AM-CALM
الوجه
الثامن
قوله
عليه
السلام
الثلث
والثلث
كثير
هل
الصدقة
بجميع
ممنوعة
أو
ذلك
جائز
قد
اختلف
العلماء
في
فمنهم
من
ذهب
إلى
المنع
حتى
ينقص
منه
وليس
بالقوي
ومنهم
الكراهة
وهو
مثل
الأول
الجواز
غير
كراهة
الأظهر
لأنه
جار
على
سياق
الحديث
لو
أراد
منع
بالثلث
لقال
لا
ما
قال
قبله
فلما
أن
عدل
عن
صيغة
النهي
الإذن
علم
ولا
تعلق
للمخالف
بقوله
لأن
وجه
الصواب
فيه
يقال
أشار
به
نهايتها
أكثرها
وأعلاها
وما
دونه
زاد
ممنوع
وقد
المخالف
لذلك
توجيهاً
آخر
ويحتاج
تأويل
مع
إخراج
اللفظ
ظاهره
ولولا
التطويل
لذكرناه
الشارع
نص
بغير
احتمال
حديث
هذا
فقال
إن
الله
تصدق
عليكم
بثلث
أموالكم
تتصدقون
عند
موتكم
۱
التاسع
ترك
المال
للورثة
إذا
كانت
لهم
حاجة
أفضل
التصدق
الأجانب
إنك
تدع
ورثتك
أغنياء
خير
تدعهم
عالة
يتكففون
الناس
أيديهم
العالة
هم
الذين
شيء
وغيرهم
يقوم
بهم
ومنه
تعالى
وَوَجَدَكَ
٢
عَابِلا
فَأَغْفَ
ويتكففون
بمعنى
يطلبون
كان
بالمال
وإن
كانوا
فهو
بالخيار
ماله
-
أعني
شاء
تركه
والأفضل
منتقل
الآخرة
والله
عزّ
وجلّ
بالتصرف
تلك
الحاجة
الكلية
فالتصدق
أولى
لكن
تكون
للأقرب
فالأقرب
والأحوج
فالأحوج
يجتمع
فيها
شيئان
صدقة
وصلة
رحم
وذو
أيضاً
فضل
لقوله
بعبد
خيراً
صادف
معروفه
أخيه
۳
والترتيب
الأقارب
ذكره
حين
سأله
أحد
الصحابة
عندي
دينار
أتصدق
له
زوجتك
اخر
ولدك
أبويك
1
أخرجه
الإمام
أحمد
أبي
الدرداء
رضي
عنه
بلفظ
وفاتكم
سورة
الضحى
الآية
۸
لم
نقف
مصدره
خادمك
أنت
أبصر
بنفسك
كما
والقاعدة
أبداً
مراعاة
القرابة
تباعدت
صلة
الرحم
وليست
كالأجنبي
ونأتي
الآن
بحث
الذي
والذي
هو
ذكر
بعض
ثمانمائة
درهم
فما
دون
يكون
الورثة
بها
ولأجل
قالت
عائشة
عنها
نفقة
تحمل
الوصية
تريد
كله
يوصي
ببعضه
ومثل
روي
علي
فيما
يقرب
العدد
يحتاج
إحضار
النية
ينوي
مَنْ
قاربه
ورثته
وكذلك
نقص
يحتسب
ثلثه
عليهم
فيكون
جمع
بين
إليه
قول
وعلي
عنهما
ذكرناه
المعاني
كلها
العاشر
تخصيصه
جهة
المخاطبة
الخصوص
وإذا
قلنا
فهل
لعلة
تعلم
ليس
احتمل
الوجهين
معاً
فعلى
الاحتمال
الواحد
طريق
فالكلام
والفقه
تقدم
فإن
العلة
معلومة
فلا
هي
فنقول
أعلم
سعداً
تكن
إلا
ابنة
واحدة
والمرأة
يتيمة
ولم
يكن
لها
مال
مرغوباً
أجل
الخير
لهذا
السيد
يترك
ابنته
غنية
يتركها
ويترتب
الفقه
المرء
ينظر
الأصلح
لورثته
فيفعله
ويكون
الأقرب
سبحانه
وتعالى
والأولى
حق
الميت
وبحث
مهما
أنفقت
وجهان
إخبار
كل
ينفق
فإنه
يؤجر
عليها
اللقمة
يجعلها
فم
امرأته
مأجوراً
أمسكه
والوجه
الآخر
تسلية
بهذا
القول
منعه
بماله
وجع
قلبه
فوات
الأجر
وأبو
داود
والنسائي
والحاكم
والبيهقي
هريرة
رسول
حت
ذات
يوم
رجل
نفسك
زوجك
۸۰
وعلى
واحد
هذين
أما
البحث
كون
ينفقه
لفضله
ودينه
وأن
النبي
إما
بوحي
وإما
بما
رأى
قرائن
الحـ
علل
و
شيئاً
لسان
العلم
عالم
وكل
بهذه
الصفة
كذلك
الوحي
خاصاً
لما
سبق
السعادة
للعلة
التي
ذكرناها
إرشاداً
للمؤمنين
بالاستقامة
تصرفاتهم
والعمل
وهذا
أخبر
بذلك
لذاته
بل
هذه
ذكرنا
والبحث
التسلية
الحكمة
بأن
سلاه
يسله
بغيرها
إشارة
لطيفة
وقع
الخروج
جميع
يبق
ميل
وإنما
حبسه
أمره
فقد
زال
الحرص
المذموم
والتعلق
المكروه
بقي
اشتغال
بامتثال
أمر
يتهم
الادخار
وإيثار
النفس
الغير
شهوة
بالمحسوس
يده
فذاك
عين
الزهد
بقلة
اليد
بعدم
القلب
فتلك
الصيغة
دالة
أعظم
منها
ومِمّا
يبين
جرى
لبعض
أهل
السلوك
بإفريقية
فتح
بينه
وبين
مولاه
خرج
الدنيا
خروجاً
جميلاً
وأوقع
قلوب
زمانه
حبه
وخدمته
وكان
يُترك
يخرج
راكباً
ركب
يحصل
التعظيم
لَيُغسل
كَفَلُ
بغلته
بماء
الورد
لنسبة
حاله
يلتفت
أصحابه
الرجال
ببلد
بالقرب
بَنْزَرْت
وكانت
عائلة
يتسبب
بالورع
صيد
الحوت
البحر
بالسنارة
فجاء
أصحاب
المتورع
المتسبب
يزور
فرأى
الإكرام
فبقي
يتعجب
ذا
جاء
يودع
ويرجع
قل
لأخي
فلان
يعني
كم
تتبع
فزاد
الفقير
تعجباً
بمقاله
الإخوان
المعنى
ينبه
الأخ
المبارك
عَنَى
يُخْلِي
ممّا
سوى
لكون
تعلقه
بالصَّيد
أخذت
كذا
ويعجزني
مشروعاً
مكروه
لأهل
الأحوال
شغل
المناجاة
والحضور
إحدى
مدن
تونس
الساحلية
السمك
أنواعه
لغة
شمال
إفريقية
وبعض
الجزيرة
العربية
٨٠٣
الحادي
عشر
وإنك
فإنها
ترفعها
امرأتك
العموم
لمن
نية
أتى
لكونه
يخاطب
الصحابي
والصحابي
يعلم
إنما
للقاعدة
تقعدت
عنده
الأعمال
بالنيات
ولكل
امرىء
نوى
ولو
خطابه
لغير
القاعدة
لَشَرَطَها
يشهد
أول
الكتاب
أنفق
الرجل
أهله
يحتسبها
فانظر
بالنفقة
قيدها
بالاحتساب
ولما
السعد
يقيدها
فبان
قررناه
وظهر
قائل
النفقة
المرأة
واجبة
يكلف
واجب
ففي
فعله
قيل
النزاع
لأنا
سلمنا
أنه
عياله
حصل
أجر
الإقامة
بالواجب
لكنه
يدخل
الأفضلية
يزاد
قام
رمضان
إيماناً
واحتساباً
غفر
ذنبه
وقيام
مطلوب
ابتداء
بابه
فإذا
قامه
الإيمان
والاحتساب
امتثل
الأمر
وحصل
القيام
تحصل
كفارة
السنة
شرط
الكفارة
ألا
وجود
الصفتين
بينا
معنى
الكلام
أوّل
للنفس
حظ
أفعال
البر
الإطلاق
بذينك
الشرطين
فناهيك
فعل
مشترك
وجوه
عديدة
للمحبة
الشخص
للشهوة
للحياء
رياء
للغير
مصادفة
قصد
للآخرة
الوجوه
المتوقعة
هناك
الفقهاء
التعبد
فكيف
فقالوا
يغتسل
الجنابة
وصل
عَزَبَت
٤
ووقع
الغسل
فرَّقوا
زمن
الصيف
وزمن
الشتاء
بالبطلان
وبالإجزاء
متفق
عمر
والشيخان
وابن
حبان
ابن
مسعود
0333
الـ
بَعدت
وخفيت
٨٠٤
ذاك
الغالب
الاغتسال
للتبرد
ثم
بقدر
الواجب
أجره
متوقفاً
نيته
وكثير
الزيادة
فينبغي
انعقاد
حذرا
سقوط
العظيم
وفيه
يقتصر
عام
الحركات
والسكنات
يفعله
تحرك
وكلام
ونص
يفيد
النفقات
كعموم
لَن
تَنَالُوا
الْبِرَّ
حَتَّى
تُنفِقُوا
مِمَّا
تُحِبُّونَ
صلى
وسلم
جعل
هنا
يرفعها
وجعل
لقاء
المؤمن
لأخيه
ببشاشة
وإماطة
الأذى
الطريق
مما
استوى
إنفاق
وغيره
تفصيل
مرضاة
وفي
سبيل
والخيرات
ونفقة
البدن
العبادة
الدوام
اللسان
دوام
الذكر
والتلاوة
العينين
نظرهما
بالاعتبار
ودراسة
العلوم
والقرآن
النسبة
الأعضاء
لكل
نفقته
بحسب
يليق
وظيفته
التحقيق
أبرزناها
والفوائد
قررناها
فَضَلَ
الصوفة
غيرهم
لكونهم
احتسبوا
أنفسهم
وأموالهم
وأهليهم
لغيره
تعلقاً
منهم
إذ
فهم
أنفقوا
لديهم
كلام
صمت
نوم
يتنفسون
بنفس
بحضور
وأدب
ينظرون
الوظيفة
فيبادرون
بإسراع
وإجابة
أُوْلَيْكَ
الَّذِينَ
يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ
إِلَى
رَبِّهِمُ
الْوَسِيلَةَ
أَقْرَبُ

فمن
يراهم
يتصرفون
المباحات
يظن
مباح
لأنهم
يفعلون
فعلاً
يحتسبوه
لقد
حكي
بعضهم
يُسأل
فيسكت
ساعة
يجيب
فسئل
أنظر
أيما
لي
السكوت
الحضور
أشد
ال
عمران
۹
ولفظه
سُلامَى
تطلع
الشمس
تعدل
اثنين
وتعين
دابته
فتحمله
ترفع
متاعه
والكلمة
الطيبة
وبكل
خطوة
تمشيها
الصلاة
وتميط
الإسراء
٥٧
۸۰۵
فيعرف
الخطاب
الأفضل
فيعمل
يقع
سكوت
بعد
السؤال
وصاحب
الحال
الكبريت
الأحمر
والسيد
الأعظم
يلبسون
الحسن
الثياب
ويأكلون
الطيب
الطعام
ويتحدثون
ويأخذون
راحة
جملة
المباح
عندهم
فرق
الأشياء
والتعبد
بدليل
يؤيد
معاذ
وأحتسب
نؤمتي
أحتسب
قَوْمتي
فشهد
بالفقه
والأفضلية
وقول
إني
لأتزوج
النساء
ومالي
إليهن
وأطأهنَّ
فقيل
يا
أمير
المؤمنين
رجاءَ
يُخرج
ظهري
يُكثر
محمّد
الأمم
القيامة
أعاد
علينا
بركاتهم
ومَنَّ
منّ
وقوله
عسى
يرفعك
فينتفع
بك
ناس
ويُضَرَّ
اخرون
الدعاء
بالرفعة
ينسىء
أجله
بطول
الحياة
الانفراد
واحتمل
مجموعهما
يتضمن
عاش
ارتفع
الحق
ذل
الباطل
يريد
رفعة
فالحياة
لازمها
اجتماع
المعنيين
دليل
سيدنا
الفصاحة
والبلاغة
فأما
الانتفاع
فظاهر
رحمة
حيثما
حل
وأما
الضر
فيحتاج
بيانه
وذلك
المسلم
والمنافق
والكافر
ضرراً
المنافق
مأمور
بعداوتهم
ومقاتلتهم
المذكور
زيادة
نقصان
فعاش
وطالت
حياته
فانتفع
وتضرّر
آخرون
ممن
قدر
الفضلاء
ينتفع
سعادته
ويضر
سبقت
الشقاوة
ولأنهم
حجة
وأنصار
الدين
المريض
يُفسح
العمر
دعاء
بالبقاء
وإفساح
بشرط
يشترط
أهلية
للخير
يرجى
تحرزاً
لئلا
فاسقاً
ظالماً
ترجمة
سعد
الوعكة
خمسين
عاماً
وأنه
بلاد
فارس
وهدم
عرش
كسرى
ونشر
الإسلام
شرق
اسيا
۱۱۹
ورد
دخلتم
مريض
فنفسوا
يرد
ويطيب
نفسه
٨٠٦
ضرر
المسلمين
سمع
يقول
للمنافق
سيد
أردت
سيداً
أحببت
يُعصَى
الله۱
مات
استراح
البلاد
والعباد
الموفق
وصلى
ومولانا
محمد
آله
وصحبه
وسلّم
تسليماً
بريدة
تقولوا
سيدكم
أسخطتم
ربكم
مرت
جنازة
أمام
مستريح
ومستراح
المستريح
والمستراح
العبد
يستريح
نَصب
وأذاها
الفاجر
العباد
والبلاد
والشجر
والدواب
قتادة
بن
ربعي
۸۰۷
١٢٥
إنذار
العشيرة
عَن
هريرةَ
رضيَ
عَنهُ
قالَ
رَسولُ
حينَ
أنزلَ
اللهُ
﴿
وَأَنذِرْ
عَشِيرَتَكَ
الأقربين
معشرَ
قُريش
كلمةٌ
نَحوَها
اشتَرُوا
أَنفُسَكُم
أغني
عنكُم
مِنَ
شَيْئاً
بني
عبد
منافٍ
أُغْني
عبّاسُ
عَبدِ
المطلب
أُغني
عَنكَ
صَفِيَّةٌ
عمّةَ
رَسولِ
أُعْني
عَنكِ
فاطِمَةُ
بنتَ
مُحمّدٍ
سليني
مِن
مالي
شئتِ
أُغْنى
اللَّهُ
شَيئاً
ظاهر
يدل
الإنذار
للقرابة
خصوصاً
والكلام
لقائل
بالإنذار
الجواب
لجميع
﴿يَأَيُّهَا
الْمُدَّثِرُ
قُرْ
فَأَنذِرْ
العام
تخصيصاً
وتكريماً
مَن
كَانَ
عَدُوًّا
لِلَّهِ
وَمَلَبِكَتِهِ
وَرُسُلِهِ
وَجِبْرِيلَ
وَمِيكَنلَ
فَإِنَّ
اللهَ
عَدُوٌّ
لِلْكَفِرِينَ
فخصص
جبريل
وميكائيل
لشرفهما
تخصيص
يحتمل
إنذارهم
سدّاً
للذريعة
ليست
التكليف
كالأجانب
لحرمتهم
نزول
ووضوحها
النفوس
رجلاً
سأل
عليّاً
خصكم
رسولُ
البيت
بشيء

٨٠٨
الشعراء
٢١٤
المدثر
الايتان
البقرة
۹۸
فأجاب
لَمْ
يخصنا
بالا
نأكل
وألا
تنزُوَ
الحُمُرُ
الخيل
ومن
فهماً
كتاب
كلاماً
معناه
تخصيصهم
تكرمة
حقهم
ـ
يقوله
نفس
الرحمة
ولذلك
شدد
فحرم
يحرم
لترتفع
درجتهم
ولتعلم
خصوصيتهم
الإجزاء
والإجزاء
يتخلص
عتب
ويعارضنا
الشفاعة
والشفاعة
العتب
واستوجب
العذاب
اختبأت
شفاعتي
الكبائر
أمتي
تعارض
بينهما
الكفار
ليسوا
مخاطبين
بفروع
الشريعة
عامة
احتملت
الكافر
عشيرته
وغير
أنذره
عمومته
فوق
العشرة
أسلم
حمزة
والعباس
شك
العمومة
أقرب
يكلم
رؤية
الفضل
والصالحين
ومخالطتهم
تنفع
الاقتداء
وكيفما
للقرب
أكثر
لقرابته
فاطمة
بتلك
المزية
الكبرى
وقال
يريبني
رابها
وفاطمة
بضعة
مني
عنكِ
شيئا
تنزو
نزا
الفحل
وثَبَ
جمرة
ويبدو
كلامه
حديثين
الصحيح
علياً
كرم
وجهه
سئل
الصحيفة
العقل
وفكاك
الأسير
يُقتل
مسلم
بكافر
والثاني
البخاري
ومسلم
ومسند
والسنن
أسبغ
الوضوء
شقّ
عليك
تأكل
تَنزُ
الحُمُر
تجالس
النجوم
للحديث
روايات
عدة
المؤلف
رحمه
خبأت
دعوتي
شفاعة
لأمتي
رواية
ومنها
نبي
دعوة
دعا
أمته
وإني
وأبي
بَضعة
جزء
ولفظ
المسور
مخرمة
سمعت
المنبر
هشام
المغيرة
استأذنوني
يُنكحوا
طالب
ابنتهم
اذن
يطلق
ابنتي
وينكح
فإنما
ويؤذيني
آذاها
۸۰۹
البشر
حرمة
وتفضيلاً
وله
الشفاعتان
العظيمتان
العامة
والخاصة۱
بغيره
الأولياء
يتوهم
متوهم
معارض
يشفع
بيته
عدد
ربيعة
ومضر
نقول
يشاء
ذَا
الَّذِي
يَشْفَعُ
عِندَهُ
إِلَّا
بِإِذْنِهِ
فلعل
المتعلق
لعله
يشفعه
المقطوع
بالنجاة
الأوامر
بهن
يُضيع
منهن
استخفافاً
بحقهن
عهد
يدخله
الجنة
فليس
مقطوع
بالوعد
الجميل
كالمحتمل
فينبغى
للمعاين
التعلق
بالله
والتشبه
يعتمد
ويترك
أحداً
يغني
جعلهم
عوناً
وسبباً
للرحمة
فهي
العظمى
وإلا
فلسان
قائم
قُلْ
يَتَأَهْلَ
الْكِتَابِ
تَعَالَوْا
كَلِمَةٍ
سَوَاءٍ
بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ
أَلَّا
نَعْبُدَ
اللَّهَ
وَلَا
نُشْرِكَ
بِهِ
شَيْئًا
يَتَّخِذَ
بَعْضُنَا
بَعْضًا
أَرْبَابًا
مِّن
دُونِ
اللَّهِ
٥
معشر
قريش
كلمة
نحوها
الراوي
اللفظة
معناها
التحرز
الكذب
والتحري
الصدق
اشتبه
قاله
الالالالالا
أبدى
اشتروا
أنفسكم
سؤال
الشراء
يعين
الثمن
يشتري
وأيضاً
الإنسان
شفاعته
للناس
جميعاً
لبدء
حسابهم
وهي
وشفاعته
للمسلمين
وتلك
الخاصة
مؤلف
أحدها
ليدخلن
بشفاعة
بنبي
الحيَّين
رواه
والطبراني
أمامة
وثانيها
بشفاعته
مضر
الحاكم
وصححه
۷۰/۱
الحارث
أقيش
وثالثها
للرجل
قم
فاشفع
فيقوم
فيشفع
للقبيلة
ولأهل
وللرجل
وللرجلين
عمله
البيهقي
٢٥٥
مالك
والإمام
ماجه
عبادة
الصامت
وأوله
خمس
صلوات
كتبهن
الخ
الاية
٦٤
۸۱۰
والجواب
للعلم
إِنَّ
أَشْتَرَى
الْمُؤْمِنِينَ
أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَهُم
١
يسوغ
يُطلق
البائع
والمبتاع
منهما
الحقيقة
بائع
ومُشْتَرِ
فالمؤمن
الحقيقي
أمين
الوصي
اليتيم
بالمعروف
يتعداه
باع
ملك
للمولى
وتركها
الأمانة
افعل
تفعل
يمشي
الأسلوب
أخل
ونُهي
وقعت
الخيانة
اؤتمن
وقوع
يعترف
لصاحب
بفعله
الذميم
ويتوب
ارتكب
دام
يجد
سبيلاً
فلعله
يعفو
مضى
ويتداركه
بالإعانة
حسن
نحن
بسبيله
الآي
والحديث
الحجة
البالغة
والأدلة
القاطعة
قتل
ومعنى
بيعها
واتباع
أحوالها
وترك
حظوظها
قعدوا
أمرهم
القدم
السَّبق
وكانوا
يُجري
المقدور
ابتلاء
نعماء
راضين
مستسلمين
يعترضون
يدبرون
يرون
أنهم
نفوسهم
يريحوها
خدمة
اشتراها
ويرون
رَبَّ
الشيء
وصاحبه
بالتدبير
والنظر
وتدبير
غيره
ونظره
الفضول
ميراث
نبيهم
أوفر
نصيب
يستنصر
لنفسه
حرم
تُنتهك
أسرع
إليها
نُصرة
وهم
ماشون
ومما
فضلائهم
إبراهيم
أدهم
سائلاً
أي
الأيام
أسرّ
نتفت
لحيتي
مُلْكُ
خراسان
والعراق
يمرّ
أسَرّ
الميراث
قدمنا
نتف
اللحية
تصبر
وتأخذ
بالثأر
وتطلب
النصرة
بكل
ممكن
يمكنها
يلحقها
فَعِل
وبقيت
الفعل
راضية
مستسلمة
سُرّ
لأجل
تحصلت
للفعل
حالهم
الاستنصار
والرضاء
والتسليم
التوبة
۱۱۱
ت
١٦١
هـ
/
۷۷۸م
زاهد
مشهور
أبوه
بلخ
جال
العراق
والشام
والحجاز
وأخذ
علمائها
عاصر
سفيان
الثوري
معه
صحبة
وأخبار
انظر
ترجمته
والطبقات
٥٩/١
۸۱۱
الطرف
غضبهم
ونصرتهم
لأمر
فيشهد
مر
يهودي
الذمة
وجماعة
اجتمعوا
ظلمه
فردَّ
السلاح
أترك
ذمة
تخفر
وأنا
حي
فخلصه
عنهم
مناف
ويا
سؤالان
وهما
يتضمنان
أسئلة
جَمَّة
خص
العباس
بتعيينه
صفية
غيرها
النسوة
بالتعيين
لِمَ
عيّنها
أخواتها
لفاطمة
اسمه
وذكر
الصفية
الرسالة
يذكر
قبل
اسماً
رسالة
تعيين
عمه
ليمتاز
درجته
ضمن
للعباس
الثاني
أولاً
اتباعاً
لصيغة
لصفية
إزالة
الأذهان
الفاسدة
رفع
بعضها
عموم
عنكم
بالاسم
لكي
تقع
الموافقة
الاسم
فكما
اسمها
النيابة
والإعطاء
عدا
سائغة
أعمال
وبه
يستدل
حيث
الأبدان
ينوب
تحضيض
بالأمر
والنهي
فالشراء
عبارة
شئت
دال
تجوز
جاز
لكان
يتحمل
وعن
يخلصهم
ينب
باب
ولقائل
يقل
تقدمها
بالذكر
۸۱
وجهين
صغر
سنها
للسامع
رُغب
الإخبار
فأزال
لطفاً
ورحمة
جلدها
كجلد
الكبير
عنك
إشعار
وإبلاغ
يقولون
وأخبرها
بأنه
يفعل
تطلبه
يقدر
فبمتضمن
الإبلاغ
-١٢٦-
جواز
استعمال
بهيمة
للضرورة
عَنْهُ
أَنَّ
رَسولَ
رجُلاً
يَسوقُ
بَدَنَةٌ
فَقال
اركبها
رسولَ
إنَّها
بدنَة
فَقالَ
وَيْلَك
ويحك
٣
الثانية
الثالثَةِ
ركوب
البدنة
حال
رعيته
ويدبر
لولا
ليل
يتفقد
بالنظر
صاحب
فأمره
بركوبها
كلكم
راع
وكلكم
مسؤول
المنهاج
سار
الخلفاء
بعده
صلاة
الصبح
أصبح
مرّ
أمه
فسألها
مقتصراً
وحده
آخرهم
الضرورة
حكم
يختص
ويباح
لأجلها
يمنع
شرعاً
أدّت
ركوبها
صاحبها
مركوب
أباح
ضرورة
شرعية
يستباح
اغتفره
مثلها
عُدِم
الشرط
الإباحة
بدنة
ناقة
بقرة
تنحر
بمكة
قرباناً
ويلك
الوَيْل
تقال
عذاب
هَلَكة
وأصل
الويل
اللغة
والهلاك
الوَيْح
تنزل
بلية
وتضاف
ويل
ويح
ضمير
اسم
صريح
وتنصبان
إضمار
كرّر
وأجابه
٨١٤
الثالث
المراجعة
يفهم
المخاطب
عمـ
اعلم
أنها
الركوب
فراجع
أراده
تقرر
بتأدب
ووقار
واحترام
فلم
نهيت
ولكن
ناداه
بأحب
الأسماء
إنها
استرشاد
وتعلم
الاثنتين
زادها
يسمع
فأعاد
الثالثة
يزيل
يتخيل
وَيْلك
يُعلمه
لادعاء
الأحاديث
الرابع
تقليد
وإشعارها
شهرةٌ
الشرع
نقله
الفرائض
الإخفاء
أمور
الحج
فرض
فالأمر
سنن
بخلاف
لأنها
ظاهرة
فالحكمة
جعلت
ليكون
متناسباً
بالتقليد
وَجَبَت
فجعل
علماً
وجوبها
لهذه
الفائدة
بكون
قطعاً
الطمع
الرجوع
سد
الذريعة
بنذر
تختلط
٨١٥
التقليد
وضع
قلادة
علامة
العنق
33
ووصول
ثوابها
عَنِ
عبّاس
عَنهُما
أنّ
سَعدَ
عُبادة
تُوفِّيَت
أُمُّهُ
وَهُوَ
غائِب
عَنها
أُمي
تُوفِّيت
غائب
أينفعها
شَيْءٌ
إِنْ
تصدَّقتُ
نعم
فإنّي
أشْهِدُكَ
أنَّ
حائطي
المخرافَ
صَدقَةٌ
*
ثواب
يصل
للعالم
الجهل
وتركُ
الحكم
بالرأي
صدقته
أم
يُقدم
برأيه
وحينئذ
أقدم
بالحكم
السفر
بحضرة
الأبوين
سافر
وأمه
بالحياة
إذن
تكلم
سكت
بالإذن
بر
الوالدين
مماتهما
الباب
صرح
سلفت
الحديثين
الحائط
البستان
المخراف
للبستان
مبالغة
يثمر
ثمر
النخيل
الروايات
المَحْرَف
حائط
يُخرَف
يُجتنى
الرُّطب
٨١٦
تُنفِذ
وصيّتهما
وتَبَرّ
صديقهما
عاقاً
حياة
باراً
لهما
الممات
بالعكس
المسارعة
علمت
مستصحباً
بالعمل
أخبره
بجواز
وعلم
أخرجها
حينه
فأشهد
أحدهم
علمه
ظهرت
إنهم
يعرفون
التابعون
بإحسان
العمل
ووبال
صاحبه
الخامس
الإشهاد
بالصدقة
أشهد
والحكمة
اغتنام
صدق
حصول
فيبت
لتُؤْمَنَ
غائلة
ومكر
العدو
يتصدق
بصدقة
يفك
لَحْيَيْ
سبعين
شيطانا
السادس
إظهار
الموضع
إخفائها
أظهر
يخفها
فاغتنمها
أوقع
الحاصل
لِلْمُمكن
والحاصل
الوقت
والممكن
وبالغ
التحضيض
شماله
تنفق
يمينه
فدل
الإظهار
ضعف
أخرج
أبو
أسيد
الساعدي
جلوس
سَلِمة
أبوي
أبرهما
موتهما
عليهما
والاستغفار
وإنفاذ
عهدهما
بعدهما
الرَّحِم
توصل
بهما
وإكرام
إنفاذ
إمضاء
وصيتهما
عهدا
الشيطان
والبزار
خزيمة
لحيي
شيطاناً
كلهم
ينهى
اللحي
منبت
لخيان
ونقول
المراد
كسر
شوكة
والعدد
۷۰
يراد
الكثرة
جابر
عتيك
السابع
سبعة
يظلهم
۸۱۷
وأقره
يشر
قولهم
سيف
تقطعه
قطعك
ومعناه
اقطع
يقطعك
بالتسويف
وفعل
ولأن
وَسَارِعُوا
سَابِقُوا
والمسابقة
بسرعة
ولهذا
مرة
بيت
الخلاء
شديد
البرد
ثوبان
أطمار
ثياب
فخطر
الأطمار
الثوبين
اللذين
كانا
فجرده
موضعه
وصاح
ورماه
الشيخ
كيف
تكلمت
خشيت
نيتي
تَحُولَ
فشكر
لمالك
يحدها
بحائطه
يحده
وأجاز
بيعاً
تجب
بالقول
أشهدك
يطلب
الوجوب
الشهادة
موطن
أشهده
وحمّله
إياها
وأخبره
والنبي
بإجماع
الموطن
وجواب
إشهاده
يتصرف
تفريقها
الهلال
أعطي
فلاناً
وامنع
الكلمة
الأولى
مَغْفِرَةٍ
رَّبِّكُمْ
آل
۱۳۳
الحديد
مفردها
طِمْر
الثوب
الخلق
البالي
۸۱۸
اتخاذ
الخادم
الصالح
أنس
قَدِمَ
المدينةَ
لَيسَ
لَهُ
خادِم
فَأَخَذَ
طلحة
بيدي
فانطلق
بي
أَنَساً
غُلام
كَيْسٌ
فَلْيَحْدُمْكَ
قَالَ
فَخَدَمْتُهُ
السَّفَرِ
وَالحَضَرِ
لشَيءٍ
صَنَعتُهُ
صَنعتَ
هَكَذا
لِشَيْءٍ
تَصنَع
هَكذا
العكس
عدم
اتخاذه
خادم
قدم
المدينة
وأتي
بالخادم
فالأمران
سيّان
رداً
حاكماً
قدومه
حمل
النفساني
يعبأ
الجائز
كاللازم
وكون
اتخذ
الفعلين
يأخذون
أفعاله
وأقواله
بالأحدث
فالأحدث
ل
يعمل
طلبه
جاءه
متبرعاً
بالسواء
زيد
الأسود
حرام
الأنصاري
الخزرجي
النجاري
زوج
سُليم
والدة
مناقب
انهزم
يدي
المجوب
بحجفة
بترس
رامياً
القِد
يكسر
يومئذ
قوسين
ثلاثاً
يمرُّ
الجعبة
النبل
فيقول
انثرها
لأبي
فأشرف
القوم
بأبي
وأمي
تشرف
فيصيبك
سهم
سهام
نحري
نحرك
ولقد
رأيت
بنت
بكر
وأم
سليم
وإنهما
لمشمّرتان
أرى
خدم
سوقهما
تنقزان
القرَبَ
متونهما
تحملانها
ظهورهما
وتقفزان
وثباً
تفرغانه
أفواه
ترجعان
فتملانها
تجيئان
فتفرغانه
السيف
يد
مرتين
كيس
كاس
يكيس
كيساً
عَقل
وظرُفَ
وفطن
كَيْس
وكيس
۸۱۹
فأخذ
الكفيل
يكفل
مصلحة
أبا
المصلحة
لأنس
محمله
تزيد
شرفاً
أجبر
أنساً
برأي
كفيله
أب
وليه
للخدمة
فلو
يقبله
الصبي
الصغير
المتبرع
اجتزأ
بتبرع
الولي
غلام
فَليخدمك
الكيس
قدَّم
وبعد
فَلْيخدمك
فلولا
مطلوباً
الخديم
قدمه
ويتعلق
المحامد
يرشح
لتقع
الرغبة
الشأن
والمعرفة
بمكانه
يتقرب
البعض
المحاسن
ليعرف
قدره
أجدر
بتحصيل
القبول
الفضائل
مخفية
تُعلم
بالوصف
بالإدراك
المخالطة
مدحاً
داخل
قطعتم
ظَهرَ
ويستحب
الإيجاز
والاختصار
تطويل
إكثار
فأوجز
العبارة
وأجمع
هبة
المنافع
كهبة
الأعيان
والخدمة
هِبَة
منفعة
عَيْن
يجيز
الهبة
محدودة
معينة
فليخدمك
الخدمة
زمانها
استنابة
اليسير
تقتضي
انعزال
موضع
يَأْمَن
يتوقع
انعزل
وبقي
هلال
سنين
نعيم
موسى
قَطَعْتَ
فخدمته
والحضر
سفر
كياسة
يدبر
مصالح
م
لشيء
صنعته
خلق
وكثرة
أمده
قوة
اليقين
خدمته
طول
السنين
ومباشرة
قَطُّ
فعلت
هكذا
بالإيمان
واليقين
أُعطِيَ
أجزل
وأتى
وورثوا
هممهم
ومقاصدهم
وإليه
يفضلكم
بصوم
وقر
صدره
والشيء
كأني
العهد
الغار
وخليفته
الانتقال
علا
وارتفع
وخص
وارد
يؤدي
تأديب
الأولاد
فَرَّرْتُم
يؤدب
الولد
يكبر
مَرْضِيّ
تصرفه
ينفصل
والكيس
خلل
اختار
لخدمة
نبيه
أعطاه
الهدى
نصيباً
أدبني
ربي
فأحسن
تأديبي
هداه
شيمة
مَرْضِيَّة
وأخلاق
سَنِيّة
للولد
نسبة
بعكس
فالتأديب
يعارض
للمعنى
مدح
ذاته
يسكت
مخالفة
وجدت
لأدب
ك
لام
النبهان
الإشارة
فيم
يحذف
ألف
صحيح
وأسلوبه
بليغ
اتفقوا
إسناده
العسكري
الأمثال
تاريخ
أصفهان
السمعاني
أدب
الإملاء
والسخاوي
المقاصد
الحسنة
حجر
فتاويه
تيمية
يعرف
إسناد
ثابت
-١٢٩-
مسعودٍ
سَألتُ
قُلتُ
العملِ
أفضَلُ
الصَّلاةُ
ميقاتها
ثُمَّ
أَيُّ
بِرُّ
الجِهادُ
سَبيلِ
فَسَكَتْ
رَسُول
وَلَو
استَرْدتُهُ
لَزادَني
المذكورة
سواها
مراده
بالأفضلية
كثرة
الثواب
وتضعيف
المعنيان
يقرّبان
اجتمعا
بُدىء
بالذي
مثال
الزكاة
أشبهها
الفروض
تضعيف
تخلو
التقرب
وبرّ
محدود
رضاهما
رضاه
وسَخَطُهما
سَخَطِهِ
فهذا
أجلّ
القرب
والمجاهدة
احْتُضِرَ
فاستدل
غضبانة
يُؤثِر
زوجته
الرضا
فسخّرها
للإجابة
ببركة
فدعت
لولدها
ورضيت
لسانه
بالشهادة
سَخَطُ
أُمِّه
مَنَعَهُ
الطبراني
والعقيلي
الضعفاء
شعب
عبدالله
أوفى
زيادات
مختلف
أيدينا
أورد
الصديق
الغماري
كتابه
برّ
طرقه
اجتهاد
أنواع
ينفعه
الإخلال
الجزء
إيثار
الزوجة
الأم
جفاء
ينفع
قسمين
قسم
لتضعيف
والتقرب
مثاله
وقسم
يُبَتَغَى
أشبهه
للبشر
مجال
وتبين
الجنس
عما
يقرّبه
تضمنه
جواب
يسأل
سؤاله
يهتم
بالأفضل
ويزيد
محافظة
يُقال
قدّم
ولِمَ
قَدَّم
الجهاد
قدمت
رأس
وعمدته
وبها
قوامه
يصح
ومتى
أحاديث
كثيرة
جاءت
فمنها
والكفر
تَرْكُ
موضِعُ
الرأس
الجسد
يحاسب
قبلت
نُظر
باقي
تُقبل
يُنظر
فرضه
وأكد
يجعل
عذراً
وقرن
برضاه
أَنِ
اشْكُرْ
لِي
وَلِوَلِدَيكَ
الْمَصِيرُ
وَإِن
جَهَدَاكَ
عَلَى
أَن
تُشْرِكَ
بِي
مَا
لَيْسَ
لَكَ
عِلْمٌ
فَلَا
تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبَهُمَا
فِي
الدُّنْيَا
مَعْرُوفاً
الكفر
يرخص
عقوقهما
مؤمنين
تَقُل
لَّهُمَا
تَنْهَرْهُمَا
وَقُل
لَهُمَا
قَوْلًا
كَرِيمًا
والترمذي
الأوسط
والصغير
إيمان
أمانة
طهور
دين
3
وأصحاب
السنن
أعمالهم
لقمان
الايتين
١٤
١٥
وَعَلَى
الْأَعْرَافِ
رِجَالُ
الشهداء
جاهدوا
أبويهم
فاستشهدوا
فالشهادة
تمنعهم
دخول
النار
وعقوق
يمنعهم
فيبقون
الأعراف
يُرضِي
وجل
والديهم
فيدخلهم
والآي
والأحاديث
التشديد
بالجهاد
ثبت
أحياء
ربهم
يُرزَقون
ولقوله
البرّ
كبزقة
بحر
إعطاء
وإبقاء
والجهاد
الكل
والمال
إعلاء
التوحيد
رضوان
فرْضَ
النظام
العجيب
الفرق
ثانية
رضى
الرحمن
ثالثة
احتوى
الخبرَينِ
والخاص
فالخير
ظهور
والخير
الخاص
بذل
المحبوبات
نور
بصيرته
الترتيب
فيتتبعه
بالنسبة
فيأخذ
فالأفضل
ويدخل
أُولَيْكَ
أَيُّهُمْ
استغراق
أوله
اخره
متى
أوقعت
المقصود
أخرى
فالأول
أوردناه
مخصص
بأول
والعالم
يُحمّل
سيما
للقرائن
قارنته
إيقاع
براءة
تعمرت
شدة
الاهتمام
بأمر
والمسارعة
يخفى
استحب
تأخيرها
قليلا
لعلتين
مساجد
٤٦
الديلمي
مسند
الفردوس
المجاهدين
كمثل
خطاف
أخذ
بمنقاره
ماء
كتفلة
تفلها
لجيّ
لعلي
أوردها
الحافظ
حفص
شيخ
صدوق
ورواية
وقتها
رواها
الدارقطني
أصح
فضعيفة
وشاذة
الباري
لوقتها
٨٢٤
الجماعة
للصلاة
الإبراد
قليلاً
زمان
للنهي
عدمت
هاتان
العلتان
اتفق
حنيفة
ذهبوا
المسألة
ووسط
وآخر
عفو
أحب
إلي
يؤذن
الغفلة
العفو
يقتضي
يعفى
الأفعال
الثلاث
بالواجبات
ويبدأ
الأوكد
فالأوكد
استزدته
لزادني
التأدب
والاحترام
للعلماء
وألاّ
يكثر
اقتصاره
الإلحاح
العالم
الاحترام
والتأدب
الأخذ
الطاقة
ثلاثة
يُحافظ
يقام
بحقها
يعملون
يعلمون
أعلاه
التفقه
وأنجح
الوسائل
تقديم
وَالَّذِينَ
جَهَدُوا
فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا
المجاهدة
عمل
رزقه
عِلْمَ
يستنبط
الأحكام
إطلاقه
المغرب
يستحب
تعجيله
الفجر
فيستحب
الإسفار
لحديث
أسفروا
بالفجر
للأجر
ولتجميع
والناس
حديثو
بنوم
وجهد
ولحديث
أجمع
كالتنوير
فالتغليس
منسوخ
وروي
الصحيحين
مزدلفة
المعتاد
العشاء
عباس
وأبا
سعيد
الخدري
رووا
أخرها
ثلث
الليل
وروى
وأنس
الا
نصف
وروت
أعتم
همة
اختيار
الظهر
فالإيراد
رفقاً
بالمصلين
اله
أبكر
أبرد
العصر
النوافل
قبلها
نافلة
فرضها
يتغيّر
قرص
التأخير
تفويت
القدير
۱۹۷/۱-۰
العنكبوت
٦٩
الحلية
بإسناد
ضعيف
۸۵
حصلت
اقتصر
توفية
والاهتمام
وخاف
يعجز
التوفية
نسيان
يحضر
مجلس
مسألة
تَفْعَلُ
أسمع
أشتغل
يومي
خيرٌ
مسائل
فتنسيني
فيقع
التفريط
وعدم
التحصيل
كنت
وَعَيْت
الواضح
إتباع
تحصيل
وتضييع
فترك
بالزيادة
ليتفقه
نُص
فيحصل
فضيلة
استنباط
﴿وَلَوْ
رَدُّوهُ
الرَّسُولِ
وَإِلَى
أُولِي
الْأَمْرِ
مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ
يَسْتَنْبِطُونَهُ
والاشتغال
باستنباط
وفهم
مكث
ثماني
يتعلمها
ضربين
واستنباط
الدرجة
العليا
أشرنا
الفوائد
النور
فحصل
التخفيف
الفرض
يؤخذ
حضور
بالاستنباط
بالقياس
الاجتهاد
معرفة
المستعان
وصلّى
٨٣
٨٢٦
هجرة
الفتح
عبّاسٍ
رَضِيَ
رَسُولُ
هِجْرَةَ
بَعد
جهادٌ
وَنِيَّة
فَإذا
استُنفِرْتُم
فانفِروا
الهجرة
انقطعت
باقية
والجمع
مكة
والإقامة
يديه
وأمّا
فذلك
باق
يزل
دار
غلب
المنكر
سيأتي
يَسْلَم
لِذِي
دِين
دينه
فرّ
شاهق
والفرار
الهَرْج
كالهجرة
معي
وأي
الفرار
بالدين
الشبه
بينها
والأجر
مضت
لأصحابها
الصحبة
ءَامَنُوا
وَهَاجَرُوا
وَجَهَدُوا
سَبِيلِ
اوَوا
وَنَصَرُوا
أَوَلَيكَ
هُمُ
الْمُؤْمِنُونَ
حَقًّا
معاوية
تنقطع
مغربها
وضعفه
المنذري
الترغيب
والترهيب
العزلة
الفتن
معقل
يسار
الاول
الهرج
إليّ
۸۷
مَّغْفِرَةٌ
وَرِزْقٌ
كَرِيمٌ
آمَنُوا
مِنْ
بَعْدُ
مَعَكُمْ
فَأُوْلَيْكَ
مِنكُر
يجتمعان
العمدة
فيهما
الفرارُ
بالدِّين
كَثُرت
المخالفةُ
يُرجَى
جهاد
ونية
يرتفع
بنيّة
والنية
الأعرابي
القتال
قاتل
لتكون
كفاية
نيات
اختلافها
مأجور
بلغه
يبلغه
نيَّةُ
أبلغ
استُنْفِرتُم
فانفروا
طلبتُم
للجهاد
فبادروا
بالخروج
تقعدوا
يجوز
الجلوس
سمعوا
الاستنفار
بعدهم
فرضَ
فحكمُهم
حكمُ
استنفروا
حرج
العين
والكفاية
والفرق
الكفاية
وفرض
4
كتب
تحقق
بلسان
حقه
فحينئذ
مخيّراً
بقعوده
عاصياً
صوفية
أوجه
جهادان
أكبر
وأصغر
هبطتم
الأصغر
الأكبر
٦
فكذلك
يلزم
الأنفال
٧٤
٧٥
الحكيم
الترمذي
والعسكري
البناني
بلاغاً
أوجبه
فرد
عباده
كالصلاة
مثلاً
بأدائها
نيابة
سقط
الباقين
الجنازة
مثلا
حديثاً
قدمتم
مقدم
مجاهدة
هواه
۸۸
كبرى
وصغرى
فالصغرى
والكبرى
مألوفاتها
وشهواتها
وإخوانها
وأهليها
وبنيها
وردها
إِن
ءَابَاؤُكُمْ
وَأَبْنَاؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَلُ
أَقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتَجَرَةٌ
تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا
وَمَسَكِنُ
تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ
إِلَيْكُم
مِّنَ
وَرَسُولِهِ
وَجِهَادِ
سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا
فالزهد
المطلوب
وخلق
والنفس
وحقيقة
أعلى
1,
زهدت
أيام
والثالث
وهذه
وفقنا
بمنه
الهمم
السنية
والمقاصد
العليَّة
ضعيفاً
يُمهِلْ
بالكلية
الخسران
وليأخذ
بالرفق
والمسايسة
والهجرة
شبيه
بدنه
كالمدينة
والعقل
والملك
كالمسلمين
والشيطان
والهوى
أعداء
الحرب
ورجوعه
رأي
يفتح
العدوّ
والفتح
أسر
والمَلَك
هما
الأمران
الناهيان
الجوارح
للمريد
تراد
لذاتها
لفتح
للإسلام
وأسر
وإسلامه
كالمَيْدان
الملك
يعتركون
فأيهم
سكن
الآمر
فحصلت
الظاهر
الجهات
لُبّ
ويعمل
الافتقار
وطلب
العون
اللحظات
الحذر
ونعني
بـالجهاد
المبادرة
بـ
لعلّ
وعَسَى
تفوت
الغنائم
ظفر
بالفتح
والغنيمة
إخلاص
٢٤
۸۹
ويبهتل
والحذر
دونها
احتوت
النيات
استنفرتم
فحكم
بالشخص
وحكم
مُتَعَدُّ
الحالة
السَّنِيَّة
وتخلّصت
قررنا
محاسبة
أوقاته
غفلة
فيظفر
بمن
التصرفات
الخلل
النصر
والظفر
حاسب
أقل
استيقظ
فرجع
غلبا
فيدخل
ذكرها
وتمكن
يجب
عقله
ومَلَكه
فيجب
نصرته
والنصرة
ظهر
الغيب
وبيان
كيفية
خاطر
المَلك
للذي
وبما
يتحرز
الهزيمة
الغنيمة
المشيئة
هريرَةَ
رَسُولِ
سُلَيمانُ
بنُ
دَاوُدَ
عَلَيْهِما
السَّلامُ
لأطُوفَنَّ
اللَّيلَةَ
مائَةِ
امرأة
تسع
وتسعينَ
كُلُّهُنَّ
يأتي
بفارِس
يُجاهِدُ
فقالَ
صاحِبه
شَاءَ
فَلَم
يقُل
يَحمِلْ
مِنْهُنَّ
امرأةٌ
واحِدَةٌ
جاءَت
بِشِقِّ
رَجُلٍ
وَالَّذِي
نَفْسُ
مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ
لَو
لَجَاهَدوا
وجلَّ
فُرساناً
أجمعونَ
القطع
نُجحِ
الاستثناء
الطواف
عليهن
الأصدقاء
والأصحاب
الطاعات
بينهم
تنبيهاً
لمثله
سليمان
نسائه
طاعة
أريد
سبباً
أُخروي
النكاح
دنيوي
يترتب
مائة
وتسعين
راوي
أيهما
عظم
قدرة
ومعجزة
لسليمان
عاجز
ليلة
فأظهر
قدرته
السليمان
شِقُ
النصف
والعبارة
تعني
بولد
مشوه
ناقص
الخلقة
والتكوين
القوة
فكان
معجزةٌ
وإظهارُ
وإبداء
حكمة
ردّاً
ربط
بالعوائد
يتولّد
فألقى
عز
صلب
ثلاثمائة
زوجة
وألف
سُرِّيَّة
ليظهر
خرق
العادة
وأنها
اللازم
يسبق
تفضيل
سلیمان
يعط
أربعين
نسوة
التفضيل
الاثنان
أنبياء
عظماء
للنبي
المرتبة
يساويه
بیان
تمنّى
مَلِكاً
وَهَبٌ
مُلكًا
لَّا
يَنْبَغِي
لِأَحَدٍ
بَعْدِى
فأعطي
المُلْكَ
عُلم
وأعطي
الجماع
يتم
المُلْكُ
الملوك
يتخذون
أحل
ويتخذون
السُّريّات
يستطيعون
فأعطى
الخصوصية
يمتاز
نساؤه
جنس
مُلْكِه
ينبغي
لأحد
طلب
وا
نبياً
أبى
واختار
عبداً
فأُعطِي
السرية
الجارية
المتخذة
للملك
للجماع
وزن
فعليَّة
والفعل
تسَرَّرْتُ
وتسَرَّيت
واختلف
يتسرّاها
مالكها
سميت
السِّر
وضمت
السين
للفرق
الحرة
والأمة
توطأ
فيقال
لحرة
نكحت
سرّاً
فاجرة
سِرِّيَّة
ولِلْمَمْلوكة
يتسراها
سُرّية
الهيثم
السرور
فسمّيت
سرور
يطوف
وهنّ
عشرة
قلت
يطيقه
كنا
نتحدث
ثلاثين
ص
٣٥
مثله
عظمته
وسعته
وفوته
روى
وجبريل
الصفا
بعثك
بالحق
أمسى
لال
سفة
دقيق
كف
سويق
بأسرع
هذة
السماء
أفزعته
تقوم
إسرافيل
فنزل
إليك
كلامك
فأتاه
ذكرت
فبعثني
بمفاتيح
خزائن
الأرض
وأمرني
أعرض
أسير
معك
جبال
تهامة
زمردا
وياقوتاً
وذهباً
وفضة
ملكاً
فأومأ
تواضع
عبدا
القدر
بالفقر
والعبودية
الزائد
بخرق
النوع
الفقر
يربط
بطنه
أحجار
الجوع
ينقصه
أخذهم
الصوم
إنه
وجاء
وجاءَ
المكرمة
الكرامة
وأظهر
المعجزة
طواف
معنيين
أحدهما
الزمان
طويلاً
متناهياً
الطول
يتأَنَّى
طوله
يجامع
طهوره
وتهجده
ونومه
حملناه
الساعة
حتي
يتقارب
لفظه
والليالي
الحمل
بالقويّ
قلّ
اليوم
يبقى
فيجامع
ويتطهر
وينام
ويقوم
ماهو
لأبيه
قراءة
الزبور
يقرأه
تُسْرَج
يوجد
كثيراً
بالليل
وبالنهار
أفعالاً
اجتمع
أضعافهم
قدروا
بليل
يتطهر
بربع
القرآن
يختم
طلوع
اثنان
يقتسمانه
وطال
ليلهما
يقدرا
يخلو
النوم
موجوداً
كرامات
معجزات
الأنبياء
محمولاً
زدنا
وضوحاً
المعروف
حجرين
تفصيلا
مطلع
قطعة
الشباب
استطاع
منكم
الباءة
فلْيَتَزَوَّج
والبخاري
يُقبض
وتكثر
الزلازل
ويتقارب
إلخ
نحو
۸۳۳
كلهن
تأتي
بفارس
يجاهد
إنواء
والتسبب
السبب
يصدر
جري
الطاعة
تُنوى
المحتملات
صدر
علق
وجدان
الفرسان
بالوَطْء
والوطءُ
حَمْل
بالإناث
بالرجال
يكونون
يطيقون
ويحسنون
فإفراده
بأولاد
ذكور
تقوية
رجاء
يعقد
ونِعْمَت
عجز
هجرته
ورسوله
فهجرته
دنيا
يصيبها
يتزوجها
هاجر
سواء
لشهوة
أتاهن
لإدخال
ولكي
يوصل
لهن
حقاً
واجباً
يولد
مولود
فيكثر
المسلمون
بنكاحه
فله
وأطأهن
يُقتدى
وإظهار
القدرة
عارضته
مصلحةٌ
دينية
أعظَمُ
صَرَّحَ
ليبين
حضره
بالجماع
ولأي
للمرء
يحسن
ويبالغ
جهده
إبلاغ
الجهد
يستسلم
بالعون
المبالغة
وانتواءه
سابقاً
مرفوعاً
يغلبها
٨٣٤
يردّهم
مريضاً
فدخل
إخوانه
انْوُوا
بِنا
حَجا
انوُوا
بنا
رباطاً
وعدّد
أنواعاً
وأنت
عشنا
وفينا
متنا
لنا
نياتهم
وتتبعهم
الملذوذات
يأتيه
معتبر
ينتج
إتيانه
الاعتبار
يرجع
بحسن
يتقربون
الفصل
قررتم
إعظام
يكونوا
علماء
جُعِلوا
لتقرير
وبيانها
والفرسان
لنصرة
وإعلاء
فطلب
المثبت
للأصل
ينافي
الفارس
عالماً
الإرشاد
بالتأدب
نسي
يأمره
بالاستثناء
حكاية
يتنبه
للاستثناء
فيستثني
قلة
استثنى
ينس
لاستثنى
تأدب
العبودية
الربوبية
والأنبياء
أنساه
يعلق
بالمشيئة
تنبيه
المفضول
الفاضل
الهيبة
والرسل
زمانهم
ليسكت
بيده
لجاهدوا
فرساناً
أجمعون
نجح
السعي
يجمع
سعيه
محالة
الصادق
يمين
باليمين
الرجاء
۸۳۵
السعى
بالحقيقة
والماضي
والمستقبل
تحقيق
بالوحدانية
والتوكل
والاعتماد
والمن
وو
نبه
الثلاثة
الماضي
وَقُلْ
عَسَى
يَهْدِيَنِ
رَبِّي
لِأَقْرَبَ
هَذَا
رَشَدًا
إِيَّاكَ
نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِـ
المستقبل
نَقُولَنَّ
إِنِّي
فَاعِلٌ
ذَلِكَ
غَدًا
يَشَاءَ
فهذه
الاعتقاد
التصرف
المحسوس
مقتضى
بصدق
وتصديق
وفق
كملت
دائرة
ونجح
والآخرة
بمقتضى
جعلنا
تأكيد
بلا
بالقسم
وإخباره
إثبات
لتحقيق
فائدة
بلوغ
امال
استعملها
يرجوه
تمشي
اقتضتها
للرفيع
والوضيع
أمراً
يمش
للرسل
وتأكيد
أرسلوا
بالحكمة
النظر
الدخول
والحمد
لله
ربّ
العالمين
الكهف
الفاتحة
٢٣
٨٣٦
محيا
مُسلِم
ديث
بالطاعون
النَّبِيِّ
الطاعونُ
شهادةٌ
بعلة
الطاعون
شهيداً
يلحق
بالشهداء
قتلوا
اشتراك
فنَعَمْ
فيهم
المطعون
متوقف
يجىء
وأعني
والسنة
فقوله
تَحْسَبَنَّ
قُتِلُوا
أَمْوَاتًا
بَلْ
أَحْيَاءٌ
عِندَ
رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ
فَرِحِينَ
بِمَا
ءَاتَنهُمُ
فَضْلِهِ
فنص
الرتبة
العلياء
للذين
داء
ورمي
وبائي
مُعْدِ
حادّ
عدوى
بميكروب
جرثوم
يسمى
باسيل
والطاعون
أصلا
مرض
يصيب
الحيوانات
القارضة
كالجرذان
وتنتقل
عدواه
بوساطة
لدغ
البراغيث
تعيش
متطفلة
وعندما
تلدغ
فأراً
مصاباً
تمتص
دمه
المحمّل
بميكروبات
المرض
وتصبح
قادرة
نقل
العدوى
فأر
إنسان
لدغته
يظهر
ثلاث
صور
دُمّلي
وتسمّمي
ورئوي
الأنواع
بارتفاع
درجة
الحرارة
صداع
وإعياء
شديدين
تظهر
أعراض
تسمّمية
كاحتقان
والعينين
وجفاف
قلقاً
مذعوراً
وينتتابه
هَوَسٌ
تعقبه
غيبوبة
تنتهي
بالوفاة
أغلب
الأحيان
وللطاعون
طاعون
البقر
وطاعون
ويسمى
النجمة
الدجاج
الماشية
الطيور
وخير
علاج
الحيوانية
ذبح
إحراقها
والتطهير
الشامل
لأماكن
المصابة
١٦٩
۱۷۰
۸۳۷
أرواح
حواصل
طير
خضر
ثمار
وتشرب
أنهارها
يَرُدّها
أجسادها
يأتون
وجرحهم
يثعب
دماً
اللون
لون
الدم
والريح
ريح
المسك
للقتلى
فضلا
سائر
يجري
ضده
بلاءً
سبب
لموتهم
والشهادة
المراتب
الغرق
والهدم
والحرق
والنفساء
بلاء
حقيقته
الأمة
لغيرها
وجُعِل
شهادة
أصابه
يُسَرَّ
ويَشكر
بالشكر
يشكر
حصَلَتْ
البلاء
أُنْفِذَتُ
مقاتِلُه
فزت
ورَبِّ
الكعبة
المنفوذ
المقاتل
ميت
فسُرَّ
عاد
بنفسه
لكونها
أقوى
صفتهم
يُؤْمِنُونَ
بِالغَيبِ
كُنتُمْ
خَيْرَ
أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ
وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَكُمْ
أُمَّةً
وَسَطًا
عدولاً
فلأجل
خصوا
المدحة
خُضر
أَمْوَاتَا
أرواحهم
جوف
خُضْر
قناديل
معلقة
بالعرش
تسرح
شاءت
أصيب
إخوانكم
تَردُ
أنهار
ثمارها
وتأوي
ظل
العرش
الذبائح
ورواه
الإمارة
سبيله
وجرحه
يَشْعَب
ويَتَعَب
يسيل
أنفذت
مَقاتِله
نفذت
السهام
القاتلة
جسمه
فقتلته
۱۱۰
١٤٣
يقضي
للمؤمن
قضاء
الدرجات
لرحمته
وأعلى
لدرجته
الشوكة
يُشاكها
يكفّر
خطاياه
حقيقة
تتضمن
الخوف
والرجاء
نزوله
ويقع
الوعد
فيقوى
دلائل
فالإيمان
بحقيقته
متضَمَّنه
يوجب
وخوفه
لاستويا
شأن
ظنه
مطلقاً
دِقِ
الأمور
وجلّها
الأعراض
يعباً
محتمل
لوجهين
حقيقتها
عزَّ
رأفته
بالمؤمنين
ورحمته
يقضيه
وَعَسَى
تَكْرَهُوا
خَيْرٌ
لَكُمْ
تُحِبُّوا
شَرٌّ
لكُمْ
وَاللَّهُ
يَعْلَمُ
وَأَنتُمْ
لَا
تَعْلَمُونَ
وَكَانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيمًا
فوجب
الظن
وذواتها
﴿أَلَا
بِذِكْرِ
اللهِ
تَطْمَيِنُ
الْقُلُوبُ
الاطمئنان
بسبب
الأسباب
مظنة
للتغيّر
وعلق
الطمأنينة
يتغير
التغيير
ضد
الدار
يصبر
يُؤمَن
وعند
وعد
يصير
فيخسر
الدارين
نعوذ
وبحضرته
يقاتل
وأحسن
تخريجه
١٢٣
أورده
الفتني
تذكرة
الموضوعات
والقالي
الأسرار
المرفوعة
عراق
تنزيه
والسيوطي
الدرر
المنتثرة
المشتهرة
خوفُ
ورجاؤه
لاعتدلا
٢١٦
الأحزاب
٤٣
الرعد
فتعجبت
شدته
ونهضته
فذكروا
فأخبرهم
فتعجبوا
فراقبه
واتبع
أثره
فراه
تنقل
بالجراح
فقتل
تتمنوا
واسألوا
العافية
لقيتموهم
فاصبروا
واعلموا
تحت
ظلال
السيوف
تؤثر
بنفسها
وصفته
تحصر
بالعقل
وعاد
وحالته
تتغير
أَبْدَى
وأَخفَى
لُطفَه
قَهْرِهِ
فَعَطَاؤُهُ
مَنْعِهِ
مُتَكَتِمُ
اتفاق
للتغيير
للبقاء
باقياً
وضده
بدوام
يعوّلون
مبادىء
وافق
باطنَه
وخالف
باطنه
شاهدوا
إدراكهم
لحقيقة
سلّموا
قضائه
وافتقروا
حركة
وسكون
لجهلهم
بعاقبة
ولعلمه
وبهم
يَرِد
أَلَا
خَلَقَ
اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ
يعلّم
الاستخارة
يعلمهم
السورة
ظاهرها
للخائفين
السابقة
ضدّها
صورة
يتبدل
مروي
بالمعنى
ليؤيد
بالرجل
المغازي
غزوة
خيبر
الخواتيم
غلظ
تحريم
o
٨٤٠
والتبديل
والتحسين
والتقبيح
الإرادة
الأزلية
العاقبة
يلتفتون
للحال
مبدؤه
عاقبته
للزاهدين
بذواتها
والزهد
مندوب
أَخْذِ
وأقل
التغييرات
يدري
للأسباب
الامتثال
ويتعلقون
بمسببها
تبقى
صورتها
والحقائق
مختلفة
رحمةً
والصِّفةُ
تتغيَّر
فصاحة
بلاغته
معان
متساوية
ومتضادة
عظيم
أشياء
متعددة
يسر
الفهم
فبعضهم
التلاوة
وبعضهم
وجهاً
انفرادها
يزيد
يطول
وصفه
يرى
فهمه
علیه
باجتهاده
وحسن
نظره
اغترار
واستدراج
هالك
وبالله
أستعيذ
فتحاً
أبواب
الممدوحة
يراه
ويرى
مِنّةٌ
وقف
استرسل
تدقيق
تخلّى
التخلّي
الكلّي
إبقاء
البشرية
يوفي
أثر
ومقتضى
مخوف
أبقى
طرفاً
لتوفية
حد
ولإعظام
والأخذ
سبح
الكمال
لجمعه
تعظيم
بحرِ
النعم
وخُلِع
خِلعُ
والإفضال
فسبحان
هَزَّ
برياح
آثار
أغصان
متواضع
بالافتقار
رائع
بالخوف
والإعظام
متقلب
الأطوار
٨٤١
نهاية
تحديد
إدراك
الجبار
للفطن
أنا
قاسم
يُعطي
فاللفظ
والأفهام
والخطاب
منفرد
والأحوال
متفرقة
ويزيده
إيضاحاً
قلب
تقلباً
اجتمعت
غليانا
فمرة
تحركه
رياح
ومرة
الشوق
القلق
اللجأ
الرياح
المثيرة
جميل
يتداخل
توجب
تقلب
ابتداءً
تهزه
يتبين
نظر
بعين
صنع
ذي
المن
هزته
وأسعده
ولي
كريم
ومطلعه
يُفقهه
المقداد
٨٤٢
١٣٣
عديث
حفر
الخندق
البَراءِ
رأيتُ
يَومَ
يَنقُلُ
التُّرابَ
وَقَد
وارَى
التُّرابُ
بَياضَ
بَطنِهِ
يَقولُ
لَولا
أنتَ
اهتدينا
تَصدَّقنا
صَلَّيْنا
فَانزِل
السَّكينة
وَثَبَتِ
الأقدامَ
لاقينا
إنَّ
الألى
قَد
بَغوا
علَينا
أرادُوا
فِتْنَةً
أَبَيْنا
التحصن
الأهبة
لقتاله
ينزل
وإعانتهم
نزل
وأعانهم
خُلُقه
ومع
ينقل
التراب
كأنه
وارى
بياض
البطن
بعورة
عورة
تقدمت
٦٦
التاريخ
وسبب
الغزوة
حيي
أخطب
النضير
يحرض
قريشاً
حرب
كنانة
الربيع
يسعى
غطفان
ويحرضهم
قتال
فاجابه
عيينة
حذيفة
الفزاري
وكتبوا
حلفائهم
أسد
فأقبل
إليهم
خويلد
فيمن
أطاعه
وخرج
بقريش
فنزلوا
بمَمَرْ
الظهران
فجاءهم
أجابهم
مددا
فصاروا
سماهم
أحداث
فتجدها
سيرة
وطبقات
وجوامع
السيرة
لابن
حزم
والمغازي
للواقدي
٨٤٣
التشمير
سنة
متشمّراً
ظَهَر
تصدقنا
صلينا
الرَّجَز
مقصود
يقصده
تُنسب
المولى
جل
جلاله
المُنعِم
امتثال
والتوحيد
المحض
برد
أبلَغَ
واجتهد
فحفر
وحمل
وأمر
منصور
مؤيَّد
للحكمة
وأبلغ
ردَّ
وأقر
امتثالاً
ويستعين
الفراغ
يتبرأ
ويرد
خروجه
والغزو
واستعانته
وتوبته
أبدينا
فأنزل
السكينة
وثبتِ
إنْ
قيْنا
التثبت
وثبت
الأقدام
فلِمَ
طلبهما
لمعنى
كالتثبت
تُحتاج
الحوادث
فيتوقف
نزولها
ويتدبر
الواقع
ولسان
وتثبيت
والمقابلة
تثبيت
المقابلة
بغوا
أولئك
تستعمل
للبعيد
والألى
للقريب
فذكر
مستعمل
قريباً
الكلي
حاضر
معهم
ى
وبَغَوا
طَغَوا
طغوا
أتوا
لقتالنا
الجوهري
واحده
للمذكر
ذه
للمؤنث
ويُمَدُّ
ويُقصَر
وألى
بوزن
عُلا
التهذيب
وألاء
نقلتا
أسماء
٨٤٤
أرادوا
فتنة
أبينا
طغيانهم
وكثرتهم
وطلبهم
المقاتلة
الفتنة
نتركهم
نأخذ
قتالهم
يسمي
حاجته
وعينه
التعيين
تسمية
وتعيينها
وَلَمَّا
يَعْلَمِ
مِنكُمْ
وَيَعْلَمَ
الصَّبِرِينَ
كونها
الجزاء
والنقل
معنوية
سماه
وطريقه
تجعل
بينك
الشهوات
خندقاً
وسوراً
تَرْكَ
قرعُ
وخلعُ
العذار
التنافس
وتصحيح
بحقيقة
الحظوظ
الحجب
وإشغالُ
بالتعلق
يغطي
ترابُ
بطنَ
ويعلن
السر
بالنطق
بالإخلاص
فيتسابقان
تناهي
أحوالهما
كلُّ
موضوعه
خَلَع
العِذار
أخفى
بَذَل
المجهود
الترابُ
الثوبُ
فهناك
كَمُل
وعزّ
المقال
يؤتيه
١٤٢
صفحات
خلع
الأصل
الحياء
والمراد
الجرأة
قرع
ودعائه
والتوسل
والطلب
خجل
استحياء
تقليل
٨٤٥
115E-
الصيام
سَعيد
سَمِعتُ
النَّبِيَّ
يَقُولُ
صَامَ
يَوماً
بَعدَ
وَجهَهُ
النَّارِ
سَبعينَ
خَريفاً
للصائم
وجوهاً
بالنص
والضمن
فاز
المفطرون
بالأجر
صائماً
مفطراً
فسار
يوماً
الوصول
النزول
فضربوا
الخيام
واستقوا
الماء
وقاموا
بضرورات
إخوانهم
للصوم
وتوفية
ضروراته
ذبّ
وقتاله
نصب
يلحقه
الفائز
يطق
فليأخذ
بالحديث
الفطر
سبل
لقي
عامد
المسجد
اغبرت
قدماه
بغبار
شهدت
قدما
حرمت
خاص
بالقتال
٤٨
٨٥
الشيخان
بالاج
الأربعة
الخثعمي
٨٤٦
الذات
العرب
تقول
عينه
وذاته
الراحة
مصروفاً
ومُحالٌ
يخبر
خريفاً
يحمل
فاعل
يعود
أَفَرَيْتَ
مَّتَعْنَهُمْ
سِنِينَ
جَاءَهُم
مَّا
كَانُوا
يُوعَدُونَ
أَغْنَى
عَنْهُم
يُمَتَّعُونَ
فكأنه
ير
نعيماً
قط
كَنَى
بالبعد
توسعة
اتَّقوا
بشِقِّ
تَمرةٍ
شق
تمرة
يقي
العظيمة
فالحاصل
بعظم
بكناية
بعدِ
كنَى
بالسبعين
تطلق
السبعين
لكثرة
يتناهى
تَسْتَغْفِرْ
هُمْ
سَبْعِينَ
مَرَّةً
فَلَن
يَغْفِرَ
لَهُمْ
لأزيدَنَّ
أُنْهَ
بظاهر
شفقة
عادة
سَوَاءٌ
عَلَيْهِمْ
أَسْتَغْفَرْتَ
أَمْ
فعلِم
بالبيان
آخراً
۰۵
۰۷
عدي
حاتم
ارجع
تفسير
اسْتَغْفِرْ
أَوْ
تَسْتَغْفِرْهُمْ
لَهُم
مَرَةٌ
رقم
٤٦٧٠
ورقم
٤٦٧١
ففيه
شاف
الموضوع
المنافقون
٨٤٧
-١٣٥-
أعان
غازيا
خالد
رَسول
جَهَّز
غازياً
فَقَد
غَزا
وَمَن
بِخَيْرٍ
جهز
وخَلَفه
بخير
للغازي
مقصور
يستطع
وعجز
المستطيع
فطَّر
صائم
القادر
ولأنه
يمنعه
الشح
وجد
يجهزه
خلفه
يخلفه
يلزمه
الوظائف
الغازي
مثلما
جهَّزه
المحتمل
لجهازه
بعضاً
خَلَفه
إفطار
الصائم
معلوم
والشراب
الحصني
وشهد
الحديبية
لواء
جهينة
خمسة
والتابعين
وفاته
وموطن
دفنه
وقيل
الكوفة
مصر
٥٠
۷
للهجرة
فطر
بطرق
وبألفاظ
وتتفق
جميعها
٨٤٨
ليذهب
عناء
وظماً
فلإذهاب
الظمأ
والعناء
تحمله
فطره
التمرة
وغيرها
تمرته
فَمَن
يَعْمَلْ
مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ
خَيْرًا
يَرَمُ
المعين
غاز
يعطيه
وخلفه
غازيين
مستقلا
مرتبط
غزا
خلف
للاخر
للأول
بالأعلى
الأدنى
للترغيب
التعب
والمشاق
وَتَعَاوَنُوا
الْبَرِ
وَالتَّقْوَى
الدال
كفاعله
حسّاً
كثرت
الدلائل
عامل
أعاننا
وجعلنا
بمنّه
الزلزلة
٧
المائدة
والضياء
المختارة
وبريدة
البزار
سهل
دل
فاعله
٨٤٩
١٣٦
اقتناء
تعالـ
النَّبِيُّ
احتبَسَ
فَرساً
وتصديقاً
بِوَعدِهِ
شِبعَهُ
ورِيَّهُ
وَرَوْنَهُ
وَبَوْلَهُ
مِيزانِهِ
القِيامَة
احتبس
فرساً
بوعده
فكل
أكل
الفرس
وتصرفه
حسنات
وأجور
ميزان
بنية
احتباسه
أبنية
كافتعل
حبس
وإزالة
الشوائب
والمعنى
الزينة
والترفه
جبلت
محبة
ركوبه
والتصرف
يتفاخر
ويتباهون
خشية
يطرأ
التصديق
والتحقق
بوجود
وينوي
والتصديق
يصدق
إحسانه
وإنجاز
وعده
يشك
مراد
6
شبعه
ورِيَّه
ورَوْتَه
وبَوْلَه
ميزانه
استَنَّت
شَرَفاً
شَرَفَينِ
٨٥٠
إطعامه
مصالحه
زائد
الاحتباس
جَزَاءً
وِفَاقًا
تفضلاً
وتعطفاً
الميزان
موجود
محسوس
المعهود
ويعهد
صفة
الوزن
عكس
الثقيل
يصعد
والخفيف
أسفل
الحسنات
توجد
جواهر
محسوسات
توزن
ترجح
أكانت
محسوسة
ثقل
ورجحانها
يثاب
وبالنظر
ترجع
قبول
بتقديم
بياناً
قَدْر
تقبل
يدخلها
تُرَدّ
تُقبَل
وبعضها
يأخذها
المظلومون
التبعات
لصاحبها
﴿رَبَّنَا
ايْنَا
حَسَنَةً
المفسرون
يقدم
حسناته
فكأن
تقدير
النبأ
٢٦
قليل
وذكرنا
رووه
المستدرك
تجهز
للغزو
فمات
۰۱
كسب
يجدها
أحوج
يشبهه
كالكلام
المتقدم
يتعدى
مقصوراً
النص
تنقسم
وأخروي
الفارقة
للدنيا
يتخذ
وزينتها
لِتَرْكَبُوهَا
وَزِينَةً
صرفت
رجع
خالصاً
ومثال
للاخرة
التباهي
والشهرة
ليقال
أوَّل
تُسعر
وإلى
ينكحها
دقت
جَلَّت
وبهذا
جعلوا
يتركوا
لأنفسهم
مباحاً
يترددون
ومندوب
وأكدوا
وأخرجوا
المندوب
اتخذوه
وأحضروا
تكرار
والأنفاس
فصفوا
تسموا
بالصفوة
النحل
طويل
نفر
يؤتى
علمتني
فقرأته
اناءَ
والنهار
ثوابك
كذبت
تصلي
قارى
اذهبوا
بآخر
رب
رزقتني
مالاً
فوصلت
وتصدقت
المساكين
وحملت
السبيل
وجنتك
تتصدق
وتصل
سمح
جواد
يجاء
بالثالث
خرجت
سبيلك
فقاتلت
فيك
قتلت
مقبلاً
مدبر
تقاتل
جريء
شجاع
٨٥٢
-154-
الاتكال
مُعاذ
كُنتُ
رِدفَ
حمارٍ
يُقالُ
عُفَير
مُعَاذُ
هَل
تَدري
حَقُّ
علَى
عبادِهِ
وَما
العبادِ
عَلى
ورَسولُهُ
أَعلَم
حَقَّ
عِبادِهِ
يَعبُدوه
يُشركوا
وَحَقُّ
العِبادِ
يُعذِّبَ
يُشرِكُ
فَقُلتُ
رَسُولَ
أَفَلا
أُبَشِّرُ
النَّاسَ
تُبَشِّرْهُم
فَيَتَّكِلُوا
المحققين
يعذَّبون
خلقه
يركب
دابة
مطيقة
الدابة
بمُقَدَّمِها
مقدمها
إضافة
جبل
أنصاري
خزرجي
العقبة
الأنصار
المشاهد
واخى
النسائي
لأحبك
تدعن
دبر
اللهم
ذكرك
وشكرك
عبادتك
بالحلال
والحرام
ردف
تدري
وأرسله
اليمن
يدعو
يفتي
الرسول
إمام
۱٨
بطاعون
عمواس
بالشام
١٨
وعمره
٣٣
رثاه
أمة
كإبراهيم
٨٥٣
البهائم
بالعُفَيْر
الناقة
بالعضباء
الكُنَى
وسيأتي
بيان
الكناية
بإضافة
لولده
أشبه
تكني
ينههم
كني
عليَّ
بنَ
تراب
أُحدِث
التسمية
كذب
والكاذب
متعمداً
الوعيد
عُلِم
قواعد
فأقل
مكروهاً
لمخالفة
السنّة
صحيحه
تزوج
جُوَيْرِيَة
فوجد
برة
فكره
تُزَكُوا
أَنفُسَكُمْ
جويرية
السلف
أحقَّ
يَتَسَمَّوْن
شموس
وأنوار
الظلم
أقام
القويم
كلم
معاذاً
بوجهه
لضرورة
مقابل
ركوبهما
الاستفهام
للمتعلم
استفهم
يلقي
ألقى
المتعلم
استُفهِم
يُلقَى
يصغي
ويأخذه
بأهبة
التعلم
وأحد
للذهن
جوابه
الأدب
سألهم
بلد
لعل
التبرك
بسماعه
النجم
خطبة
الوداع
٨٥٤
محتملاً
يعلمه
السائل
أرفع
بدل
سؤالاً
ليحصل
بركة
يفصح
تعليم
فيعلمه
يحل
التجاهل
فكتمه
ألجمه
بلجام
نار
وحقٌّ
صفتان
متغايرتان
فحقُ
حقٌّ
حتمٍ
انفكاك
للعباد
تفضل
وامتنان
وجوب
محتوم
مستحيل
التفضل
بسياق
لديه
فأَجمَل
ومنع
يسقطه
موجبه
إخبارهم
بوجوب
والاستدلال
كمال
صحة
صح
لعامة
بمجرد
ومعلوم
إيمانهم
بالتسليم
والاستسلام
ديننا
العجائز
العجز
وعدوا
والعلم
بالدليل
المعبود
بالعلم
بالموعود
المطلوبين
وتَرَق
محتملة
للزيادة
والنقص
المخبر
خيرا
نقصاً
لمعاذ
ومنعه
صفته
وملائكته
وكتبه
واليوم
ووحدانيته
والأمور
الأخرى
فتأتي
تالية
شرطاً
وإنتما
وفضيلة
200
بالاجتهاد
بالصدق
موافقة
أمروا
وإذعاناً
نهوا
يلتفتوا
النجاة
والزيادة
فتركوا
الاشتغال
وأخذوا
عملوا
وجدوا
أسباب
وفتح
بأيسر
توفي
للجهل
لجهلاً
رد
والاعتراف
بالتقصير
أهَلَهُ
وخصه
الشرعي
يعبدوه
يشركوا
وحق
يعذب
يشرك
التعليم
الدواب
اللغط
الكثير
يتأتى
المتقدمة
الجمع
فأشار
وأشار
تينك
الحالتين
الشعر
البيان
سحرا
جهلا
حكماً
عيالاً
ضعفه
العراقي
تخريج
الإحياء
السيوطي
ووافقه
المناوي
الصوت
والجَلبة
٨٥٦
بتينك
المطلوبتين
إحداهما
قَدَمٌ
يأت
إيمانان
وإيمان
يخلد
فوفى
وتحقيقاً
للوحدانية
والإيمان
الناقص
الآخذ
بطرف
والتارك
للآخر
لبعضهما
الجملة
والعامل
ببعضهما
تبشرهم
فيتكلوا
نهاه
التوكل
شرعي
ولغوي
فالتوكل
لغوي
المعبر
بالطمع
وتفويض
واجتناب
نهيه
واللغوي
نهى
يبشِّر
خيفة
ومرتبة
عليا
يحدث
التوكَّلُ
اكد
والترقي
خشيته
يكمل
بشروطه
فيظن
الناجين
الاغترار
الهلاك
أعاذنا
حدث
لذهاب
اللغوي
القواعد
يعارضه
يُبَيِّنُ
التوفيق
يتيسر
الوقوف
٨٥٧
-ITA-
درجات
ن
الخَيلُ
لثلاثَةِ
لِرَجُلٍ
ولِرَجُلٍ
سِترُ
وعَلى
وِزرٌ
لهُ
أجْرٌ
فَرَجُلٌ
رَبطَها
فأطالَ
مَرجِ
روضةٍ
فَما
أصابَت
طيلها
ذلِكَ
المَرجِ
الرّوضَةِ
كَانَتْ
حَسَناتٍ
قَطَعَت
طِيلَها
فاستَنَّت
شَرفَيْنِ
أرواتُها
وَآثَارُها
حَسناتٍ
مرَّت
بنَهَرٍ
فَشَرِبَت
مِنهُ
وَلَم
يُرد
يَسقِيها
كانَ
وَرَجُلٌ
تَغنِّياً
وتَعفُّفاً
ولَم
يَنسَ
رِقابِها
ظُهورها
لذلِكَ
سِتر
ورَجُلٌ
فَخراً
ورياء
ونواء
فَهيَ
وِزر
اتحاد
واختلافه
بالنية
لثلاثة
لرجل
ولرجل
ستر
وزر
التقسيم
التفسير
والبيان
أقسام
فسّر
۸۰۸
وطولها
حبلها
الطويل
استنت
جَرَتْ
وعَدَت
الشَّرَف
العالي
أروائها
تخرج
رجيع
تغنياً
مؤثراً
ومستغنياً
نواء
مناوأة
ومعاداة
فرجل
ربطها
تحبس
بالسنة
فأطال
مرج
روضة
أطال
المرج
وتجد
سبيلا
الاتساع
للمرعى
الربط
قصيراً
لتسرح
المرعى
أصابت
طِيَلِها
الروضة
أكلت
شربت
مشت
يجده
موفوراً
قطعت
طِيَلَها
شَرفَينِ
وآثارها
ربطت
وتعدت
تركها
ترعى
ومضت
الروث
مرّت
بنهر
فشربت
يسقيها
قصده
كارهاً
راضياً
كونه
أصله
يحتوي
وعملا
فضله
أصاب
ادمي
وحش
عَلِم
يكره
يرضاه
ورجل
تَغَنِّياً
وتعففاً
يَنْسَ
رقابها
الندب
ندباً
الخصال
التغني
والتعفف
قنع
بكسبها
الأموال
استغنيت
بكذا
أثرته
التعفف
e
109
استعف
بالكسب
ذواتها
رقبة
والحق
سُئل
أنزل
الحمر
الفاذة
ذَرَةٍ
يَرَهُ
شَرًّا
فالواجب
يُحمّلها
تطيق
ويوفي
حقها
الأكل
الضرر
الحيوان
عاقلاً
عاقل
ضرار
والمندوب
متاع
الكلِّ
وركوب
المضطر
حبسها
لتلك
الأوجه
الستر
متصلا
فالستر
تُغنيه
والستر
تنجيه
مبني
الواو
وتعفّفاً
ينسَ
للعطف
للتنويع
مندوباً
ستراً
كسبها
المذمومة
لزينة
زُيِّنَ
حُبُّ
الشَّهَوَاتِ
النِّسَاءِ
وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ
الْمُقَنطَرَةِ
الذَّهَبِ
وَالْفِضَةِ
وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ
وَالْأَنْعَامِ
وَالْحَرْثِ
أضاف
اعتقاد
مكتسبات
منوط
موجودة
معلقاً
بالعين
عدّى
القاضي
المتفرّدة
مثيلاتها
الآيتان
٨
ثعلبة
القرظي
عقبة
عامر
يُقضَى
٨٦٠
غضبان۱
مُشَوَّش
حقن
جوع
عطش
التشويشات
فتعدية
لوجود
نفسها
فخراً
الفخر
والرياء
فمعلوم
النّواء
الشطار
قطع
الظُّلَمة
يتخذونها
ظلم
بالموضع
وزراً
أثقل
ظهره
بكثرة
الذنوب
وزرها
يثقل
الوزر
الإثم
محجور
مأثوماً
تعديه
الغيره
تعدي
القسم
اتخاذها
شأنه
ويسكت
سواه
تركته
لكم
والمباح
اقتناها
عَرِيّة
والمندوبة
اصفا
الضما
بكرة
يقضِيَنَّ
حَكَم
غضبان
الحقن
احتباس
البول
المثانة
حدّ
حدوداً
تضيعوها
وحرّم
تنتهكوها
فاقبلوها
تبحثوا
٨٦١
اللعب
بآلات
البيع
والشراء
المساجد
عيدٍ
عِندي
يَلعبُ
السُّودانُ
بالدَّرَقِ
وَالحِراب
فإمَا
سَأَلْتُ
وَإِمّا
تَشتَهِينَ
تَنظُري
نَعَمْ
فَأَقامَني
وَراءَهُ
خدي
خَدِّهِ
وَيَقولُ
دُونَكُم
بَني
أَرْفِدَة
حتّى
مَلِلتُ
حَسْبُكِ
نَعم
فاذْهَبي
الأزمنة
الفاضلة
والأيام
تشغل
بأعظم
وأجلها
وأوجبها
العيد
فعملوا
وقتهم
المتعين
قولها
عيد
يلعب
السودان
بالدرق
والحراب
أطلقت
مجازاً
متعيّن
تعين
لعب
والثلاث
يُفعَل
بطالة
الأوقات
البدع
الحادثة
المخالفة
لفعل
ترى
فاضل
فشغلوه
بالتدريب
المتعينة
تشتهين
تنظري
بقرب
منزلي
تسمي
الدَّرَق
ضرب
التّرسة
الواحدة
دَرَقَة
تتخذ
الجلود
خشب
عَقَب
بنو
أرفدة
الحبش
يرقصون
الأثير
لقب
أبيهم
الأقدم
وفاؤه
مكسورة
تفتح
مادة
رفد
اللهو
فرسك
ورميك
بقوسك
وملاعبتك
أهلك
يعقوب
القراب
الرمي
٨٦٢
ومنزلها
ومنازل
أزواج
ورضي
عنهن
شارعة
منزلها
أضافتهم
عارضه
والأثر
بُيُوتٍ
أَذِنَ
تَرفعَ
وَيُذْكَرَ
فِيهَا
تغلق
الصلوات
والصلاة
والرفع
الغلق
والصيانة
بنيت
نشد
ضالة
فقولوا
جَبَرها
فالحديث
موافق
للاي
الأثر
بنى
رحبة
خارج
تسمّى
البطيحاء
يَنشُد
يُنشِد
شعراً
فليخرج
الرحبة
يبيع
دعاه
فسأله
بسوق
سوق
لضيق
وضيق
البيوت
ولعب
الثقاف
بدّ
التدريب
للقتال
ضرورةٌ
تدريس
قولين
أجازه
مؤد
ارتفاع
الأصوات
يؤول
للهو
يمنعوه
خلاف
علماؤنا
رحمهم
خارجاً
بقربه
اللخمي
تبصرته
شَرّع
المنزل
دنا
وأطل
قريبة
ومطلّة
٣٦
رأيتم
يبتاع
ينشد
أربح
تجارتك
ردّ
ضالتك
تُبْنَ
الرَّحبَة
الواسعة
المتسعة
السيل
فيترك
الرمل
والحصى
والثقافة
بالسيف
والتدرب
الربعي
باللخمي
فقيه
مالكي
بالأدب
قيرواني
سفاقس
وتوفي
صنف
كتباً
مفيدة
أحسنها
تعليق
كبير
المدونة
=
٨٦٣
ونقل
عطاء
والتقريب
سِنْدِ
مالكاً
کره
لعبهم
ويحمل
تراهم
فإما
سألت
يُروَى
وتنظرين
وكلاهما
وقولها
فأقامني
وراءه
خده
كن
مستترات
أمن
تنظر
یکن
وأهل
محال
تصرف
النبوة
يورث
فرع
وتبع
شهد
بموضع
يتعانون
بالرمي
فنزع
نعليه
ومشى
حافياً
رياض
عُمِل
فالنظر
ولعل
يعم
دونكم
قبيلة
قبائل
يحرضهم
الشدة
والنهضة
تحريضه
وهمة
فقه
المالكية
التبصرة
آراء
المذهب
٤٧٨هـ
١٠٨٥م
الأعلام
١٤٨
عبدالكريم
تاج
السكندري
متصوف
شاذلي
خصوم
تصانيف
التصوف
والحكم
والوصايا
والعظات
بالقاهرة
٧٠٩هـ
۱۳۰۹م
الاعلام
۱۱۳
سند
سيند
عنان
الأسدي
المصري
تفقه
الطرطوشي
وانتفع
وجلس
لإلقاء
الدروس
الطراز
شرح
المدوّنة
الثلاثين
سفراً
إكماله
تأليف
الجدل
بالإسكندرية
٥٤١هـ
يعانون
ويتدربون
٨٦٤
التعاون
كيفما
أمكن
بكلام
لهؤلاء
عون
والحسين
يتسابقان
لازم
حسين
فأمسك
تَم
أرمي
ازم
معكما
ندب
لتعلم
مكلفاً
مكلفات
يحتجن
عرفه
معرفته
احتجن
اليرموك
الشام
دفعن
أنفسهن
وتلاحق
ونجوا
مشتغلاً
بطلب
يُجزيه
لفرضه
المرغب
يحتج
وقته
تعلمه
تعليمه
وقت
يقرأ
ويُحْكمه
مَلِيّاً
مللت
حسبك
اذهبي
الباطن
استدل
ملّت
حالها
يستيقن
أعرف
يحكم
استفهمها
فأجابت
بتحقيق
الباعث
فالترك
تَجُمَّ
يأخذه
ملت
حَسْبكِ
رَوِّحوا
القلوبَ
الكسل
قلَّ
يتأتّى
الدنيوية
عادبَ
بالقصد
لهو
القصد
النقاف
غنياً
الملاءة
مراسيله
شهاب
القضاعي
موصولاً
٨٦٥
ويثاب
تعمل
يَكثرُ
الأممَ
سلة
al
٨٦٦
-18-
بطاعة
عُمَرَ
جُعِلَ
رِزْقي
تَحتَ
ظِلُّ
رُمحي
وَجُعِلَ
الذِلَّةُ
وَالصَّغَارُ
خَالَفَ
أمري
رزق
رمحه
الذلة
والصَّغار
واقعان
خالف
خاصة
حساً
أوجب
القتل
الجزية
صاغرون
كالمؤمنين
والمعاصي
ذلة
العقوبة
الحد
وكراهية
اتبع
ومقال
ناله
العز
الذل
العاملين
المتبعين
نالهم
وأبناء
خدمتهم
راجين
رؤيتهم
ونالهم
أعطوا
اذْخِر
الكرامات
الملائكة
وسكناهم
جوار
رزقي
رمحي
سنان
السنان
جُعِل
لقتل
الأعداء
أرباب
بسنان
الرماح
تقريب
0
٨٦٧
٥١
بقيت
أموالهم
رماح
أحلت
والسيف
فإنهما
يبقَ
لأحدهما
تحته
رايات
أطراف
إقامة
بالرايات
والظهور
نصره
بالرعب
أمامه
شهراً
فأحل
أوجف
بالخيل
أتاه
مذعناً
خوف
الرمح
ظله
جعله
الرزق
ضمنه
فالطاعة
وامتثال
الجالبة
للرزق
التوجيه
وَأمُرْ
أَهْلَكَ
بِالصَّلَوَة
وَأَصْطَبِرْ
عَلَيْهَا
نَسْتَلُكَ
رِزْقًا
حنُ
نَرْزُقُكَ
وَالْعَقِبَةُ
لِلتَّقْوَى
يُنال
تكفَّل
برزقِ
طالبِ
العِلم
تكفل
بأرزاق
اشتغل
التكسب
تعب
تَسَبّب
وهنا
مرغبة
الاتباع
الالتفات
يعرض
جادوا
الروح
يبالوا
أبدلوا
منازلهما
يرزقون
وأنهم
أنيلوا
منزلتهم
أُحِلت
وَأَوْرَتَكُمْ
أَرْضَهُمْ
وَدِيَرَهُمْ
وَأَمْوَهُمْ
وَأَرْضًا
لَّمْ
تَطَئُوهَا
وأنيلوا
منازل
أفعالهم
تَعْلَمُ
نَفْسٌ
أُخْفِيَ
هَهُم
قُرَةٍ
أَعْيُنٍ
جَزَاء
يَعْمَلُونَ
وتركوا
o,
طه
۱۳
المدخل
منقطع
فيض
٤٥١/٢
الخطيب
بغداد
۸۰/۳
والقضاعي
الشهاب
٤٤/١
۳۹۱
والديلمي
٧٥/٤
برزقه
السجدة
١٧
٨٦٨
للعوارض
ينظروا
الرّزق
يفكروا
واشتغلوا
قادمون
والرزق
ومضمون
يشغل
بالمضمون
تأكيداً
تيسر
وتسوقه
التفت
المريد
أحسن
العزاء
طريقه
الصبر
٨٦٩
-181-
الترخيص
لبس
الحرير
رخص
رَخَّصَ
لِعَبد
الرَّحمنِ
بنِ
عَوْفٍ
والزُّبَيرِ۳
قميص
حَريرٍ
حِكْةٍ
كانَت
مقصورة
وردت
الاقتصار
بعينها
ذاهب
اطراد
وجدها
يُعَده
وفائدة
اختلافهم
ثوباً
ثوب
حرير
وثوباً
نجساً
المنصوص
بالثوب
النجس
طرد
وقاس
بالصلاة
عارفاً
بطب
الأديان
لهذين
للمنفعة
ويوضحه
لقيه
مشركي
بالطب
ماهراً
عيسى
حكيماً
نبيكم
الطبّ
أربع
كلمات
قالها
اختصر
٥٢
٩٤
الزبير
العوام
القرشي
الشجاع
المبشرين
بالجنة
وأول
سل
سيفه
عمة
بدرا
وأحداً
وغيرهما
الكراديس
الجابية
وجعله
يصلح
للخلافة
موسراً
أملاكاً
بيعت
بنحو
مليون
قتله
جرموز
غيلة
الجمل
بوادي
السباع
قرب
البصرة
٦٥٦
۳۸
۷۴/۳
أرسلها
۸۷۰
الطب
الكتابي
المَعِدَة
الداء
والحِمْيَةُ
الدواء
البَرَدَة
ودواء
بدن
اعتاد
يُبقِ
التداوي
لينه
عداه
يتأذى
الحكة
بلبسها
بلبس
اللين
لبسه
فيجوز
للتداوي
الأدوية
عدمها
العدم
فجائز
فموضع
الخلاف
يحلل
ويحرم
قرآن
لِتَحْكُمَ
بَيْنَ
النَّاسِ
أَرَنكَ
التأويل
والصحيح
الجمهور
حكمه
نافذ
المكلف
امتثاله
بتركه
المتروك
المفروض
وَمَا
يَنطِقُ
الْهَوَى
ثناة
وحياً
بواسطة
وحي
إلهام
اليهود
فشكا
إماءَهم
ودخل
مواضعهم
فأمر
جامعة
فحمد
وأثنى
يجلس
أحدكم
متكئاً
أريكته
عني
أر
أخبرتكم
وأمرتكم
ونهيتكم
بأمور
وأكثر
تضربوا
إماء
هؤلاء
تدخلوا
منازلهم
أدوا
صالحوكم
والسلام
مقال
عدنان
الغشيم
بحديث
لطبيب
كلدة
والبَرَدة
التُّخَمة
١٠٥
۸۷۱
-١٤٢-
أشراط
تَقومُ
السَّاعَةُ
تُقاتِلوا
التُّرْكَ
صغارَ
الأعيُنِ
حُمْرَ
الوجوهِ
خُلْفَ
الأُنُوفِ
كأَنَّ
وُجُوهَهُم
المَجَانّ
المطرَّقَةُ
تقومُ
السَّاعةُ
تُقاتِلُوا
قَوماً
نعالهم
الشَّعَرُ
الرهطين
المذكورين
ظهرا
فهما
عَلَم
اقتراب
مشاهَد
مَرئي
وتُصَدَّق
أولهم
وآخرهم
انتقل
معجزاته
تزل
مستمرة
قيام
عاينوا
وامنوا
بمشاهدة
وأشباهه
بد
يشاهدونها
مستمر
ينقطع
الأدلة
الظاهرة
منزلته
مشاهدة
خروج
للوجهين
ذَلِفَ
الأنف
يَدَلَفُ
خَلَفاً
صَغُر
واستوى
طرفه
أذلف
ذلفاء
ذَلف
المَجَانَ
المجنّ
التُّرس
والترسة
والميم
زائدة
الجُنَّة
السُّترَة
المطَرَّقة
طَرَّق
الشم
بالغ
ودقه
الدلالة
دالاً
فتكون
يُقطَعَ
الأمَلُ
معاينة
انصرمت
والإقبال
الخلاص
قربت
فظهر
حَرِيصٌ
عَلَيْكُم
رَءُوفٌ
رَحِيمٌ
لأمته
أمكنه
بالإخبار
يُعلم
والدواء
تأمرنا
أدركنا
الجأوا
والأعمال
الصالحات
الأخير
ذكرناهما
اتركوا
مقاتلة
الترك
تركوكم
حض
يبدأوا
بقتال
لضعف
فترة
كماله
لامتثال
ضَمِن
والحذَرَ
الحذَرَ
لفساد
للخلل
للهلاك
ممّن
قوي
إيمانُه
وصَلَح
آمين
معطوف
المصدر
المؤول
يُقطَع
الأمل
۱۸
۸۷۳
-VET-
المشركين
يعلنوا
بكلمة
أُمرِتُ
أُقاتِلَ
يقولوا
إله
فَمن
فقَد
عَصم
مِنِّي
نَفْسَهُ
وَمالَهُ
إِلا
بِحقِّهِ
وَحِسَابُهُ
يُسْلِموا
ويُعلنوا
بالكلمة
وحقن
دماء
أمرت
ولأمته
أصول
بقولي
واجبا
فرائض
مذكور
علة
أقاتل
تعليلاً
التعليل
فالاشتغال
علّة
أشير
والرمح
بالحجة
والبرهان
وَعَهِدْهُم
جِهَادًا
كَبِيرًا
بالقرآن
وبدليل
٨٧٤
الفرقان
فَمَا
قاتلوا
بألسنتكم
قاتله
نازعه
أُذِنَ
لِلَّذِينَ
يُقَتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ
ظُلِمُوا
وَأَلْقَوْا
إِلَيْكُمُ
السَّلَمَ
جَعَلَ
عَلَيْهِم
ثمان
أنزلت
كافة
يؤدوا
والظاهر
باللسان
وبالحجة
وسكت
الألف
واللام
للجنس
للعهد
الي
خصص
وأخرجهم
المؤمنون
فوقع
بمنع
جارية
خطاب
ولأمتهم
مواضع
قلائل
تبينها
جئتُ
الإقرار
الجلال
والكمال
ونفي
الشريك
والضد
والصاحبة
والإقرار
بالرسالة
ومثله
ألسنة
لأحدهم
أزال
اخذ
حقي
ويبهمه
يعينه
خالصة
أمانٌ
والباطن
فالأمان
بأموالكم
وأنفسكم
وألسنتكم
۳۹
۹۰
قَيْلُوا
بِاللَّهِ
بِالْيَوْمِ
الْآخِرِ
يُحَرِّمُونَ
حَرَّمَ
وَرَسُولُهُمْ
يَدِينُونَ
دِينَ
الْحَقِّ
أُوتُوا
الْكِتَبَ
يُعْطُوا
الجِزْيَةَ
يَدٍ
وَهُمْ
صَغِرُونَ
قولة
عصموا
والأمان
تَطْمَنُ
لقول
الفروع
عَصَم
وماله
كحرمة
سوّى
تابعة
للدماء
استُبيح
استبيح
المالُ
بالضرورة
الحدود
يملك
لسيده
تابع
للرقبة
بحقه
متصل
منفصل
متصلاً
فالضمير
عائد
وحقوق
ويبقى
فيؤخذ
دم
بإحدى
كفر
زنى
إخصان
حق٢
منفصلاً
المشار
دخل
لزمه
وحقه
الحقوق
إيضاح
قدمناه
الاستدلال
وحسابه
ظاهراً
وباطناً
إعلانهم
الإخلاص
فالظاهر
يخلص
والاستقامة
عثمان
ألفاظ
٨٧٦
إِنَّمَا
رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ
ظَهَرَ
مِنْهَا
بَطَنَ
تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُم
بَيْنَكُم
بِالْبَطِلِ
وَتُدْلُوا
بِهَا
الْحُكَامِ
لِتَأْكُلُوا
فَرِيقًا
أَمْوَالِ
بِالْإِثْمِ
الْمُنفِقِينَ
الدَّرْكِ
الْأَسْفَلِ
وَلَن
تَجِدَ
نَصِيرًا
فكانوا
أشدَّ
عذاباً
أسروا
أظهروا
إنكم
تختصمون
إليَّ
فلعَلَّ
ألْحَنَ
فأحكُمَ
بحَسَبِ
أَسْمَعُ
قطعتُ
يأخُذُ
أقطع
الوجهها
كثر
وفَشَا
تواطأوا
فيقيّدونها
مذهب
الحكام
فيحكمون
فإنا
وإنا
راجعون
للمكلف
يقيم
إيمانه
دعوى
للحساب
فيظهر
لعدم
الحساب
موكول
اتباع
وسلامة
والخوف
حاسبوا
تحاسبوا
مُدِح
أتَّبع
واجتنب
ووفى
بعهده
امين
۳۳
۱۸۸
١٤٥
الشهادات
الأقضية
سلمة
بشر
وإنكم
۸۷۷
-1££
وعظ
أَوْفَى
بَعض
أيَّامِهِ
التّي
لَقِيَ
العَدُوَّ
انتَظَر
مالَتِ
الشَّمسُ
قامَ
أَيُّها
النَّاسُ
تَتَمَنَّوا
لقاءَ
وَاسأَلُوا
لَقيتُمُوهُم
الجنّةَ
ظِلالِ
السُّيوفِ
ثُمَ
اللَّهُمَّ
مُنْزِلَ
الكِتابِ
ومُجْرِي
السَّحابِ
وَهازِمَ
اهزِمُهُم
وانصُرْنا
عَلَيهِم
الوعظ
للمجاهدين
إرادتهم
أيامه
انتظر
مالت
زالت
غُدْوَة
عشيّة
ليقاتل
تزول
فاته
غُدوة
النهار
الزوال
ويقول
لأصحابه
دعوه
تهب
الأرواح
ويدعو
بالريح
أبيه
علقمة
الأسلمي
صحابي
بيعة
الرضوان
وخيبر
ومكث
فانتقل
بنص
٩٥
غزونا
سبع
غزوات
وكنا
الجراد
٨٦
وشذرات
الذهب
النعمان
مقرن
غزوت
طلع
أمسك
۸۷۸
نُصِرتُ
بالصَّبا
وأهلكت
عادٌ
بالدَّبُور
والصَّبا
شرقية
فالريح
يستعان
صار
كالسلاح
جيوش
فطال
المقام
الحصن
ولربما
نال
فأرسلوا
يسألونه
النجدة
فأرسل
الزُّبَيْر
فسألهم
فأخبروه
يزحفون
فأنكر
خالفتم
سنّة
بالزحف
فنصروا
وتحتها
ينحصر
للعالمين
فاتباعه
الأقوال
والأفعال
للنصر
ومخالفته
للذلّة
فبقدر
وبقدر
والاتباع
العزّ
أيها
التذكار
المُلِمَّة
للمذكَّر
وفاة
وخطبهم
وذكرهم
مُحَمَّدُ
رَسُولٌ
قَدْ
خَلَتْ
قَبْلِهِ
الرُّسُلُ
فكأنهم
عرفوها
فتسلّوا
وقوِيَ
ويقينهم
يُسمع
بَشَرٌ
ويتلوها
زمنه
النطاقين
وبويع
بالخلافة
عقیب
موت
واليمن
وخراسان
قاعدة
ملكه
هائلة
الأمويين
وقائع
سيروا
الحجاج
الثقفي
وعسكر
الطائف
ونشبت
حروب
انتهت
بمقتل
خذله
استشهد
۷۳هـ
٦۹م
١٤٤
بزيادة
يتلوها
ه
علّمني
أسأله
۸۷۹
المهلة
سألتم
فاسألوه
مرَّ
دعوت
عذابٌ
يعجله
هلا
سألته
والعافية
يُعجزه
يُنجي
بفضله
الدارَيْنِ
وحكمه
يشأ
قادر
نصر
مقابلة
لعدوهم
فتحصل
التمني
والاختيار
لجهة
قابلتم
فاثبتوا
وقِفُوا
الثبات
المحنة
القنوط
التذكير
المصائب
نزلت
وإعلامهم
ورضُوا
للمصاب
عزّى
المصاب
تذكيرك
إياه
وتعزيتك
كلة
لك
لكونك
أعنته
وحَمْيِ
الوَطيس
الغبار
المقاتلين
كالظل
الظل
صادر
فأخبر
بكى
سلوا
يُعطَ
والمعافاة
رجلا
خَفَت
فصار
الفرخ
تدعو
تسأله
أقول
معاقبي
فعجله
سبحان
تطيقه
تستطيعه
أفلا
رَبَّنا
اتنا
حَسَنَةٌ
وقِنا
عَذابَ
النّار
فدعا
فشفاه
مُصاباً
مؤمن
يُعزّي
أخاه
بمصيبة
كساه
حُلل
الوطيس
وَطَسَ
وطماً
كسره
والوطيس
المعركة
تطسُها
بحوافرها
التنور
شُبه
حَرُّ
حنين
حَمِي
تسمع
فصيح
عبر
اشتباك
وقيامها
ساق
وطس
۸۸۰
بظله
بأصله
والحرب
وصلت
فالغالب
بمضمون
القاتل
أمل
المقتول
والشهيد
الضرب
تسلّ
إرادة
فيخرجونه
غمده
مهلة
والقاتل
والمقتول
شهيد
والاستقرار
أيده
بالفصاحة
اللَّهم
مُنزِلَ
ومُجري
السحاب
وهازم
اهزمهم
اختصاصه
لذكر
الصفات
والصفات
والأعداء
بحيث
المنتَهَى
الأخبار
المنقولة
الغلبة
بالقدرة
وأحال
فأتى
السُّحُبَ
تجري
والأرض
مثقلة
بالماء
عَمَد
علاقة
فوقها
تمرّ
مَرَّ
الريح
وتقف
تُؤمَر
تحرّكها
بالوقوف
وتمسك
تُنزله
بارزة
تغطيها
هزم
بالعدد
للقدرة
يغلب
وها
وأبطلت
جرت
التنزيل
يَرَوْنَهُم
مِثْلَيْهِمْ
رَأَى
الْعَيْنِ
يُؤَيّدُ
بِنَصْرِهِ
يَشَاءُ
النَّصْرُ
١٣
عِندِ
يعلقه
علقه
بعظيم
إنزال
تعظيمه
لتوسل
بحق
ولكنه
بصفة
تناسب
يطلبه
والقدرة
القديم
الأزليّ
يسَّره
باللغة
المحدث
منا
منزل
ميسّر
الكيفية
اتصال
بالمحدَث
الشيئين
مشاهدتهما
عيانا
أدل
البيعة
بالمخلوقات
بالحروف
المحدَثَة
والذات
مَنعُ
يحاول
ضل
بالذات
وجميع
نفي
التكييف
والتحديد
اختصاص
عظيمة
أثرها
المذكورات
يُستدل
الداعي
فالسنّة
وصفاته
يناسبها
المغفرة
والرحمة
فليذكر
الغفور
والرحيم
۱۰
عقيدة
الحي
العليم
السميع
البصير
الشائي
بعَرَض
جوهر
جسم
مصوّر
معدود
متبعض
متجز
متركب
متناه
يوصف
بالماهية
بالكيفية
يتمكن
مكان
وقدرته
صفات
أزلية
قائمة
بذاته
والحياة
والسمع
والبصر
والإرادة
والمشيئة
والتخليق
والترزيق
متكلم
الحروف
والأصوات
منافية
للسكوت
والآفة
امر
ناه
مخبر
مخلوق
مكتوب
مصاحفنا
محفوظ
قلوبنا
مقروء
بألسنتنا
مسموع
باذاننا
متن
العقائد
النسفي
والرؤوف
يناسب
ويرجى
لامتثاله
النوازل
بالهزيمة
ودعا
وللمؤمنين
بالنصر
جَمْع
والشريعة
فالشريعة
أخُذُ
العُدّة
والخروج
وتحريض
والحقيقة
دعاؤه
وإظهاره
وتعلقه
بربه
يبالغ
فيتعلق
ويرُدّ
بالأيدي
والأموال
والألسنة
العدة
وأتقنها
وللمسلمين
وقاتل
وقاتلت
بأيديكم
وأموالكم
فبين
يمكنهم
وبالأيدي
وبالألسنة
وكيفيته
يُصرَف
باتباع
كونهم
بأنفسهم
يعرضون
يضطروا
فيفعلون
للاضطرار
تمني
فشأن
وفاجأه
فوظيفته
والتثبت
والأدب
أقيم
ترسخ
بأحد
فضلاء
يُقطع
مجاهدته
بخلل
بارتداد
وقلنا
مطلعه
۸۸۳
المتحققين
محمول
حملوا
يحول
باختيار
عوقب
يسألون
الشاملة
ويستجيرون
وهى
يردوا
قوتهم
وحيلتهم
المجاهدات
وحيلته
فيريد
التشبه
فيقطع
وهيهات
هيهات
المبتدي
يتشبه
بأهل
النهايات
مقامات
وأحوالاً
يدرون
يسمعونها
ΑΛΕ
صدقات
أعضاء
كُلُّ
عَليهِ
صَدقَة
كُلَّ
يَومٍ
تَطلُعُ
فيهِ
الشَّمْسُ
يَعدِلُ
بينَ
اثنينِ
وَيُعينُ
الرَّجُلَ
دابَّتِهِ
فَيَحمِلُ
يرفعُ
متاعَهُ
وَالكلمةُ
الطَّيِّبةُ
وَكُلُّ
خَطوة
يَخطوها
الصَّلاةِ
وَيُميط
الطَّرِيقِ
صَدَقَة
خَصلة
كثواب
المتصدق
وأجره
سُلامى
لفظ
السُّلامي
بضم
الميم
مدها
ادم
يصبح
عضو
فيعطي
وستين
وستون
عسير
يَتَأَيُّهَا
إِذَا
نَجَيْتُمُ
الرَّسُولَ
فَقَدِمُوا
بَينَ
يدى
نجونَكُمْ
صَدَقَةٌ
شَقَّ
أكثرهم
لقلة
بأيديهم
عَذَرهم
وتاب
وَأَشْفَقْتُمْ
تُقَدِّمُوا
يَدَى
نَجْوَنكُمْ
صَدَقَتٍ
فَإِذْ
تَفْعَلُوا
وَتَابَ
عَلَيْكُمْ
فَأَقِيمُوا
الصَّلَوَةَ
وَاتُوا
الزَّكَوةَ
وَأَطِيعُوا
وَرَسُولَهُ
السُّلامَى
عظام
الأصابع
والقدم
وتجمع
سُلاميات
ويريد
أماط
نَحاه
وأبعده
ماط
وأماطه
المجادلة
الضرورات
لكثير
يوازيهم
وتعلقهم
بربهم
أظهرهم
ونوره
متشعشع
أجلد
وأقوى
وجوده
نفضنا
دفنا
وجدنا
النقص
فيتعين
الحرج
أتمَّ
قالوا
بمعروف
ونهي
منكر
فعدّد
ركعتا
تجزىء
فركعتا
تَخْفِيفٌ
وَرَحْمَةٌ
البركة
نُشِر
أبواي
تركتهما
استطاعته
يُكَلِّفُ
نَفْسًا
وُسْعَهَا
والمؤمن
نَهَاباً
يابن
آدم
والنهارُ
يَنهبان
فانهب
فالعقل
والشرع
ذرّة
وأرفع
وأعظم
تظن
الدراهم
والدنانير
فالنفقة
العينان
اليدان
الرجلان
نفقتها
فللّسان
وصدقته
تلاوة
وقراءة
ودرسُ
والأمر
وإرشاد
الضال
باقيها
يعدل
العدل
ذر
سلامى
تسبيحة
تحميدة
تهليلة
تكبيرة
ويُجزىء
ركعتان
يركعهما
الضُّحى
٨٨٦
۱۷۸
٢٨٦
المتخاصمين
بالحكام
استرعي
وأهله
وعبيده
وحواسه
وكلم
التفرقة
والباطل
وإضافة
جنسه
المتقدمين
الوصايا
والصلح
يذكره
وذكرُ
يُغني
آخره
بالعدل
نام
بعضه
واستراح
وأحتَسِبُ
نَوْمتي
قومتي
فأجاز
إعانة
لغةً
طلوعها
فأراد
غالب
تحرز
بذكر
يقبل
يَنفَعُ
إِيمَنهَا
تَكُنْ
ءَامَنَتْ
قَبْلُ
المعاينة
والعملُ
بالغيب
امن
فرعون
حلّ
آمن
عاين
عَلَماً
الآيات
الدالة
قيامها
قُدر
فتسجد
وتبقى
ساجدة
فيُؤذن
والطلوع
موضعها
تعهد
القمر
فيسجد
فيبقى
ساجداً
الرفع
الأنعام
١٥٨
۸۸۷
فينصرم
يعهد
الليلة
فتبقى
فيأتي
عادته
فيجدها
بالرفع
يطلعا
مغربهما
السعيد
عَرِيّاً
خسر
المبين
والطرد
والعناد
للنوم
وجُعل
للتكسب
والمعاش
﴿وَجَعَلْنَا
الَّيْلَ
لِبَاسًا
وَجَعَلْنَا
النَّهَارَ
معاشا
الأغلب
للتهجّد
للموفّقين
وَمِنَ
الَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ
نَافِلَةٌ
نَاشِئَةَ
هِيَ
أَشَدُّ
وَطَا
وَأَقومُ
قِيلًا
هذان
الفعلان
غالباً
احتيج
مظلوم
وأداء
نادر
والنادر
يراعى
يُحتاج
مقيس
بالنهار
إبلاغاً
الاختصار
ويعين
فيحمل
يرفع
المتاع
والدابة
لشخص
فكانت
الإعانة
لتبليغ
مشاركته
المقدار
أتدرون
أين
تذهب
مستقر
فتخرُّ
تزال
ارتفعي
ارجعي
فترجع
طالعة
مطلعها
مستقرها
فتخرّ
فتصبح
يستنكر
اصبحي
مغربك
ذاكم
نفساً
إيمانها
امنت
كسبت
۱۱
٧٩
المزمل
۸۸۸
الحامل
والمحمول
يجتنب
بدعياً
أشبههم
هجرانهم
إعانتهم
المحمول
خمر
مغصوب
كالفاعل
لعن
شارب
الخمر
وحاملها
وشاهدها
الممنوعات
يطيق
إدخال
المتكلم
فليست
يتكلم
ليضحك
يبالي
يهوي
خريفا
لتملّق
وبغض
أقوام
أصدقاء
العلانية
السريرة
وكيف
لرغبة
ورهبة
ذاتها
طيبة
يخطوها
يكتب
خُطوتيه
حسنة
وتُمحى
بالأخرى
سيئة
الخُطى
معناهما
يتنافيان
العاص
وشاربها
وساقيها
وبائعها
ومبتاعها
وعاصرها
ومعتصرها
والمحمولة
واكل
ثمنها
العبدَ
ليَقُولُ
يقولها
المجلس
أبعد
وللنسائي
طرق
وكلها
سلف
۱۱۷
الطهارة
الموطأ
توضأ
عامدا
يعمد
وإنه
خطوتيه
ويُمحَى
يَسعَ
أعظمكم
أجراً
أبعدكم
داراً
الخطى
۸۸۹
تمحى
السيئة
بكسب
الْحَسَنَتِ
يُذْهِبْنَ
السَّيِّئَاتِ
فالحسنة
تُكتسب
الخطوة
تَذهَب
بالسيئة
محو
السيئات
تُمحى
السجل
بالمعنوي
كِفّةٍ
والحسنات
كفة
فتساوت
عقاب
فكأنها
ممحوّة
عقابها
ثَقُلَتْ
مَوَازِينُهُ
فَأَوَلَيْكَ
الْمُفْلِحُونَ
محيت
بالحس
ذهبت
الطائفة
يوزن
الإماطة
فالإماطة
الإزالة
والأذى
يُتَأَذى
يزيله
دَقّ
جَلّ
مُوَطَّئِه
فغفر
معنوي
فحسبك
شغلاً
كفى
بالعبادة
ينفرد
انقطع
للعبادة
نظرهم
وتتبعها
يسعهم
معها
هود
١١٤
عمار
ياسر
بالموت
واعظاً
وكفى
باليقين
غنى
شغلا
بسند
الفضيل
عياض
۸۹۰
الحث
الرفيق
عُمرَ
يَعلَمُ
الوحدَةِ
أعلَمُ
سَارَ
راكِبٌ
بِلَيلٍ
وَحدَهُ
سير
الراكب
الوحدة
أذكره
ثان
لمجوعهما
عائداً
كليهما
الزجر
والإبهام
لتعظيم
أبديناه
فيترتب
الأرشد
إبداء
الحقائق
تعيينها
فالذي
يبينها
التنبيه
والأظهر
للفائدة
الماشي
يباشر
والراكب
يتأنس
بالدابة
راكب
الشياطين
تنتشر
يؤمن
أذاة
معهما
ثالث
يهم
بالواحد
والاثنين
والثلاثة
جماعة
الأمن
إيذائهم
وحسنه
عمرو
شعيب
جده
شيطان
والراكبان
شيطانان
۸۹۱
يخاف
يغلبه
فيضلّ
ألم
نازلة
يلجأ
يستعين
ويرتفق
رؤوفاً
رحيماً
فحضهم
للعوام
الخواص
متردد
يتناوله
الصاحب
إخباراً
ربه
جليس
ذكرني
والخواص
يزالون
ومجالسته
سفره
المباركة
وَتَزَوَّدُواْ
الزَّادِ
التَّقْوَى
بالزاد
عموماً
بأعلى
الزاد
التقوى
حكان
تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ
الأَهْلُكَةِ
وألقى
التهلكة
القوي
يمشى
أذى
وينجح
يخطر
المباحة
متروك
يتوصل
متردداً
دالّ
وشأنه
التقيد
وعمل
مرتكباً
أبناء
بقعة
وظلمة
ضعيفة
وعبد
الرزاق
شاهين
أقريب
فأناجيك
بعيد
فأناديك
۱۹۷
۱۹٥
ووافقهم
الظلام
يسافر
سفرا
ظلمة
بموافقة
والتقوى
فيصير
ركباً
يأمن
وفتن
الهوى
صحب
صحبوا
يبلغ
بلغوا
۸۹۳
-١٤٧-
يث
عَنهما
جاءَ
رَجُلٌ
فَاستَأْذَنهُ
أَحَيٌّ
والداكَ
فَفيهِما
فَجاهِد
أكد
الآكد
عمومه
يُستَأْذَن
الأبوان
يُستأذن
برهما
الغزو
بإذن
ليخرج
استأذن
بالجلوس
وأمره
بترك
يختلف
يغشَى
قرية
قوم
استشارة
ولد
لوالد
السيّد
يمكن
برضا
فخدمتهما
العارف
يستشهد
الزبيدي
حيان
خُطَّافِ
محقق
المسند
تسديد
القوس
كَتَفلَةٍ
تَفَلَها
لجي
٨٩٤
والترجيح
فالأعلى
وعزم
خاف
فسأل
والأقرب
بقولهم
الجاهل
وطاعة
بضده
ففيهما
فجاهِدُ
إيصال
المتوقع
بغيرهما
فجاهد
والوالد
ثلثي
للأم
احتج
القائل
عمَّن
أَبَرُ
أمَّك
أمك
أباك
فكرر
كرر
تهاب
وتعظمهم
وتستضعف
وتستحقرهن
فأكد
بالتكرار
ليرجعوا
ويلحق
برها
ببرّ
الأب
وبرّهما
ينال
عمرهما
الدائم
وجهاد
يؤلم
جهاداً
يحملانه
تشتهي
فسماه
بالمجاهدة
حيدة
القشيري
أبر
أَمَّك
أحقُّ
بحُسْنِ
صحابتي
أمُّك
أبوك
٨٩٥
۱۳۰
والامتثال
لأمرهما
والصبر
بمثابة
لَّمَا
أَفٍ
جوابهما
التأفف
وأفضل
أشق
ومضاربته
المستشار
أحوال
المستشير
يعلمها
يشير
استشاره
أحيٌّ
أبواك
فأرشده
عارف
فيُرشد
والأَسَدُّ
السالك
يستباً
استشار
وأعرف
يدخلون
والسلوك
بالسلوك
ويقولون
يجيء
مقام
المربي
ومعرفته
وفطنته
٨٩٦
-184-
الخلوة
بالمرأة
الأجنبية
ابنِ
عَبّاسِ
أَنَّهُ
سَمِعَ
يَخْلُوَنَّ
بامرأةٍ
ولاَ
تُسافِرُ
امرأَة
ومَعَها
مَحْرَم
فَقامَ
اكتَتَبْتُ
غَزْوَةِ
كَذا
وَخَرجَتِ
امرأتي
حاجةً
اذهَبْ
فَحُجَّ
مَعَ
امْرَأَتِكَ
أجنبية
سفرها
محرم
مستمع
بحثه
لمجرد
حُكْمَين
يبحث
احتاج
المأمور
سمعه
ويحض
يستفسر
شرع
ينتقل
للأحكام
بالنقل
استفاد
ثانياً
بالثاني
فالمندوب
بالأول
والرجوع
فرضاً
فانتقاله
للفرض
أحدث
ذكرهن
حاشاك
تردد
يزيدا
اتخذوا
بدعة
محضة
النطق
اتباعهم
لشؤم
البدعة
الصراح
تناول
الختمة
۸۹۷
اعتقد
لقتلناه
رديء
جداً
نسأل
السلامة
سَوَّى
ذكرهم
الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ
فذُكِرْنَ
للحج
وخروجه
بفرض
وينضاف
حَجُه
فمندوب
مندوبين
عملان
الندبية
يرجح
الراجح
المرجوح
جمعاً
وجهة
يُضبَطوا
بالكتابة
اكتتبت
الكتابة
تمنع
النسيان
عُيّن
الوجهة
فإنهم
حُصِروا
يتخلف
ويحدث
وتحضيضاً
لِما
الراعي
لرعيته
المنفعة
والعامة
ويؤثر
الأهم
فالأهم
وعامة
حمله
أنفع
يسدّ
مَسَدَّه
يخص
بجنسه
الواجبات
والمندوبات
ابدأ
بمَن
تَعُول
وكذا
الرعاية
والخاصة
10
٣٤
यु
تعول
واليد
السفلى
۸۹۸
بهجة
ومضمونه
الفهر
ز
مخطوطات
منهج
وتحليها
وعليها
للشيخ
الأزدي
الأندلسي
مقدمة
مختصر
بدء
حلاوة
يُسْرُ
C
أج
١٤٧
۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰
وفد
القيس
احتساب
الأهل
يُرِدِ
يُفَقِّهْهُ
الدِّين
۸۹۹
١٥٤
١٥٩
١٦٨
۱۸۱
۱۹۱
۰۰
٢٠٦
۱۷
۰
۳۱
٢٣٥
٢٤٧
٢٥٧
٢٦٥
٢٦٧
٢٦٩
۷۸
سلك
طريقاً
عملاً
المحمدية
القبر
وفتنته
أسعد
بقبض
والعرض
١٦
يخيل
ريحاً
والاستنجاء
والشرب
۱۹
الرأفة
بالحيوان
النعاس
غسل
المني
الحيض
الجنين
بطن
٢٥
حدیث
السفينة
التحرّز
حرّ
الحصباء
السجود
النخامة
المسافر
يبدأ
بالمسجد
٣٠
المصلي
مصلاه
سجود
السهو
الشترة
للمصلي
والمرور
وكفارتها
تعاقب
الكرام
الكاتبين
فليصلها
۹۰۰
٢٩٥
۹۹
٣٠٥
۳۱۱
٠
٣١٥
۳۰
۳۳۰
٣٣٥
٣٤٢
٣٤٨
٣٥٢
٣٥٨
٣٦١
٣٨٨
۳۹۳
۳۹۷
٤٠٨
٤١٢
٤١٧
٤٢٣
٤٢٩
٤٣٣
٤٣٦
٤٤١
٤٤٦
٤٥٣
الأذان
البادية
وفضله
۳۷
والصف
والعتمة
والصبح
إتيان
بالسكينة
٤٠
انتظار
٤١
عرشه
٤٢
تخفيف
٤٤
أصل
التراويح
٤٥
المشي
أركان
٤٧
المأموم
بالحمد
٤٩
التبكير
والتبريد
٥٣
تحية
يخطب
٥٤
٥٥
وبعدها
٥٦
غزاة
قريظة
٥٨
التشريق
٥٩
التنقل
٦٠
٦١
لنفسك
حقا
ولأهلك
۹۰۱
٤٥٨
٤٦٤
٤٧٠
٤٧٥
٤٧٩
٤٨٤
٤٩٠
٤٩٧
۵۱۳
٥٢٠
٥٢٤
۵۳۱
۵۳۹
٥٤٥
001
٥٥٥
٥٥٩
۵۷
OVA
۵۸
۵۸۹
۵۹
٦٢
٦٣
ومنبره
يبيت
يمسي
٦٥
فضاء
الناقلة
أوامر
وسبعة
نواه
٦٧
وفضل
٦٨
بكاء
الرؤيا
تعذيب
العصاة
٧٠
حسد
اثنتين
٧١
فالصدقة
زوجها
۷۳
إتلاف
أموال
بسخاوة
٧٦
كراهية
۷۷
قران
بالعمرة
الإنابة
۷۹
يلبس
المحرم
٨٠٠
الشرب
السقاية
بالمزدلفة
النحر
بجلال
تُنحَر
وجلودها
تطيب
جاهلاً
ناسياً
٨٤
بناء
مسجد
الدجال
حراسة
والمدينة
الدجّال
٩٠٢
٦٠٥
٦١٤
٦١٩
٦٢٢
٦٣٠
٦٣٢
٦٣٤
٦٤٦
01
٦٥٤
٦٥٧
٦٦٠
٦٦٧
٦٧١
٦٧٦
٦٧٩
٦٨٨
٦٩٣
9
99
٧٠٣
٧٠٦
۷۰۹
۷۱
٧١٤
VIV
فليتزوج
توقيت
السحور
أفطر
عذر
وصية
بثلاثة
۹۱
يُسَمَّ
الصيد
٩٢
الصرف
يداً
بيد
۹۳
البيعان
يتفرقا
يكفيها
شحيحاً
٩٦
التصوير
۹۷
الرقى
حمى
ولرسوله
١٠٠
۱۰۱
الذبح
١٠٣
الاستقامة
حدود
١٠٤
المرهون
يركبه
يشرب
لبنه
بالعتق
الكسوف
١٠٦
١٠٧
بإطعام
القادم
۱۰۸
تواضعه
وهديه
الهدية
والدعوة
١٠٩
مراتب
الضيافة
التيامن
سنه
والإثابة
فليدفعه
ليتحلل
وأحكام
أخر
٧٢٠
٧٢٥
۷۳۱
٧٣٥
۷۳۷
٧٨٤
٧٨٦
۷۹۱
٧٩٤
۷۹۹
۸۳۱
٨٥٨
كراء
الأراض
للمسلم
ومنعها
الذمّي
بتحريم
١١٥
تحليل
نكاح
المبتوتة
لمطلقها
١١٦
الرضاع
النسب
۱۱۸
المعذبين
الإفك
وبراءة
السيدة
الغموس
تصدقوا
تكذبوهم
صلح
١٢٤
١٢٦
۱۳۱
١٣٤
۱۳۵
۱۳۷
۱۳۸
٩٠٤
AVA
Αλο
۱۳۹
١٤٠
١٤١
١٤٦
40



AM-CALM
الوجه الثامن قوله عليه السلام الثلث والثلث كثير هل الصدقة بجميع الثلث ممنوعة أو هل ذلك جائز قد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من ذهب إلى المنع حتى ينقص منه وليس بالقوي ومنهم من ذهب إلى الكراهة وهو مثل الأول ومنهم من ذهب إلى الجواز من غير كراهة وهو الأظهر لأنه جار على سياق الحديث لأنه عليه السلام لو أراد منع الصدقة بالثلث لقال لا مثل ما قال قبله فلما أن عدل عن صيغة النهي إلى صيغة الإذن علم أن ذلك جائز ولا تعلق للمخالف بقوله عليه السلام والثلث كثير لأن وجه الصواب فيه أن يقال أشار عليه السلام
به إلى أن الصدقة نهايتها إلى الثلث وهو أكثرها وأعلاها وما دونه جائز وما زاد عليه ممنوع وقد وجه المخالف لذلك توجيهاً آخر وليس بالقوي ويحتاج فيه إلى تأويل مع إخراج اللفظ عن ظاهره ولولا التطويل لذكرناه مع أن الشارع عليه السلام قد نص على ذلك بغير احتمال في حديث غير هذا فقال إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم تتصدقون به عند موتكم ۱

الوجه التاسع أن ترك المال للورثة إذا كانت لهم به حاجة أفضل من التصدق به على الأجانب لأنه عليه السلام قال إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم العالة هم الذين لا شيء لهم وغيرهم يقوم بهم ومنه قوله تعالى وَوَجَدَكَ
٢
عَابِلا فَأَغْفَ ويتكففون بمعنى يطلبون
هذا إذا كان للورثة بالمال حاجة وإن كانوا أغنياء فهو بالخيار في ماله - أعني في الثلث - إن شاء تصدق به وإن شاء تركه والأفضل الصدقة لأنه منتقل إلى الآخرة والله عزّ وجلّ قد تصدق عليه بالتصرف في الثلث فقال عليه السلام إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم تتصدقون به عند موتكم وليس للورثة به تلك الحاجة الكلية فالتصدق به أولى لكن تكون الصدقة للأقرب فالأقرب والأحوج فالأحوج لأن الصدقة للأقرب يجتمع فيها شيئان صدقة وصلة رحم وذو الحاجة أيضاً فيه فضل آخر لقوله عليه السلام إذا أراد الله بعبد خيراً صادف معروفه حاجة أخيه ۳
والترتيب في الأقارب قد ذكره عليه السلام في غير هذا الحديث حين سأله أحد الصحابة فقال عندي دينار أتصدق به فقال له تصدق به على زوجتك فقال عندي اخر فقال تصدق به على ولدك فقال عندي آخر فقال تصدق به على أبويك فقال عندي آخر فقال تصدق
1 أخرجه الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه بلفظ إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم
سورة الضحى الآية ۸
۳ لم نقف على مصدره

على خادمك فقال عندي آخر فقال أنت أبصر بنفسك ۱ أو كما قال عليه السلام والقاعدة
أبداً مراعاة القرابة وإن تباعدت لأن فيها صلة الرحم وليست كالأجنبي
ونأتي الآن إلى بحث المال الذي تركه للورثة والذي هو من التصدق به وقد ذكر بعض العلماء أن ثمانمائة درهم فما دون يكون الورثة بها أولى ولأجل هذا قالت عائشة رضي الله عنها في ثمانمائة درهم نفقة لا تحمل الوصية تريد أن تركه كله للورثة أولى من أن يوصي ببعضه ومثل ذلك روي عن علي رضي الله عنه فيما يقرب من هذا العدد لكن يحتاج إلى إحضار النية في تركه للورثة وهو أن ينوي أن ما مَنْ به عليه من الصدقة بالثلث في مثل هذا العدد أو ما قاربه صدقة منه على ورثته وكذلك فيما نقص عن هذا العدد إلى درهم يحتسب ترك ثلثه لهم صدقة عليهم فيكون قد جمع بين ما أشار الشارع عليه السلام إليه بين قول عائشة وعلي رضي الله عنهما وما ذكرناه من تلك المعاني كلها الوجه العاشر قوله عليه السلام إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم هل تخصيصه له من جهة المخاطبة أو هذا من جهة الخصوص به وإذا قلنا من جهة الخصوص فهل ذلك لعلة تعلم أو ليس احتمل الوجهين معاً فعلى الاحتمال الواحد وهو من طريق المخاطبة فالكلام عليه والفقه فيه كما تقدم وإن كان على الخصوص فإن كانت العلة غير معلومة فلا بحث وإن كانت معلومة فما هي فنقول والله أعلم إن سعداً لم تكن له إلا ابنة واحدة والمرأة إذا كانت يتيمة ولم يكن لها مال كانت مرغوباً عنها وإذا كان لها مال كانت مرغوباً فيها فيكون من أجل ذلك الخير لهذا السيد أن يترك ابنته غنية ولا يتركها عالة على الناس ويترتب على هذا الفقه أن المرء ينظر الأصلح لورثته فيفعله ويكون ذلك هو الأقرب له إلى
الله سبحانه وتعالى والأولى في حق الميت
وبحث آخر في قوله عليه السلام مهما أنفقت من نفقة فيه وجهان من الفقه الواحد إخبار له أن كل ما ينفق هو من نفقة فإنه يؤجر عليها حتى اللقمة يجعلها في فم امرأته فيكون على ماله كله مأجوراً ما تصدق به وما أمسكه والوجه الآخر فيه تسلية بهذا القول من أجل ما منعه من الصدقة بماله كله من أجل وجع قلبه على فوات ذلك الأجر
1 أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ أن رسول الله الله حت ذات يوم على الصدقة فقال رجل عندي دينار فقال تصدق به على نفسك قال عندي اخر قال تصدق به على ولدك قال عندي اخر قال تصدق به على زوجك قال عندي اخر قال تصدق به على خادمك قال عندي اخر قال أنت أبصر
۸۰

وعلى كل واحد من هذين الوجهين بحث أما البحث على كون كل ما ينفقه هو
هل هذا لفضله ودينه وأن النبي علم ذلك إما بوحي وإما بما رأى منه من قرائن الحـ علل و
ينفق شيئاً إلا على لسان العلم وهو عالم به أيضاً وكل من هو بهذه الصفة فيكون كذلك هذا من طريق الوحي فيكون ذلك خاصاً به لما سبق له في علم الله تعالى من السعادة وإن كان للعلة التي ذكرناها فيكون هذا إرشاداً للمؤمنين بالاستقامة في تصرفاتهم على لسان العلم والعمل وهذا الأظهر والله أعلم لأنه وإن كان أخبر بذلك من طريق الوحي فما هو لذاته بل هو من أجل هذه العلة التي ذكرنا
والبحث الذي على الوجه الآخر الذي هو التسلية ما الحكمة بأن سلاه بهذه ولم يسله بغيرها فيه إشارة لطيفة لأنه لما وقع له الخروج عن جميع ماله ولم يبق إليه ميل وإنما حبسه من طريق أمره عليه السلام له بذلك فقد زال عنه الحرص المذموم والتعلق المكروه وما بقي له اشتغال إلا بامتثال ما أمر فلا يتهم في الادخار وإيثار النفس على الغير من جهة شهوة وكل من لا ما يكون له تعلق بالمحسوس وإن كان في يده فذاك عين الزهد فإن الزهد ليس هو بقلة ذات اليد وإنما هو بعدم تعلق القلب فتلك الصيغة دالة على ما هو أعظم منها

ومِمّا يبين ذلك ما جرى لبعض أهل السلوك بإفريقية كان قد فتح له فيما بينه وبين مولاه حتى خرج عن الدنيا خروجاً جميلاً وأوقع الله عزّ وجلّ في قلوب أهل زمانه حبه وخدمته وكان إذا خرج لا يُترك يخرج إلا راكباً وإذا ركب كان يحصل له من التعظيم حتى لَيُغسل كَفَلُ بغلته بماء الورد لنسبة حاله من ذلك وهو لا يلتفت إلى شيء من ذلك وكان بعض أصحابه من الرجال ببلد بالقرب منها يقال لها بَنْزَرْت ۱ وكانت له عائلة وكان يتسبب بالورع في صيد الحوت في البحر بالسنارة فجاء بعض أصحاب ذلك المتورع المتسبب يزور هذا السيد فرأى ما هو فيه من الإكرام
فبقي يتعجب
ذا فلما جاء يودع ويرجع قال له قل لأخي فلان يعني ذلك السيد المتسبب كم ذا تتبع الدنيا فزاد الفقير تعجباً فلما أخبر ذلك الآخر بمقاله سأله بعض الإخوان عن ذلك المعنى الذي أراد هذا السيد أن ينبه به ذلك الأخ المبارك قال له عَنَى به أن يُخْلِي قلبه ممّا سوى مولاه لكون تعلقه بالصَّيد قد أخذت كذا ويعجزني كذا فإن هذا وإن كان مشروعاً فإن تعلق القلب به مكروه لأهل
الأحوال لأنه شغل عن المناجاة والحضور
۱ بَنْزَرْت إحدى مدن تونس الساحلية
الحوت هو السمك بجميع أنواعه في لغة شمال إفريقية وبعض مدن الجزيرة العربية
٨٠٣

الوجه الحادي عشر قوله عليه السلام وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة
ترفعها إلى في امرأتك ليس على العموم وإنما ذلك لمن كانت له نية وإنما أتى عليه السلام بهذا اللفظ على العموم لكونه كان يخاطب هذا الصحابي والصحابي يعلم أن ذلك إنما يكون مع النية للقاعدة التي تقعدت عنده من قوله عليه السلام إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ۱ ولو كان خطابه عليه السلام لغير الصحابي الذي لا يعلم تلك القاعدة لَشَرَطَها عليه يشهد لهذا ما جاء في الحديث أول الكتاب من قوله عليه السلام إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة فانظر لما أن أتى بالنفقة على العموم قيدها بالاحتساب ولما أن أتى بها السعد لم يقيدها عليه فبان ما قررناه وظهر
فإن قال قائل النفقة على المرأة واجبة ولم يكلف الشارع عليه السلام فيها النية وكل واجب إذا وقع على ما أمر به الشارع عليه السلام ففي فعله الأجر قيل له ليس النزاع في ذلك لأنا سلمنا أنه إذا أنفق على عياله فقد حصل له أجر الإقامة بالواجب لكنه لم يدخل في هذه الأفضلية وهو أن يزاد له على ذلك أجر الصدقة يشهد لما قررناه قوله عليه السلام من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ۳ وقيام رمضان مطلوب ابتداء على بابه فإذا قامه المرء ولم تكن له نية الإيمان والاحتساب فقد امتثل الأمر فيه وحصل له أجر القيام لكنه لم تحصل له كفارة تلك السنة لأن النبي و شرط في الكفارة ألا تكون إلا مع وجود تلك الصفتين وقد بينا ما معنى الإيمان والاحتساب في الكلام على الحديث أوّل الكتاب فإذا كان القيام الذي ليس للنفس فيه شهوة ولا حظ وهو من أفعال البر على الإطلاق لا يحصل فيه ما أشار الشارع عليه السلام إليه إلا بذينك الشرطين فناهيك به في فعل مشترك بين وجوه عديدة إما للمحبة في الشخص أو للشهوة أو للحياء أو رياء للغير أو مصادفة من غير قصد أو للآخرة إلى غير ذلك من الوجوه المتوقعة هناك

وهذا الوجه قد مال إليه كثير من الفقهاء في التعبد فكيف به في هذا الأمر فقالوا في رجل خرج إلى البحر يغتسل من الجنابة فلما أن وصل إلى البحر عَزَبَت ٤ عنه النية ووقع الغسل بغير نية فرَّقوا فيه بين زمن الصيف وزمن الشتاء فقالوا بالبطلان في زمن الصيف وبالإجزاء في زمن
۱ متفق عليه من حديث عمر رضي الله عنه
أخرجه الإمام أحمد والشيخان والنسائي وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ إذا أنفق الرجل على أهله
0333
نفقة يحتسبها كانت له صدقة
۳ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الـ ٤ عَزَبَت بَعدت وخفيت
٨٠٤

الشتاء ولا ذاك إلا لكون أن الغالب على الناس الاغتسال في الصيف للتبرد ثم إن المرء إذا أنفق بغير نية إنما يحصل له الأجر في تلك النفقة بقدر الواجب عليه وما زاد على الواجب بقي أجره متوقفاً على نيته وكثير من الناس الغالب عليهم الزيادة في النفقة على الواجب فينبغي انعقاد النية ابتداء حذرا من سقوط هذا الخير العظيم وفيه من الفقه أنه لا يقتصر به على نفقة المال لا غير بل هو عام في كل الحركات والسكنات لأن كل ما يفعله المرء من تحرك وكلام فهو نفقة ونص الحديث عام في كل ذلك لأنه قال مهما أنفقت من نفقة وهذا اللفظ يفيد العموم في كل النفقات وهذا العموم كعموم قوله تعالى لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۱ يشهد لما قررناه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هنا اللقمة يرفعها الرجل إلى في امرأته صدقة وجعل في حديث آخر لقاء المؤمن لأخيه ببشاشة الوجه صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة إلى غير ذلك مما جاء في هذا المعنى فقد استوى في المعنى إنفاق المال وغيره لكن في هذه النفقات تفصيل وهو أن نفقة المال تكون في مرضاة الله وفي سبيل البر والخيرات ونفقة البدن العبادة على الدوام ونفقة اللسان دوام الذكر والتلاوة ونفقة العينين نظرهما بالاعتبار ودراسة العلوم والقرآن ثم بهذه النسبة في جميع الأعضاء لكل منها نفقته بحسب ما يليق به وما هو وظيفته
ولأجل التحقيق بهذه المعاني التي أبرزناها والفوائد التي قررناها فَضَلَ أهل الصوفة غيرهم لكونهم احتسبوا أنفسهم وأموالهم وأهليهم الله لا لغيره تعلقاً منهم بهذا الحديث إذ إن كل ما ينفقه المرء فهو صدقة فهم قد أنفقوا جميع ما لديهم كان ذلك من كلام أو صمت أو نوم أو غير ذلك لا يتنفسون بنفس إلا بحضور وأدب ينظرون ما عليهم فيه من الوظيفة وما هو الأقرب إلى الله تعالى فيبادرون إليه بإسراع وإجابة لقوله تعالى أُوْلَيْكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ هم أَقْرَبُ ﴾ ۳ فمن يراهم يتصرفون في المباحات يظن أن ذلك مباح على بابه وليس كذلك لأنهم لا يفعلون فعلاً حتى يحتسبوه الله تعالى على ما قررناه
حتى لقد حكي عن بعضهم أنه كان يُسأل فيسكت ساعة ثم يجيب فسئل عن ذلك فقال أنظر أيما خير لي هل السكوت أو الكلام وقد يكون بعضهم له من الحضور ما هو أشد من هذا
1 سورة ال عمران من الآية ۹
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه كل سُلامَى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة
۳ سورة الإسراء من الآية ٥٧
۸۰۵

فيعرف عند الخطاب ما هو الأفضل له فيعمل عليه من غير أن يقع منه سكوت بعد السؤال وصاحب هذا الحال هو الكبريت الأحمر والسيد الأعظم فمن يراهم يلبسون الحسن من الثياب ويأكلون الطيب من الطعام ويتحدثون مع الإخوان ويأخذون راحة يظن أن ذلك من جملة المباح وليس عندهم فرق بين هذه الأشياء والتعبد بدليل ما قررناه
يؤيد ذلك حديث معاذ الذي قال فيه وأحتسب نؤمتي كما أحتسب قَوْمتي فشهد له النبي بالفقه والأفضلية وقول عمر رضي الله عنه إني لأتزوج النساء ومالي إليهن حاجة وأطأهنَّ ومالي إليهن شهوة فقيل له ولم يا أمير المؤمنين قال رجاءَ أن يُخرج الله من ظهري من يُكثر به محمّد الأمم يوم القيامة أعاد الله علينا من بركاتهم ومَنَّ الله علينا مما به منّ عليهم وقوله عليه السلام عسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويُضَرَّ بك اخرون هل هذا بمعنى الدعاء له بالرفعة في الدنيا أو هو بمعنى أن ينسىء الله في أجله فيكون بمعنى الدعاء بطول الحياة احتمل الوجهين معاً على الانفراد واحتمل مجموعهما لأن كل واحد من هذين لهذا السيد يتضمن الآخر فإنه إذا عاش من هو مثل هذا السيد فقد ارتفع به أهل الحق وقد ذل به أهل الباطل وإن كان يريد رفعة في الدنيا فالحياة من لازمها وفي اجتماع هذين المعنيين في هذه الصيغة دليل على ما من به على سيدنا من الفصاحة والبلاغة
فأما الانتفاع فظاهر لأن المؤمن رحمة حيثما حل وأما الضر فيحتاج إلى بيانه وذلك أنه عليه السلام أتى بلفظ الناس وهو عام في المسلم والمنافق والكافر ولا شيء أشد ضرراً على المنافق والكافر من المؤمن لأنه مأمور بعداوتهم ومقاتلتهم وقد وقع الأمر لهذا السيد المذكور على ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لا زيادة ولا نقصان فعاش بعد ذلك وطالت حياته فانتفع به كثير من الناس وتضرّر به آخرون ممن قدر عليه بذلك وكذلك هم الفضلاء أبداً ينتفع بهم من أراد الله سعادته ويضر بهم من سبقت عليه الشقاوة ولأنهم حجة الله وأنصار الدين
1
وفيه دليل على أن السنة في المريض أن يُفسح له في العمر لأن قوله عليه السلام عسى الله أن يرفعك فيه دعاء له بالبقاء وإفساح له في العمر لكن ذلك بشرط يشترط فيه وهو أن يكون المريض ممن يكون فيه أهلية للخير أو يرجى ذلك فيه تحرزاً لئلا يكون فاسقاً أو ظالماً أو ممن فيه
۱ ذكرنا في ترجمة سعد رضي الله عنه أنه عاش بعد تلك الوعكة خمسين عاماً وأنه فتح بلاد فارس وهدم عرش كسرى ونشر الإسلام في شرق اسيا في الحديث ۱۱۹ ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلتم على مريض فنفسوا له في أجله فإن ذلك لا يرد شيئاً
ويطيب نفسه
٨٠٦

ضرر على المسلمين لقوله عليه السلام حين سمع أحد الصحابة يقول للمنافق يا سيد فقال عليه السلام إن أردت أن يكون هذا سيداً فقد أحببت أن يُعصَى الله۱ أو كما قال وقد قال عليه السلام إذا مات المنافق استراح منه البلاد والعباد أو كما قال والله الموفق ٢
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
1 أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن بريدة رضي الله عنه بلفظ لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يكن
سيدكم فقد أسخطتم ربكم جاء في هذا المعنى أنه مرت جنازة أمام رسول الله فقال مستريح ومستراح منه فقالوا يا رسول الله من المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن يستريح من نَصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله والمستراح منه العبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب متفق عليه من حديث أبي قتادة بن ربعي رضي الله عنه
۸۰۷

- ١٢٥ -
حديث إنذار العشيرة
عَن أبي هريرةَ رضيَ الله عَنهُ قالَ قالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ أنزلَ اللهُ ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين ۱ قال يا معشرَ قُريش - أو كلمةٌ نَحوَها - اشتَرُوا أَنفُسَكُم لا أغني عنكُم مِنَ الله شَيْئاً يا بني عبد منافٍ لا أُغْني عنكُم مِنَ الله شَيْئاً يا عبّاسُ بن عَبدِ المطلب لا أُغني عَنكَ مِنَ الله شَيْئاً يا صَفِيَّةٌ عمّةَ رَسولِ الله لا أُعْني عَنكِ مِنَ الله شيئاً يا فاطِمَةُ بنتَ مُحمّدٍ سليني مِن مالي ما شئتِ لا أُغْنى عَنكِ مِنَ اللَّهُ شَيئاً
ظاهر الحديث يدل على الإنذار للقرابة خصوصاً والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول لقائل أن يقول لم أمر الله عزّ وجلّ بالإنذار للقرابة دون غيرهم الجواب عنه أن الله عزّ وجلّ قد أمر بالإنذار لجميع الناس في غير هذه الآية فقال تعالى ﴿يَأَيُّهَا الْمُدَّثِرُ قُرْ فَأَنذِرْ ثم أمر بعد الإنذار العام بالإنذار للقرابة تخصيصاً لهم وتكريماً ومنه قوله تعالى مَن كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَبِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَنلَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَفِرِينَ ۳ فخصص ذكر جبريل وميكائيل لشرفهما وكذلك تخصيص القرابة هنا من هذا الوجه والله أعلم وقد يحتمل أن يكون إنذارهم سدّاً للذريعة لئلا يقع عند أحد أن القرابة ليست في التكليف كالأجانب لحرمتهم لأنه بعد نزول هذه الآية ووضوحها قد وقع ذلك في النفوس فإنه قد روي أن رجلاً سأل عليّاً رضي الله عنه هل خصكم رسولُ الله أهل البيت بشيء صلى الله عليه وسلم



٨٠٨
۱ سورة الشعراء الآية ٢١٤ سورة المدثر الايتان ۱ و ۳ سورة البقرة الآية ۹۸

فأجاب رضي
الله عنه بأن قال لَمْ يخصنا إلا بالا نأكل صدقة وألا تنزُوَ الحُمُرُ على الخيل ومن فتح الله له فهماً في كتاب الله تعالى أو كلاماً هذا معناه ۱
وهذا يدل على أن تخصيصهم بالإنذار تكرمة في حقهم لأن التكليف ـ على ما يقوله العلماء - هو نفس الرحمة لمن سبقت له السعادة ولذلك شدد عليهم في التكليف فحرم عليهم ما تقدم ذكره وهو لم يحرم على غيرهم لترتفع درجتهم ولتعلم خصوصيتهم
و وجه آخر أيضاً أن يكون معنى قوله لا أغني معناه الإجزاء والإجزاء هو ما يتخلص به المرء ولا عتب عليه ويعارضنا حديث الشفاعة والشفاعة لا تكون إلا لمن عليه العتب واستوجب العذاب ولذلك قال عليه السلام اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فلا
تعارض بينهما
وفيه دليل على أن الكفار ليسوا مخاطبين بفروع الشريعة لأن الآية عامة احتملت الكافر من عشيرته وغير الكافر وما أنذره من عشيرته إلا المؤمنين لأن عمومته كانوا فوق العشرة وما أسلم منهم إلا حمزة والعباس ولا شك أن جميع العمومة من أقرب العشيرة ولم يكلم منهم إلا
المؤمنين
وفيه دليل على أن رؤية أهل الفضل من العلماء والصالحين ومخالطتهم لا تنفع إلا إذا وقع الاقتداء بهم وكيفما كان الاقتداء كانت النسبة للقرب أكثر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقرابته ما قال في الحديث ثم إن فاطمة رضي الله عنها التي هي منه بتلك المزية الكبرى وقال فيها عليه السلام يريبني ما رابها وفاطمة بضعة مني ۳ قال لها لا أُغْني عنكِ من الله شيئا فإذا كان هذا النبي
۱ تنزو نزا الفحل وثَبَ كذا ذكر ابن أبي جمرة رضي الله عنه ويبدو أنه جمع في كلامه معنى حديثين اثنين الأول - كما ورد في الصحيح - أن علياً كرم الله وجهه لما سئل هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فقال لا إلا كتاب الله تعالى وما في هذه الصحيفة قال وما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وألا يُقتل مسلم
بكافر
والثاني - كما ورد في البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد والسنن - عن علي كرم الله وجهه قال قال لي النبي يا علي أسبغ الوضوء وإن شقّ عليك ولا تأكل الصدقة ولا تَنزُ الحُمُر على الخيل ولا تجالس أصحاب
النجوم
للحديث روايات عدة غير ما ذكر المؤلف رحمه الله منها إني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة رواية مسلم ومنها لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة رواية البخاري
ومسلم ومنها شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي رواية الإمام أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان والحاكم ۳ بَضعة مني جزء مني ولفظ الحديث عن المسور بن مخرمة قال سمعت النبي لا يقول وهو على المنبر إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن يُنكحوا علي بن أبي طالب ابنتهم فلا اذن لهم ثم لا اذن لهم إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بَضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها
۸۰۹

الذي هو أعظم البشر حرمة وتفضيلاً وله الشفاعتان العظيمتان العامة والخاصة۱ فكيف بغيره من الأولياء والصالحين
ولا يتوهم متوهم أن ما ذكرناه هنا معارض لما جاء أن الرجل يشفع في أهل بيته وأن الرجل يشفع في عشيرته وأن الرجل يشفع في مثل عدد ربيعة ومضر لأنا نقول هذه الشفاعة إنما هي لمن يشاء الله الشفاعة له لقوله تعالى ﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۳ فلعل هذا المتعلق بهذا السيد لعله أن يشفع له يكون ممن أراد الله ألا يشفعه فيه وإن كان يشفع في مثل ما قد تقدم وإنما المقطوع فيه بالنجاة أفعال الأوامر لقوله عليه السلام من أتى بهن ولم يُضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ٤ فليس ما هو مقطوع به بالوعد الجميل كالمحتمل فعلى هذا فينبغى للمعاين لهم التعلق بالله والتشبه بهم ولا يعتمد عليهم ويترك التعلق بالله فإن أحداً لا يغني عن أحد شيئاً وإنما جعلهم الله عوناً على الخير وسبباً للرحمة فإن كان المرء على هذا الحال فهي السعادة العظمى وإلا فلسان الحال قائم عليه بالإنذار يشهد لذلك قوله عزّ وجلّ قُلْ يَتَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ٥
وقوله يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - هذا شك من الراوي هل قال النبي هذه اللفظة
التي هي يا معشر قريش أو ما في معناها
وفيه دليل على التحرز من الكذب والتحري في الصدق لأنه لما اشتبه عليه ما قاله النبي الالالالالا
أبدى ذلك ولم يقتصر على كلمة واحدة لا غير
وقوله عليه السلام اشتروا أنفسكم يرد عليه سؤال وهو أن يقال ذكر عليه السلام الشراء ولم يعين الثمن الذي يشتري به وأيضاً فكيف يشتري الإنسان نفسه

۱ الشفاعتان شفاعته للناس جميعاً لبدء حسابهم وهي العامة وشفاعته للمسلمين وتلك هي الخاصة مؤلف من أكثر من حديث أحدها ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيَّين ربيعة ومضر رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي عن أبي أمامة وثانيها إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر أخرجه الحاكم وصححه على شرط مسلم ۷۰/۱ عن الحارث بن أقيش وثالثها يقال للرجل قم يا فلان فاشفع فيقوم الرجل فيشفع للقبيلة ولأهل البيت وللرجل وللرجلين على قدر عمله رواه البيهقي عن ابن عمر
رضي الله عنهما
۳ سورة البقرة من الآية ٢٥٥
٤ رواه الإمام مالك والإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأوله خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن الخ
٥ سورة ال عمران من الاية ٦٤
۸۱۰

والجواب عنه أنه عليه السلام إنما لم يعين الثمن للعلم به في الكتاب وهو قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ أَشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَهُم ١ الآية وأما الشراء فإنه يسوغ أن يُطلق على البائع والمبتاع لأن كل واحد منهما في الحقيقة بائع ومُشْتَرِ فالمؤمن الحقيقي ليس له في نفسه شيء وإنما هو عليها أمين مثل الوصي على اليتيم ينفق عليه بالمعروف ولا يتعداه لأن المؤمن قد باع نفسه فليس له فيها ملك وإنما هي ملك للمولى سبحانه وتعالى وتركها عنده على سبيل الأمانة فقيل له افعل لا تفعل فهو يمشي على ذلك الأسلوب لا يتعداه فإن أخل بشيء مما أمر به ونُهي عنه فيها فقد وقعت منه الخيانة في الأمانة التي اؤتمن عليها فيحتاج عند وقوع الخيانة أن يعترف لصاحب الأمانة بفعله الذميم ويتوب إليه مما ارتكب من الخيانة ما دام يجد لذلك سبيلاً فلعله أن يعفو عنه فيما مضى ويتداركه بالإعانة على حسن الأمانة فيما بقي ولأهل الصوفة فيما نحن بسبيله من الآي والحديث الحجة البالغة والأدلة القاطعة إذ إن أول شرط عندهم بعد الزهد قتل النفس ومعنى قتل النفس عندهم ما نحن بسبيله بيعها من الله واتباع أمره فيها في كل أحوالها وترك حظوظها ولأجل هذه القاعدة التي قعدوا عليها ابتداء أمرهم كانوا في أفعال البر لهم القدم السَّبق وكانوا فيما يُجري الله عليهم في الدنيا من المقدور من ابتلاء أو نعماء راضين مستسلمين لا يعترضون ولا يدبرون لأنهم يرون أنهم ليس لهم في نفوسهم شيء حتى يريحوها من خدمة من اشتراها منهم ويرون أن رَبَّ الشيء وصاحبه هو أولى بالتدبير فيه والنظر وتدبير غيره ونظره من الفضول فهم الذين حصل لهم من ميراث نبيهم أوفر نصيب لأنه عليه السلام كان لا يستنصر لنفسه فإذا رأى حرمة من حرم الله تُنتهك كان أسرع الناس إليها نُصرة وهم ماشون على هذا الأسلوب كما قررناه ومما يشهد لذلك ما حكي عن بعض فضلائهم وهو إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه أن سائلاً سأله أي الأيام كان أسرّ عليك فقال يوم نتفت لحيتي فانظر مع أنه كان له مُلْكُ خراسان والعراق لم يمرّ عليه يوم أسَرّ مما ذكر وما ذاك إلا لكونه حصل له فيه من الميراث الذي قدمنا ذكره نصيب لأن نتف اللحية مما لا تصبر النفس عليه في الغالب وتأخذ بالثأر وتطلب النصرة بكل ممكن يمكنها لما يلحقها فلما أن فَعِل به ذلك وبقيت نفسه حين الفعل راضية مستسلمة سُرّ بذلك لأجل هذه الصفة التي تحصلت له لا للفعل نفسه هذا حالهم في ترك الاستنصار للنفس
والرضاء والتسليم

۱ سورة التوبة من الآية ۱۱۱ إبراهيم بن أدهم ت ١٦١ هـ / ۷۷۸م زاهد مشهور أبوه من أغنياء بلخ جال في العراق والشام والحجاز وأخذ عن كثير من علمائها عاصر سفيان الثوري وله معه صحبة وأخبار انظر ترجمته في الحديث ۱ والطبقات الكبرى ٥٩/١
۸۱۱

وأما حالهم في الطرف الآخر - وهو غضبهم ونصرتهم لأمر الله - فيشهد لذلك ما حكي عن
بعض فضلائهم أنه مر يهودي من أهل الذمة وجماعة من المسلمين قد اجتمعوا على ظلمه فردَّ يده على ما كان عنده من السلاح وقال والله لا أترك ذمة محمّد تخفر وأنا حي فخلصه من بين
أيديهم ومثل هذا عنهم كثير
وقوله عليه السلام يا بني عبد مناف إلى قوله ويا فاطمة يرد عليه سؤالان وهما يتضمنان أسئلة جَمَّة وهو أن يقال لم خص عليه السلام العباس بتعيينه عن غيره من الرجال ولم خص صفية عن غيرها من النسوة بالتعيين وكذلك في فاطمة لِمَ عيّنها عن أخواتها ولم ذكر لفاطمة اسمه وذكر الصفية الرسالة ولم يذكر فيما قبل اسماً ولا رسالة
والجواب عن الأول أن تعيين العباس عن غيره من الرجال فيه من المعنى ما تقدم في تخصيص القرابة بالإنذار فلما أن كان العباس عمه كان الإنذار إليه تخصيصاً ليمتاز بذلك عن غيره ومن كان في درجته في القرابة يحصل له الإنذار في ضمن الإنذار للعباس وكذلك الجواب عن تعيين صفية عن غيرها من النسوة وكذلك الجواب على تعيين فاطمة دون أخواتها والجواب عن الثاني وهو أنه عليه السلام إنما لم يذكر أولاً اسماً ولا رسالة لأنه قام في الإنذار اتباعاً لصيغة الأمر وإنما ذكر الرسالة لصفية إزالة لما يقع في بعض الأذهان الفاسدة من رفع الرسالة أو بعضها لما يتوهم من عموم قوله لا أغني عنكم من الله شيئاً وإنما خص فاطمة بالاسم دون أخواتها لكي تقع الموافقة في الاسم كما هي في المعنى لأنه عليه السلام قال هي بضعة مني فكما ذكر اسمها ذكر اسمه
وقوله عليه السلام لفاطمة سليني من ما لي ما شئتِ فيه دليل على أن النيابة والإعطاء فيما عدا الدين سائغة وفي أعمال الدين ممنوعة وبه يستدل مالك رحمه الله تعالى حيث يقول إن أعمال الأبدان لا ينوب فيها أحد عن أحد لأن الإنذار هنا تحضيض على القيام بالأمر والنهي لقوله عليه السلام اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا فالشراء هنا عبارة عن القيام
بالأمر والنهي
وقوله بعد ذلك سليني من ما لي ما شئت دال على أن النيابة في أعمال الدين لا تجوز ولو جاز ذلك لكان عليه السلام يتحمل عنها وعن غيرها من أهله بما يخلصهم به فإذا كان هو عليه السلام لم ينب في ذلك عن غيره فمن باب أولى الغير
ولقائل أن يقول لم خص عليه السلام فاطمة رضي الله عنها بأن قال لها سليني من ما
لي ما شئت ولم يقل ذلك لصفية ولا لمن تقدمها بالذكر
۸۱

والجواب عنه من وجهين الوجه الأول أنه عليه السلام إنما خص فاطمة بذلك من
جهة صغر سنها لأن ما قاله فيه للسامع رُغب عند الإخبار به ابتداء فأزال عليه السلام عن فاطمة ما يلحقها من ذلك لطفاً منه بها ورحمة لأنه ليس جلدها كجلد الكبير الوجه الثاني وهو الأظهر أن قوله عليه السلام لفاطمة رضي الله عنها سليني من مالي ما شئتِ لا أغني عنك من الله شيئاً فيه إشعار للغير وإبلاغ له في الإنذار لأنهم يقولون هذه هي فاطمة التي هي منه حيث هي وأخبرها بأنه يفعل لها ما تطلبه منه عدا أعمال الدين لا يقدر لها على رفع شيء منه عنها فكيف بذلك في غيرها فبمتضمن هذا الكلام يحصل الإبلاغ في الإنذار للغير والله عزّ وجلّ أعلم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

-١٢٦-
حديث جواز استعمال بهيمة الصدقة للضرورة
عَن أبي هريرةَ رضي الله عَنْهُ أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى رجُلاً يَسوقُ بَدَنَةٌ ١ فَقال اركبها فقال يا رسولَ الله إنَّها بدنَة فَقالَ اركبها وَيْلَك ٢ أو ويحك ٣ في الثانية أو
في الثالثَةِ ٤

ظاهر الحديث يدل على جواز ركوب البدنة للضرورة والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول أن الإمام ينظر في حال رعيته ويدبر أمرهم لأنه لولا أن النبي يا ليل ولو كان يتفقد أصحابه بالنظر لما رأى صاحب البدنة فأمره بركوبها وقد قال عليه السلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعلى هذا المنهاج سار الخلفاء رضي الله عنهم بعده يشهد لذلك ما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد بعض أصحابه من صلاة الصبح فلما أصبح مرّ على أمه فسألها عنه وليس هذا مقتصراً على الإمام وحده لا غير بل هو عام في كل الناس عن آخرهم وقد بينا عموم ذلك في الكلام على قوله عليه السلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الوجه الثاني أن الضرورة لها حكم يختص بها ويباح لأجلها ما يمنع في غيرها لأن ركوب البدنة ممنوع شرعاً فلما أن أدّت الضرورة إلى ركوبها لكون صاحبها لم يكن له مركوب أباح الشارع عليه السلام ذلك لكن يشترط في الضرورة أن تكون ضرورة شرعية وأن ما يستباح لأجلها قد اغتفره الشارع عليه السلام في مثلها فإن عُدِم هذا الشرط فلا تجوز الإباحة
۱ بدنة ناقة أو بقرة تنحر بمكة قرباناً الله تعالى
ويلك الوَيْل كلمة تقال لكل من وقع في عذاب أو هَلَكة وأصل الويل في اللغة العذاب والهلاك ۳ ويحك الوَيْح كلمة تقال رحمة لمن تنزل به بلية وتضاف ويل و ويح إلى ضمير أو اسم صريح وتنصبان
على إضمار فعل
٤ يعني أن الرجل كرّر كلامه وأجابه النبي عليه السلام
٨١٤

الوجه الثالث جواز المراجعة لأهل الفضل إذا لم يفهم المخاطب ما قيل له لأن صاحب البدنة لما أن قال له النبي الله اركبها احتمل عمـ هل يكون النبي لا لا لا اعلم أنها بدنة أو لم يعلم النهي عن الركوب لها فراجع لأجل ذلك الاحتمال حتى فهم ما أراده النبي
وقد تقرر عنده
لكن تكون المراجعة لهم بتأدب ووقار لأن هذا الصحابي رضي الله عنه سأل بتأدب واحترام فلم يقل له إنك قد نهيت عن ركوب البدنة ولكن ناداه بأحب الأسماء إليه وهو رسول الله ثم قال له إنها بدنة سؤال استرشاد وتعلم وإنما زاد على الاثنتين ـ إن كان زادها ـ لكونه احتمل عنده هل سمع النبي و ما قال أو لم يسمع فأعاد الثالثة لكي يزيل عنه ما يتخيل من ذلك وإنما الله قال له النبي وَيْلك في آخر الكلام لكي يُعلمه أنه سمع منه ما قال وقد تقرر أن دعاء النبي على أمته دعاء لهم لادعاء عليهم كما تقدم في الأحاديث قبل
الوجه الرابع ما الحكمة في تقليد ۱ البدنة وإشعارها وذلك شهرةٌ لها وقد تقرر من
الشرع على ما نقله العلماء أن الأفضل فيما عدا الفرائض هو الإخفاء والجواب من وجوه الوجه الأول إن من العلماء من يقول إن أمور الحج كلها فرض فعلى هذا فالأمر على
بابه
الوجه الثاني أن سنن الحج كلها بخلاف غيرها لأنها ظاهرة فالحكمة بأن جعلت ظاهرة ليكون الأمر متناسباً
الوجه الثالث أن بالتقليد وَجَبَت فجعل علماً على وجوبها لهذه الفائدة بكون ذلك العلم فيه قطعاً للنفس من الطمع في الرجوع فيها فيكون فيه معنى من باب سد الذريعة وقد تكون واجبة بنذر أو غيره فيكون ذلك علماً لها من أجل ما ذكرناه ومن أجل ألا تختلط مع غيرها وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
٨١٥
۱ التقليد وضع قلادة أو علامة في العنق
33

حديث جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه
عَنِ ابن عبّاس رضيَ الله عَنهُما أنّ سَعدَ بن عُبادة ۱ تُوفِّيَت أُمُّهُ وَهُوَ غائِب عَنها فَقالَ يا رَسولَ الله إن أُمي تُوفِّيت وأنا غائب عنها أينفعها شَيْءٌ إِنْ تصدَّقتُ به عَنها قالَ نعم قالَ فإنّي أشْهِدُكَ أنَّ حائطي ٢ المخرافَ ٣ صَدقَةٌ عَنها
*
ظاهر الحديث يدل على جواز الصدقة عن الميت وأن ثواب ذلك يصل إليه والكلام عليه
من وجوه
الوجه الأول السؤال للعالم عند الجهل وتركُ الحكم بالرأي لأن هذا الصحابي رضي الله عنه لما أن لم يكن له علم هل تنفع صدقته بتلك النية التي أراد أم لا لم يُقدم عليها برأيه وإنما سأل النبي وحينئذ أقدم على الفعل بعد العلم بالحكم
الوجه الثاني فيه دليل على جواز السفر بحضرة الأبوين لأن هذا الصحابي رضي الله عنه سافر وأمه بالحياة لكن يشترط فيه إذن الأبوين وقد تكلم الفقهاء في ذلك وإنما سكت عن الإخبار بالإذن في هذا الحديث للعلم به
الوجه الثالث أن بر الوالدين مطلوب بعد مماتهما لأن الصدقة عنهما من ذلك الباب وقد صرح الشارع عليه السلام بذلك في غير هذا الحديث حين سأله بعض الصحابة عن ذلك فقال
۱ سعد بن عبادة سلفت ترجمته في الحديثين ۸ و ۱۱۹
الحائط البستان
۳ المخراف اسم للبستان أو صيغة مبالغة للبستان الذي يثمر من ثمر النخيل وفي بعض الروايات المَحْرَف
وهو حائط النخيل الذي يُخرَف يُجتنى منه الرُّطب
٨١٦

له أن تُنفِذ وصيّتهما وتَبَرّ صديقهما ۱ فقد يكون المرء عاقاً في حياة الأبوين باراً لهما في الممات وقد يكون بالعكس
الوجه الرابع فيه دليل على أن الأفضل المسارعة إلى أفعال البر إذا علمت حتى يكون العلم مستصحباً بالعمل لأن هذا الصحابي رضي الـ عنه لما أن أخبره النبي الله بجواز الصدقة وعلم أن له فيها الأجر أخرجها من حينه فأشهد النبي على صدقته وعلى هذا الأسلوب كان حال الصحابة رضي الله عنهم مهما زاد أحدهم في علمه ظهرت في عمله حتى إنهم كانوا يعرفون زيادة علم الإنسان في عمله وكذلك التابعون بإحسان إلى يوم الدين لأن العلم مع ترك العمل حجة ووبال على صاحبه
الوجه الخامس فيه دليل على الإشهاد بالصدقة لأن هذا الصحابي رضي الله عنه أشهد النبي على صدقته والحكمة في ذلك اغتنام صدق النية في العمل حين حصول العلم فيبت الأمر لتُؤْمَنَ غائلة النفس ومكر العدو وقد جاء في الحديث إن المرء لا يتصدق بصدقة حتى يفك بها لَحْيَيْ سبعين شيطانا ۳
الوجه السادس فيه دليل على أن إظهار الصدقة في مثل هذا الموضع أفضل من إخفائها لأن هذا الصحابي رضي الله عنه قد أظهر صدقته هنا ولم يخفها والحكمة في ذلك ما ذكرنا في الوجه قبله - وهو اغتنام صدق النية - لأنه حصل له صدق النية عند الإخبار فاغتنمها لما جاء أوقع الله أجره على قدر نيته ٤ فلما حصل له صدق النية عند الإخبار لم يترك الحاصل لِلْمُمكن والحاصل هو صدق النية في هذا الوقت والممكن هو ما في صدقة الإخفاء من الأجر لأنه جاء فيه تحضيض كثير من الشارع عليه السلام وبالغ في التحضيض على ذلك حين قال حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ٥ فدل بهذا أن حسن النية في الصدقة مع الإظهار أفضل من ضعف النية
1 أخرج أبو داود وابن ماجه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من بني سَلِمة فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرَّحِم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما إنفاذ عهدهما أي إمضاء وصيتهما وما عهدا به قبل موتهما ٢ أي الشيطان ۳ أخرجه الإمام أحمد والبزار والطبراني وابن خزيمة عن بريدة رضي الله عنه بلفظ لا يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً كلهم ينهى عنها و اللحي منبت اللحية من الإنسان وغيره وهما لخيان ونقول إن المراد كسر شوكة النفس والعدد ۷۰ يراد به الكثرة ٤ رواه الإمام مالك والإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن جابر بن عتيك رضي الله عنه انظر الحديث السابع ٥ أول الحديث سبعة يظلهم الله
۸۱۷

فيها مع الإخفاء لأن هذا الصحابي رضي الله عنه قد فعل وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على فعله ولم يشر
إلى غيره
۱
الوجه السابع فيه دليل لأهل الصوفة على قولهم الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك ومعناه عندهم اقطع الوقت بالعمل لئلا يقطعك بالتسويف وفعل هذا الصحابي هنا من ذلك الباب ولأن الله عزّ وجلّ قد قال وَسَارِعُوا و سَابِقُوا ١ ولا تكون المسارعة والمسابقة إلا بسرعة العمل ولهذا كان بعضهم مرة في بيت الخلاء في يوم شديد البرد وكان عليه ثوبان وكان بعض الإخوان في الموضع عليه أطمار ثياب فخطر له وهو في بيت الخلاء أن يخرج لصاحب تلك الثياب الأطمار عن أحد الثوبين اللذين كانا عليه فجرده من حينه في موضعه ذلك وصاح به ورماه إليه فلما خرج سأله الشيخ كيف تكلمت في بيت الخلاء فقال خشيت على نيتي أن تَحُولَ عند الخروج فشكر ذلك منه

الوجه الثامن فيه دليل لمالك رحمه الله تعالى حيث يقول بأن الصدقة تجوز بغير أن يحدها لأن هذا الصحابي رضي الله عنه تصدق بحائطه ولم يحده وأجاز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولو كان بيعاً لما جاز حتى يحده
الوجه التاسع فيه دليل لمالك رحمه الله تعالى حيث يقول بأن الصدقة تجب بالقول لأنه قال أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها وأقره النبي الله على ذلك ولم يطلب منه زيادة
في الوجوب
الوجه العاشر فيه دليل على تحمل الحاكم الشهادة في غير موطن الحكم لمن أشهده بها وحمّله إياها لأنه لما أن سأل هذا الصحابي النبي الله وأخبره بما أخبر أشهده على صدقته كما ذكر والنبي صلى الله عليه وسلم و هو الحاكم بإجماع لكن لم يكن هذا الموطن موطن حكم وإنما كان موطن سؤال
وجواب
الوجه الحادي عشر فيه دليل على أن للرجل بعد إشهاده على الصدقة أن يتصرف فيها أعني في تفريقها لأنه لما أن أشهد النبي لا الهلال على صدقته لم يقل له النبي الله أعطي فلاناً وامنع عن فلان وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

۱ الكلمة الأولى إشارة إلى قوله تعالى وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ـ آل عمران من الآية ۱۳۳ والكلمة الثانية إشارة إلى قوله تعالى سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ - الحديد من الآية ۱
أطمار مفردها طِمْر وهو الثوب الخلق البالي
۸۱۸

حديث جواز اتخاذ الخادم للرجل الصالح
عَن أنس رضي الله عَنهُ قالَ قَدِمَ رَسولُ الله الله المدينةَ لَيسَ لَهُ خادِم فَأَخَذَ صلى الله عليه وسلم أبو طلحة ۱ بيدي فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقالَ يا رسولَ الله إِنَّ أَنَساً غُلام كَيْسٌ فَلْيَحْدُمْكَ قَالَ فَخَدَمْتُهُ في السَّفَرِ وَالحَضَرِ ما قالَ لي لشَيءٍ صَنَعتُهُ لِمَ صَنعتَ هذا هَكَذا ولا لِشَيْءٍ لِمَ لَمْ تَصنَع هذا هَكذا
ظاهر الحديث يدل على جواز اتخاذ الخادم وكذلك في العكس وهو عدم اتخاذه لأن النبي كان بغير خادم فلما أن قدم المدينة وأتي بالخادم قبله فعلى هذا فالأمران سيّان والكلام
عليه من وجوه
الوجه الأول فيه دليل على أنه ليس من شرط الحاكم اتخاذ الخادم رداً على من قال بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حاكماً قبل قدومه إلى المدينة وفي حال قدومه ولم يكن له إذ ذاك خادم وإنما حمل من قال بذلك الفقه النفساني - فلا يعبأ بقوله لأنه ليس الجائز كاللازم - وكون النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ الخادم حين قدومه المدينة وهو اخر الفعلين من حاله عليه السلام وكانوا يأخذون من أفعاله وأقواله بالأحدث فالأحدث لكن هذا ليس بالقوي لأن النبي لا لا لا ل ل ل لم يعمل على اتخاذ الخادم ولا طلبه حتى جاءه متبرعاً كما مرّ الكلام عليه فالأمر بالسواء والله تعالى أعلم
1 أبو طلحة هو زيد بن الأسود بن حرام الأنصاري الخزرجي النجاري وهو زوج أم سُليم والدة أنس وفي لا الهلال مناقب أبي طلحة أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي المجوب به بحجفة بترس له وكان أبو طلحة رجلاً رامياً شديد القِد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثاً وكان الرجل يمرُّ معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة فأشرف النبي لا ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف فيصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمّرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرَبَ على متونهما تحملانها على ظهورهما وتقفزان بها وثباً تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملانها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثاً

٢ كيس من كاس يكيس كيساً عَقل وظرُفَ وفطن فهو كَيْس وكيس
۸۱۹

الوجه الثاني قوله فأخذ أبو طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله فيه دليل على أن الكفيل له الحكم على من يكفل بما له فيه مصلحة لأن أبا طلحة لما أن رأى المصلحة لأنس في خدمة النبي الله محمله عليها وأقره النبي الله على ما فعل ويترتب على هذا أن خدمة أهل الفضل تزيد الخادم بها شرفاً ولذلك أجبر أبو طلحة أنساً على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم الوجه الثالث فيه دليل على جواز خدمة اليتيم إذا كان ذلك برأي كفيله لأن أنساً لم يكن له أب وقد قبله النبي صلى الله عليه وسلم من وليه للخدمة فلو كان غير جائز لم يقبله النبي صلى الله عليه وسلم الوجه الرابع فيه دليل على جواز خدمة الصبي الصغير إذا كان وليه المتبرع بذلك لأن النبي قد اجتزأ بتبرع الولي في ذلك الوجه الخامس قوله إن أنساً غلام كَيْس فَليخدمك فيه دليل على أن الكيس مطلوب في الخادم لأنه قدَّم الكيس وبعد ذلك قال له فَلْيخدمك فلولا أن الكيس كان عندهم مطلوباً في الخديم لما قدمه
ويتعلق بهذا من الفقه أن يذكر ما في الشخص من المحامد بقدر ما يرشح إليه لتقع الرغبة فيه في ذلك الشأن والمعرفة بمكانه فيه وكذلك كل ما يتقرب به الناس بعضهم البعض يذكر ما فيه من المحاسن ليعرف قدره ويكون أجدر بتحصيل القبول لأن الفضائل مخفية لا تُعلم إلا بالوصف أو بالإدراك عند المخالطة فإن كان مدحاً لغير هذه الفائدة فهو داخل في عموم قوله عليه السلام قطعتم ظَهرَ الرجل ۱ ويستحب في ذلك الإيجاز والاختصار من غير تطويل ولا إكثار لأنه قال له إن أنساً غلام كيس فأوجز في العبارة وأجمع الوجه السادس فيه دليل على جواز هبة المنافع كهبة الأعيان لأنه قال له فَلْيخدمك والخدمة هِبَة منفعة لا عَيْن
الوجه السابع فيه دليل لمالك رحمه الله تعالى حيث يجيز الهبة غير محدودة ولا معينة لأنه قال له فليخدمك ولم يعين له الخدمة ولا زمانها
الوجه الثامن فيه دليل على جواز استنابة الصبي في الأمر اليسير لأن نفس الخدمة تقتضي النيابة في بعض الأشياء وكذلك كان عليه السلام يفعل الوجه التاسع فيه دليل على جواز انعزال الصبي عن وليه بشرط أن يكون في موضع يَأْمَن عليه مما يتوقع لأن أنساً انعزل عن وليه وبقي في خدمة النبي هلال الهلال عشر سنين
1 أخرجه أبو نعيم عن أبي موسى رضي الله عنه بلفظ قَطَعْتَ
۸۰

الوجه العاشر قوله فخدمته في السفر والحضر فيه دليل على جواز سفر الصبي الصغير بشرط أن يكون فيه كياسة حتى يكون من حيث يدبر مصالح نفسه
1
الوجه الحادي عشر قوله م قال لي لشيء صنعته إلى اخر الحديث فيه دليل على حسن خلق النبي وكثرة ما أمده الله عزّ وجلّ به من قوة اليقين لأن أنساً بقي في خدمته عليه السلام عشر سنين ثم مع طول السنين ومباشرة الخدمة لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم قَطُّ لِمَ فعلت هذا هكذا ولا لِمَ لَمْ تفعل لما أن كان عليه السلام هو الذي أتى للناس بالإيمان واليقين أُعطِيَ منه أجزل نصيب وأتى الناس بعده وورثوا منه بقدر هممهم ومقاصدهم وإليه أشار عليه السلام بقوله لم يفضلكم أبو بكر بصوم أو صلاة ولكن بشيء وقر في صدره والشيء الذي وقر في صدره هو قوة اليقين حتى كان يقول كأني أنظر إلى العهد لما أن كان صاحب النبي الله في الغار وخليفته بعد الانتقال أجزل الله له في الميراث أكثر ممن أتى بعده وكذلك كل من كان له قدر في الدين إنما علا وارتفع بحسب ما أجزل له من ذلك الميراث وخص به
ثم بقي على الحديث سؤال وارد وهو أن يقال العمل على هذا الحديث يؤدي إلى ترك تأديب الأولاد لأنه إذا كان المرء ينظر إلى ما فَرَّرْتُم لم يبق فيما يؤدب الولد ۳ وذلك إلى أن يكبر
الولد على غير حال مَرْضِيّ في تصرفه وقد جعل عليه السلام تأديب الولد أفضل من الصدقة والجواب عنه أن الأمر كذلك لكن في الحديث ما ينفصل به عن ذلك السؤال لأنه قال فيه غلام كيس والكيس شرعاً هو الذي لا يقع منه خلل في الدين فلما أن اختار الله عزّ وجلّ أنساً لخدمة نبيه عليه السلام أعطاه من ميراث الهدى نصيباً لقوله عليه السلام أدبني ربي فأحسن تأديبي ٤ أي هداه إلى كل شيمة مَرْضِيَّة وأخلاق سَنِيّة فإذا حصل للولد نسبة من هذا الميراث لا يحتاج إلى تأديب فإذا كان بعكس هذا الكيس فالتأديب إذ ذاك مأمور به وهو لا يعارض ما نحن بسبيله للمعنى الذي ذكرناه
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ وهذا مدح لأنس رضي الله عنه في الوقت ذاته لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسكت على مخالفة إن وجدت وفي الكلام إشارة لأدب أنس رضي الله عنه من ك لام الشيخ محمد النبهان رضي الله عنه
سبقت الإشارة إلى أن هذا غير حديث في أكثر من موضع والله أعلم
۳ يريد فيم يؤدب الولد ولم يحذف ألف ما ٤ معناه صحيح وأسلوبه بليغ ولكن العلماء اتفقوا على ضعف إسناده منهم العسكري في الأمثال وأبو نعيم في تاريخ أصفهان وأبو سعد السمعاني في أدب الإملاء والسخاوي في المقاصد الحسنة وابن حجر في بعض فتاويه وابن تيمية قال لا يعرف له إسناد ثابت
۸۱

-١٢٩-
حديث أفضل الأعمال
عَن عَبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عَنهُ قالَ سَألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قُلتُ يا رسول الله أي العملِ أفضَلُ قالَ الصَّلاةُ على ميقاتها قُلتُ ثُمَّ أَيُّ قالَ بِرُّ الوالدين قُلتُ ثُمَّ أي قالَ الجِهادُ في سَبيلِ الله فَسَكَتْ عَن رَسُول الله وَلَو استَرْدتُهُ لَزادَني
وجوه

ظاهر الحديث يدل على فضل هذه الأعمال المذكورة فيه على ما سواها والكلام عليه من
الوجه الأول قوله أي العمل أفضل هل مراده بالأفضلية كثرة الثواب وتضعيف الأجر أو ما يقرب إلى الله تعالى وإن كان المعنيان يقرّبان إلى الله عزّ وجلّ لكن إذا اجتمعا بُدىء بالذي يقرب إلى الله أكثر مثال ذلك الزكاة وما أشبهها من الفروض فيها تضعيف الأجر وإن كانت لا تخلو من التقرب إلى الله سبحانه وبرّ الوالدين ليس فيه تضعيف أجر محدود وقد جعل عزّ وجلّ رضاهما مع رضاه وسَخَطُهما مع سَخَطِهِ فهذا أجلّ في القرب مع أنه لم يذكر فيه تضعيف الأجر
يشهد لهذا ما روي أن أحد الصحابة كان كثير التعبد والمجاهدة فلما احْتُضِرَ منع الشهادة فجاء النبي يا فاستدل على أمه فإذا هي غضبانة عليه من أجل أنه كان يُؤثِر زوجته عليها فسألها النبي في الرضا عنه فسخّرها الله للإجابة ببركة النبي الله فدعت لولدها ورضيت عنه فانطلق لسانه بالشهادة فقال عليه السلام سَخَطُ أُمِّه مَنَعَهُ من الشهادة ١ أو كما قال
1 رواه الطبراني والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه وفي رواية المؤلف ابن أبي جمرة زيادات ليست في مختلف الروايات التي بين أيدينا أورد الشيخ أحمد بن محمد بن
الصديق الغماري في كتابه برّ الوالدين جميع طرقه
۸

فانظر اجتهاد هذا الصحابي في أنواع التعبد لم ينفعه مع الإخلال بهذا الجزء اليسير الذي هو إيثار الزوجة على الأم بغير جفاء فكيف ينفع تضعيف الأجر لمن ليس فيه من هذا الحال شيء فبان بهذا ما قررناه وهو أن الأعمال على قسمين قسم لتضعيف الأجر والتقرب إلى الله سبحانه تعالى وقد تقدم مثاله وقسم يُبَتَغَى به التقرب إلى الله سبحانه وتعالى لا غير وهو مثل بر الوالدين وما أشبهه مع أنه يتضمن الأجر لكن ذلك إلى الله ليس للبشر فيه مجال وتبين به أن سؤال الصحابي كان على هذا الجنس أعني عما يقرّبه إلى الله سبحانه وتعالى لما تضمنه جواب النبي ومن يسأل عن الأفضل أبداً لا يترك غيره وإنما سؤاله لكي يهتم بالأفضل ويزيد
عليه محافظة
الوجه الثاني قوله عليه السلام الصلاة على ميقاتها إلى آخر السؤال يرد عليه سؤال وهو
أن يُقال لِمَ قدّم الصلاة على بر الوالدين ولِمَ قَدَّم الوالدين على الجهاد
الجواب عنه أن الصلاة إنما قدمت لأجل أنها رأس الدين وعمدته وبها قوامه ولا يصح الدين إلا بها ومتى وقع فيها خلل لم ينفع غيرها من الأعمال بدليل أحاديث كثيرة جاءت في ذلك فمنها قوله عليه السلام بين الإسلام والكفر تَرْكُ الصلاة ۱ ومنها قوله عليه السلام موضع الصلاة من الدين موضِعُ الرأس من الجسد ۳ ومنها قوله عليه السلام أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت منه نُظر في باقي عمله وإن لم تُقبل منه لم يُنظر في شيء من عمله ۳ إلى غير ذلك مما جاء في هذا المعنى وأما بر الوالدين فإنما قدمه عليه السلام على الجهاد لأن الله عزّ وجلّ قد فرضه وأكد فيه ولم يجعل فيه عذراً وقرن رضاهما برضاه فقال تعالى أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَلِدَيكَ إِلَى الْمَصِيرُ وَإِن جَهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبَهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ٤ فانظر مع الكفر لم يرخص عزّ وجلّ في عقوقهما فكيف بهما مؤمنين وقد قال تعالى فَلَا تَقُل لَّهُمَا أَن وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ ٥
۱ رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه رواه الطبراني في الأوسط والصغير ولفظه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهور له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين موضع الرأس من الجسد
3 أخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أول ما يحاسب الناس عليه يوم القيامة من
أعمالهم الصلاة إلى اخر الحديث
٤ سورة لقمان من الايتين ١٤ و ١٥
٥ سورة الإسراء من الاية ۳

وقد قال بعض العلماء في معنى قوله تعالى ﴿ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالُ ۱ إنهم هم الشهداء الذين جاهدوا بغير إذن أبويهم فاستشهدوا فالشهادة تمنعهم من دخول النار وعقوق الوالدين يمنعهم من دخول الجنة فيبقون على الأعراف حتى يُرضِي الله عزّ وجل عنهم والديهم فيدخلهم الجنة والآي والأحاديث في ذلك كثيرة فلما أن كان فيه هذا التشديد من الله عزّ وجلّ أمر عليه السلام بعد الصلاة وإنما أمر عليه السلام بالجهاد بعد برّ الوالدين لما ثبت أن الشهداء أحياء عند ربهم يُرزَقون ولقوله عليه السلام ما أعمال البرّ في الجهاد إلا كبزقة في بحر ولأن الأعمال كلها فيها إعطاء بعض وإبقاء بعض والجهاد فيه إعطاء الكل النفس والمال مع ما
فيه من إعلاء كلمة التوحيد ثم إن الجهاد كان على الصحابة رضوان الله عليهم فرْضَ عَيْن فانظر إلى هذا النظام العجيب كيف أمر أولاً بما هو الفرق بين الإسلام والكفر وهو الصلاة ثم أمر ثانية بما فيه رضى الرحمن وهو بر الوالدين ثم أمر ثالثة بما احتوى على الخبرَينِ العام والخاص وهو الجهاد فالخير العام الذي فيه هو ظهور الإسلام والخير الخاص هو ما فيه من بذل جميع المحبوبات في ذات الله تعالى فمن نور الله بصيرته ينظر إلى هذا الترتيب العجيب فيتتبعه الأعمال بالنسبة إلى حاله فيأخذ الأفضل فالأفضل ويدخل بذلك في عموم قوله تعالى أُولَيْكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ﴾ ۳
في جميع
الوجه الثالث قوله عليه السلام الصلاة على ميقاتها يفيد استغراق الوقت كله من أوله إلى اخره متى أوقعت الصلاة فيه حصل المقصود ولكن قد جاءت رواية أخرى قال فيها الصلاة أول ميقاتها ٤ فعلى هذا فالأول عام في الوقت كله وما أوردناه مخصص بأول الوقت والعالم يُحمّل على الخاص سيما في هذا الموضع للقرائن التي قارنته وهو أن إيقاع الصلاة أول الوقت فيه براءة الذمة مما تعمرت وفيه شدة الاهتمام بأمر الله تعالى والمسارعة إليه وفي هذا من الخير ما
لا يخفى
وإنما استحب بعض العلماء تأخيرها قليلا عن أول الوقت لعلتين الأولى في مساجد
1 سورة الأعراف من الآية ٤٦
رواه الديلمي في مسند الفردوس عن جابر رضي الله عنه ولفظه - كما ذكرنا من قبل - ما أعمال العباد كلهم عند - المجاهدين في سبيل الله إلا كمثل خطاف أخذ بمنقاره من ماء البحر وفي رواية لأبي هريرة إلا كتفلة تفلها
رجل في بحر لجيّ
۳ سورة الإسراء من الاية ٥٧
على أنها رواية لعلي بن
٤ وفي الحديث روايات عدة فأما رواية الصلاة أول ميقاتها فقد أوردها الحافظ ابن حجر حفص وهو شيخ صدوق ورواية الصلاة على وقتها رواها الدارقطني والبيهقي وهي أصح الروايات وأما رواية الصلاة في أول وقتها فضعيفة وشاذة - كما في فتح الباري - كتاب الصلاة ـ باب فضل الصلاة لوقتها
٨٢٤

الجماعة لكي يجتمع الناس للصلاة الثاني الإبراد بها قليلاً في زمان الصيف للنهي الذي جاء
في
١
ذلك وأما إذا عدمت هاتان العلتان فقد اتفق العلماء فيما أعلم أن أول الوقت أفضل ۱ عدا
أبي حنيفة ومن قال بقوله وليس ما ذهبوا إليه في هذه المسألة بالقوي وقد قال أبو بكر رضي الله عنه أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمة الله وآخر الوقت عفو الله ثم قال رضوان الله أحب إلي من عفو الله وهذا يؤذن بأن إيقاع الصلاة آخر الوقت فيه شيء ما من الغفلة لأن العفو يقتضي أن يكون وقع شيء يعفى عنه
الوجه الرابع أمره عليه السلام بتلك الأفعال الثلاث فيه دليل على أن التعبد إنما يكون أولاً بالواجبات ويبدأ منها بما هو الأوكد فالأوكد
الوجه الخامس قوله ولو استزدته لزادني فيه دليل على التأدب والاحترام للعلماء وألاّ يكثر عليهم في السؤال لغير ضرورة لأن اقتصاره على تلك الثلاث وقوله بعد ذلك ولو استزدته لزادني فيه وجوه
منها ترك الإلحاح على العالم وهو من الاحترام والتأدب كما تقدم
ومنها الأخذ من الأعمال بقدر الطاقة لأن ثلاثة أفعال من أفعال البر يُحافظ عليها خير من
كثير لا يقام بحقها لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعملون بما يعلمون
ومنها أن العلم أعلاه التفقه فيه وأنجح الوسائل في التفقه تقديم العمل لقوله تعالى وَالَّذِينَ جَهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ولا تكون المجاهدة إلا بالعمل ولقوله عليه السلام من عمل بما علم رزقه الله عِلْمَ ما لم يعلم ۳ وعلم ما لم يعلم منه ما يستنبط من الأحكام من
۱ ليس هذا على إطلاقه إذ المغرب يستحب تعجيله أما الفجر فيستحب فيه الإسفار لحديث أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر ولتجميع المسلمين والناس حديثو عهد بنوم بعد عمل وجهد ولحديث ما أجمع الصحابة على أمر كالتنوير بالفجر فالتغليس منسوخ وروي في الصحيحين عن ابن مسعود أنه صلى الفجر في مزدلفة قبل
وقتها المعتاد
وأما العشاء فقد ثبت في الصحيح أن ابن عباس وأبا موسى وأبا سعيد الخدري رووا أنه أخرها إلى ثلث الليل وروى أبو هريرة وأنس أنه الا الله و أخرها إلى نصف الليل وروت عائشة أنه أعتم بها حتى ذهب عامة الليل والأفضل تأخيرها إلى ثلث الليل هذا لمن له همة اختيار الأفضل وأما الظهر فالإيراد بها في الصيف رفقاً بالمصلين لحديث أنس كان لا اله إذا صلى في الشتاء أبكر وإذا كان في الصيف أبرد رواه البخاري وأما العصر فيستحب تأخيرها لمن يريد النوافل قبلها إذ لا نافلة بعد فرضها ما لم يتغيّر قرص الشمس إلا إذا كان في التأخير تفويت الجماعة فتح القدير ۱۹۷/۱-۰ سورة العنكبوت من الآية ٦٩ ۳ رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد ضعيف عن أنس رضي الله عنه
۸۵

الأحاديث والآي فلما حصلت له ثلاثة وجوه على ما ذكرناه اقتصر على توفية العمل فيما قيل له والاهتمام به وخاف من الزيادة لئلا يعجز عن التوفية أو يقع منه نسيان
وقد حكي عن بعض الفضلاء ممن ليس في زمان الصحابة أنه كان يحضر مجلس بعض العلماء فإذا سمع مسألة واحدة خرج إذ ذاك فسئل لِمَ تَفْعَلُ ذلك فقال لأن أسمع مسألة واحدة أشتغل بها يومي خيرٌ من أن أسمع مسائل فتنسيني الثانية الأولى وكذلك الثالثة لما قبلها فيقع مني التفريط فيما سمعت وعدم التحصيل لما كنت قد وَعَيْت فإذا كان هذا الحرص العظيم في غير الصحابة فكيف به في الصحابة من باب أولى فعلى هذا - وهو الحق الواضح - إتباع العلم بالعمل أفضل من تحصيل العلم وتضييع العمل ومنها أن مراعاة العلم تكون بالعمل فترك السؤال مع علمه بالزيادة ليتفقه فيما نُص له عليه وما يتضمن على باقي الأعمال فيحصل له بذلك فضيلة استنباط العلم لقوله تعالى ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۱ والاشتغال باستنباط الأحكام وفهم المعاني من أجل الأعمال يشهد لذلك ما روي أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها ولأن مراعاة العلم على ضربين عمل واستنباط فمن عمل عليها حصلت له الدرجة العليا في العلم والعمل
الله
وهذا السيد ممن فهم ما أشرنا إليه من حسن هذا الأسلوب وما تضمنه من الفوائد لما رزقه من النور فحصل له إذ ذاك ما قصد مع التخفيف في السؤال بخلاف الفرض لأنه لا يؤخذ فيه مع حضور الشارع عليه السلام بالاستنباط ولا بالقياس أو الاجتهاد فلما أن كان سؤاله عن الأفضل اقتصر على معرفة بعض دون بعض للمعنى الذي أشرنا إليه والله المستعان
وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ سورة النساء من الآية ٨٣
٨٢٦

حديث لا هجرة بعد الفتح
عن ابن عبّاسٍ رَضِيَ الله عَنهُما قالَ قالَ رَسُولُ الله لا هِجْرَةَ بَعد الفتح
ولكن جهادٌ وَنِيَّة فَإذا استُنفِرْتُم فانفِروا
ظاهر الحديث يدل على أن الهجرة قد انقطعت بعد الفتح لكن له معارض اخر وهو قوله عليه السلام الهجرة باقية إلى يوم القيامة ۱ والجمع بينهما والله أعلم ـ أن يقال إن الهجرة من مكة إلى المدينة والإقامة بها مع النبي علي الهلال والجهاد بين يديه قد انقطعت لا تكون أبداً وأمّا غيرها من أنواع الهجرة فذلك باق لم يزل مثل الخروج من دار الكفر إلى دار الإسلام وكذلك أيضاً الخروج من موضع غلب فيه المنكر إلى موضع ليس فيه ذلك
يشهد لذلك قوله عليه السلام سيأتي على الناس زمان لا يَسْلَم لِذِي دِين دينه إلا مَن فرّ من شاهق إلى شاهق ٢ والفرار من شاهق إلى شاهق من أجل الدين هجرة لا شك فيها ثم قال عليه السلام العمل في الهَرْج كالهجرة معي ۳ وأي عمل وأي هجرة أعظم من الفرار بالدين من شاهق إلى شاهق لكن هذه الهجرة المذكورة إنما وقع الشبه بينها وبين الهجرة الأولى في تضعيف الثواب والأجر
وأما تلك الهجرة فقد مضت لأصحابها وهي مثل الصحبة لا تكون لغير الصحابة أبداً لقوله تعالى وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ اوَوا وَنَصَرُوا أَوَلَيكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
۱ في هذا المعنى أخرج الإمام أحمد وأبو داود عن معاوية رضي الله عنه بلفظ لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها
رواه البيهقي في الزهد وضعفه المنذري في الترغيب والترهيب باب الترغيب في العزلة ۳ رواه مسلم والترمذي وابن ماجه في الفتن عن معقل بن يسار أن النبي لا لا الاول قال العبادة في الهرج كالهجرة إليّ
۸۷

هم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ ثم قال ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَيْكَ مِنكُر ١ نعم قد يجتمعان في المعنى وهو أن العمدة فيهما معاً الفرارُ بالدِّين من موضع كَثُرت فيه المخالفةُ إلى موضع يُرجَى فيه الخير ثم الكلام على الحديث من وجهين
الوجه الأول قوله عليه السلام ولكن جهاد ونية يريد أن الجهاد باق لم يزل ولم يرتفع وأنه لا يكون جهاد حتى يكون بنيّة والنية فيه أخبر بها عليه السلام في غير هذا الحديث حين سأله الأعرابي ما القتال في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وقد مر الكلام عليه بما فيه كفاية وفيه دليل على أن نيات الخير على اختلافها مأجور صاحبها فيها ما بلغه منها عمله وما لم يبلغه وقد قال عليه السلام في غير هذا الحديث نيَّةُ المرء أبلغ من عمله ۳
الوجه الثاني قوله عليه السلام فإذا استُنْفِرتُم فانفروا أي إذا طلبتُم للجهاد فبادروا بالخروج ولا تقعدوا لأن الجهاد كان على الصحابة رضوان الله عليهم فرض عين فلا يجوز لهم الجلوس إذا سمعوا الاستنفار وكذلك من أتى بعدهم إذا كان الجهاد عليهم فرضَ عَيْن فحكمُهم حكمُ الصحابة إذا استنفروا ومن كان عليه فرضَ كفاية فهو بالخيار إن شاء خرج له الأجر وإن لم يخرج فلا حرج لكن ذلك بشرط أن يعلم الفرق بين فرض العين والكفاية والفرق بين فرض الكفاية وفرض العين 4 قد ذكر في كتب الفقه فإذا تحقق المرء بلسان العلم بأن الجهاد في حقه فرض كفاية فحينئذ يكون مخيّراً لئلا يكون بقعوده عاصياً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
٤
وفي الحديث إشارة صوفية وهي على ثلاثة أوجه
الوجه الأول في قوله عليه السلام لا هجرة بعد الفتح قد أخبر عليه السلام في غير هذا الحديث بأن الجهاد جهادان أكبر وأصغر ٥ فقال عليه السلام هبطتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس ٦ فإذا كان الجهاد على قسمين فكذلك يلزم في الهجرة أن
۱ سورة الأنفال الآية ٧٤ ومن الآية ٧٥
رواه الإمام أحمد والشيخان وأصحاب السنن عن أبي موسى رضي الله عنه
۳ رواه الحكيم الترمذي والعسكري في الأمثال عن ثابت البناني بلاغاً بلفظ نية المؤمن أبلغ من عمله ٤ فرض العين ما أوجبه الله عزّ وجلّ على كل فرد من عباده كالصلاة مثلاً إذ لا يقوم غيره بأدائها عنه نيابة أما فرض الكفاية فهو ما أوجبه الله على عباده وإذا قام به البعض سقط عن الباقين كالصلاة على الجنازة مثلا
٥ ليس هذا حديثاً وإنما هو من تفصيل المؤلف رضي الله عنه
٦ رواه البيهقي في الزهد بلفظ قدمتم خير مقدم من جهاد الأصغر إلى جهاد الأكبر قيل وما جهاد الأكبر
قال مجاهدة العبد هواه
۸۸

تكون كبرى وصغرى فالصغرى على ما تقدم والكبرى هي هجرة النفس من مألوفاتها وشهواتها وإخوانها وأهليها وبنيها وردها إلى الله تعالى في كل أحوالها وقد نص عزّ وجلّ على ذلك في كتابه حيث قال قُلْ إِن كَانَ ءَابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَلُ أَقْتَرَفْتُمُوهَا وَتَجَرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا ۱ فالزهد في هذه الأشياء هو المطلوب وخلق القلب والنفس منها وحقيقة الزهد هو أعلى من هذا وهو لأهل الخصوص
1,
يشهد لذلك ما حكي عن بعض الفضلاء أنه قال زهدت في ثلاثة أيام الأول في الدنيا وما فيها والثاني في الآخرة وما فيها والثالث فيما سوى الله وهذه هي الهجرة العظمى وفقنا الله إليها بمنه ولا يقدر على هذه الهجرة إلا أهل الهمم السنية والمقاصد العليَّة ومن كان ضعيفاً لا يقدر على هذه الهجرة فلا يُمهِلْ نفسه بالكلية فإن ذلك علامة على الخسران وليأخذ نفسه بالرفق والمسايسة في الجهاد والهجرة لأن المرء في نفسه شبيه بذلك لأن بدنه كالمدينة والعقل والملك كالمسلمين والشيطان والنفس والهوى أعداء فيحتاج أولاً إلى الهجرة من دار الحرب إلى
دار الإسلام
والهوى والشيطان ورجوعه إلى رأي العقل والملك يفتح بلاد العدوّ والفتح هنا عبارة عن أسر النفس والشيطان والهوى وأن يكون العقل والمَلَك هما الأمران الناهيان على الجوارح فإذا حصل للمريد هذا الحال فلا يحتاج بعد ذلك إلى جهاد - أي إلى مجاهدة ـ لأن المجاهدة لا تراد لذاتها وإنما المقصود منها حصول هذه الصفة وقد حصلت كما أن الجهاد لا يراد لذاته وإنما يراد لفتح البلاد للإسلام وأسر العدو وإسلامه
وقد روي أن القلب كالمَيْدان فيه الملك والعقل والهوى والنفس والشيطان يعتركون فيه فأيهم غلب سكن القلب وكان هو الآمر على الجوارح فحصلت النسبة بينه وبين ما نحن بسبيله من حكم الظاهر من كل الجهات فمن له لُبّ يفهم ما أشرنا إليه ويعمل عليه يحصل إن شاء الله على المراد لكن ذلك بعد الافتقار إلى الله تعالى وطلب العون منه في كل اللحظات وإلا فلا ينفع الحذر والجهاد والهجرة في الغالب
الوجه الثاني قوله ولكن جهاد ونية فإذا حصل الفتح للمريد يحتاج عند ذلك إلى الجهاد ونعني بـالجهاد هنا المبادرة إلى أفعال البر بكل ممكن ولا يُترك بالتسويف بـ لعلّ وعَسَى فإن بذلك تفوت الغنائم فإذا ظفر بالفتح والغنيمة فيحتاج عند ذلك إلى إخلاص النية في كل الأفعال
۱ سورة التوبة من الاية ٢٤
۸۹

ويبهتل بها والحذر الحذر من وقوع العمل دونها لأن الأعمال بحسب ما احتوت عليها النيات
فإذا حصل للمريد هذا الحال فقد حصل له الجهاد والنية
الوجه الثالث قوله عليه السلام فإذا استنفرتم فانفروا وهو على وجهين فحكم يختص
بالشخص نفسه وحكم مُتَعَدُّ لغيره
فأما ما يختص بالشخص فهو أنه إذا تحصلت له هذه الحالة السَّنِيَّة - أعني الفتح والجهاد - وتخلّصت له النية على ما قررنا يحتاج عند ذلك إلى محاسبة نفسه في كل أوقاته لئلا تقع منه غفلة فيظفر العدوّ بمن ملك القلب في شيء من التصرفات فيقع بذلك الخلل بعد وقوع النصر والظفر فإذا حاسب المرء نفسه في أقل شيء يقع له من ذلك استيقظ له فرجع عنه فإن لم يقدر على تركه فقد ظفر العدوّ ثانية وظهر وهذا هو موضع الاستنفار أيضاً لأن الملك والعقل قد غلبا فيدخل أيضاً في المجاهدة حتى يزيل ما وقع وأما ما عدا الشخص فذلك لا يكون إلا لمن حصلت له هذه الأحوال التي قدمنا ذكرها
يطلب
وتمكن فيها فحينئذ يجب عليه أن ينظر في حق الغير فإذا جاءه أحد ممن غلب عقله ومَلَكه منه النصرة فيجب عليه إذ ذاك نصرته لأن هذا موضع الاستنفار والنصرة هنا عبارة عن الدعاء في ظهر الغيب وبيان كيفية خاطر المَلك والعقل للذي قد غلب عليه وبيان كيفية خاطر النفس والهوى والشيطان وبما يتحرز من وقوع الهزيمة وبما تحصل الغنيمة والله المستعان
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً

حديث المشيئة
عَن أبي هريرَةَ رَضِيَ الله عَنهُ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قالَ قالَ سُلَيمانُ بنُ دَاوُدَ عَلَيْهِما السَّلامُ لأطُوفَنَّ اللَّيلَةَ على مائَةِ امرأة أو تسع وتسعينَ كُلُّهُنَّ يأتي بفارِس يُجاهِدُ في سَبيلِ الله فقالَ لَهُ صاحِبه إن شَاءَ الله فَلَم يقُل إن شاء الله فلم يَحمِلْ مِنْهُنَّ إلا امرأةٌ واحِدَةٌ جاءَت بِشِقِّ رَجُلٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَو قالَ إن شاء الله لَجَاهَدوا في سَبيلِ الله عزّ وجلَّ فُرساناً أجمعونَ
1
ظاهر الحديث يدل على أن أمور الغيب لا يجوز القطع عليها في نُجحِ ما يُرجَى منها إلا الاستثناء والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول جواز ذكر النساء وذكر الطواف عليهن بين الأصدقاء والأصحاب وكذلك أيضاً ذكر ما يُقدم عليه من أفعال الطاعات بينهم لأن في الإخبار لهم بذلك تنبيهاً لهم على المبادرة لمثله وإن كان لم يطلب منهم لكن هذا إنما يكون بحسب النيات لأن ذكر سليمان عليه السلام الطواف على نسائه بين أصحابه فيه ذلك المعنى - على ما سيأتي بيانه بعد وفيه دليل على جواز ذكر أفعال الدنيا بل إنها طاعة إذا أريد بها الآخرة أو تكون سبباً لأمر
أُخروي لأن سليمان عليه السلام ذكر النكاح وهو دنيوي لما يترتب عليه كما ذكر وقوله على مائة امرأة أو تسع وتسعين هذا شك من راوي الحديث في أيهما قال عليه السلام الوجه الثاني فيه دليل على عظم قدرة الله عزّ وجلّ ومعجزة لسليمان عليه السلام إذ البشر عاجز عن الطواف على مائة امرأة في ليلة واحدة فأظهر الله عزّ وجلّ قدرته بأن السليمان
1 شِقُ رجل أي جزء من رجل وهذا الجزء قد يكون النصف أو ما دون ذلك والعبارة تعني أنها جاءت بولد مشوه ناقص الخلقة والتكوين

عليه السلام القوة على ذلك فكان فيها معجزةٌ وإظهارُ قدرة وإبداء حكمة ردّاً على من ربط الأشياء بالعوائد فيقول لا يكون كذا إلا من كذا ولا يتولّد كذا إلا من كذا فألقى الله عز وجل في صلب سليمان عليه السلام ماء مائة رجل وكان له ثلاثمائة زوجة وألف سُرِّيَّة ١ ليظهر خرق العادة وأنها ليست من اللازم
لكن هذا أمر قد يسبق إلى بعض الأذهان تفضيل سلیمان عليه السلام على النبي إذ النبي الله و لم يعط إلا ماء أربعين رجلاً ولم يكن له غير عشر نسوة فظاهر هذا التفضيل وليس كذلك إنما هو بالعكس وإن كان الاثنان أنبياء عظماء لكن للنبي المرتبة في الأفضلية لا يساويه فيها أحد غيره
بیان ما ذكرناه من الأفضلية هو أن سليمان عليه السلام تمنّى أن يكون مَلِكاً فقال وَهَبٌ لِي مُلكًا لَّا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى ۳ فأعطي المُلْكَ على ما قد عُلم وأعطي هذه القوة في الجماع لكي يتم له المُلْكُ على خرق العادة من كل الجهات لأن الملوك أبداً يتخذون من النساء بقدر ما
أحل لهم ويتخذون من السُّريّات بقدر ما يستطيعون عليه فأعطى الله السليمان عليه السلام تلك الخصوصية حتى يمتاز بها عنهم فكان نساؤه من جنس مُلْكِه الذي لا ينبغي لأحد من بعده
كما طلب
٤
وا النبي الا لما أن خير هل يكون نبياً مَلِكاً أبى ذلك واختار أن يكون نبياً عبداً ٥ فأُعطِي من
1 السرية الجارية المتخذة للملك أو للجماع وهي على وزن فعليَّة والفعل تسَرَّرْتُ وتسَرَّيت واختلف أهل اللغة في الجارية يتسرّاها مالكها لم سميت سُرِّيَّة فقال بعضهم نسبة إلى السِّر وهو الجماع وضمت السين للفرق بين الحرة والأمة توطأ فيقال لحرة إذا نكحت سرّاً أو كانت فاجرة سِرِّيَّة ولِلْمَمْلوكة يتسراها صاحبها سُرّية وقال أبو الهيثم السِّر السرور فسمّيت الجارية سُرّية لأنها موضع سرور الرجل جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي الله يطوف على نسائه في ساعة من الليل وهنّ إحدى عشرة امرأة قال قتادة قلت لأنس أو كان يطيقه قال كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ۳ سورة ص من الآية ٣٥
٤ لا ينبغي لأحد من بعده لا يكون لأحد مثله في عظمته وسعته وفوته من بعده ٥ في هذا المعنى روى الطبراني والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا فقال رسول الله الله يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لال محمد سفة من دقيق ولا كف من سويق فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هذة من السماء أفزعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الله القيامة أن تقوم قال لا ولكن أمر إسرافيل فنزل إليك حين سمع كلامك فأتاه إسرافيل فقال إن الله سمع ما ذكرت فبعثني إليك بمفاتيح خزائن الأرض وأمرني أن أعرض عليك أن أسير معك جبال تهامة زمردا وياقوتاً وذهباً وفضة فعلت فإن شئت نبياً ملكاً وإن شئت نبياً عبداً فأومأ إليه جبريل أن تواضع فقال بل نبياً
عبدا ثلاثاً

الخصوصية ذلك القدر لكونه عليه السلام رضي بالفقر والعبودية فأعطي الزائد بخرق العادة في
1
النوع الذي اختار وهو الفقر والعبودية فكان عليه السلام يربط على بطنه ثلاثة أحجار من شدة الجوع ١ والمجاهدة ۱ وهو على حاله في هذا الشأن - أعني في الجماع - لم ينقصه شيء والناس أبداً إذا أخذهم الجوع والمجاهدة لا يستطيعون على ذلك وقد قال عليه السلام في الصوم إنه له وجاء ٢ فكان الصوم لغيره وجاءَ وفي حق نفسه المكرمة لا ينقصه شيء فهو أبلغ في الكرامة وأظهر في المعجزة
الوجه الثالث طواف سليمان عليه السلام على مائة امرأة في ليلة واحدة يحتمل معنيين أحدهما أن يكون الليل في ذلك الزمان طويلاً متناهياً في الطول حتى كان يتأَنَّى له فيه من أجل طوله أن يجامع مائة امرأة مع طهوره وتهجده ونومه فإن حملناه على هذا الوجه فيكون قول النبي لا تقوم الساعة حتي يتقارب الزمان ۳ على ظاهر لفظه ينقص من طول الأيام والليالي وليس الحمل على هذا الوجه بالقويّ لأنه إذا كان كذلك قلّ أن يكون اليوم يبقى من طول الزمان شيء وأما المعنى الثاني - وهو الأظهر - هو أن يكون الله عزّ وجلّ أظهر له في ذلك خرق العادة فيجامع ويتطهر وينام ويقوم الليل في الطول على ماهو اليوم مثل ما أظهر عزّ وجلّ من خرق العادة لأبيه داود عليه السلام في قراءة الزبور وكان يقرأه بقدر ما تُسْرَج له دابته يوجد كثيراً في الأولياء والصالحين يفعلون بالليل وبالنهار أفعالاً لو اجتمع عليها أضعافهم لما قدروا عليها يشهد لذلك ما حكي عن بعض الفضلاء أنه كان يأتي أهله بليل ثم يتطهر ثم يقوم بربع القرآن ثم كذلك ثم كذلك إلى أن يختم القرآن قبل طلوع الفجر فلو اجتمع في هذا الفعل اثنان يقتسمانه بينهما وطال فيه ليلهما قل أن يقدرا عليه مع أن هذا السيد الذي فعل هذا الفعل قد لا يخلو من النوم إذ هو من ضرورة البشر وقد حكي من هذا المعنى كثير عن بعض أهل الصوفة فإذا كان هذا موجوداً في كرامات الأولياء فكيف به في معجزات الأنبياء عليهم صلى الله عليه وسلم لا السلام فإذا حملناه على هذا الوجه فيكون قول النبي لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان محمولاً على المعنى وليس على ظاهر لفظه وقد زدنا هذا وضوحاً في الكلام على ذلك الحديث في موضعه من الكتاب
33
1 المعروف أنه كان يربط حجرين وقد تقدم ذلك تفصيلا في مطلع هذا الكتاب قطعة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أوله يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فلْيَتَزَوَّج حديث رواه الإمام أحمد والبخاري وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه وأوله لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان إلخ وقد روى نحو هذا المعنى الترمذي عن أنس والبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً
قطعة
من
۸۳۳

1
الوجه الرابع قوله كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فيه دليل على إنواء الخير والتسبب فيه بشرط أن يكون ذلك السبب يصدر عنه في جري العادة في تلك الطاعة التي تُنوى أو تكون بعض المحتملات التي صدر عن ذلك الفعل لأن سليمان عليه السلام علق وجدان الفرسان بالوَطْء والوطءُ قد يكون منه حَمْل وقد لا يكون وإن كان فقد يكون بالإناث دون الرجال وقد يكون بهما معاً وعلى أن يكون الحمل كله بالرجال قد يكونون ممن يطيقون الحرب ويحسنون الركوب وقد يكونون بغير ذلك إلى غير ذلك من الوجوه المحتملات فإفراده أحد الوجوه من المحتملات كلها وهو أن يأتي الكل بأولاد ذكور كلهم يجاهد في سبيل الله تقوية رجاء منه عليه السلام وإبلاغ في حسن النية لأنه قد تقرر أن نية المؤمن أبلغ من عمله فهو ينوي ما استطاع أن يعقد النية عليه فإن قدر عليه فيها ونِعْمَت وإن عجز فقد حصل له أجر النية وقد قال النبي إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ٣ وكذلك فيما نحن بسبيله سواء من أتى أهله لشهوة كان له ذلك ومن أتاهن لإدخال السرور عليهن ولكي يوصل لهن حقاً واجباً لهن عليه ولكي يولد له مولود في الإسلام فيكثر المسلمون بنكاحه فله بحسب ما احتوت عليه نيته ومنه قول عمر رضي الله عنه إني لأتزوج النساء وما لي إليهن حاجة وأطأهن وما لي إليهن شهوة فقيل له ولم يا أمير المؤمنين قال رجاء أن يخرج الله من ظهري من يكثر به محمد ال الأمم يوم القيامة ٤ صلى الله عليه وسلم وإنما قال عمر رضي الله عنه هذا لكي يُقتدى به فيه لأن انعقاد النية على هذا الحال من أفعال البر وإظهار أفعال البر مع القدرة على إخفائها رياء لكن لما أن عارضته مصلحةٌ دينية أعظَمُ له في الأجر من الإخفاء صَرَّحَ بذلك ومن هذا الباب كان إخبار سليمان عليه السلام ليبين لمن حضره ما هو المقصود بالجماع ولأي شيء يراد فعلى هذا فينبغي للمرء أن يحسن نيته ما استطاع ويبالغ في ذلك جهده ثم بعد إبلاغ الجهد يستسلم الله حين الفعل فإن أراد عزّ وجلّ
إمضاء ذلك أمده بالعون حتى يحصل للمرء ما نوى وإن أراد غير ذلك فقد حصل له أجر النية ولأجل هذا المعنى أخذ أهل الصوفة في المبالغة في إنواء الخير ٥ من حيث هو خير لا
۱ يريد نية الخير وانتواءه
ذكرنا سابقاً أنه رواه العسكري في الأمثال والبيهقي عن أنس مرفوعاً
۳ متفق عليه عن عمر رضي الله عنه
٤ يكثر الأمم يغلبها في الكثرة
٥ أي نية الخير
٨٣٤

يردّهم عن ذلك شيء حتى لقد حكي عن بعض فضلائهم أنه كان مريضاً فدخل عليه بعض إخوانه فقال لهم انْوُوا بِنا حَجا انوُوا بنا رباطاً وعدّد لهم أنواعاً من أفعال البر فقالوا له كيف وأنت على هذا الحال فقال إن عشنا وفينا وإن متنا حصل لنا أجر النية
ولأجل حسن نياتهم وتتبعهم هذا المعنى كان بعض فضلائهم إذا أتى الجماع الذي هو أعظم ما يكون من الملذوذات يأتيه وهو معتبر في الحكمة في ذلك الفعل على ما هو عليه وما ينتج عنه فلو كان إتيانه للشهوة لما صدر الاعتبار في ذلك الحال فإذا كان هذا حالهم في النكاح الذي هو أعظم الملذوذات يرجع لهم بحسن نياتهم مما يتقربون به فكيف بهم في غيره من التصرفات لكن بقي على هذا الفصل سؤال وهو أن يقال قد تقرر أن العلماء أفضل من غيرهم لقوله عليه السلام ما طلب العلم في الجهاد إلا كبزقة في بحر وقد قررتم أن سليمان عليه السلام إنما أراد إعظام النية فكان الأولى على تلك القاعدة أن ينوي بهم أن يكونوا علماء والجواب عنه أن العلماء جُعِلوا لتقرير الأحكام وبيانها والفرسان جُعِلوا لنصرة الدين وإعلاء الكلمة فطلب سليمان ما هو المثبت للأصل مع أنه لا ينافي أن يكون الفارس عالماً
الوجه الخامس قوله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فيه دليل على الإرشاد لأهل الفضل بالتأدب والاحترام لأن سليمان عليه السلام لما أن نسي الاستثناء فيما
أراد فعله لم يأمره صاحبه بالاستثناء وإنما تكلم بذلك حكاية لكي يتنبه سليمان عليه السلام للاستثناء فيستثني لأن الأمر لهم فيه شيء ما من قلة الاحترام وإنما سكت سليمان عليه السلام عن الاستثناء لكونه نسي ولم يسمع صاحبه حين استثنى وأما لو سمع أو لم ينس لاستثنى لأن الاستثناء من باب تأدب العبودية مع الربوبية والأنبياء عليهم السلام أعظم الناس في ذلك الشأن ولكن لما أراد الله عزّ وجلّ غير ما إليه قصد أنساه أن يعلق ذلك بالمشيئة الوجه السادس فيه دليل على تنبيه المفضول على الفاضل وترك الهيبة له مع وجود الحق فإن سليمان عليه السلام أفضل أهل زمانه لأنه رسول والرسل أفضل أهل زمانهم لكن لما أن الاستثناء لم يكن صاحبه ليسكت له على ذلك
الوجه السابع قوله عليه السلام والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله عزّ وجل فرساناً أجمعون فيه دليل على أن نجح السعي المقطوع به أن يجمع المرء فيه بين الحقيقة وأدب الشريعة فإذا فعل ذلك نجح سعيه لا محالة لأنه عليه السلام الصادق بغير يمين فكيف باليمين ولأن سليمان لما أن نسي الاستثناء وهو الحقيقة - وقد حصل أدب الشريعة وهو ما نوى من الخير والتسبب فيه وهو النكاح مع قوة الرجاء في أحد المحتملات كما
۸۳۵

1
ذكرنا ولم يتم السعى لأجل نقص تعلق الأمر بالحقيقة فعلى هذا فيحتاج المرء أن يحضر أدب الشريعة في الحال والماضي والمستقبل مع تحقيق التعلق بالوحدانية والتوكل عليها والاعتماد على الفضل والمن إن أراد نجح سعيه
وو
وقد نبه عزّ وجلّ على هذه الأحوال الثلاثة في كتابه فقال في الماضي وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا وقال في الحال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِـ وقال في المستقبل وَلَا نَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ٤ فهذه الأحوال الثلاثة من طريق الاعتقاد ومن طريق التصرف في المحسوس على مقتضى الشريعة في الأمر الذي يكون التصرف فيه بصدق وتصديق فمن وفق لذلك فقد كملت له دائرة السعادة ونجح سعيه في
الدنيا والآخرة فيما أراد بمقتضى الآي وقسم الشارع عليه السلام جعلنا الله ممن وفق لذلك بمنه وأما قوله عليه السلام والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله يمينه عليه السلام تأكيد في الإبلاغ لأنه هو الصادق بلا قسم فكيف بالقسم وإخباره عليه السلام بأنه لو قال إن شاء الله إثبات لتحقيق فائدة حكم الاستثناء في بلوغ امال من استعملها كان له ما يرجوه من الفائدة فيما يتسبب فيه في المستقبل أو الحال
وفيه من الفقه أن الأشياء لا تمشي إلا على ما اقتضتها حكمة الحكيم للرفيع والوضيع ومن أراد أمراً بخلاف ذلك لم يمش له ذلك وفي ذلك زيادة للرسل عليهم السلام وتأكيد في حقهم لأنهم الذين أرسلوا بالحكمة وهم أهل الحقيقة
ويترتب عليه من الفائدة النظر في العلم بما يحتاج المرء إليه في عمله قبل الدخول فيه والله
الموفق والحمد لله ربّ العالمين
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ هذا جواب لما سورة الكهف من الاية ٢٤
۳ سورة الفاتحة الآية ٥
٤ سورة الكهف الآية ٢٣ ومن الآية ٢٤
٨٣٦
محيا

مُسلِم
ديث الشهادة بالطاعون
أنس بن مالك رضي الله عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال الطاعونُ ۱ شهادةٌ لكل
*
ظاهر الحديث يدل على أن من مات من المسلمين بعلة الطاعون مات شهيداً والكلام عليه
من وجوه
الوجه الأول من مات بالطاعون هل يلحق بالشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أم لا أما في اشتراك الاسم فنَعَمْ لأن النبي لا الهلال و عدم الشهداء سبعة وذكر فيهم المطعون وأما في تضعيف الأجر فهو متوقف على إخبار الشارع عليه السلام ولم يجىء عنه في ذلك شيء وأعني في هذا الحديث لأن تفضيل الشهداء بعضهم على بعض قد ورد في الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَنهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فنص عزّ وجلَّ على أن هذه الرتبة العلياء إنما تكون للذين قتلوا في سبيل الله دون غيرهم من الشهداء
1 الطاعون داء ورمي وبائي مُعْدِ حادّ يتسبب عن عدوى بميكروب جرثوم يسمى باسيل الطاعون والطاعون أصلا مرض يصيب الحيوانات القارضة كالجرذان وتنتقل عدواه بوساطة لدغ البراغيث التي تعيش متطفلة على هذه الحيوانات وعندما تلدغ البراغيث فأراً مصاباً بالطاعون تمتص قليلاً من دمه المحمّل بميكروبات المرض وتصبح قادرة على نقل العدوى إلى فأر سليم أو إلى إنسان إذا لدغته والطاعون الذي يصيب الإنسان يظهر في ثلاث صور دُمّلي وتسمّمي ورئوي ويبدأ في الأنواع الثلاثة بارتفاع درجة الحرارة مع صداع وإعياء شديدين ثم تظهر أعراض تسمّمية كاحتقان الوجه والعينين وجفاف اللسان ويبدو المريض قلقاً مذعوراً وينتتابه هَوَسٌ تعقبه غيبوبة قد تنتهي بالوفاة في أغلب الأحيان وللطاعون أنواع منه طاعون البقر وطاعون الخيل ويسمى مرض النجمة وطاعون الدجاج وطاعون الماشية وطاعون الطيور وخير علاج لهذه الأنواع الحيوانية ذبح الحيوانات ثم إحراقها والتطهير الشامل لأماكن هذه
الحيوانات المصابة
سورة آل عمران الآية ١٦٩ ومن الآية ۱۷۰
۸۳۷

وأما السنة فقوله عليه السلام أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة وتشرب من أنهارها حتى يَرُدّها الله إلى أجسادها يوم القيامة ١ وقوله عليه السلام فيهم أيضاً إنهم يأتون يوم القيامة وجرحهم يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك فبان بهذا أن للقتلى في سبيل الله فضلا على غيرهم من سائر الشهداء
الوجه الثاني فيه دليل على أن الخير كله لأهل الإيمان وإن كان ظاهر ما يجري عليهم ضده لأن هذا الطاعون الذي كان بلاءً هو في نفسه رحمة للمؤمنين إذ أنه سبب لموتهم على الشهادة والشهادة أعلى المراتب على ما تقرر في الشريعة ومثل ذلك أيضاً الغرق والهدم والحرق
والنفساء إلى غير ذلك مما ورد في هذا المعنى هو في ظاهره بلاء وهو في حقيقته رحمة الوجه الثالث فيه دليل على فضل هذه الأمة على غيرها لأن الطاعون كان بلاء لغيرها وجُعِل شهادة لها فينبغي لمن أصابه شيء منه أن يُسَرَّ به ويَشكر عليه لأن الشهادة قد حصلت له وهي أعظم المراتب ونعني بالشكر هنا أن يشكر على الشهادة التي حصَلَتْ له لا على البلاء ولأجل هذا المعنى قال بعض الصحابة حين أُنْفِذَتُ مقاتِلُه في الجهاد ۳ فزت ورَبِّ الكعبة لأن المنفوذ المقاتل ميت فسُرَّ لكونه مات شهيداً
الوجه الرابع فيه دليل على أن الخير إنما يكون بحسب قوة الإيمان لأن ما كان قبل هذا بلاء عاد بنفسه رحمة لهذه الأمة لكونها أقوى إيماناً ممن تقدم يدل على ذلك قوله تعالى في صفتهم يُؤْمِنُونَ بِالغَيبِ ٤ ثم قال أيضاً في حقهم كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ٥ وقال تعالى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ٦ أي عدولاً فلأجل ما خصوا به من قوة الإيمان جعلت لهم
هذه المدحة

1 أرواح الشهداء في حواصل طير خُضر إلخ جاء في حديثين الأول عن ابن مسعود أنه سأل النبي الله عن قوله تعالى وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فقال أرواحهم في جوف طير ﴿ خُضْر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت إلى آخر الحديث الذي رواه مسلم والثاني عن ابن عباس قال قال رسول الله الله لما أصيب إخوانكم جعل الله أرواحهم في جوف طير خُضْر تَردُ أنهار الجنة تَردُ من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش إلخ رواه أبو داود وصححه الحاكم رواه البخاري في الجهاد وفي الوضوء وفي الذبائح ورواه مسلم في الإمارة عن أبي هريرة رضي ولفظه لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يَشْعَب اللون لون الدم والريح ريح المسك ويَتَعَب يسيل دماً

۳ أنفذت مَقاتِله نفذت السهام القاتلة في جسمه فقتلته
٤ سورة البقرة من الآية ٣
٥ سورة ال عمران من الآية ۱۱۰
٦ سورة البقرة من الاية ١٤٣
الله عنه

الوجه الخامس فيه دليل على تحقيق قسم الشارع عليه السلام حيث قال والله لا يقضي
الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له ۱ لأن الطاعون من أعظم البلاء وجعل بنفسه للمؤمن من أعلى الدرجات وهي الشهادة وكذلك جعل له البلاء كله سبباً لرحمته وأعلى لدرجته حتى الشوكة
يُشاكها يكفّر بها من خطاياه الوجه السادس فيه دليل على أن حقيقة الإيمان تتضمن الخوف والرجاء لأن ما نحن بسبيله دليل واحد يتضمن الخوف والرجاء لأنه في ظاهره بلاء فيقع الخوف عند نزوله لئلا يكون حقيقة ويقع الرجاء في الوعد الجميل الذي نحن بسبيله فيقوى الرجاء بذلك فإذا كان هذا في دليل واحد فكيف به في دلائل عدة فالإيمان بحقيقته متضَمَّنه يوجب الخوف والرجاء ولذلك قال عليه السلام لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاستويا ٢
الوجه السابع فيه دليل على أن شأن المؤمن أن يحسن ظنه بالله تعالى مطلقاً في دِقِ الأمور وجلّها ولا يلتفت إلى الأعراض ولا يعباً بها لأن هذا محتمل لوجهين إما بلاء أو رحمة ولا يعلم حقيقة ما هو عند نزوله إلا الله عزّ وجلَّ وكذلك كل الأمور لا يعلم حقيقتها إلا هو سبحانه وقد نص عزَّ وجلَّ في كتابه على رأفته بالمؤمنين ورحمته بهم وأن كل قضاء يقضيه لهم أو عليهم خير لهم فقال تعالى وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ۳ وقال عزّ وجلَّ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤ فوجب بالوعد الجميل حسن الظن ولا يلتفت إلى الأعراض وذواتها وإنما يلتفت إلى الوعد الجميل ولهذا قال تعالى ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَيِنُ الْقُلُوبُ ﴾ ٥ فلم يعلق عزّ وجلَّ الاطمئنان بسبب من الأسباب لأنها مظنة للتغيّر وعلق الطمأنينة به وهو الذي لا يتغير ولا يحتمل التغيير الوجه الثامن فيه دليل على ضد هذا الوجه وهو الخوف للمؤمن في هذه الدار إذ إن أعلى لأن يصبر المراتب ـ وهو الإيمان - لا يُؤمَن معه من بلاء هذه الدار وعند نزول البلاء صاحبه محتمل فيحصل له ما وعد أو لا يصير فيخسر الدارين نعوذ بالله من ذلك وقد وقع مثل هذا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبحضرته وهو ما روي أن بعض المسلمين كان يقاتل العدو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن
۱ سبق تخريجه في الحديث ١٢٣ ٢ أورده الفتني في تذكرة الموضوعات والقالي في الأسرار المرفوعة وابن عراق في تنزيه الشريعة والسيوطي في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة بلفظ لو وزن خوفُ المؤمن ورجاؤه كانا سواء وفي رواية لاعتدلا
۳ سورة البقرة من الآية ٢١٦ ٤ سورة الأحزاب من الآية ٤٣ ٥ سورة الرعد من الاية ۸

في القتال فتعجبت الصحابة رضوان الله عليهم من شدته في القتال ونهضته فذكروا للنبي يا الله أمره فأخبرهم أنه من أهل النار ۱ فتعجبوا من ذلك فراقبه بعضهم واتبع أثره فراه قد تنقل بالجراح فلم يصبر فقتل نفسه بيده ولهذا كان عليه السلام يقول لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ۳
الوجه التاسع فيه دليل لأهل السنة حيث يقولون بأن العادة لا تؤثر بنفسها لأن هذا كان بلاء لمن تقدم ثم عاد بنفسه وصفته رحمة لهذه الأمة
الوجه العاشر فيه دليل لأهل السنة حيث يقولون بأن قدرة الله تعالى لا تحصر بالعقل لأن هذا كان بلاء بنفسه وعاد رحمة بنفسه وحالته واحدة لم تتغير ولهذا قال بعض الفضلاء في تنزيه القدرة
أَبْدَى وأَخفَى لُطفَه في قَهْرِهِ فَعَطَاؤُهُ في مَنْعِهِ مُتَكَتِمُ
الوجه الحادي عشر فيه دليل على اتفاق حكمة الحكيم لأنه لما أن جعل عزّ وجلَّ هذه الدار للتغيير جعل كل ما فيها مظنة للتغيير مثل هذا وما أشبهه ولما أن جعل عزّ وجلَّ الآخرة للبقاء جعل كل ما فيها باقياً لا يتغير من خير وضده
الوجه الثاني عشر فيه دليل لأهل التحقيق الذين يرون بدوام الافتقار ولا يعوّلون على ما يظهر لهم من مبادىء الأمور لأن هذا وافق ظاهره باطنَه مرة وخالف ظاهره باطنه مرة أخرى وكل الأمور مثله في هذا المعنى فلما شاهدوا من عدم إدراكهم لحقيقة الأمور سلّموا الله تعالى في كل قضائه وافتقروا إليه في كل حركة وسكون لجهلهم بعاقبة الأمور ولعلمه بها وبهم وبما يَرِد عليهم أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ٣ ولهذا كان عليه السلام يعلّم الصحابة رضوان الله عليهم دعاء الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن لأجل أن الأمور قد تكون بمقتضى ما يدل عليه ظاهرها وقد تكون بمقتضى ضده كما هي فيما نحن بسبيله
۳
الوجه الثالث عشر فيه دليل للخائفين من السابقة لأنه لولا أن السابقة قد سبقت بأن هذا يكون علماً على السعادة وعلى ضدّها - وهو على صورة واحدة لا يتبدل - لما كان كذلك وكذلك
۱ مروي بالمعنى والحديث رواه البخاري في الجهاد باب إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وفي المغازي باب غزوة خيبر وفي القدر باب العمل في الخواتيم ورواه مسلم في الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان
نفسه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ۳ سورة الملك الآية ١٤
o
٨٤٠

كل ما في الأمور من التغيير والتبديل والتحسين والتقبيح كل ذلك بما قد سبق في الإرادة الأزلية
فوجب الخوف من السابقة لأجل هذا المعنى
الوجه الرابع عشر فيه دليل للخائفين من العاقبة الذين لا ينظرون إلا إليها ولا يلتفتون للحال لأن هذا مبدؤه بلاء وقد تكون عاقبته مثله أو ضده وكل الأمور مثله فوجب الخوف من العاقبة لأجل هذا المعنى
الوجه الخامس عشر فيه دليل للزاهدين إذ إن الأشياء بذواتها يتغير المقصود فيها والزهد مندوب لذاته فأخذ ما هو مندوب لذاته أولى من أَخْذِ ما هو ممكن لأن يحصل به المراد أو لا يحصل وأقل ما فيه من التغييرات أن صاحبه يبقى متوقفاً لا يدري هل يحصل له ما قصد أو لا يحصل
الوجه السادس عشر فيه دليل لأهل الصوفة الذين لا يلتفتون للأسباب إلا من جهة الامتثال ويتعلقون بمسببها إذ إن الأمور تبقى على صورتها والحقائق فيها مختلفة كما هو هذا كان بلاءً ثم عاد رحمةً والصِّفةُ واحدة لم تتغيَّر
الوجه السابع عشر فيه دليل على فصاحة النبي و بلاغته لأنه أتى بلفظ واحد يدل على
معان كثيرة متساوية ومتضادة كما تقدم
يفهم
يتوهم
الوجه الثامن عشر فيه دليل على عظيم قدرة الله تعالى إذ الشيء الواحد يفهم منه أشياء متعددة متساوية ومتضادة كما تقدم وذلك مختلف في الناس بحسب ما يسر الله لهم من الفهم فبعضهم لا يفهم منه إلا التلاوة لا غير وبعضهم يفهم منه وجهاً من الخوف ليس إلا وبعضهم وجهاً من الرجاء ليس إلا وبعضهم يفهم بعض المعاني المذكورة على انفرادها ليس إلا وبعضهم يفهم منه معنيين ليس إلا وبعضهم يزيد على ذلك إلى عدد يطول وصفه هنا وكل واحد أنه لا يفهم من هذا غير هذا وبعضهم يرى أن فهمه فيما فتح به علیه باجتهاده وحسن نظره فيحصل له به اغترار واستدراج وهذا هالك وبالله أستعيذ وبعضهم يرى ذلك فتحاً عليه ليس إلا وهذا باب من أبواب الخير الممدوحة وبعضهم يراه فتحاً عليه ويرى رؤية الفتح مِنّةٌ أخرى عليه ومن وقف هنا وقف على باب من الخير عظيم فإن استرسل في تدقيق النظر حتى تخلّى التخلّي الكلّي دون حظ من إبقاء البشرية بما يوفي أثر التكليف ومقتضى الحكمة فذلك مخوف وإن أبقى عليه هناك طرفاً من البشرية لتوفية حد التكليف ولإعظام حكمة الحكيم والأخذ فقد سبح هذا في بها فهذا قد جمع الكمال لجمعه بين تعظيم قدرة القدير ومقتضى حكمة الحكيم بحرِ النعم وخُلِع عليه خِلعُ القرب والإفضال فسبحان من هَزَّ برياح آثار قدرته أغصان قلوب عباده فمنهم متواضع بالافتقار ومنهم رائع بالخوف والإعظام ومنهم متقلب بين هذه الأطوار
بحر
٨٤١

ولا نهاية في تحديد هذه الأطوار إلا إدراك قدرة الملك الجبار وإنما هذه إشارة للفطن يستدل على عظيم قدرة القدير يشهد لما قررناه قوله عليه السلام إنما أنا قاسم والله يُعطي ۱ فاللفظ واحد والأفهام مختلفة والخطاب منفرد والأحوال متفرقة
يبين
هذا ويزيده إيضاحاً قوله عليه السلام قلب المؤمن أشد تقلباً من القدر إذا اجتمعت غليانا فمرة تحركه رياح الخوف ومرة تحركه رياح الرجاء ومرة تحركه رياح الشوق ومرة تحركه رياح القلق ومرة تحركه رياح اللجأ إلى غير ذلك من الرياح المثيرة لكل خير جميل ثم يتداخل بعضها على بعض وحقيقة الإيمان توجب تقلب القلب ابتداءً من غير أن تهزه هذه الرياح لأجل ما يتبين له ما هو فيه من عظيم الافتقار إذا نظر بعين الاعتبار في صنع الحكيم ذي المن والإفضال فكيف به إذا هزته تلك الرياح المثيرة لما تقدم من الخير العظيم جعلنا الله ممن أجزل له من ذلك أفضل نصيب وأسعده به في الدنيا والآخرة إنه ولي كريم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱
رواه البخاري ومسلم عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ومطلعه من يرد الله به خيراً يُفقهه في
الدين إلخ
رواه الإمام أحمد والحاكم من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه
٨٤٢

- ١٣٣ -
عديث حفر الخندق في غزوة الأحزاب
عَنِ البَراءِ ۱ رضيَ الله عَنهُ قالَ رأيتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَومَ الأحزاب يَنقُلُ التُّرابَ وَقَد وارَى التُّرابُ بَياضَ بَطنِهِ وَهُوَ يَقولُ لَولا أنتَ ما اهتدينا ولا تَصدَّقنا ولا صَلَّيْنا فَانزِل السَّكينة علينا وَثَبَتِ الأقدامَ إن لاقينا إنَّ الألى قَد بَغوا علَينا إذا أرادُوا فِتْنَةً أَبَيْنا
* *
ظاهر الحديث يدل على التحصن من العدو والحذر منه وأخذ الأهبة لقتاله والكلام عليه
من وجوه
الوجه الأول فيه دليل على أن الإمام ينزل للخدمة مع أصحابه إذا كانوا في أمور الحرب وإعانتهم فيما هم بسبيله لأن النبي الا الله و نزل للخدمة مع أصحابه وأعانهم على ما كانوا بسبيله خُلُقه إذ إنه في الفضل حيث هو ومع الوجه الثاني فيه دليل على تواضع النبي وحسن ذلك الفضل العظيم كان ينقل التراب مع أصحابه كأنه واحد منهم
الوجه الثالث قوله وقد وارى التراب بياض بطنه فيه دليل على أن البطن ليس بعورة لأنه
لو كان عورة لما ظهر من النبي للغير
۱ تقدمت ترجمته في الحديثين ٦٦ و ۹
يوم الأحزاب هو في التاريخ غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب وسبب هذه الغزوة أن حيي بن أخطب بعد قتل بني النضير خرج إلى مكة يحرض قريشاً على حرب رسول الله الا الله و لو خرج كنانة بن الربيع يسعى في بني غطفان ويحرضهم على قتال رسول الله على أن لهم نصف ثمر خيبر فاجابه عيينة بن حذيفة الفزاري إلى ذلك وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد فأقبل إليهم طلحة بن خويلد فيمن أطاعه وخرج أبو سفيان بقريش فنزلوا بمَمَرْ الظهران فجاءهم من أجابهم من بني سليم مددا لهم فصاروا في جمع عظيم فهم الذين سماهم الله تعالى الأحزاب أما تفصيل أحداث هذه الغزوة فتجدها في سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد والبخاري المغازي ومسلم الجهاد وجوامع السيرة لابن حزم والمغازي للواقدي
٨٤٣

الوجه الرابع فيه دليل على أن التشمير حين الخدمة سنة لأنه لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متشمّراً لذلك لما ظَهَر بطنه
الوجه الخامس قوله عليه السلام لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فيه دليل على أن الرَّجَز في الدعاء جائز إذا كان غير مقصود لأن النبي دعا به ولم يقصده وفيه دليل على أن أفعال الخير تُنسب إلى الله تعالى وإن كان العبد هو المتسبب فيها لأن المولى جل جلاله هو المُنعِم بها يؤخذ ذلك من قوله عليه السلام لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
الوجه السادس فيه دليل على الاجتهاد في امتثال الحكمة والتوحيد المحض برد الأمر إلى الله تعالى بعد إبلاغ الجهد في العمل لأنه عليه السلام أبلَغَ في العمل واجتهد فيه فحفر وحمل التراب وأمر أصحابه رضوان الله عليهم بذلك مع أنه عليه السلام يعلم أنه منصور مؤيَّد لكنه امتثل للحكمة وأبلغ فيها ثم بعد ذلك ردَّ الأمر إلى الله تعالى وأقر أن ذلك ليس بيده وهو
التوحيد المحض
وعلى هذا الأسلوب كانت أفعاله عليه السلام يدخل أولاً في الفعل امتثالاً للحكمة ويستعين بالله عليه ثم بعد الفراغ يتبرأ منه ويرد كل ذلك إلى الله تعالى مثل خروجه عليه السلام إلى الحج والغزو واستعانته عند الخروج وتوبته عند الرجوع وقد أبدينا معنى ذلك في غير ما حديث الوجه السابع قوله عليه السلام فأنزل السكينة علينا وثبتِ الأقدامَ إنْ لا قيْنا يَرِد عليه سؤال وهو أن يقال السكينة معناها التثبت عند نزول الأمر وثبت الأقدام معناه ذلك فلِمَ طلبهما معاً وهما لمعنى واحد والجواب أن السكينة ليست كالتثبت في المعنى لأن السكينة تُحتاج نزول الحوادث فيتوقف عند نزولها ويتدبر في الواقع وما مقتضى الحكمة فيه بالعقل ولسان العلم وتثبيت الأقدام إنما يحتاج إليه عند القتال والمقابلة فطلب عليه السلام السكينة فيما دون
عند
الحرب للمعنى الذي ذكرناه وطلب تثبيت الأقدام حين المقابلة إذ هو المقصود في الحرب الوجه الثامن قوله عليه السلام إن الألى قد بغوا علينا الألى بمعنى أولئك لكن بينهما فرق وهو أن أولئك تستعمل للبعيد والألى تستعمل للقريب فذكر ما هو مستعمل للقريب لكون العدو كان قريباً من المدينة القرب الكلي حتى كأنه حاضر معهم ى كأنه حاضر معهم ۱ وبَغَوا بمعنى طَغَوا أي
إنهم طغوا حتى أتوا لقتالنا
۱ الألى جمع لا واحد له من لفظه قال الجوهري واحده ذا للمذكر و ذه للمؤنث ويُمَدُّ ويُقصَر وألى بوزن عُلا فهو أيضاً جمع لا واحد له من لفظه واحده الذي والألى بمعنى الذين قال في التهذيب إن
ألا وألاء نقلتا من أسماء الإشارة إلى معنى الذين اللسان أولى
٨٤٤

وقوله عليه السلام إذا أرادوا فتنة أبينا يريد ثم مع طغيانهم وكثرتهم وطلبهم المقاتلة إذا أرادوا الفتنة في الدين لم نتركهم بل نأخذ في قتالهم
وفيه دليل على أن الإنسان يسمي حاجته عند الدعاء لأنه عليه السلام ذكر ما أراد وعينه فإن قال قائل كيف يحتاج إلى التعيين والله عزّ وجلَّ أعلم بذلك من صاحبه قيل له تسمية الحاجة وتعيينها هي السنة ومقتضى الحكمة ومنه قوله تعالى وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَهَدُوا مِنكُمْ ﴿ وَيَعْلَمَ الصَّبِرِينَ ۱ وهو عزَّ وجلَّ العالم بكل الأمور على ما هي عليه قبل كونها وعند كونها على حد واحد لكن العلم هنا وفي كل موضع أتى على نحو العلم الذي يقع عليه الجزاء بمقتضى الحكمة في التكليف والنقل والشهادة
وفي الحديث إشارة معنوية وهو أنه إذا كان القدر من التحصن في الجهاد الأصغر على ما سماه عليه السلام حيث قال هبطتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس فمن باب أولى التحصن في الجهاد الأكبر
وطريقه كما قال أهل التحقيق أن تجعل بينك وبين الشهوات خندقاً وسوراً فإن تَرْكَ الشهوات قرعُ الباب وخلعُ العذار ۳ في التنافس في القرب وتصحيح الحال بحقيقة الافتقار وترك الحظوظ فإن تَرْكَ الحظوظ رفع الحجب وإشغالُ القلب بالتعلق بالوحدانية حتى يغطي ترابُ القرب بطنَ الافتقار ويعلن لسان حال السر بالنطق بالإخلاص فيتسابقان في تناهي أحوالهما كلُّ منهما بمقتضى موضوعه فهذا قد خَلَع العِذار حتى أبدى ما كان أخفى وهذا بَذَل المجهود حتى وارى الترابُ ما كان الثوبُ قد وارى فهناك كَمُل الحال وعزّ المقال وهو فضل الله يؤتيه من يشاء
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
الحال
۱ سورة آل عمران الآية ١٤٢ تقدم الكلام عنه قبل عدة صفحات
۳ خلع العذار في الأصل ترك الحياء والمراد هنا الجرأة على قرع باب الله ودعائه والتوسل إليه والطلب منه
دون خجل أو استحياء أو تقليل
٨٤٥

115E-
حديث فضل الصيام في الجهاد
أبي سَعيد الخدري ١ رضيَ الله عَنهُ قالَ سَمِعتُ النَّبِيَّ الله يَقُولُ مَن صَامَ يَوماً في سَبيلِ الله بَعدَ الله وَجهَهُ عَنِ النَّارِ سَبعينَ خَريفاً
* *
ظاهر الحديث يدل على أن هذا الثواب المذكور فيه للصائم في جهاد العدو وإن كان يحتمل وجوهاً كثيرة لكن هذا هو ظاهره بالنص والضمن لكن له معارض وهو قوله عليه السلام فاز المفطرون اليوم بالأجر قال ذلك في غزوة كان بعض الصحابة فيها صائماً وبعضهم مفطراً فسار يوماً فلم يقدر المفطرون على التصرف حين الوصول وأتى المفطرون عند النزول فضربوا الخيام واستقوا الماء وقاموا بضرورات إخوانهم فقال عليه السلام عند ذلك فاز المفطرون اليوم بالأجر والجمع بينهما هو أن من كان فيه أهلية للصوم وتوفية ضروراته مع القدرة على ذبّ العدو وقتاله دون نصب يلحقه حتى ينقصه عن هذا الحال فهو الفائز بالأجر على مقتضى الحديث ومن لم يطق ذلك فليأخذ بالحديث الثاني فهو أفضل له - أعني الفطر
وقد يحتمل أن يكون الحديث على العموم فيكون في سبل البر كلها كما ذهب إليه بعض الصحابة حين لقي أحد أصحابه وهو عامد إلى المسجد للصلاة وقد اغبرت قدماه بغبار الطريق فقال له شهدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما اغبرت قدما رجل في سبيل الله إلا حرمت عليه النار ۳ فقال له صاحبه ذلك خاص بالقتال في سبيل الله فقال لا بل في كل أفعال البر
والكلام على الحديث من وجهين
۱ سلفت ترجمته في الحديثين ٤٨ و ٨٥
قطعة من حديث رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه بلفظ ذهب المفطرون اليوم بالاج ۳ رواه أصحاب السنن الأربعة عن مالك بن عبدالله الخثعمي رضي الله عنه
٨٤٦

الوجه الأول قوله عليه السلام بعد الله وجهه عن النار الوجه هنا عبارة عن الذات أي بعد الله ذاته عن النار لأن العرب تقول وجه الطريق وهي تريد عينه وذاته ولا يسوغ فيه غير ذلك لأنه لو كان الوجه هنا على ظاهره لم تحصل الراحة بذلك إذا كان البدن في النار والوجه مصروفاً عنها ومُحالٌ أن يخبر النبي الا الله بعدم حصول الراحة على فعل من أفعال القرب
الوجه الثاني قوله سبعين خريفاً يحتمل ثلاثة أوجه
الوجه الأول أن يحمل على ظاهره وليس بالقوي إذ إنه لو كان فاعل ذلك يبقى سبعين خريفاً ثم يعود إلى النار لم تحصل بذلك راحة لأن الله عزّ وجلَّ يقول ﴿ أَفَرَيْتَ إِن مَّتَعْنَهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ۱ وكذلك هذا المذكور إذ إنه لو كان ممن يبقى سبعين سنة ثم يعود إلى النار فكأنه لم ير خيراً ولا نعيماً قط
الوجه الثاني هو أنه قد يكون عليه السلام كَنَى عن كثرة الأجر بالبعد عن النار توسعة يشهد لها قوله عليه السلام اتَّقوا النار ولو بشِقِّ تَمرةٍ فإذا كان شق تمرة يقي من النار فكيف بهذه المجاهدة العظيمة فالحاصل من هذا أنه أخبر بعظم أجره بكناية بعدِ النار عنه
الوجه الثالث وهو الأظهر والله أعلم أنه كنَى بالسبعين على أن فاعل ذلك لا يدخل النار أبداً لأن العادة عند العرب أنها تطلق السبعين لكثرة العدد الذي لا يتناهى ومنه قوله تعالى إن تَسْتَغْفِرْ هُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ﴾ ۳ فقال عليه السلام لأزيدَنَّ على السبعين ما لم أُنْهَ ٤ فأخذ عليه السلام بظاهر اللفظ شفقة منه ورحمة ولم ينظر إلى عادة العرب في ذلك فأنزل عزَّ وجلَّ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ﴾ ٥ فعلِم بالبيان آخراً أن هذا كان المقصود أولاً
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ سورة الشعراء من الآية ۰۵ إلى ۰۷ رواه الشيخان من حديث عدي بن حاتم رضي الله
۳ سورة التوبة من الآية ۸۰
٤ ارجع إلى تفسير قوله تعالى اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُم سَبْعِينَ مَرَةٌ فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ في فتح الباري والحديث رقم ٤٦٧٠ ورقم ٤٦٧١ ففيه تفصيل شاف عن الموضوع
٥ سورة المنافقون من الآية ٦
٨٤٧

-١٣٥-
حديث من أعان غازيا فله مثل أجره
عَن زيد بن خالد ۱ رضيَ الله عَنهُ أَنَّ رَسول صلى الله عليه وسلم قال مَن جَهَّز غازياً في سَبيلِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَد غَزا وَمَن
ت غازياً في سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَد غَزا
ظاهر الحديث يدل على أن من جهز غازياً في سبيل الله وخَلَفه بخير فله من الثواب والأجر مثل ما للغازي والكلام عليه من وجوه الوجه الأول هل هذا الثواب مقصور على من جهز غازياً لم يستطع الجهاد وعجز عنه أو هو عام في المستطيع وغيره يحتمل الوجهين معاً لكن الأظهر أنه على العموم وهو مثل قوله عليه السلام مَن فطَّر صائماً فله أجر صائم وهو عام في القادر على الفطر وغيره ولأنه قد يكون ممن يقدر على الجهاد لكن يمنعه الشح على ماله فإذا وجد من يجهزه خرج وكذلك أيضاً الكلام على من خلفه بخير ومعناه أنه يخلفه في توفية ما يلزمه من الوظائف مثل النفقة على عياله وما أشبهها ما دام الغازي في الجهاد الوجه الثاني هل من أعان غازياً له مثلما لو جهَّزه أم لا ظاهر اللفظ يفيد أن لا إلا أن يكون هو المحتمل لجهازه كله فإن فعل بعضاً وترك بعضاً كان له الأجر على المعروف الذي فعل ولم يكن له هذا الثواب المذكور وكذلك أيضاً الكلام على من خَلَفه بخير وهو أيضاً مثل إفطار الصائم في المعنى لأنه معلوم أن إفطار الصائم لا يراد به إلا إزالة حاجته إلى الطعام والشراب
زيد بن خالد الحصني الصحابي سكن المدينة وشهد الحديبية وكان معه لواء جهينة حين الفتح روي له ۸۱ حديثاً اتفق الشيخان منها على خمسة روى عنه بعض الصحابة والتابعين اختلف في عام وفاته وموطن دفنه فقيل في المدينة وقيل في الكوفة وقيل في مصر عام ٥٠ أو ۷ أو ۸۰ للهجرة والله أعلم من
التهذيب
رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ من فطر صائماً فله مثل أجره وقد ورد هذا الحديث بطرق مختلفة وبألفاظ مختلفة وتتفق جميعها في المعنى
٨٤٨

ليذهب ما به من عناء وظماً فلإذهاب الظمأ والعناء كان له مثل أجر من تحمله فإذا فطره بشيء ما مثل التمرة وغيرها فليس المراد ذلك وإنما المراد ما ذكرناه نعم لا يخلو من الأجر في تمرته لقوله تعالى ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَمُ ﴾ ١ وكذلك فيما نحن بسبيله سواء لا يخلو المعين للغازي من الأجر على معروفه وأما أن يكون له أجر غاز فاللفظ لا يعطيه
1,
الوجه الثالث هل من جهز غازياً على الكمال وخلفه بخير في أهله هل له أجر غازيين أو غاز واحد ظاهر اللفظ يفيد أن له أجر غازيين لأنه عليه السلام جعل كل فعل مستقلا بنفسه غير مرتبط بغيره فقال من جهز غازياً في سبيل الله عزّ وجلَّ فقد غزا فقد حصل أجر الغازي لصاحب هذا الفعل ثم قال بعد ذلك ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا فحصل للاخر أيضاً مثلما حصل للأول وهذا فضل من الله ورحمة
الوجه الرابع هل جميع أفعال الطاعات من أعان عليها كان له مثلها أو ليس فإن قلنا بأن الحديث تنبيه بالأعلى على الأدنى لقوله عليه السلام ما أعمال البر في الجهاد إلا كبزقة في بحر فهو كذلك وإن قلنا بأن هذا خاص بالجهاد للترغيب فيه لما فيه من التعب والمشاق فقد يرجى ذلك من طريق آخر لقوله تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِ وَالتَّقْوَى ولقوله عليه السلام الدال على الخير كفاعله ۳ فإذا كان الدال عليه مثله فكيف المعين عليه حسّاً والآي والأحاديث في هذا المعنى كثيرة فقد كثرت الدلائل فهل من عامل أعاننا الله على ذلك وجعلنا من أهله بمنّه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ سورة الزلزلة الآية ٧ سورة المائدة من الآية ٢
۳ رواه الإمام أحمد والضياء في المختارة وابن أبي الدنيا عن أنس وبريدة ورواه البزار عن ابن مسعود ورواه الطبراني عن سهل بن سعد ورواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنهم بلفظ من دل على خير فله مثل أجر
فاعله
٨٤٩

- ١٣٦ -
حديث اقتناء الخيل في سبيل الله تعالـ
عَن أبي هريرةَ رضي الله عَنهُ قالَ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَن احتبَسَ فَرساً في سَبيلِ الله إيماناً بالله وتصديقاً بِوَعدِهِ فَإِنَّ شِبعَهُ ورِيَّهُ وَرَوْنَهُ وَبَوْلَهُ في مِيزانِهِ يَومَ القِيامَة
ظاهر الحديث يدل على أن من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده فكل
أكل الفرس وتصرفه حسنات وأجور في ميزان صاحبه يوم القيامة والكلام عليه من وجوه الوجه الأول قوله عليه السلام من احتبس فرساً في سبيل الله يريد من حبسه بنية جهاد العدو ولا يريد غير ذلك وفيه دليل على تأكيد النية في احتباسه لذلك لأنه أتى فيه بلفظ احتبس التي هي من أبنية المبالغة كافتعل ولم يقل حبس إشارة منه عليه السلام إلى تأكيد النية في هذا الفعل وإزالة الشوائب عنها
والمعنى في ذلك أن الفرس من جملة الزينة والترفه ومما جبلت النفس على محبة ركوبه والتصرف عليه ومما يتفاخر الناس به ويتباهون وفيه أشياء عديدة في هذا المعنى فلما أن كان في حبسه هذه الوجوه فقد أشار عليه السلام إلى إخلاص النية إذا قصد به الوجه الذي أراد عليه السلام خشية أن يظن المرء أن فعله ذلك الله وليس له ذلك لما يطرأ عليه من الشوائب في نيته الوجه الثاني قوله عليه السلام إيماناً بالله وتصديقاً بوعده الإيمان بالله تعالى هو التصديق والتحقق بوجود الله وينوي بفعله ذلك الله لا لغيره والتصديق هو أن يصدق فاعل ذلك لما سمع عن الله من إحسانه وإنجاز وعده الجميل على ذلك الفعل لا يشك فيه إن حصل منه الفعل على مراد الشارع عليه السلام
6
الوجه الثالث قوله عليه السلام فإن شبعه ورِيَّه ورَوْتَه وبَوْلَه في ميزانه يوم القيامة معناه أن كل ذلك يكون له يوم القيامة حسنات في ميزانه زيادة على العمل وهو حبس الفرس وقد جاء في حديث غير هذا على ما يأتي بعد ولو أنها استَنَّت شَرَفاً أو شَرَفَينِ كان ذلك في ميزانه يوم
٨٥٠

القيامة ۱ والمعنى في ذلك أن هذا الذي احتبس فرساً في سبيل الله قد حصل له الأجر على فعله ذلك وبقي إطعامه والنظر في مصالحه فعل زائد على الاحتباس فكان له ذلك الأجر المذكور لأجل هذه الطاعة الثانية التي فعل لقوله تعالى جَزَاءً وِفَاقًا ۳ تفضلاً منه عزّ وجلَّ على عباده وتعطفاً

الوجه الرابع فيه دليل لأهل السنة في تحقيق الميزان يوم القيامة وهو موجود هناك محسوس على صورة الميزان المعهود هنا لأن النبي يا أخبر أن كل ما ذكر عن الفرس يكون في ميزان صاحبه يوم القيامة ولا يقع الخطاب إلا على ما يعرف هنا ويعهد مثله هناك لكن بينهما فرق وهو أن صفة الوزن عكس الوزن في الدنيا فإن الثقيل يصعد إلى فوق والخفيف ينزل إلى أسفل الوجه الخامس فيه دليل لأهل السنة في قولهم بأن الحسنات توجد يوم القيامة جواهر محسوسات توزن و ترجح أكانت الحسنات هناك محسوسة أو معنوية لأن ما ذكر عليه السلام حسنات وقد أخبر أنها توزن يوم القيامة لكن ثقل الحسنات هناك ورجحانها إنما يكون بحسن النية فيها وعلى قدر حسن النية في العمل يكون ثقل الحسنات التي يثاب عليها وبالنظر إلى هذا المعنى ترجع جميع الحسنات هناك معنوية لأنه لا يكون قبول الحسنة إلا بتقديم النية والنية من جملة المعاني وقد زاد الشارع عليه السلام لهذا بياناً في حديث اخر حيث قال أوقع الله أجره على قَدْر نيته ٤ فكان ثقل الحسنة بحسب قوة المعنى
الوجه السادس فيه دليل على أن هذه الحسنات المذكورة في الحديث تقبل ولا يدخلها ما يدخل غيرها من باقي الحسنات لأنه عليه السلام قال في هذه الحسنات إنها تكون في ميزان صاحبها يوم القيامة ولا يكون في الميزان إلا ما قد قبل والذي يدخل لغيرها هو ما روي أن بعض الحسنات تُرَدّ ولا تُقبَل وبعضها يأخذها المظلومون فيما بقي لهم من التبعات وبعضها تقدم لصاحبها في هذه الدار ومنه قوله تعالى ﴿رَبَّنَا ايْنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ٥ قال المفسرون معناه أن يقدم له ثواب بعض حسناته في هذه الدار فكأن قوله عليه السلام في ميزانه تحضيض
۱ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كذا على تقدير ضمير الشأن أي بقي الشأن ۳ سورة النبأ الآية ٢٦
٤ تقدم تخريجه قبل قليل وذكرنا أن الإمام مالك والإمام أحمد وأبو داود والنسائي رووه وصححه ابن حبان والحاكم في المستدرك عن جابر بن عتيك أن عبدالله بن ثابت تجهز للغزو فمات قبل خروجه فقال رسول الله
إن الله أوقع أجره على قدر نيته
٥ سورة البقرة من الاية ۰۱

على كسب هذه الحسنات التي ذكر إذ إنها يجدها صاحبها أحوج ما يكون إليها في ذلك الموضع لأنه أحوج ما يكون العبد هناك
الوجه السابع هل الحديث مقصور على الفرس لا غير أو هو عام في كل ما يشبهه من أفعال البر والكلام عليه كالكلام على الحديث المتقدم يحتمل الوجهين فقد يتعدى لغيره وقد يكون مقصوراً على ما جاء به النص
الوجه الثامن فيه دليل على أن الأعمال تنقسم قسمين دنيوي وأخروي والنية هي الفارقة بينهما وقد يرجع ما هو للآخرة للدنيا وقد يرجع ما هو للدنيا للآخرة بحسب النيات في ذلك لأن الفرس مما يتخذ لما ذكرناه من الوجوه التي هي للدنيا وزينتها وقد قال تعالى ﴿ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۱ فإذا صرفت النية فيه إلى الجهاد رجع للآخرة خالصاً وكان فيه من الثواب ما تقدم ذكره ثم كذلك بتلك النسبة في سائر الأعمال
1,

ومثال ذلك في الطرف الآخر طلب العلم الذي هو للاخرة فإذا قصد به صاحبه التباهي والشهرة يقال له يوم القيامة إنما فعلت ذلك ليقال فقد قيل فهو أوَّل مَنْ تُسعر به النار يوم القيامة ٢ على ما جاء في الصحيح وإلى هذا المعنى أشار عليه السلام بقوله فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ۳ فكذلك في جميع الأعمال دقت أو جَلَّت
وبهذا المعنى فضل أهل الصوفة غيرهم لأنهم جعلوا كل تصرفاتهم الله وبالله حتى إنهم لم يتركوا لأنفسهم فعلاً مباحاً إلا أنهم يترددون بين واجب ومندوب وأكدوا الواجب بحسن النية فيه بالإيمان والاحتساب وأخرجوا المباح إلى المندوب لأنهم اتخذوه عوناً على الطاعة وأحضروا النية في ذلك مع تكرار الأعمال والأنفاس فصفوا حتى تسموا بالصفوة وهو فضل الله يؤتيه من يشاء وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ سورة النحل من الآية ۸

هذا معنى لحديث طويل أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه أول الناس يدخل النار يوم القيامة ثلاثة نفر يؤتى بالرجل فيقول ربّ علمتني الكتاب فقرأته اناءَ الليل والنهار رجاء ثوابك فيقال كذبت إنما كنت تصلي ليقال إنك قارى تصلي وقد قيل اذهبوا به إلى النار ثم يؤتى بآخر فيقول رب رزقتني مالاً فوصلت به الرحم وتصدقت به على المساكين وحملت ابن السبيل رجاء ثوابك وجنتك فيقال كذبت إنما كنت تتصدق وتصل ليقال إنه سمح جواد وقد قيل اذهبوا به إلى النار ثم يجاء بالثالث فيقول ربّ خرجت في سبيلك فقاتلت فيك حتى قتلت مقبلاً غير مدبر رجاء ثوابك وجنتك فيقال كذبت إنما كنت تقاتل ليقال إنك جريء شجاع وقد قيل اذهبوا به إلى النار ۳ متفق عليه من حديث عمر رضي الله عنه وأوله إنما الأعمال بالنيات
٨٥٢

-154-
حديث عدم الاتكال على العمل
عَن مُعاذ ۱ رضيَ الله عَنهُ قالَ كُنتُ رِدفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حمارٍ لَهُ يُقالُ لَهُ عُفَير فَقالَ يا مُعَاذُ هَل تَدري ما حَقُّ الله علَى عبادِهِ وَما حَقُّ العبادِ عَلى الله قُلتُ الله ورَسولُهُ أَعلَم قالَ فَإِنَّ حَقَّ الله على عِبادِهِ أن يَعبُدوه ولا يُشركوا به شَيئاً وَحَقُّ العِبادِ على الله ألا يُعذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به شيئاً فَقُلتُ يا رَسُولَ الله أَفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ قالَ لا تُبَشِّرْهُم فَيَتَّكِلُوا
ظاهر الحديث يدل على أن المؤمنين المحققين لا يعذَّبون والكلام عليه من وجوه الوجه الأول فيه دليل على تواضع النبي و حسن خلقه إذ إنه في الفضل حيث هو وكان يركب هو وغيره على دابة واحدة
الوجه الثاني فيه دليل على جواز ركوب اثنين على دابة واحدة إذا كانت مطيقة لذلك الوجه الثالث فيه دليل على أن صاحب الدابة أولى بمُقَدَّمِها لأن هذه الدابة كانت للنبي الله وكان في مقدمها
۱ إضافة إلى ما ذكر في الحديث ٤٣ نقول معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن أنصاري خزرجي أسلم ابن ثماني عشرة سنة وشهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واخى بينه
وبين عبد الله بن مسعود
في سنن النسائي وأبي داود إنه الله وأخذ بيده وقال والله إني لأحبك وقال يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وكان أعلم الصحابة بالحلال والحرام وله حديث إنه كان ردف النبي الا الله فقال له هل تدري يا معاذ ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله إلخ الحديث وأرسله الله إلى اليمن يدعو إلى الإسلام كما كان يفتي الناس على عهد الرسول وهو إمام ۱٨ العلماء يوم القيامة مات بطاعون عمواس بالشام سنة ١٨ هـ وعمره ٣٣ عاماً رثاه ابن مسعود فقال كان معاذ أمة كإبراهيم من التهذيب
٨٥٣

الوجه الرابع فيه دليل على جواز تسمية البهائم لأن هذه الدابة سميت بالعُفَيْر وكذلك سميت الناقة أيضاً بالعضباء
أبي

الوجه الخامس قوله عليه السلام يا معاذ فيه دليل على أن ترك الكُنَى في الأسماء أفضل وسيأتي لهذا زيادة بيان في حديث الإسراء - إن شاء الله تعالى - وقد تجوز الكناية بإضافة الرجل لولده وما أشبه ذلك لأن العرب كانت تكني بذلك ولم ينههم النبي وقد كني عليه السلام عليَّ بنَ طالب رضي الله عنه بأبي تراب وإنما الكناية التي لا تجوز بأبي تراب وإنما الكناية التي لا تجوز هي ما أُحدِث اليوم من التسمية بـ الدين فذلك لا يسوغ لأنه كذب والكاذب متعمداً عليه من الوعيد ما قد عُلِم من قواعد الشرع وما جاء فيه بالنص وإن كان ما قيل فيه حقاً فأقل ما يكون مكروهاً لمخالفة السنّة في ذلك يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه أن النبي تزوج جُوَيْرِيَة رضي الله عنها فوجد اسمها برة فكره ذلك الاسم وقال فَلَا تُزَكُوا أَنفُسَكُمْ ۱ ثم ردَّ اسمها جويرية ولو كانت ﴿ الكناية بذلك سائغة لكان السلف رضوان الله عليهم أحقَّ من يَتَسَمَّوْن بذلك إذ إنهم شموس الهدى وأنوار الظلم وبهم أقام الله دينه القويم الوجه السادس فيه دليل على جواز الكلام على الدابة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كلم معاذاً
على الدابة
الوجه السابع فيه دليل على جواز كلام الرجل مع أخيه وهو مدبر عنه بوجهه إذا كان ذلك
لضرورة لأن النبي لا تكلم معاذاً وهو غير مقابل له بوجهه لضرورة ركوبهما على الدابة معاً الوجه الثامن فيه دليل على الاستفهام للمتعلم وإن كان يعلم أنه لا يعلم في ذلك شيئاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم استفهم معاذاً فيما أراد أن يلقي إليه وحينئذ ألقى إليه والمعنى في ذلك أن المتعلم إذا استُفهِم ولم يكن له علم بما يُلقَى إليه يصغي إذ ذاك لما يُقال ويأخذه بأهبة فيكون أسرع في التعلم وأحد للذهن الوجه التاسع قوله الله ورسوله أعلم يَرِد عليه سؤال وهو أن يُقال ما الحكمة في جوابه بقوله الله ورسوله أعلم والجواب من وجوه الوجه الأول أن يكون على طريق الأدب كما قالت الصحابة رضوان الله عليهم حين سألهم النبي الا الله و يا بلد هذا ۳ الوجه الثاني لعل أن يكون
في الأمر زيادة الوجه الثالث التبرك بسماعه من النبي
۱ سورة النجم من الاية ۳
كان ذلك في خطبة النبي الله الله في حجة الوداع
٨٥٤

ويترتب عليه من الفقه أن السؤال إذا كان محتملاً لما يعلمه الشخص فإن كان السائل له أرفع
منه في العلم أو الحال ردَّ بدل الجواب سؤالاً ليحصل له بذلك زيادة علم أو بركة أو مجموعهما وإن كان دونه يفصح له لأنه طلب يدل على تعليم فيعلمه ولا يحل له التجاهل لأنه يدخل تحت من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة رواه أبو داود ۱
الوجه العاشر قوله عليه السلام هل تدري ما حق الله على عباده وما حق العباد على الله حق الله على عباده وحقٌّ العباد على الله صفتان متغايرتان فحقُ الله على عباده حقٌّ واجب حتمٍ لا انفكاك للعباد عنه وحقٌّ العباد على الله حق تفضل وامتنان لا حقٌّ وجوب محتوم لأن ذلك في حقه جل جلاله مستحيل وفيه دليل على أن الحق يُطلق على ما كان من طريق الوجوب وعلى ما كان من طريق التفضل إذا علم المخاطب ذلك ولا يجوز أن يُطلق ذلك لمن لا يعلمه لأن النبي الله أخبر بذلك معاذاً لكونه كان عالماً بسياق الحديث وما المراد منه لما تقرر عنده قبل من العلم الذي كان لديه فأَجمَل له في الإخبار ومنع عليه السلام الإخبار به للغير
الوجه الحادي عشر فيه دليل على أن الجهل بالحق لا يسقطه إذا عمل موجبه لأن المؤمنين قد حصل لهم الحق بمقتضى ما أخبر بالعمل ومنع عليه السلام إخبارهم بالحق الذي لهم الوجه الثاني عشر فيه دليل لأهل السنة حيث يقولون بوجوب الإيمان قبل النظر والاستدلال وأن النظر والاستدلال شرط كمال لا شرط صحة لأنه قد صح لعامة المؤمنين هذا الحق المذكور في الحديث بمجرد الإيمان ومعلوم أن عامة المؤمنين لم يكن إيمانهم بالنظر والاستدلال إنما كان بالتسليم والاستسلام كما قال عمر رضي الله عنه ديننا هذا دين العجائز أي في العجز والاستسلام فإذا حصل لهم الإيمان فقد حصل لهم ما وعدوا عليه والعلم بعد ذلك بالدليل على المعبود أو بالعلم بالموعود على العمل لا ينقص مما قد تحصل من أحد المطلوبين شيئاً من إيمان أو عمل بل ذلك زيادة فضيلة وتَرَق
الوجه الثالث عشر فيه دليل على أن زيادة العلم بعد القدر الذي يحتاج إليه العمل محتملة للزيادة والنقص فإن كان المخبر به فيه أهلية كانت الزيادة في العلم له خيرا وإن كان ليس فيه أهلية كانت الزيادة له نقصاً يؤخذ ذلك من أنه عليه السلام أخبر بما ذكر لمعاذ ومنعه من أن يخبر الغير به لأن معاذاً صفته على ما تقدم
۱ كما رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وصححه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه لعله يريد أن الإيمان بالله الواحد وملائكته وكتبه واليوم الآخر واجبة أولاً أما البحث والاستدلال على وجود الله ووحدانيته والأمور الأخرى فتأتي تالية وليست شرطاً واجباً وإنتما هي كمال وفضيلة
200

الوجه الرابع عشر فيه دليل لأهل الصوفة حيث يأخذون بالاجتهاد في الأعمال بالصدق والتصديق موافقة لما به أمروا وإذعاناً لما عنه نهوا ولم يلتفتوا لما لَهُم في ذلك لأن الأعمال بعد حصول الإيمان طريق النجاة على ما تقرر والزيادة على ذلك كما تقدم محتملة للزيادة والنقص فتركوا الاشتغال بما هو محتمل للزيادة والنقص وأخذوا في الطريق المذكور الذي ليس فيه احتمال فلما أن عملوا على ذلك وجدوا في طلبه فمن كان منهم فيه أهلية للزيادة يسر له أسباب الزيادة وفتح عليه في ذلك بأيسر أمر وفي أقل زمان ومن كان منهم ليس فيه أهلية للزيادة بقي على حاله ذلك حتى توفي عليه ولم يلحقه نقص عما أخذ بسبيله لأن من العلم ما يكون سبباً للجهل وقد صرح عليه السلام بذلك فقال إن من العلم لجهلاً ۱
الوجه الخامس عشر قوله قلت الله ورسوله أعلم فيه دليل على رد الأمر إلى الله ورسوله فيما لا يعلم والاعتراف بالتقصير بين يدي الله ورسوله وكذلك بين يدي مَنْ أهَلَهُ الله للخير
وخصه بالعلم الشرعي
الوجه السادس عشر قوله عليه السلام فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً فيه وجوه الأول فيه دليل على التعليم قبل السؤال لأنه عليه السلام علم معاذاً ولم يقع من
معاذ سؤال
الثاني فيه دليل على جواز البحث في العلم في الطريق وعلى الدواب هذا بشرط أن يكون الطريق ليس فيه اللغط الكثير لأنه قلّ أن يتأتى التعلم مع كثرة اللغط لأن ما أخبر به عليه السلام لمعاذ في الطريق على الدابة من ذلك الباب
الثالث فيه دليل على أن حق الله على عباده ما أشرنا إليه في الأحاديث المتقدمة وهو الجمع بين امتثال الحكمة وحقيقة التوحيد لأنه عليه السلام شرط ذلك هنا بقوله حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً فأشار عليه السلام بقوله أن يعبدوه إلى امتثال الحكمة في الأمر والنهي وأشار بقوله ولا يشركوا به شيئاً إلى حقيقة التوحيد
الرابع فيه دليل على أن من حصل له الجمع بين تينك الحالتين لا يعذب لأنه عليه
۱ رواه أبو داود في كتاب الأدب باب ما جاء في الشعر عن بريدة رضي الله عنه ولفظه سمعت رسول الله الله يقول إن من البيان سحرا وإن من العلم جهلا وإن من الشعر حكماً وإن من القول عيالاً وقد ضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء وكذلك قال السيوطي ووافقه المناوي
اللغط الصوت والجَلبة
٨٥٦

السلام قال وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً ومن لا يشرك به شيئاً هو الذي أتى بتينك الحالتين المطلوبتين قبل ومن اقتصر على إحداهما وترك الأخرى لم يتم له قَدَمٌ بعد في الإيمان ولم يأت بما هو المطلوب منه على الكمال وقد صرح الشارع عليه السلام بهذا المعنى حيث قال الإيمان إيمانان إيمان لا يدخل صاحبه النار وإيمان لا يخلد صاحبه في النار ۱ فالإيمان الذي لا يدخل صاحبه النار هو ما صرح عليه السلام به هنا وهو من أتى به على الكمال فوفى ما به أمر واجتهد فيه امتثالاً للحكمة وتحقيقاً للوحدانية وأبلغ جهده والإيمان الذي لا يخلد صاحبه في النار هو الناقص عن الكمال الآخذ بطرف والتارك للآخر والتارك لبعضهما على الجملة والعامل ببعضهما
الوجه السابع عشر قوله عليه السلام لا تبشرهم فيتكلوا إنما نهاه عليه السلام عن الإخبار به لأجل أن التوكل على ضربين شرعي ولغوي فمن لم يكن له علم فالتوكل عنده لغوي وهو المعبر عنه عند أهل الشرع بالطمع
معه
والتوكل الشرعي هو التوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه بعد بذل الجهد في امتثال أمره واجتناب نهيه واللغوي هو الاتكال دون عمل وإلى هذا التوكل أشار عليه السلام هنا لأنه نهى أن يبشِّر بما أخبر به خيفة التوكل دون عمل ومعلوم أن التوكل على الوجه المتقدم ذكره الذي العمل خير عظيم لهم ومرتبة عليا في حقهم فلو كان يحدث لهم بذلك الإخبار هذا التوكَّلُ لكان الإخبار لهم بذلك من اكد الأمور إذ إنه زيادة لهم في الهدى والترقي ولكن لما أن كانت خشيته عليه السلام من التوكل الآخر منع من ذلك لئلا يحصل الطمع به لمن لم يكمل الإيمان بشروطه فيظن أنه من الناجين وليس كذلك فيكون سبباً إلى الاغترار وترك العمل وهو نفس الهلاك أعاذنا الله من ذلك بمنّه
وإنما حدث الصحابي به بعد ذلك لذهاب هذا التوكل اللغوي الذي ذكرناه لأنه لما أن تقعدت قواعد الشريعة على الكمال علم عند ذلك المراد بهذا التوكل بتلك القواعد فلا يحصل به اغترار لأجل ما يعارضه من الآي والأحاديث وما يُبَيِّنُ معناه وما المراد به وبالله التوفيق
والحمد لله وحده
وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
1 لم يتيسر الوقوف على مصدره
٨٥٧

-ITA-
حديث درجات النية في ربط الخيل
ن أبى هريرةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال الخَيلُ لثلاثَةِ لِرَجُلٍ أجر ولِرَجُلٍ سِترُ وعَلى رَجُلٍ وِزرٌ فأما الذي هي لهُ أجْرٌ فَرَجُلٌ رَبطَها في سَبيلِ الله فأطالَ لها في مَرجِ أو روضةٍ فَما أصابَت في طيلها ۱ ذلِكَ مِنَ المَرجِ أو الرّوضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَناتٍ ولو أنها قَطَعَت طِيلَها فاستَنَّت شَرَفاً ۳ أو شَرفَيْنِ كانت أرواتُها ٤ وَآثَارُها حَسناتٍ لهُ ولو أنها مرَّت بنَهَرٍ فَشَرِبَت مِنهُ وَلَم يُرد أن يَسقِيها كانَ ذَلِكَ حَسَناتٍ لَهُ وَرَجُلٌ رَبطَها تَغنِّياً ٥ وتَعفُّفاً ولَم يَنسَ حَقَّ الله في رِقابِها ولا ظُهورها فهي لذلِكَ سِتر ورَجُلٌ رَبطَها فَخراً ورياء ونواء ٦ لأهل الإسلام فَهيَ وِزر على ذلِكَ
ظاهر الحديث يدل على اتحاد العمل في الظاهر واختلافه بالنية على تلك الوجوه الثلاثة والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول قوله عليه السلام الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر وفيه دليل على جواز التقسيم قبل التفسير والبيان لأنه عليه السلام قسم الخيل على ثلاثة
أقسام ثم بعد ذلك فسّر ما قسم
۸۰۸
۱ طيلها وطولها حبلها الطويل استنت جَرَتْ وعَدَت ۳ الشَّرَف العالي من الأرض
٤ أروائها ما تخرج الدابة من رجيع ٥ تغنياً مؤثراً لها ومستغنياً بها عن غيرها
٦ نواء مناوأة ومعاداة

الوجه الثاني قوله عليه السلام فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله هذا الوجه هو أعلى ما تحبس الخيل إليه وهو المندوب
بالسنة
الوجه الثالث قوله عليه السلام فأطال في مرج أو روضة يعني أنه أطال في الشيء الذي ربطها به حتى تسرح في المرج وتجد سبيلا في الاتساع للمرعى بخلاف أن لو كان الربط قصيراً لم تكن لتسرح في المرعى
الوجه الرابع قوله عليه السلام فما أصابت في طِيَلِها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات يريد بذلك ما أكلت وما شربت وما مشت كان ذلك كله حسنات له يوم يجده موفوراً
القيامة
الوجه الخامس قوله عليه السلام لو أنها قطعت طِيَلَها فاستَنَّت شَرَفاً أو شَرفَينِ كانت أروائها وآثارها حسنات معناه أنها قطعت الشيء الذي ربطت به وتعدت الموضع الذي تركها صاحبها ترعى فيه ومضت إلى غيره كل ما تفعل من هذا حتى الروث كان ذلك له حسنات
الله
الوجه السادس قوله عليه السلام ولو أنها مرّت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها

كان ذلك حسنات له فيه دليل على أن من عمل شيئاً الله فكل ما احتوى عليه من المنافع فله أجره قصده أو لم يقصده علم به أو لم يعلم كان له كارهاً أو راضياً لأنه عليه السلام أخبر أن صاحب الفرس لو لم يُرد أن يسقيها فشربت كان ذلك له حسنات وما ذاك إلا للأصل المتقدم وهو كونه ربطها في سبيل الله فكذلك كل ما كان أصله الله كان ما يحتوي عليه من المنافع - علم بها أو لم يعلم - له حسنات فيه يوم القيامة ومثل ذلك الفرس إذا كانت النية فيه الله وعملا على الحديث الذي ورد في فضله فكل من أصاب من ذلك الفرس شيئاً من ادمي أو طير أو وحش كان كل ذلك حسنات لصاحب الفرس عَلِم به أو لم يعلم كان يكره ذلك أو يرضاه إذ إن الأصل أولاً كان الله ثم بهذه النسبة سائر أفعال البر
الوجه السابع قوله عليه السلام ورجل ربطها تَغَنِّياً وتعففاً ولم يَنْسَ حق الله في رقابها هذا الوجه مندوب إليه أيضاً لكن الوجه المتقدم أعلى منه في الندب لكن لا يكون ندباً إلا إذا جمع تلك الخصال الثلاثة ۱ المذكورة في الحديث وهي التغني والتعفف ولم ينس الله في رقابها ومعنى التغني أنه قنع بكسبها عن غيرها من الأموال راضياً بذلك مؤثراً لها على غيرها وهو من قولهم استغنيت بكذا عن كذا أي أثرته على غيره ورضيت به ومعنى التعفف أي
e
109
۱ كذا

استعف بالكسب عليها عن المسألة وعن ضرر للناس ومعنى لم ينس حق الله في رقابها أي في ذواتها كما يقال رقبة العبد أي ذاته والحق هنا في رقابها قد أشار عليه السلام إليه حين سُئل عنها هل أنزل عليك في الحمر شيء فقال لا إلا هذه الآية الفاذة ۱ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٢
والحق فيها على مقتضى الآية على ضربين واجب ومندوب فالواجب هو ألا يُحمّلها ما لا تطيق ويوفي لها حقها في الأكل لأن الضرر ممنوع في الحيوان كله عاقلاً كان أو غير عاقل وكذلك في الأمور كلها لقوله عليه السلام لا ضرر ولا ضرار ٣ والمندوب ما أشار إليه بعض العلماء من حمل متاع الكلِّ وركوب المضطر لها يؤيد ما أشرنا إليه في هذا الوجه قوله عليه السلام الرجل ستر لمن حبسها لتلك الثلاثة الأوجه ومعنى الستر أن يكون متصلا في الدارين فالستر في الدنيا هو أن تُغنيه عن مسألة الناس والستر في الآخرة هو أن تنجيه من عذاب النار وقد قال عليه السلام المؤمن تحت ظل صدقته ٤ وهذا الكلام مبني على أن الواو في قوله عليه السلام تغنياً وتعفّفاً ولم ينسَ حق الله في رقابها للعطف وأما إن كانت الواو للتنويع فليس بشرط في الفعل أن يكون مندوباً الثلاثة المذكورة ولكن إن وجد واحد من الثلاثة كان الفعل مندوباً وكانت ستراً لصاحبها ـ وهو الأظهر والله أعلم - لأنه ترك في كسبها النية المذمومة وهو حبسها لزينة الدنيا وقد قال تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِن النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ٥ فإذا ترك المذموم كان له الأجر على تركه فإذا أضاف إليه اعتقاد المندوب كان من باب أولى أن يرجى له الستر
بجميع
تلك
ولا يقتصر بهذا على الوجه المذكور لا غير بل هو عام في كل مكتسبات الدنيا إذا كانت بهذه النية المذكورة لأن العلة التي بها الحكم منوط موجودة لأن الحكم ليس معلقاً بالعين وقد عدّى العلماء الحكم لما هو أقل من هذا وهو قوله عليه السلام لا يقضي القاضي حين يقضي وهو
۱ الفاذة المتفرّدة عن مثيلاتها سورة الزلزلة الآيتان ٧ و ٨
۳ رواه الإمام أحمد والطبراني عن ابن عباس ورواه ابن ماجه والبيهقي عن عبادة بن الصامت ورواه الطبراني وأبو نعيم عن ثعلبة بن مالك القرظي رضي الله عنهم
٤ رواه الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه على شرط مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه بلفظ كل امرىء في ظل صدقته حتى يُقضَى بين الناس
٥ سورة ال عمران من الآية ١٤
٨٦٠

غضبان۱ فقالوا كل مُشَوَّش لا يجوز له الحكم معه من حقن ۳ أو جوع أو عطش أو غير ذلك
من التشويشات فتعدية ما نحن بسبيله أولى لوجود العلة نفسها
الوجه الثامن قوله عليه السلام ورجل ربطها فخراً ورياء ونواء لأهل الإسلام أما الفخر والرياء فمعلوم وأما النّواء فهو مثل ما يفعله الشطار في قطع طريق المسلمين بها ومثل الظُّلَمة يتخذونها عوناً على ظلم المسلمين وما أشبه ذلك
ثم الكلام على الواو هل هي للعطف أو للتنويع كالكلام في البحث المتقدم لكن هنا بحث يختص بالموضع وهو أنه إن كانت للعطف فيكون معنى قوله وزراً أثقل ظهره بكثرة الذنوب لأن هذه الثلاثة الأشياء كلها ممنوعة وحمل وزرها يثقل الظهر وإن كانت الواو للتنويع فيكون الوزر بمعنى الإثم لأن كل واحد من هذه الثلاثة الأشياء محجور شرعاً وكل من أتى ما هو محجور شرعاً كان مأثوماً
ولا يقتصر بهذا أيضاً على هذا الوجه لا غير بل هو عام في كل ما أشبهه والكلام على تعديه الغيره كالكلام على تعدي الوجه قبله

ثم بقي القسم المباح في اتخاذها وإنما سكت عنه عليه السلام لأن شأنه أبداً أن يبين ما فيه من الأحكام ويسكت عما سواه وقد قال عليه السلام ما تركته لكم فهو عفو ٣ والمباح هو من اقتناها عَرِيّة عن النية المذمومة والمندوبة والله المستعان وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
اصفا الضما
۱ رواه الإمام أحمد والبخاري وأبو داود وابن ماجه عن أبي بكرة رضي الله عنه بلفظ لا يقضِيَنَّ حَكَم بين اثنين
وهو غضبان الحقن احتباس البول في المثانة
۳
هو معنى لحديث رواه الحاكم عن أبي ثعلبة رضي الله عنه ولفظه إن الله حدّ حدوداً فلا تضيعوها وحرّم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء من غير نسيان من ربكم ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها
٨٦١

حديث اللعب بآلات الحرب ومنع البيع والشراء في المساجد
1
عَن عائشة رضيَ الله عَنها قالت كانَ يوم عيدٍ عِندي يَلعبُ السُّودانُ بالدَّرَقِ وَالحِراب فإمَا سَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وَإِمّا قالَ تَشتَهِينَ أَن تَنظُري فَقُلتُ نَعَمْ فَأَقامَني ٢ وَراءَهُ خدي على خَدِّهِ وَيَقولُ دُونَكُم يا بَني أَرْفِدَة ٢ حتّى إذا مَلِلتُ قالَ حَسْبُكِ قُلتُ نَعم قالَ فاذْهَبي
ظاهر الحديث يدل على الأزمنة الفاضلة والأيام الفاضلة تشغل بأعظم الطاعات وأجلها وأوجبها لأن يوم العيد فيه من الفضل ما فيه فعملوا فيه ما هو أفضل الأشياء في وقتهم بل هو المتعين والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول قولها كان يوم عيد عندي يلعب السودان بالدرق والحراب إنما أطلقت اللعب عليه مجازاً وإلا فهو في الحقيقة فرض متعيّن بسبب تعين فرض الجهاد عليهم ومن ذلك قوله عليه السلام لعب المؤمن في ثلاث ۳ والثلاث عبادة لا شك فيها
وفيه دليل على أن ما يُفعَل في هذا الزمان من بطالة الأوقات الفاضلة من البدع الحادثة المخالفة لفعل السلف ألا ترى أن يوم العيد يوم فاضل فشغلوه بالتدريب على أفعال القتال إذ أنها المتعينة في الوقت كما تقدم ولذلك قال لها عائشة رضي الله عنها تشتهين أن تنظري وفي رواية كان يوماً عندي يلعب السودان بالدرق والحراب تريد بقرب منزلي لأن العرب تسمي
1 الدَّرَق ضرب من التّرسة الواحدة دَرَقَة تتخذ من الجلود ليس فيها خشب ولا عَقَب بنو أرفدة جنس من الحبش يرقصون قال ابن الأثير هو لقب لهم وقيل هو اسم أبيهم الأقدم يعرفون به وفاؤه مكسورة وقد تفتح اللسان مادة رفد
۳ اللهو في ثلاث تأديب فرسك ورميك بقوسك وملاعبتك أهلك أخرجه أبو يعقوب في القراب في فضل الرمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه
٨٦٢

الشيء بما قاربه وكان لعب السودان في المسجد ومنزلها ومنازل أزواج النبي الله ورضي الله عنهن شارعة إلى المسجد ۱ فلما أن كان السودان بقرب منزلها أضافتهم إلى نفسها
في

الوجه الثاني أن اللعب في المسجد - على ما هو ظاهر الحديث - ليس على العموم لما عارضه من الآي والحديث والأثر أما الآي فقوله تعالى في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تَرفعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمه قال العلماء معناه أنها تغلق ولا تفتح إلا عند الصلوات والصلاة هي المراد بالذكر الآية والرفع عبارة عن الغلق والصيانة وأما الحديث فقوله عليه السلام إنما المساجد لما بنيت له فمن نشد ضالة فقولوا لا جَبَرها الله عليك ۳ فالحديث موافق للاي في المعنى وأما الأثر فما روي عن عمر رضي الله عنه أنه بنى رحبة 4 خارج المسجد تسمّى البطيحاء ٥ وقال من أراد أن يَنشُد ضالة أو يُنشِد شعراً فليخرج إلى هذه الرحبة وقد كان ابن مسعود رضي الله عنه إذا رأى أحداً في المسجد يريد أن يبيع دعاه فسأله ما معك وما تريد فإن أخبره أنه يريد أن يبيع قال عليك بسوق الدنيا فإنما هذه سوق الآخرة فلم يكن اللعب في المسجد إذ ذاك إلا للضرورة لضيق المدينة وضيق البيوت ولعب الثقاف ٦ لا بدّ منه في وقتهم ذلك لضرورة التدريب للقتال فإذا كانت ضرورةٌ مثل هذه جاز وإلا فلا
وقد اختلف العلماء في تدريس العلم في المسجد الذي هو أفضل من الجهاد نفسه ـ على ما ورد النص فيه وليس فيه لعب وهو نفس الطاعة - على قولين فمن رأى أنه من الدين أجازه ومن رأى أنه من كلام البشر وهو مؤد إلى ارتفاع الأصوات في المسجد منع فكيف بهم في لعب إنما كان طاعة بحسب النية فيه ولما يؤول أمره وقد يكون للهو لا غير فمن باب أولى أن يمنعوه من غير خلاف بينهم إذا عدمت الضرورة التي أشرنا إليها
وقد اختلف علماؤنا رحمهم الله تعالى في لعب السودان هل كان في المسجد أو خارجاً عنه بقربه فقال الشيخ أبو الحسن اللخمي في تبصرته إن لعب الحبش في العيد في المسجد
۷
۱ شَرّع المنزل دنا من الطريق وأطل عليه ومنازل شارعة إلى المسجد قريبة منه ومطلّة عليه سورة النور من الآية ٣٦
۳ رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد أو ينشد ضالة فقولوا له لا أربح الله تجارتك ولا ردّ عليك ضالتك فإن المساجد لم تُبْنَ لهذا
٤ الرَّحبَة الأرض الواسعة ٥ البطيحاء الأرض المتسعة يمرّ فيها السيل فيترك فيها الرمل والحصى ٦ الثقاف والثقافة العمل بالسيف والتدرب عليه
۷ أبو الحسن اللخمي علي بن محمد الربعي أبو الحسن المعروف باللخمي فقيه مالكي له معرفة بالأدب والحديث قيرواني الأصل نزل سفاقس وتوفي بها صنف كتباً مفيدة من أحسنها تعليق كبير على المدونة في =
٨٦٣

منسوخ ونقل الشيخ ابن عطاء الله ۱ في البيان والتقريب له عن سِنْدِ ۳ أن مالكاً رحمه الله تعالى کره لعبهم في المسجد ويحمل الحديث على أنها كانت في المسجد تراهم
الوجه الثالث قولها فإما سألت رسول الله الله وإما قال تشتهين أن تنظري يُروَى تشتهين وتنظرين وكلاهما بمعنى واحد وقولها إما وإما شك منها في أيهما كان الواقع من الكلام الوجه الرابع قولها فأقامني وراءه خدي على خده فيه دليل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحسن
خلقه
الفتنة
وفيه دليل لما ذهب إليه العلماء من جواز نظر النساء إلى الرجال إذا كن مستترات أو أمن من
وفيه دليل على أن النظر في اللعب إذا قصد به الطاعة طاعة لأنه لما كان لعب السودان بنية التدريب للقتال ترك النبي مع عائشة رضي الله عنها تنظر إليهم ولو كان النظر إليهم غير طاعة لم یکن ينظر إليهم ولا يترك أهله لذلك إذ إنه عليه السلام وأهل بيته محال في حقهم التصرف في اللهو والنظر إليه بل كثير من الأولياء ليس لهم تصرف إلا في واجب أو مندوب فكيف بهم أهل بيت النبوة الذين منهم يورث ذلك وهم الأصل فيه وغيرهم فرع منهم وتبع لهم
ومما شهد لهذا ما روي عنه عليه السلام أنه مرّ بموضع كان بعض الصحابة يتعانون فيه بالرمي فنزع نعليه ومشى فيه حافياً ثم قال روضة من رياض الجنة ومعناه أن العمل الذي عُمِل فيها يوجب روضة من رياض الجنة وما كان يوجب روضة من رياض الجنة فالنظر إليه عبادة ولعل ببركة الحضور معهم يعم الخير على الكل من لعب ومن نظر
الوجه الخامس قوله عليه السلام دونكم بني أرفدة بنو أرفدة قبيلة من قبائل السودان فكان عليه السلام يحرضهم بقوله ذلك على الشدة والنهضة فيما هم بسبيله لأن تحريضه عليه السلام لهم يحدث لهم قوة وهمة ليست عندهم قبل
فقه المالكية سماه التبصرة أورد فيه آراء خرج بها عن المذهب توفي سنة ٤٧٨هـ / ١٠٨٥م الأعلام
٥ / ١٤٨
1 ابن عطاء الله هو أحمد بن محمد بن عبدالكريم أبو الفضل تاج الدين ابن عطاء الله السكندري متصوف شاذلي من العلماء كان من أشد خصوم الشيخ ابن تيمية له تصانيف كثيرة في التصوف والحكم والوصايا والعظات توفي بالقاهرة سنة ٧٠٩هـ / ۱۳۰۹م الاعلام ۱۱۳ سند هو أبو علي سيند بن عنان بن إبراهيم الأسدي المصري تفقه بأبي بكر الطرطوشي وانتفع به وجلس لإلقاء الدروس بعده ألف كتاب الطراز شرح به المدوّنة نحو الثلاثين سفراً وتوفي قبل إكماله وله تأليف في
الجدل وغيره توفي بالإسكندرية سنة ٥٤١هـ
۳ يتعانون يعانون ويتدربون
٨٦٤

وفيه دليل على التعاون في أفعال البر كيفما أمكن بكلام أو فعل أو غيره لأن كلام النبي الله
لهؤلاء عون لهم على التعلم ومثل هذا أيضاً ما روي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يوماً يتسابقان في الرمي فقال النبي لازم يا حسين وأنا معك فأمسك الحسن فقال له النبي لِمَ لَمْ تَم فقال كيف أرمي وأنت معه فقال ازم وأنا معكما كل هذا ندب لتعلم
القتال للجهاد
وفيه دليل على تعلم أنواع الخير وإن لم يكن المتعلم بها مكلفاً لأن نظر عائشة رضي الله عنها إلى لعب الثقاف قد يحصل لها به التعلم وليس النساء مكلفات بالجهاد حتى يحتجن إلى تعلم الثقاف لكن من عرفه منهن يحصل لها في معرفته الأجر وقد يحتجن إليه في بعض الأوقات كما احتجن إليه يوم اليرموك في فتح الشام حتى دفعن عن أنفسهن وتلاحق بهن المسلمون ونجوا كان مشتغلاً بذلك من يد العدو وعاد النصر للمسلمين على ما ذكره أهل التاريخ ومثال ذلك بطلب العلم وأخذ منه ما يُجزيه لفرضه فما زاد على ذلك فهو من المرغب فيه وإن لم يحتج إليه في وقته ذلك وله الأجر في تعلمه وقد يعلمه لمن يجب عليه تعليمه وقد يحتاج إليه في وقت من الأوقات مثل الفقير يقرأ كتاب الزكاة ويُحْكمه ثم يرجع مَلِيّاً وما أشبه ذلك
الوجه السادس قولها حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال اذهبي فيه دليل على جواز الحكم على الباطن بما يظهر في الظاهر لأن النبي الله استدل على أنها ملّت بما ظهر له من حالها لكن الحكم بذلك مطلقاً لا يجوز حتى يستيقن ذلك من صاحبه لأن النبي لا أعرف الناس بذلك الشأن ثم لم يحكم به حتى استفهمها عنه فأجابت بتحقيق ما ظهر له

الوجه السابع فيه دليل على أن التعلم إنما يكون مع الباعث من المتعلم وإن عُدِم الباعث منه فالترك إذ ذاك لكي تَجُمَّ النفس ثم يأخذه بأهبة لأنه عليه السلام لما أن ظهر له من عائشة رضي الله عنها أنها ملت قال لها حَسْبكِ يزيد هذا إيضاحاً قوله عليه السلام رَوِّحوا القلوبَ ساعة بعد ساعة ولأن التعلم مع الكسل قلَّ أن يتأتّى منه المقصود
الوجه الثامن أنه لا يقتصر بالحديث على ما جاء فيه لا غير بل هو عام في كل الأمور الدنيوية إذا قصد بها الآخرة عادبَ بالقصد ندباً وإن كان ظاهرها مباحاً لأن اللعب ظاهره لهو فلما أن كان القصد به تعلم النقاف لأجل الجهاد كان طاعة فكذلك كل فعل قصد به الله تعالى
1 مَلِيّاً غنياً من الملاءة
رواه أبو داود في مراسيله عن ابن شهاب ورواه القضاعي عن ابن شهاب عن أنس موصولاً
٨٦٥

أو الدار الآخرة وإن كان من أفعال الدنيا فهو بحسن النية فيه مما يتقرب به إلى الله تعالى ويثاب صاحبه عليه كما يثاب على الأفعال التي ليست تعمل إلا للاخرة ومن ذلك ما روي عن عمر الله عنه حيث قال إني لأتزوج النساء وما لي إليهن حاجة وأطأهن وما لي إليهن شهوة فقيل ولم يا أمير المؤمنين قال رجاء أن يخرج الله من ظهري ما يَكثرُ به محمّد الأممَ يوم
رضي
القيامة والله الموفق
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
سلة
al
٨٦٦

-18-
حديث عزّ المؤمن بطاعة الله ورسوله
عَن ابن عُمَرَ ١ رَضِيَ الله عَنهُما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ جُعِلَ رِزْقي تَحتَ ظِلُّ رُمحي
وَجُعِلَ الذِلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَن خَالَفَ أمري
ظاهر الحديث يدل على أن رزق النبي له تحت ظل رمحه وأن الذلة والصَّغار واقعان بمن خالف أمره عليه السلام والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول أن المخالفة المذكورة في الحديث هل هي عامة أو خاصة ظاهر اللفظ يفيد العموم وذلك موجود حساً لأن من خالف أمره عليه السلام من كل الجهات - وهم الكفار - أوجب لهم ذلك القتل أو إعطاء الجزية وهم صاغرون ومن خالف في بعض واتبع في بعض كالمؤمنين من أهل البدع والمعاصي أوجب لهم ذلك ذلة العقوبة من الحد وغيره وكراهية الناس لهم وأما من اتبع أمره عليه السلام في كل الأحوال من فعل ومقال فقد ناله العز في الدنيا والآخرة عنه الذل مثل العلماء العاملين والصالحين المتبعين نالهم العز في الدنيا - حتى إن الملوك وأبناء الملوك يأتون في خدمتهم راجين بركة رؤيتهم - ونالهم العز في الآخرة بما أعطوا من الشفاعة في غيرهم عدا ما اذْخِر لهم من أنواع الكرامات ومن خدمة الملائكة لهم وسكناهم في جوار ربهم الوجه الثاني لقائل أن يقول لم قال عليه السلام جُعِلَ رزقي تحت ظل رمحي ولم يقل في سنان رمحي ولا في غيره من السلاح والجواب عنه من وجوه الأول أن السنان إنما جُعِل لقتل الأعداء الذين هم أرباب الأموال فإذا قتلوا بسنان الرماح
وارتفع
تقريب 3
0 -
٨٦٧
۱ سلفت ترجمته في الحديث ٥١

بقيت أموالهم تحت ظلال رماح المسلمين وهي الغنائم وقد أحلت بخلاف النبل والسيف
فإنهما عند ضرب العدو لم يبقَ لأحدهما ظل حتى تكون الغنيمة تحته
الثاني أن رايات العرب كانت في أطراف الرماح ولا تكون إقامة الرماح بالرايات إلا مع النصر والظهور وقد نصره الله عزّ وجلّ بالرعب أمامه شهراً فأحل له ما أوجف عليه بالخيل وما أتاه مذعناً بالرعب لأنه من خوف الرمح أتى فهو تحت ظله
الثالث أن السنان جعله عليه السلام للجهاد - وهو أكبر الطاعات - فجعل له الرزق في ظله أي في ضمنه وإن كان لم يقصده فالطاعة وامتثال الأمر هي الجالبة للرزق يؤيد هذا التوجيه الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى وَأمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوَة وَأَصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْتَلُكَ رِزْقًا حنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَقِبَةُ لِلتَّقْوَى ۱ وأما السنة فقوله عليه السلام لا يُنال ما عند الله إلا بطاعة الله وقوله عليه السلام تكفَّل الله برزقِ طالبِ العِلم وهو عزّ وجلّ قد تكفل بأرزاق الكل ۳ لكن لما أن اشتغل هذا بطلب العلم عن التكسب أتاه رزقه من غير تعب ولا تَسَبّب
وهنا إشارة لطيفة مرغبة في الاتباع وترك الالتفات لما يطرأ على البشرية وما يعرض لها في حال الاتباع لأنه لما أن جادوا بما طلب منهم في الجهاد من بذل الروح ولم يبالوا بها أبدلوا منها في الدارين أعلى منازلهما ففي الآخرة ما جاء عنهم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله وما أنيلوا من الشفاعة إلى غير ذلك من الآي والأحاديث التي جاءت بالنص في رفع منزلتهم وفي هذه الدار أُحِلت لهم الغنائم على اختلافها كما قال ﴿ وَأَوْرَتَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَرَهُمْ وَأَمْوَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ٤ وأنيلوا العز وهو النصر والظهور وهو أعلى منازل هذه الدار فإذا كان هذا في الجهاد الأصغر فكيف به في الجهاد الأكبر ولذلك قال تعالى في الجزاء على بعض أفعالهم فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ هَهُم مِّن قُرَةٍ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٥ ولأجل هذا المعنى أخذ أهل الصوفة في الاتباع في كل اللحظات وتركوا الالتفات
o,
۱ سورة طه الآية ۱۳
قطعة من حديث رواها أبو نعيم في الحلية وابن أبي الدنيا والحاكم والبيهقي في المدخل وقال منقطع كذا قال المناوي في فيض القدير ٤٥١/٢
۳ رواه الخطيب في تاريخ بغداد ۸۰/۳ والقضاعي في مسند الشهاب ٤٤/١ و ۳۹۱ والديلمي في مسند الفردوس ٧٥/٤ ولفظه كما ورد فيها من طلب العلم تكفل الله عز وجل برزقه
٤ سورة الأحزاب من الآية ۷
٥ سورة السجدة الآية ١٧
٨٦٨

للعوارض ولما يطرأ من التغييرات فلم ينظروا إلى الرّزق ولم يفكروا فيه واشتغلوا بما هم عليه قادمون لأن العبد مطلوب والرزق طالب ومضمون فلا يشغل بالمضمون عن المطلوب ثم زاد هذا الحديث تأكيداً لهذا المعنى إذ الطاعة تيسر الرزق وتسوقه ولهذا المعنى يقول بعض الفضلاء إذا التفت المريد إلى رزقه أحسن الله له العزاء ۱ في طريقه والله المستعان
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ العزاء الصبر على ما ناله
٨٦٩

-181-
حديث الترخيص في لبس الحرير
عَن أنس ۱ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رخص الله عنه أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ لِعَبد الرَّحمنِ بنِ عَوْفٍ والزُّبَيرِ۳ في قميص مِن حَريرٍ مِن حِكْةٍ كانَت بهما
*
ظاهر الحديث يدل على جواز لبس الحرير للعلة المذكورة فيه والكلام عليه من وجوه الوجه الأول هل يستباح لبس الحرير للضرورة إذا كانت على الإطلاق أو الضرورة مقصورة على ما وردت فيه لا غير ظاهر اللفظ يفيد الاقتصار على تلك الضرورة بعينها وقد اختلف العلماء في ذلك فمن ذاهب ذهب إلى اطراد الضرورة حيث وجدها ومن ذاهب ذهب إلى الاقتصار على ما ورد النص فيه ولم يُعَده وفائدة اختلافهم تظهر فيمن لم يجد ثوباً للصلاة إلا ثوب حرير وثوباً نجساً فمن اقتصر على العلة المنصوص عليها ذهب إلى الصلاة بالثوب النجس ومن طرد وقاس قال بالصلاة في ثوب الحرير
٤
الوجه الثاني أن النبي لا لا لو كان عارفاً بطب الأبدان كما كان عارفاً بطب الأديان لأنه عليه السلام لم يرخص لهذين في لبس الحرير إلا للمنفعة التي فيه للعلة التي كانت بهما فدل هذا على أنه عليه السلام كان عارفاً بذلك الشأن ومما يبين هذا ويوضحه ما روي عن أحد الصحابة أنه لقيه أحد مشركي أهل الكتاب ممن كان عارفاً بالطب ماهراً فيه فقال له إن عيسى عليه السلام كان نبياً حكيماً ولم يكن نبيكم يعرف الطبّ فقال الصحابي أربع كلمات قالها النبي اختصر
۱ سلفت ترجمته في الحديث ٥٢ سلفت ترجمته في الحديث ٩٤
۳ الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي أبو عبد الله الصحابي الشجاع أحد المبشرين بالجنة وأول من سل سيفه في الإسلام وهو ابن عمة النبي الا الله و أسلم وله ۱ سنة وشهد بدرا وأحداً وغيرهما وكان على بعض الكراديس في اليرموك وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب وجعله عمر في من يصلح للخلافة بعده وكان موسراً خلف أملاكاً بيعت بنحو أربعين مليون درهم أو يزيد قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع قرب البصرة سنة ٣٦ هـ / ٦٥٦ له ۳۸ حديثاً الأعلام ۷۴/۳ ٤ طرد الحكم أو القاعدة أرسلها عامة
1
۸۷۰

فيها الطب فقال الكتابي وما هي فقال قال عليه السلام المَعِدَة بيت الداء والحِمْيَةُ رأس الدواء وأصل كل داء البَرَدَة ودواء كل بدن بحسب ما اعتاد ۱ فقال الكتابي لم يُبقِ نبيكم من الطب شيئاً
الوجه الثالث هل لبس الحرير هنا من أجل التداوي أو من أجل لينه عما عداه من الثياب لأن غيره من الثياب قد يتأذى صاحب الحكة بلبسها ولا يتأذى بلبس الحرير لما فيه من اللين فإذا قلنا إن لبسه من أجل اللين فيجوز لبسه لصاحب الحكة مطلقاً إذ ليس له بدل منه وإن قلنا إنه للتداوي فهل يجوز مع وجود غيره من الأدوية أو لا يجوز إلا عند عدمها أما عند العدم فجائز بغير خلاف وأما مع وجود غيره من الأدوية فموضع يقتضي الخلاف
الوجه الرابع أن النبي الله له له له أن يحلل ويحرم ابتداء من عنده من غير أن ينزل عليه في ذلك قرآن لأنه عليه السلام حرم الحرير من غير أن ينزل عليه فيه نص ثم رخص فيه في هذا الموضع ولم ينزل عليه فيه شيء وهذا هو المراد بقوله تعالى ﴿ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَنكَ الله لكن قد ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بذلك الحكم بينهم فيما أراد الله عزّ وجلّ من التأويل فيما أنزل عليه وليس بالقوي والصحيح ما ذهب إليه الجمهور وهو أنه عام في المنزل وغير المنزل حكمه عليه السلام نافذ في الكل يجب على المكلف امتثاله فإن ترك شيئاً منه كان عاصياً بتركه بحسب ما كان الشيء المتروك هل من المفروض أو من المندوب لقوله تعالى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣
۳
ثناة
فكل ما يذكر عليه السلام لا يخلو إما أن يكون وحياً بواسطة أو بما يظهر له ـ وهو وحي إلهام - مع أنه عليه السلام قد نص على هذا المعنى في مسألة خيبر حيث أتاه رجل من اليهود فشكا له أن بعض الصحابة ضرب إماءَهم ودخل بعض مواضعهم فأمر عليه السلام بـ الصلاة جامعة ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال لا يجلس أحدكم في بيته متكئاً على أريكته يبلغه الحديث عني فيقول لم أر هذا في كتاب الله ألا وإني قد أخبرتكم وأمرتكم ونهيتكم بأمور هي مثل كتاب الله وأكثر لا يحل لكم أن تضربوا إماء هؤلاء ولا تدخلوا منازلهم إذا أدوا لكم ما صالحوكم عليه أو كما قال عليه الصلاة والسلام فلم يبق للمخالف مع هذا الحديث مقال والحديث أخرجه أبو داود والله الموفق
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ قال الشيخ عدنان الغشيم هذا ليس بحديث وإنما هو لطبيب العرب الحارث بن كلدة والبَرَدة هي التُّخَمة
سورة النساء من الاية ١٠٥ ۳ سورة النجم الاية ٣
۸۷۱

-١٤٢-
حديث من أشراط الساعة
عَن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال قالَ رَسُولُ الله الله لا تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقاتِلوا التُّرْكَ صغارَ الأعيُنِ حُمْرَ الوجوهِ خُلْفَ الأُنُوفِ ۱ كأَنَّ وُجُوهَهُم المَجَانّ المطرَّقَةُ ٢ ١ ولا تقومُ السَّاعةُ حَتَّى تُقاتِلُوا قَوماً نعالهم الشَّعَرُ
ظاهر الحديث يدل على أن الرهطين المذكورين فيه إذا ظهرا فهما عَلَم على اقتراب الساعة والكلام عليه من وجهين
الوجه الأول فيه دليل على أن معجزات النبي على قسمين مشاهَد مَرئي وأخبار يُؤمَن بها وتُصَدَّق وكل الأمة اجتمعت في ذلك أولهم وآخرهم وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد انتقل إلى الآخرة لكن معجزاته عليه السلام لم تزل باقية مستمرة إلى قيام الساعة بيان ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم عاينوا ما كان في زمانهم من معجزات النبي الا الله ما أظهر الله على يديه وامنوا بما أخبر
به مما يأتي بعدهم
وأهل هذا الزمان قد حصل لهم الإيمان بمشاهدة ما ورد في هذا الحديث وأشباهه والتصديق بما رأى الصحابة رضوان الله عليهم والإيمان بما يأتي بعد وكذلك من يأتي بعدهم لا بد من معجزات يشاهدونها وذلك مستمر لا ينقطع إلى قيام الساعة وهذا من الأدلة الظاهرة على علق منزلته عليه السلام التي لم تزل معجزاته مشاهدة إلى يوم القيامة
الوجه الثاني خروج هذين الرهطين المذكورين هل هو دال على الآخرة كما أخبر عليه السلام لا غير أو فيه معنى زائد على ما يظهر من صيغة لفظه محتمل للوجهين معاً والمعنى
۱ ذَلِفَ الأنف يَدَلَفُ خَلَفاً صَغُر واستوى طرفه فهو أذلف وهي ذلفاء والجمع ذَلف المَجَانَ جمع المجنّ وهو التُّرس والترسة والميم زائدة لأنه من الجُنَّة السُّترَة المطَرَّقة من طَرَّق الشم بالغ في طرقه ودقه
۸۷

الزائد هو أن يكون ذلك من جملة الفتن التي تكون عند اقتراب الساعة مع ما فيه من الدلالة على قرب القيامة
فإن كان دالاً على قرب الساعة ليس إلا فتكون فائدة الإخبار به أن يُقطَعَ الأمَلُ من هذه الدار عند معاينة ذلك إذ إنها قد انصرمت والإقبال ۱ على الآخرة والعمل على الخلاص فيها إذ إنها قد قربت فظهر منه عليه السلام هنا ما أخبر عزّ وجلّ عنه في كتابه حيث وصفه بقوله حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ لأنه عليه السلام نظر الخير لأمته بكل ممكن أمكنه من إخبار أو حال
و
وإن كان المراد بالإخبار به أن يُعلم أن ما ذكر فيه من جملة الفتن مع كونه دالاً على قرب قيام الساعة فتكون الفائدة فيه المسارعة إلى أخذ الدواء الذي به يقع الخلاص من الفتن والدواء هو ما قد نص عليه السلام عليه في غير هذا الحديث حين ذكر الفتن فقيل له ما تأمرنا إن أدركنا ذلك فقال عليه السلام الجأوا إلى الإيمان والأعمال الصالحات
وهذا الوجه الأخير هو الأظهر - والله أعلم - وهو أن يكون المراد بسياق الحديث المعنيين اللذين ذكرناهما في هذا الوجه الأخير بدليل قوله عليه السلام اتركوا مقاتلة الترك ما تركوكم ۳ فلولا أنهم من جملة الفتن ما حض عليه السلام على ترك قتالهم ما لم يبدأوا بالقتال وأمر بقتال غيرهم من الكفار مطلقاً ولأن معنى قوله عليه السلام الجأوا إلى الإيمان والأعمال الصالحات يظهر من قوة الإخبار بهذا الحديث إذ إن الفتن لا تقع إلا لضعف في الإيمان أو فترة في كماله فقد ظهر ما أخبر به عليه السلام فوجب الامتثال لما أمر به

فمن رزق التوفيق لامتثال ما أمر به ضَمِن الخلاص بمقتضى الوعد الجميل والحذَرَ الحذَرَ لمن أراد الخلاص أن يلتفت لفساد الوقت أو للخلل الواقع في الأحوال لأن ذلك سبب للهلاك جعلنا الله ممّن قوي إيمانُه وصَلَح عمله آمين
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۱ معطوف على المصدر المؤول من أن يُقطَع الأمل سورة التوبة من الآية ۱۸
3 أخرجه الطبراني عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بلفظ اتركوا الترك ما تركوكم
۸۷۳

-VET-
حديث قتال المشركين حتى يعلنوا بكلمة التوحيد
عَن أبي هريرة رضي الله عَنهُ قالَ قالَ رَسولُ الله أُمرِتُ أن أُقاتِلَ النَّاسَ حتّى صلى الله عليه وسلم يقولوا لا إله إلا الله فَمن قالها فقَد عَصم مِنِّي نَفْسَهُ وَمالَهُ إِلا بِحقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلى الله
*
ظاهر الحديث يدل على قتال المشركين حتى يُسْلِموا ويُعلنوا بالكلمة وحقن دماء المسلمين إلا بحقها والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول قوله عليه السلام أمرت هذا الأمر هنا هل هو على الوجوب أو الندب إن كان الخطاب للنبي الله ولا واحد له فهو على الوجوب وإن كان الخطاب له عليه السلام ولأمته فهو واجب في أول الأمر ثم بعد ذلك رجع في بعض الأوقات واجباً وفي بعضها مندوباً بحسب قرائن الأحوال على مقتضى أصول الشريعة أعني بقولي واجبا وجوب فرائض الأعيان وأما المندوب فلا يكون إلا بعد قيام فرض الكفاية وهو مذكور في كتب الفقه
الوجه الثاني فيه دليل على أن المطلوب من الأمر الامتثال دون النظر إلى علة لأنه عليه السلام قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ولم يذكر لذلك تعليلاً إلا أنه عليه السلام أخذ إذ ذاك في القتال ولم ينظر إلى التعليل فعلى هذا فالاشتغال عن العمل بطلب العلة في الدين علّة إلا حيث نُص عليها أو أشير إليها فهي توسعة ورحمة
الوجه الثالث قوله عليه السلام أن أقاتل هذا القتال هل المراد به القتال المعهود - وهو القتال بالسيف والرمح وغير ذلك من السلاح - أو المراد به القتال بالحجة والبرهان محتمل للوجهين معاً بدليل قوله تعالى وَعَهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ١ يعني بالقرآن وبدليل قوله
٨٧٤
۱ سورة الفرقان من الآية ٥٢

فَمَا
عليه السلام قاتلوا المشركين بألسنتكم ۱ ولأنه عليه السلام أمر أولاً أن يقاتل بالحجة والبرهان وذلك قبل الهجرة ثم بعد الهجرة أمر بقتال خاص وهو من قاتله أو نازعه فقال تعالى أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وقال تعالى وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِم ٢ سبيلا ۳ ثم بعد ثمان من الهجرة أنزلت سورة براءة وأمر عزّ وجلّ فيها بقتال المشركين كافة حتى يعلنوا بالكلمة أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون ٤ والظاهر بالقتال هنا ـ والله أعلم - أن يكون المراد به القتال باللسان وبالحجة والبرهان لأنه عليه السلام لم يذكر فيه الجزية واحتمل أن يكون المراد به القتال العام وسكت عن الجزية للعلم بها
الوجه الرابع قوله عليه السلام أن أقاتل الناس الألف واللام هنا هل هي للجنس أو للعهد محتمل للوجهين معاً فإن كان الخطاب للنبي الي فهي للعهد لأن قتال المؤمنين لا يجوز ولأنه عليه السلام قد خصص المؤمنين وأخرجهم من عموم اللفظ بقوله عليه السلام حتى يقولوا لا إله إلا الله ومن قالها فهم المؤمنون فوقع النص بمنع قتالهم وإن كان الخطاب للنبي ولأمته فهي للجنس وهذا هو الأظهر والله أعلم لأن العادة جارية بأن الخطاب للرسل خطاب لهم ولأمتهم إلا مواضع قلائل لها قرائن تبينها
الوجه الخامس قوله عليه السلام حتى يقولوا لا إله إلا الله يعني على مقتضى ما جئتُ به وما جاء عليه السلام به هو الإقرار بالوحدانية على ما هي عليه من الجلال والكمال ونفي الشريك والضد والصاحبة والإقرار بالرسالة على ما تقرر في الشريعة ومثله كثير في ألسنة العرب إذا كان لأحدهم حق معلوم منع منه يقول لا أزال أقاتل حتى اخذ حقي ويبهمه ولا يعينه للعلم به
الوجه السادس فيه دليل على أن هذا الذكر الخاص وهو قول ٥ لا إله إلا الله إذا كانت خالصة أمانٌ لصاحبها في الظاهر والباطن فالأمان الذي هو في الظاهر هو ما تضمنه قوله عليه
۱ رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان عن أنس رضي الله عنه بلفظ جاهدوا المشركين
بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم
سورة الحج من الاية ۳۹ ۳ سورة النساء من الآية ۹۰
٤ الإشارة إلى قوله تعالى في سورة التوبة الآية ۹ ﴿ قَيْلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُمْ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَبَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ
صَغِرُونَ
٥ لعل الصواب قولة
۸۷۰

السلام فقد عصموا مني والأمان الذي هو في الباطن ما تضمنه قوله عزّ وجلّ في كتابه
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَنُ الْقُلُوبُ 1
الوجه السابع فيه دليل لقول من يقول بأن الكفار ليسوا مخاطبين بفروع الشريعة لأنه عليه السلام أخبر أن القتال إنما يكون على التوحيد دون الفروع والتوحيد ما ذكر من قولة لا إله
إلا الله
الوجه الثامن قوله عليه السلام فمن قال لا إله إلا الله فقد عَصَم مني نفسه وماله فيه دليل على أن حرمة المال كحرمة الدم لأنه عليه السلام سوّى بينهما في الحكم الوجه التاسع فيه دليل على أن الأموال تابعة للدماء لأنه إذا استُبيح الدم استبيح المالُ
بالضرورة ما لم يكن في حد من الحدود
الوجه العاشر فيه دليل لقول من يقول بأن العبد لا يملك لأن رقبة العبد ليست له وإنما هي لسيده والمال تابع للرقبة على ما قررناه
الوجه الحادي عشر قوله عليه السلام إلا بحقه هذا الاستثناء هل هو متصل أو منفصل محتمل للوجهين معاً فإن كان متصلاً فالضمير عائد على المال لأنه أقرب مذكور والحق الذي في المال هو أخذ الزكاة وحقوق الغير وغير ذلك مما لا يجوز منعه ويبقى الدم وليس في الحديث ما يدل على حكمه فيؤخذ حكمه من غير هذا الحديث وهو قوله عليه السلام لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان أو زنى بعد إخصان أو قتل نفس بغير حق٢ وإن كان الاستثناء منفصلاً فالضمير عائد على الدين المشار إليه في الحديث وهو قولة لا إله إلا الله لأن من قالها فقد دخل في الدين وإذا دخل في الدين لزمه حقه وحقه ما في الأبدان من الحدود وما في الأموال من الحقوق وهذا هو الأظهر والله أعلم وفي هذا زيادة إيضاح وبيان لما قدمناه من الاستدلال لقول من قال بأن الكفار ليسوا مخاطبين بفروع الشريعة
الوجه الثاني عشر قوله عليه السلام وحسابه على الله فيه دليل على أن التكليف مطلوب ظاهراً وباطناً لأنه بعد إعلانهم بالكلمة قال وحسابه على الله أي فيما احتوى باطنه عليه من الإخلاص وضده فعلى هذا فالظاهر الحكم فيه للبشر والباطن إلى الله ولا يخلص المرء إلا الإخلاص في الباطن والاستقامة في الظاهر وقد نص عزّ وجلّ على ذلك في كتابه حيث قال
۱ سورة الرعد من الآية ۸ رواه الشيخان عن ابن مسعود ورواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عثمان ورواه الإمام أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنهم جميعاً وفي بعض الروايات زيادة ألفاظ عن بعضها الآخر
٨٧٦

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۱ وقال عزّ وجلّ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وقال عزّ وجلّ إِنَّ الْمُنفِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ۳ فكانوا أشدَّ أهل النار عذاباً لكونهم أسروا خلاف ما أظهروا والآي في ذلك كثيرة
وقد قال عليه السلام إنكم تختصمون إليَّ فلعَلَّ أحدكم يكون ألْحَنَ بالحجة من أخيه فأحكُمَ له بحَسَبِ ما أَسْمَعُ فمن قطعتُ له من مال أخيه فلا يأخُذُ منه شيئاً فإنما أقطع له قطعة من النار ٤ أو كما قال عليه الصلاة والسلام والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
ومع كثرة هذه الأدلة من القرآن والحديث على منع هذا الوجهها هو اليوم قد كثر وفَشَا لأنهم قد تواطأوا على أشياء بينهم لا تجوز بإجماع المسلمين فيقيّدونها في الظاهر على صورة تجوز على مذهب بعض العلماء ثم يأتون إلى الحكام فيحكمون بها بينهم فكان ذلك مقتضى ما قال عزّ وجلّ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَامِ ۹ فإنا لله وإنا إليه راجعون
الوجه الثالث عشر في الحديث دليل على أنه ينبغي للمكلف أن يقيم الحجة على نفسه بلسان العلم ما دام في هذه الدار حتى يكون إيمانه حقيقة دون دعوى لئلا يكون ممن يأتي يوم القيامة للحساب فيظهر له الخسران لعدم توفية ما يجب من حق الباطن حيث الحساب فيه موكول إلى الله تعالى وحقيقة الإيمان الذي أشرنا إليه هو اتباع الأمر والنهي في الظاهر والباطن وسلامة الاعتقاد والخوف من الله والرجاء فيه على مقتضى الكتاب والسنة وقد قال عليه السلام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ٦ وقد قال عليه السلام حين مُدِح له رجل فقال كيف هو في عقله
مني عند
عند الأمر والنهي يعني جعلنا الله ممن أتَّبع أمره واجتنب نهيه ووفى بعهده إنه ولي كريم امين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
1 سورة الأعراف من الآية ۳۳ سورة البقرة الآية ۱۸۸ ۳ سورة النساء الآية ١٤٥
٤
رواه البخاري في الشهادات ومسلم في الأقضية عن أم سلمة رضي الله عنها ومطلعه إنما أنا بشر وإنكم
تختصمون إلي الخ ٥ سورة البقرة من الاية ۱۸۸ ٦ من كلام عمر رضي الله عنه
۸۷۷

-1££ -
حديث وعظ المجاهدين
عَن عَبدِ الله ۱ بن أبي أَوْفَى رضيَ الله عَنهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم في بَعض أيَّامِهِ التّي لَقِيَ فيها العَدُوَّ انتَظَر حَتَّى مالَتِ الشَّمسُ ثُمَّ قامَ في النَّاسِ فَقالَ أَيُّها النَّاسُ لا تَتَمَنَّوا لقاءَ العدو وَاسأَلُوا الله العافية فإذا لَقيتُمُوهُم فاصبروا واعلموا أنّ الجنّةَ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ ثُمَ قالَ اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتابِ ومُجْرِي السَّحابِ وَهازِمَ الأحزاب اهزِمُهُم وانصُرْنا عَلَيهِم
ظاهر الحديث يدل على الوعظ للمجاهدين حين إرادتهم القتال والكلام عليه من وجوه الوجه الأول قوله في بعض أيامه التي لقي فيها العدو يعني في بعض الأيام التي قاتل
فيها العدو
الوجه الثاني قوله انتظر حتى مالت الشمس بمعنى زالت وفيه دليل على أن السنة في القتال أن يكون إما غُدْوَة أو عشيّة لأنه عليه السلام لم يكن ليقاتل حتى تزول الشمس ولم يكن هذا إلا إذا فاته القتال غُدوة لأنه قد جاء في غير هذا الحديث أنه عليه السلام كان يقاتل أول النهار فإن فاته أول النهار تركه إلى الزوال ويقول لأصحابه دعوه حتى تهب الأرواح ويدعو لكم إخوانكم المؤمنون ٢ وقد قال بعض العلماء إن النصر لا يكون إلا بالريح لقوله عليه
1 عبد الله بن أبي أوفى اسم أبيه علقمة الأسلمي صحابي ابن صحابي شهد بيعة الرضوان وخيبر وما بعدهما ومكث في المدينة حتى توفي الرسول و فانتقل إلى الكوفة وهو اخر من مات من أهل الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص القرآن ولا يدخل أحد منهم النار بنص السنة روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ٩٥ حديثاً اتفق الشيخان على عشرة وقال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وكنا نأكل الجراد معه توفي سنة ٨٦ هـ من التهذيب
وشذرات الذهب
أخرجه أبو داود والترمذي عن النعمان بن مقرن رضي الله عنه وأوله غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات فكان إذا طلع الفجر أمسك حتى تزول الشمس الخ
۸۷۸

السلام نُصِرتُ بالصَّبا وأهلكت عادٌ بالدَّبُور ۱ والصَّبا ريح شرقية فعلى هذا فالريح من جملة
ما يستعان به على النصر لأنه قد صار كالسلاح
عنه
وقد ترك بعض جيوش المسلمين هذه السنة في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فطال بهم المقام على الحصن الذي كان بإفريقية ولربما نال العدو منهم فأرسلوا إلى عمر رضي الله يسألونه النجدة فأرسل إليهم عبد الله بنَ الزُّبَيْر ۳ فسألهم عبد الله رضي فسألهم عبد الله رضي الله عنه عن كيفية قتالهم فأخبروه أنهم يزحفون إلى الحصن قبل الزوال فأنكر ذلك عليهم وقال لهم خالفتم سنّة نبيكم ثم أمرهم بامتثال السنة في ترك القتال حتى مالت الشمس ثم أمرهم بالزحف على الحصن بعد الزوال فنصروا فانظر كيف كانت أفعاله عليه السلام لا يصدر منها شيء إلا وتحتها من الفوائد ما لا ينحصر كيف لا يكون كذلك وقد وصفه الله عزّ وجلّ في كتابه بأنه رحمة للعالمين فاتباعه في الأقوال والأفعال سبب للنصر والظفر بل هو عين النصر والخير ومخالفته سبب للذلّة كما تقدم في الحديث قبل فبقدر المخالفة يكون الذل وبقدر الامتثال والاتباع يكون العزّ الوجه الثالث قوله ثم قام في الناس فقال أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدوّ وقد تقدم أن ذلك دليل على الوعظ للمجاهدين حين إرادتهم القتال وفيه دليل على التذكار عند نزول الحوادث المُلِمَّة وإن كان من نزل به ذلك عارفاً بها لأن التذكار زيادة قوة للمذكَّر وإن كان عارفاً بذلك ومثل هذا ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه بعد وفاة النبي المقام في الناس وخطبهم وذكرهم الآية وهي قوله تعالى وَمَا مُحَمَّدُ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۳ فكأنهم الآن عرفوها فتسلّوا بها وقوِيَ بها إيمانهم ويقينهم فما يُسمع بَشَرٌ إلا ويتلوها ٤ مع أن العلم كان لهم بها قبل ذلك
1
الوجه الرابع قوله عليه السلام واسألوا الله العافية ٥ فيه دليل على طلب العافية في زمان
متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عبد الله بن الزبير ابن العوام القرشي الأسدي أبو بكر فارس قريش في زمنه وأول مولود في المدينة بعد الهجرة وأمه أسماء بنت الصديق ذات النطاقين شهد فتح إفريقية زمن عثمان وبويع له بالخلافة سنة ٦٤ هـ عقیب موت يزيد بن معاوية فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام وجعل قاعدة ملكه هائلة له مع الأمويين وقائع حتى سيروا إليه الحجاج الثقفي في أيام عبد الملك فانتقل إلى المدينة وكانت له مع مكة وعسكر الحجاج في الطائف ونشبت بينهما حروب انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة بعد أن خذله أصحابه له في كتب الحديث ۳۳ حديثاً استشهد سنة ۷۳هـ / ٦۹م
۳ سورة ال عمران من الآية ١٤٤
٤ كذا بزيادة الواو قبل يتلوها
ه رواه الترمذي وصححه عن العباس رضي الله عنه وأوله قلت يا رسول الله علّمني شيئاً أسأله الله قال سل الله العافية الخ وروى الترمذي والإمام أحمد وصححه ابن حبان عن أبي بكر رضي الله عنه قال قام رسول الله =
۸۷۹

المهلة وقد قال عليه السلام إذا سألتم الله فاسألوه العافية وقد مرَّ عليه السلام على رجل به بلاء كثير فقال له يا هذا هل دعوت الله بشيء فقال سألت ربي إن كان لي في الآخرة عذابٌ أن يعجله لي هنا فقال عليه السلام هلا سألته العفو والعافية ۱ لأنه عزّ وجلّ لا يُعجزه شيء فكما يُنجي بفضله من الأكبر فكذلك يُنجي من الأصغر لأن الدارَيْنِ له وحكمه فيهما نافذ ما شاء فيهما كان وما لم يشأ لم يكن وكذلك فيما نحن بسبيله هو عزّ وجل قادر على نصر المسلمين من غير أن يقع منهم مقابلة لعدوهم فتحصل من هذا أن شأن المؤمن أن يسأل الله العافية حيثما كانت وأن يترك التمني والاختيار لجهة دون أخرى
الوجه الخامس قوله عليه السلام فإذا لقيتموهم فاصبروا أي إذا قابلتم المشركين فاثبتوا وقِفُوا لأن الثبات عند المقابلة هو المطلوب والفرار من الكبائر وفيه دليل على الصبر عند نزول المحنة وترك القنوط إذ ذاك
الوجه السادس قوله عليه السلام واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف فيه دليل على التذكير بالأجر لأهل المصائب إذا نزلت بهم وإعلامهم بما لهم من الخير إذا سلّموا الله في قضائه ورضُوا به به ومن فعل هذا كان له من الأجر مثل ما للمصاب لقوله عليه السلام من عزّى مصاباً فله مثل أجر المصاب ولأن تذكيرك إياه بذلك وتعزيتك له عون على الصبر على ما نزل به
كلة
فكان لك الأجر لكونك أعنته على حمل ما نزل به الوجه السابع لقائل أن يقول لِمَ جعل عليه السلام هنا الجنة تحت ظلال السيوف وجعل في الحديث المتقدم الغنائم تحت ظلال الرماح والجواب من وجهين الأول أن القتال بالسيف لا يكون إلا عند شدة الحرب وحَمْيِ الوَطيس فيه وعند هذا الحال يكثر الغبار حتى يعود على المقاتلين كالظل وذلك الظل صادر عن القتال بالسيف فأخبر
۳
عام أول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يُعطَ بعد اليقين خيراً من العافية وفي الباب أحاديث كثيرة في سؤال الله العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة
۱ رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه بلفظ أن رسول الله الا الله ما عاد رجلا من المسلمين قد خَفَت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله هل كنت تدعو الله بشيء أو تسأله إياه قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه أفلا قلت اللهم رَبَّنا الله اتنا في الدنيا حَسَنَةً وفي الآخرة حَسَنَةٌ وقِنا عَذابَ النّار قال فدعا الله به فشفاه الله تعالى رواه الترمذي بلفظ من عزّى مُصاباً فله مثل أجره وفي المعنى روى ابن ماجه عن النبي أنه قال ما من مؤمن يُعزّي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حُلل الكرامة يوم القيامة ۳ الوطيس من وَطَسَ الشيء وطماً كسره ودقه والوطيس المعركة لأن الخيل تطسُها بحوافرها والوطيس التنور وبه شُبه حَرُّ الحرب وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حنين الآن حَمِي الوطيس وهي كلمة لم تسمع إلا منه وهو من فصيح الكلام عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق اللسان وطس

۸۸۰

بما هو صادر عنه بظله لأن العرب تسمي الشيء بأصله أو بما قاربه والحرب إذا وصلت إلى هذه الحالة فالغالب فيها القتل وإذا وقع القتل حصلت الجنة بمضمون الوعد الصادق لأنه إن كان المؤمن هو القاتل فقد حصل له ما أمل وما هو المراد بالجهاد وحصل له من الثواب ما تقرر في الشريعة وإن كان هو المقتول فقد حصلت له الشهادة والشهيد في الجنة
الثاني لأن ظل السيف لا يظهر إلا بعد الضرب به لأن عادة العرب لا تسلّ السيف إلا عند إرادة الضرب به فيخرجونه من غمده إلى الضرب بغير مهلة فما يظهر ظله إلا بعد الضرب به وعند الضرب يكون القتل والقاتل هناك له من الخير ما قد عُلِم والمقتول شهيد وقد قال تعالى في الشهداء أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۱ ففي نفس القتل حصل له الحياة والاستقرار في الجنة بالوعد الصدق وأما الجواب عن الرمح فقد مر الكلام عليه في الحديث قبل هذا فسبحان من أيده
بالفصاحة والبلاغة
الوجه الثامن قوله عليه السلام اللَّهم مُنزِلَ الكتاب ومُجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصُرْنا عليهم يرد على هذا الفصل سؤال وهو أن يقال ما الفائدة في اختصاصه عليه السلام لذكر هذه الصفات الثلاث في هذا المقام دون غيرها من الأسماء والصفات
والجواب أنه عليه السلام في هذا المقام يطلب النصرة على الأعداء والأعداء كانوا في الكثرة بحيث المنتَهَى على ما قد عُلِم من الأخبار المنقولة عنهم ولا تقع الغلبة من الجمع اليسير على الجمع الكثير إلا بالقدرة فطلب عليه السلام النصر وأحال ذلك على القدرة من غير أن يطلب كيفية النصر كيف تكون فأتى بتلك الثلاث لأجل ما فيها من هذا المعنى
بيان ذلك أن السُّحُبَ تجري بين السماء والأرض مثقلة بالماء ليست على عَمَد ولا علاقة فوقها وهي مع ذلك تمرّ مَرَّ الريح مع الريح وتقف حيث تُؤمَر ولا تحرّكها الريح حين تُؤمَر بالوقوف وتمسك الماء ولا تُنزله إلا حيث تُؤمَر فهذه إظهار قدرة بارزة مشاهدة بغير حكمة تغطيها وأما هزم الأحزاب فهو من هذا الباب أيضاً لأن الجمع الكثير قد انهزم بالعدد اليسير وذلك إظهار للقدرة أيضاً لأن الجمع الكثير أبداً بمقتضى الحكمة يغلب الجمع اليسير وها هنا كانت الغلبة بالقدرة وأبطلت ما جرت به عادة الحكمة فكان ذلك مقتضى ما قاله عزّ وجلّ في التنزيل
٢
يَرَوْنَهُم مِثْلَيْهِمْ رَأَى الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ وقال عزّ وجلّ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا
1 سورة ال عمران من الآية ١٦٩ سورة آل عمران من الآية ١٣

مِنْ عِندِ اللهِ ۱ فلم يعلقه بالحكمة وإنما علقه بعظيم آثار القدرة التي لا يغلبها شيء وإنما
تفعل ما شاءت كيف شاءت
وأما إنزال الكتاب فهو من ذلك الباب أيضاً لأنه عليه السلام لو أراد تعظيمه لتوسل به فقال بحق الكتاب ولكنه عدل عن ذلك وأتى بهذه الصيغة التي فيها إظهار القدرة من غير حكمة تغطيها كما فعل في الوجهين قبله لكي يأتي بصفة تناسب ما يطلبه في وقته والقدرة الظاهرة التي في الكتاب هي كونه كلام الله القديم الأزليّ ثم يسَّره عزّ وجلَّ باللغة العربية التي هي صفة المحدث حتى وقع لنا بذلك الفهم لما أريد منا كيف أريد منا فعلى هذا فالكلام منزل حقاً ميسّر باللغة حقاً ولا سبيل إلى طلب الكيفية في اتصال القديم بالمحدَث كما ليس في الشيئين المذكورين معه في الحديث سبيل إلى معرفة الكيفية فيهما مع مشاهدتهما عيانا
وهذا أدل دليل على تحقيق ما ذكرناه في حديث البيعة من أن الكيفية في اتصال القدرة بالمخلوقات ممنوعة وأن الكيفية في اتصال الكلام القديم بالحروف المحدَثَة ممنوعة لأن هذه صفة وهذه صفة وكذلك يجب في جميع الصفات والذات مَنعُ الكيفية مرة واحدة ولا سبيل إلى طلب شيء من ذلك فيهما ومن يحاول ذلك فقد ضل عن الطريق وخرج عن سنن أهل التحقيق بل يجب الإيمان بالذات وجميع الصفات على ما ينبغي من الجلال والكمال مع نفي التكييف والتحديد لأنه قد ظهر من فائدة اختصاص ذكره عليه السلام بهذه الثلاث في هذا الموطن أنه سأل بصفة عظيمة وهي القدرة التي ظهر أثرها في هذه المذكورات وهي من أعظم ما يُستدل به على عظم القدرة فذكر عليه السلام صفة تناسب ما هو بسبيله وطلب الشيء من بابه الوجه التاسع فيه دليل على أن الداعي إذا دعا فالسنّة فيه أن يذكر من أسماء الله تعالى وصفاته ما يكون من نسبة حاجته لأنه عليه السلام لما أن طلب النصرة - وهي من إظهار القدرة - ذكر ما يناسبها كما تقدم ومثل هذا من يطلب المغفرة والرحمة فليذكر إذ ذاك مثل الغفور والرحيم
۱ سورة الأنفال من الآية ۱۰
عقيدة أهل السنة أن الله عزّ وجلّ هو المحدث للعالم وهو الواحد القديم القادر الحي العليم السميع البصير الشائي المريد ليس بعَرَض ولا جوهر ولا جسم ولا مصوّر ولا محدود ولا معدود ولا متبعض ولا متجز ولا متركب ولا متناه ولا يوصف بالماهية ولا بالكيفية ولا يتمكن في مكان ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شيء ولا يخرج من علمه وقدرته شيء وله صفات أزلية قائمة بذاته وهي لا هو ولا غيره وهي العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والإرادة والمشيئة والفعل والتخليق والترزيق والكلام فهو متكلم بكلام هو صفة له أزلية ليس من جنس الحروف والأصوات وهو صفة منافية للسكوت والآفة والله تعالى متكلم بها امر ناه مخبر والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروء بألسنتنا مسموع باذاننا غير حال فيها من متن العقائد النسفي
۸۸

والرؤوف إلى غير ذلك مما يناسب ما هو بسبيله وهو من أدب الدعاء ويرجى له القبول لامتثاله
السنة فيه
الوجه العاشر فيه دليل على أن الدعاء عند النوازل من السنة لأنه عليه السلام دعا على
الكفار بالهزيمة ودعا لنفسه المكرمة وللمؤمنين بالنصر حين أراد القتال وهذا منه عليه السلام جَمْع بين الحقيقة والشريعة فالشريعة هي أخُذُ العُدّة من السلاح وغيره والخروج للقتال وتحريض الصحابة لذلك والحقيقة هي دعاؤه عليه السلام وإظهاره الافتقار وتعلقه بربه عزّ وجل وكذلك كان عليه السلام يفعل في كل الأشياء يبالغ في امتثال الحكمة ثم بعد ذلك يرجع إلى الحقيقة فيتعلق بالله تعالى ويرُدّ الأمر إليه
الوجه الحادي عشر فيه دليل على وجوب قتال المشركين بالأيدي والأموال والألسنة لأنه عليه السلام أخذ العدة للقتال وأتقنها - وهو الجهاد بالمال - ودعا عليهم بالهزيمة وللمسلمين بالنصر وهو الجهاد باللسان - وقاتل عليه السلام وقاتلت الصحابة رضوان الله عليهم - وهو الجهاد بالأيدي ـ وقد صرح عليه السلام بهذا في غير هذا الحديث فقال قاتلوا المشركين بأيديكم
١
وأموالكم وألسنتكم ۱ فبين عليه السلام بفعله فيما نحن بسبيله ما نص عليه في هذا الحديث الوجه الثاني عشر فيه دليل لأهل الصوفة في المجاهدة التي يأخذون بها أنفسهم في كل ممكن يمكنهم بالمال وبالأيدي وبالألسنة لأنه إذا كان في الجهاد الأصغر ذلك فكيف به في الجهاد
الأكبر وكيفيته في الجهاد الأكبر ألا يُصرَف شيء من ذلك إلا باتباع أمر الله فيه واجتناب نهيه الوجه الثالث عشر فيه دليل لهم أيضاً في كونهم يطلبون العافية بأنفسهم ولا يعرضون بأنفسهم إلى المجاهدة التي لا قدرة لهم عليها إلا أن يضطروا إلى ذلك فيفعلون ذلك للاضطرار لأنه عليه السلام في الجهاد الأصغر نهى عليه السلام عن تمني لقاء العدو وأمر بطلب العافية فكيف به في الجهاد الأكبر فعلى هذا فشأن المرء أن يطلب العافية في كل الأشياء ولا يعرض نفسه لشيء وهو لا يقدر عليه اللهم إلا إن أتاه أمر وفاجأه فوظيفته إذ ذاك الصبر والتثبت
والأدب فيما أقيم فيه
ولأجل ترك النظر إلى هذا المعنى أو الجهل به كان كثير ممن لم ترسخ له قدم في الطريق ولم يجتمع بأحد من فضلاء أهله يُقطع به في نفس مجاهدته ويدخل عليه الخلل فيما هو بسبيله إما بخلل في العقل وإما بارتداد لعدم وجود الميراث لأن من دخل في المجاهدة منهم - أعني من
۱ مر ذكره قبل قليل وقلنا إن مطلعه جاهدوا المشركين الخ
۸۸۳

الفضلاء المتحققين - لم يفعل ذلك بنفسه وإنما هو محمول على حاله بل إنهم إذا حملوا في شيء من تلك الأحوال لم يقدر أحد منهم أبداً أن يرجع عما أقيم فيه حتى يحول عنه فإن رجع باختيار نفسه عوقب ولم يترك لذلك وهم في كل نفس يسألون العافية الشاملة ويستجيرون بالله من الفتنة وهى أن يردوا إلى قوتهم وحيلتهم فمن يراهم في الظاهر يفعلون ما يفعلون من المجاهدات يظن أن ذلك من قوة البشر وحيلته فيريد التشبه بهم فيقطع به عنهم وهيهات هيهات المبتدي يتشبه بأهل النهايات ذلك محال لأن هناك مقامات وأحوالاً لا علم لهم بها بل إنهم لا
يدرون كيف يسمعونها والله الموفق
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
ΑΛΕ

ـ ١٤٥ ـ
حديث صدقات أعضاء بدن الإنسان
عَن أبي هريرةَ رضيَ الله عَنهُ قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كُلُّ سُلامَى ١ مِنَ النَّاسِ عَليهِ صَدقَة كُلَّ يَومٍ تَطلُعُ فيهِ الشَّمْسُ يَعدِلُ بينَ اثنينِ صَدقَة وَيُعينُ الرَّجُلَ على دابَّتِهِ فَيَحمِلُ عليها أو يرفعُ عليها متاعَهُ صَدقَة وَالكلمةُ الطَّيِّبةُ صَدقَة وَكُلُّ خَطوة يَخطوها إلى الصَّلاةِ صدقة وَيُميط ٢ الأذى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَة
ظاهر الحديث يدل على أن من فعل خَصلة من الخصال المذكورة فيه فله من الثواب على ذلك الأجر كثواب المتصدق وأجره والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول قوله عليه السلام كل سُلامى من الناس عليه صدقة لفظ السُّلامي بضم السين وفتح الميم مع مدها هي أعضاء ابن ادم فكأنه عليه الصلاة والسلام يقول يصبح على كل عضو من أحدكم صدقة وقد ورد هذا بالنص فعلى هذا فيعطي ظاهر الحديث أنه في كل يوم يحتاج المرء إلى ثلاثمائة وستين صدقة على عدد الأعضاء إذ هي ثلاثمائة وستون وهذا عسير من جهة أنه ليس كل الناس يقدر على هذا وهو ثلاثمائة وستون صدقة ألا ترى أن الله تعالى لما أمر من أراد أن يكلم النبي بتقديم الصدقة بقوله تعالى يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِمُوا بَينَ يدى نجونَكُمْ صَدَقَةٌ ۳ شَقَّ ذلك على أكثرهم لقلة ما بأيديهم فلما أن علم الله عزّ وجلّ حقيقة أمرهم عَذَرهم وتاب عليهم لقوله تعالى وَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَى نَجْوَنكُمْ صَدَقَتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَاتُوا الزَّكَوةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ ٤
۱ السُّلامَى عظام الأصابع في اليد والقدم وتجمع على سُلاميات ويريد بها هنا جميع عظام جسم الإنسان أماط الأذى نَحاه وأبعده يقال ماط الأذى وأماطه
۳ سورة المجادلة من الآية ۱ ٤ سورة المجادلة من الاية ۱۳

وكذلك ما نحن بسبيله من باب أولى لكثرة الضرورات التي تقع لكثير من الناس فيكون في
حق من أتى بعد الصحابة من باب أولى إذ إن الصحابة رضوان الله عليهم لا يوازيهم غيرهم في قوة إيمانهم ويقينهم وتعلقهم بربهم كيف لا والنبي بين أظهرهم ونوره متشعشع عليهم فهم كانوا أجلد على هذا الأمر وأقوى ببركة وجوده بينهم ألا ترى إلى قول بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما نفضنا أيدينا من التراب حين دفنا النبي الله إلا وجدنا النقص في قلوبنا فعلى هذا فيتعين رفع هذا الحرج فيمن يأتي بعدهم من باب أولى

وقد ورد عنه ما يبين هذا المعنى أتمَّ بيان حين سأله أصحابه رضوان الله عليهم حيث قالوا فمن لم يستطع قال أمر بمعروف ونهي عن منكر قالوا فإن لم يستطع فعدّد لهم حتى قال ركعتا الضحى تجزىء عنه ۱ فعلى هذا فركعتا الضحى لمن لم يقدر على شيء وعجز تجزىء عن ثلاثمائة وستين صدقة ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ولأجل ما فيها من هذه البركة قالت عائشة رضي الله عنها لو نُشِر لي أبواي ما تركتهما فعلى هذا فركعتا الضحى تجزىء لمن عجز ومن قدر فالأمر له بقدر استطاعته لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ ٣
۳
والمؤمن ينبغي له أن يكون في الدنيا نَهَاباً كما قيل يابن آدم الليل والنهارُ يَنهبان فيك فانهب فيهما فالعقل والشرع يقتضي أن مَن وجد سبيلاً إلى زيادة ذرّة من فعل البر من صدقة أو غيرها كان به أولى وأرفع وأعظم ولا تظن أن الصدقة محالة على هذا الأمر المحسوس من إنفاق الدراهم والدنانير فالنفقة عامة فإن لم تكن الدراهم والدنانير كان اللسان وكانت العينان وكانت اليدان وكانت الرجلان ألا ترى إلى ما أشار إليه في هذا الحديث بقوله والكلمة الطيبة صدقة فكل هذه الأعضاء نفقتها طاعة الله بها فللّسان صدقة وصدقته أشياء كثيرة منها تلاوة كتاب الله تعالى وقراءة حديث النبي الله ودرسُ العلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الضال إلى غير ذلك وهو كثير وكذلك في جميع الأعضاء وإنما ذكرت اللسان منها إشارة إلى باقيها والله الموفق
الوجه الثاني قوله عليه السلام كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين اثنين صدقة العدل
هنا يحتمل وجوهاً
۱ في هذا المعنى أخرج مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي لا لا لا لو قال يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويُجزىء عن ذلك ركعتان يركعهما من الضُّحى

3
٨٨٦
سورة البقرة من الآية ۱۷۸ ۳ سورة البقرة من الاية ٢٨٦

الأول أن يكون المراد به الحكم بين المتخاصمين وهذا خاص بالحكام الثاني أن يكون من جهة الأحكام فيما استرعي المرء عليه من ماله وأهله وعبيده وحواسه لقوله عليه السلام كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته
الثالث أن يكون المراد به التفرقة بين الحق والباطل وإضافة كل شيء إلى جنسه وهذا يعم الوجهين المتقدمين وغيرهما مثل الوصايا والصلح بين الناس وغير ذلك على العموم لكن يرد على هذا الفصل ثلاثة أسئلة الأول أن يقال لِمَ ذكر هنا اليوم ولم يذكره فيما قبل ولا فيما بعده الثاني لِمَ ذكر طلوع الشمس وذكرُ اليوم يُغني عنه الثالث لم ذكر النهار ولم يذكر الليل
والجواب عن الأول إنه عليه السلام لما ذكر العدل - وهو التفرقة بين الحق والباطل على ما مرّ الكلام عليه ـ فذلك اليوم خير كله أي هو مأجور فيه من أوله إلى آخره لأنه إذا قام بالعدل فيه كان فيه مأجوراً وإن نام في بعضه واستراح فكل ذلك صدقة وخير يشهد لهذا ما حكي عن معاذ حيث قال وأحتَسِبُ نَوْمتي كما أحتسب قومتي فأجاز النبي له ذلك وأقره عليه لأن الله النوم له إعانة على القيام بالعدل
والجواب عن الثاني من وجهين الأول أنه إنما ذكر طلوع الشمس لأن النهار لغةً من وقت طلوعها واليوم من طلوع الفجر للصائم فأراد عليه السلام أن يبين أنه أراد اليوم اللغوي لكون تصرف الناس في غالب أمرهم إنما هو من وقت طلوعها وعند التصرف يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو العدل المشار إليه الثاني أن يكون عليه السلام تحرز بذكر طلوع الشمس من اليوم الذي لا تطلع فيه حتى تطلع بَعْدُ من مغربها وذلك اليوم لا يقبل فيه العمل لأن ذلك هو المراد بقوله تعالى لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَنهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ ﴾ ۱ لأن ذلك وقت المعاينة والإيمان والعملُ الذي ينفع معه إنما هو ما كان بالغيب وأما مع المعاينة فلا وقد امن فرعون حين رأى البلاء قد حلّ به وهو الغرق فلم ينفعه إذ ذاك لأجل أنه ما آمن حتى عاين واليوم الذي تبقى الشمس لا تطلع فيه قد أخبر به عليه السلام وجعله عَلَماً على قيام الساعة وجعله من الآيات الكبرى الدالة على قيامها فأخبر أن الشمس تأتي في كل ليلة إلى موضع تحت العرش حيث قُدر لها فتسجد هناك وتبقى ساجدة ما شاء الله فيُؤذن لها في القيام والطلوع من موضعها الذي تعهد ثم يأتي القمر كذلك فيسجد فيبقى ساجداً ما شاء الله ثم يؤذن له في الرفع
۱ سورة الأنعام من الآية ١٥٨
۸۸۷

فينصرم
والطلوع من موضعه الذي يعهد فهما كذلك لا يجتمعان إلى تلك الليلة فتأتي الشمس فتسجد الليل ولا يؤذن لها في الرفع فتبقى على حالها فيأتي القمر على عادته فيجدها هناك فيسجد هو أيضاً ويبقى كذلك ما شاء الله ثم يؤذن لهما بالرفع وأن يطلعا معاً من مغربهما فمن كان عنده في ذلك الوقت إيمان فهو السعيد ومن كان عَرِيّاً عنه فقد خسر الخسران المبين لأنه ما بعد المعاينة إلا الثواب لأهل الإيمان والأعمال والطرد لأهل الكفر والعناد ۱
والجواب عن الثالث أنه عليه السلام إنما ذكر اليوم ولم يذكر الليل لأن الليل جعل للنوم وجُعل النهار للتكسب والمعاش وقد قال تعالى ﴿وَجَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ معاشا فلما أن كان الليل للنوم في الأغلب أو للتهجّد للموفّقين لقوله تعالى ﴿ وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةٌ لَكَ ۳ وقوله إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطَا وَأَقومُ قِيلًا ٤ سكت عنه عليه السلام إذ ليس فيه إلا هذان الفعلان غالباً وذكر النهار لكونه فيه التكسب فيحتاج فيه إلى العدل وإن احتيج إلى إقامة العدل بالليل من نصر مظلوم وأداء حق فذلك نادر والنادر لا يراعى حتى يُحتاج إلى ذكره وإن وقع فهو مقيس على العدل بالنهار فترك ذكره إبلاغاً في الاختصار مع حصول الفائدة فيهما معاً
الوجه الثالث من البحث المتقدم قوله عليه السلام ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة يحمل أو يرفع شك من الراوي في أيهما قال عليه السلام والكلام عليه
من وجهين
الأول أن المتاع والدابة لشخص واحد لكن عجز عن رفع المتاع على دابته فكانت الإعانة
له سبباً لتبليغ متاعه على ظهر دابته فحصل له الأجر على مشاركته له في هذا المقدار اليسير
۱ في هذا المعنى أخرج مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي الله قال أتدرون أين تذهب هذه الشمس إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقر ما تحت العرش فتخرُّ ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث حيث فترجع طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخرّ ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث حيث فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي اصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها أتدرون متى ذاكم حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً
سورة النبأ الآيتان ۱۰ و ۱۱ ۳ سورة الإسراء من الآية ٧٩ ٤ سورة المزمل الآية ٦
۸۸۸

الثاني إنه ليس على العموم والكلام فيه من ثلاثة أوجه في الحامل والمحمول
والمحمول عليه
أما الحامل فهو أن يجتنب فيه أن يكون ظالماً أو بدعياً أو فاسقاً وما أشبههم لأن هجرانهم واجب فلا تجوز إعانتهم
وأما المحمول فهو أن يجتنب فيه من حمل خمر أو متاع مغصوب أو ما أشبه ذلك لأن المعين لذلك كالفاعل له لأنه عليه السلام قد لعن شارب الخمر وحاملها وشاهدها ۱ وكذلك سائر الممنوعات
وأما المحمول عليه فهو ألا يكلف ما لا يطيق لأن الإعانة على ذلك لا تجوز
الوجه الرابع من البحث الأول قوله عليه السلام والكلمة الطيبة صدقة الكلمة الطيبة هنا احتملت وجهين إن كان المراد بها إدخال السرور على المتكلم معه فليست على العموم لما جاء أن الرجل يتكلم بالكلمة ليضحك بها أهله لا يبالي بها يهوي بها في النار سبعين خريفا ومثل ذلك اليوم كثير لتملّق بعضهم لبعض في الظاهر وبغض بعضهم لبعض في الباطن وقد أخبر بذلك عليه السلام حيث قال يأتي آخر الزمان أقوام أصدقاء العلانية أعداء السريرة قالوا وكيف يكون ذلك قال ذلك لرغبة بعضهم البعض ورهبة بعضهم من بعض ۳ فهذا وما أشبهه ممنوع وإن كان المراد بها في ذاتها فتكون طيبة على مقتضى لسان العلم
الوجه الخامس قوله عليه السلام وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ظاهر الحديث أنه
معارض لقوله عليه السلام يكتب له بإحدى خُطوتيه حسنة وتُمحى عنه بالأخرى سيئة ٤ الخُطى إلى المساجد لكن إن وقع التحقيق في النظر في معناهما فهما لا يتنافيان إذ إن الصدقة إنما
1 أخرج أبو داود والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن عن ابن عمر والترمذي وابن ماجه عن أنس والطبراني عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنهم جميعاً أن النبي هلال الاول قال لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه واكل ثمنها رواه البيهقي بلفظ إن العبدَ ليَقُولُ الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض وللنسائي ومسلم والبخاري روايات أخرى من طرق ثانية وكلها في هذا المعنى
۳ سلف تخريجه في الحديث ۱۱۷ ٤ رواه الإمام مالك في الطهارة وفي معناه البخاري في الجماعة ومسلم في المساجد ولفظه في الموطأ من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامدا إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى صلاة وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة ويُمحَى عنه بالأخرى سيئة فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يَسعَ فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً قالوا لم يا أبا هريرة قال من أجل كثرة الخطى
۸۸۹

هي عبارة عن كسب الحسنة ولا تمحى السيئة إلا بكسب الحسنة لقوله تعالى ﴿ إِنَّ الْحَسَنَتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۱ فالحسنة التي تُكتسب في الخطوة الواحدة تَذهَب بالسيئة
وقد اختلف العلماء هل محو السيئات محسوسة أو معنوية على قولين فمن قال بالمحسوس ذهب إلى أن السيئات تُمحى من السجل حتى يأتي صاحبها يوم القيامة فلا يجدها ومن قال بالمعنوي ذهب إلى أنها باقية في السجل لكن إذا جعلت في كِفّةٍ والحسنات في كفة فتساوت فلم يبق عليه في السيئات عقاب فكأنها ممحوّة لأن عقابها سقط وهذا هو الأظهر - والله أعلم - لقوله تعالى فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأَوَلَيْكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فلو محيت بالحس على ما
ذهبت إليه الطائفة الأولى لم يبق ما يوزن
الوجه السادس قوله عليه السلام وتميط الأذى عن الطريق صدقة الكلام عليه من وجهين في الإماطة وفي الأذى فالإماطة بمعنى الإزالة والأذى هو كل ما يُتَأَذى منه في الطريق فيكون الذي يزيله مأجوراً فيه دَقّ أو جَلّ ومثل ذلك ما روى مالك في مُوَطَّئِه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أماط شوكة من الطريق فشكر الله له فغفر له
الوجه السابع في الحديث تنبيه معنوي لأنه إذا كنت مطلوباً بهذا فحسبك به شغلاً ولهذا المعنى قال عليه السلام كفى بالعبادة شغلاً ۳ لأن من لم ينفرد لهذا الشأن فاته من الخير كثير ولهذا المعنى انقطع أهل التحقيق للعبادة لأن نظرهم إلى هذه الأشياء وتتبعها لا يسعهم معها غيرها وهي طريق السعادة والله الموفق
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
1 سورة هود من الاية ١١٤ سورة المؤمنون الآية ۱۰
۳ رواه البيهقي في شعب الإيمان عن عمار بن ياسر رضي الله عنه بلفظ كفى بالموت واعظاً وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا وقال العراقي رواه الطبراني والبيهقي عن عمار بسند ضعيف وهو مشهور من قول
الفضيل بن عياض
۸۹۰

-18-
حديث الحث على اتخاذ الرفيق في السفر
عَن ابن عُمرَ رَضِيَ الله عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَو يَعلَمُ النَّاسُ ما في الوحدَةِ ما أعلَمُ ما سَارَ راكِبٌ بِلَيلٍ وَحدَهُ
ظاهر الحديث يدل على منع سير الراكب بالليل وحده والكلام عليه من وجوه الوجه الأول قوله عليه السلام لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم هل هذا عائد على ما ذكره عليه السلام في أحاديث غير هذا مما أذكره بعد أو لأمر ثان غير ذلك أو لمجوعهما احتمل كل واحد منهما واحتمل أن يكون عائداً على كليهما - وهذا هو الأظهر ـ لأنه أبلغ في الزجر وأقوى وذلك موجود في الشريعة في غير ما موضع والإبهام لتعظيم الفائدة فإذا كان المراد هذا الوجه الذي أبديناه فيترتب عليه من الفقه أن ينظر ما هو الأرشد هل إبداء الحقائق أو الإشارة إليها دون تعيينها فالذي فيه الأصلح منهما يفعل لأنه عليه السلام مرة أشار إلى الحقائق ولم يبينها كما فعل فيما نحن بسبيله ومرة أبدى الحقائق حين ذكر الثواب على الأعمال وغير ذلك الوجه الثاني هل هذا النهي مقصور على الراكب دون غيره أو هو من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى احتمل الوجهين معاً والأظهر أن يكون من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى لأنه أجمع للفائدة ولأن الماشي من باب أولى أن ينهى من الراكب لأنه يباشر الأرض بنفسه والراكب لا يباشر الأرض بنفسه وقد يتأنس بالدابة التي هو عليها راكب ولأن العلة التي لأجلها نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك هي - والله أعلم - ما ذكره في حديث غير هذا حيث أخبر بأن الشياطين تنتشر أول الليل أكثر من آخره فإذا كان الرجل وحده لا يؤمن عليه من أذاة الشياطين وكذلك إذا كان هو وغيره ليس معهما ثالث لقوله عليه السلام في حديث غير هذا الشيطان يهم بالواحد والاثنين والثلاثة ركب ۱ فإذا كانوا جماعة وقع الأمن من إيذائهم هذا من جهة الشياطين
۱ رواه الإمام مالك وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وصححه ابن خزيمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله قال الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
۸۹۱

وفيه معنى آخر وهو أنه قد يخاف عليه لئلا يغلبه النوم فيضلّ عن الطريق لأن الليل للنوم أو يأخذه ألم أو نازلة من النوازل فلا يجد من يلجأ إليه ولا من يستعين به ويرتفق والنبي صلى الله عليه وسلم كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً فحضهم عليه السلام على ما هو الأصلح لهم في الدنيا والآخرة
وهذا النهي ليس على العموم لكل الناس وإنما هو للعوام وبعض الخواص ممن هو متردد في حاله وأما من كان من الخواص المتحققين فليس يتناوله هذا النهي لأن النهي إنما ورد فيمن كان
1
وحده وهذا ليس وحده يدل على ذلك قوله عليه السلام أنت الصاحب في السفر وقوله عليه السلام إخباراً عن ربه عزَّ وجلَّ يقول أنا جليس من ذكرني ٢ والخواص لا يزالون في الذكر فإذا حصلت له صحبة مولاه ومجالسته في سفره فهي الطريق المباركة ومثل ما نحن بسبيله قوله تعالى وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ۳ فأمر الله تعالى بالزاد عموماً ثم نبه لأهل الخصوص بأعلى الزاد وهو التقوى فمن كان من أهل التقوى فقد أخذ بأعلى الزاد وهو التقوى ومن لم يكن من أهل التقوى فلا يجوز له السفر إلا بالزاد المحسوس فإن سافر دونه حكان عاصياً ودخل في عموم قوله وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الأَهْلُكَةِ ٤ وكذلك فيما نحن بسبيله إن سافر وحده دخل تحت النهي وألقى بيده إلى التهلكة إن لم يكن من أهل الخصوص
وإلى ما نحن بسبيله أشار بعض الفضلاء من أهل الطريق بقوله إن الحال القوي إذا ورد على الفقير يمشى حيث شاء فهو في ذمة الله لا يلحقه أذى وينجح سعيه في كل ما يخطر له من سبل الخير والأمور المباحة لكن هذا يحتاج إلى بيان لأن المباح عند أهل الطريق متروك لكن قد يكون المباح واجباً أو مندوباً إذا كان سبباً لأحدهما لأنه ما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب وما لا يتوصل إلى المندوب إلا به فهو مندوب فإن كان المريد في حاله متردداً فذلك دالّ على ضعفه فلا يعمل عليه وشأنه التقيد بلسان العلم فإن ترك لسان العلم وعمل على الحال الذي ورد عليه مع ضعفه كان مرتكباً للنهي
الوجه الثالث في الحديث إشارة صوفية وهو أن السفر عند أهل الطريق عبارة عن الانتقال من حال إلى حال كما هو عند أبناء الدنيا عبارة عن الانتقال من بقعة إلى بقعة وظلمة الليل عبارة
۱ قطعة من حديث رواه مسلم في الحج باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره روي من طرق ضعيفة عند البيهقي وعبد الرزاق والديلمي وابن شاهين بلفظ قال موسى يا رب أقريب أنت فأناجيك أو بعيد فأناديك فقيل له يا موسى أنا جليس من ذكرني
۳ سورة البقرة من الآية ۱۹۷
٤ سورة البقرة من الاية ۱۹٥
۸۹

عن الجهل ووافقهم في هذا أهل الفقه لأن الظلام عند الكل بمعنى الجهل وضده العلم وهو النور فلا يسافر أحد منهم سفرا فيه ظلمة إلا بموافقة أهل العلم والتقوى فيصير هو بمن معه ركباً يأمن من ضرر الشيطان وفتن الهوى
جعلنا الله ممّن صحب ما صحبوا حتى يبلغ ما بلغوا بمنه آمين
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
۸۹۳

-١٤٧-
يث من الجهاد برّ الوالدين
عَن عَبدِ الله بن عُمَرَ رضيَ الله عَنهما يقول جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَاستَأْذَنهُ في صلى الله عليه وسلم الجهاد فَقالَ أَحَيٌّ والداكَ قَالَ نَعم قالَ فَفيهِما فَجاهِد
*
ظاهر الحديث يدل على أن بر الوالدين أكد من الجهاد والكلام عليه من وجوه الوجه الأول إن هذا الآكد ليس على عمومه لأنه إذا كان الجهاد فرضَ عَيْن لا يُستَأْذَن فيه الأبوان وإنما يُستأذن فيه إذا كان فرضَ كفاية فذلك الذي برهما فيه أكد من الجهاد وفيه دليل على أن الغزو لا يُخرج إليه إلا بإذن الإمام لأن هذا الصحابي رضي الله عنه لم يكن ليخرج حتى استأذن النبي هل يخرج أو لا
الوجه الثاني لقائل أن يقول لم أمر عليه السلام هذا بالجلوس مع الأبوين وأمره بترك الجهاد وهو أعلى الأعمال لقوله عليه السلام ما أعمال البر في الجهاد إلا كبزقة في بحر ۱ والجواب أنه لم يختلف أحد من العلماء أن الجهاد إذا كان واجباً على الأعيان لا يُستأذن فيه الأبوان مثل أن يغشَى العدو قرية قوم فيتعين الجهاد على الكل دون استشارة أحد لأحد لا ولد لوالد ولا عبد السيّد وإذا كان الجهاد فرضَ كفاية فلا يمكن أن يكون إلا برضا الوالدين وإلا فخدمتهما أرفع من الجهاد بمقتضى الحديث الذي نحن بسبيله
الوجه الثالث فيه دليل على أن طاعة العالم أو العارف لا تكون إلا بمقتضى لسان العلم
۱ سبق تخريج هذا الحديث الذي يستشهد به الشيخ ابن أبي جمرة كثيراً وقلنا فيه قال العراقي في تخريج الإحياء باب وجوب الأمر بالمعروف رواه الديلمي من حديث جابر بإسناد ضعيف قال الزبيدي في شرح الإحياء ورواه أبو الشيخ ابن حيان من حديث أنس ولفظه في مسند الفردوس ما أعمال العباد كلهم عند المجاهدين في سبيل الله إلا كمثل خُطَّافِ أخذ بمنقاره من ماء البحر قال محقق المسند إن الحافظ ابن حجر قال في تسديد القوس ۱ وفي رواية لأبي هريرة إلا كَتَفلَةٍ تَفَلَها رجل في بحر لجي
٨٩٤

والترجيح فيها والأخذ بالأعلى فالأعلى بمقتضى الحال لأن هذا الصحابي رضي الله عنه لما أراد الجهاد لما سمع فيه من الترغيب وعزم على فعله خاف أن يكون هناك فعل أقرب إلى الله تعالى بالنسبة إلى حاله فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤال استرشاد ليبين له ما هو الأصلح في حقه والأقرب إلى الله فذكر له عليه السلام الحديث ولهذا المعنى أشار أهل الصوفة بقولهم طاعة الجاهل شهوة وطاعة العارف امتثال يؤيد هذا قوله تعالى أُولَيْكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ 1
الوجه الرابع فيه دليل على جواز العبارة عن الشيء بضده إذا فهم المعنى لأن صيغة اللفظ وهو قوله عليه السلام ففيهما فجاهِدُ يقتضي على ظاهره إيصال الضرر الذي كان المتوقع أن ينزل بغيرهما ينزل بهما وليس المراد ذلك وإنما المقصود ففي برهما فجاهد نفسك الوجه الخامس فيه دليل على أن بر الأم والوالد على حد سواء رداً على من يقول بأن ثلثي البر للأم لأنه عليه السلام سوّى بينهما في اللفظ فإن احتج هذا القائل بقوله عليه السلام في غير هذا الحديث للذي سأل عمَّن أَبَرُ فقال أمَّك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ۳ فكرر الأم ثلاثاً قيل له إنما كرر النبي لا لا لا لها الأم ثلاثاً لأن العرب كانت تهاب الرجال وتعظمهم وتستضعف النساء وتستحقرهن فأكد بالتكرار ليرجعوا عن تلك العادة ويلحق برها ببرّ الأب على حد سواء كما نص عليه في هذا الحديث
الوجه السادس فيه دليل على أن بر الوالدين أجل من الجهاد ما لم يكن فرض عين لأن الجهاد في وقت ما وبرّهما لا ينال إلا بدوام المجاهدة طول عمرهما والجهاد الدائم أفضل من جهاد ساعة ولهذا المعنى قال عليه السلام هبطتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس لأن الجهاد ساعة من الزمان وجهاد النفس مستمر على الدوام
الوجه السابع فيه دليل على أن كل ما يؤلم النفس يسمى جهاداً لأن الأبوين قد يحملانه ما
لا تشتهي النفس فسماه عليه السلام لأجل ذلك جهاداً
الوجه الثامن فيه دليل على أنه لا يبلغ حقيقة رضى الوالدين إلا بالمجاهدة الكلية لأنه
۱ سورة الإسراء من الآية ٥٧
رواه أبو داود والترمذي عن معاوية بن حيدة القشيري بلفظ قلت يا رسول الله من أبر قال أَمَّك قلت ثم من قال أَمَّك قلت ثم من قال أَمَّك قلت ثم من قال أباك ثم الأقرب فالأقرب ورواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ جاء رجل فقال يا رسول الله من أحقُّ الناس بحُسْنِ صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمُّك قال ثم مَنْ قال أبوك تقدم تخريجه في الحديث
٨٩٥
۱۳۰

عليه السلام جعل الجلوس معهما والامتثال لأمرهما والصبر عليهما بمثابة المجاهدة في سبيل الله كيف لا وقد قال تعالى ﴿ فَلَا تَقُل لَّمَا أَفٍ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ١ فإذا منع الله تعالى جوابهما بهذا المقدار من التأفف فكيف لا يكون هذا أكبر من الجهاد وأفضل لأن ذلك أشق على النفس وأقوى من لقاء العدو ومضاربته
الوجه التاسع فيه دليل على أن المستشار يسأل عن أحوال المستشير حتى يعلمها وحينئذ يشير عليه بما هو الأصلح في حقه لأن النبي الله لما أن استشاره هذا الصحابي هل يخرج للجهاد أم لا سأله عن حاله في قوله أحيٌّ أبواك حتى علم ما هو الأقرب في حقه بالنسبة إلى حاله
فأرشده إليه
الوجه العاشر فيه دليل على أن السنة عند الدخول في السلوك والمجاهدة أن يكون على يد عارف به فيُرشد إلى ما هو الأصلح فيه والأَسَدُّ بالنسبة إلى حال السالك لأن هذا الصحابي رضي الله عنه لما أن أراد الخروج إلى الجهاد لم يستباً برأي نفسه في ذلك حتى استشار من هو أعلم من وأعرف هذا في الجهاد الأصغر فكيف به في الجهاد الأكبر
وهذا أدل دليل لأهل الصوفة المتحققين الذين لا يدخلون في المجاهدات والسلوك إلا تحت يد شيخ عارف بالسلوك ويقولون بأن من دخل في ذلك دون شيخ قل أن يجيء منه شيء وإن جاء فلا يصل إلى مقام المربي ومعرفته وفطنته اللهم إلا إن كان ذلك بخرق العادة وما كان بخرق العادة فليس الكلام عليه وإنما الكلام على ما جرت به عادة الحكمة والله المستعان وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
1 سورة الإسراء من الآية ۳
٨٩٦

-184-
حديث تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية
عَن ابنِ عَبّاسِ رَضِيَ الله عَنهُما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامرأةٍ ولاَ تُسافِرُ امرأَة إلا ومَعَها مَحْرَم فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ يا رَسُولَ الله اكتَتَبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذا وَخَرجَتِ امرأتي حاجةً قالَ اذهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ
ظاهر الحديث يدل على منع الخلوة بالمرأة بموضع واحد إذا كانت أجنبية ومنع سفرها بغير محرم والكلام عليه من وجوه
الوجه الأول أن مستمع العلم لا يكون بحثه فيه إلا لمجرد فائدة العمل به لا لمجرد الكلام والظهور لأن هذا الصحابي رضي الله عنه لما أن سمع حُكْمَين لم يسأل ولم يبحث إلا فيما احتاج إليه في الوقت وهو السؤال عن الخروج مع امرأته
الوجه الثاني أن الأمر إذا أمر المأمور بشيء ثم سمعه المأمور يبين حكماً آخر ويحض عليه فله أن يستفسر الأمر هل يقيم على ما شرع فيه أو ينتقل إلى هذا الأمر الثاني وهذا الوجه إنما يكون بحضور الأمر إذا كان هو المبين للأحكام وأما الآن فقد ارتفع ذلك لأن العلم اليوم لا يؤخذ إلا بالنقل فإذا كان الإنسان على عمل قد تقدم له به علم ثم استفاد علماً ثانياً ويكون العمل بالثاني أفضل من الأول فالمندوب في حقه ترك العمل بالأول والرجوع إلى العمل بالثاني ما لم يكن العلم بالثاني يوجب عليه فرضاً فانتقاله للفرض واجب عليه
الوجه الثالث جواز ذكر النساء بحضرة الفضلاء من غير زيادة ما أحدث اليوم من البدع من قولهم عند ذكرهن حاشاك لأنه قد تردد هنا ذكر المرأة من النبي والصحابي ولم يزيدا على ذكر المرأة شيئاً وبعض أهل هذا الزمان اتخذوا زيادة ذلك من الأدب وهي بدعة محضة بل هي بدعة في كل موضع وقع النطق بها لأنها لم تكن من فعل السلف والخير كله في اتباعهم وقد صار حالهم اليوم لشؤم البدعة أن يقع بعضهم في الكفر الصراح لأنه إذا تناول أحد منهم الختمة أو
۸۹۷

حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند ذلك حاشاك ولو اعتقد هذا لقتلناه لكن ظاهر اللفظ رديء جداً نسأل الله السلامة ولأن الله عزّ وجلَّ لما أن ذكر الرجال سَوَّى بين ذكرهم وذكر النساء فقال تعالى ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ۱ فذُكِرْنَ في القرآن والسنة مع الرجال على حد واحد لا زيادة لهن في اللفظ
الوجه الرابع لقائل أن يقول لم أمره عليه السلام بالخروج مع امرأته وترك الجهاد والجهاد فيه من الأفضلية ما تقدم في الحديث قبل هذا والجواب إن خروجه للحج مع امرأته مندوب وخروجه إلى الجهاد الذي ليس بفرض عين مندوب أيضاً فلما كان الخروج مع المرأة مندوباً وينضاف إليه مندوب غيره - وهو حَجُه عن نفسه بعد الحج الواجب - فمندوب يتضمن مندوبين أولى من مندوب واحد لا يتضمن زيادة

ويترتب على هذا من الفقه أنه إذا تعارض عملان على حد سواء من طريق الأفضلية أو الندبية وكان أحدهما يرجح الآخر بزيادة أجر أو سبب إلى فعل يوجب أجراً فأخذ الراجح وترك المرجوح هو الأولى
الوجه الخامس أن الإمام إذا وجه جمعاً إلى وجهة أن السنّة فيهم أن يُضبَطوا بالكتابة لأنه قال اكتتبت في غزوة كذا ولأن الكتابة تمنع من النسيان عن بعض من عُيّن في تلك الوجهة وأيضاً فإنهم إذا حُصِروا بالكتابة كان ذلك قطع مادة لهم عن أن يتخلف أحد منهم ويحدث نفسه بذلك وتحضيضاً لهم في الأهبة لِما هُمْ بسبيله
الوجه السادس أن الراعي ينظر لرعيته في المنفعة الخاصة والعامة ويؤثر الأهم فالأهم لأن النبي لما أن جعل هذا الصحابي في الجهاد وفيه منفعة خاصة وعامة ثم رأى له زيادة منفعة خاصة حمله على ما هو أنفع له في الخاص به لأن غيره يسدّ مَسَدَّه في العام فدل هذا على أن الشخص في نفسه وما يخص بذاته أكد عليه مما يعم بجنسه في الواجبات والمندوبات ومما يؤيد هذا قوله عليه السلام ابدأ بنفسك ثم بمَن تَعُول ۳ وكذا يجب في الرعاية العامة والخاصة
والله المستعان
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً
10
۱ سورة النساء من الاية ٣٤
यु
رواه البخاري وعبد الرزاق عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى وفي مسلم عن أبي أمامة رواية قريبة ممّا ذكرنا
۸۹۸

الكتاب تقديم أنا وابن أبي جمرة من هو ابن أبي جمرة
كتاب بهجة النفوس
أصله ومضمونه
الفهر
ز
ز
مخطوطات الكتاب
منهج
التحقيق
كتاب بهجة النفوس وتحليها بما لها وعليها
للشيخ عبد الله بن أبي جمرة
الأزدي الأندلسي
مقدمة الإمام ابن أبي جمرة على مختصر صحيح البخاري
حديث بدء الوحي
- حديث حلاوة الإيمان
٣ - حديث البيعة
٤ - حديث قتال المسلمين - حديث قيام ليلة القدر
۹
- حديث إن الدين يُسْرُ
C
أج

۳۹
۸۱

۸۸

۱۳
١٤٢

١٤٧

۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰
- حديث وفد عبد القيس - حديث احتساب النفقة على الأهل - حديث من يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّين
الدين
۸۹۹

١٥٤
١٥٩
١٦٨
۱۸۱
۱۹۱
۰۰
٢٠٦
۱۰

۱۷
۰
۹
۳۱
٢٣٥
۳۹
٢٤٧
۷۰
٢٥٧
٢٦٥
٢٦٧
٢٦٩
۷
۷۸
۸
٢٨٦
۹
۱۰ - حديث من سلك طريقاً يطلب به عملاً
۱۱ - حديث قيام الأمة المحمدية على الحق إلى يوم القيامة
۱ - حديث سؤال القبر وفتنته
۱۳ - حديث أسعد الناس من قال لا إله إلا الله
١٤ - حديث رفع العلم بقبض العلماء
١٥ - حديث الحساب والعرض
١٦ - حديث القتال في سبيل الله
١٧ - حديث الرجل يخيل إليه أنه يجد ريحاً وهو في
۱۸ - حديث البول والاستنجاء والشرب ۱۹ - حديث الرأفة بالحيوان
۰ - حديث النعاس في الصلاة ۱ - حديث غسل المني من الثوب - حديث غسل دم الحيض
٢٣ - حديث كيفية الاغتسال من الحيض ٢٤ - حديث خلق الجنين في بطن أمه
٢٥ - حدیث جواز الصلاة في السفينة
٢٦ - حديث جواز التحرّز من حرّ الحصباء في السجود ۷ - حديث كراهة النخامة في المسجد
۸ - حديث حبه اليمن
الصلاة
۹ - حديث المسافر إذا قدم من سفره يبدأ بالمسجد ٣٠ ـ حديث صلاة الملائكة على المصلي ما دام في مصلاه
۱ - حديث سجود السهو ۳ - حديث الشترة للمصلي والمرور بين يديه ۳۳ - حديث فتنة الأهل والمال وكفارتها
٣٤ - حديث تعاقب الملائكة الكرام الكاتبين ٣٥ - حديث من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها
۹۰۰

٢٩٥
۹۹
٣٠٥
۳۱۱
٠ ٣١٥
۳۰
۳۳۰
٣٣٥
٣٤٢
٣٤٨
٣٥٢
٣٥٨
٣٦١
٣٨٨
۳۹۳
۳۹۷
٤٠٨
٤١٢
٤١٧
٤٢٣
٤٢٩
٤٣٣
٤٣٦
٤٤١
٤٤٦
٤٥٣
٣٦ - حديث الأذان في البادية وفضله
۳۷ - حديث فضل الأذان والصف الأول والعتمة والصبح
۳۸ - حديث إتيان الصلاة بالسكينة
۳۹ - حديث القيام إلى الصلاة
٤٠ - حديث انتظار الإمام
٤١ - حديث سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظل عرشه ٤٢ - حديث تقديم العشاء على الصلاة
٤٣ - حديث تخفيف الصلاة
٤٤ - حديث أصل صلاة التراويح ٤٥ - حديث جواز المشي في الصلاة ٤٦ - حديث وجوب توفية أركان الصلاة
٤٧ - حديث رد المأموم على الإمام بالحمد في الرفع
٤٨ - حديث رؤية المولى عز وجل
٤٩ - حديث جواز الدعاء في الصلاة ٥٠ - حديث رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة ٥١ - حديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
٥٢ - حديث التبكير والتبريد بالصلاة ٥٣ - حديث تحية المسجد والإمام يخطب
٥٤ - حديث دعاء الرسول
٥٥ - حديث صلاة النوافل قبل الفرائض وبعدها
٥٦ - حديث غزاة بني قريظة
٥٧ - حديث السنّة يوم عيد الفطر ٥٨ - حديث العمل في أيام التشريق ٥٩ - حديث جواز التنقل على الدابة في السفر
٦٠ - حديث أشراط الساعة ٦١ - حديث إن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا
۹۰۱

٤٥٨
٤٦٤
٤٧٠
٤٧٥
٤٧٩
٤٨٤
٤٩٠
٤٩٧
۵۱۳
٥٢٠
٥٢٤
۵۳۱
۵۳۹
٥٤٥
001
٥٥٥
٥٥٩
0
۵۷
OVA
۵۸
۵۸۹
۵۹

٦٢ - حديث الاستخارة في الأمور
٦٣ - حديث ما بين بيته ومنبره
٦٤ - حديث كراهة الرسول أن يبيت عنده ذهب أو يمسي
٦٥ - فضاء الناقلة في وقت الكراهة
٦٦ - سبعة أوامر وسبعة نواه ٦٧ - حديث وفاة الرسول وفضل أبي بكر
٦٨ - جواز بكاء الرحمة على الميت ٦٩ - حديث الرؤيا في تعذيب العصاة ٧٠ - حديث لا حسد إلا في اثنتين ٧١ - حديث فضل فالصدقة
۷ - حديث صدقة المرأة من مال زوجها
۷۳ - حديث إتلاف أموال الناس
٧٤ - حديث الأمر بالصدقة على كل مسلم ٧٥ - حديث أخذ المال بسخاوة نفس
٧٦ - حديث كراهية كثرة السؤال
۷۷ - حديث قران الحج بالعمرة ۷۸ - حديث الإنابة في الحج ۷۹ - حديث ما يلبس المحرم في الحج
٨٠٠ - حديث جواز الشرب من السقاية ۸۱ - حديث تقديم صلاة الفجر بالمزدلفة يوم النحر - حديث الصدقة بجلال البدن التي تُنحَر وجلودها - البخاري قال عطاء رضي الله عنه إذا تطيب أو لبس جاهلاً
أو ناسياً فلا كفارة عليه
٨٤ - حديث بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
٨٥ - حديث خروج الدجال وفتنته ٨٦ - حديث حراسة مكة والمدينة من الدجّال
٩٠٢

٦٠٥
٦١٤
٦١٩
٦٢٢
٦٣٠
٦٣٢
٦٣٤
٦٤٦
01
٦٥٤
٦٥٧
٦٦٠
٦٦٧
٦٧١
٦٧٦
٦٧٩
٦٨٨
٦٩٣
9
99
٧٠٣
٧٠٦
۷۰۹
۷۱
٧١٤
VIV
۸۷ - حديث من استطاع منكم الباءة فليتزوج
۸۸ - حديث توقيت السحور
۸۹ - حديث من أفطر يوماً في رمضان من غير عذر
۹۰ - حديث وصية النبي لأبي هريرة بثلاثة أعمال من البر
۹۱ - حديث الأمر بترك ما لم يُسَمَّ عليه من الصيد
٩٢ - حديث النهي عن الصرف إلا يداً بيد
۹۳ - حديث الحث على العمل وفضل عمل اليد
٩٤ - حديث البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
٩٥ - حديث جواز أخذ الزوجة ما يكفيها من مال زوجها إذا كان شحيحاً
٩٦ - حديث النهي عن التصوير
۹۷ - حديث جواز أخذ الأجر على كتاب الله عز وجل
۹۸ - حدیث جواز الرقى والأجر عليها
۹۹ - حديث لا حمى إلا لله ولرسوله
١٠٠ - حديث من لم يشرك بالله دخل الجنة ۱۰۱ - حديث النهي عن الجلوس على الطريق
۱۰ - حديث في بيان ما يحل به الذبح وما يحرم ١٠٣ - حديث الاستقامة على حدود الله والنهي عن المنكر ١٠٤ - حديث نفقة الحيوان المرهون على من يركبه أو يشرب لبنه ١٠٥ - حديث الأمر بالعتق عند الكسوف
١٠٦ - حديث إنما الأعمال بالنيات
١٠٧ - حديث الأمر بإطعام القادم من الطعام ۱۰۸ - حديث تواضعه وهديه في الهدية والدعوة ١٠٩ - حديث مراتب الضيافة و التيامن فيها سنة من سنه
۱۱۰ - حديث قبول الهدية والإثابة عليها ۱۱۱ - حديث من عليه حق فليدفعه أو ليتحلل من
۱۱ - حديث جواز البيع في السفر وأحكام أخر

٧٢٠
۷
٧٢٥
۷۸
۷۳۱
٧٣٥
۷۳۷
٧٨٤
٧٨٦
۷۹۱
٧٩٤
۷۹۹
۸۰۸
٨١٤
٨١٦
۸۱۹
۸
۸۷
۸۳۱
۸۳۷
٨٤٣
٨٤٦
٨٤٨
٨٥٠
٨٥٣
٨٥٨
۱۱۳ - حديث جواز كراء الأراض للمسلم ومنعها عن الذمّي
١١٤ - حديث الأمر بتحريم الرجوع في الصدقة ١١٥ - حديث تحليل نكاح المبتوتة لمطلقها الأول ١١٦ - حديث يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
۱۱۷ - حديث النهي عن مدح الرجل في وجهه
۱۱۸ - حديث الثلاثة المعذبين ۱۱۹ - حديث الإفك وبراءة السيدة عائشة أم المؤمنين منه
۱۰ - حديث يمين الغموس
۱۱ - حديث لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم
۱ - حديث جواز الكذب في الخير
۱۳ - حديث صلح الحديبية
١٢٤ - حديث جواز الوصية في الثلث
١٢٥ ـ حديث إنذار العشيرة
١٢٦ - حديث جواز استعمال بهيمة الصدقة للضرورة ۱۷ - حديث جواز الصدقة عن الميت ووصول ثوابها إليه
۱۸ - حديث جواز اتخاذ الخادم للرجل الصالح ۱۹ - حديث أفضل الأعمال
۱۳۰ - حديث لا هجرة بعد الفتح
۱۳۱ - حديث المشيئة
۱۳ - حديث الشهادة بالطاعون ۱۳۳ - حديث حفر الخندق في غزوة الأحزاب
١٣٤ - حديث فضل الصيام في الجهاد ۱۳۵ - حديث من أعان غازياً فله مثل أجره ١٣٦ - حديث اقتناء الخيل في سبيل الله تعالى ۱۳۷ - حديث عدم الاتكال على العمل ۱۳۸ - حدیث درجات النية في ربط الخيل
٩٠٤

٨٦٢
٨٦٧
۸۷۰
۸۷
٨٧٤
AVA
Αλο
۸۹۱
٨٩٤
۸۹۷
۱۳۹ - حديث اللعب بآلات الحرب ومنع البيع والشراء في المساجد
١٤٠ - حديث عز المؤمن بطاعة الله ورسوله
١٤١ - حديث الترخيص في لبس الحرير ١٤٢ - حديث من أشراط الساعة
١٤٣ - حديث قتال المشركين حتى يعلنوا بكلمة التوحيد
١٤٤ - حديث وعظ المجاهدين
١٤٥ ـ حديث صدقات أعضاء بدن الإنسان ١٤٦ - حديث الحث على اتخاذ الرفيق في السفر
١٤٧ - حديث من الجهاد برّ الوالدين
١٤٨ - حديث تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية
40