها بشروطها - فإن رسول الله الله يتحدث عنه فيما رواه الإمام مسلم بسنده عن عثمان بن عفان رضی الله
عنه قال
سمعت رسول الله يقول
ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله
وإذا أديت الصلاة على هذا النسق الذي ذكره رسول الله فإنه لا خوف على صاحبها من إتيان الكبائر فسيعصمه الله عنها وذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول
وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر 1 والصلاة من هذا النسق إنما هى الصلاة التي أقامها صاحبها إنها الصلاة التي أمر الله بإقامتها فمعنى إقامتها التي تقرن بها في القرآن إنما هي أن يؤديها الإنسان على ما أحب الله ورسوله فيحسن الوضوء أولاً
هذا الوضوء الذي قال رسول الله الله فيما رواه الإمام مسلم الطهور
شطر الإيمان
١ العنكبوت / ٤٥
۳۹
وقال عنه صلوات الله وسلامه عليه فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله الله يقول إن أمتى يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
أى من استطاع منكم أن يداوم على الوضوء كلما أحدث توضأ
فليفعل
وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسان الخشوع في الصلاة ومصدر خشوع الجوارح إنما هو خشوع القلب فإذا ما خشع قلب الإنسان خشعت جوارحه وخشوع القلب إنما يتأتى بوضوح من مكانة الصلاة في ذهن المصلى مكانتها من الدين وأنها عماد الدين فمن أقامها فقد أ أقام الدين ومن هدمها بأية صورة من صور الهدم فقد هدم الدين ومن سها عنها فويل له إنه مكذب بالدين يقول
سبحانه
فإذا
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ده 1 ويتحدث رسول الله الله عن إحسان الركوع وذلك يشمل إحسان السجود وإحسانهما إنما هو بركوع القلب وسجوده ما سجد القلب لله سبحانه مع سجود الجبهة له كان في ذلك القرب من الله سبحانه يقول الله تعالى واسجد واقترب
١ الماعون/ ٤ ٥
٢ العلق / ١٩
ويقول رسول الله له رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ويقول - فيما رواه الإمام مسلم – عن الذى أحسن الوضوء فإن هو قام فصلى فحمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله تعالى - انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه
أما كونها كتاباً موقوتاً فمعناه أنها فرض له وقت معين أى مؤقت بأوقات محددة لا يجوز أن نتجاوزها دون أدائها وذلك يعنى أوقاتها الخمسة المحددة فى الشريعة الإسلامية وهذا التحديد بالوقت باق على حسب أصول الشريعة ببقاء الإنسان لا يسقط في أي سن ولا يسقط مهما وصل الإنسان من الدرجات الروحية بل إن الدرجات الروحية تبعث الإنسان في صورة أقوى على المحافظة على الصلاة
ومن أجل ذلك فإن كل من يزعم أنه وصل إلى درجة تسقط فيها الصلاة عنه فإنه مفتر على الحق خائن للأمانة الدينية وقديماً ذكر رجل المعرفة أمام الجنيد وقال أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى الله عز وجل فقال الجنيد
إن هذا قول قوم تكلموا بإسقاط الأعمال وهو عندى عظيمة
والذى يسرق ويزنى أحسن من الذي يقول هذا
٤١
يقول الله تعالى
وإن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً
الخشوع في الصلاة
يقول الله تعالى
1
A
وقد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وللخاشعين صلاة يتمثل فيها الخشوع حقيقة حتى تكون صالحة مقبولة فقد روى الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن قرط أن رسول
الله قال
أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح
سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ولقد روى الطبراني أيضاً أن رسول الله قال في حديث له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد من أجل ذلك حاول الخاشعون أن يحققوا في صلاتهم قوله تعالى وقوموا لله قانتين ۳
والقنوت هو الخشوع في جميع حركات الصلاة من قيام
۱ سورة النساء آية ١٠٣ سورة المؤمنون آية ۱
۳ البقرة آية ۳۸
٤٢
وقراءة وركوع وسجود وإن الرجلين يكونان في الصلاة وبينهما من الفضل ما بين السماء والأرض
أما أحدهما فهو خاشع متبتل مقبل على الله سبحانه بفكره
وذهنه والآخر جسمه في الصلاة وفكره خارجها
ولقد روى المحاسى أنه قيل لبعض التابعين إنا نجد وسوسة في
الصلاة فقال أنا أجد ذلك فقيل له ما الذي تجد قال أجد ذكر الجنة والنار وكأنى واقف بين يدي ربي فقالوا
إنا نجد ذكر الدنيا وحوائجها
فقال لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلى من أن يعلم الله
ذلك من قلبي
وصلاة الخاشعين هى الصلاة التى تتهافت معها الذنوب كما يتهافت ورق الشجر في الشتاء
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي ذر رضي الله عنه - أن النبي خرج في الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصن من شجرة قال فجعل ذلك الورق يتهافت فقال يا أبا ذر قلت لبيك یا رسول الله قال إن العبد المسلم ليصلى الصلاة يريد بها وجه الله فتتهافت عنه ذنوبه كما تهافت هذا الورق عن هذه الشجرة والعبد الذى يريد بصلاته وجه الله تعالى هو الذي يحافظ
٤٣
ما استطاع على أن يكون متمثلاً في صلاته وقوفه بين يدي الله جل جلاله وأن يكون في صلاته مع صلاته قراءة وتعظيماً وتسبيحاً وأن يحافظ على الوقت فى أوله فقد روى الدار قطنى أن رسول الله
قال
أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمة الله وآخر الوقت عفو الله عز وجل
والمنكر
إن الصلاة التي من هذا النوع هى الصلاة التي تنهى عن الفحشاء ومن أجل ذلك تدخل صاحبها الجنة عن عبادة بن الصامت فيما رواه ابن حبان في صحيحه قال أشهد أني سمعت رسول الله يقول
خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضوء هن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن – كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر
له وإن شاء عذبه
نعوذ بالله من عذابه ونرجوه أن يدخلنا جميعاً برحمته في عداد عباد
الرحمن
تشتت الذهن في الصلاة
إن الصلاة من النعم الكبرى التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية
لتحقق الصلة به سبحانه
إنها الكيفية وهى الطريقة وهى الوسيلة وهي اللحظات الجليلة التي تتم فيها الصلة وتتحقق إنها فترة مناجاة فترة انقطاع كامل - ويجب أن يكون كاملاً - عن عالم المادة وعن عالم الشهوات وعن عالم الفتنة لتتخلص النفس إلى المنعم حتى تنعم في رحابه بسعادة الصلة به والقرب منه ! ومن أقام الصلاة فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين إن إقامة الصلاة أو إقامة الدين - إنما هي إقامة الصلة بالله وتحقيق ذلك هو المثل الأعلى والغاية العظمى والسعادة الكاملة التي
يجرى وراءها المؤمنون ليحققوا بها معراجهم نحو الله تعالى وما من شك في أن الصلاة يقيمها الإنسان كما أراد الله ورسوله من أنجح الوسائل فى القرب من الله إنها البراق الذي يجتاز به المؤمن في سرعة سريعة طبقات البعد عن الله سبحانه ليصل إليه تعالى فينعم في
رحابه
ذلك فإن انشغال الفكر فى الصلاة أمر يشبه أن يكون منتشراً
بين كثير من المسلمين في العصر الحاضر
والشكوى من ذلك كثيرة متعددة ولا مفر من الالتجاء إلى الله في صرف هذه الحالة ولابد مع ذلك من المحاولات الصادقة للتخلص منها وليس الأمر في الحقيقة بالعسير عسراً شديداً فلو وطن الإنسان
العزم على ان يجمع شبات فكره وصدقت نيته في ذلك فإنه سينتهي إلى ما يجب إن شاء الله تعالى
ومن المعروف في الجو الإسلامي - أنه ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل وأن ثوابه إنما هو بمقدار انتباهه وتعقله للصلاة أو بمقدار إقامة الصلاة على حد التعبير القرآنى وإقامتها إنما تكون بأدائها على أتم ما تكون التأدية
وإنه لمن المفيد أن يقرأ الإنسان عدة مرات سورة الناس قبل الدخول في الصلاة وأن يقول
يحضرون
رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب
1
أن
فإذا ما تأهل الإنسان بذلك وتهيأ للصلاة أعانه الله ووفقه ومن المفيد فى ذلك أيضاً أن يقوم بمران يومى على ذكر الله مع شتات أفكاره لمدة خمس دقائق جمع
فإذا ما نجح فى ذلك فهو ناجح لا محالة بتوفيق الله في تركيز ذهنه
في الصلاة
على أنه إذا وطن نفسه على أن يحاول تدبر ما يقول وما يفعل منذ ابتداء الصلاة إلى انتهائها فإن ذلك يصرف ذهنه عن الدنيا إلى ما هو
فيه وهو الصلاة
۱ المؤمنون / ۹۷ ۹۸
٤٦
٤٧
ومن المعروف أن
من يهتم بشيء انصرف فكره إليه حتى إذا
ما حاول صرف فكره عنه فإنه لا يستطيع ولو كانت الصلاة في موضع اهتمام الإنسان فإنه لا يستطيع أن يصرف فكره عنها لكانت له قرة عين وكانت راحته فيها
ولو اهتم
بها
الفصل الثاني الوضوء
يقول الله تعالى وفيا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برء وسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد
أو لا مستم النساء
وأيديكم
فلم
ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ۱
اتقاء اللاعنين
عن
اللاعنين
توجيهات قبل الوضوء
هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله الله قال اتقوا
قالوا وما اللاعنان يا رسول الله
قال الذي يتخلى في طرق الناس أو فى ظلهم
١ المائدة آية ٦
رواه مسلم وأبو داود وغيرهما
من
قوله اللاعنين يريد الأمرين الجالبين اللعن وذلك أن فعلها لعن وشتم فلما كانا سبباً لذلك أضيف الفعل إليهما فكانا كأنهما
اللاعنان
1
النهي عن البول في الماء الراكد
عن جابر رضي الله عنه عن النبي أنه نهى أن يبال في الماء
الراكد
النهي عن البول في الماء الجارى
عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله أن يبال في
المال الجارى
۳
جزاء النميمة وعدم الاستتار من البول
عن ابن عباس رضي الله عنهما - رسول الله عمر بقبرين
فقال
إنهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير بلى إنه كبير أما أحدهما
۱ انظر كتاب الترغيب والترهيب
رواه مسلم وابن ماجه والنسائى ۳ رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد
۵
فكان يمشى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ١ وفي رواية للبخارى وابن خزيمة في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام مر بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت إنسانين
يعذبان فى قبورهما فقال النبي عليه الصلاة والسلام إنهما ليعذبان وما يعذبان فى كبير ثم قال بلى كان أحدهما
لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشى بالنميمة قال الخطابي قوله وما يعذبان في كبير معناه أنهما لم يعذبا في أمر يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلا وهو التنزه من البول وترك النميمة ولم يرد أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدين وأن الذنب فيها هين سهل
قال الحافظ عبد العظيم ولخوف توهم مثل هذا استدرك فقال عليه الصلاة والسلام بلى إنه كبير ۳
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال بينما رسول الله عليه الصلاة والسلام يمشى بينى وبين رجل آخر إذ أتى على قبرين فقال إن صاحبي هذين القبرين يعذبان فأتياني بجريدة قال أبو بكرة
1 رواه البخارى وهذا أحد ألفاظه ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه الحديث بوب البخارى عليه باب من الكبائر ألا يستتر من بوله ۳ أنظر كتاب الترغيب والترهيب
فاستبقت أنا وصاحبي فأتيته بجريدة فشقها نصفين فوضع في هذا القير
واحدة وفى ذا القبر واحدة وقال
العله يخفف عنهما مادامتا رطبتين إنهما يعذبان بغير كبير الغيبة
والبول ۱
فضل الوضوء
أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن إن أمتى يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ولمسلم عن أبي حازم رضى الله عنه أن رسول الله ما أتى المقبرة
فقال -
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم عن قريب
لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا
قالوا لأولسنا إخوانك يا رسول الله
قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله
۱ رواه أحمد والطبراني في الأوسط واللفظ له
رواه البخاري ومسلم وقد قيل إن قوله من استطاع إلى آخره إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ
قال أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهرى خيل دهم
ألا يعرف خيله بهم
6
قالوا بلى يا رسول الله
قال فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على
الحوض
1
وعن أبي مالك الأشعرى رضى الله عنه قال قال رسول الله
الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ٢ وعن ثوبان رضی الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أعمالكم الصلاة ولن
استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن
يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
۳
۱ رواه الإمام مسلم وغيره رواه الإمام مسلم والترمذى
۳ رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
قبل الوضوء
عن ابن عمر
أن النبي
قال
إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يدخل يده في الإناء حتى
يغسلها ثلاث مرات فإنه لا يدرى أين باتت يده أو أين طافت
يده 1
كيفية الوضوء
الله
عن عبد الله بن زيد بن عاصم أنه قيل له توضأ لنا وضوء رسول فدعا بإناء فأكفأ منه على يديه فغسلها ثلاثاً ثم أدخل يده فاستخرجها فمضمض واستنشق من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثاً
ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثاً ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين مرتين ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر ثم غسل رجليه إلى الكعبين
ثم قال هكذا كان وضوء رسول الله
۱ رواه الدار قطني وقال إسناده حسن
متفق عليه ولفظه لأحمد
وعن أبي رافع أن رسول الله كان إذا توضأ حرك خاتمه ۱ وعن عبد الله بن عمر قال
تخلف رسول الله الله في سفر فأدركنا وقد أرهقنا العصر فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا قال فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثاً
ودعا سيدنا عثمان بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم
مضمض واستنثر
ثم غسل وجهه ثلاث مرات
ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى
مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك
ثم قال رأيت رسول الله توضأ نحو وضوئى هذا ثم قال رسول الله الله من توضأ نحو وضوئى هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه
قال ابن شهاب وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة
۱ رواه ابن ماجه والدار قطني
متفق عليه أرهقنا العصر أخرناها ويروى أرهقنا العصر بمعنى دنا وقتها
فلما توضأ عثمان قال والله لأحدثنكم حديثاً والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه إلى سمعت رسول الله يقول لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلى الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها قال عروة الآية
وإن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه
للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون
الماء طهور
1
عن أبي أمامة الباهلى رضى الله عنه قال قال رسول الله
إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه
ويقول البيهقي
الماء طهور إلا أن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث
السواك
۰۸
عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله قال
1 البقرة آية ١٥٩ والحديث رواه مسلم بنحوه
أخرجه ابن ماجه وضعفه أبو حاتم
السواك مطهرة للفم مرضاة
وعن أبي هريرة عن النبي قال لولا أن أشق على المؤمنين وفي حديث زهير على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ٢ حدثنا أبو المتوكل أن ابن عباس حدثه أنه بات عند النبي ذات ليلة فقام نبي الله الله من آخر الليل فخرج فنظر في السماء ثم تلا هذه الآية في آل عمران وإن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النارية
ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم
قام فصلى
۳
التيامن
عن عائشة قالت إن كان رسول الله الله ليحب التيمن في
۱ رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ورواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث ابن عباس وزاد فيه " ومجلاة للبصر
رواه مسلم
۳ رواه مسلم
09
1
طهوره إذا تطهر وفى ترجله إذا ترجل وفى انتعاله إذا انتعل يقول الإمام النووى عن ذلك فى شرحه على صحيح مسلم
كان يحب التيمن في طهوره إذا تطهر وفى ترجله إذا ترجل وفى انتعاله إذا انتعل هذه قاعدة مستمرة فى الشرع وهى أن ما كان من باب التكريم
والتشريف كلبس الثوب والسراويل والخف ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الأظفار وقص الشارب وترجيل الشعر وهو مشطه ونتف الإبط وحلق الرأس والسلام من الصلاة وغسل أعضاء الطهارة والخروج من الخلاء والأكل والشرب والمصافحة واستلام الحجر الأسود وغير ذلك مما هو في معناه يستحب التيامن فيه أما ما كان بضده كدخول الخلاء والخروج من المسجد والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك فيستحب التياسر فيه وذلك كله لكرامة اليمين وشرفها والله أعلم
وأجمع العلماء على أن تقديم
اليمين على اليسار من اليدين والرجلين
في الوضوء سنة لو خالفها فإنه الفضل وصح وضوؤه
۱ رواه مسلم في صحيحه رواه مسلم في صحيحه
لا ينقض الوضوء
قال أبو هريرة رضى الله عنه لا وضوء إلا من حدث ويذكر عن
جابر أن التي لم كان في غزوة ذات الرقاع فرمى رجل بسهم فنزفه الدم فركع وسجد ومضي في صلاته
وقال الحسن ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم وقال طاوس ومحمد بن على وعطاء وأهل الحجاز ليس في
الدم وضوء وعصر ابن عمر بثرة فخرج منها الدم ولم يتوضأ وبزق ابن أبي أوفى دماً فمضى في صلاته
وقال ابن عمر والحسن فيمن يحتجم ليس عليه غسل
محاجمه ۱
وقال جابر بن عبد الله
إذا ضحك في الصلاة أعاد الصلاة ولم يعد الوضوء
وعن طلق بن على رضى الله عنه قال
قال رجل مسست ذكرى أو قال الرجل يمس ذكره في
الصلاة أعليه الوضوء
۱ رواه البخاري
رواه البخاري
٦١
1
فقال النبي ع
لا إنما هو بضعة منك ۱
لا وضوء لمن ترك موضع ظفر
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي الله فقال
ارجع فأحسن وضوءك فرجع ثم صلى
فضل من بات على الوضوء
عن البراء بن عازب قال قال النبي إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل أسلمت اللهم وجهى إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذى أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به به قال فرددتها على التي لا فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك الذى أرسلت قال لا ونبيك الذي أرسلت
بسرة
1 أخرجه الخمسة وصححه ابن حبان وقال ابن المدينى هو أحسن من حديث
رواه الإمام البخاري
الصلاة بعد الوضوء عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله قال لبلال یا بلال حدثنى بأرجى عمل عملته في الإسلام إني سمعت دف 1 تعليك بين يذى في الجنة قال ما عملت عملاً أرجى عندى من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا ضليت بذلك الطهور ماكتب لى أن
أصلى
الغسل يوم الجمعة
عن سمرة بن جندب أن
نبی
الله قال
من توضأ للجمعة فيها ونعمت ومن اغتسل فذلك أفضل ۳
وعن
الفاكه بن سعد وكان له صحبة أن النبي كان يغتسل
الفطر
ويوم النحر وكان الفاكه ابن
يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم سعد يأمر أهله بالغسل في هذه الأيام ٤
۱ الدف بالضم ضوت النعل حال المشي رواه البخاري ومسلم
۳ رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي
٤ رواه عبد الله بن أحمد في المسند
٦٣
الفصل الثالث
المساجد
مساجد الله
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله الله
يقول
من بني الله مسجداً بني الله له مثله في الجنة ۱ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات
قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار
الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط وعن أبي سعيد الخدرى رضى عنه عن النبي قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله عز
وجل
إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من
المهتدين
۳
۱ رواه ابن حبان في صحيحه رواه الإمام مسلم ۳ رواه الترمذى وقال حديث حسن والآية رقم ١٨ من سورة التوبة
٦٧
to wwwal-mostafacom
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة 1
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال الملائكة تصلى على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه
ما لم يحدث تقول
اللهم اغفر له اللهم ارحمه
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي قال
من مشى فى ظلمة الليل إلى المسجد لقى الله عز وجل بنور يوم
القيامة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه
ولفظه قال
من مشى فى ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نوراً يوم القيامة
متناثرات فى شئون المساجد
عن عائشة رضى الله عنها قالت أمر رسول الله الله ببناء
۱ متفق عليه
رواه البخاري
المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب
1
هريرة رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه مر بحسان وعن أبي
ينشد في المسجد فلحظ إليه فقال قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ٢
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله الله قال
إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له لا
الله
تجارتك ۳
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله عرضت على أجور أمتى حتى القذاة يخرجها الرجل من
المسجد ٤
وعن أبي قتادة رضى الله عنه قال قال رسول الله إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين ٥
وعن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله الله
1
من أكل بصلاً أو ثوماً فليعتزلنا أو فليعتزل مساجدنا
۱ رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصحح إرساله
متفق عليه
۳ رواه النسائي والترمذي وحسنه
٤ رواه أبو داود والترمذى واستغربه وصححه ابن خزيمة
٥ متفق عليه
4
وليقعدن في بیته
وفي رواية
1
من أكل البصل والثوم والكرات فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم
صلاة الجماعة
ومما يتصل بالمساجد اتصالاً وثيقاً صلاة الجماعة عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفى سوقه خمساً وعشرين ضعفاً وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث تقول
اللهم صل عليه اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما انتظر
الصلاة
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال
أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء من سره
۱ رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
متفق عليه وهذا لفظ البخاري
V
الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم ل سنن الهدى وإنهن من الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام فى الصف 1
وفي رواية أن رسول الله علمنا سنن الهدى
سنن الهدى الصلاة فى المسجد الذي يؤذن فيه
وأن من
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله الله
يقول
من صلى العشاء فى الجماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى
الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ٢ وفي رواية الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ومن شهد العشاء
والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة ۳
۱ رواه
رواه مسلم
۳ قال الترمذى حديث حسن صحيح
VI
من
الفصل الرابع أحكام الصلاة
الصلاة وكفارة الذنوب
الصلاة الصلاة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله يقول أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات
هل يبقى من درنه شيء
قالوا لا يبقى من درنه شيء
قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا 1 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن
ما لم تغش الكبائر ٢
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله
يقول
ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوء ها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله ۳
۱ متفق عليه
رواه الإمام مسلم
۳ رواه مسلم
yo
الصلاة ورؤية الله عن جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه قال كنا عند النبي فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون فى رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ۱
وفى رواية فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة
أهمية صلاة العصر
عن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله
من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله
·
أوقات لا صلاة فيها أبي عن
سعيد الخدري رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله الله يقول
لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر
حتى تغيب الشمس
۱ متفق عليه
۳
رواه البخاري
۳ متفق عليه ولفظ مسلم لا صلاة بعد صلاة الفجر
وله عن عقبة بن عامر
ثلاث ساعات كان رسول الله ينهانا أن نصلى فيهن وأن
نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس وحين تتضيف الشمس للغروب
1
تسوية الصفوف
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة
وعن النعمان بن بشير قال
كان رسول الله الله يسوى صفوفنا إذا قمنا إلى الصلاة فإن
استوينا كبر ۱
الاطمئنان في الصلاة
عليه
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي لا دخل المسجد فدخل جزا الله رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي فرد النبي السلام فقال ارجع فصل فإنك لم تصل
۱ رواه مسلم
رواه أبو داود
vy
فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثاً قال
إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن
اركع حتى تطمئن راكعاً
ارفع حتى تعتدل قائماً
اسجد حتى تطمئن ساجداً
حتى تطمئن جالساً
ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها
في كيفية الصلاة ١
عن
أبي
أن النبي قال هريرة رضي الله عنه
إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم افعل ذلك في صلاتك
كلها
۱ هذه الأحاديث في كيفية الصلاة يكمل بعضها بعضاً ويذكر بعضها مالم يذكر البعض الآخر وهي مجتمعة فى وضوح كيفية الصلاة ٢ أخرجه السبعة واللفظ للبخارى ولابن ماجه بإسناد مسلم حتى تطمئن قائماً
VɅ
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوى ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس ومثله في حديث رفاعة بن رافع عند أحمد وابن حبان حتى تطمئن قائماً ولأحمد فأقم صلبك حتى ترجع
1
العظام وللنسائى وأبى داود من حديث رفاعة بن رافع إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى يكبر الله تعالى ويحمده ويثني عليه
ولأبي داود ثم اقرأ بأم الكتاب وبما شاء الله ولابن حبان ثم بما شئت
وعن أنس عن النبي قال
ثم
ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله
في ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطف أبصارهم
۱ متفق عليه
٢ أي بعد أم الكتاب
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل القراءة فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمى أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ١ ما تقول قال أقول
اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقنى من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلنى من خطاياى بالثلج والماء والبرد سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ۳
الصلاة وفاتحة الكتاب
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهى خداج يقولها ثلاثة فقيل لأبي هريرة
إنا نكون وراء الإمام فقال
اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله الله يقول قال الله
1 أى قراءة الفاتحة
رواه الجماعة إلا الترمذى
۳ رواه مسلم بسند منقطع ورواه الدارقطني موصولاً وموقوفاً
عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل
مالك
6
فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى على عبدى فإذا قال يوم الدين قال مجدنى عبدى وقال مرة فوض إلى عبدى وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي
ولعبدي ما سأل
وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله الله
لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن ۱
وفي رواية لابن حبان والدارقطني
لا تجزى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وفى أخرى لأحمد وأبي داود والترمذي وابن حبان
لعلكم تقرءون خلف إمامكم قلنا قال نعم
لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا قال الإمام - غير المغضوب عليهم ولا الضالين - فقولوا آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
۱ متفق عليه
۸۱
وضع اليمني على اليسرى
عن ابن مسعود أنه كان يصلى فوضع يده اليسرى على اليمني
فرآه النبي لا فوضع يده اليمنى على اليسرى ١
متى السجود
عن البراء بن عازب قال
كنا نصلى خلف النبي فإذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحد منا ظهره حتى يضع النبي جبهته على الأرض
لا يرفع المأموم رأسه قبل الإمام
عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال
أما يخشى أحدكم أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة
حمار
۸
۱ رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
رواه مسلم بنحوه
الذكر في الركوع والسجود
عن عقبة بن عامر قال لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال لنا رسول الله اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك
الأعلى قال اجعلوها في سجودكم ۱
وعن حذيفة قال
صليت مع النبي الله فكان يقول في ركوعه سبحان ربى العظيم وفى سجوده سبحان ربي الأعلى وما مرت به آية رحمة إلا وقف عندها يسأل ولا آية عذاب إلا تعوذ منه
قال
وعن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود
أن
النبي الله
إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه وإذا سجد فقال في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده وذلك أدناه وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك
الحمد فإنه من وافق قوله الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال كشف رسول الله
۱ رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه
الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال
يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ألا وإنى نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ١
الدعاء عند الرفع من الركوع
عن عبد الله بن أبي أوفى رضى الله عنه قال كان رسول الله
إذا رفع ظهره من الركوع قال
اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض
ما شئت من شيء بعد
"
وملء
اللهم نقنى من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس
اللهم
طهرني بالثلج والبرد والماء البارد
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله لا ينظر الله إلى صلاة
رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ۳
1 رواه أحمد ومسلم والنسائى وأبو داود
٢ أخرجه مسلم
۳ رواه أحمد
٨٤
الدعاء بين السجدتين
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ما كان يقول بين
السجدتين اللهم اغفر لى وارحمني واجبرني
6
واهدني
1
وارزقني
في كيفية السجود
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله
إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك
في كيفية التشهد
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال
كان رسول الله إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بالسبابة يجاوز بصره إشارته ۳
وعن وائل بن حجر رضي الله عنه
۱ رواه الترمذى وأبو داود إلا أنه قال فيه وعافني مكان واجبرنى
رواه مسلم
۳ رواه أحمد والنسائى وأبو داود
ولم
٨٥
أن النبي أصابعه ۱
صيغة التشهد
كان إذا ركع فرج بين أصابعه
وإذا سجد ضم
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
علمني رسول الله علم التشهد كفى بين كفيه كما يعلمني السورة من
القرآن
التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي أشهد
ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
رواه الجماعة وفي لفظ أن النبي قال
إذا قعد أحدكم فى الصلاة فليقل التحيات لله وذكره وفيه عند قوله وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد الله صالح في السماء والأرض وفى آخره ثم يتخير من المسألة ما شاء ٢
ولأحمد من حديث أبي عبيدة عن عبد الله
أن رسول الله الله علمه التشهد وأمره أن يعلمه الناس
۱۰ رواه الحاكم
متفق عليه
التحيات لله وذكره
قال الترمذي حديث ابن مسعود أصح حديث في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين
في صلاة فجر الجمعة
ويجوز
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله الله يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة
1
ألم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان وقراءة هذه السورة - سورة السجدة - في فجر الجمعة ليس واجباً يقرأ المصلى بغيرها ويجوز أن يقرأ بجزء منها آية أو آيتين
بحسب ما يتيسر له
وعن حذيفة رضي الله عنه قال
صليت مع النبى الله فما مرت به آية رحمة إلا وقف عندها
يسأل ولا آية عذاب إلا تعوذ منها ٢
من صيغ الدعاء في السجود
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
عائشة رضی
الله عنها قالت
۱ متفق عليه
٢ أخرجه الخمسة وحسنة الترمذى
فقدت رسول الله الا الله ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدى على
بطن قدميه وهو ساجد وهما منصوبتان وهو يقول
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على
نفسك ۱
قنوت الوتر
عن الحسن بن على رضى الله عنهما أنه قال علمنى رسول الله له كلمات أقولهن في قنوت الوتر
اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقنى شر ما قضيت فإنك تقضى
ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت رواه الخمسة وزاد الطبراني والبيهقي ولا يعز من عاديت زاد النسائى من وجه آخر في آخره
وصلى الله تعالى على النبي
دعاء في الصلاة
عن
أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
1 أخرجه مسلم
۸۸
علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل
اللهم إنى ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم 1 وعن على رضى الله عنه قال
6
كان رسول الله إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول
بين التشهد والتسليم
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله
إلا
أنت ٢
التسليم
عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال
صلیت
مع النبي فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته ۳
۱ متفق عليه
رواه مسلم
۳ رواه أبو داود بإسناد صحيح
متناثرات فى شئون الصلاة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال نهى رسول الله أن يصلى الرجل مختصراً ۱
وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله قال
إذا قدم العشاء فابدءوا به قبل
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
أن تصلوا المغرب
سألت رسول الله الله عن الالتفات في الصلاة فقال
هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ۳ وروى الترمذى - وصححه - عن أنس قال إياك والالتفات فى الصلاة فإنه هلكة فإن كان لابد فنى
التطوع
إليهم
وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال قال رسول الله لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع
٤
۱ متفق عليه واللفظ لمسلم ومثله أن يجعل يده على خاصرته
متفق عليه
۳ رواه البخاري
٤ رواه مسلم
4
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه
التثاؤب
من الشيطان
أن النبي قال فإذا تثاءب أحدكم
فليكظم
ما استطاع ۱
وعن معاوية بن الحكم رضى الله عنه قال قال رسول الله إن هذه الصلاة لا يصلح فيها من كلام الناس إنما هو التسبيح
والتكبير وقراءة القرآن وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله
حامل
التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ۳ أي عندما يريد المصلى أن ينبه على أمر
وعن أبي قتادة رضي الله عنه كان رسول الله لا يصلى وهو
أمامة
بنت زينب وإذا سجد وضعها وإذا قام حملها ٤
ولمسلم وهو يؤم الناس فى المسجد
وعن أبي
جهيم بن الحارث رضي الله عنه
قال قال رسول
الله
لو يعلم المار بين يدى المصلى ماذا عليه من الإثم لكان أن يقف
۱ رواه مسلم والترمذى وزاد في الصلاة
رواه الإمام مسلم
۳ متفق عليه زاد مسلم في الصلاة
٤ متفق عليه
۹۱
1
أربعين خيرا
من يمر بين يديه
وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله له قال
إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً فإن لم يجد فلينصب
عصا فإن لم يكن فليخط خطا ثم لا يضر من مر بين يديه
دعاء رسول الله في الصلاة وبعدها
6
ذكرنا من قبل بمناسبة افتتاح الصلاة وغيره بعض أدعية رسول الله الله والآن نذكر ما لم نذكره من قبل من الأدعية ومما ينبغي التنبيه عليه أن هذه الأدعية التى ذكرناها والتى لم نذكرها لم يكن رسول الله يقولها كلها في ركعة واحدة أو فى صلاة واحدة وإنما كان يذكر منها في الصلاة بحسب ما يشرح الله صدره له وبحسب ما يفتح وللمصلى أن يحفظ منها ما يوفقه الله لحفظه
الله عليه بالدعاء إلى الله كلما وجد في نفسه انشراحاً وفتحاً
أبي عن
وأن يتجه
حميد وأبى سعيد قالا قال رسول الله
إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وإذا خرج
C
فليقل اللهم إنى
۱ متفق عليه واللفظ للبخارى ووقع فى البزاز من وجه آخر أربعين خريفاً ٢ أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان ولم يصب من زعم أنه مضطرب بل هو
حسن
۹
أسألك
من فضلك
1
وعن فاطمة الزهراء رضى الله عنها قالت
كان رسول الله إذا دخل المسجد قال
بسم
الله والسلام
على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا
خرج قال
بسم ا
الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لى
أبواب فضلك ٢
وعن معاذ بن جبل قال لقيت النبي فقال
إلى أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة
اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ۳ وعن عائشة رضى الله عنها أنها فقدت النبي عل من مضجعها فلمسته بيديها فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول
رب
ومولاها ٤
اعط نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها
۱ رواه أحمد والنسائى وكذا مسلم وأبو داود
رواه أحمد وابن ماجه
۳ رواه أحمد والنسائى وأبو داود
٤ رواه أحمد
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلّى فجعل يقول في سجوده اللهم اجعل في قلبي نوراً وفى سمعى نوراً وفي بصري نوراً وعن يميى نوراً وعن شمالي نوراً وأمامي نوراً وخلفى نوراً وفوقى نوراً وتحتى نوراً واجعل لى نوراً أو قال واجعلني نوراً
وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول
الله
خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسيرتان ومن يعمل بهما قليل يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً ويكبره عشراً
ويحمده عشراً قال
فرأيت رسول الله الله يعقدها بيده فتلك خمسون ومائة
باللسان وألف وخمسمائة فى الميزان وإذا أوى إلى فراشه سبح
وحمد وكبر مائة مرة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان
وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قال إنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم العلماء الكتابة ويقول
إن رسول الله كان يتعوذ بهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من
عذاب القبر ۱
وعن شداد بن أوس رضى الله عنه أن رسول الله ما كان يقول
في صلاته
اللهم إني أسألك الثبات فى الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك
شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما
وأسألك
تعلم
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
كان النبي الله يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى
يتأول القرآن وعن على بن أبي طالب رضى الله عنه قال كان النبي ع
إذا قام إلى الصلاة قال
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين
۱ رواه البخارى والترمذي وصححه
رواه النسائي
اللهم
أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب
خشع لك
إلا أنت واهدنى لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت واصرف عنى سيئها لا يصرف عنى سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك وإذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت سمعي وبصرى ومحى وعظمى وعصى وإذا رفع رأسه قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد وإذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين ثم يكون من آخر ما يقول
اللهم اغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله
وما أسرفت
C
إلا أنت ١ وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال كان النبي صلى الله
تعالى عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال
1 أخرجه الإمام أحمد ومسلم والترمذى وقال هذا حديث حسن صحيح
6
4
اللهم
اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا
أنت 1
وعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
في دبر كل صلاة
اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهید أنك أنت الرب وحدك
لا شريك لك
اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهید أن محمداً عبدك ورسولك اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلنى مخلصاً لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة
ياذا الجلال والإكرام اسمع واستجب الله الأكبر الله الأكبر الله نور السموات والأرض رب السموات والأرض الله أكبر الله ونعم الوكيل الله أكبر ٢ حسبی
وعن ابن عباس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ليلة حين فرغ من صلاته
}
اللهم إنى أسألك رحمة من عندك تهدى بها قلبي وتجمع بها
1 أخرجه أبو داود
٢ أخرجه أبو داود
1
أمرى وتلم بها شعئى وتصلح بها غائى وترفع بها شاهدى
وتزكى بها عملى وتلهمني بها رشدى وترد بها ألفتى ٢ وتعصمنى بها من كل سوء
اللهم أعطنى إيماناً صادقاً ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة
اللهم إنى أسألك الفوز فى القضاء ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء اللهم إنى أنزل بك حاجتى وإن قصر رأيي وضعف عملى افتقرت إلى رحمتك فأسألك ياقاضى الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرنى من عذاب السعير ومن دعوة الثبور
القبور
۳
ومن فتنة
من
اللهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتى من خير وعدته أحداً خلقك أو خير أنت معطيه أحداً من عبادك فإني أرغب إليك فيه وأسألكه برحمتك يارب العالمين
اللهم ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد
۱ يعنى وأن تجمع بها ما تفرق من أمرى
٢ يعنى الذين ألفتهم وألفونى ممن أحببتهم
۳ الثبور هو الهلاك
۹۸
اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلماً لأوليائك
وعدوا لأعدائك نحب بحبك من أحبك
خالفك
6
ونعادي بعداوتك من
اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ۱
اللهم اجعل لى نوراً فى قبري ونوراً في قلبي ونوراً بين يدى ونوراً من خلفي ونوراً عن يميني ونوراً عن شمالي ونوراً من فوقى ونوراً من تحتى ونوراً في سمعي ونوراً في بصرى ونوراً في شعرى ونوراً في بشرى ونوراً في لحمى ونوراً في دمى ونوراً في عظامي اللهم أعظم لي نوراً وأعطني نوراً واجعل لي نوراً
سبحان الذي تعطف بالعز وقال به
سبحان الذي لبس المجد وتكرم به
سبحان الذي لا ينبغى التسبيح إلا له
سبحان ذى الفضل والنعم
سبحان ذى المجد والكرم
سبحان ذي الجلال والإكرام ۳
1 الجهد هو الطاقة والتكلان المقصود به التوكل على الله سبحانه
تعطف بالعز يعنی تردی به واتصف وذلك على طريق المجاز في حقه تعالى ۳ أخرجه الترمذى وقال حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن أبي ليلى إلا
من هذا الوجه
۹۹
وعن
أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله قال الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده
ا من سبح
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت
خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ۱ وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن رسول الله كان يتعوذ دير الصلوات بهؤلاء الكلمات
اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من أن أرد إلى
أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من فتنة القبر ٢
وعن معاذ رضى الله عنه أن رسول الله أخذ بيده وقال يا معاذ والله إنى لأحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول
اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ۳ وعن ثوبان رضى الله عنه قال كان رسول الله الله إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال
والإكرام
۱ رواه مسلم
۳ رواه أبو داود بإسناد صحيح
رواه البخاري
وقيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث كيف الاستغفار
قال يقول أستغفر الله أستغفر الله ۱
وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد
منك الجد ٢
وعن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما أنه كان يقول دبر كل صلاة
حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة والفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
قال ابن الزبير وكان رسول الله الله يهلل بهن دبر كل
صلاة
۳
۱ رواه مسلم
۳ رواه مسلم
متفق عليه
۱۰۱
وعن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر
كل صلاة مكتوبة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير
اللهم لا مانع لما أعطيت
6
ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد
منك الجد ۱
وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه أن رسول الله ما كان
يتعوذ دبر كل صلاة بقوله
اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر
من مظاهر رحمته في الصلاة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء
أنس وعن
۱ متفق عليه
بن
رواه البخاري
الله عنه أن النبي قال مالك رضى
۱۰
إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبى فأتجوز في صلاتى مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه ۱ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبي وإن كان ليسمع بكاء الصى فيخفف مخافة أن تفتن
أمه
وعن
أبي
مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله الله فقال يارسول الله إنى والله لأتأخر
عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فيها
قال
فيهم
قال فما رأيت النبي الله قط أشد غضباً في موعظة منه يومئذ ثم
يأيها الناس إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليوجز فإن الكبير والضعيف وذا الحاجة
المرأة والمساجد
عن ابن عمر رضى الله عنه عن النبي إذا استأذنت امرأة
أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها
۱ رواه أحمد والشيخان وغيرهما
صلاة التطوع بين رسول الله الله في بعض الأحاديث الحد الأدنى في النوافل وبين في بعضها الآخر زيادة على الحد الأدنى لمن أراد الزيادة في
الخير
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال ا حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الغداة كانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها فحدثتني حفصة أنه كان إذا طلع الفجر وأذن
المؤذن صلى ركعتين ۱
صلاة الليل
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
سئل رسول الله علا الله أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة قال
الصلاة في جوف الليل قيل
فأى الصيام أفضل بعد رمضان قال
شهر الله المحرم
۱ متفق عليه
١٠٤
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال
قام رجل فقال يا رسول الله كيف صلاة الليل فقال
رسول الله
صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة رواه
الجماعة وزاد أحمد في رواية
وصلاة الليل مثنى مثنى تسلم في كل ركعتين وذكر الحديث ولمسلم قيل لابن عمر ما مثنى قال
الوتر
يسلم في كل ركعتين
عن أبي أيوب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم
الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل
وفي لفظ لأبي داود
الوتر حق على كل مسلم
ورواه ابن المنذر وقال فيه الوتر حق وليس بواجب
وعن خارجة بن حذافة رضي الله عنه قال
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات غداة
10
فقال
لقد أمدكم الله بصلاة هي خيرا ر لكم من حمر النعم قلنا وما هي
یارسول الله قال
الوتر فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر
تطوع الفجر
عن عائشة رضي الله عنها قالت
لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على شيء من النوافل أشد
تعاهداً منه على ركعتي الفجر ۱
وعنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ٢
تطوع الضحى
عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلى الضحى أربع ركعات
ويزيد ما شاء الله
۱ متفق عليه
۳
رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه
۳ رواه أحمد ومسلم وابن ماجه
تطوع الظهر عن أم حبيبة رضى الله عنها قالت سمعت النبي يقول من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعاً بعدها حرمه الله
على النار
تطوع العصر
قال
عن ابن عمر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
رحم
تحية المسجد
۱
الله امرأ صلى قبل العصر أ أربعاً 1
عن أبي قتادة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم
إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين
رواه الجماعة
وروى عنه اعطوا المساجد حقها قالوا ما حقها
۱ رواه أحمد وأبو داود والترمذي
۱۰۷
قال
أن تصلوا ركعتين قبل أن تجلسوا ١
النافلة فى البيت والفريضة في المسجد
عن زيد بن ثابت
C
أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم
قال
أفضل الصلاة صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة
يوم الجمعة
عن أبي أيوب
وسلم يقول
رضى الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وآله
من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتى المسجد فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحداً ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلى كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى
فضيلة السجود
عن
وسلم قال
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله
۱ رواه ابن أبي شيبة بإسناد حسن
رواه أحمد
۱۰۸
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء 1
وعن عمرو بن عبسة رضى الله عنه أنه
وآله وسلم يقول
6
سمع
النبي صلى الله عليه
أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن
استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
۱ رواه أحمد
ومسلم وأبو داود والنسائي
رواه الترمذي وصححه
19
خاتمة
يذكر الله سبحانه وتعالى الصلاة فى كثير من المواطن في القرآن الكريم مبيناً فائدتها
إنها مثلا من عناصر العلاج فى حالات الهلع والجزع والشح
يقول
إن الإنسان خلق هلوعاً إذا
مسه
الشر جزوعاً وإذا مسه الخير
منوعاً إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين عذاب مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك العادون والذين هم لأماناتهم
هم من
ربهم
هم
وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون ۱
وهي علاج لسوء الخلق يقول تعالى إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الله
ويذكر الله سبحانه وتعالى إسماعيل عليه السلام فيقول عنه
1 المعارج ١٩ - ٣٥
۱۱۱
وكان عند ربه مرضيا
أما السبب في أنه نزل هذه المنزلة عند الله سبحانه وتعالى فإن من
عناصره
نبيا
أنه كان يأمر أهله بالصلاة يقول تعالى
واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ۱ ويأمر الله أن نستعين بها فى كل ما يهمنا فيقول
واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ويقول ﴿ يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله الصابرين ۳
مع
ومن وسائل الشيطان للإغواء الصد عن الصلاة يقول سبحانه إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون 4 ومن دعاء إبراهيم عليه السلام
رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ٥
ومن النصائح الجليلة السامية التى نصح الله بها رسوله الخلق إليه محمداً
۱ مريم ٥٤ ٥٥
٢ البقرة ٤٥
۳ البقرة ١٥٣
٤ المائدة ٩١
٥ إبراهيم ٤٠
وأحب
۱۱
فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ١
والصلاة من العناصر التى يترتب عليها نصر الله لعباده المؤمنين وهى - أيضاً - من مظاهر شكر الله على التمكين في الأرض يقول
سبحانه
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور
وهى من وسائل الاستشفاع إلى الله لنزول الرحمة في الدنيا قبل
الآخرة و وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ويمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونى لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد الفاسقون وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول
ذلك فأولئك هم ا
۱ طه ۱۳۰ ۱۳ الحج ٤١٠٤٠
لعلكم ترحمون ١
ومن نصائح لقمان لابنه يبين له أن الصلاة من عزم الأمور قوله
الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما
يابني أقم أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور والصلاة - ذلك - من الوسائل التى تذهب الرجس عن
الإنسان يقول سبحانه مخاطباً نساء حبيبه المصطفى بانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان
۳
لطيفاً خبيراً وهى تجارة مع الله يقول تعالى
إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا
وعلانية يرجون تجارة لن تبور
٤
ومن أجمل وأعمق ما ذكره الله سبحانه وتعالى عن الطير أنها -
112
1 النور ٥٥ ٥٦
٢ لقمان ۱۷ ۱۸۰
۳ الأحزاب ٣٢ ٣٤
٤ فاطر ٢٩
وهى تصبح في أجواء السماء مغردة ناعمة بانطلاقها في فضاء الله تصلى الله سبحانه - يقول تعالى
و ألم تر أن الله له من في السموات والأرض والطير صافات يسبح كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير 1
والحمد لله أولاً وآخرا وصلى الله على سيدنا محمد في البدء والختام ورضى الله عن آل البيت وعن الصحابة والتابعين ونرجو الله حسن
الخاتمة لنا ولجميع إخواننا في الله
۱ سورة النور ٤١ ٤٣
۱۱۵
0
۱۱۱
4
فهرس الكتاب
مقدمة
الفصل الأول
في أنوار الصلاة
الفصل الثاني
الوضوء
الفصل الثالث
المساجد
الفصل الرابع
من أحكام الصلاة
الخاتمة
كتب للمؤلف
التفكير الفلسفي في الإسلام المنقذ من الضلال
فتاوى الإمام عبد الحليم محمود
الإسلام والعقل
القرآن والتي
فاذكروني أذكركم
الطريق إلى الله لأبي سعيد الخراز
الرعاية الحقوق الله للحارث المحاسي
القرآن في شهر القرآن
فتاوى في الشيوعية مقالات في الشيوعية أبو ذر الغفاري والشيوعية
محمد رسول الله لاتيين دينيه الصلاة أسرار وأحكام
شهر رمضان
سفيان الثورى
السيد أحمد البدوى
أوربا والإسلام المسيحية نشأتها وتطورها لشارل جينيبير
الإسراء والمعراج
كتاب الجهاد
المدرسة الشاذلية
الحمد لله هذه حياتى
هذا الكتاب
يقدم هذا الكتاب تلك الحكم والأسرار من وراء الصلاة هذه الفريضة التي تعتبر عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين
والصلاة حينما تؤدى على وجهها الصحيح الذي يرضى الله ورسوله فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتقود الإنسان إلى الصلة
بالله وتمهد له سبيل القرب إلى خالقه
العظيم
4/311