بسم الله الرحمن الرحيم
موسوعة الحافظ عبد الله في 133 لغة
المجلد الثامن عشر
المستدرك
١ - كتاب: "سمير الصالحين" (الجزء الثاني).
٢ - كتاب: "سمير الصالحين" (الجزء الثالث).
تعليقات السيد عبدالله بن الصديق على المجلد السابع من کتاب: "التمهيد" للحافظ أبي عمر ابن عبدالبر الأندلسي. ٤ - تعليقاته على كتاب "بداية" السول في تفضيل الرسول : للعلامة الكبير عز الدين بن عبد السلام السلمي.
ه - تعليقاته على جزء: "الباهر في حكمه الا الله بالباطن والظاهر"
للحافظ جلال الدين السيوطي
٦ - تعليقاته على كتاب "تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية " للحافظ جلال الدين السيوطي.
۷ - مقال بعنوان: "كلمة فاصلة في حلق اللحية".
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، وآله المستكملين
الشرفا، ورضي الله عن أصحابه الفالحين المبلغين المتقين، وبعد: فإن الله تبارك وتعالى قد مَنَّ ووفَّق لجمع هذه "الموسوعة" التي تضم الأعمال الكاملة لشيخنا علم الأعلام، عالم القرويين والأزهر، العلامة الجامع بين المعقول والمنقول، الجبل الراسخ والطود الشامخ؛ الشيخ سيدي عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني -رحمه الله تعالى- وهي متعددة الفوائد والفنون الشرعية وآلاتها، وقد استقبلها الباحثون والمحبون استقبالا حارًا، وقاموا إجلالا واحترامًا.
وقد استدرك علينا الشريف الدكتور عبدالله الجباري الحسني بعض ما فات أثناء الجمع، فلزم تقديم الشكر له ثم وجه الشريف سيدي الدكتور عبدالمنعم بن الصَّدِّيق الغماري - وفقه الله تعالى - وشقيقه الشريف الأجل سيدي عبد المغيث بن الصَّدِّيق لعمل مُستدرك على "الموسوعة" يضم ما فاتنا من أعمال شيخنا ، وقد تم استدراكها في هذا المجلد، وهو يضم
١ - الجزء الثاني من كتاب: "سمير الصالحين".
٢ - الجزء الثالث من كتاب: "سمير الصالحين". - تعليقات السيد عبد الله بن الصديق على المجلد السابع من كتاب: " التمهيد" للحافظ أبي عمر ابن عبدالبر الأندلسي. - تعليقاته السيد عبدالله بن الصديق على كتاب: "بداية السول في
تفضيل الرسول ال العلامة الكبير عز الدين بن عبدالسلام السلمي. ه - تعليقات السيد عبدالله بن الصديق على جزء: " الباهر في حكمه و بالباطن والظاهر" للحافظ جلال الدين السيوطي.
المستدرك
٦ - تعليقات السيد عبدالله بن الصديق على كتاب "تأييد الحقيقة العالية
وتشييد الطريقة الشاذلية" للحافظ السيوطي.
۷ - مقال بعنوان: "كلمة فاصلة في حلق اللحية".
وكان قد كتبه في مجلة الكلمة) الصادرة في أكادير، المغرب، العدد الثاني السنة الأولى، جماد الأولى (۱۳۹۱)، وهو مقال أصولي رائع، وقد أرسله إلى الأستاذ يوسف أبجيك السوسي.
وهذه التعليقات غاية في الجودة والنفاسة ، كتبها شيخنا رضي الله عنه
بقلم المتكلم ، المفسر، المحدث ، الفقيه ، الصوفي، البعيد عن الدعاوى . ولهذا المستدرك فهارس للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ألحقتها بالمجلد التاسع عشر وهو مجلد الفهارس، وقد أجريت بعض تصحيحات على " الموسوعة" بقدر الطاقة، وجزى الله خيرًا كل من ساعد في جمع، وصف وإخراج ، وطبع هذه "الموسوعة"، وهذا المستدرك خيرا. والله أسأل أن يتقبل هذا الأعمال المباركة من شيخنا العلامة الشيخ سيدي بن الصديق التي تدل على نفسيته الإسلامية وغيرته على العقيدة والشريعة والتصوف، وتمكنه من العلوم الشرعية وآلاتها، رحمه الله وأثابه رضاه، وأن يكون هذا الجمع سببًا للفوز بالرضاء من الله تعالى، والحمد الله في البدء والختام، ختم الله لنا بالحسنى.
عبدالله
وكتب
محمود سعيد بن محمد ممدوح الشافعي
القاهرة في الثامن عشر من محرم الحرام سنة ١٤٣٩
۱ - کتاب: «سمير الصالحين
الجزء الثاني
سمير الصالحين جـ ٢
۱۳
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
له،
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا أن يحمد وينبغي لا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً ندخرها عند الله، ونرجو
ثوابها لديه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلَّا من أتى الله بقلب سليم. وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدًا عبده ورسوله، أفضل الخلق، والهادي إلى
طريق الحق، كما شهد له مولاه بقوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الشورى: ٥٢] صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى إخوانه النبيين والمرسلين. ورضي ا الله عن آل كل، وسائر الصالحين، ووفقنا لاتباع هديهم، وسلوكِ طريقهم القويم، أما بعد .. فهذه بضع قصص دينية انتقيناها من بعض كتبِ السُّنَّةِ النَّبوية - وهي جزء من محفوظاتنا والحمد لله وتخيَّرنا في شرح ألفاظها وجملها أوضح العبارات، وأسهل الأساليب، ولم نمل فيه من تكرار يقتضيه الحال، كما لم نتحاش عن تطويل ربما يعد من باب الإسهاب والملال، وعنينا . القصَّةِ، واستخراج ما تدلُّ عليه من معان لغويَّة، وأحكام فقهية، ولطائف
بتتبع
الفاظ
أدبية، إلى غير ذلك من الاستطرادات والفوائد. وقصدنا بهذا أن ينتفع بالكتابِ جميعُ القُرّاء، على سواء، لا فرق بين عالم ومتعلم، ولا بين أديب وباحث، ولا تاجر وزارع، إِذْ مِنْ رأينا أنَّ الكتاب إذا لم يفد قراءه على اختلاف طبقاتهم، ولم تكن الفائدة جديدة شائقة، فما ينفق فيه من ورق وحبر وتكاليف طبع، ومجهود شخصي، يكون " كله ضائعا عديم
١٤
المستدرك
القيمة، بله ضياع وقت القراء في قراءته، وشَغْلِهم بما لا فائدة فيه.
ونرجو أن يكون كتابنا وافيًا بما ذكرنا آتيا على الغرض الذي وصفنا،
حتى تنالنا دعوة صالحة من قارئ كريم.
والله المسئول أن يوفقنا ويسدد خطانا ويهدينا سواء السبيل...
أبو الفضل عبد الله بن الصديق الغماري
خادم الحديث
سمير
الصالحين جـ ٢
أربع معجزات
عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول الله ثلاثا ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجتُ معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق، مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها، فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء، وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرَّة، قال: «ناولنيه»، فحملته إليه
فحمله بينه وبين واسطة الرحل، ثمَّ فغرَ فَاهُ ونفت فيه ثلاثًا.
وقال: «بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو الله»، ثم ناولها إيَّاه فقال: «القينا في الرجعة في هذا المكان، فأخبرينا ما فعل»، قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في هذا المكان معها شياه ثلاث، فقال: «ما فعل صبيك؟» فقالت: والذي بعثك بالحق
ما حسسنا منه شيئًا حتى الساعة، فاجتزر هذه الغنم، قال: «انزل فخذ منها واحدة ورد البقيَّة».
قال: وخرجت معه ذات يوم إلى الجنان حتى إذا أبرز قال: «انظر ويحك هل ترى شيئًا يواريني ؟ قلت: ما أرى شيئًا يواريك إلا شجرةً ما أراها تواريك، قال: «فما قربها؟ قلت شجرة مثلها أو قريب منها، قال: «اذهب إليهما فقل لهما إن رسول الله هوله و يأمر كما أن تجتمعا بإذن الله » ، قال: فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم قال: «اذهب إليهما ، فقل: إنَّ رسول الله الا الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فرجعت
قال: وكنت معه جالسًا ذات. ، يوم، إذ جاء جملٌ يُخببُ . إذ جاء جمل يُحبب حتى ضرب بجرَانِه بين يديه، فذرفت عيناه فقال: ويحك انظر لمن هذا الجمل؟ إنَّ له لشأنا»، فخرجت ألتمس صاحبه فوجدتُه لرجل من الأنصار، فدعوته إليه فقال: «ما
١٦
المستدرك
شأن جملك هذا؟ قال: لا أدري والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فأنتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه. قال: «لا تفعل، هَبْهُ لي أو بعنيه»، قال: بل هو لك يا رسول الله فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به.
وفي رواية عن يعلى - أيضًا - قال : إنّي ما أظنُّ أحدًا رأى من رسول الله إلا دون ما رأيتُ ... فذكر نحوه، وقال لصاحب البعير: «بعيرك يشكوك زعم أنك سنأته حتى كبر تريد أن تنحره قال: صدقت والذي بعثك بالحق، قد أردت
ذلك؛ والذي بعثك بالحق لا أفعل.
وفي رواية: ثمَّ سرنا ونزلنا منزلا فنام النَّبيُّ ، فجاءت شجرة تشق الأرض حتّى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرتُ له، فقال: «هي
شجرة استأذنت ربها عزَّ وجلَّ أنْ تُسلّم على رسول الله فأذن لها». رواه الإمام أحمد بإسنادين أحدهما صحيح، ورواه الطبراني بنحوه، وفي
روايته بعض الزيادة سنذكرها أثناء الكلام على الحديث. الشرح: يَعلَى - بفتح الياء واللام - ابن مرة بن وهب، ويقال: يعلى بن سيابة - وهي أمه - الثقفي. يُكنى أبا المَرَازِم - بفتح الميم والراء وكسر الزاي - صحابي فاضل، شهد مع النبي العلوم الحديبية وخيبر والفتح وحنينا والطائف، روى في فضل الحسين ابن علي ليها حديث حسينُ مِنّي وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبّ حسينًا، حسين سبط من الأشباط». وهو حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
«فَغَر فاه» بفتح الفاء والغين، أي: فتح فمه.
«نفت»: إذا رمى من فمه بريق يسير خفيف.
سمير الصالحين جـ ٢
۱۷
اجتزز هذه الغنم أي اذبحها، ومنه قيل للمشتغل بذبح الماشية: جزار؛ لأنه يجزرها، أي: يذبحها.
ويقال له: قصاب - أيضًا - ؛ لأنه يستخرج قصب الذبيحة، أي: أمعاءها. «الجنان»: بكسر الجيم جمع جنة بفتحها، وهي الحديقة ذات الشجر أو ذات
النخل.
«أبرز»: أي خرج إلى البراز - وهو الفضاء الواسع - لقضاء الحاجة، وكان رسول الله و إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد، كما جاء في "سنن" أبي داود وابن ماجه عن جابر بن عبد الله.
«خَبَّ الجمل يجب»: بضم الخاء في المضارع، إذا عدا بخطو فسيح. جران الجمل»: بكسر الجيم مقدَّم عنقه، فإذا برك ومدَّ عنقه قيل: ألقى
بجرانه، أو ألقى جرانه بالأرض.
وَسَمَه بميسم
الصدقة»: أي علمه بالكي؛ لأنَّ إبل الزَّكاة كانت تعلم
بالكي لئلا تختلط بغيرها، والميسم: الحديدة التي يكوى بها.
المعنى: اشتمل هذا الحديث على آيات بينات ومعجزات باهرات، تزيد
المؤمنين إيمانًا، وتبعث في قلوب الشاكين الحائرين هدى وإيقانًا.
إحداها : شفاءُ الصَّبي مما ألم به من مس الجن وصرعه ، بكلامه ل ونفثه و في قوله : «أنا عبد الله»، إشارة لطيفة إلى أنَّ العبودية الله أشرفُ أوصاف الإنسان، وبها يستحق العبد من مولاه المنة والإحسان.
وانظر كيف شرف الله تعالى نبيَّه في أشرف المواطن بالعبودية له، حيث قال جل شأنه: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ، لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ الآية
۱۸
المستدرك
[الإسراء: 1]. وقال سبحانه وتعالى: فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: ١٠]. فمن كان عبدا الله محضًا سخَّر الله له الطبيعة، وخرق لأجله نواميسها، وسهل عليه الصعاب، وفتح له من الخيرات كل باب، وجعله من خاصة
الأحباب.
ثانيتها: انضمام الشجرتين بأمره فسترتاه حتى قضى حاجته، ثم افتراقها
بأمره أيضًا.
وحادثة انضمام الشَّجر وافتراقه بأمره عليه الصلاة والسلام تكررت في مواطن، ورواها جماعةٌ من الصَّحابة منهم عبدالله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، ويعلى بن أُمية.
ثالثتها التجاء الجمال إليه لالالالالالان و وشكواه مما لقي من أصحابه. وحادثة شكوى الجمل تكرّرت في مواطن - أيضًا – وذكرنا بعضها في غير
هذه المواضع. رابعتها: مجيء الشجرة إليه لا له له و شوقا لزيارته، وتشرفا بالمثول بين يديه، وتكررت حادثة مجيء الأشجار وسجودها بين يديه ، وفيها يقول البوصيري له :
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تسعى إليه على ساق بـلا قـدم وفي "مسند أبي يعلى" بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: جاء رجل من بني عامر إلى النبي و لا لا لا لو كان يداوي ،ويعالج، فقال له: يا محمد إنَّك تقول أشياء، فهل لك أن أداويك؟ قال: فدعاه رسول الله لا ثم قال له: «هل لك أن أداويك؟» قال : وعنده نخل وشجر ، فدعا رسول الله و عذقًا منها فأقبل
سمير الصالحين جـ ٢
۱۹
إليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى إليه، فقام بين يديه ثم قال له
رسول الله : ارجع إلى مكانك فرجع إلى مكانه فقال: «والله لا أكذبك بشيء تقوله بعدها أبدًا».
وقول يعلى: «لقد رأيت من رسول الله لا لا لا لا ثلاثا ما رآها أحد قبلي، ولا
بحسب
يراها أحد بعدي»، هذا . أحدا رأى من رسول الله لا لا لا اله إلا دون ما رأيت » ؛ لأنَّه رأى خوارق عظيمة، وحوادث جسيمة لم يشاهد ما هو أعظم منها، كانشقاق القمر، وحنين الجذع، ونبع الماء من الأصابع الشَّريفة، لا جَرَمَ أن استعظم ما رأى وحق له ذلك.
ظنه كما قال في الرواية الثانية: «إنِّي ما أظنُّ
ما يستفاد من الحديث
يستفاد من الحديث أمور:
الأول: إثبات مس الشَّيطان وإذايته للإنسان، وهذا ثابت بالقرآن في قوله سبحانه وتعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبوا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسَ [البقرة: ٢٧٥]، والأطباء يُنكرون المس ولا يعترفون به؛ الجهلهم وانحصارهم في دائرة المادة الضيقة، وقد عرضت لكثير منهم حوادث مس وصرع عجز الطب عن تشخيصها، بله معالجتها.
الثاني: جواز التداوي وطلب معاجلة المريض، وهذا أمر ثابت معلوم لا ينكره إلا جاهل، فقد كان النبي لا لا لا لا لا يتداوى ويصف الدواء لغيره، وقال: تداووا فإنَّ الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء، غير داء واحد الحرم». وهو
حديث صحيح.
المستدرك
وكانت عائشة أم المؤمنين عالمة بالطب، لكثرة مزاولة الأدوية التي كان النبيله لي ويستعملها في أمراضه ، وقد ألف الحفاظ كتبا في الطب النبوي
كابن السني، وأبي نعيم، والذهبي، وابن القيم، والسخاوي. والتداوي لا ينافي التوكل متى اعتقد المريض أنَّه سبب عادي، وأنَّ الشَّفاء
بيد الله سبحانه وتعالى.
نعم، من قوي يقينه وقدر على التوكل المطلق بترك التداوي كان من جملة السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، كما في الحديث الصحيح، وهذا مقام خاص لا يناله كل أحد، ولا ينبغي أن يُتخذ مبدا عامًا يُطبق على جميع الناس. الثالث: إثبات الطب الرُّوحي، فإنَّ النَّبي ا عالج الصبي بالنفث والكلام، وكان يرقي نفسه وسبطيه الحسن والحسين عليهما بمعوذات من القرآن والدعوات. وثبت في الصحيح أنَّ أبا سعيد الخدري رقى رجلًا لدغته عقرب بالفاتحة، فبريء في الحال، وكان لبعض الصحابة رُقيّ يرقون بها عرضوها على النبي .
فأقرها .
وقال: «حصنوا أموالكم بالزَّكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء والدعاء». رواه الطبراني وغيره، وله طرقٌ بينها شقيقنا الحافظ أبو الفيض
السيد أحمد في رسالة "الزواجر المقلقة لمن أنكر التداوي بالصدقة". ومن محاسن الدين الإسلامي: أنه جمع بين الماديات والروحيّات، ولم يهمل واحدة منها، وإن غلب جانب الروحيات؛ لأنها أشمل وأقوى وأهم وأبقى، فأطباء العقاقير والحقن الذين ينكرون الطب الروحي جاهلون بمنافعه،
سمير الصالحين جـ ٢
۲۱
غافلون عما فيه من قوة مستمدة من قوة الله، والالتجاء إلى جانبه الأقدس. الرابع: جواز أخذ الأجرة على العلاج، فإنَّ النَّبي الله و أخذ الشَّاة من المرأة
نظير علاج ابنها.
والداست
وثبت في حديث أبي سعيد أنَّه وأصحابه أخذوا من اللديغ غنما في نظير الرقية بالفاتحة، وعرضوا الأمر على النبي الهلال الهلال ، فأقرهم، وقال: «اضربوا لي معكم
بسهم؛ لأنَّ الفاتحة التي رقوا بها اللديغ عنه تلقوها، ومن طريقه عرفوها. الخامس: استحباب الرفق بأهل المريض، وعدم إرهاقهم بأخذ أجر كبير، ربما لا تحتمله حالتهم المالية؛ لأنَّ المرأة قدمت للنبي ثلاث شياه فأخذ منها شاة وترك لها اثنتين رفقا بها وإحسانًا إليها، ولأنَّ العلاج ينبغي أن تغلب فيه الناحية الإنسانية على الناحية المادية، وقد كان عبد الملك بن أبجر الحافظ الثقة طبيبًا يعالج النَّاس بدون أجر.
قال العجلي كانت به قرحة لو كانت بالبعير ما أطاقها، فكانوا إذا سألوه عنها؟ قال: ما أرضاني عن الله عزّ وجلَّ!
فأين هذا من أطباء اليوم الذين يشترطون في العلاج مبلغا معينا، لا ينتقل
أحدهم من عيادته حتى يأخذه، ولو كان المريض في سياق الموت؟!. السادس: أنَّ المعجزة تحصل بطلب النَّبيِّ واختياره؛ لأنَّ النَّبي و أمر يَعلَى أَن يأمرَ الشَّجرتين بالاجتماع فاجتمعتا، ثم بالافتراق فافترقتا، وقد تحصل بغير طلبه ولا باختياره، كما حصل في الشَّجرة التي جاءت تسلم عليه وهو
نائم
وأما قوله سبحانه وتعالى: قُلْ إِنَّمَا الْآيَتُ عِندَ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: ١٠٩]، فإِنَّه
۲۲
المستدرك
نزل للرد على المشركين الذين طلبوا الآيات على سبيل العناد، فلم يشأ الله أن يسترسل النبي الهلال اليوم معهم فيما يطلبون؛ لأنهم لا يقصدون الإيمان، فقال: قال لهم: وإنما الايت التي يطلبونها وعند الله له يبعثها الله حيث شاء
وكيف شاء، لا على حسب رغبتكم، وإنما أنا نذير.
ولهذا عدد الله سبحانه وتعالى الآياتِ التي طلبوها، مخبرًا بأنه لو فعلها ما آمنوا، فقال عزّ وجلَّ: وَلَوْ أَنَّنَا نَزَلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَيكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ ءٍ قبلا ما كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴾ [الأنعام: ١١١] ولو أرسل الآيات كما اقترحوا ثمَّ لم يؤمنوا، لكان لا بدَّ من إهلاكهم كما أهلك من قبلهم، حين كذَّبوا بعد الآيات سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تبدِيلًا ﴾ [الفتح: ٢٣)، لكن سبق علم الله بإمهالهم فلهذا لم يرسل الآيات التي طلبوها، كما قال سبحانه وتعالى: وَمَا مَنَعَنَا أَن تُرْسِلَ بِالْآيَتِ التي طلبها مكة، ﴾ إِلَّا أَن كَذَبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ﴾ [الإسراء: ٥٩]، فأهلكناهم ولو كذَّب بها هؤلاء لأهلكناهم - أيضًا ، لكن سبق علمنا بإمهالهم حتى يتم أمرك، وهم ،كارهون هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كره المُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: ۹] فتبيَّن من هذا أنَّ الذين يستدلون بالآيتين المذكورتين على عدم وقوع معجزة كونية من النَّبي ، جهلةٌ مُلْحِدون. السابع: أن الجمادات والحيوانات تعرف أنه رسول الله؛ لأنَّ الشَّجرتين ائتمرتا بأمره، والشَّجرة الثالثة استأذنت ربها في زيارته، والجمل جاء يشكو إليه، وفي رواية الطبراني زيادة قوله الا الله : «ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله،
مشرکو
سمير الصالحين جـ ٢
۲۳
إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس»، وهذا يوافق قوله سبحانه وتعالى: وَإن من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَدِهِ وَلَكِن لَّا نَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: ٤٤]، فمن يتأتى منه التسبيح يتأتى منه العلم بالرسالة، وصرف الكلام عن ظاهره لا داعي إليه، لا سيما والعقل لا يحيل ذلك، وقدرة الله واسعة.
الثامن: أنَّ النبي لالالالالالا و كان يعرف لغة الحيوانات؛ لأنه فهم من الجمل شكواه، ولا عجب في ذلك، فإن الله تعالى أخبر في القرآن عن سليمان السلام أنه قال: عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ ﴾ [النمل: ١٦]، وأنَّه . النَّملة، ولا شكّ أنَّ
فهم كلام
النبي و أفضل من سليمان. وقد نصَّ العلماء على أنه ما من نبي أوتي معجزة إلَّا أوتي نبينا مثلها أو أكبر منها، وقد زاد نبينا على سليمان عليهما الصَّلاة السلام بمعرفة لغة الجماد والنبات، فقد ثبت في الصحيح أنَّ حجرًا كان يُسلَّم على النبي لا بالرسالة في مكة، وثبت في الصحيح أنَّ شجرةً أعلمت النبي و بحضور الجن ليلة قرأ عليهم القرآن، وثبت في الصحيح - أيضًا - أنَّ الصَّحابة كانوا يأكلون مع النبي وهم يسمعون تسبيح الطعام، والله أعلم.
٢٤
المستدرك
قصة الخضر عليه السلام مع السائل
عن أبي أمامة أنَّ رسول الله لا قال: «ألا أحدثكم عن الخضر؟»، قالوا: بلى یا رسول الله، قال: «بينا هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل، أبصره رجلٌ مكاتب فقال : تصدق عليَّ بارك الله فيك، فقال الخضر : آمنت بالله ما شاء الله من أمرٍ يكون ما عندي شيء أُعطيكه، فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإنّي نظرت السَّماحة في وجهك ورجوت البركة عندك، فقال الخضر: آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني، فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم، الحق أقول: لقد سألتني بأمر عظيم أمَا إِنِّي لا أخيبك بوجه ربي، بعني قال : فقدمه إلى السوق فباعه بأربع مئة درهم، فمكث عند المشتري زمانًا لا يستعمله في شيءٍ فقال له: إنَّك إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل، قال: أكره أن أشق عليك إنَّك شيخ كبير ضعيفٌ. قال: ليس يشقُ على قال: فقم فانقل، خذ فانقل هذه الحجارة – وكان لا ينقلها دون ستة نفر من يوم -- فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد
نقل الحجارة في ساعةٍ، فقال: أحسنت وأجملتَ وأطقت ما لم أرك تطيقه. قال: ثم عرض للرجل ،سفر، فقال: إنّي أحسبك أمينًا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال: فأوصني بعمل، قال: إني أكره أن أشق عليك، قال: ليس يشقُ علي، قال: فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك، قال: فمضى الرجل لسفره فرجع الرجل، وقد شيّد بناءه. فقال: أسألك بوجه الله ما سببك وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله، ووجه الله أوقعني في العبودية.
سمير الصالحين جـ ٢
٢٥
فقال الخضر: سأخبرك من أنا؟ أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنه من سُئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر، وقف يوم القيامة جلده ولا لحم له، يتقعقع فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله، ولم أعلم فقال: لا بأس أحسنت وأتقنت فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا نـ الله، احكم في أهلي ومالي بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك، قال: أحبُّ أنْ تُخلي سبيلي فأعبد ربي، فخلى سبيله، فقال الخضر: الحمد لله الذي أوثقني في العبودية ثم نجاني منه. رواه الطبراني وغيره. قال الحافظ المنذري وحسن بعض مشايخنا إسناده وفيه بعد. اهـ.
قلت: لأنَّ فيه بقيَّة، وهو مُدلَّسٌ.
الشرح: أبو أمامة (۱) بضم الهمزة، اسمه صُدَي – بالتصغير-، ابن عجلان
بفتح الغين وسكون الجيم، الباهلي صحابي ،فاضل، حصلت له كرامة حين بعثه
النَّبي إلى قومه . فروى الطبراني وأبو يعلى والبيهقي في "الدلائل" بإسناد حسن، من طريق أبي غالب عن أبي أمامة ، قال : بعثني رسول الله و إلى قومي، فانتهيت إليهم وأنا طاو، وهم يأكلون الدَّم، فقالوا: هلم، قلت: إنما جئت لأنهاكم عن هذا الطعام، وأنا رسول رسول الله إليكم، أتيتكم لتؤمنوا به، فكذَّبوني وزبروني وأنا جائع ظمآن، قد بَراني جهد شديدٌ فنمت، فأتاني آت بشربة لبن فشربت ورويت وعظم بطني، ثمَّ قال لهم رجل منهم: أتاكم رجل من سراة
(۱) وكثير من الخطباء ينطقونه بفتح الهمزة وهو خطأ.
٢٦
المستدرك
قومكم لم تتحفوه فأتوني بلبن، فقلت: لا حاجة لي به وأريتُهم بطني، فأسلموا
عن آخرهم.
قال ابن حبان: كان أبو أمامة مع علي بصفين. اهـ.
ومات سنة ست وثمانين، وله ست ومائة سنة.
والخضر اسمه بليا بن ملكان بن نافع بن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن
سام بن نوح، فهو ابن عم جد إبراهيم اللام، وكنيته أبو العباس. وسبب تلقيبه بالخضر : ما جاء في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي قال: «إنما سُمِّي الخضر؛ لأنَّه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه
خضراء».
والفروة: أرض بيضاء لا نبات فيها، وهو المراد بقوله تعالى عن موسى وفتاه يوشع ابن نون فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَاءَ انَيْنَهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَهُ مِن لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف: ٦٥] ، هكذا جاء مفسرا عن النبي في : "الصحيحين" وغيرهما من طرق.
ومبتدعة هذا العصر لا يقبلون هذا التفسير ، ويقولون: إنَّ القرآن لم يُعين فتى
موسى ولا العبد الذي وجداه فنحن لا نعينهما؟!.
وكأنهم يعترضون على رسول الله لا لال لال حيث أقدم على تعيين شيء لم يعينه الله ، وإن تعجب فعجب من الشيخ محمد محمد المدني الذي عمد في كتابته عن قصة موسى والخضر عليها إلى تفنيد الحديث الوارد فيها، وهو في الكتب الستة وغيرها من طرق، ثمَّ عقب برأيه المتكلف الفاسد، ولم يبد من حُجَّة في تفنيد الحديث إلَّا إطلاق لفظ الروايات عليه، حيث قال: جاء في
سمير الصالحين جـ ٢
۲۷
الروايات!، وتقول الروايات، ولعله يعتقد أنَّ إطلاق لفظ «الروايات» عذر
كاف عند الله في ترك الأحاديث الصحيحة وإهدار جانبها!.
ثمَّ إِنَّ الخضر معمّر محجوب عن الأبصار كما قال التعلبي في "تفسيره". وقال ابن الصَّلاح هو حي . عند جمهور العلماء، والعامة معهم في ذلك، وإنما شذَّ بإنكاره على المحدثين. اهـ
وتبعه النووي وزاد أنَّ حياته متفق عليها بين الصوفية وأهل الصلاح،
وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به أكثر من أن تحصر . اهـ قال الحافظ: والذي جزم بأنَّه غير موجود الآن البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو جعفر بن المنادى، وأبو يعلى بن الفراء، وأبو طاهر العبادي، وأبو بكر بن العربي وطائفة، وعمدتهم الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر وغيرهما، أنَّ النَّبي الالالالالا و قال - في آخر حياته : «لا يبقى على وجه الأرض بعد مئة سنة، ممن هو عليها اليوم أحد».
قال ابن عمر أراد بذلك انخرام ،قرنه وأجاب من أثبت حياته بأنه كان حينئذ على وجه البحر، أو مخصوص من الحديث كما خص منه إبليس
بالاتفاق. اهـ
وبالضرورة لم يقصد الحديث فناء العالم وانقراض الدنيا كما فهم بعض
ملاحدة العصر الجهله، وبنى على ذلك أنَّ المحدثين يعتمدون على صحة السند فقط، وإن كان الحديث يخالف الواقع المشاهد، وإنما أراد الحديث انقراض ذلك القرن وانقطاع الصحابة حتى إذا ما ادعى أحدٌ أنه صحابي بعد المائة الأولى عرفنا أنه كاذب.
۲۸
المستدرك
وقد ادعى صحبة النبي لا لا لا لو معمرون كذَّابون، كـرتن الهندي» وأمثاله، فكان هذا الحديث دليلا على كذبهم.
قال الحافظ في فتح الباري: وقد بين ابن عمر في هذا الحديث مراد النبي و و و أن مراده أن عند انقضاء مائة سنة من مقالته تلك ينخزم ذلك القرن، فلا يبقى أحد ممن كان موجودًا حال تلك المقالة، وكذلك وقع بالاستقراء فكان آخر من ضبط أمره ممن كان موجودًا حينئذ أبو الطفيل عامر
ابن واثلة، وقد أجمع أهل الحديث على أنَّه كان آخر الصحابة موتا. وغاية ما قيل فيه: إنَّه بقي إلى سنة عشر ومائة، وهي رأس مئة سنة من
مقالة النبي والله أعلم.
قال النووي وغيره: احتج البخاري - ومن قال بقوله - ، بهذا الحديث على موت الخضر، والجمهور على خلافه، وأجابوا عنه بأنَّ الخضر كان حينئذ من ساكني البحر فلم يدخل في الحديث، قالوا: ومعنى الحديث «لا يبقى» ممن ترونه أو تعرفونه، فهو عام أريد به الخصوص.
وقيل: احترز بالأرض عن الملائكة.
وقالوا: خرج عيسى من ذلك وهو حي؛ لأنَّه في السماء لا في الأرض، وخرج
إبليس؛ لأنه على الماء أو في الهواء.
وأبعد من قال : إنَّ «اللام» في «الأرض» عهديَّة، والمراد أرض المدينة. والحق أنها للعموم وتتناول جميع بني آدم.
وأما من قال : المراد أُمَّة محمَّدٍ سواء أمة الإجابة وأمة الدعوة، وخرج عيسى والخضر؛ لأنهما ليسا من أمته، فهو قول ضعيفٌ؛ لأنَّ . عيسى يحكم
سمير الصالحين جـ ٢
۲۹
بشريعته فيكون من أمته والقول في الخضر إن كان حيا كالقول في عيسى
والله أعلم. اهـ كلام الحافظ بن حجر .
نقلته بتمامه لما فيه من الفوائد والبحوث المتعلقة بالخضر كثيرة، نكتفي
منها بما كتبناه.
رجل مكاتب»: من الكتابة وهي أن يتفق السيد مع عبده أن يؤدي له مالا منجما على أقساط، ويكتب العبد على سيده كتاباً، أنَّه إذا أدَّى المال كان حرا، فالعبد مكاتب بفتح التاء وكسرها وكذلك السيد؛ لأنَّ المكاتبة مفاعلة بينهما. والمكاتبة بهذا المعنى اسم إسلامي كما قال الأزهري في "التهذيب".
يوم.
و «اللين»: بكسر الباء، الطوب الذي يبنى به، الواحدة لبنة.
المعنى: اشتمل هذا الحديث على معجزتين للخضر علام: إحداهما : نقله الحجارة في ساعةٍ مع أنه كان لا ينقلها أقل من ستة نفر في
ثانيتها: ضرب اللبن وتشييد البناء في مدة لا تتسع لذلك بحسب المعتاد. ولا غرو أن يعطى هاتين المعجزتين فإنَّه إلى جانب النبوة التي أكرمه الله بها باع نفسه في الله وعرَّضها للعبودية؛ لئلا يرد سائلا رجا الخير عنده، وسأله بوجه الله، فشكر الله صنيعه، وأطلقه من وثاق الرّق إلى ميدان الحرية ليواصل عبادة مولاه، ويتفرغ لمشاهدة عظمته ،وسناه وهكذا الطاعات تنجي من الآفات، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.
7
المستدرك
ما يستفاد من الحديث
يستفاد منه أمور:
الأول: جواز دخول الأسواق وأماكن التجارة، وقد كان النبي يدخل السوق بمكة والمدينة، وكذلك الصَّحابة، ولما عبر المشركون النبي بدخول الأسواق وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ [الفرقان: 7]، ردَّ الله عليهم بقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا
إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ [الفرقان: ٢٠]. وأما حديث: «أحبُّ البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله
الأسواق». رواه أحمد، والبزار، وصححه الحاكم من حديث جبير بن مطعم. وقال الحافظ : إسناده حسن، فهو محمول على الغالب لما يحصل غالبا في الأسواق من الأَيْمان، وكثرة الصخب والغفلة، ولهذا ورد الحث على الذكر في الأسواق ومواطن الغفلة.
ففي "سنن الترمذي" بإسناد حسن عن عمر الله، أن رسول الله فقال: «من دخل السُّوقَ فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة - يعني من الصغائر - ورفع له ألف ألف درجةٍ». وروى البزار والطبراني بإسنادٍ لا بأس به عن ابن مسعود له، عن
النبي ع ل ل ا ل له ، قال : «ذاكر الله في الغافلين، بمنزلة الصَّابِرِ في الفارين».
سمير الصالحين جـ ٢
۳۱
قال ابن العربي المعافري المالكي في "الأحكام": لما كثر الباطل في الأسواق وظهرت فيها المناكر، كره علماؤنا دخولها لأرباب الفضل والمهتدي بهم في الدين تنزيها لهم عن البقاع التي يعصى الله فيها.
قال: وأما أكل الطَّعامِ فضرورة الخلق، لا عار ولا درك فيها، وأما الأسواق فسمعت مشيخة العلم :يقولون لا يدخل إلَّا سوق الكتب والسلاح، وعندي أنه يدخل كل سوق للحاجة إليه، ولا يأكل فيه، فإنَّ ذلك إسقاط للمروءة، وهدم للحشمة، ومن الأحاديث الموضوعة على رسول الله : «الأكل في السوق دناءة». وهو حديث موضوع، لكن رويناه من غير طريق، ولا أصل له في الصحة ولا وصف. اهـ
قلت: هذا الحديث رواه ،لوين، والطبراني، وابن عدي، والعقيلي من طريق
عمر بن موسى الوجيهي، عن القاسم، عن أبي أمامة.
وعمر الوجيهي: كان يضع الحديث، كما قال ابن عدي، وقال ابن معين: ليس بثقة، ولم يثبت في هذا الباب شيء كما قال العقيلي.
وحديث: «الأكل والنوم عورتان فاستورهما»، لا أصل له، ومن طريف ما يحكى في هذا أنّه شوهد من يأكل في الطريق فليم، فقال: تاقت نفسي للأكل ومعي خبز فلا أمطلُها؛ لأنَّ مُطل الغنى ظلم.
وفي "سنن الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر قال: كنا نأكل على عهد
رسول الله لا و و و و و ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام، صححه الترمذي. الثاني: أنَّ النبي لا لا لا لا و كان يحدث أصحابه بقصص الأنبياء والصالحين، لما فيها من العبر الداعية إلى تهذيب النفوس، وتزكية الأخلاق، وتطهير القلوب،
۳۲
المستدرك
وقد قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةُ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: ۱۱۱]
أي: العقول. الثالث: أنَّ النبي لا لا لا لا و كان يستأذنُ أصحابه في أن يحدثهم، «ألا أحدثكم عن الخضر؟»، حرصا منه على إيناسهم، وترغيبا لهم في سماع ما يلقيه عليهم، ليحفظوه وينتفعوا به في أنفسهم ويبلغوه غيرهم من باقي أفراد الأمة، امتثالاً لقوله : «ليبلغ الشاهد منكم الغائب».
الرابع: أن السؤال بوجه الله عظيم، لا ينبغي لمن سئل به أن يرد السائل
خائبا، بل يعطيه ما يتيسر ، فهذا الخضر باع نفسه في سبيل هذا السؤال. ويظهر أن هذا كان جائزا في شريعته، أما في شريعتنا فلا يجوز للإنسان أن نفسه أو أحدًا من أولاده، بل لا يجوز له أن يتزوج الأمة المملوكة لغيره؛
يبيع
لئلا يعرض ذريته للاسترقاق، وقد ورد التشديد في السؤال بوجه الله.
وفي منع السائل إذا سأل به، ففي معجم الطبراني" بإسناد جيد عن أبي موسى الأشعري - واسمه عبد الله بن قيس - أنه سمع رسول الله يقول : ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سُئل بوجه الله، وملعون من سُئل بوجه الله، ثمَّ مَنع سائله ما لم
-
يسأل هجرا». و«الهجر» : بضم الهاء وسكون الجيم: القبيح.
وفي "سنن الترمذي" بإسناد حسن عن ابن عباس، أنَّ رسول الله قال: «ألا أخبركم بشر النَّاسِ ؟ رجلٌ يُستَل بوجه الله ولا يُعطي» .
يُسْتَل» بضم الياء وفتح الهمزة ، و«يُعطي» بضم الياء وكسر الطاء. الخامس: أن الخضر نبي، وهو قول أكثر أهل العلم، حكاه عنهم البغوي،
سمير الصالحين جـ ٢
۳۳
وابن عطية، وحكاه القرطبي، وأبو حيَّان في "تفسيريهما" عن الجمهور. وقال الثعلبي : هو نبي على جميع الأقوال.
وذهب جماعةٌ من الصُّوفيَّة إلى أنَّه ولي، وهو قول أبي القاسم القشيري في
"الرسالة"، وبه قال أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة، وأبو بكر بن الأنباري
.
في كتابه "الزاهر" بعد أن حكى عن العلماء قولين، هل هو نبي؟ أو ولي؟. وحكى الماوردي قولا ثالثا : أنَّه مَلَكٌ من الملائكة، يتصور في صورة
الآدميين.
وقال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية : لا ندري هل هو مَلَكٌ أو نبي أو عبد
صالح؟.
والصحيح أنه نبي لأمور:
أحدها: تصريح هذا الحديث الذي نتكلم عليه بنبوته.
ثانيها: أنَّ الله حكى عنه قوله: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ [الكهف: ۸۲]، أي: بل فعلته بوحي كما هو الظاهر.
ثالثها: أن موسى مذهب يطلبه ويتعلم منه، وغير النَّبي لا يكون أعلم من النَّبيِّ، وكيف والنَّبيُّ يوحى إليه؟!.
رابعها: أنَّ الخضر ام خرق السَّفينة، وقتل الغلام، وهذان أمران عظيمان
لا يمكن أن يقدم عليهما بمجرد الإلهام الذي يلقى في قلوب الأولياء. خامسها ما رواه عبد بن حميد من طريق الربيع ابن أنس، قال: قال موسى لما لقي الخضر: السّلام عليك يا خضر، فقال: وعليك السلام يا موسى، قال: وما يدريك أني موسى، قال أدراني بك الذي أدراك بي.
٣٤
المستدرك
وقال وهب بن منبه في "المبتدأ": قال الله تعالى للخضر : لقد أحببتك قبل أن
أخلقك، ولقد قدستُك حين خلقتك، ولقد أحببتك بعد ما خلقتك. وروي عن مكحول عن كعب الأحبار قال: أربعة من الأنبياء أحياء أمان لأهل الأرض اثنان في الأرض الخضر وإلياس، واثنان في السماء إدريس
وعيسى.
وقال أبو حيان والجمهور على أنه نبي، وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه، وعلم موسى الحكم بالظاهر . اهـ.
ثم هل كان رسولا أو لا؟ جاء عن ابن عبّاس ووهب بن منبه: أنَّه كان نبيا
غير مرسل، وهو قول الجمهور كما تقدم في كلام أبي حيان آنفًا. وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد ومحمد بن إسحاق وبعض أهل الكتاب أنه أرسل إلى قومه فاستجابوا له ونصر هذا القول أبو الحسن الرماني وابن الجوزي، والأول أصح والله أعلم.
تنبيه: رأيت أن أختم شرح هذا الحديث بوصية الخضر لموسى عليها . قال الطبراني في " المعجم الأوسط": حدثنا محمد بن المعافى: حدثنا زكريا ابن يحيى الوقار قال: قرئ على عبد الله بن وهب وأنا أسمع: قال الثوري، قال: مجالد، قال: الوداك، قال: أبو سعيد قال عمر بن الخطاب قال رسول الله : «قال أخي موسى : يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله إليه: يا موسى إنَّك ستراه، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى أتاه الخضر، وهو فتى طيب الريح، حسن بياض الثياب، مشمرها. فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا موسى بن عمران، إن ربك يقرأ
سمير الصالحين جـ ٢
۳۵
عليك السلام، قال موسى هو السَّلام، وإليه السَّلام، ومنه السَّلام، والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه، ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثمَّ
قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك.
قال الخضر : يا طالب العلم إنَّ القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تُحمل جلساءك إذا حادثتهم، واعلم أنَّ قلبك وعاء، فانظر ماذا تحشو به وعاءك، واعزف عن الدنيا وانبذها وراءك، فإنَّها ليست لك بدار، ولا لك بها محل قرار، وإنما جعلت بلغة للعباد، والتزود منها للمعاد، ورض نفسك على الصبر،
تخلص من الإثم. یا موسی تفرّغ للعلم إن كنت تريده، فإنَّما العلم لمن تفرغ له، ولا تكن مكثارًا، بالمنطق مهذارًا، فإنَّ كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد.
واعرض عن الجهال وباطلهم واحلم عن السُّفهاء، فإنَّ ذلك فضل الحكماء، وزين العلماء، وإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما، وجانبه حزما، فإنَّ ما بقي من جهله عليك، وسبه إيَّاك أكثر وأعظم، يا ابن عمران، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا، فإنَّ الاندلات والتعسف، من الاقتحام
والتكلف.
فتحه.
یا ابن عمران لا تفتحن بابًا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما
يا ابن عمران من لا تنتهي من الدنيا فهمته، ولا تنقضي عنها رغبته، كيف يكون عابدا؟! ومن يحقر حاله ويتهم الله فيما قضى له، كيف يكون زاهدا؟! هل
٣٦
المستدرك
يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه؟! أو ينفعه طلب العلم والجهل قد حواه ؟!؛ لأنَّ سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه، یا موسى: تعلم ما تعلمت
لتعمل به ولا تعلمه لتحدّث به، فيكون عليك بواره، ولغيرك نوره. یا موسى بن عمران اجعل الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر
كلامك، واستكثر من الحسنات، فإنَّك تصيب السيئات.
وزعزع بالخوف قلبك، فإنّ ذلك يرضي ربك، واعمل خيرًا، فإنَّك لا بُدَّ عامل سوءا قد وُعِظت إن حفظت، فتولى الخضر وبقي موسى حزينا مكروبًا
يبكي». قال الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد": زكريا بن يحيى الوقار ضعفه غير واحد، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وذكر أنه أخطأ في وصله، والصواب فيه عن سفيان أن رسول الله لا لا لا لو قال، وبقية رجال الحديث أنَّ
وثقوا . اهـ
قلت: وروى ابن عدي هذا الحديث في ترجمة زكريا الوقار بإسناده السابق، ثم رواه من طريق أبي الطاهر، والحارث بن مسكين، عن ابن وهب، عن الثوري، عن مجالد ، عن النبي لا الهلال ول ول ولم يذكر أبا الوداك ولا أبا سعيد، فالحديث معضل ضعيف.
وهو مشتمل على وصية فيها مواعظ وحكم ، ورقائق بحيث يصح ا أن يُعد دستورا يرجع إليه العالم والمتعلم، والخطيب والمحاضر، والزاهد والمتعبد وغيرهم، والله أعلم.
سمير الصالحين جـ ٢
۳۷
قصة الملك الذي ترك ملكه
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي له الا الله قال: «إنَّ بني إسرائيل استخلفوا خليفة عليهم بعد موسى صلى الله عليه وآله وسلم، فقام يُصلّي ذات ليلة فوق بيت المقدس في القمر، فذكر أمورًا كان صنعها فخرج فتدلى بسبب، فأصبح السبب معلقا في المسجد وقد ذهب».
قال: «فانطلق حتى أتى قوما على شط البحر فوجدهم يضربون لبنا، أو
يصنعون لبنا، فسألهم كيف تأخذون على هذا اللين؟».
قال: «فأخبروه فلبن معهم فكان يأكل من عمل يده، فإذا كان حين الصَّلاة قام يُصلِّي فرفعَ ذلك العمالُ إلى دهقانهم، أنَّ فينا رجلًا يفعل كذا وكذا فأرسل إليه، فأبى أن يأتيه ثلاث مراتٍ، ثمَّ إنَّه جاء يسير على دابته فلما رآه فر فاتَّبعه فسبقه، فقال: انتظرني أكلمك ، فقام حتى كلَّمه فأخبره خبره، فلما أخبره أنه كان ملكا وأنه فرّ من رهبة ربه قال: إنّي لأظنني لاحقا بك»، قال: «فاتبعه فعبدا الله حتى ماتا برميلة مصر».
قال عبد الله: لو أنّي كنت ثمَّ لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله الالي التي وصف لنا. رواه البزار والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، وإسناده حسن. ورواه أحمد وأبو يعلى ولفظ روايتهما: «بينما رجل فيمن كان قبلكم كان في ملکه فتفكر فعلم أنَّ ذلك منقطع عنه، وأنه قد شغله عن عبادة ربه عزَّ وجلَّ، فتسرب فانساب ذات ليلةٍ من قصره، فأصبح في مملكة غيره، فأتى ساحل البحر فكان به يضرب اللبن بالأجر ويأكل ويتصدق بالفضل، فلم يزل كذلك
۳۸
المستدرك
حتى رقى أمره إلى ملكهم، وعبادته وفضله، فأرسل إليه ملكهم أن يأتي، فأبى
ثم أعاد عليه فأبى أن يأتيه.
وقال: ما لي وما له؟».
قال: «فركب الملك، فلما رآه ولى هاربًا، فلما رأى ذلك الملك ركض في أثره فلم يدركه». قال: «فناداه يا عبد الله إنَّه ليس عليك مني بأس فأقام حتى أدركه، فقال له: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا فلان بن فلان صاحب ملك كذا وكذا، تفكرت في أمري فعلمت أنَّ ما أنا فيه منقطع ، وأنه قد شغلني عن عبادة ربي، فتركته وجئت
هاهنا أعبد ربي عزّ وجلَّ. قال: ما أنت بأحوج إلى ما صنعت مني». قال: «ثم نزل عن دابته وسيبها، فتبعه فكانا جميعا يعبدان الله عزّ وجلَّ، فدعوا الله أن يميتها جميعًا».
قال عبدالله: لو كنت برميلة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا
رسول الله .
الشرح:
«اللين» بكسر الباء ما يعمل من الطين ويبنى به، الواحدة لبنة، ولبن -
بتشديد الباء المفتوحة – صنع اللين.
السبب»: الحبل الذي يتدلى به.
«الدهقان» بكسر الدال أو ضمها وسكون الهاء: كبير القرية والمقدم فيها،
ولهذا سمي ملكا في الرواية الثانية.
رميلة بضم الراء وفتح الميم مواضع تسمى بهذا الاسم، منها موضع
سمير الصالحين جـ ٢
۳۹
بمصر وهو الذي جاء في الحديث.
المعنى: هذان الملكان تفكرا في أمرهما، ونظرا فيما حولهما، فوجدا أنَّ ما هما فيه من جاء ورياسة، وسعة المعيشة، ونفوذ الكلمة، ظل زائل، وسراب خداع، سرعان ما يذهب وتبقى عليهما ،تبعته يؤديان حسابها كاملا عند الله يوم القيامة، فتركا ملكهما وما كانا فيه وانقطعا إلى الله، يعملان بأيديهما ويعبدان ربهما، حتى أتتهما منيتهما راضيين مطمئنين فرضي الله عنهما، وجزاهما عن صنيعهما خير الجزاء.
يستفاد منه أمور:
ما يستفاد من الحديث
الأول: فضيلة التفكر والنظر في الأمور بعين الاعتبار، وأن ذلك يؤتي أحسن
النتائج، وأطيب الثمرات، كما حصل لهذين الملكين حين تفكرا واعتبرا. وحديث: «فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة». واه شديد الضعف بل قيل
بوضعه.
الثاني: فضل الزُّهْدِ في الدُّنيا والإقبال على الآخرة، وطلب ما عند الله من النواب الدائم الذي لا ينقطع : مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقِ ﴾ [النحل: ٩٦]. وهذا أمر معلوم بالضرورة، فإنَّ الآيات والأحاديث طافحة بالتزهيد في الدنيا، والتقليل من شأنها، وكان رسول الله لا يدعو إلى الزهد بمقاله وحاله
وأعماله. الثالث: أنَّ العمل في سبيل الحصول على القوت الضروري لا ينافي الزهد، وإنما الذي ينافي الزُّهد هو التوسع في المأكل والمشارب، والتلذذ بأنواع الملذات
٤٠
المستدرك
المباحة من ملابس ومركوباتٍ وغير ذلك مما تركه هذان الملكان واقتصرا على
تحصيل قوتهما الذي لا بُدَّ منه في قوام البنية.
وكان داود نبي الله لا زاهدًا يأكل من عمل يده.
ومن زهاد الخلفاء عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز ، فقد ضربوا في الزهد مثلا عليا لا مطمع لأحد بعدهم في فه،
الوصول إليها.
ولقد أحسن القائل في حق عمر : وهو وصف ينطبق عليهم جميعا. جوع الخليفـة والــدنيـا بقبضته في الزهد منزلــة سبحان موليها
بر الصالحين جـ ٢ سمير
قصة الرجل الذي زار أخا له في قرية
٤١
عن أبي هريرة عن النبي الا الله : ( أنَّ رجلاً زار أخا له في قرية، فأرصد الله تعالى
على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه - أي أتى الرجل على الملك - قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمةٍ تُرتها؟ قال: لا. غير أني أحببته في الله. قال: فإنّي رسول الله إليك بأنَّ الله قد أحبك كما أحببته
فيه . رواه مسلم في "صحيحه".
الشرح:
«أَرْصَدَ»: أقعد.
مَدَرْجته»: بفتح الميم والراء بينهما دال ساكنة.
«طريقه»: وكل طريق مدرجة؛ لأنَّ النَّاس يدرجون عليه.
مَلَكُ».
بفتح اللام واحد الملائكة وهم مخلوقون من نورٍ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، ومن جوز المعصية عليهم وهو قول كثير من الأشعرية - فقد وَهِمَ وهما فاحشا.
«ترتها بضم الراء وتشديد الباء الموحدة: تقوم عليها، وتسعى في صلاحها
عنده، وتنهض بسببها إليه محبَّة الله للعبد ورضاه عنه، وإيصال الخير إليه. المعنى: هذان أخوان تحابا في الله لا لغرض آخر، وذهب أحدهما يزور صاحبه في قريته، فأقعد الله في طريقه ملكًا يبشّره بأنَّ الله قد أحبه ورضي عنه، جزاء حبه أخاه في الله ، وتلك بشرى عظيمة، ومنقبة جليلة، لا يظفر بها إلا الإخوان المتحابون المخلصون.
٤٢
المستدرك
ما يستفاد من الحديث
يستفاد منه أمور:
الأول: فضل الأخوة في الله تعالى والتحابب فيه، وهذا من أوثق عرى الإيمان وأفضل أعماله، والأخوة وإن كانت مطلوبة بين جميع المؤمنين، كما قال الله
تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: ١٠].
وقال رسول الله له الاول : «المسلم أخو المسلم» فتلك أخوة عامة، مبعثها رابطة الدين، وثمرتها محو الفوارق العنصرية بين طبقات المسلمين.
والمذكور هنا أخوةٌ خاصَّةٌ، وهي التي تجمع بين شخصين أو أشخاص من نوع خاص من العبادة، كذكر الله تعالى أو مدارسة العلم، وتشتد هذه الأخوة حتى تصير أقوى من أخوة النسب.
فهذه هي المرادة هنا وهي التي وردت فيها أحاديث كثيرة، منها: - حديث: «ليبعثنَّ الله أقوامًا يوم القيامة في وجوههم النور، على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء». قال: فجثا أعرابي على ركبتيه. قال: يا رسول الله حلهم لنا لنعرفهم.
قال: «هم المتحابون في الله من قبائل شتّى وبلاد شتّى، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه».
رواه الطبراني من حديث أبي الدرداء الفه وإسناده حسن.
الثاني: أنَّ أخوّة الشَّخصين في الله تستوجب محبة الله لهما، ورضاه عنها؛ لأنهما لم يتأخيا على غرض دنيوي، أو طمع مادي، بل كان تآخيها خالصا الله تعالى. ثم من كان حبه لأخيه أكثر ، كان حب الله له كذلك؛ لحديث: «ما تحاب
سمير الصالحين جـ ٢
رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عزّ وجلَّ أشدهما حبًا لصاحبه». رواه أبو يعلى والطبراني.
r
٤٣
الثالث: فضل زيارة الإخوان والصالحين والتردد عليهم؛ لأن ذلك مما يقوي أواصر المحبة، ويؤكد روابطها، وفي الحديث: من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ، ناداه منادٍ بأن طبت، وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً». حسنه
الترمذي.
الرابع:
يكن نبيا.
أنَّ الملائكة قد تُكلّمُ الرجل الصَّالح على سبيل الكرامة، وإن لم
وقد كلَّم جبريل مريم ، ولم تكن نبيَّة في قول الجمهور، بل كانت صديقة كما وصفها الله تعالى بقوله: وَأنهُ صِدِّيقَةٌ ﴾ [المائدة: ٧٥].. وتسليم الملائكة على عمران بن حصين، ثابت معروف كما بينته في "الحجج
البينات".
وعلى هذا: فالفرق بين تكليم الملك للنبي وتكليمه لغيره من وجهين: أحدهما: أنَّ النبيَّ يتيقن - بعلم ضروري يخلقه الله فيه - أنَّ الذي يكلمه ملك من قِبَلِ الله، وغير النَّبيِّ لا يستطيع أن يتيقن ذلك؛ لأنَّه غير مأمون من ظهور الشيطان له ودعواه أنَّه مَلك، بقصد إغوائه كما حصل لبعض العباد. ثانيهما: أنَّ الملك يُكلَّم النَّبيَّ بشريعة يعمل بها في نفسه، أو يبلغها لغيره إن كان رسولا، وغير النَّبيِّ لا يتجاوز كلام الملك أن معه يكون سلاما أو
بشارة بخير أو نحو ذلك مما لا يدخل في التشريع، أو التبليغ، والله أعلم.
34
قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
المستدرك
عن أبي هريرة أن رسول الله لا لا لا لو قال : لم يكذب إبراهيم النبي . النبي عليه السلام قط إلا ثلاثَ كذباتٍ ثنتين في ذات الله تعالى، قوله: فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات: ۸۹] ، وقوله : قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: ٦٣] وواحدة في شأن سارة، فإنَّه قدم أرض جبَّار ومعه سارة – وكانت أحسن الناس - ، فقال لها : إنَّ هذا الجبار إنْ يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، فإنَّك أختي في الإسلام فإنّي لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه فقال له: قدم أرضك امرأة لا ينبغي أن تكون إلا لك، فأرسل إليها فأتى بها، فقام إبراهيم إلى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها فقبضت يده
قبضة شديدة.
فقال لها: ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ففعلت، فعاد فقبضت قبضة أشد من الأولى، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت فعاد فقبضت أشد من القبضتين الأوليين فقال: ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك، ففعلت وأطلقت يده، ودعا الذي جاء بها فقال له: إنَّك إنما أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان،
فأخرجها من أرضي وأعطها هاجر فأقبلت تمشي.
فلما رآها إبراهيم ما انصرف فقال : مهيم؟ قالت: خيرًا كفَّ الله يد
الفاجر وأخدم خادمًا».
قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء.
رواه الشيخان، وهذا لفظ مسلم.
سمير الصالحين جـ ٢
الشرح:
في ذات الله»: أي في وجود الله سبحانه وتعالى وما يجب له.
٤٥
«فلك الله»: الرواية فيه بنصب اسم الجلالة، وهو قسم والأصل: «فلك أقسم بالله أن لا أضرك»، برفع الراء إن كانت مخففة، وبنصبها إن كانت أنَّ
ناصبة.
مهيم»: بفتح الميم وسكون الهاء. قال الخليل: هي كلمة لأهل اليمن خاصةً،
معناها: ما هذا؟ أو ما شأنك.
«إبراهيم»: اسم سرياني معناه أب راحم وهو ابن آزر، واسمه تارح بتاء وراء مفتوحة ابن ناحور بن شاروخ بن راغو بن فالح بن عبير، ويقال: عابر ابن شالخ بن أر فشخد بن سام بن نوح.
قال الحافظ بن حجر لا يختلف جمهور أهل النسب ولا أهل الكتاب في ذلك، إلا في النطق ببعض هذه الأسماء. نعم، ساق ابن حبان في أول "تاريخه" خلاف ذلك، وهو شاذ. اهـ
وإبراهيم أول من اختتن كما جاء في "الصحيحين" عن أبي هريرة الله
قال: قال رسول الله لاوه له : اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم». وفي "مسند أبي يعلى" من طريق علي بن رباح، عن أبي هريرة: «أمر إبراهيم بالختان فاختتن بقدوم فاشتد عليه، فأوحى الله إليه أن عجلت قبل أن نأمرك بآلته، فقال: يا رب كرهت أن أؤخر أمرك».
وسارة امرأة إبراهيم : هي ابنة هاران ملك حران، تزوجها إبراهيم لما هاجر من بلاد قومه إلى حران، وكانت سارة أحسن الناس كما في هذا الحديث.
٤٦
المستدرك
وروى أبو يعلى حديث أنس الطويل في الإسراء، وجاء فيه عند ذكر يوسف: أعطي يوسف وأمه شطر الحسن». يعني سارة؛ لأنها أم إساحق والد يعقوب
والد يوسف اهلا .
وأرض الجبار الذي دخلها إبراهيم وزوجه: هي مصر.
وقيل: الأردن.
واسم الجبار : صدوق.
ركعة.
«ثلاث گذبات بفتح الذال جمع كذبة بسكونها، كما يقال: ركعات جمع
ثنتين منها في ذات الله: خصَّ الثنتين بأنّهما في ذات الله ؛ لأن قصة سارة - وإن كانت في ذات الله أيضًا - تضمنت حظاً لنفسه ونفعاله، بخلاف الثنتين، فإنهما في ذات الله محضًا.
وقال القرطبي: كانت الثنتان الأولتان في ذات الله؛ لأنهما في الدفاع عن وجوده وبيان الحجة على أنَّ المستحق للألوهية ليس إلا هو سبحانه وتعالى، وقصة سارة في الدفاع عن حكم الله تعالى الذي هو تحريم سارة على الجبار،
فالأولتان في الدفع عن ذات الله، وقصة سارة في الدفع عن حكم الله . اهـ ووقع في رواية للنسائي، والبزار ، وابن حبان: «إنَّ إبراهيم لم يكذب قط، إلا ثلاث كذبات كل ذلك في ذات الله».
وفي حديث ابن عباس عند أحمد: «والله إِنْ جَادَلَ بهنَّ إِلَّا عن دين الله». و«إنْ» نافية بمعنى «ما» أي: ما جادل بهنَّ إِلَّا عن دين الله.
رآها بعض أهل الجبار»: هذا البعض رجل كان إبراهيم يشتري منه
سمير الصالحين جـ ٢
٤٧
القمح، كذا في كتاب "التيجان" لابن إسحاق، وزاد: أنَّ من جملة ما قال
الرجل للملك: إني رأيتها تطحن.
قال الحافظ: وهذا هو السبب في إعطاء الملك لها هاجر، وقال: إنَّ هذه لا تصلح أن تخدم نفسها . اهـ
فإنّي لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرُك»: قال الحافظ : يشكل عليه كون لوط كان معه، كما قال الله تعالى: فَآمَنَ لَهُ لُوط ﴾ [العنكبوت: ٢٦] ويمكن أن يجاب بأنَّ مراده بالأرض الأرض التي وقع له فيها ما وقع، ولم یکن معه لوط إذ ذاك. اهـ «إنَّك إنما أتيتني بشيطان»: المراد بالشَّيطان المتمرد من الجن، وكانوا قبل الإسلام يعظمون أمر الجن جدًّا، ويرون كل ما وقع من الخوارق من فعلهم
وتصرفهم. اهـ
فتلك أمكم يا بني ماء السَّماء»: قال الحافظ : كأنه خاطب بذلك العرب،
لكثرة ملازمتهم الفلوات التي بها مواقع القطر لأجل رعي دوابهم. وقيل: أراد بماء السماء زمزم؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى أنبعها لهاجر فعاش ولدها بها، فصاروا كأنهم أولاد السماء.
وقيل : سموا بذلك لخلوص نَسبهم وصفائه فأشبه السماء. اهـ ملخصا. وقيل: الخطاب للأنصار، والمراد بـ «ماء السماء عامر والد عمرو بن عامر بن مزيقيا، وهو جد الأوس والخزرج.
المعنى: ليس في الحديث ما يحتاج إلى إيضاح أو بيان غير شيئين:
أحدهما : قوله: «لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات»: فإنَّ هذا مشكل، إذ
٤٨
المستدرك
أن دلالة العقل
كيف ينسب الكذب إلى إبراهيم وهو رسول الله وخليله، مع قاطعة بأن الرسول يجب أن يكون موثوقا به ليُعلم صدق ما جاء به عن الله، ولا صدق مع تجويز صدور الكذب منه.
قال القاضي عياض والخلافُ الذي في الصَّغائر - يعني هل تقع منهم - إنما هو فيما سوى الكذب، وأمَّا الكذب - وإن كان فيما ليس طريقه التبليغ فهم معصومون منه وإن قل، وسواء جوزنا وقوع الصغائر منهم أم لا؛ لأن معظم أحوال النبوة إنما هو التبليغ عن الله سبحانه وتعالى، وتجويز الكذب عليهم قادح في صدقهم ومناقض للمعجزة، ونحن نقطع بمبادرة الصحابة منه إلى تصديقه في جميع أقواله وأفعاله من غير تردد، ولم يُحفظ عنهم توقف ولا استثبات لحاله، هل وقع ذلك منه سهوا أو ضجرًا؟
ولا حفظ عنه أنه استدرك شيئًا قاله، أو اعترف بوهم فيما قاله، إذ لو وقع لنقل كما نُقل رجوعه عن أشياء من أفعاله وآرائه مما ليس طريقه الخبر، كرجوعه عن رأيه في ترك تلقيح النخل . اهـ مختصرًا.
والجواب: أنه ليس في شيء من الأمور الثلاثة كذب أصلا.
وبيان ذلك: أنَّ قولَه: «إنّي سقيم» أراد به سقم قلبه، وتعب فكره مما يشاهد من شركهم بالله وعبادتهم للأصنام، وهو لا يقدر أن يُغيّر ما هم عليه، مع حرصه على إيمانهم شأن كل رسول في حرصه على إيمان قومه وهدايتهم، ألا ترى إلى نبينا محمد و كيف خاطبه الله سبحانه وتعالى في مثل هذا الموقف مسليّا له بقوله سبحانه وتعالى: لَعَلَّكَ بَخِعٌ نَفْسَكَ أَلَا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [الشعراء: ٣] أي:
أشفق على نفسك ولا تقتلها غبًا وحزنًا من أجل أنهم لم يؤمنوا .
سمير الصالحين جـ ٢
٤٩
وقوله : قَالَ بَلْ فَعَلَهُ، كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: ٦٣]، قاله تعريضا بقومه وتبكينا لهم، إذ القاعدةُ أنَّ الفعل إذا دار بين قادر عليه وعاجز عنه وأثبت للعاجز على سبيل التهكم لزم انحصاره في الآخر، وإبراهيم عم لم ينفِ الفعل عن نفسه حتى يكون كذابًا، وإنما نسبه إلى كبير الأصنام تهكما واستهزاءا، وربط صدور الفعل من الصَّنم بحصول النطق منه حيث قال: فَشَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: ٦٣]، أي: إن كانت الأصنام تنطق، فكبيرهم فعل هذا فاسألوهم.
وقد أدرك قومه قصده بهذا الكلام، وأن مراده به التبكيت لا الإخبار، فهموا بإحراقه حين عجزوا عن مناظرته.
وقوله في سارة: إنَّها أخته، فقد بين أنها أخته في الإسلام، وهي أخوة صحيحة، قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات: ١٠ ] وقال عليه
الصَّلاة والسَّلام: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ... الحديث». وقال في آخر: «بحسب امرئ من الشَّرِّ أن يحقر أخاه المسلم"، ونصوص الشرع طافحة بهذا المعنى فظهر مما قرّرناه أنَّ الأمور الثلاثة داخلة في باب المعاريض الجائزة التي لا حظر في استعمالها ولا ذم، وسميت في الحديث كذبات
تجوزًا باعتبار اعتقاد السامع؛ لأنه يفهم منها خلاف المراد بها. ا : ثمَّ إنَّه مما لا خلاف فيه أنَّ الكذب يجوز شرعًا لمصلحة كالصلح بين أخوين مثلا، وربما يجب الكذب إذا ترتب عليه إنقاذ نفس من قتل ظلم أو استخلاص وديعة من غاصب مثلا، فلو سُلَّم أنَّ ما حصل من إبراهيم كان كذبًا حقيقة لكان استعماله بالنسبة إليه واجبًا شرعًا؛ لأنه دافع به عن دين الله،
المستدرك
كما تقدَّم في رواية أحمد: «والله إِنْ جادل بهنَّ إِلَّا عن دين الله». فإن قيل: حيث تبيَّن أنَّ تلك الأمور ليست بكذب، وأنها من المعاريض الجائزة شرعًا فلماذا أشفق منها إبراهيم في عرضات القيامة كما جاء في حديث الشفاعة؟
فالجواب: أنَّ ذلك موقفٌ عظيمٌ يشتد فيه الهول، ويعظم الخطب، ويغضب الله في ذلك اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولا بعده مثله، فكان إشفاق إبراهيم من تلك الأمور خوفًا من الله وهيبة لجلاله، بصرف النظر عن كونها معصية أو لا.
والرسل أعلم الناس بالله، وأشدهم له خشية كما قال : «أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية»، فلا جرم أن يُشفقوا مما يعده غيرهم صغيرًا هَيِّنًا. على أنَّ الإشفاق من الشَّيء لا يدلُّ على أنَّه معصية، فقد يبلغ الحال ببعض الورعين أن يشفقوا من بعض المباحات، ويرون فعله تقصيرًا لا يليق بمقامهم،
فلا مانع أن يكون إشفاق إبراهيم ام من هذا القبيل. ثانيهما: قوله: «إنَّ هذا الجبار إن يعلم أنَّك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي». وهذا مشكل لأنَّ الجَبَّار ظالم يريد اغتصابها سواء كانت أختا أو زوجا،
كانت من
فكيف يوصيها إبراهيم أن تقول: إنها أخته لئلا يغتصبها الجبار ؟!! والجواب: أنَّه كان من رأى ذلك الجبار الذي يتدين به أنَّ . متزوجةً، لا يقربها حتى يقتل زوجها، فلذلك قال إبراهيم: هي أختي؛ لأنَّه إن
كان عنده عدل خطبها منه، ثمّ يرجو مدافعته بعذر من الأعذار، وإن كان ظالماً
سمير الصالحين جـ ٢
۵۱
خلص إبراهيم من القتل لأنه أخوها .
نقل ابن الجوزي هذا الجواب عن بعض علماء أهل الكتاب، وذكره في
مشكل الصحيحين»، وذكره أيضًا الحافظ المنذري في حاشية السنن.
ما يستفاد من الحديث
يستفاد منه أمور:
الأول: إباحة المعاريض، وهي جمع معراض، مأخوذ من التعريض وهو خلاف التصريح، وروى البخاري في "الأدب المفرد"، والطبري في "التهذيب"، والطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب" عن عمران بن حصين قال: «إنَّ في معاريض الكلام مندوحةٌ عن الكذب»، ورجال إسناده
ثقات.
ورواه ابن السني، وأبو عبيد ، عن عمران، عن النبي .
وروى البخاريُّ في "الأدب المفرد" ، والبيهقي في "الشعب" عن عمر
ه قال: «أما في المعاريض ما يكفي المسلم من الكذب.
ورواه العسكري من طريق مجاهد قال: قال عمر: «إنَّ في المعاريض لمندوحة للرجل المسلم الحر عن الكذب، وأشار العسكري إلى أن حكمه
الرفع.
والمندوحة: السعة.
الثاني: قبول هدية المشرك؛ لأنَّ ذلك الملك أهدى هاجر قبلها إبراهيم، وأهدى ملك إيلة وهو مشرك إلى النبي الا الله بغلة بيضاء، وأهدى أكيدر دومة فأعطاه عليا، وقال: «شققه خمرا بين الفواطم»، وأهدت
للنبي ثوب حرير في
٥٢
المستدرك
يهودية شاة سمومة للنبي و فأكل منها إلى آخر قصتها المعروفة. فإن قيل: قد أخرَجَ موسى بن عقبة في "المغازي"، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك وغيره، أنَّ عامر بن مالك الذي يدعي ملاعب الأسنة، قدم على رسول الله الا الله ، وهو مشرك فأهدى له فقال: «إني لا أقبل هدية من
مشرك».
وروى أبو داود والترمذي عن عياض بن حمار (۱) قال: أهديتُ للنَّبيِّ : ناقة فقال: «أسلمت؟» قلت لا ، قال: إني نهيت عن زيد المشركين». صححه
الترمذي وابن خزيمة.
و«الزبد»: بفتح الزَّاي وسكون الباء، الرفد والعطية.
فهذان الحديثان يفيدان عدم قبول هدية المشرك، فما العمل؟
والجواب: أنَّ أحاديث القبول أصح وأكثر من أحاديث عدم القبول، أو تُحمل أحاديث القبول على أنَّ المشركين أهل كتاب كاليهود والنصارى،
وأحاديث عدم القبول على أنَّ المشركين وثنيون ليسوا بأهل كتاب.
أو يكون النبي الهلال الهلال و امتنع عن قبول هدية هذين المشركين خاصة لمعنى يتعلق بهما أطلعه الله عليه بدليل قوله : إني لا أقبل هدية مشرك»، «إني نهيت عن زبد المشركين وهذا تعبير يفيد الخصوص، ولو أرادَ التَّعميم لقال: «إِنَّا لا نقبل» أو «إنا نهينا»، أو تكون أحاديث القبول محمولة على الجواز، وأحاديث
عدم القبول محمولة على كراهة ذلك، والتنزه عنه تعففا لا تحريما. الثالث: قبول هدية الظالم؛ لأنَّ ذلك الملك كان جبَّارًا ظالما ، ومع ذلك
(۱) باسم الحيوان المعروف، وبعضهم يقول: حماد وهو خطأ فاحش.
سمير الصالحين جـ ٢
قبل إبراهيم هديته.
۰۳
الرابع: أنَّ ذلك الملك كان يعرف الله ؛ لأنه لما قبض يده قال لسارة: ادعي ب الله أن يطلق يدي، ومع ذلك لم يكن مسلما لقول إبراهيم لسارة: «فإنَّه ليس على الأرض مسلم غيري وغيرك.
الخامس:
أنَّ الله سبحانه وتعالى يجيب دعاء عبده الصالح المخلص، ألا
ترى إلى سارة حين دعت الله أجاب دعاءها وأطلق يد الملك في الحال. السادس: أنَّ الله سبحانه وتعالى يكرم عباده الصالحين بكرامات يظهر بها فضلهم عنده وكرامتهم لديه، فإنّ ذلك الجبار لما قصد سوءا بسارة قبضت يده ويبست، وأُطلقت بدعائها فلما عاود القصد يبست أشد من الأولى، وفي الثالثة
أشدَّ من الثانية، حتى اعترف الجبار بفضل سارة، وانصرف عنها كرها عنه. : أنَّ الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده الصالحين ليرفع درجاتهم، ويزيد
السابع في قوة يقينهم، وفي الحديث: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل»، صححه الترمذي، وابن حبان، والحاكم.
وفي رواية من حديث فاطمة : «أشدُّ النَّاسِ بلاء الأنبياء، ثمَّ
الصالحون الأمثل فالأمثل»؛ رواه الطبراني، وله طرق وألفاظ.
قال الحافظ ابن حجر ويُقال: إنَّ الله سبحانه وتعالى كشف لإبراهيم حتى رأى حال الملك مع سارة معاينة، وأنه لم يصل منها إلى شيء ، ذكر ذلك في " التيجان" ولفظه: فأمر بإدخال إبراهيم وسارة عليه، ثمَّ نحى إبراهيم إلى
خارج القصر، وقام إلى سارة، فَجَعَلَ الله القصر لإبراهيم كالقارورة الصافية يراهما ويسمع كلامها . اهـ
٥٤
المستدرك
الثامن: أنَّ الانسان إذا نَابَه هم أو كرب ينبغي له أن يفزع إلى الصَّلاة؛ لأنَّ إبراهيم لام حين ابتلي بهذا الجبَّار قام إلى الصلاة، لأنها صلة بين العبد وربه، وفي "مسند أحمد " : كان رسول الله لا و إذا حزبه – أي نابه - أمر صلَّى، ورواه أبو داود أيضا.
وروى محمد بن نصر في كتاب الصَّلاة عن حذيفة، قال: رجعت إلى النبي الله ليلة الأحزاب ، وهو مشتمل في شملةٍ يُصلِّي، وكان إذا حزبه أمرٌ صَلَّى. وروى - أيضا - عن علي رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه: لقد رأيتنا
ليلة بدر وما فينا إلا نائم غير رسول الله لا يُصلي ويدعو حتى أصبح. وروى ابن جرير الطبري أنَّ ابن عباس نُعِي إليه أخوه قثم - وهو في سفره - فاسترجع ثم تنحى عن الطريق، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةُ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةُ إِلَّا عَلَى الخشعِينَ ﴾ [البقرة: ٤٥]. قال المناوي : ومنه أخَذَ بعضهم ندب صلاة المصيبة، وهي .
عقبها. اهـ
ركعتان
هذا أهم ما يشتمل عليه الحديث من الأحكام والفوائد ذكرناه، وتركنا غيره اختصارًا.
«فائدة»: صح في الحديث عن أمّ شَريك أنَّ رسول الله لا أمر بقتل
الوزغ، وقال: «كان ينفخُ على إبراهيم . رواه البخاري ومسلم. وفي "سنن النسائي"، و"صحيح ابن حبان : عن سائبة مولاة الفاكه ابن المغيرة، أنها دخلت على عائشة له فرأت في بيتها رُما موضوعًا فقالت: يا أم
سمير الصالحين جـ ٢
٥٥
المؤمنين ما تصنعين بهذا ؟
قالت: أقتل به الأوزاغ؛ فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم م لما
أُلقي في النَّار: لم تكن دابة في الأرض إلا أطفأتُ النَّار عنه غير الوزغ فـ ينفخُ عليه»، فأمر رسول الله و بقتله.
فأنه كان
وفي "صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «من قتل وزعا في أول ضربةٍ كُتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك»، وله طرق وألفاظ.
هذا وقد بقيت أبحاث كثيرة تتعلق بإبراهيم ، لعلنا نستوفيها أو :
أكثرها في سلسلة قصص الأنبياء، إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
07
المستدرك
قصة موسى عليه السلام
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا له : «إن موسى كان رجلًا حييا سيرًا
لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل. فقال: ما يستيّر هذا التستر إلا من عيب بجلده، إما برص وإمَّا أُدْرةٌ وإِمَّا آفة، وإنَّ الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخَلا يومًا وحده فوضع ثيابه على
الحجر، ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنَّ الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عُريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون فقام الحجر فأخذ بثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربًا بعصاه.
والله إنَّ بالحجر لنَدَبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسا، فذلك قوله تعالى: ينايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَادَوْا مُوسَى فَبَرَّاهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وجيها [الأحزاب: ٦٩] . رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لهما أيضًا: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى
أن
سوأة بعض، وكان موسى لم يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أ يغتسل معنا إلَّا أنَّه آدر، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر
بثوبه فجمح موسى بأثره يقول : ثوب حجر ثوبي حجر حتى نَظَرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى ، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، فقام الحجر بعد حتى نظر إليه فأخذ موسى ثوبه، فطفق بالحجر ضربًا». قال أبو هريرة والله إنَّ بالحجر نَدَبًا ستةً أو سبعة ضرب موسى علام
بالحجر.
سمير الصالحين جـ ٢
عليه.
OV
ورواه أحمد والبزار عن أنس، ورواه ابن جرير عن ابن عباس موقوفا
الشرح:
«الأذرة»:
بضم الهمزة وسكون الدَّال وبفتح الهمزة والدَّال - أيضًا -،
انتفاخ في الخصيتين أو إحداهما، وتعرف في مصر بالقليطة، والرجل آدر بالمد وفتح الدال، أي: مصاب بها.
و«البرص»: داء معروف نسأل الله السَّلامة منه ومن كل داء. «عدا»: أسرع.
وفرار الحجر وجريه يحتمل أن يكون بحياة وإدراك خلقهما الله فيه، على مذهب أهل السُّنَّة الذين لا يشترطون البنية - أي البلة والرطوبة المزاجية - خلافًا للمعتزلة الذين يشترطون ذلك، ويحتمل أن يكون جريه بفعل ملك من الملائكة.
ثوبي حجر»: أي أعطني ثوبي يا حجر، فحجر بضم آخره منادی. «ملا»: جماعة.
«وطفق»: بكسر الفاء وفتحها - أيضًا - بالحجر ضربًا بعصاه، أي: أخذ بالحجر يضربه ضربًا بعصاه.
«لندبا»: الندب بفتح النون والدال الأثر ، وأصله أثر الجراح إذا لم ترتفع
عن الجلد.
عراة»: جمع عادٍ من العرى، وقول النَّاس عرايا خطأ؛ لأنَّ عرايا جمع
عرية وهي النخلة يعريها صاحبها غيره ليأكل ثمرتها. فجمح موسى»: أسرع في مشيه.
۵۸
ام
المستدرك
المعنى: كان موسى كريم النفس شديد الحياء، إذا أراد أن يغتسل طلب مكانا خاليًا لا يراه فيه أحد ولا يطلع على سوأته، فزعمت بنو إسرائيل أن تستره عند اغتساله وابتعاده عن النَّاس إنما هو لعلة فيه، فأظهر الله براءته
بذلك الخارق العجيب، حيث جعل الحجر يجري بالثوب.
وجري الحجر في هذه القصة آيةٌ عظيمة لكنه ليس بمعجزة؛ لأنه لم يقع
باختيار موسى ولا وقع التحدي ،به وإلى هذه القصة أشار الله بقوله تعالى: بنائها الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَكُونُوا مع نبيكم كَالَّذِينَ اذَوَا مُوسَى حيث قالوا: ما يمنعه أن يغتسل معنا إلَّا أنَّه آدر فَبَرَّاهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا بآية من عنده، وهي فرار الحجر بثوبه، حتى رآه بنو إسرائيل عريانا أحسن ما خلق الله، وأكمله صورة
وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيها ) أي : ذا جاه عظيم.
قال الحسن البصري: كان مستجاب الدعوة عند الله.
وقال بعض السلف: لم يسأل الله شيئًا إلا أعطا.
وقال بعضهم: من وجاهته العظيمة عند الله أنَّه شفع في أخيه هارون أن يرسله الله معه، فأجاب الله دعاءه فقال: وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَنِنَا أَخَاهُ هَرُونَ بِبَيَا
[مريم: ٥٣].
ومما أوذي به نبينا الله لو أنه قسم قسما في بعض الغنائم، فقال رجل: إنَّ هذه القسمة ما أريد بها وجه الله قال ابن مسعود: فأتيت النبي فأخبرته، فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه، ثمَّ قال: «يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر». رواه البخاري ومسلم.
فإن قيل: قد روى أحمد بن منيع في "مسنده" بإسناد حسن، والطحاوي،
سمير الصالحين جـ ٢
۰۹
وابن مردويه وغيرهم عن علي ا م في الآية: أنها نزلت في طعن بني إسرائيل على موسى بسبب هارون؛ لأنه توجه معه إلى زيارة فيات هارون فدفنه موسى، فطعن فيه بعض بني إسرائيل، وقالوا: أنت قتلته، فبرأه الله تعالى، بأن رفع لهم جسد هارون وهو ميت تحمله الملائكة، فخاطبهم بأنه مات، وهذا يخالف ما تقدم. فالجواب: أنَّه لا تعارض ولا مخالفة لجواز أن تكون الآية نزلت في كلتا القصتين، وبيان أنَّ في كل منهما إيذاء لموسى ، وما أكثر إيذاء بني إسرائيل
لأنبيائهم، كما نبه عليه القرآن الكريم.
يستفاد منه أمور:
ما يستفاد من الحديث
الأول: جواز التعرّي في الخلوة، ونقل ابن الجوزي عن الحسن بن أبي بكر النيسابوري أنَّ موسى نزل إلى الماء مؤتزرًا، فلما خرج تتبع الحجر والمئزر مبتل بالماء، علموا عند رؤيته أنَّه غير آدر؛ لأنَّ الأدرة تبين تحت الثوب المبلول
بالماء. اهـ
قال الحافظ : لكنَّ المنقول يخالفه؛ لأنَّ في رواية علي بن زيد، عن أنس عند أحمد في هذا الحديث: أنَّ موسى كان إذا أراد أن يدخل الماء لم يُلق ثوبه حتى يواري عورته في الماء». اهـ لكن التعرّي في الخلوة، وإن كان جائزا فهو مكروه لا يليق فعله؛ لحديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حيدة، قال: قلت يا نبي الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال: احفظ عورتك إلَّا من زوجتك أو ما ملكت
المستدرك
يمينك»، قلت يا رسول الله : أحدنا إذا كان خاليا؟ ، قال : «الله أحق أن يُستحيا منه من الناس».
رواه أصحاب السنن، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم، ورجح بعض الشافعية تحريم التعري في الخلوة.
قال الحافظ : والمشهور عند متقدميهم كغيرهم الكراهة فقط . اهـ الثاني: جواز نزول الرجل في الماء عريانا، قال القاضي عياض: وكرهه ابن
أبي ليلى وقال : إنَّ للماء ساكنا، واحتج بحديث ضعفه المحدثون. اهـ قال العلامة الأبي في "مراسيل أبي داود": «ولا تغتسلوا في الصحراء إلَّا أَنْ لا تجدوا مُتَوَارى فليخطّ أحدكم خطا كالدائرة، ثمَّ يسمي الله ويغتسل».
وفي حديث: «لا يغتسل أحدكم إلا وقربه إنسان لا ينظر إليه». وفي حديث آخر - وهو الذي عناه ابن أبي ليلى -: «لا يدخل أحدكم الماء إلا بمئزر، فإنَّ للماء عامرا». اهـ
الثالث: جواز المشي عريانًا للضرورة، قال ابن الجوزي: لما كان موسى في خلوة وخرج من الماء فلم يجد ثوبه تبع الحجر، بناءً على أن لا يـ يصادف أحدًا وهو عريان، فاتفق أنَّه كان هناك قومٌ فاجتاز بهم، كما أن جوانب الأنهار وإن خلت غالبًا لا يؤمن وجود قوم قريب منها . اهـ الرابع: جواز النظر إلى العورة عند الضرورة الداعية لذلك، كمداواة أو براءة من عيب مثلا .
الخامس: أنَّ ستر العورة لم يكن واجبًا في شرع بني إسرائيل؛ لأنَّ موسى ام
لم ينكر عليهم اغتسالهم، وهم عراة، وإنما كان يستتر هو حياء، قاله عياض.
الصالحين جـ ٢ سمير
٦١
وقال النووي: إن كان التعري جائزا في شرعهم، فترك موسى تنزه وكرم أخلاق، وإن لم يكن من شرعهم فتعريهم تساهل كما يتساهل فيه عندنا
كثير. اهـ
قال الأبي: ويدلُّ على أنه شرعهم قولهم: «ما يمنعه أن يغتسل معنا». السادس: أنَّ الأنبياء في خَلْقِهم وخُلُقِهم على غاية الكمال، وأنَّ من نسب نبيا إلى نقص في خلقته، فقد آذاه ويُخشى على فاعله الكفر، قاله الحافظ ابن
حجر
وقال الإمام المازري: الأنبياء لا منزّهونَ عن النقص في الخلق والخلق، سالمون من المعايب ولا يُلتفت إلى ما نَسب بعض المؤرخين إلى بعضهم من العاهات، فإنَّ الله سبحانه وتعالى رفعهم عن كل ما هو عيب يغضُ العيون
ويُنفّر القلوب. اهـ
قال الأبي: وليست المعايب المذكورة من الأمراض الحسية التي هم فيها، والنَّاس سواء؛ لأنَّ المعايب تغض العيون، وتنفّر القلوب كما ذكر، بخلاف الأمراض، وكان الشيخ - يعني شيخه العلامة ابن عرفة – يقول: هو كذلك، ولكن أين دليل أنَّ هذا ليس منها، وذكر ما كان بلسان موسى من العقدة، وأجيب بأن العقدة ليست كالأدرة؛ لأنَّ الأدرة من المعايب بخلاف العقدة، ثمَّ إنَّ العقدة أذهبها الله عنه حين أرسله إجابة لدعاء موسى حيث قال : وَاحْلُلْ عُقدة من لساني يفقهوا قولي [طه: ۲۷ - ۲۸] . السابع: أنَّ الأنبياء والصالحين يصبرون على ما ابتلوا به من أذى الجمال والسفهاء، حتى ينصرهم الله على أعدائهم، ويجعل العاقبة لهم كما قال الله
٦٢
المستدرك
تعالى: وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: ۱۲۸].
وتقدم قوله : «لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر».
الثامن: قال القرطبي: يؤخذ منه أنَّ من فعل مثل هذا – يعني هرب الحجر بالثوب - فهرب بشيء، ثمَّ ردَّه أَنَّه يؤدب إذا ردَّه.
قال الأبي: «هو وإن كان ضرب أدب فشرطه مخالفته الحكم، وهو كذلك هنا؛ لأنَّ فراره بالثوب من العَدَاء».
وهذا بناءا على أنَّ موسى إنما ضرب الحجر لعلمه بخلق الحياة فيه. وقيل: إنما ضربه لغلبة الحدة وطباع البشريّة عليه، مع علمه بأن الحجر ما سار بثوبه إلا بأمر الله تعالى.
وقيل: ضرب الحجر ليبين للحاضرين من قومه معجزة من معجزاته بتأثير الضرب بالعصا في الحجر، كأنه يشير لهم بذلك إلى أنَّ من أكرمه الله بمثل
هذا لا يجوز ولا يصح أن يُلمز بشيء مما نطقتم به من المعايب، والله أعلم.
۲- کتاب: «سمير الصالحين»
الجزء الثالث
سمير الصالحين جـ ٣ -
٦٥
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي جعل في سِيّر الأولين عظة للآخرين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل المرسلين المنزل عليه في الكتاب المبين: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغفلين [يوسف: ٣]، ورضي الله عن آله وأصحابه، وكل من انتظم في ﴾ سلك أتباعه، وانضوي تحت لواء أحزابه.
أما بعد ...
فلا يخفى ما في قصص الغابرين من العبر للحاضرين، ولا يجهل ما لها من أثر في تجلية الماضي البعيد، وتقريبه كأنه حاضر عتيد، تهذب النفس، وتسلي الروح، وتعين على فهم تعليل الحوادث المختلفة، فتحذر مواطن الهلكة، وتحفّز إلى استرداد حق ضائع أو استعادة مجد عدت عليه عوادي الزَّمن، وتبين سنة الله في خلقه، وتكشف عن حكمته في معاملة عباده .... إلى غير ذلك مما تشتمل عليه القصة من حكم بالغات وفوائد ساميات، يُدركها أولو الألباب، ويصدف عنها من أوصدت دونه الأبواب.
وهذه جملة من القصص الدينية صدرت عمَّن لا ينطق عن الهوى، فيها لذة ومتعة، فيها ترغيب وترهيب، وفيها تبشير وتحذير، توفَّيْتُ في جمعها وضوح القصد وسهولة العبارة وبيان موطن العبرة، لا تعلو عن مداركِ العامة، ولا تقصر عن إفادة الخاصة، فهي روضُ أرْيَض، يجد فيه كل مجتن طلبته. وأرجو أن تجد من إقبال القراء ما يشجعني على إصدار حلقات من
المستدرك
سلسلة هذه القصص متواليات، حتى تحصل الفائدة المرجوة.
ومن الله نستمد الإعانة ونطلب التوفيق.
عبد الله محمد الصديق
سمير الصالحين جـ٣ .
٦٧
أصحاب الغار الثلاثة
عن عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما ثلاثة نفر من قبلكم يمشون إذ أصابهم، فأووا إلى غار، فانحطت على فم غارِهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنَّه والله يا هؤلاء لا يُنجيكم إِلَّا الصدق، انظروا أعمالا عملتموها صالحةً الله، فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم.
فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي، ولي صبيةٌ صغار، أرعى عليهم، فإذا أرخت عليهم حلبتُ، فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل
بني، وإنَّه نأى بي ذات يوم الشَّجر فلم آت حتى أمسيت، فوجدتها قد ناما فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومها، وأكره أن أسقي الصبية ،قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك
فأفرج لنا فرجةً نرى منها السَّماء، ففرج الله منها فرجةً فرأوا منها السماء. وقال الآخر: اللهم إنّه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال
الت
النساء، وطلبت إليها نفسها فامتنعت مني، حتى بها سنة، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلّي بيني وبينها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها قالت: اتق الله ولا تفضّ الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، في فانصرفت عنها وهي أحبُّ النَّاس إليَّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها».
المستدرك
قال النبي : وقال الثالث: الهم استأجرتُ أُجراء وأعطيتُهم أَجرَهم، غير رجل واحدٍ ترك الذي وهب له ،وذهب فثمرتُ أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال لي: يا عبد الله أد إلي أجري؟ فقلت: كلُّ ما
ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال يا عبد الله: لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاسْتَاقه فلم يترك منه شيئًا، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة
فخرجوا يمشون.
الشرح:
رواه البخاري ومسلم
قيل: إن أصحاب الغار هم أصحاب الرّقيم المشار إليهم بقول الله تعالى :
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ ءَايَتِنَا عَجَبًا ﴾ [الكهف: 9]. بدليل ما رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن، عن النعمان بن بشير، لا
أنه
سمع النبي و و و و و و يذكر «الرقيم » ، قال : «انطلق ثلاثة نفر .... وذكر القصة، فعلى هذا يكون القرآن ذكر أصحاب الكهف، والحديث بين أصحاب الرقيم، ولا مانع من ذلك، إلَّا أنَّ سياق الآية يقتضي أن قصة أصحاب الكهف والرقيم واحدةٌ ، قوله: «بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون ...... ورد في حديث آخر أنَّهم خرجوا يرتادون لأهليهم، أي: يطلبون الكلاً
والمرعى.
قوله: «فانحطَّت على فم غارهم صخرة»، أي: نزلت من الجبل على فم
الغار، وهذا يوافق قوله تعالى: وَإِنَّ مِنها - يعني الحجارة - لَمَا يَهْبِطُ مِنْ -
سمير الصالحين جـ ٣ .
79
خَشْيَةِ اللهِ ﴾ [البقرة: ٧٤].
قوله: «كان لي والدان شيخان كبيران، زاد في رواية أخرى: «فقيران ليس
لهما خادم ولا راع ولا ولي غيري فكنت أرعى لهما بالنهار وآوِي إليهما بالليل». قوله: «فإذا أَرَحْتُ»، يعني: رددت الماشية من المرعى إلى مراحها - بضم الميم -
وهو محل مبيتها.
قوله: «نأى بي» ، أي: بعد بي ذاتَ يوم الشجر – يعني أنه استطرد مع طلب الماشية في طلب الشَّجر والمرعى - حتى تأخر عن موعد رجوعه. قوله: «فجئت بالحلاب»، الحلاب بكسر الحاء: الآنية التي يُحلب فيها
اللبن.
قوله: والصبية يتضاغون»، الصبية : بكسر الصاد وسكون الباء . يتضاغون: يصيحون بالبكاء
صبي،
قوله: «حتى طلع الفجر زاد في رواية أخرى: «فاستيقظا فشربا غَبوقهما» بفتح الغين، وهو اللبن الذي يشرب بالعشي.
قوله: «فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك»، ليس هذا شكا منه في علم الله، ولكنه شكٍّ في عمله، هل حظي بالقبول عند الله؟ وهكذا ينبغي
للإنسان ألا يجزم بأن عمله مقبول أو عمله خالص الله؛ لأنَّ علم ذلك إلى الله
سبحانه لا يعلمه غيره. قوله: «ألت) به سنة»، السنةُ: العام المجدب الذي لا مطر فيه ولا نبات، فذهبت إلى ابن عمها تطلب ،معروفه، وكان غنيًا فأبى حتى تمكنه، وترددت
إليه ثلاث مرات وهو يمتنع من مساعدتها، فأجابته في المرة الثالثة
بعد
أن
۷۰
المستدرك
استأذنت زوجها فأذن لها.
وقال: أطعمي أولادك، فلما قرب منها ومد يده عليها، قالت: أذكرك الله أن تركب مني . ما حرَّم الله عليك، فلما كشف ثيابها ارتعدت وبكت قال لها: مالك؟ قالت: أخاف الله رب العالمين قال: خفتيه في السدة ولم أخفه في الرخاء، فقام عنها وتركها.
قوله: «فتحرَّجتُ من الوقوع عليها يعني: ابتعدت عنها مخافة الحرج
والإثم.
قوله: «غير أجير واحد ترك الذي له وذهب»، ثبت في الحديث: أنه استأجره على فَرَقٍ من أرز، والفَرَق بفتح الفاء والراء: مكيال يسع ستة عشر
رطلًا. وسبب ترك أجره أنَّه استقله وقال : إنَّه عمل اثنين ، فزرعه المستأجر حتى نما وكثر، فلما جاء الأجير يطلب أجره ثانيًا أعطاه المال كله، قال: «ولو شئتُ لم أعطه إلَّا الأجر الأول»، هكذا ورد في رواية أخرى، وهذا دليل على أمانة المستأجر وكرم نفسه وتحليه بالقناعة وبعده عن الطمع.
العبرة من هذه القصة
هؤلاء الثلاثة خرجوا في قضاء مصلحة لأهليهم وذويهم، فأصيبوا عند التجائهم إلى الغار بآفةٍ سماوية لم يحسبوا حسابها ، وليس عندهم من المعدات والأدوات ما يحاولون به زحزحتها وإزالتها، فرأوا الموت، وشاهدوا الهلاك. غير أنَّ التوفيق أدركهم، وعلموا أنه لا يُنْجِيهم إلَّا الصدق، فتوجهوا إلى الله صادقين، ودعوه مخلصين، ولجئوا إلى كرمه الواسع، ورغبوا في عفوه العميم،
سمير الصالحين جـ ٣ -
۷۱
متوسلين إليه بأفضل عمل عملوه يريدون به وجهه مظهرين الخشوع والفاقة، فكان لكل من الإخلاص في العمل والصدق في التوجه وإظهار الخشوع في
السؤال أثره في إجابة طلبهم، وتفريج كربتهم وإنقاذهم مما أصابهم. وهذه سنة الله مع عبده المؤمن الصادق المخلص، يجيبه إذا دعا ويلبيه إذا سأل، ويأخذ بيده إذا عثر .
ثمَّ إنَّ الأعمال التي توسّلوا بها إلى الله، وإن كانت كلها صالحة فاضلة بعضها أفضل من بعض، في فالبار . بوالديه نفعه قاصر على نفسه؛ لأنه قام بما فرضه الله عليه بقوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَلِدَيْنِ إِحْسَنًا
[الإسراء: ٢٣].
وصاحب الأجير نفعه تعدَّى إلى غيره؛ لأنه نمَّى ما عنده من الأجر وسلَّمه
إلى صاحبه بأمانة ووفاء.
وصاحب المرأة أكثرهم نفعا، وأفضلهم عملا؛ لأنه ترك المرأة بعد القدرة
عليها وحبه لها خوفا من الله تعالى.
والله تعالى يقول: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: ٤٦]، وترك الذهب الذي أعطاه لها صدقةً الله، وأخبر أنها بنت عمه فيكون قد جمع بين الصدقة وصلة الرحم، وأخبر أنها كانت في سنة مجدبة، فتكون صدقته أكثر ثوابًا
وأعظم قيمة.
وهكذا تتفاوت الأعمال الصالحات كما تتفاوت الأعمال السيئات، وبتفاوتها يتفاوت الناس صلاحًا وفسادًا، وحسنا وقبحًا.
۷۲
المستدرك
أبرص وأقرع وأعمى
الله
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله لا لا ل له يقول: «إنَّ ثلاثة في بني إسرائيل و
أبرص وأقرع وأعمى، أراد الله أنْ يبتليهم فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، قد قذِرَنِي الناسُ، قال: فمسحه فذهب عنه فأُغطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا.
فقال: وأيُّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: الإبلُ فأُعطِي ناقةٌ عُشَرَاء، فقال: يبارك ا
لك فيها.
وأتى الأقرع فقال: أي شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال شَعرٌ حسن ويذهب هذا عني، قد قدرني الناس، قال فمسحه فذهب فأُعطِي شعرًا حسنًا، قال: فأي المالِ
أحب إليك ؟ قال : البقر فأعطاه بقرةً حاملًا، وقال يُبَارَك لك فيها. وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يَرُدُّ الله إلى بصري فأبصر به الناس، فمسحه فرد الله بصره. قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ
من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.
ثمَّ إنَّه - يعني الملك - أتى الأبرص في صورته وهيئته الأولى، فقال: رجلٌ مسكين تقطَّعت به الحبال في سفره فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك
بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرًا أتبلغ عليه في سفري. فقال له: إنَّ الحقوق كثيرة ، فقال له: كأني أعرفُك، ألم تكن أبرصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ، فقيرًا فأعطاك الله ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيَّرك الله إلى ما كنت.
سمير الصالحين جـ ٣ -
۷۳
قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا وردّ عليه مثل ما ردَّ
على هذا فقال : إن كنت كاذبًا فصيَّرك الله إلى ما كنتَ .
قال: وأتى الأعمى، فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الجبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلَّا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاةً أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنتُ أعمى فرد الله إلى بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت فوالله لا أَجْهَدُك اليوم شيئًا أخذته الله . فقال: أمسك مالك فإنها ابتليتم فقد رُضِي عنك وسخط على صاحبيك». رواه البخاري ومسلم
الشرح:
قوله: «أراد الله أن يبتليهم أي يمتحنهم ويختبرهم»، والله سبحانه وتعالى يعلم خفي أحوالهم وبواطن أسرارهم، ولكن أراد أن يُظهر ذلك للنَّاس
ليعتبروا.
قوله: «فبعث الله إليهم ملكًا» الملك بفتح اللام: واحد الملائكة، والملائكة أجسام نورانية معصومون مثل الأنبياء لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، وقد أعطاهم الله القدرة على التشكيل في صور مختلفة، ولهذا كان جبريل لم يأتي النبي لا لا لا لها في صورة رجل اسمه دحية الكلبي، وكان دحية
جميلا.
قوله: «فأتى الأبرص: البَرصُ داءً معروف يشوه جلد الإنسان والعياذ
بالله. ولهذا طلب أن يُعطى جلدًا حسنًا ولونا حسنًا. قوله: «فأُعطي ناقةٌ عُشَراء بضم العين وفتح الشين: هي !
الحامل.
V{
قوله: «قَذِرني بفتح القاف وكسر الذال : اشمأَنَّ النَّاس من حالي.
قوله: «شاة والدا» أي: وضعت ولدها وهو معها.
المستدرك
قوله: «فأنتج هذان أي تولّى صاحب الإبل والبقر إنتاج ما عندهما، حتى كثر إبلهما وبقرهما.
قوله: «وولد» بفتح الام المشددة، أي: تولّى صاحب الشاة توليد ما عنده، حتى كثرت غنمه.
قوله: «ثمّ إنَّه أتى الأبرص في صورته وهيئته» يعني: أنَّ الملك تشكّل في صورة رجل أبرصَ، وأتى للذي كان أبرص ليذكره بحالته التي كان عليها،
وكذلك مع الأقرع والأعمى، وهذا من تمام الامتحان. قوله: «قد انقطعت بي الحبال» بكسر الحاء: جمع حبل، والمراد بالحبال هنا: أسباب المعيشة التي يتكسب بها.
وقول الملك: رجل مسكين تقطعت بي الحبال ... إلخ» أراد أنك كنت
هكذا، فهو من المعاريض ، والمراد ضرب المثل لينتبه المخاطب.
وقوله: «لا أَجهَدك» بفتح الهمزة والهاء، يعني: لا أشق عليك في ردّ شيء تطلبه مني أو تأخذه.
قوله: «رضي بضم أوله وكسر ،ثانيه، وكذلك «سخط» وهما فعلان مبنيان للمجهول والفاعل معلوم وهو الله، والمعنى: رضي الله عنك وسخط على
صاحبيك.
سمير الصالحين جـ ٣ -
Vo
العبرة من هذه القصة
هؤلاء الثلاثة كانوا مرضى يتقذَر منهم الناسُ فشفاهم الله، وكانوا فقراء يمدون أيديهم بالسُّؤال من هذا ومن ذاك، فأغناهم الله وكفاهم مذلة السؤال. والواجب على من أنعم الله عليه نعمةٌ في بدنه أو ماله، أن يقوم بشكرها، ويذكر حق الله فيها، فيواسي المسكين وابن السبيل، ويحنو على الضعيف والمريض، ويرحم العاجز ،الفقير، فهل قام هؤلاء الثلاثة بواجب الشكر على ما
أعطاهم الله؟ لقد جاء الملك لكلِّ واحدٍ منهم في الصُّورة التي كان عليها أول أمره من المرض والفقر وبؤس الحال، ليتذكر كل واحد منهم ما كان فيه، ويحمد الله على ما صار إليه، ويمد يده بالمساعدة إلى هذا الشَّخص الذي يحمل من الداء والفاقة مثل ما كانوا يحملون فأما الأبرص والأقرع فقد بخلا بما أعطاهما الله، واعتذرا – كذبًا - بأن الحقوق في مالهما كثيرةً، ومصاريفهما باهظة، لا يبقى معها متسع للصدقة فلما ذكرهما الملك : ، بصريح العبارة بعد أن لم يفهما بإشارة الحال ما كان عليه من بؤس وشقاء شَمَخا بأنفهما تكبرا، وزعما أنهما ورثا المال أبا عن جد، وكابرا عن كابر، فضا إلى البخل الكبر والكذبَ وكفرانَ النّعمة، فلا جرم أن سَخط الله عليهما جزاء سوء فعلهما.
وأما الأعمى فاعترف بفضل الله عليه وقال للملك الذي وقف أمامه في صورة سائل أعمى: خذ من مالي ما شئت، فدل بذلك على طهارة نفسه، وصفاء قلبه، فجزاه الله بأن رضي عنه وبارك له في ماله، وهذه عادة الله في
٧٦
المستدرك
خلقه وسنته مع عباده، من كفر فعليه الهلاك والخسران، ومن شكر فله الرضا
والغفران وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَمَن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَإِن كَفَرْتُمْ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: ٧].
الملك والغلام والساحر
عن صهيب له أن رسول الله الا الله قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم، صلى الله عليه وسلم وكان له ساحر فلما كَبُر قال للملك: إنّي قد كبرت فابعث إلى غلامًا أعلمه السحر، فبعَثَ إليه غلامًا يعلمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه.
فكان إذا أتى السَّاحَرَ مرَّ بالرَّاهِبِ وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكي ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت السَّاحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني السَّاحِرُ ؛ فبينما هو كذلك إذا أتى على دابة عظيمة،
قد حبست الناس فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمرُ الرَّاهب أحبَّ إليك من أمر الساحر
فاقتل هذه الدابة حتى يمضي النَّاس، فرماها فقتلها ومضى النَّاس، فأتى الراهب فأخبره فقال له الرَّاهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغت من أمرك ما أرى، وإنَّك ستبتلى فإن ابتُليت فلا تدل عليَّ، وكان الغلام يُبرئ الأكمة والأبرص، ويداوي النَّاس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك ، فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ههنا لك، أجمع إن أنت شفيتني فقال:
كان قد عمى
إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله، فإن أنتَ آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن
سمير الصالحين جـ ٣ -
vv
بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجَلسَ إليه كما كان يجلس، فقال له الملك من رد
عليك بصرك؟
قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟
قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام، فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بني قد بَلغَ من سحرك ما تبرئ الأكمة والأبرص وتفعل وتفعل.
فقال : إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الراهب، فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه . ، حتى وقع شِقَّاه، ثم جي بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جئ بالغلام. فقيل له: ارجع عن دينك فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فأصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإِلَّا فطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به إلى الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل
فرجف بهم
أصحابك؟
قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قُرقُورٍ فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال:
اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت .
فقال له الملك: ما فعل أصحابك ؟
بهم
السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك
VA
المستدرك
قال: كفانيهم الله، فقال للملك إنَّك ليس بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال: وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيدٍ واحدٍ وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثمّ ضع السَّهم في كبد القوس، ثمَّ قُل باسم ربِّ الغلام، ثمَّ ارمني، فإنَّك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجَمَعَ الناس في صعيدٍ واحدٍ وصلبه على جذع، ثمَّ أَخَذَ سهما من كنانته، ثمّ وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: باسم الله ربِّ الغلام، ثمَّ رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع الشهم، فمات.
فقال الناس: آمنا برب الغلام آمنًا برب الغلام آمنًا : برب الغلام، آمنا برب الغلام؛ فأتى الملك فقيل له: أرأيتَ ما كنتَ تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن النَّاسُ، فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخُدَّت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع
عن دينه فاحموه فيها، أو قيل له: اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي فتقاعست أن تقع في النَّار، فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنَّك على الحقِّ». رواه مسلم، والترمذي، والنسائي وابن حبان .
الشرح :
هذه القصة مشار إليها بقوله تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوج وَالْيَوْمِ الموعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُورٍ قُبِلَ أَصْحَبُ الْأَخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوُقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا تُعُودُ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴾ [البروج: ١ – ٧]، فالقرآن أجمل القصة، والحديث بينها وفصلها.
وجاء في رواية الترمذي من الزّيادة: أنَّ الغلام الذي قتله الملك وُجِدَ في
زمان عمر ابن الخطاب له ، ويده على جرحه كهيئته حين مات».
سمير الصالحين جـ ٣ .
۷۹
ولا عَجَبَ في ذلك؛ لأنَّ الغلام قدَّم نفسه للقتل في سبيل نشر الدين، وكان قتله على تلك الصفة العجيبة سببًا في إيمان الناس، فهو قد مات شهيدا، والشُّهداء أحياء كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَنهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ [آل عمران: ١٦٩ - ١٧٠]. وصح عن جابر بن عبد الله أنَّ معاوية لما أجرى العين إلى جبل أحد كان طريقها على قبور الشهداء، فأخرجوهم وحملوهم كأنّهم رجالٌ نائمون، حتى أ المسحاة أصابت قدم حمزة فدميت، وكان ذلك بعد استشهادهم بست وأربعين
سنة.
وقصة الأخدود التي نتكلم عنها وقعت بعد عيسى ؛ لأن من أفرادها الراهب الذي علم الدين للغلام.
و«الراهب»: هو العابد من النّصارى، إذ هم الذين ابتدعوا الرهبانية كما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: وَرَهْبَانِيَةُ ابْتَدَعُوهَا ﴾ [الحديد: ٢٧]. والسحر»: علم معروف وهو من الكبائر، وكان للقدماء عناية كبيرة به، خصوصا أهل بابل ومصر، فقد برعوا فيه كما يدل على ذلك قصة هاروت
وماروت، وقصة سحرة فرعون المذكورتان في القرآن. وتدل قصة فرعون على أنَّ السَّحر كان منتشرا في مدائن مصر وقراها انتشارًا كبيرًا، فالمصريون سبقوا إلى السَّحر منذ آلاف السنين، ولا يزالُ ولَعَهم به إلى الآن، رغم تطور الزَّمان وتنور الأذهان وتشديد الشارع في تحريمه، إلى حد أن جعل صاحبه خارجًا عن الإيمان، فكم خُرّبت بيوت مصر، وهتكت أعراض وراجت سوقُ الدَّجالين ذوي الأغراض، واستغلت عقول وضاعت
A.
المستدرك
أموال، كل ذلك بسبب السحر.
ومن العجيب أن تجد الشَّخصَ الثري ينفق عن سخاء وطيب نفس طمعا في الحصول على أماني كاذبة يعده بها أحد الدجالين، بينما يبخل بقرش ينفقه في سبيل الله ! فمتى يثوب هؤلاء إلى رشدهم ويحفظون أموالهم وأعراضهم وعقولهم من أن تكون تهبة للكذابين المشعوذين.
أما علموا أنَّ السحر تخيلات وأوهام، أما سمعوا قول الله تعالى: وَلَا
يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: ٦٩].
أما سمعوا قول النبي والله : «لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر،
ولا قاطع رحم». رواه ابن حبان في "صحيحه".
وفي معناه أحاديث كثيرة.
و«المنشار»: هو المنشار المعروف.
و ذروة الجبل» بكسر الذال: أعلى محل فيه.
والقُرقُور» بضم القاف بينهما راء ساكنة: سفينة صغيرة.
و«الأخدود»: الشَّق في الأرض. وقوله: «فأحموه فيها : أي ألقوه في النَّار ليُحمى ويحترق، أو قيل له: اقتحم
أي ادخل فيها بنفسك، وهذا أشد في التعذيب.
العبرة من القصة
اشتملت القصة على عظات وعبر منها :
أنَّ الله أكرَمَ الغلام بعدة كرامات لصحة إيمانه وصدق يقينه، فيسر له قتل الدابة العظيمة - أسد أو غيره - التي قطعت طريق النَّاس، وجعله يبرى
سمير الصالحين جـ ٣ -
۸۱
الأكمة والأبرص ويداوي المرضى، وردَّ على جليس الملك بصره بدعائه، وزلزل الجبل بالذين ذهبوا به ليرموه من أعلاه فهلكوا، ورجع سالما ، واغرق الذين ذهبوا ليُغرقوه ورجعَ يمشي على الماء، وختم له بالشهادة على ذلك الوصف العجيب الذي جعل النَّاس ينطقون صادقين مخلصين، آمنا برب الغلام، وهكذا كل من اتقى الله أكرمه الله وحماه أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس : ٦٢].
ومنها: صبر الرَّاهب، وجليس الملك على تلك القتلة الفظيعة التي تدل على قسوة الملك ووحشيته، وتحمُّلِها آلام العذاب، حبا في دينهما ووثوقا بثواب ربهما وخالقهما، وهكذا المؤمن يكون صبورًا عند الشدائد والمصائب لا يجد الخوفُ والضعفُ إلى قلبه سبيلا .
ومنها: احتمال الناسِ دخول الأخاديد المملوءة نارًا بِجَلَدٍ وشجاعة، على أن ا ، يكفروا بالله، حتى أنَّ المرأةَ لما تقاعست وتوقفت عن دخول النار أنطق الله طفلها الرضيع ، فقال : يا أماه اصبري فإنَّك على الحق، ولا يهولنك ما ترين فإنَّه عذاب زائل، وثواب الله خير وأبقى.
وهذا شأن المؤمنين الذين تذوّقوا حلاوة الإيمان، يكرهون الكفر كما
يكرهون أن يُلقوا في النَّار، وإذا خيّروا اختاروا النَّار على الكفر.
ثبت في "صحيحي" البخاري ومسلم عن أنس قال: قال رسول الله : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبُّه إلا لله، ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من
أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه».
۸۲
المستدرك
صاحب الحديقة
عن أبي هريرة أنَّ النبي لا لا لا له ، قال : «بينما رجلٌ بفلاةٍ منَ الأرض، فسمع صوتا في سحابة: اسْقِ حديقة فلان، فتنحى ذلك السَّحابُ فأفرغ ماءَه في حَرَّة ، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كلَّه، فتتبع ذلك الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحوّل الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سمع في السَّحابة، فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السَّحابة الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلانٍ لاسمك فما تصنع فيها؟
قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه».
الشرح:
رواه مسلم في صحيحه
«الفلاة»: من الأرض صحراء لا ماء فيها.
و«الحرة» بفتح الحاء: أرض ذات حجارة سود.
و«الشرجة» بفتح الشين وسكون الراء وجمعها شراج - بكسر الشين – مسيل الماء، أي: مكان اجتماع الماء، وسيله والمسحاة معروفة.
العبرة من هذه القصة
الصوت الذي سمعه الرجلُ من السَّحابة صوت الملك الموكل بالسحاب، وهذا دليل على عناية الله بعبده المؤمن إذا عامل الله بالصدق.
فصاحب الحديقة لما جعل من ماله جزءًا تصدّق به الله أكرمه الله، فسخَّر له
سمير الصالحين جـ ٣ -
۸۳
السحاب يسقي حديقته حين تحتاج إلى السَّقي، وبارك له في ماله، ما ادَّخر له من الثواب عنده، وهذه سنته تعالى مع كلّ متصدّق ومتصدقة كما قال تعالى: إِنَّ الْمُصَّدِقِينَ وَالْمُصَدِقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرُ كريم [الحديد: ۱۸].
وفي الحديث الصحيح: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله، كما أنَّ من بخل بالمال أن ينفقه في سبيل الله محق الله ماله وأهلكه ألا ترى إلى أصحاب الجنة لما أقسموا أن يصر موا ثمارها ولا يتصدقوا منها على مسكين، سلط الله عليها نارًا فأحرقتها ليلا فلم يجدوا فيها شيئًا).
وأخبر بذلك في كتابه العظيم فقال تعالى: إِذَا بَلَوْنَهُمْ ، امتحنَ أهل مكة بالجوع والقحطِ حتى أكلوا الجيف بسبب دعاء النبي لا كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَبَ النَّبِيِّ
6-
وكانت على
الجنَّة البستان، وهم قوم من أهل الصَّلاة كانت لأبيهم هذه الجنة - ولا يبعد أن يكون هو صاحب الحديقة الذي أخبر عنه الحديث فرسخين من صنعاء باليمن، وكان يأخذ منها قوته ويتصدق بالباقي على الفقراء، فلما مات قال أولاده، إنَّ فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر،
ونحن أولو عيال، فحلفوا ليصر منها خفية من المساكين إذ أقسموا حلفوا، لبصر منها ليقطعن تمرها ، مُصْبِحِينَ في الصَّباح قبل انتشار الفقراء، وَلَا يستون لا يقولون: إن شاء الله، فَطَافَ عَلَيْهَا طَابِفٌ مِن رَّبِّكَ نزل عليها بلاء، نار
أو غيرها، وَهُوَ نَايَمُونَ لا يشعرون بما حل في جنتهم من البلاء، فَأَصْبَحَتْ
Λε
المستدرك
صارت الجنة ، كالصريم كالمصرومة : كأنها صرمت لهلاك ثمرها وذهابه، فنادوا مُصْبِحِينَ نادى بعضهم بعضًا عند الصباح أن أغدُوا * باكروا، وعلى حرير ان كنتم صَرِمِينَ فَأَنطَلَقُوا : ذهبوا ، وَهُمْ يَتَخَفَنُونَ * يتكلمون فيما بينهم سرا، يسمع المساكين يقول بعضهم لبعض : أَن لَّايَدْخُلَنَهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُو مِسْكِينُ أي: لا تمكنوه من الدخول إلى الجنة، وَعَدَوا عَلَى حَرير على جَد في المنع ، قدرين على المنع في ظنّهم وهم لا يعلمون أنَّ الله أهلك جنتهم ومنعهم ثمارها جزاء ما
لثلا
انتووه
فَلَمَّا رَأَوْهَا ) محترقة هلك ما فيها من شجر وثمر، قَالُوا أول ما رأوءها، إنَّا لَصَالُونَ ضللنا ،الطريق، فليست هذه جنتنا؛ لأنَّ جنتنا تركناها أمس مثمرة، وهذه قحلاءَ مقفرةً، ثمَّ تأملوا وعرفوا أنها هي فقالوا: بَلْ نَحْنُ محرومون حرمنا خيرها بجنايتنا على أنفسنا بالبخل، قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَعْدَهُمْ وخيرهم أَلَ أَقُل لَكُمْ لَوْلَا تُسَحُونَ ) تذكرون الله وتتوبون إليه من خبث نيتكم، وكان قد قال لهم حين عزموا على ذلك: اذكروا الله وانتقامه، وارجعوا عن هذه العزيمة السيئة.
فعضوه فعيّرهم قَالُوا سُبْحَنَ رَبَّنَا إِنَّا كُنَّا ظَلِمِينَ ، فاعترفوا بعد فوات الأوان فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَومُونَ يلوم بعضهم بعضا بما فعلوا من الهرب من المساكين، ويُرجع كل واحد منهم اللوم على أخيه، ثم اعترفوا جميعا بأنهم جاوزوا الحد وقالوايويلنا إنا كنا طفين الظالمين بمنع المساكين عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِ لَنَا خَير منها ،
سمير الصالحين جـ ٣ .
ومن هذه الجنة إِنَّا إِلَى رَبَّنَا رَاغِبُونَ طالبون منه الخير راجون لعفوه، كذلك العذاب ) مثل ذلك لمن سلك سبيلهم، يعجل له في الدنيا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَر لَوْ كَانُوا
-
يعْلَمُونَ ﴾ [القلم: ۱۷ - ۳۳]، حيث يكوى البخيل بماله في جبهته وجنبه وظهره،
كما قال تعالى: يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وظهورُهُمْ هَذَا مَا كَنَرْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْثِرُونَ ﴾ [التوبة : ٣٥].
جريج الراهب
عن أبي هريرة ولله قال : قال رسول الله هلال: «كان جريج رجلا عابدًا فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه فجعلت كفَّها فوق حاجبها، ثمَّ رَفَعتَ رأسها إليه تدعوه، فقالت: ياجُريجُ أنا أمك كلمني، فصادفته يصلي فقال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت، ثم عادت في الثانية، فقالت: ياجريج أنا أمك فكلمني قال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فقالت: اللهم إنَّ هذا جريج وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني، اللهم فلا تمته حتى تريه وجوه المومسات، قال: ولو دعت عليه أن يُفتن لفتن.
قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره قال: فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الرَّاعي، فحملت فولدت غلاماً فقيل لها: ما هذا ؟ قالت: من صاحب هذا الدير.
قال: فجاءوا بفُؤُوسِهم ومَسَاحِيهم فنادوه فصادفُوه يصلي فلم يكلمهم، قال: فأخذوا يهدمون ديره فلما رأى ذلك نزل إليهم فقالوا له: سل هذه، قال: فتبسم ثمَّ مسح رأس الصَّبي فقال : من أبوك؟ قال: أبي راعي الضأن، فلما
المستدرك
سمعوا ذلك منه قالوا: نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة، قال: لا ولكن أعيدوه ترابًا كما كان ثمَّ علاه.
الشرح:
رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
ورد في الحديث أنَّ جريجا من بني إسرائيل، وأنه كان تاجرا وكان ينقص مرةً ويزيد أخرى، فقال: ما في هذه التجارة خير لألتمسن تجارةً هي خير من هذه، فبنى صومعة وترهب فيها.
وكانت أمه تأتيه فيكلّمُها حتى جاءته مرةً وهو يصلي فلم يكلمها احتراما للصلاة، - وجاء في حديث ضعيف: «لو كان جريج عالما لعلم أنَّ إجابة أمه أولى من عبادة ربه ومذهب المالكيَّة أنَّ إجابة أحد الوالدين في صلاة النافلة أفضل من التمادي فيها، وعندهم قول بأن الإجابة تختص بالأم، وهو قول مكحول من التابعين. أمَّا الشَّافعيّة فالأصح عندهم أنَّ الصَّلاة إن كانت نفلا وعلم المصلي أنَّ الوالد يتأذى بترك الإجابة، وجب عليه أن يجيب، وإلا فلا، وإن كانت فرضًا وضاق الوقت لم تجب الإجابة، وإن كان في الوقت متسع ففي وجوب الإجابة
قولان، الأكثر أنها لا تجب.
و«المومسات»: جمع مومسة، وهي الزانية.
وورد في طريق آخر: «أَنَّ أُمَّ جريج لما غضبت قالت: أبيتَ أنْ تُطلع إلى وجهك، لا أماتك الله حتى تنظر في وجهك زواني المدينة، فذكر بنو إسرائيل
عبادة جريج.
سمير الصالحين جـ ٣ -
۸۷
فقالت بغي منهم: إن شئتم ! لأفتننه، قالوا: قد شئنا فأتته فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأمكنت نفسها من راعٍ كان يأوي غنمه إلى أصل صومعة جريج، فلما ولدت من الزنا أخذوها، وكان من زنى منهم قتل، فاتهمت جريجا، فأقبلوا على صومعته يهدمونها فلما رأى ذلك تدلّى إليهم بحبل، فسبوه وضربوه وأخذوه إلى الملك، ومروا في طريقهم ببيوت الزواني فلما نظر إليهنَّ تبسم، فقالوا: لم يضحك حين مر بالزواني ؟
فلما أتوا الملك قال له: ويحك يا جريج كنا نراك خير الناس فأحبلت هذه، اذهبوا به فاصلبوه، فطلب أن يمهلوه. فتوضأ وصلَّى ودعا، ثم أتى الطفل وفمه في ثدي أمه يرضع منها، فمسح رأسه وقال: من أبوك يا بابوس - يعني يا رضيع - فترك الطفل ثدي أُمه، وقال: أبي الراعي فأبرأ الله جريبًا، وأعظم الناس أمره وجعلوا يقبلونه، واقترحوا أن يبنوا ديره الذي كان يتعبد فيه من ذهب وفضة، فطلب أن يكون من طين كما كان. وسألوه بالله . ضحكت؟ فقال: ما ضحكت إلا من دعوة دعتها على
مم
أمي». هكذا جاءت القصة مفصلة في طرق أخرى عند أحمد والطبراني.
العبرة من هذه القصة
يؤخذ من هذه القصة عبر:
أحديها عِظَم حقٌّ الأم على ولدها، فجريج مع كونه صالحا عابدا استجاب الله دعاء أمه لما تغيّر قلبها عليه حيث لم يجبها، مع أنه كان في الصَّلاة، فما بالك بمن يشتم أمه أو أباه أو يضر بهما أو يرغمها على موافقة رأيه، أو يفعل
۸۸
المستدرك
غير ذلك من أنواع المضايقات لهما، فإنَّ هذا عقوق لا يفلح صاحبه في الدُّنيا ولا في الآخرة.
ثانيتها: أنَّ الشَّدائد والمهمات لا ينفع فيها إلا الالتجاء إلى الله وطلب معونته، فجريج اتهم بالزنا وضُرب وأهين وحكم عليه بالقتل، فالتجأ إلى الله بالصلاة والدعاء، وليس بينه وبين الموت إلا بضع دقائق، فأنقذه الله ونجاه، وأنطق له الطفل الرضيع أمن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَعِ لَهُ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا نَذَكَرُونَ ﴾ [النمل: ٦٢]
وكان رسول الله الا الله إذا حزبه - أصابه - أمرٌ فَزع إلى الصَّلاة. ثالثتها: إكرام الله لأوليائه الصالحين بعد ابتلائهم؛ ليختبر إيمانهم، ألا ترى إلى جريج ابتلي أولا بنكبة الاتهام، فلما صبر والتجأ إلى مولاه أكرمه غاية
الإكرام. رابعتها قوَّة الإيمان بالله وصحة التوكل عليه تفعلان العجائب
والمدهشات، ألا ترى أنَّ جريجا أقبل يخاطب الطفل الرضيع. وتكلم الرّضيع محال بحكم العادة، لكنَّ الله عليم قوة إيمانه وصدق توكله،
فأنطق له الطفل ولو استنطق الجماد لأنطقه له.
بل ذكر أبو الليث السمرقندي: أنَّ المرأة اتهمته أنه زنا بها عند شجرة، فذهب إلى الشجرة يسألها، وقال: يا شجرةً أسألك بالذي خلقك من زنى بهذه المرأة؟ فأجاب كل غصن منها: راعي الغنم.
وليس في ذلك ما يدعو إلى العجب؛ لأنَّ الله على كل شيء قدير، وإذا كان العلم توصل إلى هذه المخترعات المدهشة كالراديو والتلفزيون والقنابل
سمير الصالحين جـ٣ .
الطائرة وغيرها فما ظنك بخالق الكون ومبدعه.
19
خامستها: الكذب والزُّور عاقبتهما الفشل والخيبة، فالمرأة اتهمت جريجا كذبا وزورا وكادت تودي بحياته، لكن الله أظهر براءته وصدقه، فخرج من هذه التهمة الباطلة معززا مكرما، وتلك عاقبة كل بريء صادق.
الرضيع الذي كلم أمه
عن أبي هريرة الله عن النبي لا لا لا الله ، قال : «كانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر رجل راكب على دابَّةٍ فارهة وشارة حسنة. فقالت أمه : اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثمَّ أقبل على ثديه فجعل يرتضع»، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله لا لا لا وهو وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة، يجعلها في فمه فجعل يمصها، قال: ومرُّوا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت؟
سرقت؟
الله
وهي تقول: حسبي ! ونعم الوكيل، فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا
الحديث.
مثله،
فقالت: حَلْقي! مرَّ رجلٌ حسن الهيئة فقلتُ: اللهم اجعل ابني فقلت: اللهم لا تجعلني مثله ومروا بهذه الأمة . وهم يضربونها ويقولون:
زنیت؟ سرقت ؟
.
فقلتُ: اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت: اللهم اجعلني مثلها، قال: إنَّ ذاك الرجل كان جبَّارًا. فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإنَّ هذه يقولون لها: زنيت
المستدرك
ولم تزن، سرقت ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها».
الشرح:
«الدابةُ الفارهة»: هي النشيطة القوية. و «الشارة الحسنة»: الهيئة واللبسُ.
رواه البخاري ومسلم
تراجعا الحديث»: أي أقبلت المرأة تُكلّم ابنها، وكانت تعتقد أنه ليس
أهلا للنطق ومراجعة الحديث، فلما تكرّر منه الكلام أقبلت عليه تسأله. «حلقي»: بفتح الحاء والقاف بينهما لام ساكنة، كلمة معناها الدعاء بوجع الحلق، وليس ذلك مرادًا هنا ، بل المراد التعجب من حال الطفل ومعارضته لأمه فيما دعت به له.
العبرة من هذه القصة
نفوس أهل الدُّنيا تقف مع الخيال الظاهر، وتنخدع بخدعة الملابس الحسنة والزينة الجميلة، فتقدّر الأشخاص على أساس ذلك.
وأهل التحقيق ينظرون إلى حقائق الأشياء وبواطن الأمور، ولا يعتبرون المظاهر الخلابة فيقدرون الشَّخص بما عنده من خلق فاضل وعمل صالح، وإن كان ر الهيئة خَشِن النّياب مستندين إلى قوله : «رُبَّ أَشعَثَ أَغبَرَ
ذي طمرين، تنبو عنه أعين الناس، لو أقسم على الله لأبره». فتلك المرأة خدعها منظر الرَّجل الرَّاكب واستهواها حسن هيئته وبزته فسألت الله لابنها - وهو أعزُّ شيء عندها في الدُّنيا – أن يجعله مثله، ونفر قلبها الجارية لرثة حالها وهوانها على النَّاس فسألت الله ألا يجعل ابنها مثلها،
سمير الصالحين جـ ٣ -
۹۱
ولكنَّ الله أنطقَ ابنها في غير أوان النُّطق، فبيَّن لها أنَّ ذلك الرَّجل وإن كان جميل الظاهر فهو قبيح الباطن؛ لأنَّه جبّار يقسو على الضعفاء ويظلمهم، وهو إلى جانب هذا كافر كما جاء في رواية أخرى، وأي فائدة لصلاح الظاهر مع فساد الباطن؟!
أما تلك الجارية فهي مؤمنة طاهرة بريئة مما يدعون عليها، لا يُضيرها مع ذلك أن تكون ثيابها ربَّة وحالتها زريَّة، فيما يجدو للناظر؛ لأنها أصلحت ما بينها وبين الله، فماذا يهمها من النَّاس بعد ذلك؟ ولهذا طَلَبَ الطفل أن يكون مثلها في الإيمان والبراءة من المعصية، وليس مراده أن يكون مثلها في أن يـ بباطل كما اتهمت هي.
نبه النووي في شرح مسلم : ونظير هذه القصة في الانخداع بظواهر الأحوال قصة أصحاب قارون، الذين رأوه في زينته فتمنوا أن يكونوا مثله، ونهاهم أولوا العلم عن هذا التّمني، فلما خسف بقارون أدركوا خطأ تمنيهم
وندموا عليه، وقد بين الله تعالى بقوله: فَخَرَجَ قارون عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ من كلابي حسنة، ومراكب جميلة وخدم وأتباع قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَوة الدُّنْيا من المغترين بالظواهر ، يَنلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِ قَرُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظِّ عظيم الحظ البخت والنَّصيب وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } أي: العلماء وَيْلَكُمْ أيُّها المتمنون منزلة قارون ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَلِحَا وَلَا يُلَقَهَا أي: لا يلقن هذه الحكمة . ثواب الله خير وإلا وهي الصيرون عن الشهوت وعن زينة الحياة الدنيا، الراضوان بما قسم الله لهم
۹۲
المستدرك
سفْنَابِهِ، وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ) أي: أمرنا الأرض فابتلعته حيا؛ لأنَّه كان كافرا عنيدا، وكان يؤذي موسى عليه الصَّلاة والسلام، ومن جملة إيذائه اتهامه موسى بالزنا فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ جماعة يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ : يمنعونه من عذاب
الله وما كان قارون مِنَ الْمُنتَصِرِينَ من الممتنعين من عذاب الله، وأَصْبَحَ صار الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأمين يَقُولُونَ ، معلنين خطأهم ومظهرين :ندمهم وَيْكَانَ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَيَقْدِرُ
[القصص: ۷۹-۸۲] يقتر.
فسعة المال لا تدلُّ على رضا الله، ولكنه يقسم الأرزاق على حسب ما سبق في عمله نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ليَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيَّاً ﴾ [الزخرف: ٣٢]. وفي الحديث الصحيح: «لو كانت الدُّنيا تُساوي عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافر منها جرعة ماء وكلمة [وي] تنبه على الخطأ والتندم، وَلَوْلَا أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا ، بصرف ما تمنيناه لَخَسَفَ بِنا كما خسف بقارون وَيْكانه لا
يُفْلِحُ الكَفِرُونَ ﴾ [القصص: ۸۲] كقارون وأمثاله.
سمير الصالحين جـ٣ .
۹۳
ماشطة بنت فرعون
عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «لما أُسْرَي بي مرَّت بي رائحة طيبة فقلت: ما هذه الرائحةُ؟ قالوا: ماشطة بنتِ فرعون و أولادها، سقط مشطها من يدها فقالت : بسم الله، فقالت ابنة فرعون: أبي، قالت: ربي هو ربُّك وربُّ أبيك، قالت: أو لك ربِّ غيّر أبي؟ قالت: نعم. فدعاها فقال: ألك رب غيري؟ قالت نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها وأولادها، فألقوا واحدًا واحدا، حتى بلغ رضيعا فيهم، فقال: قعي يا أم ولا تَقاعسي فإنَّك على الحقِّ، قال: وتكلم أربعة وهم صغار:
هذا و شاهد يوسف و صاحب جریج و عیسی بن مریم.
الشرح:
رواه أحمد والبزار وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم
«المشط»: معروف.
و «فرعون» لقب الملوك مصر ، وليس خاصا بفرعون صاحب موسى. تقاعسي» بفتح التاء: تتوقفي، وفي هذه القصة دليل على ما كان يرتكبه الفراعنة من أنواع القسوة مع الخدم والضعفاء.
العبرة من هذه القصة
الإيمان إذا استولى على النفوس وخالطت بشاشته القلوب، استعذب صاحبه في سبيله العذاب، واستسهل الصعاب، واستقبل الشَّدائد بجلد طالبا ما عند الله من الثّواب تاليا قوله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ
وصبر،
حِساب [الزمر: ١٠] فهذه الماشطة التي قوى إيمانها بربها وعظمت ثقتها
٩٤
المستدرك
بمولاها، لم تؤثر فيها قسوة فرعون ولا تعذيبه لها ولأولادها بذلك العذاب الفظيع الذي قدمت فيه فلذات كبدها إلى النار واحدا بعد آخر، وهي تنظر إليهم وتعلم أنها بعد لحظاتٍ ستصير إلى مثل ما صاروا إليه، فكانت مثلا من أمثال البطولة، ونموذجا للثبات على عقيدة الحق رحمها الله وأثابها رضاه.
التاجر الذي استلف ألف دينار
عن أبي هريرة هيفه عن رسول الله لا لا لا أنَّه ذَكَرَ: «رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار. فقال: ائتني بالشُّهداء أُشهدهم، قال: كفى بالله شهيدًا، قال: فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فَخَرجَ في البحر فقضى حاجته ثمَّ التَّمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبةً فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثمَّ زجّج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر.
فقال: اللهم إنَّك تعلم أني كنتُ تسلَّفت فلانًا ألف دينار فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا ، فرضي بك، وسألني شهيدًا فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك، وإني جهدتُ أن أجد مركبًا أبعث إليه الذي له، فلم أقدر وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبًا يخرج إلى بلده. فخرجَ الرَّجلُ الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها حطبًا لأهله، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار.
سمير الصالحين جـ ٣ .
१०
فقال: والله ما زلت جاهدًا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدتُ قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إليَّ بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه قال : فإنَّ الله قد أدى عنك الذي بعثت الخشبة، وانصرف بالألف الدينار راشدا» (۱).
الشرح:
روى محمد بن الربيع الجيزي بإسناد ضعيف في "مسند الصحابة الذين نزلوا مصر " عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي الاول : « أَنَّ رجلاً جاء إلى النجاشي فقال له: أسلفني ألف دينار إلى أجل، فقال: من الكفيل بك؟ قال: الله، فأعطاه الألف، فضرب بها - أي: سافر بها - في تجارة، فلما بلغ الأجل أراد الخروج إليه
فحبسته الريح، فعمل تابوتًا ووضَعَ فيه الألف دينار ... إلخ». قال الحافظ ابن حجر استفدنا من هذه الرواية أنَّ الذي أقرض هو النجاشي فيجوز أن تكون نسبته إلى بني إسرائيل بطريق الاتباع لهم – يعني على
دينهم – لا أنَّه من نسلهم.
الشهيد والكفيل»: معروفان وبقية الألفاظ واضحة.
العبرة من هذه القصة
صدق التوكل على الله يبلغ الشَّخص مراده وينيله مطلوبه، ألا ترى إلى صاحب المال طلب أولا الشَّهيد والكفيل ليضمن ماله من الضياع، ثم رضى
بالله شهيدا وكفيلا، فرد الله ماله إليه كاملا غير منقوص.
(۱) رواه أحمد، والبخاري، والنسائي، ورواه ابن حبان في "صحيحه" – أيضا – من طريق آخر عن أبي هريرة.
47
المستدرك
وكذلك التاجر لما عجز أن يجد مركبًا توصله في الوقت المحدود أرسل المال المطلوب منه بطريق غير متعارف في دنيا المواصلات، لكنه ترك المال وديعة في يد الله، واعتمد في وصوله إلى صاحبه عليه فأدى الله عنه، وأوصل المال في الأجل المضروب ، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَلِغْ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: ٣].
التاجر الذي كان يتسامح في المعاملة
عن حذيفة ولله قال: أتى الله بعبد من عباده آتاه مالا فقال له: ماذا عملت في الدُّنيا؟ قال: - وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: ٤٢]- قال: يا رب آتيتني أ مالك فكنت أبايع النَّاس، وكان من خُلقي الجواز؛ فكنت أتيسر على الموسر وأُنظر المعسر، فقال الله تعالى: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي». فقال عقبة بن عامر الجهني، وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من في رسول الله (۱)
وفي رواية له، وللبخاري عن حذيفة قال: حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا أعملت من الخير شيئًا قال: لا، قالوا: تذكّر، قال: كنتُ أداين الناس فآمر فتياني أنْ يُنظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله عزّ وجلَّ: فتجوزوا عنه». وللقصة طرق وألفاظ (٢).
الشرح: «الجواز»: التجاوز والتساهل.
(۱) رواه مسلم.
(۲) عن أبي مسعود وأبي هريرة وهى في الصحيحين
سمير الصالحين جـ٣ .
۹۷
تلقت الملائكة روح رجل»: أي استقبلت روحه بعد موته. وفي رواية للبخاري: «أنَّ رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض
<-
روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم غير أني كنتُ أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم – أقاضيهم أي: آخذ منهم وأعطي - ، فأنظر الموسر ، وأتجاوز عن المعسر ، فأدخله الله الجنة». ولا منافاة بين هذه الروايات؛ لأنَّ مَلك الموت سأله عند قبض روحه، ثمَّ سألته الملائكةُ الذين يتلقون الروح بعد مفارقتها للبَدنِ، ثُمَّ سئل لما عُرض
على الله فتجاوز الله عنه وأدخله الجنة.
«فتياني»: غلماني وخدمي وبقية الألفاظ واضحة.
العبرة من القصة
إنَّ الله يحب الرفق والمسامحة ويعطي عليهما ما لا يعطي على العنف والمشاحة، فهذا التاجر لم يكن له من عمل خير إلَّا أنَّه كان في معاملته ينظر المعسر ،ويمهله، وقد يتجاوز عنه إذا رأى حالته لا تساعد على الأداء، وكان ييسر على الموسر ولا يضيق عليه، وكان يرجو بذلك أن يتجاوز الله عنه، كما جاء في إحدى روايات البخاري، فحقق الله رجاءه، بتجاوزه عنه وغفر له وأدخله الجنة، كل ذلك بسبب المسامحة في المعاملة.
وفي الحديث الصحيح: «إنَّ الله يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح
القضاء».
۹۸
المستدرك
الرجل الذي قتل مائة نفس
عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله ل لا لا لو قال: «كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قَتَلَ تِسْعةً وتسعين نفسًا، فسأَل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه، فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله فكمل به مائة.
ثمَّ سأل عن أعلم أهل الأرض، فدلّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبةٍ؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا؛ فإنَّ بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى
أرضك؛ فإنَّها أرضُ سوء. فانطلق حتّى إذا نصف الطَّريقَ، أتاهُ الموتُ فاختصمت فيه ملائكة الرحمة
وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مُقبلا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أَرَادَ فقبضته ملائكة الرحمة» (۱).
الشرح: «فدل»: بضم الدال مبني للمجهول، يعنى: دلَّه النَّاس على الرَّاهب، وهو
المتعبد من النصارى.
قال الحافظ ابن حجر وفيه إشعار بأنَّ ذلك كان بعد رفع عيسي : ا
(۱) رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه
ول
سمير الصالحين جـ ٣ -
لأنَّ الرَّهبانية إنها ابتدعها أتباعه كما نص عليه في القرآن. اهـ
۹۹
انطلق إلى أرض كذا وكذا في رواية البخاري: «انتِ قرية كذا وكذا». وجاء في رواية الطبراني عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: «أن اسم القرية الصالحة نُصرة، واسم القرية التي كان فيها كفرة».
ويؤخذ من هذا: أنَّ التَّائب ينبغي له أن يهجر الأماكن التي عصى الله فيها، ويهجر إخوان السوء الذين صادقوه في المعصية، ويقصد أناسًا صالحين ليقتدي بهم، ويكتسب من أخلاقهم.
«نصف الطريق»: بفتح الصاد، أي: أتى نصف الطريق.
فأتاهم ملك في صورة أدمي، فجعلوه بينهم : أي جعلوه حكما بينهم. فقال: قيسوا ما بين الأرضَين بفتح الضاد، جاء في رواية البخاري: أنَّ الله أوحى إلى القرية التي خرج منها أن تباعدي، وأوحى إلى القرية التي قصدها أن تقربي، فقاسوا فوجدوه أقرب إلى القرية التي قصدها بشبر».
العبرة من هذه القصة
رحمة الله واسعةٌ تَسَع العاصين وإن عظمت معاصيهم قُلْ يَعِبَادِي ، ومغفرته عامة تعم المذنبين، وإن كثرت ذنوبهم الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: ٥٣]. فهذا الرجل ارتكب أكبر الكبائر بعد الكفر وهو القتل، ولم يقتل نفسا واحدة أو اثنتين، ولكنه قتل تسع وتسعين وكمل مائة بالراهب الذي أفتاه بعدم قبول توبته استعظاما لجرمه.
۱۰
المستدرك
والواقع أنَّ جُرمَه عظيمٌ وذنبه كبيرٌ جسيم، إِلَّا أَنَّه تَابَ إلى الله مخلصًا، ورجع إليه صادقًا فقبل الله توبته وغفر حوبته، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ
وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا نَفْعَلُونَ [الشورى: ٢٥]، ومن قبل الله توبته أرضى عنه خصومه وعوّضهم كما ورد.
الرَّجلُ الذي اشترى دارا فوجد فيها ذهباً
عن أبي هريرة الله قال : قال النبي : اشترى رجل من رجل عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرَّةً فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك منّي؛ إنَّما اشتريتُ منك الأرض ولم ابتع منك الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدقا» (۱).
الشرح: هذه القصة وقعت في زمن داوود عليه الصَّلاة والسَّلام وإليه تحاكم الرجلان المتنازعان في الذهب، كذلك جاء في كتاب "المبتدأ" لوهب بن منبه. «العقار» بفتح العين المنزل والضيعة والنخل، وأثاث المنزل النفيس وغير ذلك، والمراد به هنا الدار كما جاء في رواية وهب في كتاب " المبتدأ".
«جَرَّة» بفتح الجيم والراء المشددة: آنية من الفخار معروفة.
«لم أبتع»: لم اشتر.
(۱) رواه البخاري ومسلم.
سمير الصالحين جـ ٣ .
۱۰۱
«ألكما ولد؟» بفتح الواو واللام ويجوز ضم الواو أو كسرها مع سكون
السلام على أنه جمع .
قال أحدهما لي غلام هو المشتري كذلك جاء في كتاب "المبتدأ"
لإسحاق بن بشر. «أنكحوا» بالهمز: أي زوجوا الغلام الجارية.
لأنَّ
وفي هذه القِصَّة دليل على ورع هذين الرجلين وتحريهما وبعدهما عن الطمع، وهذه منزلةٌ كبيرة يقل من يتخلق بها اليوم، بل يكاد ينعدم ؛ ! الغالب على الناس حب المال وحب الحصول عليه بأي طريق كان إلا من رحم الله، وقليل ما هم، وبالله التوفيق.
الرجل الذي أوصى أن يحرق
عن أبي سعيد الخدري له ، عن النبي الاول قال: «إنَّ رجلا كان قبلكم رَغَسَه الله مالا، فقال لبنيه لما حضر أيُّ أب كنتُ لكم، قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرا قطُّ، فإذا متُ فأحرقوني، ثم اسحقوني ثمَّ ذُروني في يومٍ
عاصف ففعلوا، فجمعه الله عزّ وجلَّ فقال: ما حملك فتلقاه رحمته» (۱).
الشرح: لهذه القصة ألفاظ وطرق في "الصحيحين" عن حذيفة، وأبي هريرة، وسنشير إليها بحول الله .
رَغَسة» بفتح الراء والغين: جعل له مالا كثيرًا، وفي رواية «رأسه» بالهمزة
(۱) رواه البخاري ومسلم.
۱۰۲
المستدرك
على الألف مشددة: أي جعله الله رأسًا بسبب المال. وفي رواية: «راشة» أي أعطاه رياسا يعنى : مالا.
حضر» بضم الحاء وكسر الضاد حضره الموت وفي رواية: «لما احتضر». فإني لم أعمل خيرا قط»: لم أعمل شيئًا من الطاعات أصلا، وكان نباشا -
أيضًا - ، لكنه كان موحدا. فقد جاء في حديث ابن مسعود عند أحمد بإسناد حسن: «أنَّ رجلًا لم يعمل من الخير شيئًا قط إلا التوحيد، فلما حضرته الوفاة قال لأهله .... وذكر
الحديث.
وكذلك جاء في حديث أبي هريره عند أحمد بإسناد صحيح، وجاء في
حديث حذيفة عند البخاري.
ورواية عن ابن مسعود عند أبي يعلى بإسناد صحيح أنه كان «نباشا». فأحرقوني» بالهمز: لأنه فعل رباعي ولا يصح فيه غير ذلك.
«ثم اسحقوني» بفتح الحاء: وفي رواية ثم اطحنوني» بفتح الحاء والمعنى
واحد.
ثمَّ ذُروني» بتشديد الرَّاء وضمها مع ضم الذال، وفي رواية: «أذروني»:
ومعناها ظاهر.
في
يوم . عاصف»: شديد الرّيح، وفي رواية: «في يوم راح» أي: شديد الريح، وفي رواية: «ثم ذروني مع الريح».
وفي رواية ابن مسعود عند أبي يعلى: إذا مت احرقوني ثم اطحنوني، فإذا
كان يوم ريح فارتقوا فوق قلة جبل فأذروني، فإنَّ الله إن قدر عليَّ لم يغفر لي».
سمير الصالحين جـ ٣ .
۱۰۳
وفي حديث أبي هريرة عند مسلم: «قال رجل لم يعمل حسنةً قط لأهله: إذا مات فحرقوه بتشديد الراء المكسورة ، ثمَّ أذروا نصفه في البر، ونصفه في
البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين. ولا تخالف بين هذه الروايات بل هي محمولة على أنهم فعلوا ذلك كله، فأحرقوه ثمَّ طحنوه ثمَّ ارتقوا الجبل في يوم عاصف، فرموا نصفه ثم رموا نصفه الآخر في البحر فجمعه الله.
وفي رواية أبي هريرة عند البخاري: «فأمر الله تعالى الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت، فإذا هو قائم».
وفي روايته عند مسلم : فقال للأرض: أدي ما أخذت، فإذا هو قائم». وفي روايته الأخرى عند مسلم - أيضًا -: «فأمر الله البَرَّ فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه».
وفي رواية ابن مسعود: «فاجتمع في أيدي الله».
وفي حديث سلمان الفارسي عند أبي عوانه في "صحيحه" فقال الله له: فكان كأسرع من طرفة عين».
وهذه الروايات متقاربة، والمراد منها تصوير عظمة الله تعالى وسعة قدرته
وأنه لا يعجزه شيءٌ كما قال الله تعالى: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَهُ أَن تَقُولَ لَهُ كُن فيكون ﴾ [النحل: ٤٠] ، وليس المراد: أنَّ الله جمعه وخاطبه، بل هذا إخبار عما سيحصل له يوم القيامة. كذا قال ابن عقيل.
ويشهد له حديث أبي بكر له في الشَّفاعة وفيه: «يقول الله بعد شفاعة الأنبياء والصديقين والشُّهداء: أنا أرحم الرّاحمين، أدخلوا جنتي من لا يشرك
المستدرك
بي شيئًا، فيدخلون الجنة، ثم يقول الله عزَّ وجلَّ: انظروا في النَّار، هل تلقون أحدًا عمل خيرا قط . قال: فيجدون في النار رجلًا، فيقولون: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير أني كنتُ أسامح النَّاس في البيع، فيقول الله عزَّ وجلَّ: اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدى، ثمَّ يخرجون من النار رجلًا فيقول له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير أني أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني بالنَّارِ ثم اطحنوني، ثم إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي في البحر فأذروني في الريح، فوالله لا يقدر علي رب العالمين أبدًا.
فقال الله عزّ وجلَّ له: لما فعلت ذاك؟ فقال: من مخافتك.
فيقول الله عزّ وجلَّ: انظر إلى ملك أعظم ملك، فإنَّ لك مثله وعشرة أمثاله، قال فيقول: لم تسخر بي وأنت الملك؟ فضحك النبي .
رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار ورجال أسانيدهم ثقات.
وزعم بعضُهم أنَّ الله خاطب روحه، وهذا باطل؛ لأنَّ التحريق والتفريق إنما وقعا على الجسد، وهو الذي يُجمع . عند البعث ويعاد، كما كان فقال: «ما
حملك»، زاد في رواية ابن مسعود عند أحمد: «ما حملك على ما صنعت؟». وفي حديث معاوية بن حيده عند أحمد بإسناد رجاله ثقات: «ما حملك على
النَّار؟».
وفي رواية له - أيضًا - قال: يابن آدم ما حملك على ما فعلت؟». ومعنى الروايات واحدٌ وليس الاستفهام على حقيقته؛ لأنَّ الله يعلم حال الشخص والباعث له على ذلك، وإنما أراد بالاستفهام إظهار فضل الخوف من
سمير الصالحين جـ ٣ -
110
الله تعالى وبيان سعة رحمته وعموم مغفرته.
قال: «مخافتك». وفي رواية: «خشيتك»: يعني حملني على ما فعلت خوف عقابك يا رب، وخشية انتقامك، فتلقاه رحمته بنصب رحم» على المفعولية، أي تلقاه برحمته. وفي رواية: «فغفر له».
وفي حديث بن مسعود عند أبي يعلى قال: «فاذهب فقد غفرت لك». وفي رواية أبي هريرة عند أحمد قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيرًا قطُّ إِلَّا
التوحيد».
وفي هذا دليل على سعة رحمة الله، وأنه يغفر للمسلم ما يشاء من الذنوب. أما الكافر فلا يغفر له أبدا لقوله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن
يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَسِرِينَ [آل عمران: ٨٥].
فالإسلام ركن أساسي في حصول المغفرة للشخص، وإحراق جثة الميت يظهر أنه كان جائزا في شرع من مضى، بدليل أنَّ الله غفر لهذا الرجل مع أنَّه أوصى بإحراق جسده ويجوز أن يكون فعل ذلك جهلا فتجاوز الله عن جهله. أما في شرعنا فلا يجوز إحراق شيء من الميت، ولو أوصى بذلك، بل تجب مواراته ودفنه، وفي الحديث: «لا يعذَّب بالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ». بقي ههنا استشكال وهو أن يقال: كيف غفر الله له، مع قوله: «لئن قدر الله عليَّ ليعذبني ... إلخ »؟.
وهذا يفيد أنه منكر للبعث ولقدرة الله على إحياء الموتى، والمنكر لها كافر، والكافر لا يغفر له، ومما زاد المسألة تعقيدًا، أنه قال لأولاده: «اسحقوني ثم ذروني في الريح لعلي أضل الله عزَّ وجلَّ»، مع أنَّ الله تعالى يقول: لَا يَضِلُّ رَبِّي
۱۰
المستدرك
وَلَا ينسى ﴾ [طه: ٥٢].
والجواب: أن قوله: «لئن قدر الله علي»، فيه تأويلات:
أحدهما: أنَّ معناه لئن قضى الله على العذاب يقال: قدر بالتخفيف
والتشديد بمعنى قضى.
الثاني: أن معناه: لئن ضيق الله عليَّ فهو كقوله تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ
مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ﴾ [الأنبياء: ۸۷]، أي: نضيق عليه. الثالث: أنَّ اللفظ على ظاهره ، ولكن الرَّجل لم يقصد معناه، بل قال في
حالة غلب عليه فيها الدهش والخوف وشدة الجزع، بحيث ذهب تيقظه فصار في معنى الغافل والنَّاسي، وكذلك قوله: «العلي أضل الله» صدر منه في هذا الحالة التي لا يؤاخذ فيها، وهذا نحو قول الآخر الذي غلب عليه الفرح حين
وجد راحلته بعد اليأس منها: اللهم أنت عبدي وأنا ربك»، فلم يكفر بهذا؛ لغلبة شدة الفرح عليه، بحيث لم يشعر بما يقول. وهذا ما ارتضيته من الأجوبة وتركتُ غيرها؛ لأنه لا يسلم من بعض
الخدش.
والعبرة من هذه القصة ظاهرة وهي بيان فضيلة الخشية من الله تعالى، وإكرام الله لمن خافه بالمغفرة ودخول الجنة وقد قال تعالى: ﴿ وَلَمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: ٤٦]. وفي الحديث القدسي: وعزّتي لا أجمع على عبدي خوفين، وأمنين، إذا
خافني في الدُّنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدُّنيا أخفته في الآخرة».
سمير الصالحين جـ ٣ -
۱۰۷
الكفل من بني اسرائيل
عن عبدالله بن عمر ه قال: سمعت النبي يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين، حتى عدَّ سبع مرات، ولكن سمعته أكثر. سمعت رسول الله الا الله ويقول: «كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع في ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارًا له على أن يطأها، فلما قعد منها
مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال : ما يبكيك أأكرهتك ؟ قالت: لا، ولكنه عمل ما عملته قط، وما حملني عليه إلا الحاجة. فقال:
تفعلين أنت هذا وما فعلته قط ؟! اذهبي فهي لك.
وقال: لا والله لا أعصي الله بعدها أبدا، فمات من ليلته فأصبح مكتوبًا على
بابه إنَّ الله قد غفر للكفل (۱).
الشرح:
"
ثبت في صحيح ابن حبان عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله أكثر من عشرين مرة يقول: ... وذكر الحديث.
وهذا دليل على استحباب إعادة الحديث وتكرار الموعظة، لتتعود النفوس
خشية الله، ويتمكّن السَّامعون من حفظ الحديث وتبليغه كما أمروا. «والكفل» بكسر الكاف: اسم رجل، وأصله في اللغة: الحظ والنصيب.
وذو الكفل»: نبي على نبينا وعليه الصَّلاة والسَّلام.
«والدينار» عملة ذهبية، يساوي نحو ثلاثة وستين قرشًا صاعا، وبقيَّة
ألفاظ القصَّة واضحة.
(۱) رواه الترمذي وحسنه والحاكم وصحيحه.
۱۰۸
المستدرك
والعبرة منها
أنَّ هذا الكفل لم يتورع عن ذنب ولا رجع عن معصية اشتهتها نفسه، حتى إذا أثقل كاهله بالذنوب والمعاصي، أدركته عناية الله فصدق في التوبة، وأخلص النية، وصحح العزيمة، فقبل الله توبته، وغفر له حوبته، وأعلن ذلك للملأ من بني إسرائيل كي يعرفوا عناية الله بالمذنبين التائبين، ويدركوا سعة رحمته للعصاة إذا أتوا نادمين مخلصين.
وفي الحديث الصحيح: «الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة».
يعني: بأرض صحراء لا طعام فيها ولا ماء.
البقرة والذئب اللذين تكلما
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله الا الي : بينما رجل يسوق بقرة له قد عمل عليها، التفتت إليه فقالت: إنّي لم أخلق لهذا، ولكني إنها خلقت للحرث»، فقال الناس: سبحان الله : تعجبًا وفزعا، أبقرة تكلم؟!!
فقال رسول الله الله : «فإنّي أؤمن به وأبو بكر وعمر وما هما».
ثم قال أبو هريرة قال رسول الله : «بينما راع في غنمه عدا عليه الذِّئب فأخذ منه شاةً، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السَّبع يوم ليس لها راع غيري؟»، فقال الناس: سبحان الله !! فقال رسول الله : «فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر وما هما» (۱).
(۱) رواه البخاري ومسلم.
سمير الصالحين جـ ٣ .
الشرح:
۱۰۹
«ثُمَّ» بفتح الثاء المثلثة وتشديد الميم: ظرف مكان معناه هناك، ومنه قوله
تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ ثُمَّ رَأَيْتَ نَعِيها ﴾ [الإنسان: ٢٠].
وبقية ألفاظ الحديث واضحةٌ إلا السبع وسيأتي الكلام عليه بحول الله .
ويؤخذ من هذا الحديث أمور:
أحدها: جواز كرامات الأولياء وخرق العوائد، قال النووي: وهو مذهب أهل الحق. اهـ
ثانيها: جواز التعجب من خَرق العادات، وتفاوت الناس في المعارف. ثالثهما: فضيلة ظاهرة لأبي بكر وعمر ينها، حيث أخبر النبي الالي
بإيمانهما بما جاء في هذا الحديث، وهما غير موجودين في المجلس. رابعها: أن كبار الصحابة وأجلاء هم لم يكونوا يلازمون النبي و في جميع الحالات، وأنه كانت تحصل في غيبتهم أحاديثَ يسمعها ويرويها من هم أقل فضلا، وقدرًا فلا تتعجب بعد هذا من حديث يرويه أبو هريرة، وأبو
منهم
سعيد ولا يرويه أبو بكر وعمر مصنفها . خامسا: أنَّ التعجب من الخبر لا ينافي صدقه، فإنَّ الصَّحابة ليس عندهم شك في صدق النبي الا الله ، وعصمته ، ومع ذلك تعجبوا لما أخبرهم بشيء
غريب عن مألوف العادات.
وقد روى ابن حبّان هذا الحديث في "صحيحه" وزاد في آخره، فقال
الناس: آمنا بها آمن به رسول الله .
فيؤخذ من هذه الزيادة أمر آخر وهو سادسها.
۱۱۰
المستدرك
سادسها: أنَّ الصَّحابة كانوا يُسارعون إلى الإيمان بما يصل ما لم يعلن عن النبي لالالالالالا
وهذا معروف من حالهم بالتواتر.
سابعها جواز قول سبحان الله ونحوه عند التَّعجب، وفيه رد على من كره ذلك من العلماء.
ثامنها: أن مما يتأكَّد على الإنسان رحمته بالحيوان الأعجم واستعماله برفق فيما خلق لأجله، فلا يصح أن تستعمل البقرة مثلا في حمل الأثقال وجر العربات، كما نشاهده في كثير من بلاد مصر وقراها؛ لأنَّ البقرة لم تخلق لذلك.
وقوله: «من لها يوم السبع) اختلف في ضبطه ومعناه.
أما الضبط فقال عياض: يجوز ضم الموحدة وإسكانها، إلَّا أنَّ الرواية
بالضم.
وقال الحربي: هو بالضم والسكون
وقال ابن الجوزي: هو بالشكون.
والمحدثون يروونه ،بالضم وجزم ابن العربي: بأنَّ الضم تصحيف وليس
كذلك.
وأما المعنى: فإن كان «السبع» بضم الباء: فالمراد به الحيوان المعروف، كما قال الحربي والداودي، والمعنى حينئذ من لها إذا أخذها الأسد فتفر أنت منه، ويأخذ منها حاجته وأتخلف أنا أرعى ما يفضل لي منها.
وقيل: إنما يكون ذلك عند الاشتغال بالفتن، فتصير الغنم هملا فتنهبها
السباع، فيصير الذِّئب كالراعي له لانفراده بها.
وإن كان «السبع بسكون الباء فقيل: هو اسم يوم عيد كان لهم في الجاهلية
سمير الصالحين جـ ٣ -
۱۱۱
يشتغلون فيه باللهو اللعب، فيغفل الرَّاعي عن غنمه، فيتمكن الذئب منها
ويصير بتمكنه منها كأنه راع لها. نقله الإسماعيلي عن أبي عبيدة. ا
وقيل : المراد به الفزع من سَبَعتُ الرجل أفزعته، أي: من لها يوم الفزع. وقيل: المراد به الإهمال من أسبع الرجل غنمه أهملها، أي من لها يوم الإهمال، ورجحه النووي. وقيل: المراد به يوم الشدة، كما روي عن ابن عباس أنه ستُل عن . مسألة فقال: أجرًا من سبع، يريد أنها من المسائل الشداد التي يشتد فيها الخطب على المفتي. اهـ من "فتح الباري". ويظهر لي معنى آخر وهو الإشارة إلى زمن نزول عيسى ، فقد صح في حديث عند أحمد وغيره عن أبي هريرة مرفوعًا: «وإني أولى النَّاس بعيسى بن مريم؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه ...» وذكر
الحديث.
وفيه: «ثم تقع الأمنة على الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمور
مع البقر، والذئاب
الحديث».
مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم
...
والمعنى على هذا من لها يوم السبع حين يرعى الذئب مع الشاة بل لا
يكون لها راع غيره.
وسمي ذلك الزمن يوم السبع:
- إما لكثرة ظهور السباع فيه من قولهم: «أرض مسبعة»، أي: كثيرة
السباع.
۱۱۲
المستدرك
- وإما لأنَّ السباع لا تؤذي فيه على خلاف ما عهد من طبيعتها، والله
سبحانه وتعالى أعلم.
الذئب الذي أخبر بالنَّبيِّ
عن أبي سعيد الخدري قال: بينما راع بالحرة إِذ عَرَض ذئب لشاة من شياهه، فحال الرَّاعي بين الذُّئب وبين الشاة، فأقعى الذَّئب على ذنَبِه ثم قال : ألا تتقي الله تعالى تحول بيني وبين رزق ساقه الله تعالى إليَّ، فقال الراعي: العجب من الذئب يتكلم بكلام الإنس!! فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟!
للراعي:
:
رسول الله الا الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي غنمه حتى قدم المدينة فدخل على النبي علي الهلال فحدث بحديث الذئب، فقال رسول الله : صدق صدق ألا إنه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلّم السباع الإنس، ويكلم الرجل
شراك نعله وعَذَبة سوطه، ويخبره فَخُذُه بما أحدث أهله من بعده» (۱).
الشرح:
في هذا الحديث معجزة كبيرة من معجزات النبي : ولها نظائر سيأتي بعضها بحول الله .
(۱) رواه الإمام أحمد، وابن سعد، والبزار، والحاكم والبيهقي وصححاه، وأبو نعيم وقال الدميري في مبحث الذئب من حياة الحيوان" وقد عزاه للحاكم: إسناده على شرط مسلم، وقال الحافظ الهيثمي - وقد عزاه لأحمد والبزار - رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
سمير الصالحين جـ ٣ .
۱۱۳
ولهذا الحديث طرق منها عند أحمد، والبزار عن أبي سعيد قال: بينما رجل من أسلم في غُنيمة له يهشُ عليها في بيداء ذي الحليفة، إذ عَدًا عليه الذئب .
وذكر القصة.
والحرة» بفتح الحاء موضع قرب المدينة.
وكذلك «بيداء ذي الحليفة بضم ) الحاء وفتح اللام: موضع بينه وبين
المدينة ستة أميال.
وبين الحرتين بفتح الحاء: هي المدينة المنورة؛ لأنها بين موضعين يسمى
كل منهما بالحرة.
قوله: «صدق» أي: الرَّاعي كذلك جاء مُصَرْحًا به، وفي رواية أبي نعيم. وفي هذا الحديث إشارة على المخترعات الحديثة ما ظهر منها كالراديو ونحوه وما لم يظهر إلى الآن، ولا بد من ظهوره كما أخبر به الصادق المصدوق
والله تعالى أعلم (۱).
تنبيه :
روى البخاري في "التاريخ" ، وأبو نعيم من طريق ربيعة بن أوس، عن أنيس بن عمرو، عن أهبان بن أوس قال: كنت في غنم لي فشدَّ الذَّئب على شاة منها فصحت عليه، فأقعى الذَّئب يخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها، تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى، فصفقت بيدي وقلت: والله ما رأيتُ شيئًا أعجب
من هذا!!
(۱) انظر كتاب شقيقنا أبي الفيض أحمد الغماري مطابقة الاختراعات العصرية" طبع بمكتبة القاهرة بالأزهر.
١١٤
المستدرك
فقال: أعجب من هذا هذا رسول الله الا الله بين هذه النخلات يدعو إلى الله، قال: فأتى أهبانَ النَّبي الله فأخبره وأسلم.
قلت: الراجح عندي أنَّ أهبان هذا هو صاحب القصة في الحديث السابق، فيكون هذا الحديث، والذي قبله وردا في قصة واحدة.
وقد ورد كلام الذِّئب في قصص أخرى، قال الحافظ ابن عبد البر: كلَّم الذئب من الصحابة ثلاثة: رافع بن عميرة، وسلمة بن الأكوع، وأهبان بن أوس الأسلمي، قال: ولذلك تقول العرب: هو كذئب أهبان يتعجبون
منه. اهـ
ونقل الحافظ في "الإصابة" عن ابن الكلبي، وأبي عبيد، والبلاذري، والطبري: أنَّ مُكلَّم الذَّنْبِ أهبان بن الأكوع بن عياد الخُزاعي، فإذا ضُمَّ هذا
إلى الثلاثة قبله كانوا أربعة، وقد أشتهر أهبان هذا بأنه مكلّم الذئب. قال الحافظ أبو بكر بن أبي داود: يقال لأهبان: مكلّم الذئب ولأولاده أولاد مكلم الذئب.
ومحمد بن الأشعث الخزاعي من ولده وأتفق مثل ذلك لرافع بن عميرة، وسلمة بن الأكوع. اهـ وروى أحمد بإسنادٍ رجاله ثقات كما قال الحافظ الهيثمي : عن أبي هريرة قال: جاء ذئب إلى راعي غنم، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، فصعد الذئب على تل فأقعى وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله فانتزعته مني فقال : بالله إن رأيتُ كاليوم ذئبا يتكلَّم! قال الذئب: أعجب من هذا رجلٌ في النَّخلات بين الحرمين يخبركم بما
سمير الصالحين جـ٣ .
۱۱۵
مضى وبما هو كائن بعدكم.
وكان الرجل يهوديًا فجاء النبي الهلال يوليو وأخبره وصدقه النبي وقال
النبي : ( إنَّها أمارات من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ......
صاروا خمسة إن لم يكن هو أحد الأربعة المذكورين، لكني أرجح أنَّه أهبان
ابن أوس.
وأخرج أبو نعيم عن أنس قال: كنت مع النبي في غزوة تبوك فشددت على غنمي، فجاء الذَّئب فأخذ منها شاةً، فاشتدَّت الرعاء خلفه فقال الذُّئب: طُعْمَةٌ أَطْعَمَنِيها الله تعالى تتزعونها مني، فبهت القوم، فقال الذئب: ما
تعجبون من كلام الذئب وقد نزل الوحي على محمد .
وأخرج ابن عدي، والبيهقي عن ابن عمر محض قال: بينما راع على عهد النبي في غنم له إذ جاء الذَّئب فأخذ الشَّاةَ، ووثب الراعي حتى انتزعها من فيه، فقال له الذِّئبُ : أما تتقي الله تعالى أن تمنعني طُعْمَةٌ أطعمنيها الله تعالى، ألا أدلك على ما هو أعجب من كلامي !! رسول الله و في النخل يخبر النَّاس
بحديث الأولين والآخرين، فانطلق الرَّاعي حتى جاء إلى النبي فأخبره
وأسلم.
هذا ما بلغناه من حوادث كلام الذَّئب أوردناه والله سبحانه أعلم.
١١٦
المستدرك
الجمل الذي استجار بالنبي
عن تميم الداري و قال : كُنا جلوسا مع رسول الله إذ أقبل بعير يعدو حتى وقف على هامة رسول الله لا لا لا علم و فقال النبي : «أيها البعير اسكن فإن تك صادقًا فعليك صدقك، وإن تك كاذبًا فعليك كذبك، مع أنَّ الله قد أمن
عائدنا وليس بخائب لائذنا فقلنا: يا رسول الله ما يقول هذا البعير؟ فقال: هذا بعير قد هم أهله بنحره وأكل لحمه فهرب منهم واستغاث بنبيكم . فبينما نحن كذلك إذ أقبل أصحابه يتعادون، فلما نظر إليهم البعير عاد إلى هامة رسول الله لا اله الا اله افلاذ بها ، فقالوا يا رسول الله هذا بعيرنا هرب منذ ثلاثة أيام فلم نلقه إلا بين يديك ، فقال له الله : «أما أنه يشكو إلى فبئست الشكاية»، فقالوا: يا رسول الله ما يقول؟ قال: يقول إنَّه رُب في أمنكم أحوالا، وكنتم تحملون عليه في الصيف إلى موضع الكلا، فإذا كان الشتاء رحلتم إلى موضع الدفاء، فلما كبر استفحلتموه فرزقكم الله منه إبلا سائمة، فلما أدركته هذه السنة الخصيبة هممتم بنحره وأكل لحمه».
فقالوا: قد والله كان ذلك يا رسول الله ، فقال : «ما هذا جزاء المملوك
الصالح من مواليه».
فقالوا: يا رسول الله فإنا لا نبيعه ولا ننحره فقال: «كذبتم فقد استغاث بكم فلم تُغيثوه، وأنا أولى بالرحمة منكم، فإنَّ الله نزع الرحمة من قلوب
المنافقين، وأسكنها في قلوب المؤمنين».
فاشتراها اليوم منهم بمائة درهم ، وقال : «يا أيها البعير أنطلق فأنت حر لوجه الله تعالى فرغا على هامة رسول الله فقال : «آمین».
سمير الصالحين جـ ٣ .
۱۱۷
ثم رغا، فقال: «آمين»، ثمَّ رغا الرابعة فبكى ل ليه ، فقلنا: يا رسول الله ما يقول هذا البعير؟ قال : قال : جزاك الله أيُّها النَّبيُّ عن الإسلام والقرآن خيرًا»، فقلت: «آمين»، ثم قال: سكن الله رعب أمتك يوم القيامة كما سكنت رعبي، فقلت: «آمين»، ثم قال: حقن الله دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمي، فقلت: «آمين»، ثم قال: «لا جعل الله بأسها بينها، فبكيتُ فإنَّ هذه الخصال فأعطانيها ومنعني هذه، وأخبرني جبريل عن الله تعالى أنَّ فناء
سألتها من ربي أمني بالسيف، جرى القلم بما هو كائن» (1) .
الشرح:
«البعير» الجمل ويطلق على الحمار - أيضًا - ومنه قوله تعالى: وَلِمَن جَاءَ به حمل بعير ﴾ [يوسف: ٧٢].
قال ابن بري في حواشي الصحاح : قال ابن خالويه : والبعير - أيضًا - الحمار، وهو حرفٌ نادرُ ألقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، وكانت فيه خنزوانة وعنجهية فاضطرب، فقلت: المراد بالبعير في قوله تعالى: وَلِمَن جَاءَ بار حمل بعير ، الحمار وذلك أنَّ يعقوب وأخوه يوسف هل كانوا بأرض كنعان، وليس هناك إبل وإنما كانوا يمتارون على الحمير، وكذلك ذكره مقاتل ابن سليمان في "تفسيره " . اهـ من "تاج العروس" للسيد مرتضى الزبيدي. . والهامة» بتخفيف الميم: رأس كل شيء وتجمع على هام.
والكلا»: المرعى، والدفاء ضد البرد، وكذلك الدفء ومنه قوله تعالى:
(۱) رواه ابن ماجه.
۱۱۸
المستدرك
لكُمْ فِيهَا دِفْهُ ﴾ [النحل: ٥].
«استفحلتموه»: أنزيتموه على الأنثى.
«رغا»: صوت.
ويؤخذ من هذا الحديث أمور:
الأول: أنَّ النبي لا الهلال و علم منطق الحيوان، ولا عجب في ذلك، فقد عُلم
سليمان منطق الطير، قال الله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَنُ دَاوُردُ وَقَالَ يَتَأَيُّهَا النَّاسُ عُلِمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: ١٦].
وقال في شأن داود : وَلَقَدْ أَلَيْنَا دَاوُرَدَ مِنَا فَضْلًا يَجِبَالُ أَولِي مَعَهُ
والطير [سبأ: ١٠].
والتأويب»: الترجيع كان إذا سبَّحَ داود رجعت الجبال والطير معه بالتسبيح، ولا شك أن نبينا الهلال لو أفضل من جميع الأنبياء، وقد وردت شكوى
الجمل إلى النبي الله في عدة أحاديث.
الثاني: أن من استغاث بالنبي ملاله لال لها واستشفع به فإنَّ الله لا يخيبه لقوله:
مع أن الله قد أمن عائدنا، وليس بخائب لائذنا».
الثالث: أنَّ الرحمة والنفاق متنافران لا يجتمعان في موطن، كما أن الرحمة والإيمان متآلفان متوافقان؛ لأنَّ المؤمن هيَّنٌ ليّن رحيم، قلبه العامر بالإيمان
ممتلئ شفقة وعطفًا، والمنافق فظ غليظ لا تجد الرحمة إلى قلبه مسلكًا. الرابع: أنَّ من أحسن الخدمة والعمل استحق أحسن الجزاء على ما فعل، لقوله: «ما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه»، وفي القرآن العظيم: هَل
سمير الصالحين جـ ٣ -
جَزَاءُ الْإِحْسَنِنِ إِلَّا الْإِحْسَنُ ﴾ [الرحمن: ٦٠].
۱۱۹
الخامس: أنَّ الحيوان الأعجم يعرف النبي ، لقول الجمل: «جزاك الله
أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرًا». ويؤيد هذا ما رواه الطبراني، وأبو نعيم، والبيهقي عن ابن عباس، قال: جاء قوم إلى النبي الهلال لوله فقالوا: يا رسول الله إنَّ بعيرًا لنا قَطَن - أقام وتمكّن - في حائط، فجاء إليه النبي له الا الله فقال: «تعاله»، فجاء مطأطنا رأسه فخَطَمه وأعطاه صاحبه. فقال أبو بكر : يا رسول الله كأنه علم أنَّك نبي، فقال: «ما بين لابتيها أحد إلَّا يعلم أني نبي إِلَّا كفرة الجن والإنس». وروى أحمد وابن أبي شيبة، والدَّرامي، وأبو نعيم عن جابر بن عبدالله قال: دفعنا مع رسول الله له الا الله إلى حائط . النجار، فإذا فيه جمل لا يدخل الحائط إلا شد عليه، فأتاه النبي لا لا لا لاله فدعاه فجاء واضعا مشفره في الأرض، حتى برك بين يديه، فقال: «هاتوا خطاما»، فخطمه ودفعه إلى صاحبه، ثمَّ التَّفتَ فقال: «ما بين السَّماء والأرض إلَّا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن
والإنس .
بني
وتقدم قريبا حديث الذئب الذي بشر بالنبي الله ودعا إلى اتباعه. السادس: أنَّ النبيَّ الهلال الاول وله خصوصيات يمتاز بها عن غيره، فقد اشترى الجمل بمائة درهم، ثمَّ أعتقه من النَّحر ، وحرَّره من العمل، وذلك لا يجوز لغيره لما فيه من إضاعة المال.
السابع : أنَّ استعمال الشَّدة في محلها ومواجهة المجرم باللوم والتقريع أمر
۱۲۰
المستدرك
مستحسن مرغوب، لا ينافي الحلم وكرم الخلق؛ لأنَّ النبي ، واجه المنافقين أصحاب البعير بالتكذيب، وأخبرهم أنَّ الرَّحمة نُزعت من قلوبهم لنفاقهم، وذلك لأنَّ لكل من الشدَّةِ واللين محلا يناسبه لا يصلح فيه غيره كما قال
الشاعر:
ووضع الندى في موضع السيف
مضر كوضع السيف في موضع النَّدى
الثامن: أنَّ النبي ل لا لا لا لو كان شديد العناية بأمته، عظيم الاهتمام بأمورهم،
يدعو لهم ويشفع منهم كلما وجد سبيلا، وإذا دعا غيره لهم أمن على دعائه، وهذا غاية ما يكون من العطف والشَّفقة، فصلى الله عليه وعلى آله وجزاه عنا أكمل ما جزى نبيا عن أمته.
التاسع: أنَّ القَدَر إذا جرى بشيء فلا ترده شفاعةٌ ولا دعاء؛ لأنَّ الله إذا قدر شيئًا أمضاه لا معقب لحكمه ولا راد لما قضاه.
أما حديث: «الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل»، فمعنى نفعه: تخفيف القضاء وتلطيفه لا رده.
وقد يقال : توفيق العبد للدعاء أمارة على أنَّ الله أرادَ صرف القضاء عنه، وأنَّ صرفه كان معلقا بالدعاء. العاشر: أن مما قضاه الله وأبرمه اختلاف هذه الأمة وتناحرها وتقاتلها، وقد جاء الخبر بذلك في عدة أحاديثَ، ووقع الأمر كما أخبر ، وما أذهب شوكة المسلمين وأضعف قوتهم إلا خلافهم على بعضهم، وتضاربهم في سبيل
تحقيق الأغراض والنزاعاتِ والأهواء، ولم ينتهوا بقول الله تعالى: وَلَا تَتَزَعُوا
سمير الصالحين جـ ٣ -
۱۲۱
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال : ٤٦].
أي قوتكم ودولتكم، فآل حال المسلمين إلى ما هو مشاهد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الحادي عشر: أنَّ الرَّحمة بجميع الخلق مطلوبة، خصوصا الحيوان الأعجم، فإنَّه يألم كما نألم، ويُحس بضرر الجوع والعطش والتعب كما نحس، لكن لم يعط النطق والتعبير كما أعطيها الإنسان، فكان استعمال الرحمة في حقه آكد، واستحقاقه للعطف والشفقة أشد. وقد حضّ النَّبيُّ لالالالالاله على رحمة الحيوان والرفق به، ونهى عن إيجاعه وإيذائه، ونهى عن اتخاذ ظهور الدواب كراسي يتحدث عليها الركاب، وأمر بإعطاء الدابة حقها من الأرض، في المرعى والراحة.
وأخبر أنَّ صاحبَ الدابة مسئول عنها ، يعذبه الله عليها إن أجاعها وأتعبها أو حملها ما لا تطيق. وأخبر أنَّ العصفور إذا قُتِلَ لغير منفعة الأكل يأتي يوم القيامةِ يعج إلى الله وأوداجه تشخُب دما ، يقول : يا رب سل عبدك فلانا لم قتلني عبئًا ولم يقتلني
وهي
منفعة، ولو جمعت الأحاديث في هذا المعنى لجاءت كتابا حافلا، بمجموعها تفيد ما دعا إليه الإسلام من مبادئ سامية، وتعاليم عالية، تضمن لمن التزمها وعمل بها راحة الضمير وطمأنينة القلب، وسعادة الدنيا
والآخرة. الثاني عشر : أنَّ النبي لا اله الا هو أعطي من الرحمة الحظ الأكبر، ومن الرفق النصيب الأوفر، ألا ترى إلى رفقه بالبعير، ورقته لحاله، وشرائه بمائة درهم، ثم
۱۲۲
المستدرك
إعتقاقه لوجه الله، ولا غَرو في ذلك !! فإنَّ الرحمة شأن المؤمن ووصفٌ من أوصافه، وهو لا ليل و سيد المؤمنين ،وإمامهم ، خاطبه مولاه بقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: ۱۰۷]، صلى الله وسلم عليه وعلى آله
وأصحابه أجمعين.
٣- حواشي العلامة السيد عبدالله بن الصديق
على المجلد السابع من كتاب:
" التمهيد " لابن عبد البر
حواشي «التمهيد» جـ ٧
١٢٥
۱ - ذكر ابن عبدالبر أنَّ حفص بن عمر المدني روى عن مالك، عن
الزهري، عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة قال: كان رسول الله الله
يقول: «آمين»، ولم يتابع حفص على هذا اللفظ بهذا الإسناد.
فقال سيدي العلامة عبد الله بن الصديق الغماري الحسني رضي الله عنه ورحمه: "هكذا رواه الدارقطني في "غرائب" "مالك" وفي "العلل" وقال: تفرد به حفص بن عمر، وهو ضعيف.
وروى الدارقطني في "السنن" من طريق الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد ، عن أبي هريرة قال: كان النبي لا اله إذا فرغ من قراءة أم القرآنِ رفع صوته، وقال: «آمين».
قال الدارقطني : هذا إسناد حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما".
(حاشية التمهيد (۸/۷).
۲- وقال عن «الغداني»:
الغُداني» بضم الغين المعجمة وتخفيف الدال المهملة: عبدالله بن رجاء أبو
عمران البصري ثم المكي؛ لسكناه بها، من ولد غدانة من يربوع بن حنظلة،
بطن من تميم.
روى عن مالك، والثوري، وجعفر الصادق، وعبيد الله بن عمر.
وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان.
حاشية التمهيد (۹/۷)
- وقال في معنى «آمين»:
روى جويبر في "تفسيره" عن الضحاك عن ابن عباس قال: قلت: يا
١٢٦
المستدرك
رسول الله ما معنى «آمین»، قال: «رب افعل. جويبر ضعيف جدا . ورواه الثعلبي في "تفسيره" من طريق الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس. والكلبي أشد ضعفًا من جويبر.
وروى عبد الرزاق بإسناد ضعيف عن أبي هريرة، قال: «آمين» اسم من أسماء الله عز وجل، وروى مثله عن هلال بن يساف.
وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد وحكيم بن جبير مثله – أيضًا -، وأسماء الله توقيفية لا تثبت إلا بحديث مرفوع صحيح، وكان الحسن يقول في معنى
«آمين»: اللهم استجب.
وجاء في حديث مرفوع ضعیف: آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين». رواه الطبراني في "الدعاء" من حديث أبي هريرة.
وقال أبو زهير النميري الصحابي: «آمين مثل الطابع على الصحيفة». وأبعد من قال: «آمين درجة في الجنة».
(حاشية التمهيد ١٠/٧-١١).
٤
- قال ابن عبدالبر : قال الشاعر:
ويرحم الله عبدا قال: آمین»
قال: «هذا البيت أنشده ثعلبٌ، شاهدًا على قصر «آمين» في الشعر
للضرورة لا مطلقا، والبيت الجبير بن الأضبط كما في شرح القاموس
و «فَحْطَل»: بوزن جعفر.
و «قنفذ»: اسم رجل.
.
وقوله: «إذ دعوته» كذا وقع في "الصحاح" أيضًا وفي "شرح القاموس":
حواشي «التمهيد» جـ ٧ إذ سألته.
(حاشية التمهيد (۱۱/۷)
۱۲۷
ه قول ابن عبد البر : عن أبي عبدالله ابن عم أبي هريرة
قال الغماري: «أبو عبدالله الدوسي» قال ابن أبي حاتم: اسمه عبدالرحمن بن
هضاض بكسر الهاء، وسماه مسلم في "الكنى"، وابن حبان في "الثقات": عبد الرحمن بن الصامت.
قال ابن القطان: «لا يعرف». وفي "التقريب": «مقبول».
٦ - ما قاله عن أبي عبدالله ابن عم أبي هريرة: قال: كذا بالأصل، ولعل الصواب وحدثنا أحمد بن فتح وخلف بن قاسم
قالا : حدثنا الحسن بن رشيق.
( حاشية التمهيد ١٣/٧)
- وعن قول ابن عبد البر : يحيى بن محمد بن عمروس المعدل قالا: قال الغماري قالا، أي: يحيى بن عمروس، وشيخ قاسم أصبغ الساقط من
الأصل، والظاهر أنَّه محمد وضاح.
(حاشية التمهيد ١٤/٧)
- وعن إسحاق بن إبراهيم بن زريق
قال: كذا بالأصل، وهو تصحيف.
والصَّواب زِبْرِيق بكسر الزَّاي والراء بينهما موحدة ساكنة.
وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء أبو يعقوب الحمصي الزبيدي بضم
الزاي.
۱۲۸
المستدرك
يعرف بابن زبريق، اسم أحد أجداده، صدوق يهم كثيرًا.
وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب، توفي بمصر (سنة ۲۳۸)، وهو آخر
أصحاب يحيى بن عمروس المصري.
(حاشية التمهيد ١٤/٧)
۹ - وعن حجر بن العنبس الحضرمي:
قال: حُجر: بضم الحاء وسكون الجيم ، والعَنبس بفتح العين المهملة والباء الموحدة، بينهما نون ساكنة، وحُجر هذا ثقةً، روى عن علي ، وشهد معه
الجمل وصفين.
(حاشية التمهيد ١٤/٧)
١٠ - وعن حديث لا تسبقني بآمين»:
قال: أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله الكوفي السبيعي، بفتح السين، وهذا الطريق رواه ماجه في "سننه" ، ولفظ متنه صليت مع النبي فلما قال :
ولا الضالين ﴾ [الفاتحة: ٧]» قال: «آمين» فسمعناها.
وعبد الجبار لم يسمع من أبيه، لكن الطريق الذي أسنده المؤلف من جهة
أبي داود، وصححه ابن حبان والدارقطني والحافظ.
وإعلال ابن القطان له بجهالة حجر بن العنبس خطأ؛ لأنَّه ثقة معروف،
بل قيل بصحته.
(حاشية التمهيد ١٤/٧)
۱۱ - وعن معنى «اللجة»:
قال: لجة بفتح اللام وتشديد الجيم: الأصوات المرتفعة.
حواشي «التمهيد» جـا .
۱۲۹
(حاشية التمهيد ٧ ١٥)
١٢ - وعن حديث: «ما حسدنا اليهود على شيء ما حسدونا على آمين. قال: روى أحمد وابن ماجه والبيهقي، عن عائشة قالت: قال النبي :
ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين». وللطبراني في "الأوسط" بإسنادٍ حسن عن معاذ بن جبل عن النَّبيِّ ؟ قال: «إنَّ اليهود قوم حسد، ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث: ردُّ السَّلام، وإقامة الصف، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة: آمين».
(حاشية التمهيد ١٥/٧)
۱۳ - وعن الحثّ على الدعاء:
قال الغماري: روى الحاكم عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنَّ الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاء». ورواه الترمذي - أيضا - وإسناده ضعيف.
(حاشية التمهيد ١٦/٧)
١٤ - وعن حديث: يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ...»
الحديث.
قال: رواه مالك والشَّيخان من حديث أبي هريرة، وبقيته: «ثم يعرج الذين بأتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون وأتيناهم وهم يصلون». زاد ابن خزيمة في "صحيحه" من طريق
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: «فاغفر لهم يوم الدين».
حاشية التمهيد (١٦/٧).
۱۳۰
المستدرك
١٥ - وعن حديث جرح العجماء جبار، وفي الركاز الخمس». قال: في الحديث سقط وقع من الناسخ، ولفظ المتن في "الموطأ": «جرح
العجماء جُبَارٌ ، والبئر جُبَارٌ، والمعدن جُبَارٌ، وفي الركاز الخمس». وهكذا رواه البخاري في كتاب الزكاة عن عبد الله بن يوسف، عن مالك
به
ورواه في «الديات عن عبد الله بن يوسف عن الليث بن سعد، عن ابن
شهاب به.
ورواه مسلم من طرق عن الليث، وابن عيينة، ومالك عن ابن شهاب به. ورواه مسلم والنسائي من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن
سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبدالله، عن أبي هريرة به.
ورواه مسلم من طريق الأسود بن العلاء ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواه البخاري ومسلم من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة به. وللحديث طرق ضعيفة، لا داعي لذكرها.
و جبار" بضم الجيم وتخفيف الموحدة.
(حاشية التمهيد ١٩/٧)
١٦ - وعن ذكره قول الشاعر:
کم ملك نزع الملك عنه وجَبَّار بهـا دمـه جبار قال: جَبَّار: بفتح الجيم وتشديد الموحدة، العاتي المتمرد، نزع بالبناء
للمجهول.
و «بها»: أي بالدنيا أو بالأرض.
حواشي «التمهيد» جـ ٧ دمه جبار»: أي هدر.
(حاشية التمهيد ١٩/٧)
۱۷ عن قول ابن سيرين كانوا لا يضمنون من النفحة
قال: النفحة بالحاء المهملة : ضرب الدابة برجلها .
(حاشية التمهيد ٢٢/٧)
۱۳۱
۱۸ - وعن قول حماد: إذا ساق المكارى حمارًا عليه امرأة فتخر قال : وضع الناسخ على هذه الكلمة علامة التوقف فيها، وهي صحيحة.
ومعنى «تخر»: تسقط كما في فتح الباري". وهذا الأثر علقه البخاري عن
حماد والحكم معا.
(حاشية التمهيد ٢٢/٧)
١٩ - وعن قول الشعبي : إذا ساق الدابة فأتعبها فهو ضامن لما أصابت وإن كان مستر سلا ...».
قال: صواب العبارة: وإن كان خلفها مترسلا لم يضمن». هكذا علقه
البخاري عن الشعبي.
ومعنى «مترسلا»: يمشي على هيئته.
(حاشية التمهيد ٢٣/٧)
۲۰ - وعن: «الهروي»:
قال: هو إبراهيم بن عبدالله أبو إسحاق الهروي نزيل بغداد. «صدوق حافظ»، تكلّم فيه بسبب القرآن. مات سنة (٢٤٤). "تقريب التهذيب". والهروي يروي هذا الأثر عن هشيم ، عن أشعث كما في "المحلى".
۱۳۲
المستدرك
وسقط هشيم من السند هنا، وهو خطأ من الناسخ.
(حاشية التمهيد ٢٣/٧).
۲۱ - وعن حديث: البير جُبار والرجل جبار والعجماء جبار وفي الركاز
الخمس» قال: رواه عبد الرزّاق عن الثوري كما هنا، ورواه البيهقي من طريق
عبد الرحمن ابن مهدي، عن الثوري به، وقال: «مرسل».
قال: ووصله قيس بن الربيع بذكر ابن مسعود فيه، وقيس لا يحتج به. ورواه الدارقطني من طريق عبدالرحمن بن ثروان – هو أبو قيس -، عن
هزيل، عن عبد الله، أظنه مرفوعًا فذكره.
عبدالله : هو ابن مسعود
وهزيل: بالتصغير ثقة مخضرم من رجال البخاري.
وأبو قيس: صدوق ربما خالف كذا في "تقريب التهذيب".
(حاشية التمهيد ٢٥/٧)
۲۲ - وعن زياد بن عبدالله البكائي
قال: زياد بن عبد الله البكائي: بفتح الموحدة وتشديد الكاف، صدوق. ثبت
في "المغازي".
وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين. "تقريب التهذيب".
واللين في اصطلاح أهل الحديث: ضعف خفيف.
(حاشية التمهيد ٢٥/٧)
٢٣ - وعن حديث: «الرجل جبار
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۱۳۳
قال: أخرجه أبو داود في "سننه" ، والدارقطني - أيضًا - وقال : لم يروه أحد، وخالفه الحفاظ
عن
غير سفيان بن حسين، وهو وَهُمْ، لم يتابعه عليه أحد، الزهري منهم مالك، ويونس وسفيان بن عيينة، ومعمر، وابن جريج،
والزبيدي، وعقيل، والليث بن سعد ،وغيرهم كلهم رووه عن الزهري ولم
يذكروا الرجل وهو الصواب. اهـ
ورواه الدارقطني من طريق آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن .
زياد، عن أبي هريرة به .
وقال : تفرد به آدم وهو وَهُمْ لم يتابعه عليه أحد عن شعبة. اهـ
محمد بن
عن
وقال محمد بن الحسن في كتاب "الآثار": أخبرنا حنيفة: حدثنا حماد إبراهيم النخعي، عن النبي لا لا لا لا ، قال : «العجماء جبار، والقليب جبار، والرجل جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس هذا حديث معضل.
(حاشية التمهيد (٢٦/٧-٢٥).
٢٤ - وعن حديث: معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي يو أنه قال: «النَّار جبار».
قال: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من طريق عبد الرزاق، زاد
أبو داود، وعبد الملك الصنعاني كلاهما عن معمر به قال الخطابي. لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون: غلط فيه عبد الرزاق، إنما هو البئر جبار»، حتى وجدته لأبي داود عن عبد الملك الصنعاني، عن معمر، فدل على أنَّ الحديث لم ينفرد به عبد الرزاق. اهـ
ومن ثم جزم ابن معين بأنَّ التصحيف من معمر .
١٣٤
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٦/٧)
٢٥- وعن قول يحيى بن معين: أصله البير جبار».
قال: قال ابن العربي: اتفقت الروايات المشهورة على التلفظ بـ«البئر». وجاءت رواية شاذة بلفظ النار جبار»، ومعناه عندهم: أنَّ من استوقد
نارا مما يجوز له، فتعدت حتى أتلفت شيئًا فلا ضمان عليه.
وقال بعضهم: صحفها بعضهم؛ لأنَّ أهل اليمن يكتبون النار بالياء لا
بالألف، فظن بعضهم البير» بالموحدة، النار بالنون فرواها كذلك. اهـ قال الحافظ في " الفتح ": هذا التأويل نقله ابن عبد البر وغيره عن يحيى بن
معين، وجزم بأنَّ معمرًا صحفه.
قال ابن عبد البر : ولم يأت ابن معين على قوله بدليل، وليس بهذا ترد أحاديث الثقات، وليست هذه الجملة موجودة بالأصل الذي بيدنا.
ثم قال معقبًا عليه ولا يعترض على الحفاظ الثقات بالاحتمالات، ويؤيد ما قال ابن معين اتفاق الحفاظ من أصحاب أبي هريرة على ذكر «البئر» دون
«النار». وقد ذكر مسلم أن علامة المنكر في حديث المحدث: أن يعمد إلى مشهورٍ بكثرة الحديث والأصحاب فيأتي عنه بما ليس عندهم، وهذا من ذاك، ويؤيده - أيضًا - أنه وقع عند أحمد من حديث جابر بلفظ: «والجب جبار»، وهي
«البير». وقد اتفق الحفاظ على تغليط سفيان بن حسين، حيث روى عن الزهري في حديث الباب الرجُل» ، بكسر الراء وسكون الجيم، وما ذاك إلَّا أَن الزهري
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۱۳۵
مكثير من الحديث والأصحاب، فتفرد سفيان عنه بهذا اللفظ فعدَّ منكرًا. نعم، الحكم الذي نقله ابن العربي صحيح ويمكن أن يلتقي من حيث
المعنى من الإلحاق بالعجماء، ويلتحق به کل جماد. اهـ
وقد وقع الحديث في سنن ابن ماجه من طريق معمر بلفظ : «النَّار جبار، والبئر جبار»، فالجمع بينهما يدفع دعوى التصحيف، ومعمر ثقة ثبت واعية، لا يخفى عليه تمييز النَّار» من «البير»، لا سيما وهو قد أقام باليمن إلى الوفاة، وتزوج بها، ولا بُدَّ أنَّه عرف قواعد خطوطهم، فروايته لهذا الحديث بلفظ النار جبار»، من باب زيادة الثّقة، وهي مقبولة ولا يصح تنظيره بسفيان بن حسين، حيث ردوا روايته عن الزهري بلفظ «الرجل»؛ لأنَّ سفيان ضعيف في
الزهري.
ثم وجدت الدارقطني رواه من طريق زهير بن محمد والرمادي، عن عبد الرزاق، عن همام، عن أبي هريرة بلفظ : «النَّار جبار»، وقال: قال الرمادي: قال
عبد الرزاق: قال معمر: لا أراه إلا وهما، وهذا ينفي التصحيف عن معمر. ثم أسند عقبة عن أحمد بن حنبل قال: أهل اليمن يكتبون «النار» النير، ويكتبون «البير» مثل ذلك، وإنما لقن عبد الرزاق، «النَّار جبار» وحكم ببطلان الحديث، لكن الرّواية المذكورة تمنع أن يكون عبد الرزاق تلقن الحديث مصحفًا، وأحمد لم يقف عليها ولو وقعت له ما نسب التلقن إلى عبد الرزاق
وحكمه ببطلان الحديث، محل بحث
(حاشية التمهيد (٢٦/٧-٢٧
٢٦ - وعن محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي
١٣٦
المستدرك
قال: هو الباغندي الحافظ محدّث ،العراق، له ترجمة ففي "تاريخ بغداد" للخطيب، و"تذكرة الحفاظ" للذهبي، و"طبقات الحفاظ" للسيوطي (توفي سنة (۳۱۲)، والمؤلّف لم يدرك الباغندي، بل ولد بعده بمدة.
ففي السند سقط وتصحيحه هكذا: حدثنا خلف بن القاسم: حدثنا أحمد بن الحداد: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان وجعفر بن عبد الواحد – هو الهاشمي ، وكان عليه يمين ألا يحدث ولا يقول: حدثنا، فكان يقول: قال لنا
إبراهيم
فلان
ثقة.
وقال أبو زرعة: «روى أحاديث لا أصل لها».
وقال مسلمة بن قاسم: «مات بالثغر (سنة ٢٥٨هـ)، بصري ثقة».
ومسلمة بن علقمة المازني: صدوق له أوهام.
(حاشية التمهيد ٢٧/٧)
۲۷ - وعن أبي فروة والشيباني كلاهما يروي عن الشعبي :
قال: أبو فروة: هو عروة بن الحارث الهمداني الكوفي، أبو فروة الأكبر،
والشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي،
ثقة من كبار أصحاب الشعبي.
(حاشية التمهيد ٢٧/٧)
۲۸ - وعن قول الشافعي: «الركاز دفن»:
قال: دفن بكسر الدال، أي: المال المدفون، وفتح الدال خطأ.
(حاشية التمهيد ٣٠/٧)
حواشي «التمهيد» جـ٧
۱۳۷
٢٩ - وعن ذكر ابن عبد البر حديث أنَّ النَّبِيَّ أقطع بلال بن الحارث
المزني المعادن القبلية، وقوله فيه: هذا حديث منقطع الإسناد.
قال: رواه الشافعي في "الأم"، قال: أخبرنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن، عن غير واحد من علمائهم أنَّ النَّبي و أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، وهي من ناحية الفرع، فتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزَّكاة إلى اليوم. قال الشافعي: ليس هذا مما يثبته أهل الحديث رواية، ولو أثبتوه لم يكن فيه رواية عن النبي لا لا لا اله إلا إقطاعه، فأمَّا الزَّكاة في المعادن فليست مروية من النبي . اهـ وهذا حديث مرسل، ورواه البزار من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن
ربيعة، عن الحارث بن بلال بن الحارث المزني، عن أبيه.
ورواه أبو داود من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، أنَّ النبي لا لا لا له : أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية جَلْسِيَّها وغورها، وحيث يصلح الزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم.
ومن طريق ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه الحاكم من طريق حميد بن صالح عن الحارث وبلال، ابني يحيى بن
بلال بن الحارث، عن أبيهما، عن جدهما.
.
وقوله: «المعادن «القبلية هكذا هو بالأصل لكنَّه في الحديث، «معادن القبلية»
بالإضافة، و«القبلية» نسبة إلى قبل بفتحتين ناحية من ساحل البحر، بينها وبين
المدينة خمسة أيام.
۱۳۸
المستدرك
«جَلَسيها وغَوَرها»، بفتح أولهما: الصالح للزرع.
(حاشية التمهيد ٣٣/٧ - ٣٤)
٠ وقال - أي الغماري - عن سعيد بن مسروق الثوري، وابن أبي نعم،
في حديث المؤلفة :
قال: الثوري ثقة وهو والد سفيان الثوري.
وعبد الرحمن بن أبي نعم بضم النون وسكون العين الكوفي: «ثقة». وعلاثة بضم العين وتخفيف اللام.
والحديث في "الصحيحين" من هذا الطريق، وله بقية فيهما.
(حاشية التمهيد ٣٤/٧)
۳۱ - وقال - أي الغماري - عن عُمارة:
بضم العين وتخفيف الميم، كوفي ثقة.
(حاشية التمهيد ٣٤/٧)
۳۲ - وقال - أي الغماري - عن «أدم» في حديث النبي و بعث علي
لام من اليمن إلى رسول الله الله بذهبة في أدم
قال: كذا بالأصل. وفي الصحيحين": «في أديم مقروظ»، وهو الجلد
المدبوغ بالقرط.
حاشية التمهيد (۳۳/۷).
٣٣ - وقال عن الشك الذي وقع من الراوي في قسمة النبي لما أرسله
الإمام علي ام بين أربعة نفر ... وابن علاثة أو عامر
قال: كذا وقع في "الصحيحين" من هذا الطريق على الشك، قال النووي:
حواشي «التمهيد» جـ٧ .
۱۳۹
قال العلماء: ذكر عامر هنا غلط ظاهر؛ لأنه مات قبل هذا بسنتين، والصواب
الجزم بأنه علقمة بن علاثة، كما هو مجزوم به بباقي الروايات.
(حاشية التمهيد ٣٥/٧)
٣٤- وقال - أي الغماري - عن سفيان :
قال: وهو ابن عيينة رواه عنه الشَّافعي في "الأم"، ومن طريقه البيهقي في
"السنن". ورواه الحاكم من طريق الحميدي: حدثنا سفيان، قال: سمعناه من داود
ابن ،شابور، ويعقوب بن عطاء، عن عمرو به كما هنا.
وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك"، ورواه أبو عبيد في "الأموال"
من طريق محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعیب به.
ومن طريق محمد بن عجلان، عن عمرو أيضًا.
(حاشية التمهيد ٣٥/٧)
٣٥ - وعن داود بن شابور
قال : شابور بالشين المعجمة جد داود، إذ هو داود بن عبد الرحمن بن
شابور
(حاشية التمهيد ٣٥/٧)
٣٦ - وعن سبيل ميتاء»:
قال: ميتاء بكسر الميم طريق مسلوك، وهو مفعال من الإتيان، ويقال
فيها: منتاء.
(حاشية التمهيد (٣٥/٧)
١٤٠
المستدرك
۳۷ - و عن داود بن أبي قبيلة :
قال: هذا اللفظ ثابت في الأصل هنا هكذا ، قبيلة» بقاف وباء منقوطتين،
وفيما يأتي من الطرق: «فتيلة» بفاء منقوطة، وكلاهما خطأ. والصواب: «قتيلة». بقاف ومثناة فوقية مصغرا .
ويحيى هذا: صدوق ربما وهم، كما في "التقريب".
(حاشية التمهيد ٣٦/٧)
۳۸- وعن سعيد الزبيري
قال الزبيري كذا بالأصل هنا، وما يأتي بموحدة ومثناة تحتية منقوطتين،
وهو تصحيف.
والصواب: الزَنْبَري بنون وموحدة، إذ هو سعيد بن داود بن أبي زَنْبَر، بفتح الزاي وسكون النون وفتح الموحدة، الزَنْبَري أبو عثمان المدني: صدوق له
مناكير عن مالك.
ويقال: اختلط عليه بعض حديثه.
وكذبه عبد الله بن نافع في دعواه أنه سمع من لفظ مالك، توفي في حدود
(سنة ٢٢٠) تقريبا.
(حاشية التمهيد (٣٦/٧).
٣٩- وعن عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي
قال: القدامي بضم القاف وتخفيف الدال، نسبة إلى قدامة بن مظعون؛ لأنَّه
من ذريته، يكنى أبا محمد.
والطريق الذي أشاره له المؤلف أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك"،
حواشي «التمهيد» جـ٧
١٤١
والخطيب في "المتفق والمفترق من جهة أحمد بن إبراهيم بن فيل: حدثنا عبدالله بن ربيعة: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي
هريرة.
والقدامي ضعيفٌ كما قال المؤلف، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار
لعله قلب على مالك، أكثر من مائة وخمسين حديثا.
وقال الخليلي: أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري فرواها عن
مالك.
وقال الحاكم: روى عن مالك أحاديث موضوعة ونقل الحافظ في
"اللسان" عن المؤلف أنَّه قال فيه: خراساني .
روى عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها، على أن القدماء ما رأيتهم
ذكروه. اهـ
(حاشية التمهيد ٣٧/٧)
٤٠ - وعن أبي الربيع سليمان بن داود بن حماد المهري، وعبد الملك ابن عبد العزيز الماجشون:
قال: المهري بفتح الميم وسكون الهاء، نسبة إلى مهرة بن حيدان أبي قبيلة، ني من قضاعة، وسليمان هذا هو ابن أخي رشدين بن سعد، «وثقه» النسائي وابن حبان، وأثنى عليه أبو داود.
وقال ابن يونس في تاريخ مصر كان زاهدًا وكان فقيها على مذهب مالك، توفي (سنة ٢٥٣).
وشيخه عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون بضم الجين، أبو مروان المدني
١٤٢
المستدرك
الفقيه المفتي، كان فصيحا ضرير البصر، مولعًا بسماع الغناء. قال أحمد بن حنبل: قدم علينا ومعه من يغنيه .
قال في "التقريب ": صدوق له أغلاط في الحديث، توفي (سنة ٢١٣).
(حاشية التمهيد ٣٧/٧)
٤١ وعن حديث : إذا وقعت الحدود فلا شفعة»
قال: رواه البيهقي في "سننه" هكذا.
ورواه الطحاوي عن سعد بن عبدالله بن عبد الحكم، عن عبد الملك بن
الماجشون به.
(حاشية التمهيد ٣٨/٧)
٤٢ - وعن قوله عن أبي الحسن علي بن عمر :
قال: هو الدارقطني.
(حاشية التمهيد ٣٨/٧)
٤٣ - وعن قوله عن سعد بن عبد الله بن الحكم:
قال: سعد بسكون العين هو ابن عبد الحميد بن جعفر بن عبدالله بن
الحكم. ويقال: ابن عبد الحكم الأنصاري أبو معاذ المدني، سكن بغداد، سمع "الموطأ" من مالك، قال في "التقريب " : صدوق له أغاليط، توفي (سنة ٢١٩).
(حاشية التمهيد ٣٨/٧)
٤٤ - وعن قوله عن الحسن بن شيبب
قال: الحسن بن شبيب البغدادي المكتب بوزن المعلم، ومعناه: كان يعلم
حواشي «التمهيد» جـ ٧
الأطفال الكتابة والقراءة. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب
وقال الدارقطني : أخباري ليس بالقوي، يعتبر به.
وقال ابن عدي: حدث بالبواطيل عن الثقات.
قال الذهبي: المتعين ما قال ابن عدي فيه.
(حاشية التمهيد ٣٨/٧)
٤٥ - وعن قول ابن عبد البر: «قالوا كلهم»
١٤٣
قال: قالوا أي: سعد بن عبد الحكم، وإسماعيل بن إسحاق، وأحمد بن منصور المروزي، وسليمان بن داود المهري ومحمد بن عبدالله البرقي، هؤلاء
الخمسة كلهم رووه عن عبد الملك بن الماجشون.
(حاشية التمهيد ٣٨/٧)
٤٦ - قوله - أي الغماري - في يحيى بن أيوب بن بادي
قال: بادي بموحدة بوزن ،وادي وهي في الأصل غير منقوطة، ووضع الناسخ فوقها علامة استشكال وابن بادي هذا: «صدوق»، توفي (سنة
.(۲۸۹
(حاشية التمهيد ٣٩/٧)
٤٧ - قوله في سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم:
قال: كذا بالأصل، والصَّواب : سعد بسكون العين، وسبق التنبيه عليه.
(حاشية التمهيد ٣٩/٧)
٤٨ - قوله فيما قاله ابن عبد البر: «قالا»:
قال: «قالا» أي: أحمد بن الحجاج، وأحمد بن شعيب.
١٤٤
المستدرك
(حاشية التمهيد ٣٩/٧)
٤٩ - وعن قول ابن عبد البر: «قدم علينا أبو جعفر»:
قال الغماري : أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي. قال السيوطي في "تاريخ الخلفاء": كان فحل بني العباس هيبة، وشجاعةً، وحزما، ورأيا، وجبروتا، جامعا للمال، تاركًا للهو واللعب كامل العقل، جيد المشاركة في العلم والأدب، فقيه النفس، قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه. اهـ
وروى أحاديث قليلة. ولد سنة ٩٥)، وتوفي (سنة ١٥٨).
(حاشية التمهيد ٤٠/٧)
٥٠ - وعن علي بن نصر :
قال: علي بن نصر، هو الجهضمي، بفتح الجيم والضاد المعجمة، بينهما هاء ساكنة البصري، ثقة، روى له الستة، وهذه القصة نقلها المؤلف عن الدارقطني
في "غرائب مالك".
(حاشية التمهيد ٤٠/٧)
٥١ - وعن حديث: «الشفعة فيما لم يقسم ... » .
قال: رواه ابن ماجه في "سننه"، وقال الحافظ البوصيري في "زوائده" :
هذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
(حاشية التمهيد ٤١/٧)
٥٢ - وعن أبي قلابة الرقاشي:
قال: أبو قلابة بكسر القاف اسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي بفتح الراء وتخفيف القاف، بصري، صدوق يخطئ، تغيَّر حفظه لما سكن بغداد. توفي (سنة
حواشي «التمهيد» جـا .
٢٧٦)، وهو غير أبي قلابة الجرمي البصري الثقة، توفي سنة ١٠٤).
(حاشية التمهيد ٤٢/٧)
ه - وعن عبد الدوري
١٤٥
قال في الأصل كلمة «عبد»، وعليها علامة استشكال، وبعدها بياض مقدار كلمة، والذي أرجحه أنّه عبّاس بن محمد بن حاتم الدوري بضم
الدال، ثقة.
روى عنه الأربعة، توفي سنة (۲۷۱)، وكان صديق يحيى بن معين.
(حاشية التمهيد ٤٢/٧)
٥٤ - وقال عن محمد بن العوام:
قال كذا بالأصل وأراه تصحيفًا والصَّواب: محمد بن عون الزيادي
البصري أبو عون.
روى عنه أبو حاتم، وقال: «ثقة». كتاب "الجرح والتعديل" (٤٨/٨).
(حاشية التمهيد ٤٢/٧)
٥٥ - وعن إبراهيم بن هانئ
قال: إبراهيم بن هانئ النيسابوري أبو إسحاق، نزيل بغداد.
روى عن أبي عاصم النبيل، والمقري ومحمد بن كثير المصيصي، وأبي غسان، وعبيد الله ابن موسى وأبي نعيم، وعفّان، وسعيد بن عفير، وحجاج بن نصير. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه ببغداد في الرحلة الثانية، وهو ثقة صدوق.
(حاشية التمهيد ٤٢/٧)
٥٦ - وعن عبيد بن محمد العمري
١٤٦
المستدرك
قال: كذا بالأصل هنا والصَّواب ما يأتي عبيد الله، وهو من شيوخ الطبراني،
كذبه النسائي.
وقال الدارقطني: «ضعيف».
(حاشية التمهيد ٤٢/٧)
٥٧ - وعن حديث: «الشفعة فيما لم يقسم ...»:
قال: ورواه الطحاوي في معاني الآثار" ، حدثنا ابن أبي داود: حدثنا ابن أبي قتيلة المدني: حدثنا مالك بن أنس به، سندا ومتنا.
(حاشية التمهيد ٤٣/٧)
٥٨ - وعن الزبيري:
قال: كذا بالأصل، وكذا هو في (٢٦٦/٤) من هذا الكتاب، وهو
تصحيف سبق التنبيه عليه، والصواب الزنبري
(حاشية التمهيد ٤٤/٧)
٥٩ - وعن حديث : إذا قسمت الأرض أو وحدت ...». قال: رواه أبو داود في "سننه"، وسيسنده المؤلف من طريقه.
(حاشية التمهيد ٤٤/٧)
٦٠ - وعن حديث جابر، أن رسول الله لا الا وهو ما جعل الشفعة فيما لم يقسم .....
قال: رواه البخاري في "صحيحه" هكذا.
ورواه النسائي من طريق معمر ، عن الزهري، عن أبي سملة أن رسول الله
قال: «الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود وعرفت الطرق فلا شفعة». (حاشية التمهيد ٤٥/٧)
حواشي «التمهيد» جـا .
١٤٧
٦١ - وعن قول يحيى بن معين: رواية مالك أحب إليَّ وأصح في نفسي
مرسلًا:
قال: قال البيهقي في "السنن": المحفوظ رواية الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر موصولًا.
رواه.
وروايته عن ابن المسيب ع ع ع عن النبي الهلال الاول و مرسلا، وما سوى ذلك شذوذ ممن
(حاشية التمهيد ٤٥/٧)
٦٢ - وعن ابن ميسرة:
قال ابن ميسرة اسمه إبراهيم وهذا الطريق رواه البخاري في "صحيحه"، وفي أوله قصة بين أبي رافع، وسعد بن أبي وقاص.
(حاشية التمهيد ٤٦/٧)
٦٣ - وعن أحمد بن صالح:
قال: وكذا وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين:
«صالح»، وقال مرة أخرى: «ليس به بأس».
وحكى ابن خلفون: أن ابن المديني وثقه.
وقال البخاري : فيه نظر. وقال النسائي: ليس بذاك القوي، ويكتب
حديثه.
وقال الدارقطني : طائفي يعتبر به، وهو ثقفي طائفي، روى له مسلم حديثا
واحدا.
(حاشية التمهيد ٤٦/٧).
١٤٨
المستدرك
٦٤ - وعن حديث جابر : إنما جعل رسول الله و الشفعة في كل شريك: قال: كذا بالأصل، والصواب: «شرك» بكسر الشين وسكون الراء، «ربع)
بفتح الراء وسكون الموحدة، بدل من شرك»، والمراد به المنزل الذي يربع به الإنسان ويتوطنه.
ويقال: ربعة. كما يقال دار ودارة
وبقية الحديث في "سنن أبي داود": ... لا يصلح أن يبيع حتى يؤذن
شريكه فإن باع فهو أحق به حتى يؤذنه».
(حاشية التمهيد ٤٧/٧)
٦٥ - وعن حسين بن الربيع
قال: كذا بالأصل هنا وتقدم قريبا بلفظ : «حسن بن الربيع» وهو
الصواب، وحسن هذا ثقة، روى له الستة، توفي سنة ٢٢١).
(حاشية التمهيد ٤٧/٧)
٦٦ - وعن حديث الجار أحق بشفعة جاره ...».
قال: رواه أيضًا الترمذي وابن ماجه وأحمد، والدارمي، والبيهقي، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، ولا نعلم أحدًا رواه عن عطاء، عن جابر، غير عبد الملك.
وقد تكلم شعبة فيه من أجل هذا الحديث، وعبد الملك ثقة مأمون، لا
نعلم أحدًا تكلم فيه غير شعبة من أجل هذا الحديث. اهـ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: هذا حديث منكر، وعبد الملك
ثقة.
حواشي «التمهيد» جـ٧
١٤٩
وقال شعبة: لو جاء عبد الملك بحديث آخر مثله، لرميت بحديثه. وسئل ابن معين عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث لم يحدث به أحدٌ إِلَّا عبد الملك، وقد أنكره الناس عليه، ولكن عبد الملك ثقة صدوق، لا يرد على مثله. وقال صاحب "التنقيح": حديث عبد الملك حديث صحيح، ولا منافاة بينه وبين حديث جابر المشهور، وهو الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة»، فإنّ في حديث عبد الملك إذا كان طريقهما واحدا،، وحديث جابر لم ينف فيه استحقاق الشفعة، إلا بشرط تصريف الطريق، فنقول: إذا اشترك الجاران في المنافع كالبئر أو السطح أو الطريق، فالجار أحق بصقب جاره؛ لحديث عبد الملك ، وإذا لم يشتركا في شيء من المنافع، فلا شفعة،
لحديث جابر.
وطَعَن شعبة في عبد الملك، لهذا الحديث، لا يقدح فيه، فإنَّه ثقةٌ، وشعبة لم يكن من الحذاق في الفقه، ليجمع بين الأحاديث إذا ظهر تعارضها، إنما كان حافظا، وغير شعبة إنها طعن فيه تبعا لشعبة. اهـ
وهذا تحقيق نفيس موافق للقواعد، فإنَّ من المقرر في علوم الحديث
والأصول: أن الجمع حيث أمكن مقدم على الترجيح.
ليس
٦٧ - وعن تسمية العرب للزوجة جارة: قال: قال الطحاوي في شرح الآثار : قد سميت المرأة جارة زوجها، لأن لحمها مخالط للحمه، ولا دمها مخالط لدمه، ولكن لقربها منه،
فكذلك الجار، سمي جارًا لقربه من جاره، لا لمخالطته إيَّاه فيما جاوره به. ويقال ردا عليه سميت المرأة جارة زوجها، لمخالطتها له في المسكن
10.
والمعيشة.
المستدرك
(حاشية التمهيد ٤٧/٧-٤٨)
٦٨ - وعن حديث: «إذا قسمت الأرض وحُدَّت فلا شفعة :
قال: الحديث الذي يشير إليه المؤلف ليس بالدرجة المذكورة من الضعف، بل هو صحيح كما سيتبين.
روى إسحاق بن راهوية والطحاوي والبيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء».
قال الحافظ : ورجاله ثقات، إِلَّا أَنَّه أُعِل بالإرسال.
وروى الطحاوي عن جابر قال: قضى رسول الله بالشفعة عن كل
شيء. قال الحافظ : إسناده لا بأس برواته.
وقال ابن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن
أبي مليكة قال : قضى رسول الله هلال الهلال و بالشفعة في كل شيء، الأرض والدار
والجارية والخادم. فقال عطاء: إنَّما الشفعة في الأرض والدار.
هذا ؟!
فقال ابن أبي مليكة تسمعني لا أم لك أقول: قال رسول الله. ثم تقول
وفي "صحيح البخاري" عن جابر قال: قضى رسول الله بالشفعة في
كل ما لم يقسم، والمال عام في كل ما يتمول.
(حاشية التمهيد (٤٩/٧ .
حواشي «التمهيد» جـا .
101
٦٩ - وعن قول أبي عمر ... وإن لم يتعير ....
قال الغماري: بالمهملة من التعيير المستعمل في الكيل والوزن، وأرجح أنَّه
تصحيف، والصواب: «يتعيَّن» بالنون.
(حاشية التمهيد ٧ ٥٠)
۷۰ - وعن فحل النخل
قال: فحل النخل، هو ذكر النَّخل الذي يلقح به حوائل النخل، ويقال له:
فحال، بوزن رمان.
قال الزمخشري في أساس البلاغة": فحول بني فلان وفححالهم مباركة، وهي ذكور النخل، وإذا كان الفحال في علاوة الريح، والنخلة في سفالتها القحها. وروى عبد الرزاق عن محمد بن أبي بكر، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا شفعة في ماء، ولا طريق، ولا فحل»، يعني: النَّخل. هذا مرسل وفي سنده ابن أبي سبرة
متهم بالوضع.
(حاشية التمهيد ٥٢/٧).
۷۱ - وعن اختلاف السلف في الرجل يبيع دينا له، هل يكون المديان أحق
بالشفعة أم لا؟ قال: رواه عبد الرزّاق عن الزهري، وعن عمر بن عبد العزيز. وروي – أيضا – عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمر عن عبد العزيز، أنَّ رسول الله قضى بالشفعة في الدين، وهو الرجل يبيع دينا له على رجل
فيكون صاحب الدين أحق به. وهذا مرسل ضعيف.
١٥٢
المستدرك
وروي – أيضا – عن رجلٍ من قريش أن عمر بن عبد العزيز قضى في مكاتب اشترى ما عليه بعرض، فجعل المكاتب أولى بنفسه، ثم قال: إنَّ رسول الله قال: «من ابتاع دينًا على رجلٍ، فصاحب الدين أولى إذا أدى مثل الذي أدى صاحبه». وهو ضعيف أيضًا.
وإطلاق الشفعة على الدين مجاز كما قال المؤلف.
(حاشية التمهيد ٥٣/٧)
۷۲ - وعن الربع الموروث، وقوله - أي ابن عبد البر - : فباع أحد البنات
حصتها»
قال: الربع بفتح الراء: المنزل كما سبق بيانه.
وقوله: فباع البنات حصتها كذا بالأصل والصواب: فباعت إحدى
البنات.
(حاشية التمهيد ٥٣/٧).
۷۳ - وعن حديث «ذي اليدين :
قال: حدمة بفتح المهملة وسكون المثلثة.
ولفظ الحديث في "الموطأ": عن أبي بكر بن سليمان ابن أبي حَتْمة، قال: بلغني أن رسول الله لا لا لا ل و ركع ركعتين من إحدى صلاتي النَّهار، الظهر أو العصر، فسلم من اثنتين فقال له ذو الشمالين: أقصرت الصلاة، أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال رسول الله الا الاول : ما قصرت الصَّلاة وما نسيت»، فقال ذو الشمالين قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فقال: «أصدق ذو اليدين»، فقالوا:
نعم يا رسول الله، فأتم رسول الله الا الله ما بقي من الصَّلاة ثمَّ سلَّم.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
١٥٣
قال الباجي: لم يذكر ابن شهاب في حديثه هذا سجود السهو، وقد ذكره
جماعة من الحفاظ عن أبي هريرة، والأخذ بالزائد أولى إذا كان راويه ثقة. (حاشية التمهيد ٥٥٧)
٧٤ - وعن قول أبو الحسن : تفرد به عبد الحميد بن سليمان في الكلام على حديث أصدق ذو اليدين
قال: عبد الحميد بن سليمان الخزاعي أبو عمر المدني الضرير، نزيل بغداد أخو فليح، ضعيف لكن حديث ذي اليدين له طرق كثيرة وألفاظ، أفردها
الحافظ العلائي في جزء مفرد.
(حاشية التمهيد ٥٦/٧)
٧٥ - وعن قول ابن عبد البر : وأما معاني حديث «ذي اليدين»، فقد تقدم ذكرها مستوعبة مستقصاة والحمد لله في باب أيوب السختياني:
قال: في (ج 1 / ص : (۳۴۱-۳۷۱)، فأفاد وأجاد، وأتى بنفائس ما يستفاد.
(حاشية التميهد ٥٦/٧)
٧٦ - وعن قول البخاري: قال لي ابن أبي أويس:
مالك.
قال: كذا بالأصل، وفي تاريخ البخاري": وقال ابن أبي أويس، حدثني
وفي "تهذيب التهذيب : وقال مالك بن أنس : كان عندنا رجال من أهل
العلم، اسم أحدهم كنيته منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن.
وقيل: اسمه إسماعيل، حكاه في تهذيب التهذيب"، لكن ذكره البخاري في "التاريخ"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، في باب من اسمه
١٥٤
عبد الله.
المستدرك
(حاشية التمهيد ٥٧/٧)
۷۷ - وعن تماضر بنت الأصبغ الكلبية:
کلب
قال الغماري: تُماضِر التاء وكسر الضاد المعجمة، وأبوها سيد بني تزوجها عبد الرحمن بأمر من النبي يا لالا لاله ، و قدم بها المدينة، وكان فيها سوء خلق، وهي التي طلقها عبد الرحمن في مرضه آخر ثلاث تطليقات، فصولحت عن ثلث الثمن، وهو ميراثها - بثلاثة وثمانين ألفا -
وقيل: بل ورثها عثمان من عبد الرحمن وكانت قد انقضت عدتها منه، وتزوجها الزبير، ومكث معها سبع ليال ، ثم طلقها يوم وفاة عبد الرحمن.
(حاشية التمهيد ٥٧/٧)
۷۸ - وعن يحيى بن سعيد
قال: يحيى بن سعيد هو ابن فروخ القطان التيمي البصري، أبو سعيد الأحول الحجة، كان علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين،
الإمام العلم
ا
وعمرو بن علي الفلاس يقفون بين يديه وهو مستند، فيسألونه عن الحديث
.
و هم وقوف هيبة له، ولد سنة ١٢٠)، وتوفي (سنة ١٩٨هـ).
(حاشية التمهيد ٥٨/٧)
۷۹ - وعن قول يحيى بن سعيد فقهاء أهل المدينة عشرة:
قال: المعروف أنهم سبعة مجموعون في قول القائل:
ألا إنَّ من لا يقتدي بأئمــة فقسمته ضيزى عن الحق خارجة
فخذهم عبيد الله عروة قاسما سعيدا أبا بكر سليمان خارجة
حواشي التمهيد» جـ٧
(حاشية التمهيد ٥٨/٧)
۸۰ - وعن سعيد بن المسيب
١٥٥
قال: سعيد هو ابن المسيب بن حَزْن - بوزن سهل – ابن أبي وهب القرشي
المخزومي، أفقه أهل الحجاز، وأعلمهم بالحلال والحرام، وأعبر الناس للرؤيا.
قال عنه عبدالله بن عمر: هو والله أحد المفتين.
وقال مالك: بلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى سعيد بن المسيب، يسأله عن بعض شأن عمر وأمره.
وقال الحافظ في "تقريب التهذيب : اتفقوا على أن مرسلات سعيد أصح
المراسيل.
(حاشية التمهيد ٥٨/٧)
۸۱ - وعن القاسم بن محمد:
قال: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قتل أبوه فتربى يتيما في حجر
عمته عائشة لها فتفقه بها.
قال مالك: كان القاسم من فقهاء هذه الأُمة.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على
القاسم.
وقال ابن معين عبيد الله بن عمر عن القاسم عنا عائشة، ترجمة مشبكة
بالذهب.
توفي سنة ١٠٦) وقيل غير ذلك.
(حاشية التمهيد ٥٨/٧)
107
المستدرك
۸۲ - وعن سالم بن عبدالله :
قال: سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب أبو عمر وأبو عبدالله العدوي العمري المدني، الفقيه الحجة، جمع بين العلم والعمل، والزهد والشرف.
قال أحمد وإسحاق: أصح الأسانيد الزهري، عن سالم، عن أبيه. وقال عبدالله بن المبارك : كان فقهاء أهل المدينة سبعة فذكره منهم، قال: وكانوا إذا جائتهم المسألة، دخلوا فيها جميعًا فنظروا فيها، ولا يقضي القاضي حتى يرفع إليهم، فينظرون فيها فيصدرون.
توفي (سنة ١٠٦).
(حاشية التمهيد ٥٨/٧)
- وعن عروة بن الزبير :
قال عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، أبو عبدالله المدني، العالم الفقيه الثبت، عده أبو الزناد في فقهاء المدينة السَّبعة، ولد لست خلون من خلافة عمر له، محاكتبه وأحرقها وفيها فقه، ثم ندم، وقال: لوددت أني قد فديت كتبي بأهلي ومالي.
ومن كلامه: إذا رأيت الرجل يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات وإذا رأيته يعمل الحسنة، فاعلم أنَّ لها عنده أخوات.
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
٨٤ - وعن سليمان بن يسار الهلالي
قال: سليمان بن يسار الهلالي المدني الفقيه العلم، عده أبو الزناد من فقهاء
المدينة السبعة، وكان ابن المسيب يقول للسائل المستفتي: اذهب إلى سليمان بن
حواشي «التمهيد» جـا .
يسار، فإنَّه أعلم من بقي اليوم.
كان مولى ميمونة ووهبت ولاءه لابن عباس. توفي سنة ١٠٧) وقيل غير ذلك .
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
٨٥ - وعن عبيد الله بن عبدالله :
١٥٧
قال: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد الله المدني الفقيه، العلم النبت، الشاعر المجيد، كان معلم عمر بن عبدالعزيز.
قال الزهري: ما جالست أحدًا من العلماء إلا وأرى أني قد أتيت على ما
عنده، ما خلا عبيد الله، فإنَّه لمرآته إلا وجدت عنده علما طريفا.
وقال أيضا : كان أبو سلمة يسأل ابن عباس، وكان يخزن عنه. وكان عبيد الله يلطفه، فكان يغره غرا، أي: يلقمه إيَّاه، يقال: غر الطائر فرخه
إذا زقه.
توفي (سنة ٩٨) على الصحيح.
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
٨٦ -وعن قبيصة :
قال: قبيصة - بفتح القاف - ابن ذؤيب الخزاعي أبو إسحاق، وأبو سعيد
المدني نزيل الشّام.
قال يحيى بن معين : أتي به النبي و لما ولد فدعا له.
وعده أبو الزناد في فقهاء المدينة.
توفي سنة ٨٦).
۱۵۸
المستدرك
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
۸۷ - وعن أبان بن عثمان:
قال: أبان بن عثمان بن عفان الأموي، أبو سعيد وأبو عبدالله.
قال عمرو بن شعيب: ما رأيت أعلم بحديث ولا فقه منه. وقال العجلي ثقة من كبار التابعين كان به صمم ووضح، وأصابه الفالج
قبل موته بسنة .
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
۸۸- وعن خارجة بن زيد
قال: خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد المدني من كبار العلماء، إلا أنه قليل الحديث، عده أبو الزناد في الفقهاء السبعة.
وقال مصعب الزبيري كان خارجة وطلحة بن عبدالله بن عوف يقسمان المواريث، ويكتبان الوثائق وينتهي النص إلى قولهما.
توفي (سنة ١٠٠).
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
۹ - وعن أبي بكر بن عبد الرحمن:
قال: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي
المدني، عده أبو الزنا في فقهاء المدينة.
كان يقال له: راهب قريش لكثرة صلاته، وكُفَّ بصره. توفي سنة الفقهاء على
الصحيح.
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
حواشي «التمهيد» جـ ٧
١٥٩
۹۰ - وعن محمد بن عبيد الكشوري
قال: كذا بالأصل، والصواب: عبيد بن محمد، وهو ابن إبراهيم الأزدي، كنيته أبو محمد.
وهو من شيوخ الطبراني، روى عنه حديثا في "المعجم الصغير". والكشوري: بالشين المعجمة نسبة إلى كشور بوزن درهم قرية بصنعاء. (حاشية التمهيد ٦٠/٧)
۹۱ - وعن صفة أبو سلمة كان رجلا جميلا، يخضب الوسمة» قال الوسمة، بكسر السين وتسكن نبات يخضب بورقه، ويصبغ لون
أخضر إلى الكدرة.
(حاشية التمهيد ٦١/٧)
۹۲ - وعن علي بن الحسين:
قال: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو الحسين وأبو محمد
المدني، زين العابدين.
مات.
قال مالك: لم يكن في آل البيت النبوي مثله.
وقال – أيضًا - : لقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة حتى
وكان يسمى زين العابدين لعبادته.
وقال ابن أبي شيبة أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي.
وقال الزهري: ما رأيت أحدًا كان أفقه منه.
١٦٠
المستدرك
وقال محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من
أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسن فقدوا ما كانوا يؤتون به من الليل.
(حاشية التمهيد ٦١/٧).
۹۳ - وعن حديث من قام رمضان ...
قال: هو حديث من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وهو معروف عن طريق أبي سلمة عن أبي هريرة، رواه النضر بن شيبان عن أبي سلمة، عن أبيه.
أخرجه النسائي وقال: هذا خطأ، والصواب: أبو سلمة عن أبي هريرة. وقال البخاري في هذا الحديث لم يصح، وحديث الزهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أصح، وكذا قال الدارقطني.
وفي "تقريب التهذيب : النضر بن شيبان الحداني بضم المهملة وشد
الدال، لين الحديث.
(حاشية التمهيد ٦٢/٧).
٩٤ - وعن حديث: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة» قال: رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ورواه مسلم عن
يحيى عنه.
(حاشية التمهيد ٦٣/٧)
٩٥ - وعن قول ابن عبد البر : وقد روى نافع بن زيد، عن ابن الهاد قال: كذا بالأصل، وهو تصحيف والصواب: نافع بن يزيد الكلاعي أو يزيد المصري، ثقةٌ ،ثبت احتج به مسلم، وعلّق له البخاري، توفي (سنة ١٦٨).
حواشي «التمهيد» جـ ٧
١٦١
وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة الهاد الليثي أبو عبدالله المدني، ثقة
احتج به الستة، توفي (سنة ١٣٩).
(حاشية التمهيد ٦٣/٧)
٩٦ - وعن عبد الوهاب:
قال: عبد الوهاب قال عنه أبو حاتم: ثقةٌ صحيحُ الحديث ما به بأسٌ
قدماء أصحاب الزهري.
وقال النسائي ثقةٌ وكان وكيل الزهري، لكن روايته هذه شاذة إِلَّا أَنْ يقال: إنها توافق الرواية المشهورة في المعنى؛ لأنَّه إذا كان مدرك الركعة مدركًا للصَّلاة كان مدركًا لفضلها، ومع هذا فالشذوذ ثابت.
(حاشية التمهيد ٦٣/٧).
۹۷ - وعن عمار بن مطر :
قال: عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي الحافظ، وثقه بعضهم، وهو ضعيفٌ
كما قال الدارقطني.
وقال أبو حاتم: كان يُكذِّب.
وقال ابن حبان : كان يسرق الحديث.
(حاشية التمهيد ٦٤/٧)
٩٨ - وعن عبيد الله بن عبد المجيد الجنفي:
قال: البصري الصدوق، وثقه العجلي، والدارقطني، وابن قانع، وابن حبان،
وروى له الستة. توفي (سنة ٢٠٩).
(حاشية التمهيد ٦٤/٧)
١٦٢
المستدرك
٩٩ - وعن إبراهيم بن الحجاج الشامي
قال: كذا بالأصل وهو تصحيفٌ، والصواب: السَّامي بالسين، نسبة إلى سامة محلة بالبصرة نزل بها بنو سامة بن لؤي بن غالب، فسميت بهم، وابن الحجاج هذا يروي عن الحمادين - ابن زيد وابن سلمة ، وثقه ابن حبان، والدارقطني، وهو من شيوخ أبي يعلى والنسائي. توفي (سنة ٢٣١).
أيضًا.
(حاشية التمهيد ٦٤/٧)
١٠٠ - وعن حديث: «ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا»: قال: رواه الشيخان من حديث أبي قتادة ينه، ومن حديث أبي هريرة
(حاشية التمهيد ٦٦/٧)
۱۰۱ - وعن حديث من توضأ فأحسن وضوءه ...»، وتصحيحه لخطأ في إسناده عبد العزيز بن محمد، ومحصن)
قال: كذا بالأصل، والصواب كما في سنن أبي داود": عن محمد - يعني ابن طحلاء - وعبد العزيز بن محمد هو الدراوردي، يروي عن محمد بن
طحلاء المدني.
و مُحصن بوزن محسن.
والحديث رواه النسائي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وهو تساهل
منه؛ لأنَّ محصنًا مجهول الحال، كما قال ابن القطان.
وقال الحافظ : مستور. فلا يكون حديثه صحيحًا.
(حاشية التمهيد ٦٧/٧).
حواشي «التمهيد» جـ ٧
١٦٣
۱۰۲ - وعن معبد بن هرمز
قال: مجهول، قاله الحافظ في تقريب التهذيب". وقال الذهبي: تفرد عنه
يعلى بن عطاء.
۱۰۳ - وعن حديث: من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ... الحديث»: قال: رواه أبو داود في "سننه"، وهو ضعيف.
(حاشية التمهيد ٦٨/٧)
١٠٤ - وعن سعيد بن إبراهيم
قال: كذا بالأصل، والصواب سعد بن إبراهيم، وهو ابن عبد الرحمن بن
عوف، وأبو سلمة عمه.
(حاشية التمهيد ٧/ ٦٩)
١٠٥ - وعن حديث: «ما أدركتم فصلوا، ... الحديث»:
قال: رواه أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة، وفي "صحيح مسلم" من حديثه أيضًا: «إذا ثوب بالصَّلاة فلا يسعى إليها أحدكم، ولكن ليمش وعليه السكينة والوقار، فصل ما أدركت واقض ما سبقك».
(حاشية التمهيد (۷۱/۷
١٠٦ وعن عبد الحميد بن حبيب
قال عبد الحميد
هو ابن حبيب بن أبي العشرين، أبو سعيد الدمشقي،
كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره، صدوق ربما أخطأ.
(حاشية التمهيد (۷۲۷)
۱۰۷ - تعقيبه على ابن عبد البر في قوله واختلف العلماء في حد إدراك
١٦٤
المستدرك
الركعة مع الإمام، فروى أبو هريرة من طريق فيه نظر :
قال الغماري: كيف هذا وقد روى البخاري في جزء "القراءة"، بإسناد حسن عن أبي هريرة، قال: «لا يجزئك إلا أن تدرك الإمام قائما، قبل أن يركع»، وحكى الحافظ في "الفتح" هذا القول عن أبي هريرة وجماعة، وقال: حكاه البخاري في "القراءة خلف الإمام" عن كل من ذهب إلى وجوب القراءة خلف الإمام، واختاره ابن خزيمة والصبغي وغيرهما من محدثي الشافعية، وقواه الشيخ تقي الدين السبكي من المتأخرين. اهـ
(حاشية التمهيد (۷۲/۷-۷۳)
۱۰۸ - توضيحه لمسألة: من كبر قبل أن يرفع الإمام رأسه ركع كيف
أمكنه، واتبع الإمام، وكان بمنزلة النائم ....
قال الغماري: يعني إذا نعس الرجل في الصلاة وهو قائم ثم أدرك الإمام راكعا، كان مدركًا للركعة.
روى عبد الرزاق عن الحسن في رجل دخل مع قوم في صلاتهم، فنعس
حتى ركع الإمام، قال: يتبع الإمام.
(حاشية التمهيد ٧٣/٧)
۱۰۹ - وعن داود بن أبي هند:
قال: داود هو ابن أبي هند القشيري البصري، تلميذ الشعبي، ثقة متقن
كان يهم بأخرة.
(حاشية التمهيد (۷۳/۷)
۱۱۰ - وعن إسحاق بن هبيرة
حواشي «التمهيد» جـ٧
170
قال: هبيرة بالتصغير، ابن يَرِيم بوزن عظيم، الشيباني أبو الحارث الكوفي،
لا بأس به.
(حاشية التمهيد ٧٤/٧)
۱۱۱ - وعن قول أبي هريرة: «والله إني لأشبهكم صلاة برسول الله : قال: رواه البخاري عن عبدالله بن يوسف ومسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك.
ورواه مسلم من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة أن أبا هريرة كان حين يستخلفه مروان على المدينة إذا قام للصَّلاة المكتوبة، كبر كلما خفض ورفع، فإذا سلَّم أقبل على أهل المسجد قال: «والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله . وفي "الصحيحين" عن مطرف قال : صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب ، فكان يكبر كلّما رفع ووضع، فلما انصرفنا من الصلاة
أخذ عمران بيدي ثم قال: «لقد صلى بنا هذا صلاة محمد .
وروى أحمد والطحاوي بإسناد صحيح عن أبي موسى الأشعري، قال: ذكرنا علي انه صلاة كنا نصليها مع النبي لا اله الا وهو إما نسيناها وإما تركناها عمدا، يكبر كلما خفض، وكلما رفع، وكلما سجد.
وروى النسائي عن عبد الرحمن بن الأصم قال: سئل أنس بن مالك عن التكبير في الصلاة؟ فقال: «يكبر إذا ركع وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود، وإذا قام من الرَّكعتين فقال حطيم عمَّن تحفظ هذا؟ فقال: عن النبي و أبي بكر وعمر ثم سكت ، فقال له حطيم وعثمان؟ قال: وعثمان.
١٦٦
المستدرك
وحطيم رجل كان يجالس أنسا.
(حاشية التمهيد ٧٩/٧)
۱۱۲ - وعن محمد بن مصعب القرقساني:
قال: القُرْقُساني بضم القافين بينهما راء ساكنة، وبسين مهملة، ويكسر القافان أيضًا، نسبة إلى بلد ،قرقسان، وابن مصعب هذا صدوق كثير الغلط.
توفي سنة ٢٠٨). "تقريب التهذيب".
(حاشية التمهيد ٧٩/٧)
۱۱۳ - وعن إبراهيم بن طهمان
قال: إبراهيم بن طهمان الخراساني أبو سعيد، سكن نيسابور ثم مكة، ثقةٌ
يغرب، تُكلّم فيه من أجل الإرجاء، ويقال : رجع عـ
توفي سنة ١٦٨)، روى له الستة.
(حاشية التمهيد ٨٠/٧)
١١٤ - وعن عباد بن إسحاق:
عنه.
قال: عباد بموحدة اسمه عبد الرحمن بن إسحاق بن عبدالله بن الحارث المدني، صدوق رُمي بالقدر، روى له مسلم والأربعة، وعلق له البخاري.
(حاشية التمهيد ٨٠/٧)
١١٥ - وعن سعيد سمعان
قال سعيد بن سمعان
بفتح السين وكسرها وسكون الميم، الأنصاري
الزرقي مولاهم المدني، قال الحاكم: تابعي معروف، وثقه النسائي وابن حبان
والدارقطني.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
قال الحافظ : ولم يصب الأزدي في تضعيفه. قلت: وقول الذهبي: «فيه جهالة»، خطاً.
(حاشية التمهيد ٨٠/٧).
١١٦ - وعن عن أبي بكر الأبهري:
١٦٧
قال: هو محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري، من أئمة المالكية بالعراق، روى
عنه الدارقطني والباقلاني وغيرهما.
توفي ببغداد (سنة ٣٩٥).
(حاشية التمهيد (۸۱/۷)
۱۱۷ - وعن ترك الناس للتكبير، وأول من تركه
قال: روى أحمد بن مطرف - بكسر الراء المشددة -، قال: قلنا لعمران بن حصين من أول من ترك التكبير ؟ قال : عثمان بن عفان، حين كبر وضعف
صوته.
قال الحافظ : وهذا يحتمل إرادة ترك الجهر بالتكبير .
وروى الطبراني عن أبي هريرة قال: أول من ترك التكبير زياد. قال الحافظ : وهذا لا ينافي ما قبله؛ لأنَّ زيادًا تركه بترك معاوية، وكان معاوية تركه بترك
عثمان. اهـ
قلت: عثمان ترك الجهر بالتكبير - كما قال جماعة من العلماء ، لكبره وضعف صوته، لكن معاوية تركه بتانا تقليدًا لعثمان وتعصباً له، كما يتعصب
المقلدون لأئمتهم.
(حاشية التمهيد ۸۳/۷)
١٦٨
المستدرك
۱۱۸ - وعن عياض بن عبد الله الفهري :
قال: عياض بكسر أوله وتخفيف التحتانية، المدني نزيل مصر، فيه لين.
(حاشية التمهيد ٨٣/٧).
۱۱۹ - وعن بُندار :
قال: بندار بضم الباء وسكون النون اسمه محمد بن بشار العبدي البصري،
ثقة، روى له الستة.
(حاشية التمهيد ٨٤/٧)
۱۲۰ - وعن أبي داود:
قال: سليمان بن داود الطيالسي البصري، ثقة حافظ، علق له البخاري
وروى له بقيَّة الستة.
توفي سنة ٢٠٤)، وهو صاحب "المسند" المطبوع.
(حاشية التمهيد ٨٤/٧)
۱۲۱ - وعن الحسن بن عمران
قال الحسن بن عمران العسقلاني، أبو عبدالله، ويقال: أبو علي. قال أبو حاتم شيخ وقال الطبري مجهول. وذكره ابن حبان في
"الثقات".
ووقع في "شرح معاني الآثار" (طبع مصر ج۱ / ص: ۲۲۰): عن الحسن
عن ابن عمران، وهو تصحيف فاحش
(حاشية التمهيد ٧ / ٨٤)
۱۲۲ - ما قاله عما حدث به ابن أبزى عن أبيه أنه وصل الى الخلف ولا النبي ل لا لا لا لا
حواشي «التمهيد» جـ ٧
فلم يكن يتم التكبير :
١٦٩
قال الغماري: رواه أبو داود وقال : معناه إذا رفع رأسه من الركوع، وأراد
أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر .
وقال البخاري في "الصحيح " ، باب : «إتمام التكبير في الركوع». قال الحافظ ولعله أراد بلفظ الإتمام الإشارة إلى تضعيف ما رواه أبو
داود، وذكر الحديث ثمَّ قال: وقد نقل البخاري في التاريخ عن أبي داود الطيالسي أنه قال : هذا عندنا باطل.
وقال الطبري والبزار: تفرد به الحسن بن عمران، وهو مجهول. وأجيب على تقدير صحته بأنه فعل ذلك لبيان الجواز، أو المراد: لم يتم الجهر به أو لم يمده. اهـ.
وما ذكره هنا من تضعيف الحديث هو المعتمد خلاف قوله في
الإصابة": «إسناده حسن.
(حاشية التمهيد ٧ / ٨٤)
۱۲۳ - ما قاله عن قول عكرمة : صليت مع أبي هريرة قال: فكان يكبر إذا رفع، وإذا وضع فأخبرت ابن عباس):
قال الغماري ما بين القوسين من صحيح البخاري"، وفي رواية أخرى فيه أيضًا: عن عكرمة قال: صليت خلف شيخ بمكة – هو أبو هريرة -، فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة، فقلت لابن عباس : إنَّه ،أحمق، فقال: ثكلتك أمك سُنَّة أبي القاسم . وروى الإسماعيلي في "المستخرج " عن عكرمة، قال: صليت الظهر.
۱۷۰
المستدرك
قال الحافظ : وبذلك يصح عدد التكبير الذي ذكره؛ لأنَّ في كل ركعة خمس
تكبيرات، فيقع في الرباعيَّة عشرون تكبيرة ، مع تكبيرة الافتتاح وتكبيرة القيام
من التشهد الأول. اهـ
(حاشية التمهيد ٨٥/٧
١٢٤ - ما قاله عن إسناد حديث المسيء صلاته» الذي أورده ابن عبد البر:
قال الغماري : أسنده المؤلف من طريق مسدد في "مسنده"، وأخرجه الأربعة، وصححه ابن حبان، ويعرف هذا الحديث، بحديث: «المسيء
صلاته».
وخلاد بن رافع أخو رفاعة راوي الحديث.
(حاشية التمهيد ٨٦/٧)
١٢٥ - تعليقه على حديث: «إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ وأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة، ثم كبر ... »، وما قاله ابن عبد البر تعليقا على الحديث: «ففي هذا الحديث القصد إلى فراءض الصلاة الواجبة فيها»
قال الغماري: لم تذكر فيه النية، والقعود الأخير وهما فرضان بالاتفاق، ولم يذكر فيه التشهد الأخير وهو فرض عن غير المالكيَّة، والسلام وهو فرض عند غير الحنفية، والصلاة على النبي لا اله الا وهو وهي فرض عن الشافعية، أما الفاتحة فقد صرح بها الحديث في رواية أبي داود وأحمد وابن حبان عن رفاعة، وترجم عليها ابن حبان في "صحيحه": باب فرض المصلي قراءة الفاتحة في كل ركعة. (حاشية التمهيد ٨٦/٧)
حواشي التمهيد» جـ٧
۱۷۱
١٢٦ - وعن حديث: «تحليلها التسليم:
قال الغماري: أخرج الشَّافعي وأحمد والأربعة إلا النسائي من طريق عبدالله بن محمد ابن عقيل، عن محمد بن الحنفية، عن علي ، عن علام النبي لا قال: «مفتاح الصَّلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم»، صححه الحاكم، وابن السكن، وقال العقيلي: في إسناده لين – أي ضعف خفيف ، وذلك من أجل عبد الله بن عقيل، وهو صدوق ضعفه جماعة لسوء
حفظه.
وقال الذهبي: حديثه في مرتبة الحسن. وعلى هذا استقر عمل المتأخرين
كالهيثمي والحافظ والسخاوي.
وللحديث طرق عن جابر عند أحمد، والبزار، والترمذي، والطبراني، وفي
سنده أبو يحيى القتات ضعيف.
وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي وابن ماجه، وفي سنده طريف ابن شهاب: ضعيف.
وعن ابن عباس عند الطبراني، وفي سنده نافع أبو هرمز: متروك. وعن عبدالله بن زيد عند الدارقطني، والطبراني، وفي سنده الواقدي:
ضعيف.
وروى أبو نعيم - الفضل بن دكين - في كتاب "الصلاة" بإسناد صحيح عن ابن مسعود، قال: مفتاح الصَّلاة التكبير، وانقضاؤها التسليم». هذا
موقوف.
(حاشية التمهيد (۸۷/۷)
۱۲۷ - تعليقه على قول ابن عبد البر : من ترك الجلسة الوسطى عامدا،
۱۷۲
المستدرك
بطلت صلاته :
قال: عند من يوجبها، وأما من لم يقل بوجوبها، فلا يبطل الصلاة بتركها
عمدا، كما في "الفتح".
(حاشية التمهيد ۸۷/۷)
۱۲۸ - ما قاله عن حديث : إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان ...». قال: رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك، وتابعه سفيان بن عيينة، والليث بن سعد، عن ابن شهاب
عند مسلم.
وقد روى البخاري هذا الحديث تحت ترجمة، باب: «السَّهو في الفرض
والتطوع». قال الحافظ : أي: هل يفترق حكمه، أم يتحد؟
إلى الثاني ذهب الجمهور، وخالف في ذلك ابن سيرين وقتادة، ونقل عن
عطاء.
(حاشية التمهيد (۸۹/۷)
۱۲۹ - ما قاله تعقيبًا على ابن عبد البر بأن حديث «إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان ... وقول العلماء بأنه حديث ناقص يفسره حديث أبي
سعيد الخدري، وحديث عبد الرحمن بن عوف، وحديث ابن عباس: قال: رواه أحمد ومسلم وأبو داود بلفظ: «إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدرِ كم صلَّى، أثلاثا أم أربعًا؟ فيطرح الشَّكَ وليبن على ما استيقن، ثمَّ يسجد سجدتين قبل أن يُسلَّم، فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته، وإن كان
حواشي «التمهيد» جـ ٧
صلَّى إتماما كانتا ترغيبًا للشيطان». وهذا لفظ رواية مسلم.
(حاشية التمهيد ٩٠/٧)
۱۷۳
١٣٠ - وعن حديث عبد الرحمن بن عوف «إذا شك الرجل ... » : قال: رواه أحمد والترمذي وابن ماجه من طريق ابن إسحاق، عن
مکحول، عن كريبٍ، عن ابن عبّاس، عن عبد الرحمن بن عوف. ولفظ رواية أحمد: عن كريب، عن ابن عباس، أن عمر قال له: يا غلام هل سمعت من رسول الله لا لا لا لو أو من أحد من أصحابه: «إذا شكٍّ الرَّجلُ في صلاته ماذا يصنع ؟ قال : فبينما هو كذلك إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف، فقال: فيم أنتها؟ فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله أو أحد من أصحابه: «إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع ؟».
فقال عبد الرحمن : سمعت رسول الله لا يقول: «إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر أواحدة أم ثنتين؟ فليجعلها واحدة، وإذا لم يدر ثنتين صلَّى أم ثلاثا؟ فليجعلها ثنتين، وإذا لم يدر أثلانا صلَّى أم أربعًا؟ فليجعلها ثلاثا ثمَّ يسجد إذا فرغ من صلاته، وهو جالس قبل أن يسلم سجدتين»، صححه الترمذي لكنه معلول.
فقد رواه أحمد – أيضا – عن إسماعيل بن عليَّة : حدثنا محمد بن إسحاق:
حدثني مكحول : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره مرسلًا.
قال محمد بن إسحاق وقال لي حسين بن عبد الله : هل أسنده لك؟ قلت: لا. قال لكنه حدثني أن كريبًا حدَّثه عن ابن عباس قال: جلست إلى عمر بن
الخطاب، فقال: يا ابن عباس هل سمعت ... إلخ ما تقدم.
١٧٤
المستدرك
فتبين أن الحديث مرسل.
كذلك سمعه ابن إسحاق من مكحول، وسمعه من حسين بن عبدالله موصولا، فرواه كذلك عن مكحول بلفظ «عن»، مسقطاً . حسين بن عبد الله ؛ لضعفه الشديد، وهذا تدليس التسوية.
لكن رواه الدارقطني من طريق ثور بن يزيد عن مكحول، عن كريب، عن
ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي . فهذه متابعة قوية، وثور «ثقة» احتج به البخاري. وبذلك يتبيَّن أنَّ الحديث صحيح كما قال الترمذي.
ثم تكلم الغماري على حديث ابن عباس فقال: رواه الدراقطني في "سننه"، ولفظه: «إذا شكّ أحدكم في صلاته، فإن استيقن أنه قد صلى ثلاثا، فليصل واحدة بركعتها وسجدتيها، ثم ليتشهد، فإذا فرغ فلم يبق إِلَّا أَنْ يُسلَّم، فليسجد سجدتين وهو جالس، ثمَّ يُسلَّم». وفي إسناده عبدالله بن جعفر، والد
علي بن المديني «ضعيف».
(حاشية التمهيد ٩٠/٧).
۱۳۱ - ما قاله عن قصد ابن عبد البر بالحديث الذي يفسر حديث: «إن
أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان ...».
قال: رواه أحمد والستة إلا الترمذي، ولفظه: «إذا شك أحدكم في صلاته
فليتحرَّ الصَّواب، فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم ليسجد سجدتين».
وفي رواية مسلم وابن ماجه: «... فلينظر أقرب ذلك إلى الصواب فليتم
عليه ...».
حواشي «التمهيد» جـ ٧
ثم ظهر أنَّ المؤلّف لا يقصد هذا الحديث، بل يقصد ما رواه أبو داود من طريق أبي عبيدة بن عبد الله ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث أو أربع، وأكبر ظنك على أربع، تشهدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالس قبل أنْ تُسلَّم، ثمَّ تشهدت أيضًا ثمَّ تسلَّم».
ثم حكى أبو داود الخلاف في رفعه، وقال البيهقي: هذا حديث مختلف في رفعه، ومتنه غير قوي، وهو من رواية أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه، ولم يسمع منه، وأشار الحافظ في "الفتح" إلى ضعفه.
(حاشية التمهيد ٩١/٧)
۱۳۲ - وعن هلال بن عياض:
قال : ويقال : عياض بن هلال. ويقال: عياض بن أبي زهير.
لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير . قال ابن المديني: «مجهول».
(حاشية التمهيد ٩١/٧)
۱۳۳ - وعن الحديث الذي رواه محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبدالله بن مسلم، عن أبي هريرة مرفوعا في التسليم .
قال: قال أبو داود حدثنا حجاج بن أبي يعقوب: حدثنا يعقوب: حدثنا ابن أخي الزهري، عن محمد بن مسلم بهذا الحديث بإسناده، زاد: «وهو جالس
قبل التسليم. حدثنا حجاج حدثنا يعقوب: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن مسلم الزهري بإسناده ومعناه قال : فليسجد سجدتين قبل أن يسلم،
ثم ليسلم.
١٧٦
المستدرك
ورواه الدارقطني من طريق عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، بلفظ : «إذا سها أحدكم فلم يدر أزاد أم نقص؟ فليسجد سجدتين وهو جالس، ثم يسلم». قال الحافظ : إسناده قوي، ونقل عن الحافظ العلائي، قال: هذه الزيادة في هذا الحديث، مجموع هذه الطرق لا تنزل عن درجة الحسن المحتج به . اهـ (حاشية التمهيد ٩٣/٧)
١٣٤ - وعن تخريجه للطريق الذي أورد به – أي ابن عبد البر - حديث: من شك في صلاته ...»:
قال: من هذا الطريق أخرجه أبو داود والنسائي، وأحمد، لكن بلفظ: «بعد ما
يسلم». وقع في رواية الأولين دون الثالث.
ورواه ابن خزيمة والبيهقي، وقال: إسناده لا بأس به.
قلت: لكن عتبة بن محمد، ويقال: عقبة. قال النسائي ليس بمعروف.
وعبد الله بن مسافع لم يعرف بجرح ولا تعديل.
(حاشية التمهيد ٩٤/٧).
١٣٥ - ما قاله . عن حديث: من قام رمضان ...».
قال: هكذا هو في "الموطأ" في كتاب الصلاة، تحت ترجمة: الترغيب في
الصلاة في رمضان.
ورواه أبو داود في "الصلاة" أيضًا، من طريق معمر ومالك، عن الزهري
حواشي «التمهيد» جـ٧
وروى الشيخان متن الحديث فقط بدون زيادة: «أوله».
(حاشية التمهيد ٩٥/٧)
١٣٦ - ما قاله عن عمرو بن علي:
قال: هو الفلاس أحد أئمة الجرح والتعديل، روى له الستة.
توفي سنة ٢٤٩).
(حاشية التمهيد ٥٩/٧)
۱۳۷ - ما قاله عن أبي المصعب
۱۷۷
قال: هو أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد
الرحمن بن عوف المدني، روى "الموطأ" عن مالك، وروى له الستة، وعابه أبو خيثمة لفتواه بالرأي.
وكان يقول: يا أهل المدينة لا تزالون ظاهرين على أهل العراق ما دامت
لكم حيا، توفي (سنة ٢٤٢) أو (سنة ٤١).
(حاشية التمهيد ٩٦/٧)
۱۳۸ - ما قاله عن عمر بن عثمان بن عمر:
قال: عمر بن عثمان بن عمر التميمي المدني، صدوق، ويظهر أنَّ النسائي روى عنه خارج كتبه؛ لأنَّه لم يذكر في "تهذيب التهذيب"، و"تقريب التهذيب"، و"الخلاصة" إِلَّا على أنَّه من رجال ابن ماجه والبخاري في جزء " القراءة خلف الإمام"، وفي "الميزان" وضع بجانب اسمه رمز الترمذي وابن
ماجه، وفي "التقريب" طبع بيروت رمز أبي داود وهو خطأ.
(حاشية التمهيد ٩٨/٧)
۱۷۸
المستدرك
۱۳۹ - وعن قول ابن عبد البر : وذكر النسائي – أيضًا - حديث جويرية عن أبي مريم .... قال: كذا بالأصل، وفي سنن النسائي": أخبرني محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، ومحمد بن إسماعيل - هو أبو بكر الطبراني - لا يكنى أبا مريم نعم يوجد في شيوخ النسائي أحمد بن سعد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم، وهو من شيوخ بقي بن مخلد – أيضًا - لكن لم يرو عنه ! بنه النسائي هذا الحديث.
(حاشية التمهيد ٩٩/٧)
١٤٠ - وعن جويرية
قال: جويرية بصيغة تصغير جارية ابن أسماء بن عبيد الضبعي - بضم
الموحدة، وفتح الموحدة ، البصري.
روى له الستة إلَّا الترمذي.
حاشية التمهيد (۹۹/۷).
١٤١ - وعن عباد بن صهيب:
قال: عباد بن صهيب الكلبي البصري أبو بكر، قدري داعية، ضعيف
متروك.
توفي سنة (۲۱۲) تقريبًا، ومثل هذا لا يُعتبر بمتابعة.
(حاشية التمهيد ١٠٠/٧
١٤٢ - وعن الربيع بن سليمان:
قال الغماري : هو ابن داود الجيزي المصري الأعرج، روى عن ابن وهب،
حواشي «التمهيد» جـ ٧
وابن عبد الحكم، والشافعي وغيرهم، وكان ثقة. توفي (سنة ٢٥٦).
(حاشية التمهيد ٧ ١٠٠)
١٤٣ - وعن أحمد بن صالح البصري:
۱۷۹
كذا بالأصل، والصواب المصري، وهو أحمد بن صالح المصري، يُعرف بابن الطبري، كان أبوه من طبرستان، الحافظ الثقة، أحد أئمة الجرح والتعديل، وكان رأسًا في علل الأحاديث، وكان يُصلِّي بالشافعي، وكان فيه كبر.
ولد سنة (١٧٥)، وتوفي (سنة ٢٤٨).
(حاشية التمهيد ٧ ١٠٠
١٤٤ وعن إسحاق بن سليمان:
قال الغماري: الرازي أبو يحيى العبدي الكوفي، ثقة ورع، روى له الستة،
قال أبو أسامة: كنا نستسقي به.
وقال أبو مسعود يقال: كان من الأبدال. توفي (سنة ٢٠٠).
(حاشية التمهيد ٧ ١٠٠
١٤٥ - وعن ابن أبي خلف:
أبو
قال الغماري : هو محمد بن أحمد بن أبي خلف السلمي القطيعي، أ
عبدالله، ثقة.
روى له مسلم وأبو داود. توفي سنة ٢٣٧).
(حاشية التمهيد ١٠١/٧)
١٤٦ وعن محمد بن عمر:
۱۸۰
المستدرك
قال الغماري كذا بالأصل، والصواب: محمد بن عمرو - بفتح العين - ابن علقمة ابن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام.
توفي سنة ١٤٥).
(حاشية التمهيد ١٠١/٧)
١٤٧ - وعن أبي أويس:
قال الغماري : هو عبد الله بن عبدالله بن أويس الأصبحي المدني، ابن عم
مالك، وزوج أخته، صدوق يهم.
روى له مسلم والأربعة، وهو والد إسماعيل بن أبي أويس.
توفي (سنة ١٦٩).
(حاشية التمهيد ١٠٢/٧)
١٤٨ - وعن الزيادة التي ذكرها حامد بن يحيى عن ابن عيينة، حيث قال: قام رمضان»، ولم يقل: صام. وزاد: «ما تأخر»:
قال الغماري: حامد بن يحيى ثقة حافظ لا مطعن فيه، قال ابن حبان في "الثقات": كان ممن أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة، وكان من أعلم أهل زمانه
بحديثه. اهـ
وتابعه على رواية هذه الزيادة عن ابن عيينة، قتيبة بن سعيد، عند النسائي وهو ثقة ثبت، وهشام بن عمار في "فوائده"، ويوسف بن يعقوب النجاحي في
"فوائده". قال الحافظ ووردت هذه الزّيادة من طريق أبي سلمة . من وجه آخر، أخرجها أحمد من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن
حواشي التمهيد» جـ ٧
أبي هريرة.
(-
۱۸۱
وعن ثابت، عن الحسن ، كلاهما ، عن النبي لا لا لا - يعني موصولا ومرسلا ، قال: ووقعت هذه الزيادة من رواية مالك نفسه، أخرجها أبو عبدالله الجرجاني في "أماليه" من طريق بحر بن نصر، عن ابن وهب، عن مالك ویونس، عن الزهري. اهـ
وبحر ويونس ثقتان وفي غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث، أفردها جماعة بالتأليف منهم المنذري، والعقلاني، والقابوني، والحطاب، والسيد محمد ابن جعفر الكتاني، وشقيقنا أبو الفيض.
(حاشية التمهيد ١٠٥/٧).
١٤٩ - وعن حديث: «إنما الأعمال بالنيات»: قال: هذا حديث صحيح غريب لم يصح إلا من حديث عمر ه ، لكن ورد في معناه أحاديث كثيرة تبلغ حد التواتر، وقد استوعبتها في كتاب
"الابتهاج في تخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي".
(حاشية التمهيد ١٠٦/٧)
١٥٠ - وعن حديث: «لن تنفق نفقة تبتغي بها ...».
قال: رواه البخاري، وبقيته حتى ما تجعل في في امرأتك ...... وفي رواية: «في فم امرأتك ... والحديث يفيد : أنَّ الفعل الذي فيه حظ
النفس، إذا وجدت معه نيَّة صالحة، أثيب عليه صاحبه.
(حاشية التمهيد ١٠٦/٧)
١٥١ - وعن خلاف العلماء في حديث: «غفر له ما تقدم من ذنبه ... ».
۱۸۲
المستدرك
قال: هذا الخلاف يتجه في الأحاديث العامة، أما ما صرح فيه بغفران الكبائر، فلا يتجه فيه خلاف كحديث الحج المبرور»، وحديث: صلاة
التسابيح». فحديث: «الحج» صرَّح فيه بأنَّ الله يغفر لصاحبه الذنوب حتى التبعات،
وللحافظ ابن حجر في تصحيحه جزء مطبوع بتعليقاتي.
وحدیث: «صلاة التسابيح صرَّح بأنَّ الله يغفر لمصليها ذنوبه كلها، صغيرها وكبيرها، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات" وأخطأ، واضطرب فيه كلام النووي والحافظ، فحسَّناه تارةً، وضعفاه أخرى، والصواب: أنَّه حديث
صحيح. (حاشية التمهيد (١٠٦/٧)
١٥٢ - وعن حديث المرأتين من هذيل حين رمت إحداهما الأخرى
فطرحت جنينها:
قال: ورواه البخاري في «الدّيات»، عن عبد الله بن يوسف وإسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك. وفي الطب» عن قتيبة بن سعيد، عن مالك.
ومسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك أيضًا.
ورواه مسلم من طريق معمر، عن الزهري.
ورواه أبو داود والترمذي من طريق محمد بن عمر، وعن أبي سلمة.
(حاشية التمهيد ١٠٧/٧).
١٥٣ - وعن القتل شبه العمد:
قال: قال الشافعي: شبه العمد ما كان عمدا في الضرب خطأ في القتل،
حواشي التمهيد» جـ٧
۱۸۳
أي ما كان ضربًا لم يقصد به القتل كالسوط والعصا، فتولد عنه القتل،
والخطأ ما كان خطأ فيهما جميعًا، والعمد ما كان عمدا فيهما معا. (حاشية التمهيد (۱۰۸/۷)
١٥٤- وعن فرار مالك من إثبات شبه العمد ونفيه له – في قضية المرأتين
من هذيل ، وتعليل ابن عبد البر له بأن ذلك باطل عنده - أي مالك - : قال: إلَّا في الابن مع أبيه، وأثبته جمهور العلماء من الصحابة وفقهاء الأمصار، لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص، أنَّ رسول الله قال: «ألا إن قتيل الخطأ شبه العمد قتيل الشوط أو العصا فيه مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها».
رواه أحمد والأربعة إلَّا الترمذي وصححه ابن حبان، وقال ابن القطان: هو صحيح ولا يضره الاختلاف.
قلت: لأنه اختلاف في راوي الحديث، هل هو عبدالله بن عمرو، أو عبدالله ابن عمر ؟ أو رجل من الصحابة ؟ وقد استوعب البخاري الخلاف في "تاريخه الكبير" في ترجمة عقبة بن أوس، والصحابة كلهم عدول
حاشية التمهيد (۱۰۸/۷)
١٥٥ - وعن حمل بن النابغة
قال الغماري : حَمَل - بوزن جمل - ابن مالك بن النابغة الهذلي أبو نضلة، وحديثه عند الأربعة غير الترمذي، وهو من رواية عمر عنه، كما أشار إليه
المؤلف فيما بعد.
١٨٤
المستدرك
وروى الحديث أيضًا - أسامة بن عمير عند الطبراني وابن منده
والبيهقي.
وعبادة بن الصمات عند ابن ماجه
(حاشية التمهيد ١٠٩/٧
١٥٦ - وعن قول ابن عبد البر : ومنهم من يرويه عن عمر عن النبي
أي: حديث المرأتين:
قال: كذلك رواه أحمد في "المسند" بإسناد صحيح، لكن يعارض هذا ما ثبت في "الصحيحين" أنَّ . عمر سأل عن قضاء النبي الله في إملاص المرأة؟ فأخبره المغيرة بحديث المرأتين، وطلب منه شاهدًا يؤيده، فشهد له محمد بن
مسلمة.
وقد يكون عمر نسي الحديث فسأل عنه أو سأل تثبتا واستيقانًا، وقد كان
شديد الاحتياط مولفه .
(حاشية التمهيد ١٠٩/٧).
١٥٧ - وعن عويمر بن أشقر:
قال: كذا بالأصل، وهو مخالف لما في "الاستيعاب"، فقد جاء فيه ما نصه: عويمر ابن أشقر بن عوف الأنصاري، قيل: إنَّه من بني مازن، شهد بدرًا، يُعدُّ في أهل المدينة.
وبعد هذا ما نصه: عويمر الهذلي له حديث واحد في المرأتين اللتين
ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنيناً وماتت. اهـ
فالصواب أن صاحب الحديث عويمر الهذلي، ويقال فيه: عويم، وهو غير
حواشي «التمهيد» جـ ٧
عويمر ابن أشقر الأنصاري.
والحديث الذي أشار إليه المؤلف: رواه ابن أبي خيثمة، والهيثم بن كليب، والطبراني من طريق محمد بن سليمان عن عمرو بن تميم بن عويم الهذلي، عن أبيه، عن جده، قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا، يقال: لها أم عفيف بنت منا، يقال له حمل بن مالك، فضربت أم عفيف مليكة
مسروح
تحت رجل .
بسطح بيتها وهي حامل، فقتلتها وذا بطنها... فذكر الحديث. وإسناده ضعيف،
ومليكة بصيغة التصغير، وعفيف بفتح العين.
(حاشية التمهيد ١٠٩/٧)
١٥٨ - وعن أبي الزنباع، وروح بن الفرج:
قال: [أبو الزنباع بكسر الزاي وسكنون النون، وروح بفتح الراء
وسكون الواو، مصري ثقة، توفي سنة ۲۸۲).
(حاشية التمهيد ١١٠/٧)
١٥٩ - وعن أم غطيف:
قال: أم غطيف، قال الحافظ ابن حجر هو تصحيف، والمعتمد: أم عفيف.
وكلام ابن عباس رواه أبو داود، وغطيف بضم الغين المعجمة.
(حاشية التمهيد (۱۱۱/۷)
١٦٠ - تعليقه على حديث : قضى رسول الله الله في الجنين بغرة عبد أو
أمة أو فرس أو بغل»:
قال: رواه أبو داود وقال عقبة: روى هذا الحديث عن محمد بن عمرو،
١٨٦
المستدرك
حماد بن سلمة وخالد ابن عبد الله، لم يذكروا «فرسًا ولا بغلا». قال الخطابي : يقال : إن عيسى بن يونس قد وَهِم فيه، وهو يغلط أحيانًا فيهما يرويه، إلَّا أَنه قد روى عن . قد روى عن عطاء وطاووس ومجاهد وعروة بن الزبير، أنهم
قالوا: « الغرة عبد أو أمة أو فرس وأمَّا البغل فأمره أعجب، وقد يحتمل تكون هذه الزيادة جاءت من قبل بعض الرواة على سبيل القيمة إذا عدمت الغرة من الرقاب. وقال الحافظ في "الفتح": أشار البيهقي إلى أنَّ ذكر الفرس في المرفوع وهم، وأن ذلك أدرج من بعض رواته على سبيل التفسير للغرة، وذكر أنه في رواية حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاووس بلفظ : «فقضى أ أنَّ في الجنين غرة». قال طاووس: «الفرس غرة».
قال الحافظ : وكذا أخرج الإسماعيلي من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، قال: «الفرس غرة».
(حاشية التمهيد (۱۱۱/۷)
١٦١ - وعن عيسى بن يونس
قال: هو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي - بفتح السين .
الكوفي، ثقة ثبت، روى له الستة.
قال سلیمان بن داود كنا عند ابن عيينة فجاء عيسى فقال: مرحبا بالفقيه
ابن الفقيه ابن الفقيه. توفي سنة ١٩١).
(حاشية التمهيد ۱۱۱/۷).
حواشي «التمهيد» جـ ٧
١٦٢ - وعن حديث: «أيهما رجل أعمر عمري ...»: قال: رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك.
وأبو داود عن محمد بن يحيى بن فارس. و محمد بن المثنى عن بشر بن عمر، عن مالك. والنسائي عن محمد بن سلمة.
والحارث بن مسكين عن ابن القاسم، عن مالك.
(حاشية التمهيد ١١٢/٧).
١٦٣ توضيحه لكلمة «بتلة»:
قال: «بتلة»: أي عطية لا رجوع فيها .
(حاشية التمهيد (۱۱۳/۷)
١٦٤ - توضيحه لكلمة « لا مثنوية»:
۱۸۷
قال: «لا مثنوية»: أي لا استثناء، وعند مسلم والنسائي: «لا ثنيا»، وهي بوزن
دنيا، أي: لا استثناء أيضًا.
(حاشية التمهيد (۱۱۳/۷)
١٦٥ - توضيحه لما قاله ابن عبد البر : وجعل سائره من قول أبي سلمة،
لا من قول الزهري:
قال: فهو من قبيل المدرج المعروف عند أهل الحديث.
(حاشية التمهيد ۱۱۳/۷)
١٦٦ - توضيحه لما قاله ابن عبد البر: «... منها العمري والسكنى
والعارية، والاطراق، والمنحة، والإحبال، والأفقار»
۱۸۸
المستدرك
قال: السكني تكون في الدور والدكاكين. والعارية تكون في الأولى، والثياب ونحوها.
والإطراق يكون في الفحل يحمل على الأنثى.
والمنحة: تكون في الناقة أو الشاة، يعطيها صاحبها لرجل يشرب لبنا، ثمَّ يردها إذا انقطع اللبن، ومثلها الإحلاب ، يقال : أحلبه الشَّاة والناقة، جعلهما له
يحلبهما.
والإفقار: يكون في الدواب التي تركب يقال: أفقرت فلانا ناقة أعرته
فقار ظهرها ليركبها.
والإجمال: بالجيم، يقال: أجملته المال إذا أعرته فرسا يغزو عليه، أو ناقة
ينتفع بوبرها ولبنها، والإحبال في الأصل تصحيف.
(حاشية التمهيد ١١٤/٧)
١٦٧ - تعليقه على قول ابن الأعرابي: «لم تختلف العرب في أن هذه الأسماء على ملك أربابها :
قال: لكن الشَّرع نقل حقائق لغوية إلى معان شرعية، والمقرر في علم الأصول : أنَّ اللفظ في خطاب الشرع يُحمل على المعنى الشرعي لا اللُّغوي. وإذا كانت العمري عند العرب معناها تمليك المنفعة، فقد جعلها الشارع تمليك رقبة، كما كانت الصَّلاة عند العرب دعاء، فجعلها الشارع عبادة خاصة. حاشية التمهيد (١١٤/٧)
١٦٨ - توضيحه للتصحيف الذي وقع بالأصل في قول مالك: «ليس العلم عليه ولوددت أنه محى:
حواشي التمهيد» جـ٧ .
۱۸۹
قال: كذا بالأصل، وهو تصحيف والصواب: «أَنَّه مُحي»، والمعنى:
لوددت أنَّ الحديث مُحيَ من "الموطأ".
وهذا كما ندم على رواية حديث الذود عن الحوض»، وقال: ليتني لم
أروه، ولم يكتب عني.
(حاشية التمهيد ١١٥/٧)
١٦٩ - وعن حديث: «المسلمون عند شروطهم»:
قال: رواه أبو داود والحاكم من طريق الوليد بن رباح، عن أبي هريرة،
وضعفه ابن حزم، وعبد الحق.
ورواه الترمذي والحاكم من طريق كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف،
عن أبيه، عن جده. وكثير واه.
ورواه الدارقطني والحاكم عن أنس، وعن عائشة، بإسنادين واهيين.
(حاشية التمهيد ١١٥/٧).
۱۷۰ - وعن يزيد بن قسيط :
قال: قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": يزيد بن قاسط، روى عن
ابن عمر، ويقال: روى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم الإفريقي.
وقال البخاري في "التاريخ : يزيد بن قاسط سمع ابن عمر.
روى عنه : شريك عن زياد الشعباني في الصوم، وزياد هو والد عبد الرحمن
ابن زياد الشعباني الإفريقي.
وقسيط تصغير قاسط.
۱۹۰
المستدرك
(حاشية التمهيد ١١٦/٧)
۱۷۱ - وعن حديث: كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل :
قال: رواه الشيخان عن عائشة لها ، وهو في "الموطأ" أيضًا. (حاشية التمهيد ۱۱۷/۷)
۱۷۲ - تصحيحه لخطأ وقع في إسناد :حديث: «العمرى لمن وهبت له»، حيث جاء في السند... حدثنا يحيى بن هشام، قال: حدثني يحيى بن أبي كثر .... قال: كذا بالأصل، والصواب: حدثنا معاذ بن هشام: حدثنا أبي، عن يحيى
ابن أبي كثير . هكذا هو في "صحيح مسلم".
(حاشية التمهيد ۱۱۷/۷)
۱۷۳ - وعن بشير بن نهيك:
قال: بشير - بفتح الباء - ابن نهيك - بفتح النون - : ثقة روى له الستة.
(حاشية التمهيد (۱۲۰/۷)
١٧٤ - وعن قول سليمان بن يسار قضى طارق بالمدينة ....
قال: طارق بن عمرو المكي الأموي مولاهم القاضي.
قال أبو الفرج الأموي كان من ولاة الجور، وكان هو والحجاج وقرة بن شريك ولاة الأمصار لعبد الملك، فقال عمر بن عبد العزيز: امتلأت الأرض
جورا.
(حاشية التمهيد (۱۲۱/۷
١٧٥ - وعن حديث: «قضى بالعمرى للوارث
قال: رواه أحمد وعبد الرزاق والأربعة إلَّا الترمذي، بألفاظ مختلفة.
حواشي «التمهيد» جـ ٧ وصححه ابن حبان.
وفي الباب عن سمرة عند أبي داود والترمذي.
وعن عبد الله بن الزبير عند النسائي.
وعن ابن عمر عند عبد الرزاق والنسائي. وعن ابن عباس عندها أيضًا.
وعن أوس بن معاذ عند عبد الرزاق.
(حاشية التمهيد (۱۲۱/۷)
١٧٦ - وعن حديث: «أيها الناس أمسكوا عليكم أموالكم ...».
قال: رواه مسلم والنسائي.
۱۹۱
وفي رواية لمسلم عن جابر - أيضًا - : جعل الأنصار يعمرون المهاجرين»، فقال النبي الله : أمسكوا عليكم أموالكم ... الحديث». وفيه رد صريح لمن
قال: العمرى تمليك منفعة.
(حاشية التمهيد (۱۱۸/۷)
۱۷۷ - وعن ابن علية
قال : عُليَّة بضم العين وفتح اللام والياء المشددة، وهو إسماعيل بن
إبراهيم الأسدي البصري، ثقة روى له الستة.
(حاشية التمهيد (۱۱۸/۷
۱۷۸ - توضيحه لخطأ الناسخ في نسخه: «ذكر معمر عن أيوب بن
حبيب
قال: كان في الأصل: أيوب عن حبيب بن أبي ثابت». وهو صواب، لكن
۱۹۲
المستدرك
الناسخ ضرب على كلمة (عن) وكتب بدلها: «بن حبيب»، وهذا خطأ. وأيوب هو السختياني، وهذا الأثر في مصنف عبد الرزاق"، كما هنا سندا
ومتنا.
ورواه – أيضا – عن ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت به.
(حاشية التمهيد ۱۱۸/۷)
۱۷۹ - وعن أبي الحجناء:
قال: أبو الحجناء شاعر مشهور من شعراء العصر العباس.
(حاشية التمهيد (۱۱۹/۷)
۱۸۰ - وعن زينب الطبرية
قال: كذا بالأصل، زينب الطبرية، ترثي أخاها إدريس، وهو تصحيفٌ. والصواب: زينب بنت الطئريَّة بالثاء المثلثة، وأخوها يزيد بن الطئرية بفتح
الثاء المثلثة.
قيل لها ذلك؛ لأنها كانت مولعة بإخراج الطثر، وهو خثورة اللبن ودسمه، أو لأنها من بني طثر بطن من الأزد.
ويزيد بن الطئرية : شاعر مشهور، كان في عهد معاوية، وقتل مع الوليد بن
يزيد بن عبد الملك، وفي حرب كانت باليمامة (سنة ١٢٦).
(حاشية التمهيد (۱۱۹/۷)
۱۸۱ - ما قاله عن بيت الشعر الذي قالته زينب في ترثي به أخاها :
مضى وورثنا منه درع مفاضة
قال: هذا البيت من قصيدة ترثي بها أخاها يزيد لا إدريس، وكلمة «دريس»
حواشي «التمهيد» جـ ٧
خطأ، والصواب: «دريعا» تصغير درع و«مفاضة»: واسعة. وفي رواية مضى وورثنا منه درعًا مفاضة.
(حاشية التمهيد ۱۱۹/۷)
۱۸۲ - وعن حديث: «كل شراب أسكر فهو حرام :
۱۹۳
قال: رواه الشيخان البخاري عن عبدالله بن يوسف، ومسلم عن يحيى
ابن يحيى كلاهما عن مالك.
(حاشية التمهيد ١٢٤/٧)
۱۸۳ - توضيحه لنقص وقع في عبارة: «لا أعلم عن مالك خلافا في إسناد هذا الحديث، إلا أن إبراهيم بن طهمان في ذلك»:
قال: كذا بالأصل ووضع الناسخ بجانبه علامة استشكال، وفي العبارة نقص ولعل بقيتها هكذا، إلا أن إبراهيم بن طهمان خالف في ذلك.
(حاشية التمهيد ١٢٤/٧)
١٨٤ - وعن موسى بن هارون الجمال
قال: كذا بالأصل والصَّواب الحمال بالحاء المهملة، وهو الحافظ الحجة أبو
عمران موسی ابن المحدث هارون بن عبدالله بن مروان البغدادي.
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله : علي بن المديني في زمانه وموسى بن هارون في وقته،
والدارقطني في وقته.
توفي موسى الحمال (سنة ٢٤٤).
(حاشية التمهيد ١٢٥/٧
١٩٤
المستدرك
دائما .
١٨٥ - توضيحه لمعنى قول معاذ: «وأتفوقه تفوقا :
قال: أتفوقه تفوقاً: أي ألازم قراءته شيئًا بعد شيء، وحينا بعد حين. مأخوذ من فواق الناقة، وهو أن تحلب ثمَّ تترك حتى تدر، ثم تحلب هكذا
(حاشية التمهيد ١٢٦/٧)
١٨٦ - وعن قول معاذ بن أنس: «الطني أنام ثم أقوم، فأحتسب نومتي : قال: قال الحافظ في "الفتح": معناه: أنَّه يطلب الثواب في الراحة كما يطلبه
في التعب؛ لأنَّ الرَّاحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصلت الثواب . اهـ قلت: ولهذا فضّل معاذ على أبي موسى؛ لأنَّه كسب القواب مع أخذ حظه من
الراحة، والحديث في "صحيح البخاري" من طرق وبألفاظ.
(حاشية التمهيد ١٢٦/٧)
۱۸۷ - توضيحه الخطأ وقع في اسم «مخلد بن حسن»:
قال: كذا بالأصل، والصواب الحسين. إذ هو مخلد بن الحسين الأزدي
المهلبي، أبو محمد البصري، نزيل المصيصة، ثقة صالح.
قال أبو داود: كان أعقل أهل زمانه.
وقال ابن حبان كان من العباد الخشن ممن لا يأكل إلَّا الحلال المحصن.
توفي سنة ١٩١).
روى عنه : ابن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري - وهما من أقرانه - ، وروى
عنه الوليد ابن مسلم، كما هنا.
(حاشية التمهيد (۱۲۷/۷
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۱۹۵
۱۸۸ - وعن عبدالله بن نافع
قال: هو ابن نافع الصائغ المخزومي مولاهم، أبو محمد المدني، ثقة صحيح
الكتاب، في حفظه لين. توفي (سنة ٢٠٦) أو بعدها.
(حاشية التمهيد (۱۲۷/۷)
۱۸۹ - توضيحه لاستشكال وتصحيف وقع للناسخ، عند نسخه لـ«قال: حدثني ابن أبي سهل :
قال: في الأصل بياض قبل كلمة «ابن»، وعليه علامة استشكال، ويظهر لي أن كلمة «أبي سهل»، تصحيفٌ من الناسخ، وأن صواب العبارة، «حدثني أبي بن سهل»، و«أبي بصيغة التصغير هو ابن عبّاس بن سهل بن سعد الصحابي، وهو وأخوه عبد المهيمن بن عباس ضعيفان ويروي عنهما عبدالله بن نافع
الصائغ.
(حاشية التمهيد ١٢٧/٧)
١٩٠ - وعن حديث: ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة ...»
قال: رواه البخاري في الصَّلاة عن القعنبي وفي «الدعوات» عن عبد العزيز الأويسي، ومسلم عن يحيى بن يحيى، ثلاثتهم عن مالك.
(حاشية التمهيد (۱۲۸/۷)
۱۹۱ - وعن «الحنيني»:
قال: الحنيني بالتصغير هو إسحاق بن إبراهيم المدني أبو يعقوب، نزيل طرسوس، كان مالك يعظمه ويكرمه، وهو ضعيف. توفي (سنة ٢١٦).
(حاشية التمهيد (۱۲۸/۷
١٩٦
المستدرك
۱۹۲ - وعن أبي عبيد مولى ابن عوف
قال: هو سعد بن عبيد الزهري، كان من القُرّاء، ومن فقهاء أهل المدينة
مجمع على ثقته.
توفي سنة (۹۸)، وأدرك العهد النبوي، روى له الستة.
(حاشية التمهيد (۱۲۸/۷)
۱۹۳ - وعن «عبدالله بن صالح:
قال: هو أبو صالح الجهني المصري، كاتب الليث، صدوق كثير الغلط،
ثبت في كتابه. توفي (سنة ۲۲۲)، علق له البخاري، وروى له الأربعة إِلَّا النَّسائي.
(حاشية التمهيد (۱۲۸/۷
١٩٤ - توضيحه لخطأ وقع في طريق من طرق حديث: «ينزل ربنا تبارك
وتعالى ...»، وهو زيد بن يحيى بن عبيد الله :
قال: كذا بالأصل والصَّواب: عبيد بدون إضافة، وزيد بن عبيد هذا ثقة،
كان من أهل الفتوى بدمشق. توفي سنة ٢٠٧).
(حاشية التمهيد (١٢٩/٧)
١٩٥ - وعن عبد الوهاب بن مجاهد
قال: عبد الوهاب بن مجاهد، كذَّبه سفيان الثوري، وقال ابن الجوزي:
أجمعوا على ترك حديثه.
(حاشية التمهيد (۱۳۲/۷)
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۱۹۷
١٩٦ - وعن بيتين لأمية بن أبي الصلت غير موجودين في الأصل وهما: فمن حامل أحدى قوائم عرشه ولو لا إله الخلق كلوا وأبلوا قيام على الأقدام عانون تحته فرائضهم من شدة الخوف ترعد قال: هذان البيتان غير موجودين في الأصل، وهما في وصف حملة العرش،
أثبتناهما بين قوسين؛ لأنهما مقصود المؤلف فيما نظن.
وأمية بن أبي الصَّلت ثقفي كان يقرأ كتب النصارى، ويجتمع برهبانهم في الشام، وطمع أن يكون نبيا ، ولبس المسوح، فلما بعث النبي و حسده، ولم يؤمن به وأسلمت أخته عاتكة، وابنه القاسم.
أمية:
وروى ابن السكن عن عكرمة، عن ابن عباس، أَنَّ النَّبي و أنشد قول
زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد فقال: «صدق ، هكذا صفة حملة العرش»، وإسناده ضعيف مع نكارته. (حاشية التمهيد (۱۳۳۷)
۱۹۷ - وعن حديث الجارية التي سألها النبي : «أين الله؟»: قال: رواه مسلم وأبو داود والنسائي، وقد تصرف الرواة في ألفاظه :
فروي بهذا اللفظ كما هنا.
و بلفظ: «من ربك؟» قالت: الله ربي.
وبلفظ : «أتشهدين أن لا إله إلا الله؟»، قالت: نعم.
وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها: الحافظ البيهقي في "السنن الكبرى"، بحيث يجزم الواقف عليها أنَّ اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى
۱۹۸
المستدرك
عنه
حسب فهم الرَّاوي، ويؤيد ذلك أنَّ المعهود من حال النبي الله الثابت . بالتواتر أنه كان يختبر إسلام الشَّخص بسؤاله عن الشهادتين، اللتين هما أساس الإسلام ودليله، أما كون الله في السماء، فكانت عقيدة العرب في الجاهلية،
وكانوا مشركين فكيف تكون دليلا على الإسلام؟
(حاشية التمهيد ١٣٥/٧).
۱۹۸ - تصحيحه لخطأ . وقع في سند حديث كان ما فوقه هواء ...» وهذا الخطأ هو عن وكيع بن حرس:
قال: كذا بالأصل، والصَّواب حُدُس بحاء ودال مهملتين مضموتين، ووكيع بن حدس هذا مجهول الحال، قاله ابن القطان.
وقال ابن قتيبة: غير معروف، فالإسناد ضعيف.
(حاشية التمهيد (۱۳۷۷)
۱۹۹ - ما عن حديث: كان في عماء فوقه هواء وتحته هواء»: قال بهذا اللفظ رواه الترمذي وابن ماجه، قال الترمذي: «حديث
حسن».
ونقل عن يزيد بن هارون، قال: «العماء»: أي ليس معه شيء.
وقال البيهقي : ما فوقه هواء ولا تحته هواء، أي: ليس فوق العمى الذي لا
شيء موجود هواء، ولا تحته هواء؛ لأنَّ ذلك إذا كان غير شيء فليس يثبت له
الهواء بوجه. اهـ
فـ«ما» نافية لا موصولة، ولا تنس أنَّ الحديث ضعيف.
(حاشية التمهيد (۱۳۸۷)
حواشي التمهيد» جـ ٧
۱۹۹
۲۰۰ - وعن سريج بن النعمان:
قال: سُريج بضم السين المهملة وبالجيم، ابن النعمان الجوهري البغدادي
أبو الحسن، ثقةٌ يَهم قليلا، توفي (سنة ٢١٧).
(حاشية التمهيد (۱۳۸۷)
٢٠١ - وعن عبدالله بن عميرة
قال: عميرة بفتح العين، وابن عميرة هذا مجهول، وروايته عن الأحنف
منقطعة؛ لأنه لم يسمع منه، كما قال البخاري.
(حاشية التمهيد ١٤٠/٧)
۲۰۲ - وعن حديث: كم ترون ما بينكم وبين السماء ....
قال: رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه.
ويعرف بحديث: «الأوعال»، وهو حديث ضعيف السند لانقطاعه،
واضطراب سماك فيه، منكر المعنى لمخالفته القرآن والسنة المتواترة الواصفين للملائكة بالأجنحة، وهذا الحديث يصفهم بقرون وأظلاف، والقرآن ذم المشركين؛ لأنّهم جعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثًا، مع أن في الإناث من هي أفضل من الرجال، كمريم وفاطمة وأمهات المؤمنين، وهذا الحديث جعل حملة العرش تيوسا، والتيس يذكر في معرض الدم، ففي الحديث، «ألا
أخبركم بالتيس المستعار؟، هو المحلل».
وقال الشاعر العربي: «وشر منيحة تيس معار».
فحديث «الأوعال» باطل، وإن أجهد ابن القيم نفسه في تقويته.
(حاشية التمهيد ١٤٠/٧)
۲۰۰
المستدرك
۲۰۳ - وعن جبير بن مطعم قال: كذا بالأصل، والصَّواب، جُبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، هكذا هو في سنن أبي داود" و"الأسماء والصفات" للبيهقي، وفي هذا الإسناد علل، تفرّد ابن إسحاق به إذا يرو إلَّا من طريقه كما قال البزار، ثم عنعنته وهو مدلّس ثمَّ جهالة جبير بن محمد.
حاشية التمهيد (١٤١/٧).
٢٠ - وعن حديث: «... وإنه ليئط أطيط الرحل ...».
قال: هذا الحديث يعرف بحديث الأطيط»، وهو ضعيف السند كما تقدم، منكر المعنى، ولا بن عساكر الحافظ "جزء حديث الأطيط"، تكلم فيه على علله، وأبان بطلانه، وأجهد ابن القيم نفسه في تصحيح الحديث، والدفاع عن ابن إسحاق، وغاب عنه قول إمامه فيه : تكتب عنه هذه الأحاديث – يعني المغازي ونحوها ، فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا؛ يريد أقوى منه. قال البيهقي: فإذا كان لا يُحتج به في الحلال والحرام، فأولى الايحتج به في صفات الله تعالى، والعجيب أنَّ ابن القيم أيَّد هذا الحديث المنكر، بحديث أشد نكارة منه، وهو ما رواه مطين عن عمر قال: أتت امرأة النبي الله فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنَّة، فعظم أمر الرَّبِّ، ثم قال: «إنَّ كرسيه فوق السَّماوات والأرض، وأنه يقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، وإنَّ له أطيطا كأطيط الرحل... الحديث»، وهو ولو كان مرويا برجال "الصحيحين" لوجب ردُّه، كيف وفي سنده عبدالله بن خليفة مجهول؟! وفيه عنعنة أبي
إسحاق السبيعي وهو مدلّس؟!.
(حاشية التمهيد ١٤١/٧-١٤٢)
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۰۱
٢٠٥ - وعن قول أبي داود... عن ابن المبارك قال: الرب تبارك وتعالى على السماء السابعة على العرش، قيل له بحد ذلك؟ قال: نعم، هو على العرش.... قال: لا يجوز إطلاق هذا في جانب الله تعالى؛ لأنه لم يرد في القرآن ولا في
السنة.
وفي ترجمة ابن حبّان من طبقات الشافعية": أنَّ أبا إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي قال: سألت يحيى بن عمار عن ابن حبّان؟ قلت: رأيته؟ قال: وكيف لم أره؟ ونحن أخرجناه من سجستان؟! كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحمد الله، فأخرجناه من سجستان. قال السبكي: انظر ما أجهل هذا الجارح وليت شعري من المجروح؟
مثبت الحمد لله أو نافيه.
وقال الحافظ العلائي - تعليقا على هذه الحكاية: «يا الله العجب؟ من أحقُ
بالإخراج والتبديع وقلة الدين؟!».
حاشية التمهيد (١٤٢/٧).
٢٠٦ - وعن بشر بن غياث
قال: بشر بن غياث المريسي، تفقه على أبي يوسف القاضي، وبرع في علم الكلام، وكان معتزليًا متعصبا، صدرت عنه مقالات كفره العلماء بها، وأوذي لأجلها في دولة الرشيد.
توفي سنة ۲۱٧ وأخباره مستوفاة في "تاريخ بغداد" للخطيب
البغدادي.
(حاشية التمهيد ١٤٣/٧)
۲۰۲
المستدرك
٢٠٧ - وعن حبيب كاتب مالك
قال: حبيب بن أبي حبيب أبو محمد المصري، متروك، كذبه أحمد وأبو داود
وجماعة.
توفي (سنة ٢١٨).
(حاشية التمهيد (١٤٣/٧)
۲۰۸ - وعن حديث ... أي الليل أسمع ؟ قال: «جوف الليل الغابر»: قال: رواه الترمذي من حديث أبي أمامة، بلفظ: «جوف الليل الآخر،
ودبر الصلوات المكتوبات»، وقال: حديث حسن.
قال: وقد روي عن أبي ذر ، وابن عمر ، عن النبي الله أنه قال: «... جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجي» ... ونحو هذا. اهـ وحديث أبي ذر : رواه أحمد بلفظ المؤلّف.
(حاشية التمهيد ١٤٤/٧)
۲۰۹ - وعن أوقات استجابة الدعاء:
قال: روى أبو داود عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله : «ساعتان
تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما تُردُّ على داع دعوته: عند حضور النداء، والصف في سبيل الله». صححه ابن حبان.
وروى الطبراني بإسناد ضعيف عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تفتح أبواب السماء ويُستجاب الدعاء في أربعة مواطن : عند التقاء الصفوف في سبيل الله،
وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة».
وللحافظ السيوطي جزء سهام الإصابة في الدعوات المستجابة"، وهو
حواشي «التمهيد» جـا
مطبوع.
(حاشية التمهيد ١٤٤/٧)
۲۱۰ - وعن نعيم بن .
حماد:
۲۰۳
قال: نعيم بن حماد كان يغلو في الإثبات، حتى اتهم بالوضع، لكن دافع
عنه ابن معين، ونسبه إلى الوهم فقط، مع أن عنده مناكير كثيرة لا يُتابع عليها. حاشية التمهيد (١٤٤/٧).
۲۱۱ - وعن حديث: «لا تقبحوا وجه الله ...»:
قال: رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" من طريق الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر مرفوعا: «لا تقبحوا الوجه، فإنَّ الله خلق آدم على صورة الرحمن».
وكذا رواه ابن خزيمة في "التوحيد" وأعله بثلاث علل:
- أنَّ الثَّوري رواه مرسلًا.
عنعنة الأعمش وهو مدلس.
- عنعنة حبيب وهو مدلّسٌ أيضًا.
بقيت عِلَّة رابعة: وهي الانقطاع، فإنَّ عطاء لم يسمع من ابن عمر، على أنَّ لفظ : «الرحمن» من تصرف بعض الرُّواة كما قال البيهقي، والأصل: «صورته»، والضمير يعود على الوجه المقبح»، والمقصود تكريم الوجه عن التقبيح؛ لشبهه بآدم أبي البشر ، يؤيد هذا ما رواه البيهقي - أيضًا - بإسناد صـ : صحيح عن أبي هريرة، عن النبي ل له : ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، ولا يقل:
٢٠٤
المستدرك
قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإنَّ الله خلق آدم على صورته».
(حاشية التمهيد ١٤٧/٧)
۲۱۲ - وعن شكاية النار إلى ربها
قال: روى الشَّيخان عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يلقى في النار، وتقول: هل من مزيد ؟ حتى يضع قدمه فتقول: قط قط»، وروياه من حديث أبي هريرة أيضًا. وحديث: «اشتكت النار إلى ربها». رواه الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي لا لا لا و قال : « اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضًا فأذن لها بنفسين، نفس في الشّتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من
الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير».
(حاشية التمهيد ١٤٧/٧)
۲۱۳ - وعن حديث: «الطم موسى عام للملك»:
قال الغماري: رواه الشَّيخان عن أبي هيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جاء ملك الموت إلى موسى فقال : أجب ربك، فلطم موسى عين ملك الموت
عيني
ففقأها، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، وقد فقأ ع فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع إليه فقل له : يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: الموت، قال: فالآن ...
الحديث».
(حاشية التمهيد ١٤٨/٧)
٢١٤ - وعن حديث: «إن الله عز وجل يجعل السماء على إصبع :
حواشي «التمهيد» جـ٧ .
٢٠٥
قال: روى الشَّيخان عن ابن مسعود قال: جاء رجل من أهل الكتاب، - وفي رواية حبر من اليهود - فقال: يا أبا القاسم أبلغك أنَّ الله عزّ وجل يحمل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والخلائق على إصبع ويقول : أن : أنا الملك أنا الملك؟ ، قال : فرأيت رسول الله ل ل ا ل ل وهو يضحك حتى بدت نواجذه، ثم
قال: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: ۹۱] .
ويلاحظ أن المتكلم بالأصابع يهودي واليهود مجسمون، وأنَّ النَّبي : ضحك تعجبا من جهله، وتلا الآية، يومئ بتلاوتها إلى أنَّ القبضة واليمين فيها
معناهما: القوة والاقتدار لا الكف والأصابع.
(حاشية التمهيد ١٤٨/٧).
٢١٥ - وعن حديث: «إن قلوب بني آدم بين أصبعين ...».
قال: روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي قال : إنَّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفها
حيث يشاء».
وعن النواس بن سمعان نحوه. رواه البيهقي في "الأسماء والصفات". (حاشية التمهيد ١٤٩/٧)
٢١٦ وعن حديث: «وإن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في
الأسواق»: قال: ثبت في الضحك ما رواه الشَّيخان عن أبي هريرة، عن النبي قال: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثمَّ يتوب الله على القاتل، فيقاتل في سبيل الله
٢٠٦
المستدرك
فيستشهد».
وفي "الصحيح" عن أبي هريرة - أيضًا - ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عجب الله عزّ وجلَّ من قوم بأيديهم السلاسل حتى يدخلوا الجنة». يعني: أسرى الكفار
يؤت بهم مسلمين فيسلمون ويدخلون الجنة.
(حاشية التمهيد ١٤٩/٧)
۲۱۷ - وعن سؤال وكيع بن الجراح لأبي سفيان عن أحاديث مثل:
«الكرسي وموضع القدمين»:
قال : لم يرد هذا مرفوعًا، ولكنَّه كلام ابن عباس. رواه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد"، ومثل هذا لا يقبل إلا من المعصوم لالالالالوان.
(حاشية التمهيد ١٤٩/٧)
۲۱۸ - وعن حديث: «خلق آدم على صورته»:
قال: الحديث في "الصحيحين عن أبي هريرة، والضمير في «صورته»: يعود على «آدم»، والمعنى: أنَّ آدم خلق على صورته كما هي، لم تضمه رحم فتطور فيها من نطفة إلى علقة إلى مضغةٍ إلى آخر تطورات الجنين، ولم تمر عليه أطوار حيوانية حتى وصل إلى القرد، كما زعم بعض المتهوسين.
(حاشية التمهيد ٧ ١٥٠
۲۱۹ - وعن قول النبي لا لا لا لا له : ( وأنه يدخل في النار يده حتى يخرج من
أراد...»
قال: روى البخاري عن أبي سعيد الخدري، عن النبي الله قال : «يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا
حواشي «التمهيد» جـ ٧
رياء وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدًا».
۲۰۷
قال الحافظ في "الفتح": وقع في هذا الموضع: «يكشف ربنا عن ساقه»،
وهو من رواية سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، فأخرجها الإسماعيلي كذلك، ثم قال : في قوله: «عن ساقه» نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ: «يكشف عن ساق»، قال الإسماعيلي: هذه أصح؛ لموافقتها لفظ القرآن في الملة، لا يُظن أنَّ الله ذو أعضاء وجوارح، لما في ذلك من مشابهة المخلوقين – تعالى الله عن ذلك - ،
ليس كمثله شيء. اهـ
وحفص أقوى؛ لأنه ثقة، وسعيد صدوق .
(حاشية التمهيد ٧ ١٥٠)
۲۲۰ - تعليقه على كلام ابن عبد البر: الضحك من الله والتنزل والملالة
والتعجب منه، ليس على جهة ما يكون من عباده :
قال: في "صحيح البخاري" عن عائشة، أنَّ النبي دخل عليها وعندها امرأة، قال: «من هذه؟ قالت فلانة تذكر من صلاتها، قال: «مه
عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا ... الحديث».
وهو في "صحيح مسلم - أيضًا -، وهو من قبيل المشاكلة المعروفة في
علم البديع.
(حاشية التمهيد ١٥٢/٧)
٢٢١ - وعن دعاء عمار بن ياسر : اللهم إني أسألك النظر إلى وجهك،
والشوق إلى لقائك ...».
۲۰۸
المستدرك
قال: روى أحمد عن أبي مجلز قال صلى بنا عمار صلاةً فأوجز فيها، فأنكروا
ذلك، فقال : ألم أتم الركوع والسجود ؟ قالوا: بلى، قال: أما إنِّي قد دعوت فيها
3
بدعاء كان رسول الله لا لا لوله و يدعو به: «اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أجمعين، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين».
صححه ابن حبان والحاكم.
(حاشية التمهيد ١٥٥/٧)
۲۲۲ - وعن قول الله جل في علاه لموسى : لن تراني عين إلا
مانت...»
قال الغماري: روى الحكيم الترمذي وأبو نعيم، عن ابن عباس قال: تلا رسول الله الله هذه الآية: رَبِّ أرني أنظر إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: ١٤٣]، قال: قال الله عزّ وجلَّ: يا موسى إنَّه لا يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده، ولا رطب إلا تفرّق، وإنّما يراني أهل الجنَّة الذين لا تموت أعينهم، ولا تبلى
أجسادهم». إسناده ضعيف.
(حاشية التمهيد ١٥٥/٧)
۲۲۳ - تكملته لحديث: «أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته ...
قال: بقيته: «فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل
حواشي «التمهيد» جـل .
۲۰۹
الغروب فافعلوا»، ثم قرأ قوله: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
الْغُرُوبِ [ق: ٣٩]، رواه الشيخان.
(حاشية التمهيد ١٥٦/٧)
٢٢٤ - وعن سعيد بن يمان
قال: كذا بالأصل: «يمان» بدون نقط ، وعليها علامة استشكال، والصواب
نمران» بكسر النون وسكون الميم وسعيد بن نمران، شهد اليرموك وكتب
لعلي السلام.
قال الذهبي: مجهول.
قلت: وهو على قاعدة ابن حبان «ثقة».
(حاشية التمهيد ١٥٦/٧)
٢٢٥ - تصحيحه لخطأ وقع في سند حديث: «إذا دخل أهل الجنة الجنة...»، حيث ورد في سنده ... عن عبد الرحمن بن أبي علي، عن صهيب: قال: كذا بالأصل، والصواب ابن أبي ليلى، وهو ثقة روى له الستة. (حاشية التمهيد ١٥٦/٧)
٢٢٦ - وعن الأثر الذي ورد عن مجاهد في تفسيره لقوله تعالى: عَسَى أَن يبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } [الإسراء: (۷۹] حيث قال: يوسع له على العرش
فيجلسه معه
قال: هذا الأثر مع نكارته الواضحة، وضعفه لضعف ليث بن أبي سليم،
ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد" مستحسنا له، ومنوها به.
۲۱۰
المستدرك
(حاشية التمهيد ١٥٨/٧)
۲۲۷ - وعن الجريري:
قال: الجُرَيْرِي بالتصغير ، واسمه سعيد بن إياس، ثقة روى له الستة. (حاشية التمهيد ١٥٩/٧)
۲۲۸ - ما قاله عن سؤال سيدنا داود الجبريل : أي الليل أسمع ؟ قال: رواه ابن أبي شيبة، وأحمد في "الزهد"، عن أبي سعيد الخدري، قال: بلغنا أن داود اسأل جبريل، فذكره كما هنا.
وروى ابن جرير وابن مردويه بإسناد فيه راو مبهم، عن أنس بن مالك
قال: «أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة».
(حاشية التمهيد ١٥٩/٧)
مصادمة
۲۲۹ - وعن اختيار الإمام مالك للإطعام على العتق والصيام قال: قال ابن دقيق العيد وهي معضلة لا يهتدي إلى توجيهها مع . الحديث الثابت، وقد صدق، إذ كيف ينكر مالك ما رواه في "موطئه" بإسناده
الصحيح ؟! والملاحظ بوجه عام: أنَّ أقوال مالك المخالفة للسُّنَّة، يرويها ابن القاسم عنه، ولم يكن صاحب ، حديث، كما قال مسلمة بن قاسم، بل كان صاحب
رأي.
(حاشية التمهيد ٧ / ١٦٣)
٢٣٠ - وعن عبد الرحمن بن القاسم:
قال: عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي المدني،
حواشي «التمهيد» جـ ٧
أبو محمد، ولد في حياة عائشة منه ، ثقة. قال ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه.
توفي بالشام (سنة ١٢٦) روى له الستة.
(حاشية التمهيد ١٦٣/٧)
۲۳۱ - وعن عبد الوهاب:
۲۱۱
قال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري،
صدوق ربما أخطأ.
توفي سنة ٢٠٤)، روى له مسلم والأربعة.
حاشية التمهيد ١٦٣/٧)
۲۳۲ - وعن عراك بن ملك
قال: عراك بكسر العين وتخفيف الراء، ابن مالك الغفاري الكناني المدني،
روى عن ابن عمر وأبي هريرة ، وروايته عن الزهري من رواية الأكابر عن
الأصاغر، أخرج له الستة. (حاشية التمهيد ١٦٥/٧)
۲۳۳ - كلامه على قول ابن أبي ليلى ليس الشهران في ذلك متتابعان...»: قال: كذا بالأصل، وهي لغة حكاها ابن هشام في "المغني"، وأنشد عليها
قول الشاعر:
إذا مت كان الناس صنفان شامت وآخر مثن بالذي كنت أفعل (حاشية التميهد ١٦٥/٧)
٢٣٤ - وعن قول يحيى بن بكير : حدثني بكر يعني ابن منصور :
۲۱۲
المستدرك
قال: كذا بالأصل، والصَّواب مضر، وهو بكر بن مضر بن محمد بن
حكيم ابن محمد المضري، ثقة عابد، روى له الستة إِلَّا ابن ماجه.
توفي سنة ١٧٤).
(حاشية التمهيد ١٦٦/٧)
٢٣٥ - وعن جعفر بن زمعة
قال: كذا بالأصل، والصواب ربيعة، وهو جعفر بن ربيعة بن شُرحبيل - بضم فتح – ابن حسنة الكندي، أبو شرحبيل المصري، ثقة. روى له الستة. توفي (سنة ١٣٦).
(حاشية التمهيد ١٦٦/٧)
٢٣٦ - وعن أبي الأسود:
قال: أبو الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي المصري، ثقة. توفي (سنة ٢١٩)، روى له الأربعة إلَّا الترمذي.
(حاشية التمهيد ١٦٦/٧)
۲۳۷ - وعن إسحاق بن بكر :
قال: إسحاق بن بكر بن مضر المصري أبو يعقوب، صدوق فقية.
توفي (سنة ۲۱٨)، روى له مسلم والنسائي.
(حاشية التمهيد (١٦٦/٧)
۲۳۸ - وعن إسناد حديث الرجل الذي جاء إلى النبي ينتف شعره، وقال يا رسول الله وقعت على امرأتي في رمضان»، والإسناد هو: أخبرنا أحمد بن محمد، قال حدثنا أحمد بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال:
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۱۳
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج بن أرطأة، عن
عمرو بن شعیب به
قال: روى ابن عدي هذا الحديث بهذا الإسناد، وقال مرة: عن الزهري،
عن
عن أنس قال ابن عدي والروايتان جمعيًا خطأ، وإنما رواه الثقات: الزهري عن حميد، عن أبي هريرة. وهشام خالف فيه الناس. وقال الخليلي: أنكر الحفاظ حديثه في المواقع في رمضان من حديث الزهري عن أبي سلمة، قالوا: وبما رواه الزهري عن حمد وحجاج بن أرطأة المذكور في السند السابق، كان مدلّسًا ، لكن جاء الأمر بالقضاء من مرسل سعيد بن المسيب، وهو في "الموطأ" من حديث ابن جريج عن نافع بن جبير مرسلًا. ومن حديث أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي مرسلًا.
وعن الحسن مرسلًا.
قال الحافظ في " الفتح " : وبمجموع هذه الطرق تعرف أنَّ للحديث أصلا.
(حاشية التمهيد ١٦٨/٧ - ١٦٩)
۲۳۹ وعن حريز
قال: حَرِيز بفتح الحاء المهملة وكسر الراء.
وأبو حريز اسمه عبدالله بن الحسين الأزدي البصري، قاضي سجستان،
مختلف في توثيقه، والراجح أنه صدوق يُخطئ.
(حاشية التمهيد ۱۷۰/۷) ٢٤٠ - وعن أيفع:
٢١٤
المستدرك
قال: أيفع بوزن أحمر، غير منسوب، ضعيف.
(حاشية التمهيد ۱۷۰/۷)
٢٤١ - وعن قول المصنف: وكان الشافعي له يعجب من هذا ويتنقص
فيه ربيعة، ويهجنه ...
قال: «ويهجنه» بضم الياء وتشديد الجيم، يقبحه، وتهجين الأمر: تقبيحه. وقال الشافعي - أيضًا - تعقيبا على قول ربيعة: يجب على هذا أن من ترك صلاة من ليلة القدر، أن يقضي ثلاثين ألف صلاة؛ لأن الله تعالى يقول: لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: ٣].
(حاشية التمهيد (۱۷۰/۷)
٢٤٢ - وعن «عبدة»:
قال: عبدة بوزن رحمة اسمه عبد الرحمن بن سليمان أبو محمد الكلابي
الكوفي، ثقة صاحب قرآن يقرئ.
توفي سنة (۱۸۷)، روى له الستة.
(حاشية التمهيد (۱۷۱/۷)
٢٤٣ - وعن هلال بن يحيى بن مسلم
قال: البصري الحنفي الفقيه، ذكره ابن حبّان في "الضعفاء"، وقال: كان يخطئ كثيرًا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. اهـ ويقال له: هلال الرأي، كما قالوا: ربيعة الرأي.
( حاشية التمهيد (۱۷۱/۷)
٢٤٤ - وعن حديث: من أفطر يوما من رمضان ...»
حواشي «التمهيد» جـ٧
٢١٥
قال: رواه الدارمي والطيالسي والأربعة إلَّا النسائي، ففي "الكبرى": وعزا الحافظ تصحيحه لابن خزيمة، وعلّقه البخاري بصيغة التضعيف.
قال الحافظ : فيه ثلاث علل:
- الاضطراب.
- والجهل بحال أبي المطوس.
- والشك في سماع أبيه من أبي هريرة.
وأسنده ابن حزم عن أبي هريرة موقوفا بإسناد صحيح.
(حاشية التمهيد ۱۷۳/۷)
٢٤٥ - ما قاله في «هقل»:
قال: هقل بكسر الهاء وسكون القاف، لقب، واسمه محمد بن زياد السكسكي بفتح السينين، مولاهم أبو عبدالله كاتب الأوزاعي، ثقة. روى له مسلم والأربعة. توفي (سنة ١٧٩) ببيروت.
(حاشية التمهيد ١٧٣/٧)
٢٤٦ - وعن معنى «مكتل :
قال: مكتل كمنبر، هو الزنبيل يُعمل من الخوص أو العزف، وهي القفة.
(حاشية التمهيد ١٧٤/٧)
٢٤٧ - وعن حديث: تصدق بكذا واستعن بسائره ...
قال: رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه ، عن سلمة بن صخر البياضي، وصححه الحاكم وابن خزيمة، وأعله عبد الحق بعنعنة محمد بن إسحاق،
وبالانقطاع بين سلمة، والراوي عنه سليمان بن يسار.
٢١٦
المستدرك
(حاشية التمهيد (۱۷۷/۷)
٢٤٨ - تعقيبه على قول الشافعي : والعتق والإطعام سواء ... قال: والقاعدة الأصولية تؤيده وهي ترك الاستفصال في حكاية الحال
مع قيام الاحتمال، ينزل منزلة العموم في المقال».
(حاشية التمهيد (۱۷۸/۷)
٢٤٩ - وعن رواية المعافى
قال: المعافى بضم الميم وفتح الفاء الممدودة، هو ابن عمران بن نفيل الأزدي الفهمي، أبو مسعود النفيلي الموصلي، الفقيه الزاهد، لزم الثوري وتفقه به. قال ابن سعد: كان ثقة خيرًا فاضلا صاحب سُنّة.
(حاشية التمهيد (۱۷۹/۷)
٢٥٠ - تعقيبه على قول ابن عبد البر : لأن الحديث الموجب للكفارة لم
يفرق بين الناسي والعامد»:
قال الغماري: يردُّه ما أثبت في الصحيح من قول السائل: «هلكت».
وفي رواية: «احترقت».
قال الحافظ في "الفتح": استدل به على أنه كان عامدا؛ لأنَّ الهلاك والاحتراق مجاز عن العصيان المؤدّي إلى ذلك، فكأنه جعل المتوقع كالواقع، وبالغ فعبر عنه بالماضي، وإذا تقرر ذلك فليس فيه حجة على وجوب الكفَّارة على
الناسي، وهو مشهور قول مالك والجمهور. اهـ
(حاشية التمهيد (۱۷۹/۷)
٢٥١ - ما قاله عن محمد بن بكير :
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۱۷
قال الغماري: كذا بالأصل والصَّواب بكر، وهو محمد بن بكر بن داسة
التمار، صاحب أبي داود، ومن رواة "سننه" عنه ، وهو مُسند البصرة ومحدثها.
توفي سنة ٣٤٦).
(حاشية التمهيد (۱۸۰/۷)
٢٥٢ - ما قاله عن أحمد بن علي بن المثنى:
قال الغماري: هو أبو يعلى صاحب "المسند" و"المعجم"، وأحد شيوخ ابن حبان، روى عنه كثيرًا في "صحيحه" وقال عنه : كان ثقة متقنا، وبينه وبين
النبي ثلاثة أنفس، وهذا إسناد في غاية العلو.
توفي (سنة ٣٠٧).
(حاشية التمهيد ۱۸۰/۷)
٢٥٣ - وعن حديث: «الله أطعمك وسقاك أتم صومك»:
قال الغماري: رواه الشيخان وروى ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، عن أبي هريرة، عن النبي لالالالالالا و قال : «من أفطر في شهر رمضان ناسيا، فلا قضاء عليه ولا كفارة».
وروى الدارقطني من حديث أبي سعيد الخدري مثله، وأفتى به علي، وزيد
ابن ثابت وأبو هريرة وابن عمر ، ولا مخالف لهم من الصحابة.
(حاشية التمهيد ١٨٠/٧)
٢٥٤ - وعن: أحمد بن عمران الأخفش:
قال: أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني أبو عبدالله الأخفش النحوي
اللغوي، أصله من الشام وتأدب بالعراق، وقدم مصر.
۲۱۸
المستدرك
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: روى عن وكيع وزيد بن
الحباب، وصنف: "غريب الموطأ". وتوفي قبل (سنة ٢٥٠ ) .
حاشية التمهيد (۱۸۲/۷)
٢٥٥ - وعن حديث: «من أنفق زوجين في سبيل الله ... » . قال: رواه البخاري في كتاب الصيام)) من طريق معن، عن مالك.
ورواه في «فضائل أبي بكر من طريق شعيب، عن الزهري به.
ورواه مسلم من طريق يونس، ومن طريق صالح بن كيسان، ومن طريق معمر ثلاثتهم، عن الزهري به.
ورواه البخاري في «الجهاد» من طريق يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: «من أنفق زوجين في سبيل الله ، دعاه خزنة الجنَّة كل خزنة باب: أي قُلُ
هلم». قال أبو بكر: يا رسول الله ذاك الذي لا تَوَى - بالقصر هلاك عليه ، قال النبي : إني لأرجو أن تكون منهم. ورواه مسلم من هذا الطريق أيضًا.
(حاشية التمهيد ۱۸۳/۷)
٢٥٦ - وعن جعفر بن محمد الفريابي
قال: الفريابي بكسر الفاء، نسبةً إلى فرياب بلدة قرب بلخ، حافظ ثقة مأمون، رحل من الترك إلى مصر، وكان قاضي الدينور.
قال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفريابي، وفيه عشرة آلاف أو أكثر. توفي سنة ٣٠١)، وقطع التحديث قبل موته بسنة، وحفر لنفسه قبرا، وله
مصنفات.
حواشي «التمهيد» جـا .
۲۱۹
(حاشية التمهيد ٧ / ١٨٤)
٢٥٧ - تخريجه وتعليقه على حديث: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من
الولد ...».
قال الغماري: الحديث رواه أحمد في "المسند" من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية، قال: أتيت أبا ذر . قلت: ما بالك؟ قال: لي عملي. قلت: حدثني قال : نعم ، قال رسول الله لا له : «ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من أولادهما لم يبلغوا الحنث، إلا غفر لهما». قلت: حدثني، قال: نعم، قال رسول الله : «ما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله، إلا استقبلته حجبة الجنّة كلهم يدعوه إلى ما عنده»، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن كانت رجالًا فرجلين، وإن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت بقرا فبقرتين. ورواه من طريق قرة عن الحسن: حدثني صعصعة بن معاوية، قال: انتهيت إلى الربذة فإذا أنا بأبي ذر قد تلقاني برواحل قد أوردها ثم أصدرها، دقد علق قربة في عنق بعير منها ليشرب ويسقي أصحابه، وكان خلقًا أخلاق من
العرب.
قلت: يا أبا ذر مالك؟ قال: لي عملي قلت: إيه يا أبا ذر ما سمعت رسول الله يقول ؟ قال : سمعته يقول: من أنفق زوجين من ماله، ابتدرته حجبة الجنة قلت: ما هذان الزَّوجان؟ قال: إن كانت رجالا فرجلان، وإن كانت خيلًا ففرسان، وإن كانت إبلا فبعيران، حتى عد أصناف المال كله، فأبو ذر أول من فسَّر «زوجين»، وهو أعلى من الحسن.
۲۲۰
المستدرك
(حاشية التمهيد ١٨٦/٧)
٢٥٨ - ما قاله عن: «واو الثمانية»:
قال: قال ابن هشام في "المغني": «واو الثمانية»، ذكرها جماعة من الأدباء كالحريري، ومن النحويين الضعفاء كابن خالويه، ومن المفسرين كالثعلبي، وزعموا أنَّ العرب إذا عدُّوا قالوا: ستة سبعة، وثمانية، إيذانًا بأنَّ السَّبعة عدد
تام، وأن ما بعدها عدد مستأنف. اهـ
(حاشية التمهيد ۱۸۷/۷)
٢٥٩ - توضيحه للواو في الصفة الثامنة من قوله تعالى: عَسَى رَبُّهُ : إِن طَلَقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَجًا خَيْرًا مِنكُنَّ مُسْلِمَتِ مُّؤْمِنَتٍ فَتَتٍ تَبَتٍ عَبِدَاتٍ سَحَةٍ ثَبَتٍ
وَأَبْكَارًا ﴾ [التحريم: ٥]:
قال: قال ابن المنير : ذكر لي الشيخ أبو عمرو بن الحاجب : أنَّ القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الكاتب، كان يعتقد أنَّ الواو في الآية، هي الواو التي سماها بعض ضعفة النحاة «واو الثمانية»؛ لأنها ذكرت مع الصفة الثامنة، فكان
آية
الفاضل يتبجح باستخراجها زائدة على المواضع الثلاثة المشهورة وهي | التوبة، وآية الكهف، وآية الزمر . قال ابن الحاجب ولم يزل الفاضل يستحسن ذلك من نفسه، إلى أن ذكره يوما بحضرة أبي الجود النحوي المقري فبيَّن له أنَّه واهم، وأنَّ الواو ذكرت في الآية، لامتناع اجتماع الصفتين في موصوففٍ واحد، بخلاف ما قبلهما من الصفات، فأنصفه الفاضل واستحسن ذلك منه وقال: أرشدتنا يا أبا الجود. وقال ابن هشام: لو كان الواو «الثمانية حقيقة لم تكن آية الزمر منها، إذ
حواشي «التمهيد» جـ ٧ .
۲۲۱
ليس فيها ذكر عدد البتة، وإنما فيها ذكر الأبواب، وهي جمع لا يدل على عددٍ
خاص، ثم الواو ليست داخلة عليه، بل على جملة هو فيها.
(حاشية التمهيد (۱۸۷/۷)
٢٦٠ - وعن : حسين بن علي البسطامي :
قال: كذا بالأصل، والصواب عيسى، وهو حسين بن عيسى بن حمران
أبو علي الطائي البسطامي بكسر الباء.
روى له الستة إلا ابن ماجه. توفي (سنة ٢٤٧).
(حاشية التمهيد (۱۸۸/۷)
٢٦١ - وعن حيوة بن شريح
قال: حيوة بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح الواو، ابن شريح - بالتصغير - ابن صفوان التيجي، أبو زرعة المصري، ثقة ثبت فقيه
زاهد.
قال ابن حبان: كان مستجاب الدعوة.
روى له الستة توفي سنة ١٥٨).
حاشية التمهيد (۱۸۸/۷)
٢٦٢ - وعن أبي عقيل:
قال: أبو عقيل اسمه زُهرة - بضم الزاء - ابن معبد التيمي المدني، سكن
صر، ثقة مستقيم الحديث.
قال أبو محمد الدارمي: زعموا أنه كان من الأبدال، روى له البخاري
والأربعة.
۲۲۲
المستدرك
توفي بالإسكندرية (سنة ١٣٥) ، وابن عمه : ه مجهول.
(حاشية التمهيد (۱۸۸/۷)
٢٦٣ - وعن حديث: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال : أشهد ... ».
قال : هكذا هو في "سنن النسائي" لكن بغير لفظ: «من». وكذا أخرجه مسلم من حديث عقبة، عن عمر، ومن حديث عقبة عن
النبي الال.
وكذلك رواه ابن ماجه من حديث أنس.
ويظهر: أنَّ زيادة «من»، تصرف من بعض الرواة.
(حاشية التمهيد (۱۸۹/۷)
٢٦٤ - وعن محمد بن سنجر
قال محمد بن سنجر هو ابن عبدالله بن ،سنجر، أبو عبدالله حافظ كبير صاحب "المسند" ، وله "مسند علي"
ومعي
قال ابن أبي حاتم ثقة. وقال ابن سنجر رحلت ومعي إسحاق الكوسج، تسعة آلاف دينار، فكان إسحاق يورق لي ويتزوج في كل بلد، وأنا
أؤدي عنه المهر.
وهو من جرجان واستوطن مصر وبها توفي سنة ٢٥٨)، ولم يقف الذهبي على "مسنده"، فلذلك قال: يعز وقوع حديثه لنا، مع أنه كان موجودًا
بالأندلس وهو من مرويات المؤلف، وابن حزم وغيرهما من الحفاظ. وأخبر المؤلف: أنَّ "مسند" ابن "سنجر" عشرون جزءا، وأنه قرأه على عبيد ابن محمد، وقاسم بن محمد ، ولابن سنجر كتاب "العين" يقع في ستة أجزاء،
حواشي «التمهيد» جـ٧
أخذه المؤلف وابن حزم عن أبي عمر الطلمنكي.
(حاشية التمهيد ١٩٠٧)
٢٦٥ - وعن أبي عثمان:
قال: أبو عثمان ليس هو النهدي، واختلف فيه:
۲۲۳
فقال أبو بكر بن منجويه يشبه أن يكون سعيد بن هانئ الخولاني المصري. وقال ابن حبان: يشبه أن يكون حريز بن عثمان الرحبي.
وقال النووي وقع في سنن أبي داود"، عن أبي عثمان وأظنه سعيد بن
هانئ.
وهذه الجملة ليست في نسختنا، فلعلها وقعت في نسخته، وهي تُرجح
قول ابن منجويه
(حاشية التمهيد ١٩٠٧)
٢٦٦ - وعن حديث: «إن للجنة بابا يدعى الريان ...
قال: رواه البخاري بلفظ : «إنَّ في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد». ورواه مسلم والأربعة إلَّا أبا داود، ورواه الجوزقي في "صحيحه" بلفظ : إنَّ للجنَّة ثمانية أبواب، منها: باب يسمَّى الرِّيان، لا يدخله إِلَّا الصَّائمون».
(حاشية التمهيد (۱۹۱۷)
٢٦٧ - تعليقه على قول ابن عبد البر : وهذا مما يدل – أيضًا – على أنَّ للجنة أبوابا » :
٢٢٤
المستدرك
قال: في ' "مسند أحمد" من حديث أبي هريرة: «لكل أهل عمل باب يُدعون منه بذلك العمل، فلأهل الصيام باب يدعون منه يقال له: الريان ... الحديث». ورواه ابن أبي شيبة - أيضًا - وإسناده صحيح، والمذكور في حديث الترجمة أربعة باب الصَّلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة. قال الحافظ وبقي من الأركان الحج، فله باب بلا شك، وأما الثلاثة
الأخرى:
فمنها: «باب العافين عن النَّاس»، رواه أحمد عن روح بن عبادة، عن أشعث، عن الحسن مرسلًا: «إِنَّ الله بابًا في الجنَّة لا يدخله ! إلا . من عفا عن
مظلمة».
ومنها: «الباب الأيمن وهو باب المتوكلين، الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولا عذاب
وأما الثالث: فلعله «باب الذُّكر»، فإنَّ عند الترمذي ما يومئ إليه، ويحتمل أن يكون «باب العلم، قال: ويحتمل أن يكون المراد بالأبواب التي يدعى منها أبوابا من داخل أبواب الجنة الأصلية؛ لأنَّ الأعمال الصالحة أكثر عددا من
ثمانية. اهـ
(حاشية التمهيد ١٩٢/٧)
٢٦٨ - تعقيبه على قول ابن عبد البر : ورجاء رسول الله لا يقين : قال: وقع التصريح بوقوع ذلك لأبي بكر، فقد روى ابن حبان في "صحيحه" حديث ابن عباس، وفيه جواب النبي و لا لا لا لا لأبي بكر، بقوله: «أجل وأنت هو يا أبا بكر».
حواشي «التمهيد» جـ ٧
(حاشية التمهيد ١٩٢/٧)
٢٦٩ - وعن نعيم بن سالم:
٢٢٥
قال: كذا بالأصل، والصواب: يغنم» بمثناة تحتية بعدها غين معجمة،
ابن سالم بن قنبر، ضعيف متروك.
قال ابن حبان: كان يضع على أنس بن مالك.
وقال ابن يونس: حدث عن أنس فكذب.
وقد تساهل المؤلّف بإيراد هذا الحديث؛ لأنَّه ذكره استطرادًا لا استشهادًا، ومن المعلوم أن أبا بكر له من المبشرين بالجنة، وموضوع الكلام هنا أنَّه يدعى من أبواب الجنة كلها، وقد ثبت ذلك في حديث ابن عباس.
وفي معنى الحديث الذي أورده المؤلف: ما رواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لا لا لا له : ( من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال أبو بكر: أنا، قال: من أطعم منكم اليوم مسكينا؟»، قال أبو بكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم جنازة؟»، قال أبو بكر أنا، قال: «من عاد منكم اليوم مريضًا؟»، قال أبو بكر : أنا ، فقال رسول الله لا لا لا له : «ما اجتمعت هذه الخصال
قط في رجل، إلا دخل الجنَّة». فالحديث عام.
وكذب يغنم فجعله خاصا بأبي بكر الله .
(حاشية التمهيد (۱۹۳۷)
۲۷۰ - وعن أبي المصعب :
قال: «أل» زائدة للمح ، وأبو مصعب هو أحمد بن القاسم بن الحارث ابن
زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، روى "الموطأ" عن
٢٢٦
المستدرك
مالك، ورواها عنه أبو إسحاق الواسطي.
روى له السنة، وقدَّمه الدارقطني في "الموطأ" على يحيى بن بكير.
توفي سنة ٢٤٢) وله (٩٩سنة).
(حاشية التمهيد ١٩٤٧)
۲۷۱ - وعن ابن بكير
قال: هو يحيى بن عبدالله بن بكير القرشي المخزومي مولاهم، أبو زكريا
المصري.
روى له الشَّيخان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه النسائي، ولد
(سنة ١٥٩)، وتوفي سنة ٢٣١).
قال ابن معين: سمع يحيى بن بكير "الموطأ" بعرض حبيب كاتب مالك، وكان شر عرض، كان يتصفّح ورقتين ثلاثة.
وقال ابن حبان في "الضعفاء" في ترجمة حبيب: وسماع ابن بكير وقتيبة كان بعرض حبيب، وقال مسلمة بن قاسم: تكلم في ابن بكير؛ لأنَّ سماعه من مالك إنما كان بعرض حبيب، أما يحيى بن يحيى بن بكير التميمي الحنظلي أبو
زكرياء، راوي "الموطأ" - أيضًا - عن مالك، فهو خراساني نيسابوري. روى له الشيخان ولد سنة (١٤٢) وتوفي سنة ٢٢٦)، وليس مرادها هنا.
(حاشية التمهيد ٧ / ١٩٤) ۲۷۲ - وعن أيوب بن صالح:
قال: أيوب بن صالح بن سلمة الحراني أبو سليمان المدني، روى عن مالك
"الموطأ"، ضعفه ابن معين، وقال ابن عدي روى عن مالك ما لم يتابعه عليه
حواشي التمهيد» جـا .
أحد.
وقال المؤلف: ليس بالمشهور ولا يحتج به .
حاشية التمهيد (١٩٤/٧)
۲۷۳ - وعن حوثرة
۲۲۷
قال: حَوْثَرة، بحاء مهملة ومثلثة مفتوحتين بينهما واو ساكنة، هو ابن محمد
ابن قديد المنقري، أبو الأزهري البصري الوراق، صحح له ابن خزيمة، ووثقه
ابن حبان.
روى عن ابن عيينة والقطان وابن مهدي وغيرهم.
وروى عنه ابن ماجه وأبو داود وابن خزيمة والطبري وغيرهم، (توفي
سنة ٢٥٦).
(حاشية التمهيد ١٩٥/٧)
٢٧٤ - وعن موسى بن طارق
قال موسى بن طارق اليماني الزبيدي قاضي زبيد، أبو قرة صاحب كتاب "السنن" في مجلد، وهو من شيوخ أحمد وإسحاق بن راهويه، روى له النسائي
وهو ثقة.
(حاشية التمهيد ١٩٥/٧)
٢٧٥ - وعن مطرف بن عبدالله اليساري:
قال: هو مُطَرف بوزن ،معلم ابن عبدالله بن مطرف بن سليمان بن یسار اليساري، أبو مصعب المدني الأصم، ابن أخت مالك، ولد (سنة ١٣٧) وتوفي
(سنة ٢٢٠).
۲۲۸
المستدرك
روى له البخاري والترمذي وابن ماجه.
(حاشية التمهيد ١٩٥٧
٢٧٦ - وعن بشر بن عمر:
قال: بشر بن عمر بن الحكم بن عقبة الزهراني الأزدي أبو محمد البصري. روى عن شعبة ومالك وغيرهما، روى له الستة.
وتوفي (سنة ٢٠٧).
(حاشية التمهيد (١٩٥٧
۲۷۷ - عن روح بن عبادة:
قال: روح - بوزن سهل - ابن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي أبو محمد
البصري.
روى عن مالك والأوزاعي ،وغيرهما، وروى له الستة، كان سريا يتحمل
الحمالات، وكان كثير الحديث.
قال علي بن المديني : نظرت لروح في أكثر من مائة ألف حديث، تبت منها
عشرة آلاف.
وقال الخطيب: صنف الكتب في السنن، والأحكام، وجمع التفسير.
توفي سنة ٢٠٥).
(حاشية التمهيد (١٩٥٧
۲۷۸ - وعن سعيد بن عفير
قال: سعيد بن كثير بن عُفَيّر -مصغر - ابن مسلم الأنصاري مولاهم
أبو عثمان المصري.
حواشي «التمهيد» جـا
۲۲۹
روى عن الليث ومالك وابن لهيعة وغيرهم، وروى له الشيخان
والنسائي.
كان من أعلم الناس بالأنساب والأخبار الماضية وأيام العرب مآثرها
ووقائعها، والمناقب والمثالب، وكان أديبا
فصیح
اللسان
حسن
البيان، لا تمل
مجالسته ولا ينزف علمه تحامل عليه الجوزجاني بغير حق؛ لأنه ناصبي، وسعيد
مصري، والمصريون معروفون بحبهم لآل البيت.
ولد سعيد (سنة ١٤٦) وتوفي (سنة ٢٢٦).
(حاشية التمهيد ١٩٥٧)
۲۷۹ - وعن سحنون
قال: سحنون - بفتح السين وضمها - لقب عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي، روى "المدونة" عن ابن القاسم.
سمع من ابن وهب، وسفيان بن عيينة ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وحفص ابن غياث، وأبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم
وغيرهم. وأدرك مالكًا لكن لم يلقه ولد سنة ١٦٠) وتوفي (سنة ٢٤٠).
أفرد ترجمته الحافظ أبو العرب الإفريقي بكتاب سماه "فضائل سحنون"،
وقال: كان ثقة.
(حاشية التمهيد ١٩٥٧
۲۸۰ - وعن علي بن داود:
قال: علي بن داود بن يزيد التيمي القنطري أبو الحسن البغدادي، من
۲۳۰
المستدرك
رجال ابن ماجه، وثقه ابن حبان والخطيب في "تاريخ بغداد".
توفي سنة ٢٦٢).
(حاشية التمهيد ١٩٦/٧)
۲۸۱ - وعن ابن أبي أويس:
قال ابن أبي أويس هو إسماعيل بن عبد الله بن عبدالله بن أويس بن مالك أبو عبد الله بن أبي أويس، ابن أخت مالك وصهره، وثقه أبو حاتم وابن حبان. وقال أحمد: لا بأس به. ورمي بالكذب وضعف العقل والخفة والطيش، حتى قال النسائي عنه: ليس بثقة؛ لاعترافه بأنه كان يضع الحديث لأهل المدينة، إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم.
وقال الحافظ : حصل منه ذلك في شبابه ثم تاب، توفي (سنة ٢٢٦).
(حاشية التمهيد ١٩٦/٧)
۲۸۲ - وعن الحسن بن رشيق
قال: الحسن بن رشيق العسكري المصري.
قال الدارقطني : شيخنا ثقةٌ لا بأس به. وكذا وثقه منصور بن علي
الأنماطي، وأبو العباس النحال.
(حاشية التمهيد (١٩٦/٧)
۲۸۳ - وعن حديث: «... لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة»: قال: رواه البخاري بهذا اللفظ عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن أبي
الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
لكن ذكره الراوي بصيغة الشَّك: «لو لا أن أشق على أمتي».
حواشي «التمهيد» جـ٧
۲۳۱
أو «لو لا أنْ أشقّ على النَّاس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة».
ورواه معن بن عيسى في "الموطأ" بلفظ : «عند كل صلاة».
وكذا رواه النسائي عن قتيبة عن مالك، والبزار من طريق روح بن عبادة عن مالك، تابعه سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، كذلك رواه الدارمي ومسلم. وللحديث طرق عن زيد بن خالد الجهني، عند الترمذي وصححه. وعن عليّ عند أحمد، والبزار بإسناد رجاله ثقات.
وعن أم حبيبة، وزينب بنت جحش، ورجل من الصحابة، عند أحمد
بأسانيد رجالها ثقات.
وعن
عائشة عند البزار بإسناد ضعيف.
وعن ابن عباس عند البزار والطبراني بإسناد ضعيف.
وعن العباس وابن عمر عند الطبراني بإسنادين ضعيفين.
وعن غيرهم من الصحابة يزيدون على ثلاثين، وقد أورده سيدي محمد بن جعفر الكناني في "نظم المتناثر " . وللحافظ أبي نعيم كتاب "السواك"، روى فيه
أحاديث كثيرة في فضل السواك.
(حاشية التمهيد ١٩٦/٧-١٩٧)
٢٨٤ - وعن حديث: «... لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء : قال بهذا اللفظ رواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن روح بن عبادة، عن
مالك بالسند المذكور هنا.
وعلقه البخاري في "صحيحه" بلفظ: «عند كل وضوء».
ورواه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بالسند واللفظ
۲۳۲
المذكورين هنا.
المستدرك
ورواه أحمد - أيضًا - من طريق سعيد بن أبي هلال، عن الأعرج، عن أبي
هريرة، بلفظ: «مع الوضوء».
ورواه الحاكم من طريق عبد الرحمن السراج بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، بلفظ : «لو لا أن أشقّ على أمتي، لفرضت عليهم السواك
مع الوضوء». وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
ورواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن عن علي بلفظ: «لو لا أن أشق
على أمتي، لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء».
وأحاديث السواك متواترة كما سبقت الإشارة إليه في التعليقة السابقة.
(حاشية التمهيد ١٩٧/٧)
٢٨٥ - وعن معنى «العشي والهجير والغداوت»
قال الغماري: العشي آخر النهار.
والهجير وسط النهار من زوال الشمس إلى العصر.
والغدوات: بفتح الغين والدال جمع غَدْوَة كسجدة، وهي من الفجر إلى
الشروق.
(حاشية التمهيد ١٩٨/٧)
٢٨٦ - وعن حديث : « أنه كان يستاك وهو صائم :
قال: روى أحمد وأبو داود والترمذي عن عامر بن ربيعة، قال: «رأيت النبي يا ست الكل وهو صائم، ما لا أحصي أو أعده». حسنه الترمذي، وعلقه يستاك . البخاري بصيغة التضعيف؛ لأنَّ في سنده عاصم بن عبيد الله، ضعفه البخاري
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۳۳
وغيره، ولكن يشهد له ما رواه ابن ماجه والدارقطني من طريق مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت قال رسول الله : «من خير
خصال الصائم السواك».
مجالد ضعيف، لكن حسن حديثه الذهبي في "جزء الدينار".
وقال أحمد بن منبع في "مسنده: حدثنا الهيثم بن خارجة: ثنا يحيى بن حمزة، عن النعمان بن المنذر ، عن عطاء وطاووس ومجاهد، عن ابن عباس أنَّ
النبي تسوك وهو صائم. هذا إسناد حسن.
وروى الدارقطني عن أبي إسحاق الخوارزمي قال: سألت عاصما الأحول، أيستاك الصائم؟ قال: نعم، قلت: برطب السواك ويابسه؟ قال: نعم، قلت: أول النهار وآخره؟ قال: نعم، قلت عمَّن؟ قال: عن أنس بن مالك، عن النبي .
قال الدارقطني أبو إسحاق الخوارزمي ضعيف.
(حاشية التمهيد (۱۹۸۷)
۲۸۷ - تعليقه على كراهة مالك وأصحابه والحسن بن يحيى السواك
الرطب للصائم:
قال: قال البخاري :باب: سواك الرطب للصائم».
قال الحافظ: «أشار بهذه الترجمة إلى الردّ على من كره الاستياك للصائم
بالسواك الرطب، كالمالكية والشعبي».
وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي حمزة المازني، قال: أتى ابن سيرين رجل، فقال: ما ترى في السواك للصائم؟ قال: لا بأس به. قال: إنَّه جريد وله طعم؟
٢٣٤
المستدرك
قال: والماء له طعم، وأنت تمضمض به.
(حاشية التمهيد (۱۹۸۷)
۲۸۸ - و عن قول الشافعي: أكرهه - أي السواك – بالعشي للخلوف: قال: روى الطبراني عن خباب ، عن النبي لا لا لا لو قال: «إذا صمتم فاستاكوا
بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي، فإنَّه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي، إلا كان له نور بين عينيه يوم القيامة».
في سنده كيسان أبو عمر القصار، ضعفه أحمد وابن معين والساجي. وقال الدارقطني : ليس بالقوي وذكره ابن حبان في "الثقات".
(حاشية التمهيد (۱۹۹/۷)
۲۸۹ - وعن ابن علية :
قال: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي موالهم، أبو بشر البصري، وعُليَّة بالتصغير أمه. وقيل: جدته أم أمه.
قال شعبة : هو ريحانة الفقهاء. وقال - أيضًا - : سيد المحدثين. روى له الستة، ولد (سنة ١١٠) وتوفي سنة ١٩٤).
وكان يقول : من قال ابن عُليَّة، فقد اغتابني.
(حاشية التمهيد ۱۹۹/۷)
٢٩٠ - تعليقه على قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ
الْعُسْرَ [البقرة: ١٨٥]:
قال: آية (١٨٥)، سورة البقرة، وهذه الآية تدل على امتناع التكليف
بالمحال ؛ لأنَّ الله تعالى أخبر أنَّه لا يريد بنا العسر، والمحال أشد
العسر،
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٣٥
فالتکلیف به ممتنع؛ لأنَّ ما لا يريده الله يمتنع وقوعه، ومثالها في الدلالة على هذا المعنى آية : مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَج ﴾ [المائدة: 6]، والذين أجازوا التكليف بالمحال غفلوا عن هاتين الآيتين، ولا أعرف قولا للأشعرية أضعف من هذا القول والعجيب أنَّهم قالوا: لا تتعلق القدرة بالمحال !! فأصابوا، وبينت وجه إصابتهم في رسالتي "رفع الإشكال عن مسألة المحال"، أبطلت فيها قول ابن حزم ومن قلده، ثم أجازوا التكليف
بالمحال فتناقضوا.
(حاشية التمهيد ٢٠٠٧
۲۹۱ - تخريجه لخبر : .... لم يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ...».
قال: في "الصحيحين" عن عائشة و لا الهلال : قالت: «ما خير رسول الله
.
.
بين أمرين إلَّا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إنما ، فإن كان إنما كان أبعد الناس منه». وعند الطبراني في "الأوسط" من حديث أنس ولفظه : «ما خُير بين أمرين
إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن الله فيه سخط».
(حاشية التمهيد ٢٠٠٧
۲۹۲ - تعليقه ما قاله ابن معين: «لا يصح حديث الصلاة، بأثر السواك أفضل من الصلاة بغير سواك
قال: لعل ابن معين لم يقف على طرق الحديث التي يتعذر الحكم عليه
بالبطلان مع وجودها، فروى أحمد وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار والحاكم والدارقطني، من طريق ابن إسحاق، ومعاوية بن يحيى الصدفي، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، عن النبي لا لا لا قال: «فضل الصلاة بالسواك
٢٣٦
المستدرك
على الصلاة بغير سواك سبعون ضعفًا».
معاوية «ضعيف»، وابن إسحاق «ثقة» لكنه مدلس.
ورواه الخطيب في "المتفق والمفترق" من طريق سعيد بن عفير، عن ابن
لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة.
وابن لهيعة مدلس.
ورواه أبو نعيم من طريق فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، عن عائشة.
وفرج ضعيف.
وروى أبو نعيم في كتاب "السواك" عن جابر قال : قال رسول الله : ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك
وروى أبو نعيم في كتاب "السواك" عن جابر قال : قال رسول الله لا اله الاول : لإنْ أُصلي ركعتين بسواك أحبُّ إليَّ من أنْ أُصلي سبعين ركعة بغير سواك».
قال الحافظ المنذري: «إسناده جيد».
لكن عزا الحافظ ابن حجر هذين الحديثين، وحديث ابن عمر بمعناهما إلى أبي نعيم - أيضًا - متعقبا كلام ابن معين، وقال: أسانيدها معلولة، فالحديث
بمجموع هذه الطرق يبلغ رتبة الحسن.
(حاشية التمهيد (۲۰۰۷-۲۰۱
۲۹۳ - تبينه لمعنى كلمة «الأزم»:
قال: الأزم بوزن الصوم، ومعناه: إمساك عن طعام وكلام ونحوهما.
(حاشية التمهيد (۲۰۱۷)
٢٩٤ - تخرجه الحديث : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
حواشي «التمهيد» جـا .
۲۳۷
قال: رواه أحمد والنسائي، وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وعلقه البخاري
بصيغة الجزم.
ورواه الطبراني من حديث ابن عبّاس، بزيادة: «ومجلاة للبصر». وروى ابن ماجه من حديث أبي أمامة: «تسوكوا فإنَّ السواك مطهرة للفم،
مرضاة للرب». وإسناده ضعيف.
ورواه أحمد عن ابن عمر، وفيه ابن لهيعة.
وأبو نعيم عن أنس، وهو ضعيف.
(حاشية التمهيد (٢٠١٧)
٢٩٥ - وعن «البَشَام» :
قال: البشام بوزن الكلام، شجرٌ طيِّبُ الرِّيح يُستاك به، قاله في "النهاية". روى الطبراني بإسنادٍ حسن عن أبي خَيرة، - بفتح الخاء - العبدي الصباحي - بضم الصاد - قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله افزودنا الأراك نستاك به، فقلنا: يا رسول الله عندنا الجريد ، ولكن نقبل كرامتك وعطيتك، فقال: «اللهم اغفر لعبد القيس إذا أسلموا طائعين غير مكرهين». وروى ابن منده في "الصحابة" من طريق أبي وهب الغافقي، عن عمرو بن شراحيل المعافري، عن أبي زيد الغافقي، قال: قال رسول الله : «الأسوكة ثلاثة: أراك فإن لم يكن أراك فعنم، فإن لم يكن عنم فبطم.
قال أبو وهب: «العنم» الزيتون.
قال ابن منده: حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه.
وروى الطبراني في "الأوسط"، وعنه أبو نعيم في كتاب "السواك"، بإسناد
۲۳۸
المستدرك
ضعيف عن معاذ بن جبل ، عن النبي لا لا لا لو قال: «نعم السواك الزيتون من ) شجرة مباركة، يطيب الفم ويذهب بالحفر، وهو سواكي وسواك الأنبياء
قبلي.
وتفسير «العنم» بالزيتون غريب ما أراه يصح، والمعروف في كتب اللغة، أنَّ
العنم شجر لين الأغصان، تشبه به بنان الجواري.
والبَطَم»: بوزن قفل وكتب الحبَّة الخضراء أو شجرها، ذكروا للثمرة
فوائد طيبة تنظر في كتب المفردات والنباتات.
(حاشية التمهيد (۲۰۱۷-۲۰۲
٢٩٦ - وعن استخدام الريحان في الاستياك:
قال: قال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده": حدثنا الحكم بن موسى: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، قال: نهى رسول الله لا لا لا لا لا لا لا لا بد عماد الريحان، وقال: «إنه يحرك عرق الجذام». ضمرة تابعي، فالحديث مرسل ضعيف الإسناد.
(حاشية التمهيد (٢٠٢٧
۲۹۷ - تعليقه على ما ذهب إليه طائفة من العلماء بأن: «الأصبع تغني عن
السواك:
قال: لما رواه الدارقطني وابن عدي والبيهقي من طريق عبدالله بن المثنى،
عن النضر بن أنس، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجزي من السواك
الأصابع».
قال الحافظ ابن حجر: في إسناده نظر.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۳۹
وقال الضياء المقدسي : لا أرى بسنده بأسا.
وله طريق عن عائشة عند ابن عدي، والطبراني، وأبي نعيم، وفيه المثنى بن
الصباح، «متروك».
نعيم
وعن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عرف عن أبيه، عن جده، عند أبي
وكثير «متروك» أيضًا.
وروى الطبراني من طريق الوليد بن مسلم: حدثنا عيسى بن عبدالله الأنصاري، عن عطاء عن عائشة قلت يا رسول الله الرجل يذهب فوه أيستاك؟ قال: «نعم». قلت كيف يصنع؟ قال: «يدخل إصبعه في فيه».
وعيسى ضعيف.
(حاشية التمهيد (٢٠٢/٧
۲۹۸ - تعليقه على حديث: كان رسول الله يشوص فاه بالسواك : قال: في "الصحيحين عن حذيفة ه قال: كان رسول الله لا إذا قام
ليتهجد يشوص فاه بالسواك.
يَشُوص» بوزن يقول ، وفيه تأويلات ذكر المؤلف أحدها وهو ضعيف،
يرده قوله: «بالسواك».
والثاني: يُدلّك أسنانه عرضًا بالسواك، قاله ابن الأعرابي.
وإبراهيم الحربي والخطابي وهو الرَّاجح المتعين هنا.
والثالث: يغسل، قاله كراع والهروي.
والرابع: يتقي أسنانه، قاله أبو عبيد والداودي.
٢٤٠
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٠٢/٧
۲۹۹ - وعن حديث: «هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه ..... قال: رواه البخاري عن القعنبي، ومسلم من طريق ابن وهب، كلاهما عن
مالك.
ورواه مسلم من طريق يونس، ومن طريق سفيان بن عيينة كلاهما، عن
الزهري به.
ورواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري أيضًا.
ورواه الأوزاعي عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. ورواه النعمان بن راشد عن الزهري عن السائب بن يزيد كلاهما، عن
معاوية.
قال النسائي: والمحفوظ رواية الزهري عن حميد بن عبد الرحمن.
(حاشية التمهيد ٢٠٣/٧)
٣٠٠ - ما قاله عن حامد بن يحيى
قال: حامد بن يحيى بن هانئ البلخي أبو عبدالله، ثقة حافظ روى عنه أبو
داود وغيره. قال ابن حبان في "الثقات": كان ممن أفنى عمره في مجالسة ابن عيينة، وكان
من أعلم أهل زمانه بحديثه.
توفي بطرسوس، في رمضان (سنة ٢٤٢).
(حاشية التمهيد ٢٠٣/٧)
٣٠١ - وعن حديث ابن عباس: ما علمت رسول الله و صام يوما
حواشي «التمهيد» جـ٧
يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم»، يعني: عاشوراء.
٢٤١
قال: رواه عبد الرازق وأحمد والشيخان بزيادة: «وهذا الشهر»، يعني: رمضان. وروى الطبراني في "الكبير" عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله الا الاول : ليس ليوم فضل على يومٍ في الصيام إلا يوم عاشوراء ولا لشهر فضل على شهر في الصيام إلا شهر رمضان». رجال إسناده ثقات.
(حاشية التمهيد ٢٠٤/٧)
٣٠٢ - تعليقه على ما قاله المصنف : ( وأما قوله الاول : من شاء فليصمه،
ومن شاء فليفطره فإن هذه إياحة وردت بعد وجوب
قال: هذا أحد الأدلة للقاعدة الأصولية التي مفادها: «أنَّ وجوب الشَّيء
إذا رفع بنسخ أو عذر، بقي الجواز بالمعنى الشامل للندب».
فصوم عاشوراء نُسخ وجوبه برمضان، فبقي مستحبا لترغيب الشارع فيه، وإتمام الصَّلاة رفع عن المسافر لعذر السَّفر فبقي جائزا، وكذلك الصوم، سقط عن المسافر ، فبقي جائزا على الأصل، والوضوء لكل صلاة نسخ وجوبه، فبقي
مستحبا، وقيام الليل نسخ وجوبه فبقي مستحبّا لترغيب الشارع فيه.
(حاشية التمهيد ٢٠٤/٧
٣٠٣ - وعن قول عائشة : كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان ...»، وصيام يوم عاشوراء
قال: في مصنف عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: «كنا نُؤمر بصيام يوم عاشوراء، فلما نزل صيام شهر رمضان، كان من شاء صامه ومن شاء تركه».
٢٤٢
المستدرك
وفي "الصحيحين" من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه.
وفي رواية لمسلم عنها: (فلم) فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء
ترکه».
وله عنها - أيضًا - قالت: كان رسول الله له الا الله يأمر بصيامه قبل أن يفرض رمضان، فلما فرض رمضان كان من شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء أفطر. فهذه الأحاديث وغيرها تصرح بأن النبي لو فرض صوم عاشوراء،
وكان فرضه في السنة الأولى للهجرة، ثمَّ نُسخ في السنة الثانية برمضان. وروى الطبراني في "الكبير" من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة ابن زید ابن ثابت، عن أبيه قال: ليس يوم عاشوراء باليوم الذي يقوله النَّاس، إنما كان يوم تستر فيه الكعبة، وكان يدور في السَّنة وكانوا يأتون فلانا - اليهودي - فيسألونه، ليحسب لهم، فلما مات، أتوا زيدًا فسألوه. قال الحافظان الهيثمي وابن حجر: إسناده حسن، أفاد هذا الأثر أن يوم عاشوراء ليس هو اليوم الذي يعظمه اليهود ويصومنه، بل كان يوم عاشوراء عند قريش يسترون فيه الكعبة ويصومون فيه تعظيما له؛ لأنه يأتي في شهر حرام بعد الحج، أو تلقوا تعظيمه من شرع سابق كشرع إسماعيل، أو أنهم أذنبوا في الجاهلية ذنبًا عظم في صدورهم فقيل لهم: صوموا هذا اليوم يكفر ذلك الذنب، كما جاء عن عكرمة، وكان اليهود يعظمون يوما نجى الله فيه موسى
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٤٣
وقومه، وكانوا يأتون إلى يهودي منهم، يعيّن لهم ذلك اليوم بطريق الحساب، فلما هلك أتوا زيد بن ثابت يسألونه تعيين ذلك اليوم؛ لأنه كان يعرف لغتهم، ودرس كتبهم، وحين هاجر النبي و لا لا لا اله إلى المدينة صادف في تلك السنة مجئ يوم اليهود مع يوم عاشوراء، فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى، فأمر النبي ، بصيامه ، تعظيما لموسى مع ا أنه كان يصومه بمكة، وظن كثير من النَّاس أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى، وعظمته اليهود
لذلك.
وهذا خطأ؛ لأنَّ يوم عاشوراء، يوم عربي إسلامي كيوم عرفة، وهو مرتبط بالسنة الهلالية، ويوم اليهود الذي يعظمونه مرتبط بالسنة الشمسية التي يؤرخون بها، فهو يوم عبري اتخذوه عيدًا لهم، لنجاتهم فيه من فرعون، ويمكن
أن يكون اسمه في لغتهم العبريَّة بما ترجتمه في اللغة العربية «عاشوراء». يؤيد ذلك ما ثبت في كتب التاريخ : أنَّ غرق فرعون كان يون عاشر نيسان (إبريل)، وجاء في بعض الإسرائيليات: أنَّ الله أكرم فيه عشرة من الأنبياء بكرامات، منها: نجاة موسى وبني إسرائيل من فرعون
هذا ولليهود عيد يسمونه العيد الكبير كما عندنا.
والحاصل أن يوم عاشوراء العربي، صح صومه في الجاهلية والإسلام، وما ورد فيه من الفضائل غير الصّوم ذكرته الإسرائيليات في يوم عاشوراء العبري، لكن رفعه بعض الضعفاء والكذابين إلى النبي و وجعلوه في فضل عاشوراء الإسلامي، إما خطأ لتشابه الاسمين ولاجتماع اليومين في بدء الهجرة . وإما قصدًا لأجل أن يكون لعاشوراء الإسلامي فضل على نظيره العبري.
٢٤٤
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٠٤/٧ - ٢٠٥
٣٠٤ - وعن اسم «محمد بن عبدالله بن قوهي:
قال: هكذا في النسختين بدون نقط، والذي أراه أنها بالقاف المضمومة
وهو علم بصيغة النسب، مثل: مكي، مدني، تهامي، هاشمي، عربي. والأصل في «قوهي: أنَّه نسبة إلى قوهستان بلد بجهة نيسابور وبكرمان، قال في "القاموس : ومنه ثوب قوهي لما ينسج بها، أو كل ثوب أشبهه يقال
له: قوهي، وإن لم يكن من قوهستان.
وفي "القاموس" - أيضًا - : والقوهي ثياب بيض.
(حاشية التمهيد ٢٠٦/٧)
٣٠٥ - وعن قول المصنف: ورواه عبد الكريم:
قال : هكذا في نسخة، وفي أخرى: «الكديمي»، وهو الصواب. واسمه محمد بن یونس بن موسیٰ بن سلیمان بن ربيعة بن كديم - مصغَر - الكديمي الشامي، بالمهملة أبو العباس البصري الحافظ.
!
روى عن زوج أمه روح بن عبادة، وأبي علي الحنفي، وعبد الكريم بن روح
ابن عنبسة البصري الموجود اسمه في النسخة المشار إليها، وعن غيرهم. وعدد شيوخه (۱۱۰۰) رجل من البصريين، ولد سنة ١٨٥) وتوفي سنة (۲۸۸)، وقد جاوز المائة.
قال ابن حبّان: كان يضع الحديث، لعله قد وضع على الثقات أكثر من
ألف حديث.
وشيخه أبو علي الحنفي اسمه عبيد الله بن عبد المجيد البصري، روى عن
حواشي «التمهيد» جـ ٧
مالك بن أنس، ومالك بن مغول، وابن أبي ذئب وغيرهم، روى له الستة.
توفي (سنة ٢٠٩).
(حاشية التمهيد (٢٠٦/٧
٣٠٦ - ما قاله عن ابن أبي ذئب :
٢٤٥
قال: يعني: في "موطئه" ، وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث ابن أبي ذئب القرشي العامري المدني، الإمام الحافظ الثقة.
قال ابن حبان: كان من فقهاء أهل المدينة وعبادهم، وكان من أقول أهل زمانه للحق.
ولد (سنة ٨٠)، وتوفي سنة (١٥٩).
(حاشية التمهيد (٢٠٦/٧
٣٠٧ - وعن خبر أن عمر بن الخطاب كتب إلى هشام: إن غدا عاشوراء
فصم ... .
قال: رواه عبد الرزاق عن ابن جريج: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث، عن أبيه أنَّ : عمر بن الخطاب أرسل إلى عبد الرحمن ابن الحارث ليلة عاشوراء، أن تسحر وأصبح صائما. فاصبح عبد الرحمن
صائيا.
ورواه ابن أبي شيبة، عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج به.
(حاشية التمهيد ٢٠٧/٧)
۳۰۸ - و عن الحارث بن عبد الله الكوفي الأعور
قال: الحارث بن عبدالله الكوفي الأعور ، قال ابن أبي داود: كان أفقه
٢٤٦
المستدرك
النَّاس، وأحسب الناس، وأفرض الناس، تعلَّم الفرائض من علي. توفي (سنة
.(٦٥
ولهذا الأثر شاهد رواه عبد الرزّاق عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، قال: ما رأيت أحدًا كان أمر بصوم يوم عاشوراء من علي
وأبي موسى. إسناده صحيح.
«آمر» بالمد معناه أكثر أمرًا.
(حاشية التمهيد ٢٠٧/٧)
٣٠٩ - وعن قول المصنف : وقد روينا عن طارق بن شهاب، أنه قال: كان يوم عاشوراء لأهل يثرب ....
قال: هكذا في الأصلين، والحديث في صحيح مسلم" عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، قال: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيدا، ويلبسون نسائهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فصوموه أنتم". ويظهر أنَّ النَّاسخ صحف كلمة: خيبر بيثرب»، لكن يبقى في الحديث إشكال، وهو: كيف يصوم اليهود عاشوراء، وهو عندهم عيد والعيد لا
يصام؟
فذكر الصيام خطأ ولا بد إلَّا أن يكون صوم العيد مشروعًا عندهم، وهو
الذي يدل عليه حديث ابن عباس الذي أسنده المؤلف.
ثم لا تنس أنَّ العيد عند اليهود يوم عاشوراء بالتاريخ العبري، وهو عاشر
نيسان، والنبي ايوا أمرنا بصيام عاشوراء العربي.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٤٧
(حاشية التمهيد ٢٠٩/٧)
۳۱۰ - وعن حديث ابن مسعود وجابر بن سمرة وقيس بن سعد، قالوا:
كنا نؤمر بصوم عاشوراء ....
قال: حدیث ابن مسعود وجابر بن سمرة في "صحيح مسلم"، وحديث قيس بن سعد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والطحاوي في "معاني الآثار". وورئ الطبراني في "الكبير" عن عبد الله بن أبي سعد، قال: دخلنا على عائد ابن عمرو في يوم عاشوراء، فقال: احلب لهم يا غلام، فقام الغلام إلى نعجة فحلبها فجاءهم، فقال الذي عن يمينه : اشرب، فقال: إنني صائم، فقال: قبل الله منا ومنك، ثم قال للثاني، فقال: إني صائم، فقال: مثل ذلك، ثم للثالث، فقال مثل ذلك، فقال: أكلكم صائم؟ يوشك أن تتخذوا هذا اليوم بمنزلة رمضان، إنما كنا نصوم هذا اليوم قبل أن يفرض علينا رمضان، فلما فرض علينا رمضان نسخ صوم رمضان صوم هذا اليوم، وهذا اليوم تطوع فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر، فلما سمع القوم ذلك أفطروا جميعا.
قال الحافظ الهيثمي : فيه حشرج بن عبدالله، ولم أجد من ترجمه.
قلت: هو حشرج بن عبدالله بن حشرج بن عائد بن عمرو المزني، يكنى: أبا صخر، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل" وقال: روى عن أبيه، وروى عنه إسحاق بن بهلول الأنباري، وأبو حفص عمرو بن علي. ومحمد بن المثنى. سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ. ولم يذكره الذهبي في
"الميزان"، فلذلك لم يعرفه الهيثمي.
ولفظ: «شيخ» في الرتبة الخامسة من رتب التعديل.
٢٤٨
المستدرك
وعائذ بن عمرو: صحابي معروف.
حاشية التمهيد (۲۰۹/۷-۲۱۰)
۳۱۱ - كلامه على حديث: صيام يوم عرفة يكفّر ...»، وكلامه على كل
من: محمد بن إسماعيل، وسفيان وأبي قزعة، وأبي الخليل، وحرملة: قال: (محمد بن إسماعيل هو البخاري، وروى هذا الحديث خارج
"الصحيح".
وسفيان هو ابن عيينة.
وأبو قَزَعَة بفتحات اسمه سُوَيد بن حُجَير بالتصغير فيهما.
وأبو الخليل: صالح بن أبي مريم البصري.
وأبو حرملة: إياس بن حرملة الشيباني. ذكره ابن حبان في "الثقات"،
وقال المؤلف: لا يحتج به .
أحمد.
(حاشية التمهيد ٢١١/٧)
۳۱۲ - وعن محمد بن مسعود
قال: محمد بن مسعود بن يوسف النيسابوري، أبو جعفر بن العجمي. روى عن القطان، وابن مهدي. وروى عنه: أبو داود، وابن وضاح. قال الخطيب: كان ثقة. وقال ابن وضاح: رفيع الشان فاضل، ليس بدون
توفي سنة ٢٤٧)، وللمغاربة عنه أسئلة في الرجال والعلل.
(حاشية التمهيد (۲۱۱/۷
۳۱۳ - ما قاله عن غيلان بن جرير المعولي وعبد الله بن معبد الزماني:
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٤٩
قال: المعولي بفتح الميم وكسرها وسكون المهملة، وفتح الواو: نسبة إلى
المعاولة قبائل من الأزد.
والزماني بكسر الزاي وشد الميم نسبة زمان بن مالك، والزماني هذا ثقةٌ، إلا أنَّ البخاري قال : لا يعرف سماعه من أبي قتادة، فيكون في السند إرسال.
(حاشية التمهيد ٢١١/٧)
٣١٤ - كلامه على حديث : أنه لا وهو أمر قوما قد طعموا يوم عاشوراء أن يكفوا عن الطعام .... قال: ولفظه في "صحيح مسلم : وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: يُكفر السنة الماضية والباقية»، وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «يكفر
السنة الماضية».
قبله
وفي رواية له: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». وله طرق. وعلل بعض العلماء تفضيل صوم عرفة على عاشوراء: بأن الأول سنة
محمدية، والثاني سنة موسوية. وهذا خطأ من وجهين:
أحدهما: أن هذا التعليل يقتضي تفضيل صوم عاشوراء؛ لأنه حيث كان سنة موسوية، وأقره الإسلام صار سنة محمديَّة - أيضًا -، فجمع الفضيلتين، ولهذا يؤتى الكتابي أجره مرتين حيث يسلم.
ثانيهما: أن صوم عاشوراء سنة محمديَّة - أيضًا -، وإنما اتفق .
مع
السنة
الموسوية في الاسم فقط، كما اتفق السنتان في اسم العيد الكبير، ولكن الحكمة
٢٥٠
المستدرك
في تفضيل صوم يوم عرفة أنه أحد الأيام العشر التي قال فيها النبي : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله عزَّ وجلّ من هذه الأيام»، يعني: أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثمَّ لم يرجع من ذلك بشيء». رواه
البخاري من حديث ابن عباس.
(حاشية التمهيد (۲۱۱/۷-۲۱۲
٣١٥ - وعن حديث: «أذن في قومك يوم عاشوراء ...». قال: رواه البخاري في مواضع من "صحيحه" وهو من "ثلاثياته".
والرجل المبهم في الحديث: هو «أسماء بن حارثة».
روى أحمد من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند، قال: وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله لا يأمر قومه بصيام عاشوراء، قال: فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة، أنَّ رسول الله بعثه فقال: مُرُ قومك بصيام هذا اليوم»، قال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: «فليتموا آخر يومهم».
وروى الطبراني بإسنادٍ صحيح عن أسماء بن حارثة، قال: بعثيي رسول الله يوم عاشوراء، فقال: «ائت قومك فمرهم أن يصوموا هذا اليوم»، قال: يا رسول الله ما أراني آتيهم حتى يطعموا، قال: «مر من طعم منهم
فليصم بقيَّة يومه».
حاشية التمهيد (۲۱۲/۷).
٣١٦ - وعن حديث الحكم بن الأعرج، قال: أتيت ابن عباس في المسجد
حواشي «التمهيد» جـا
٢٥١
الحرام فسألته عن يوم عاشوراء ....
قال: رواه مسلم في "الصحيح"، ولفظ أوله: سألت ابن عباس وهو متوسد
رداءه عند زمزم، عن صوم عاشوراء؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فأعدد وأصبح يوم التاسع صائما ... الحديث.
لكن يعارضه ما في "صحيح مسلم" - أيضًا – عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، فإنَّه يـ يقتضي أنه كان يصوم العاشر، ثم هم بصيام التاسع مخالفة لليهود. وروى البيهقي حديث الحكم بن الأعرج بلفظ أزال التعارض، فإنَّه قال
في روايته: «فإذا أصبحت من تاسعه، فاصبح صائما .
قال الزين بن المنير : قوله: «فإذا أصبحت من تاسعه فاصبح صائمًا»، يشعر بأنه أراد العاشر؛ لأنَّه لا يصبح صانها بعد أن أصبح من تاسعه، إلَّا إذا نوى الصيام من الليلة المقبلة، وهي الليلة العاشرة، واعتمده الحافظ.
(حاشية التمهيد ٢١٣/٧)
۳۱۷ - وعن سلام بن سالم، وشيخه زيد بن العمي: قال: كذا في نسخة، وفي أخرى: سلم، وهو الصواب وسلام بتشديد اللام، وهو ضعيف متروك.
وشيخه زيد بن الحواري العمي بتشديد الميم: ضعيف.
(حاشية التمهيد ٢١٤/٧)
۳۱۸ - وعن القاسم بن غنام
قال: كذا في النسختين، وهو تصحيف والصواب: القاسم بن عباس،
٢٥٢
المستدرك
وهو ابن محمد بن معتب بن أبي لهب الهاشمي، أبو العباس المدني، قتل بالمدينة
أيام الحرورية (سنة ١٣٠).
والحديث رواه مسلم بالسند المذكور هنا عن ابن أبي شيبة، وأبي كريب عن
وکیع به .
(حاشية التمهيد (٢١٤/٧)
۳۱۹ - كلامه على حديث: «فإذا كان العام المقبل صمنا التاسع
قال: رواه مسلم في "صحيحه"، ومعنى الحديث: أنَّ النبي كان
أنَّ
يصوم يوم عاشوراء، ويأمر بصومه باعتباره يوما عربيًا إسلامياً، ثمَّ علم اليهود والنصارى يعظمون يوما عبريًا يسمونه عاشوراء – أيضا – فعزم أن
السبت
.
اليهود
يصوم اليوم التاسع مع العاشر مبالغة في مخالفتهم، ومثل هذا ما ثبت عن أم سلمة قالت: إن رسول الله لا ل ا ل ل وهو أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم ويوم الأحد، كان يقول: إنهما يوما عيد للمشركين والنصارى ، وأنا أريد أن اخالفهم». رواه ابن خزيمة في "صحيحه". فاعجب لمن يتخذ هذين اليومين للراحة والاستحمام ويدع يوما
عيد المسلمين!!.
حاشية التمهيد (٢١٤/٧-٢١٥)
۳۲۰ - وعن ابن مقلاص:
الجمعة
قال مقلاص بكسر الميم وسكون القاف، وهو عمر بن عبد العزيز بن عمران ابن أيوب بن مقلاص أبو حفص الخزاعي، ثمَّ المصري، فقيه ثقة. توفي
(سنة ٢٨٥).
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٥٣
(حاشية التمهيد ٢١٥/٧)
٣٢١ - وعن حديث: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم»:
قال: رواه البخاري عن إسماعيل، عن أبي أويس، عن مالك.
ومسلم عن يحيى بن يحيى، عن مالك.
ورواه البخاري - أيضًا - عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك. ورواه البخاري ومسلم - أيضًا - من طريق آخر، عن سعيد بن المسيب، قال: قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها، فخطبنا فأخرج كبة من شعر، فقال: ما كنت أرى أنَّ أحدا يفعل هذا غير اليهود، وإنَّ النَّبي : «سماه الزور»، عني الوصال في الشعر.
ورواه الطبراني من طريق عروة ، عن معاوية، قال: وجدت هذه عند أهلي وزعموا أنَّ النِّساء يزدنه في شعورهن .... وذكر الحديث. القصة والكبة بضم أولها هي التي تسمى اليوم بالبروكة .
يهوديَّة لا يعرفها العرب ، وإنما أخذوها عن اليهود بالمدينة. (حاشية التمهيد ٢١٦/٧)
وهي
عادة
۳۲۲ - وعن قوله تعالى: فَأَنَهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب يُخرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَتَأَولِي الْأَبْصَرِ ﴾ [الحشر: ٢]: قال: آية (۲) في سورة الحشر ) أورد المؤلف الآية دليلا على صحة القياس؛ لأن قوله تعالى: فَاعْتَبِرُوا ﴾ أمر بالاعتبار مأخوذ من العبور، وهو: المجاوزة من أمر إلى أمر. عبر النهر» أي جاوزه، والدمع عبرة بالفتح؛ لأنه جاوز العين، سيلانا
٢٥٤
المستدرك
على الوجه، والكلام عبارة، لأنه يعبر الهواء من لسان المتكلم إلى أذن السامع، ومفسر الرؤيا عابر ؛ لأنَّه يعبر من ظاهرها إلى باطنها، والقياس الشرعي مجاوزة حكم الأصل إلى الفرع، كمجاورة حريم الخمر إلى النبيذ لعلة الإسكار، ولا بد من وجود رابط بين الطرفين، إمَّا حِسي كالمعبر بين جانبي النهر قنطرة أو سفينة، وإمَّا معنوي كالكفر والمعصية في الاعتبار بحال الكفار والعصاة، وعلة الحكم في القياس الشَّرعي وبهذا التقرير الوجيز تسقط الاعتراضات التي أوردت على الاستدلال بالآية من قبل المانعين.
(حاشية التمهيد ٢١٧/٧)
۳۲۳ - وعن عبيد الله بن محمد بن حبابة
قال: حَبَابة كسحابة، وهو أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة، صاحب
البغوي، وفي نسخة عبدالله وهو خطاً.
حاشية التمهيد (۲۱۷/۷).
٣٢٤ - وعن الحسن بن مسلم بن يناق:
قال: يناق بفتح المثناة التحتية وشد النون، وفي نسخة: الحسن بن محمد بن
مسلم، وهو خطأ.
والحسن بن مسلم هذا تابعي صغير ثقة، من أهل مكة.
(حاشية التمهيد (۲۱۸/۷
٣٢٥ - وعن حديث: لعن رسول الله هلال و الهلال و الواصلة والمستوصلة»
قال: رواه الشيخان من طريق شعبة كما هنا.
وفي رواية للبخاري في هذا الحديث عن عائشة أنَّ امرأة من الأنصار،
حواشي «التمهيد» جـ٧
٢٥٥
زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي و فذكرت ذلك له، فقالت: إنَّ زوجها أمرني أن أصل في شعرها فقال: «لا، إنَّه قد لعن
الموصلات».
ترجم عليها البخاري، باب: لا تطيع المرأة زوجها في معصية». الموصلات بكسر الصاد المشددة وفتحها، والحديث يرد قول من أجاز
للمرأة أن تصل شعرها بإذن زوجها.
(حاشية التمهيد ۲۱۸/۷).
٣٢٦ - تعليقه على ما ورد عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لعن الله
الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات ....
قال: رواه الشيخان قوله: «لم تجمعنا» هكذا هنا.
وعند مسلم: المنجامعها»، وعند البخاري: «ما جامعتها»، وهذه الألفاظ كناية عن طلاقها، يعني: أنها لو فعلت ذلك، طلقها.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وفي إطلاق ابن مسعود نسبة لعن من فعل ذلك الوشم وما معه إلى كتاب الله، وفهم أم يعقوب منه أنه أراد بكتاب الله القرآن وتقريره لها على هذا الفهم، وجوابه بما أجاب دلالة على جواز نسبة ما يدل عليه الاستنباط إلى كتاب الله تعالى وإلى سنة رسوله و نسبة قولية، فكما أجاز نسبة لعن الواشمة إلى كونه في القرآن، لعموم قوله تعالى: وَمَاءَ النَكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ [الحشر: لا مع ثبوت و لعل عنه ل ل ل ا ل له من فعل ذلك، يجوز نسبة من فعل أمرًا يندرج في عموم خبر نبوي، ما يدل على منعه إلى القرآن، فيقول القائل - مثلاً - : لعن الله من غير منار الأرض في القرآن.
٢٥٦
المستدرك
ويستند في ذلك : إلى أنه الله ولعن من فعل ذلك. اهـ
وهذا إذا كان الاستنباط واضحًا لا خفاء فيه كهذا الحديث، فإن كان
الاستنباط فيه غموض أو احتمال لم ينسب بعبارة صريحة، مثال ذلك: أن ابن عباس استنبط من القرآن وجوب ركعتين في السفر، وركعة في الخوف، فقال: «إنَّ الله فرض الصَّلاة على لسان نبيكم على المسافر ركعتن والمقيم أربعا والخوف ركعة».
قوله: «على لسان نبيكم، يقصد القرآن الذي وصل إلينا على لسانه و لكن لما كان الاستنباط خفيًّا، لم يصرح بنسبته إلى الله، كما لم يصرح بنسبته إلى النبي ؛ لأنه لم يثبت في حديث أنه لا لا لا ولو أخبر بوجوب ركعتين في السفر، وركعة في الخوف، ولم يصل في الخوف ركعة قط.
وثبت في صحيح البخاري" عن جابر أنه لا : أتم في السفر. كما ثبت ذلك - أيضًا - في "مصنف عبد الرزاق" وغيره بأسانيد صحيحة.
(حاشية التمهيد ٢١٩/٧)
۳۲۷ - كلامه على حديث: «ما قطع من حي فهو ميت»:
قال: رواه الحاكم من طريق سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء ابن يسار بن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله لو سئل عن جباب أسمنة الإبل، وأليات الغنم؟ فقال: «ما قطع من حي فهو ميت».
رواه أحمد وأبو داود والترمذي، عن أبي واقد الليثي، قال: قدم النبي الله المدينة وهم يحبون أسنمة الإبل ويقطعون أليات الغنم، فقال: «ما يقطع من البهيمة وهي حية فهو ميتةٌ». قال الترمذي حديث حسن غريب، والعمل على
حواشي «التمهيد» جـ ٧
هذا عند أهل العلم.
٢٥٧
ورواه ابن ماجه والبزار والطبراني في "الأوسط"، من حديث ابن عمر،
وإسناده ضعيف.
ورواه ابن ماجه والطبراني وابن عدي عن تميم الداري، قال: قيل: يا رسول الله إنَّ ناسًا يجبون أليات الغنم وهي أحياء؟ فقال: «ما أخذ من البهيمة
وهي حية فهو ميتة». إسناده ضعيف.
(حاشية التمهيد ٢٢٠/٧
۳۲۸ - وعن اختلاف العلماء في الكلام للمأموم والإمام أثناء الخطبة: قال: أما الإمام فقد ثبت في "الصحيحين" عن جابر، قال: دخل رجل يوم الجمعة والنبي و و و و و و يخطب فقال: «أصليت؟»، قال: لا. قال: «فصل ركعتين وتجوز فيهما. ترجم عليه البخاري، باب: إذا رأى الإمام رجلاً جاء وهو يخطب، أمره أن يصلي ركعتين».
قال الحافظ ابن حجر في هذا الحديث : إنَّ للخطيب أن يأمر في خطبته وينهى، ويبين الأحكام المحتاج إليها، ولا يقطع ذلك التوالي المشترط فيها، بل لقائل أن يقول : كل ذلك يعد من الخطبة. وأما المأموم فاستدل بالحديث المذكور على جواز السلام وتشميت العاطس له في حال الخطبة؛ لأنَّ أمرهما أخف وزمنهما أقصر، ولا سيما رد السَّلام فإنَّه واجب. قاله الحافظ في "الفتح" وفي المسألة خلافٌ وتفصيلاتٌ . (حاشية التمهيد ٢٢٠/٧)
۳۲۹ - تنبيهه على خطأ وقع في إحدى النسختين، وهو «وقال أنس بن
٢٥٨
المستدرك
عياض
هنا.
قال: في إحدى النسختين أنس بن مالك، وهو خطأ، والصواب ما هو
وأنس بن عياض مدني ثقةً، روى له الستة، أثنى عليه مالك كثيرا، وقال: لكنه أحمق، يدفع كتبه لهؤلاء العراقيين - يعني فيروونها عنه من غير سماع -، وربما أدخلوا فيها ما ليس من حديثه.
ولذا قال عنه مروان - وقد وثقه - : كانت فيه غفلة الشاميين، كان يعرض كتبه على الناس.
ولد (سنة ١٠٤) وتوفي سنة (۲۰۰)، وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأينا
أسمح بعلمه منه.
(حاشية التمهيد ٢٢١/٧)
۳۳۰ - ما قاله عن «العقيق :
قال: العقيق بوزن أمير مكان قرب النقيع، بينه وبين المدينة ميلان أو ثلاثة، فيه نخيل وماء.
روى البخاري عن ابن عباس أنه سمع عمر الله يقول: سمعت النبي الله و بوادي العقيق يقول: «أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة». وفي "معجم الطبراني "الكبير" بإسنادٍ حسن عن سلمة بن الأكوع قال: كنت أصيد الوحش وأهدي لحمها إلى رسول الله فقدني فقال: «سلمة أين تكون؟»، فقلت: بَعُدَ عليَّ الصَّيد يا رسول الله ، فإنها أصيد بصدر قناة من
حواشي «التمهيد» جـ٧
٢٥٩
نحو ثبيب فقال: «أما لو كنت تصيد بالعقيق لشيعتك إذا ذهبت وتلقيتك إذا
جئت، فإنّي أحبُّ العقيق».
(حاشية التمهيد (۲۲۱/۷
۳۳۱ - وعن حديث: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟»
قال: رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف التنيسي، ومسلم عن يحيى كلاهما عن مالك.
ورواه النسائي عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك.
وهذا الطريق هو المحفوظ
ورواه النسائي من طريق الأوزاعي، عن الزهري: أنَّ محمد بن النعمان، وحميد بن عبد الرحمن، حدثاه عن بشير بن سعد، فجعله من «مسند بشير» والد
النعمان. قال الحافظ : فشذَّ بذلك، والمحفوظ أنه عنهما عن النعمان. اهـ قلت: قد رواه النسائي من طريق الأوزاعي - أيضًا -، عن الزهري، عن
حميد و محمد بن النعمان كالجادة.
ورواه مسلم من طريق ابن عيينة، والليث بن سعد، ويونس، ومعمر كلهم عن الزهري بالإسناد المحفوظ، ثمَّ قال :مسلم: ورواية الليث عن محمد بن النعمان،
وحميد بن عبد الرحمن، أن بشيرا جاء بالنعمان.
قلت: لكنَّ الليث في الزهري، دون مالك .
(حاشية التمهيد ٢٢٣/٧)
حواشي «التمهيد» جـ٧
٢٥٩
نحو ثبيب فقال: «أما لو كنت تصيد بالعقيق لشيعتك إذا ذهبت وتلقيتك إذا
جئت، فإنّي أحبُّ العقيق».
(حاشية التمهيد (۲۲۱/۷
۳۳۱ - وعن حديث: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟»
قال: رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف التنيسي، ومسلم عن يحيى كلاهما عن مالك.
ورواه النسائي عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك.
وهذا الطريق هو المحفوظ
ورواه النسائي من طريق الأوزاعي، عن الزهري: أنَّ محمد بن النعمان، وحميد بن عبد الرحمن، حدثاه عن بشير بن سعد، فجعله من «مسند بشير» والد
النعمان. قال الحافظ : فشذَّ بذلك، والمحفوظ أنه عنهما عن النعمان. اهـ قلت: قد رواه النسائي من طريق الأوزاعي - أيضًا -، عن الزهري، عن
حميد و محمد بن النعمان كالجادة.
ورواه مسلم من طريق ابن عيينة، والليث بن سعد، ويونس، ومعمر كلهم عن الزهري بالإسناد المحفوظ، ثمَّ قال :مسلم: ورواية الليث عن محمد بن النعمان،
وحميد بن عبد الرحمن، أن بشيرا جاء بالنعمان.
قلت: لكنَّ الليث في الزهري، دون مالك .
(حاشية التمهيد ٢٢٣/٧)
٢٦٠
المستدرك
۳۳۲ - وعن حديث: «أكل بنيك أعطيت مثل هذا؟» قال: لكن رواه النَّسائي من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة،
:
عن بشير، أنه نحل ابنه غلاما، فأتى النبي لا لا لا ل ، فأراد أن يُشهد النبي و فقال: أكل ولدك نحلت مثل ذا؟ قال: لا. قال: «فاردده».
ورواه – أيضًا - من طريق عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، أن بشيرًا أتى النبي لالالالا لاله فقال : يا نبي الله نحلت النعمان نحلة؟ قال: «أعطيت لإخوته؟» قال: لا. قال: «فاردده».
(حاشية التمهيد ٢٢٥/٧)
۳۳۳ - وعن قال الشَّافعي ترك التفضيل في عطية الأبناء، فيه حسن الأدب، ويجوز له ذلك في الحكم، وله أن يرجع فيها وهب لابنه؛ لقول النبي : «فارجعه»: قال: الاستدلال بهذه اللفظة على جواز رجوع الوالد فيما يهب لولده غير ظاهر، والظاهر أنَّه إنما أمره بالرجوع؛ لأنَّ الهبة كانت جورًا لا تصح، فيجب
الرجوع فيها لذلك، لا لكونه والدا.
هذا ما يفيده سياق الحديث ومجموع ألفاظ رواياته.
(حاشية التمهيد ٢٢٦/٧)
٣٣٤ - تعليقه على كلام المصنف حيث قال: واستدل الشافعي له بأنَّ
هذا الحديث – أي الحديث السابق - على الندب، بنحو استدلال مالكه
من عطية أبي بكر عائشة: قال: هذا لا يدلُّ على أنَّ الأمر في الحديث للندب، وذلك لوجهين:
٢٦٠
المستدرك
۳۳۲ - وعن حديث: «أكل بنيك أعطيت مثل هذا؟» قال: لكن رواه النَّسائي من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة،
:
عن بشير، أنه نحل ابنه غلاما، فأتى النبي لا لا لا ل ، فأراد أن يُشهد النبي و فقال: أكل ولدك نحلت مثل ذا؟ قال: لا. قال: «فاردده».
ورواه – أيضًا - من طريق عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، أن بشيرًا أتى النبي لالالالا لاله فقال : يا نبي الله نحلت النعمان نحلة؟ قال: «أعطيت لإخوته؟» قال: لا. قال: «فاردده».
(حاشية التمهيد ٢٢٥/٧)
۳۳۳ - وعن قال الشَّافعي ترك التفضيل في عطية الأبناء، فيه حسن الأدب، ويجوز له ذلك في الحكم، وله أن يرجع فيها وهب لابنه؛ لقول النبي : «فارجعه»: قال: الاستدلال بهذه اللفظة على جواز رجوع الوالد فيما يهب لولده غير ظاهر، والظاهر أنَّه إنما أمره بالرجوع؛ لأنَّ الهبة كانت جورًا لا تصح، فيجب
الرجوع فيها لذلك، لا لكونه والدا.
هذا ما يفيده سياق الحديث ومجموع ألفاظ رواياته.
(حاشية التمهيد ٢٢٦/٧)
٣٣٤ - تعليقه على كلام المصنف حيث قال: واستدل الشافعي له بأنَّ
هذا الحديث – أي الحديث السابق - على الندب، بنحو استدلال مالكه
من عطية أبي بكر عائشة: قال: هذا لا يدلُّ على أنَّ الأمر في الحديث للندب، وذلك لوجهين:
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٦١
1 - أن أبا بكر فه لم يبلغه الحديث، كما لم تبلغه أحاديث رواها صغار
الصحابة.
٢ - تقرر في علم الأصول : أنَّ الأمر حقيقة في الوجوب، ولا يصرف عند للندب إلا بقرينة والقرينة إنما تكون من الشارع؛ لأنَّ المتكلم هو الذي ينصب
القرينة على مراده من كلامه لا غيره، وإذن فعمل أبي بكر الله لا يكون قرينة
على أنَّ الأمر في الحديث للندب.
على
أنَّ
عروة بن الزبير أجاب عن فعل أبي بكر له، بأن إخوة
عائشة كانوا راضين بتلك الهبة ، بل يمكن أن نأخذ من استرجاع أبي بكر هبته عند موته، أنه كان يرى وجوب التسوية بين الأولاد في الهبة؛ لأنه لم يسترجعها مع رضا أولاده بها إلا لأجل الحمل الذي تركه في بطن امرأته،
ورضاه غير معلوم.
(حاشية التمهيد ٢٢٦/٧)
٣٣٥ - وعن رواية أبي داود الحديث : النعمان بن بشير: «أكل ولدك نحلته مثل هذا؟»
قال: رواه مسلم من هذا الطريق، ولفظه: «أكل بنيك قد نَحلت مثل ما نحلت النعمان؟ قال: لا. قال: «فأشهد على هذا غيري». ثمَّ قال: «أيسرك أن
يكونوا إليك في البر سواء؟» قال: بلى. قال: «فلا إذن».
(حاشية التمهيد ٢٢٦/٧)
٣٣٦ - تعقيبه على كلام المصنف، واستدلاله بحديث التسوية بين الأبناء في الحديث السابق : بأنَّ هذا الحديث دليلٌ على صحة الهبة؛ لأنَّه لم يأمره - أ - أي
حواشي «التمهيد» جـ ٧
٢٦١
1 - أن أبا بكر فه لم يبلغه الحديث، كما لم تبلغه أحاديث رواها صغار
الصحابة.
٢ - تقرر في علم الأصول : أنَّ الأمر حقيقة في الوجوب، ولا يصرف عند للندب إلا بقرينة والقرينة إنما تكون من الشارع؛ لأنَّ المتكلم هو الذي ينصب
القرينة على مراده من كلامه لا غيره، وإذن فعمل أبي بكر الله لا يكون قرينة
على أنَّ الأمر في الحديث للندب.
على
أنَّ
عروة بن الزبير أجاب عن فعل أبي بكر له، بأن إخوة
عائشة كانوا راضين بتلك الهبة ، بل يمكن أن نأخذ من استرجاع أبي بكر هبته عند موته، أنه كان يرى وجوب التسوية بين الأولاد في الهبة؛ لأنه لم يسترجعها مع رضا أولاده بها إلا لأجل الحمل الذي تركه في بطن امرأته،
ورضاه غير معلوم.
(حاشية التمهيد ٢٢٦/٧)
٣٣٥ - وعن رواية أبي داود الحديث : النعمان بن بشير: «أكل ولدك نحلته مثل هذا؟»
قال: رواه مسلم من هذا الطريق، ولفظه: «أكل بنيك قد نَحلت مثل ما نحلت النعمان؟ قال: لا. قال: «فأشهد على هذا غيري». ثمَّ قال: «أيسرك أن
يكونوا إليك في البر سواء؟» قال: بلى. قال: «فلا إذن».
(حاشية التمهيد ٢٢٦/٧)
٣٣٦ - تعقيبه على كلام المصنف، واستدلاله بحديث التسوية بين الأبناء في الحديث السابق : بأنَّ هذا الحديث دليلٌ على صحة الهبة؛ لأنَّه لم يأمره - أ - أي
٢٦٢
:
المستدرك
النبي - بردها - أي الهبة ، وإنما أمره بتأكيدها بإشهاد غيره عليها : قال رضي الله عنه : في هذا التأويل تكلف، والواقع أنَّ الأمر بإشهاد غيره
تهديد، مثل: «إذا لم تستحي فاصنع ما شئت»، والدليل على ذلك أمور: 1 - من المعلوم بالضرورة: أنَّه لا أحد من المسلمين يشهد على أمر يعلم أنَّ النبي و امتنع من الشهادة عليه.
٢ - أنَّ النبي لالالالالاله بين البشير أنَّ الهبة يجب أن تكون بين الأولاد
بالتساوي، كما أنَّ البِرَّ يجب عليهم بالتساوي، وهذا قياس جلي. - أنَّ النبي لا لا ليلا ونهاه عن تنفيذ الهبة بقوله: «فلا إذن»، والنهي يقتضي
الفساد، فلذلك ردّها ولم ينفذها .
(حاشية التمهيد ٢٢٧/٧)
۳۳۷ - وعن الخرقي:
قال: الخرقي بكسر الخاء وفتح الراء، وهو أبو القاسم عمر بن الحسين بن
عبدالله ابن أحمد الخرقي، شيخ الحنابلة.
توفي بدمشق سنة ٣٣٤).
(حاشية التمهيد ٢٢٧/٧)
۳۳۸ - تصحيحه الخطأ وقع في أحد الأسانيد ، حيث قال: حدثنا محمد بن
جعفر
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: أحمد، وهو الصواب.
(حاشية التمهيد ٢٢٨/٧)
۳۳۹ - وعن قال: حدثنا يعلى
٢٦٢
:
المستدرك
النبي - بردها - أي الهبة ، وإنما أمره بتأكيدها بإشهاد غيره عليها : قال رضي الله عنه : في هذا التأويل تكلف، والواقع أنَّ الأمر بإشهاد غيره
تهديد، مثل: «إذا لم تستحي فاصنع ما شئت»، والدليل على ذلك أمور: 1 - من المعلوم بالضرورة: أنَّه لا أحد من المسلمين يشهد على أمر يعلم أنَّ النبي و امتنع من الشهادة عليه.
٢ - أنَّ النبي لالالالالاله بين البشير أنَّ الهبة يجب أن تكون بين الأولاد
بالتساوي، كما أنَّ البِرَّ يجب عليهم بالتساوي، وهذا قياس جلي. - أنَّ النبي لا لا ليلا ونهاه عن تنفيذ الهبة بقوله: «فلا إذن»، والنهي يقتضي
الفساد، فلذلك ردّها ولم ينفذها .
(حاشية التمهيد ٢٢٧/٧)
۳۳۷ - وعن الخرقي:
قال: الخرقي بكسر الخاء وفتح الراء، وهو أبو القاسم عمر بن الحسين بن
عبدالله ابن أحمد الخرقي، شيخ الحنابلة.
توفي بدمشق سنة ٣٣٤).
(حاشية التمهيد ٢٢٧/٧)
۳۳۸ - تصحيحه الخطأ وقع في أحد الأسانيد ، حيث قال: حدثنا محمد بن
جعفر
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: أحمد، وهو الصواب.
(حاشية التمهيد ٢٢٨/٧)
۳۳۹ - وعن قال: حدثنا يعلى
حواشي «التمهيد» جـا .
٢٦٣
قال: كذا في «ج، و ، م ، وفي "المسند" (٤ / ٢٦٨): حدثني أبو يعلى. وهو محمد بن الصَّلت التوزي، بفتح التاء وتشديد الواو، نسبة إلى توز بلد
بفارس.
توفي (سنة ٢٢٨).
(حاشية التمهيد (۲۲۸/۷
٣٤٠ - وعن قال: حدثنا أبو حباب
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: أبو حيان، وهو الصواب، واسمه يحيى بن
سعيد بن حيان التيمي الكوفي العابد.
توفي سنة ١٤٥).
(حاشية التمهيد (۲۲۸/۷
المهلب
٣٤١ - تصحيحه لخطأ وقع في السند، حيث قال: حاجب بن الفضل بن
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: المفضل. وكذا هو في "المسند" (ج 4 / ص: ٢٧٥)، والمفضل هذا ولاه سليمان بن عبد الملك جند فلسطين، وولاه الحجاج على خراسان بعد عزل أخيه يزيد بن المهلب، فمكث سبعة أشهر، وغزا بادغيس فظفر وغنم، ولما قتل يزيد بعث مسلمة بن عبد الملك في طلب آل المهلب، فهرب المفضل وإخوته إلى سجستان (الأفغان)، فلحقه الطلب هناك،
وحصل قتال فقتل (سنة ١٠٢).
ذكره ابن حبان في "الثقات".
وابنه حاجب بن المفضل كان عامل عمر بن عبد العزيز على عمان، وثقه
حواشي «التمهيد» جـا .
٢٦٣
قال: كذا في «ج، و ، م ، وفي "المسند" (٤ / ٢٦٨): حدثني أبو يعلى. وهو محمد بن الصَّلت التوزي، بفتح التاء وتشديد الواو، نسبة إلى توز بلد
بفارس.
توفي (سنة ٢٢٨).
(حاشية التمهيد (۲۲۸/۷
٣٤٠ - وعن قال: حدثنا أبو حباب
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: أبو حيان، وهو الصواب، واسمه يحيى بن
سعيد بن حيان التيمي الكوفي العابد.
توفي سنة ١٤٥).
(حاشية التمهيد (۲۲۸/۷
المهلب
٣٤١ - تصحيحه لخطأ وقع في السند، حيث قال: حاجب بن الفضل بن
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: المفضل. وكذا هو في "المسند" (ج 4 / ص: ٢٧٥)، والمفضل هذا ولاه سليمان بن عبد الملك جند فلسطين، وولاه الحجاج على خراسان بعد عزل أخيه يزيد بن المهلب، فمكث سبعة أشهر، وغزا بادغيس فظفر وغنم، ولما قتل يزيد بعث مسلمة بن عبد الملك في طلب آل المهلب، فهرب المفضل وإخوته إلى سجستان (الأفغان)، فلحقه الطلب هناك،
وحصل قتال فقتل (سنة ١٠٢).
ذكره ابن حبان في "الثقات".
وابنه حاجب بن المفضل كان عامل عمر بن عبد العزيز على عمان، وثقه
٢٦٤
المستدرك
ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".
روى له: أبو داود والنسائي هذا الحديث، كما رواه أحمد، وليس له ولا لأبيه في الكتب الستة غير هذا الحديث، ووقع في "سنن النسائي": جابر بن المفضل وهو خطأ. حاشية التمهيد (۲۲۸/۷-۲۲۹)
٣٤٢ - تصحيحه لخطأ وقع في النسخة «ج» لحديث: «اعدلوا بين
أبنائكم :
قال: في «ج»: «أعدلوا بين أبنائكم ، اعدلوا بن أبنائكم»، كذا هو في "المسند"، و"سنن أبي داود والنسائي، وحمل الأمر على الوجوب هو المقرر في علم
الأصول، وتكرير الأمر هنا، يدل على: تأكيد الوجوب.
(حاشية التمهيد (٢٢٩/٧)
٣٤٣ - ما قاله عن سعيد بن عثمان، وشيخه إسحاق بن إسماعيل الأيلي: قال: هو أبو علي بن السكن البغدادي نزيل مصر ولد (سنة ٢٩٤)، وتوفي (سنة ٣٥٣).
وارة.
قال الذهبي: ووقع كتابه "الصحيح المنتقى إلى أهل الأندلس". وشيخه إسحاق بن إسماعيل الأيلي، روى عنه: النسائي، وابن ماجه، وابن
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل": كتب إلينا ولم يذكر فيه توثيقا،
وهو ثقةً على طريقة ابن حبّان.
قال ابن يونس: توفي بأيلة في ذي الحجة (سنة ٢٠٨).
(حاشية التمهيد ٢٢٩/٧)
٢٦٤
المستدرك
ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات".
روى له: أبو داود والنسائي هذا الحديث، كما رواه أحمد، وليس له ولا لأبيه في الكتب الستة غير هذا الحديث، ووقع في "سنن النسائي": جابر بن المفضل وهو خطأ. حاشية التمهيد (۲۲۸/۷-۲۲۹)
٣٤٢ - تصحيحه لخطأ وقع في النسخة «ج» لحديث: «اعدلوا بين
أبنائكم :
قال: في «ج»: «أعدلوا بين أبنائكم ، اعدلوا بن أبنائكم»، كذا هو في "المسند"، و"سنن أبي داود والنسائي، وحمل الأمر على الوجوب هو المقرر في علم
الأصول، وتكرير الأمر هنا، يدل على: تأكيد الوجوب.
(حاشية التمهيد (٢٢٩/٧)
٣٤٣ - ما قاله عن سعيد بن عثمان، وشيخه إسحاق بن إسماعيل الأيلي: قال: هو أبو علي بن السكن البغدادي نزيل مصر ولد (سنة ٢٩٤)، وتوفي (سنة ٣٥٣).
وارة.
قال الذهبي: ووقع كتابه "الصحيح المنتقى إلى أهل الأندلس". وشيخه إسحاق بن إسماعيل الأيلي، روى عنه: النسائي، وابن ماجه، وابن
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل": كتب إلينا ولم يذكر فيه توثيقا،
وهو ثقةً على طريقة ابن حبّان.
قال ابن يونس: توفي بأيلة في ذي الحجة (سنة ٢٠٨).
(حاشية التمهيد ٢٢٩/٧)
حواشي «التمهيد» جـ ٧
-
٢٦٥
٣٤٤ - تنبيهه على خطأ وقع في النسخة «م»، وهو: قال سفيان: «ونقلت»
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «ونبئت». وهو الصواب.
(حاشية التمهيد ٢٢٩/٧)
٣٤٥ - ما قاله عن ملك بن مغول، وشيخه أبي معشر الكوفي قال: مغول بكسر الميم وسكون الغين وفتح الواو، ومالك بن مغول
الكوفي، ثقة ثبت عابد صالح، احتج به الستة. توفي (سنة ١٥٩). وشيخه أبو معشر الكوفي اسمه زياد بن كليب التميمي الحنظلي، ثقة. روی له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. توفي (سنة ١٢٠). (حاشية التمهيد ٢٣٠/٧)
٣٤٦ - تعليقه على خبر: «كانوا يحبون أن يسووا بينهم حتى في القبلة»: قال: روى عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني من لا أتهم أنَّ النبي دعاه رجلٌ من الأنصار، فجاء ابن له فقبله وضمَّه وأجلسه إليه، ثم جاءت ابنة له فأخذ بيدها فأجلسها ، فقال النبي : «لو عدلت كان خيرا لك، قاربوا بين أبنائكم ولو في القبل».
ورواه البزار عن أنس: أنَّ رجلا كان عند النبي ، فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه فجأته ابنة له فأجلسها بين يديه، فقال رسول الله : «ألا سويت بينهما؟».
رجال إسناده ثقاتُ إلَّا أنَّ البزار قال: حدثنا بعض أصحابنا ولم يسمه.
(حاشية التمهيد ٢٣٠/٧)
٣٤٧ - تعقيبه على ما ذكره المصنف حيث قال: فإذا جاز أن يخرج (جيمع
حواشي «التمهيد» جـ ٧
-
٢٦٥
٣٤٤ - تنبيهه على خطأ وقع في النسخة «م»، وهو: قال سفيان: «ونقلت»
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «ونبئت». وهو الصواب.
(حاشية التمهيد ٢٢٩/٧)
٣٤٥ - ما قاله عن ملك بن مغول، وشيخه أبي معشر الكوفي قال: مغول بكسر الميم وسكون الغين وفتح الواو، ومالك بن مغول
الكوفي، ثقة ثبت عابد صالح، احتج به الستة. توفي (سنة ١٥٩). وشيخه أبو معشر الكوفي اسمه زياد بن كليب التميمي الحنظلي، ثقة. روی له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. توفي (سنة ١٢٠). (حاشية التمهيد ٢٣٠/٧)
٣٤٦ - تعليقه على خبر: «كانوا يحبون أن يسووا بينهم حتى في القبلة»: قال: روى عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني من لا أتهم أنَّ النبي دعاه رجلٌ من الأنصار، فجاء ابن له فقبله وضمَّه وأجلسه إليه، ثم جاءت ابنة له فأخذ بيدها فأجلسها ، فقال النبي : «لو عدلت كان خيرا لك، قاربوا بين أبنائكم ولو في القبل».
ورواه البزار عن أنس: أنَّ رجلا كان عند النبي ، فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه فجأته ابنة له فأجلسها بين يديه، فقال رسول الله : «ألا سويت بينهما؟».
رجال إسناده ثقاتُ إلَّا أنَّ البزار قال: حدثنا بعض أصحابنا ولم يسمه.
(حاشية التمهيد ٢٣٠/٧)
٣٤٧ - تعقيبه على ما ذكره المصنف حيث قال: فإذا جاز أن يخرج (جيمع
٢٦٦
المستدرك
ولده عن ماله، جاز له أن يخرج):
قال: هذا أحد الأجوبة عن حديث النعمان، وحاصله
قیاس جواز تخصيص الأب بعض ولده بالهبة، وإخراج بعضهم منها على جواز حرمان بعض الأولاد من الهبة بإعطائها لغيرهم، والفرع جواز حرمان بعض الأولاد من الهبة بإعطائها لبعضهم.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": ولا يخفى ضعفه؛ لأنه قياس مع
وجود النص. اهـ
أي: فيكون فاسد الاعتبار كما تقرر في الأصول.
(حاشية التمهيد ٢٣٠/٧)
٣٤٨ - تصحيحه . . الخطأ وقه في السند، حيث قال: «محمد بن راشد قال: كذا في «م»، وفي «ج»: أسد ، وهو الصَّواب، وابن أسد هذا قرطبي،
من شيوخ المؤلف، أخذ عن ابن السكن بمصر.
(حاشية التمهيد ٢٣١/٧)
٣٤٩ - تعليقه على رجوع بشير بن سعد والد النعمان عن عطيته:
قال الغماري: لأنه فهم أ أن نحلته باطلة، وصاحب القصة أولى بأن يتبع
فهمه؛ لأنه أدرى بظروفها وملابساتها.
ورواه البخاري من طريق الشعبي - أيضًا – بلفظ : قال: «لا أشهد على
جور».
وكذا عند مسلم من طريق الشعبي – أيضا –، «والجور»: في عرف الشرع معناه: الظلم وهو حرام.
٢٦٦
المستدرك
ولده عن ماله، جاز له أن يخرج):
قال: هذا أحد الأجوبة عن حديث النعمان، وحاصله
قیاس جواز تخصيص الأب بعض ولده بالهبة، وإخراج بعضهم منها على جواز حرمان بعض الأولاد من الهبة بإعطائها لغيرهم، والفرع جواز حرمان بعض الأولاد من الهبة بإعطائها لبعضهم.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": ولا يخفى ضعفه؛ لأنه قياس مع
وجود النص. اهـ
أي: فيكون فاسد الاعتبار كما تقرر في الأصول.
(حاشية التمهيد ٢٣٠/٧)
٣٤٨ - تصحيحه . . الخطأ وقه في السند، حيث قال: «محمد بن راشد قال: كذا في «م»، وفي «ج»: أسد ، وهو الصَّواب، وابن أسد هذا قرطبي،
من شيوخ المؤلف، أخذ عن ابن السكن بمصر.
(حاشية التمهيد ٢٣١/٧)
٣٤٩ - تعليقه على رجوع بشير بن سعد والد النعمان عن عطيته:
قال الغماري: لأنه فهم أ أن نحلته باطلة، وصاحب القصة أولى بأن يتبع
فهمه؛ لأنه أدرى بظروفها وملابساتها.
ورواه البخاري من طريق الشعبي - أيضًا – بلفظ : قال: «لا أشهد على
جور».
وكذا عند مسلم من طريق الشعبي – أيضا –، «والجور»: في عرف الشرع معناه: الظلم وهو حرام.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
(حاشية التمهيد ٢٣١/٧)
٣٥٠ - توضيحه المعنى كلمة «تلجئه»
قال الغماري: «تلجئة» من الإلجاء، وهو الإكراه.
٢٦٧
والمعنى: أن أم النعمان ألجأت زوجها أن يخص ابنه منها بعطية، ويشهد
عليها النبي الي
(حاشية التمهيد ٢٣٢/٧)
٣٥١ - تعليقه على قول المصنف على أن حديث جابر، يدل على أن
مشاورة سعاد الرسول الله الا الله في هذه القصة إنما كانت قبل الهبة»: قال الغماري: ذكره الطحاوي، ورد الحافظ ابن حجر: بأنَّ في أكثر الطرق ما
ينابذه. اهـ
ومن تأمل ألفاظ الحديث في "الصحيحين" وغيرهما، وجدها صريحة في أن بشيرا حصلت منه الهبة، قبل مجيئه إلى النبي ليلا ليشهد عليها، بطلب من زوجته، وحديث الترجمة صريح في ذلك أيضًا.
٣٥٢ - تعليقه على ما ذهب إليه الطحاوي، حيث قال: حديث جابر أولى من حديث النعمان بن بشير؛ لأنَّ جابرًا أحفظ لهذا المعنى وأضبط له، لأنَّ النعمان كان صغيرا:
قال: هذا تعليل غير صحيح؛ لأنَّ النعمان - وإن كان صغيرا - هو صاحب القصة، وبسببه ورد الحديث، ولو لم يحفظه لما حدث به على منبر الكوفة أمام ملأ من النَّاس، وهو أتقى الله من أن يحدث عن النَّبي بحديث لم يحفظه ولم يتقن ضبطه.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
(حاشية التمهيد ٢٣١/٧)
٣٥٠ - توضيحه المعنى كلمة «تلجئه»
قال الغماري: «تلجئة» من الإلجاء، وهو الإكراه.
٢٦٧
والمعنى: أن أم النعمان ألجأت زوجها أن يخص ابنه منها بعطية، ويشهد
عليها النبي الي
(حاشية التمهيد ٢٣٢/٧)
٣٥١ - تعليقه على قول المصنف على أن حديث جابر، يدل على أن
مشاورة سعاد الرسول الله الا الله في هذه القصة إنما كانت قبل الهبة»: قال الغماري: ذكره الطحاوي، ورد الحافظ ابن حجر: بأنَّ في أكثر الطرق ما
ينابذه. اهـ
ومن تأمل ألفاظ الحديث في "الصحيحين" وغيرهما، وجدها صريحة في أن بشيرا حصلت منه الهبة، قبل مجيئه إلى النبي ليلا ليشهد عليها، بطلب من زوجته، وحديث الترجمة صريح في ذلك أيضًا.
٣٥٢ - تعليقه على ما ذهب إليه الطحاوي، حيث قال: حديث جابر أولى من حديث النعمان بن بشير؛ لأنَّ جابرًا أحفظ لهذا المعنى وأضبط له، لأنَّ النعمان كان صغيرا:
قال: هذا تعليل غير صحيح؛ لأنَّ النعمان - وإن كان صغيرا - هو صاحب القصة، وبسببه ورد الحديث، ولو لم يحفظه لما حدث به على منبر الكوفة أمام ملأ من النَّاس، وهو أتقى الله من أن يحدث عن النَّبي بحديث لم يحفظه ولم يتقن ضبطه.
٢٦٨
المستدرك
والعبرة عند المحدثين بوقت الأداء، لا بوقت التحمل. فمتى كان الرَّاوي حين الرواية عدلا ضابطًا قبلت روايته، ولو كان حين التحمل صغيرًا، أو كافرا، أو فاسقا؛ لأنَّ عدالته الآن تمنعه من رواية ما لم يحسن حفظه، أو لم يتقن
ضبطه.
وفي كتب الصحاح وغيرها أحاديث عن كثير من الصحابة سمعوها حال
صغرهم أو كفرهم، ثم أدوها بعد أن كبروا وأسلموا.
(حاشية التمهيد ٢٣٣/٧ - ٢٣٤)
٣٥٣ - وعن حديث: سووا بين أولادكم فلو كنت مؤثرًا أحدًا آثرت النساء على الرجال»:
قال: رواه سعيد بن منصور، والطبراني، والبيهقي من حديث ابن عباس. رووه كلهم من طريق سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن
الحافظ ابن
عكرمة، عن ابن عبّاس به، لكن ليس فيه كلمة: «على الرجال». سعيد بن يوسف هو الرحبي الصَّنعاني من صنعاء دمشق، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واقتصر ) حجر في "التلخيص" على تضعيفه، وقال في "فتح الباري": سنده حسن. وكأنه اعتمد توثيق ابن حبان لسعيد.
(حاشية التمهيد ٢٣٤/٧)
في
٣٥٤ - تعليقه على ما ذهب إليه مالك من أن قول النبي : حديثه في هذا الباب «فارجعه»، أمر إيجاب لا ندب، وكان يقول: إنما أمره
رسول الله بذلك؛ لأنه نحله من بين سائر بنيه ماله كله، ولم يكن له مال
٢٦٨
المستدرك
والعبرة عند المحدثين بوقت الأداء، لا بوقت التحمل. فمتى كان الرَّاوي حين الرواية عدلا ضابطًا قبلت روايته، ولو كان حين التحمل صغيرًا، أو كافرا، أو فاسقا؛ لأنَّ عدالته الآن تمنعه من رواية ما لم يحسن حفظه، أو لم يتقن
ضبطه.
وفي كتب الصحاح وغيرها أحاديث عن كثير من الصحابة سمعوها حال
صغرهم أو كفرهم، ثم أدوها بعد أن كبروا وأسلموا.
(حاشية التمهيد ٢٣٣/٧ - ٢٣٤)
٣٥٣ - وعن حديث: سووا بين أولادكم فلو كنت مؤثرًا أحدًا آثرت النساء على الرجال»:
قال: رواه سعيد بن منصور، والطبراني، والبيهقي من حديث ابن عباس. رووه كلهم من طريق سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن
الحافظ ابن
عكرمة، عن ابن عبّاس به، لكن ليس فيه كلمة: «على الرجال». سعيد بن يوسف هو الرحبي الصَّنعاني من صنعاء دمشق، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واقتصر ) حجر في "التلخيص" على تضعيفه، وقال في "فتح الباري": سنده حسن. وكأنه اعتمد توثيق ابن حبان لسعيد.
(حاشية التمهيد ٢٣٤/٧)
في
٣٥٤ - تعليقه على ما ذهب إليه مالك من أن قول النبي : حديثه في هذا الباب «فارجعه»، أمر إيجاب لا ندب، وكان يقول: إنما أمره
رسول الله بذلك؛ لأنه نحله من بين سائر بنيه ماله كله، ولم يكن له مال
حواشي «التمهيد» جـ ٧
غير ذلك العبد:
٢٦٩
قال: قال القرطبي في شرح مسلم: ومن أبعد التأويلات أنَّ النَّهي إنما يتناول من وهب جميع ماله لبعض ولده كما ذهب إليه سحنون، وكأنه لم يسمع في نفس هذا الحديث أنَّ الموهوب كان غلاما، وأنَّه وهبه له لما سألته الأم
الهبة من بعض ماله. وهذا يُعلم منه على القطع أنه كان له مال غيره. اهـ (حاشية التمهيد ٢٣٦/٧)
٣٥٥ - تعليقه على ما ذهب إليه غير مالك الله من العلماء، حيث قيل: وإنما أمره رسول الله الا الله و برد تلك العطية، من أجل ما يولد ذلك من العداوة
بين البنين
قال: فيحصل تقاطع بينهم وعقوق والدهم وهما محرمان، وما أدى إلى الحرام يكون حراما، فتفضيل بعض الأولاد في العطية حرام، وهذا هو
الصواب ومن أصول مذهب مالك الأخذ بسد الذرائع، وهذا منها. وتقرر في الأصول: «أنَّ وسيلة الواجب واجبة». والتسوية بين الأولاد في
العطيَّة وسيلة إلى أكبر الواجب عليهم فتكون واجبة.
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخرج العقوق من ولده».
(حاشية التمهيد ٢٣٦/٧)
٣٥٦ - وعن أبي غطفان بن طريف:
قال: غَطَفان بفتحات، وطريف بفتح الطاء المهملة، وأبو غطفان اسمه:
سعد، وهو ثقة.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
غير ذلك العبد:
٢٦٩
قال: قال القرطبي في شرح مسلم: ومن أبعد التأويلات أنَّ النَّهي إنما يتناول من وهب جميع ماله لبعض ولده كما ذهب إليه سحنون، وكأنه لم يسمع في نفس هذا الحديث أنَّ الموهوب كان غلاما، وأنَّه وهبه له لما سألته الأم
الهبة من بعض ماله. وهذا يُعلم منه على القطع أنه كان له مال غيره. اهـ (حاشية التمهيد ٢٣٦/٧)
٣٥٥ - تعليقه على ما ذهب إليه غير مالك الله من العلماء، حيث قيل: وإنما أمره رسول الله الا الله و برد تلك العطية، من أجل ما يولد ذلك من العداوة
بين البنين
قال: فيحصل تقاطع بينهم وعقوق والدهم وهما محرمان، وما أدى إلى الحرام يكون حراما، فتفضيل بعض الأولاد في العطية حرام، وهذا هو
الصواب ومن أصول مذهب مالك الأخذ بسد الذرائع، وهذا منها. وتقرر في الأصول: «أنَّ وسيلة الواجب واجبة». والتسوية بين الأولاد في
العطيَّة وسيلة إلى أكبر الواجب عليهم فتكون واجبة.
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخرج العقوق من ولده».
(حاشية التمهيد ٢٣٦/٧)
٣٥٦ - وعن أبي غطفان بن طريف:
قال: غَطَفان بفتحات، وطريف بفتح الطاء المهملة، وأبو غطفان اسمه:
سعد، وهو ثقة.
۲۷۰
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٣٧/٧)
٣٥٧ - تعليقه على قول المصنف وروى الأسود عن عمر نحو حديث مروان هذا وحدیث مروان هو من وهب هبة برى أنه أراد بها الثواب فهو على هيته ....
قال: قال سعيد بن منصور: حدَّثنا أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عمر بن الخطاب: «من وهب هبة لذي رحم
فهو جائز، ومن وهب هبة لغير ذي رحم فهو أحق بها ما لم يثب عليها». وروى عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: «من وهب هبة يرجو ثوابها، فهي رد على صاحبها، أو يثاب عليها، ومن أعطى في حق أو قرابة، أجزنا عطيته».
وروى عبد الرازق - أيضًا - قال أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم قال : قال عمر : من وهب هبة لذي رحم فليس له أن يرجع فيها، ومن وهب هبةً لغير ذي رحمٍ فله أن يرجع فـ م فيها، إلا أن يثاب منها». هكذا عزاه الحافظ الزيلعي في نصب الراية ، لكن وجدته في "مصنف عبد
الرزاق" مرويا عن إبراهيم فقط ليس فيه عمر.
وكذلك رواه سعيد بن منصور عن هشيم عن مغيرة، عن إبراهيم، فقد
وَهِمَ الزيلعي الله .
(حاشية التمهيد (۲۳۷/۷)
٣٥٨ - وعن حديث: «لا يحل لأحد أن يرجع في هبته إلا الوالد»:
قال: رواه الأربعة بلفظ: «لا يحلُّ لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع
۲۷۰
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٣٧/٧)
٣٥٧ - تعليقه على قول المصنف وروى الأسود عن عمر نحو حديث مروان هذا وحدیث مروان هو من وهب هبة برى أنه أراد بها الثواب فهو على هيته ....
قال: قال سعيد بن منصور: حدَّثنا أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قال عمر بن الخطاب: «من وهب هبة لذي رحم
فهو جائز، ومن وهب هبة لغير ذي رحم فهو أحق بها ما لم يثب عليها». وروى عبد الرزّاق عن معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: «من وهب هبة يرجو ثوابها، فهي رد على صاحبها، أو يثاب عليها، ومن أعطى في حق أو قرابة، أجزنا عطيته».
وروى عبد الرازق - أيضًا - قال أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم قال : قال عمر : من وهب هبة لذي رحم فليس له أن يرجع فيها، ومن وهب هبةً لغير ذي رحمٍ فله أن يرجع فـ م فيها، إلا أن يثاب منها». هكذا عزاه الحافظ الزيلعي في نصب الراية ، لكن وجدته في "مصنف عبد
الرزاق" مرويا عن إبراهيم فقط ليس فيه عمر.
وكذلك رواه سعيد بن منصور عن هشيم عن مغيرة، عن إبراهيم، فقد
وَهِمَ الزيلعي الله .
(حاشية التمهيد (۲۳۷/۷)
٣٥٨ - وعن حديث: «لا يحل لأحد أن يرجع في هبته إلا الوالد»:
قال: رواه الأربعة بلفظ: «لا يحلُّ لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۷۱
فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده، ومثل الذي يعطي العطية، ثم يرجع فيها، كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء، ثم عاد في قيئه». قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم . ورواه النسائي وابن ماجه من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ، أنَّ رسول الله لا لا لو قال: «لا يرجع في هبته إلا الوالد من
ولده».
ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم، عن طاووس،
عن النبي مرسلا .
(حاشية التمهيد ٢٣٩/٧)
٣٥٩ - وعن قول المصنف: وروي عن علي بن أبي طالب : أن الهبة
تجوز وتصح وإن لم تقبض من وجه ضعيف لا نحتج بمثله : قال: روى عبد الرزّاق عن الثَّوري، عن جابر، عن القاسم بن عبد الرحمن، أنَّ عليا وابن مسعود: كانا يجيزان الصدقة وإن لم تقبض.
وكان معاذ بن جبل وشريح: لا يجيزانها حتى تقبض.
جابر: هو الجعفي، ضعيف جدا.
(حاشية التمهيد ٢٤٠/٧)
٣٦٠ - وعن خبر عمر بن الخطاب: «إن النساء يعطين رغبة ورهبة :
قال: روى عبد الرزاق، عن الثوري ، عن سليمان الشيباني، عن محمد بن
عبدالله الثقفي، قال: كتب عمر بن الخطاب أنَّ النِّساء يعطين رغبةً ورهبة، فأيما امرأة أعطت زوجها فشاءت أن ترجع رجعت.
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۷۱
فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده، ومثل الذي يعطي العطية، ثم يرجع فيها، كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء، ثم عاد في قيئه». قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم . ورواه النسائي وابن ماجه من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ، أنَّ رسول الله لا لا لو قال: «لا يرجع في هبته إلا الوالد من
ولده».
ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم، عن طاووس،
عن النبي مرسلا .
(حاشية التمهيد ٢٣٩/٧)
٣٥٩ - وعن قول المصنف: وروي عن علي بن أبي طالب : أن الهبة
تجوز وتصح وإن لم تقبض من وجه ضعيف لا نحتج بمثله : قال: روى عبد الرزّاق عن الثَّوري، عن جابر، عن القاسم بن عبد الرحمن، أنَّ عليا وابن مسعود: كانا يجيزان الصدقة وإن لم تقبض.
وكان معاذ بن جبل وشريح: لا يجيزانها حتى تقبض.
جابر: هو الجعفي، ضعيف جدا.
(حاشية التمهيد ٢٤٠/٧)
٣٦٠ - وعن خبر عمر بن الخطاب: «إن النساء يعطين رغبة ورهبة :
قال: روى عبد الرزاق، عن الثوري ، عن سليمان الشيباني، عن محمد بن
عبدالله الثقفي، قال: كتب عمر بن الخطاب أنَّ النِّساء يعطين رغبةً ورهبة، فأيما امرأة أعطت زوجها فشاءت أن ترجع رجعت.
۲۷۲
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٤١/٧)
٣٦١ - تنبيهه على خطأ وقع في النسخة «م»، وهو: «... فإن فعل ذلك فهو
جائز للابن
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «حائز» بالمهملة من الحيازة، وهو الصواب. (حاشية التمهيد ٢٤١/٧)
1
٣٦٢ – كلامه على حديث أم كلثوم، أنَّ النبي أهدى للنجاشي
مسكًا، وقال لأهله: «أحسبه مات، فإن رجع إلي أعطيتكم منه»: قال: أم كلثوم بنت أبي سلمة ربيبة النَّبي ، وليس لها إلا هذا الحديث، رواه ابن أبي عاصم في كتاب "الوحدان". قال: حدثنا الصلت بن مسعود: حدثنا مسلم بن خالد، عن موسى بن
عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوج النبي و أم سلمة، قال لها: «إني قد أهديت إلى النجاشي هدية، ولا أراها إلا سترجع إلينا، إن النجاشي قد مات فيما أرى، فإن رجعت فهي لك»، وكان أهدي إليه حلة وأواقي من مسك قالت: «فكان كما قال».
فرجعت الهدية فبعث إلى كل امرأة من نسائه أوقية من مسك، وأعطى أم
سلمة الحلة.
وهكذا رواه أحمد ومسدد، والطبراني، وابن منده
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": إسناده حسن.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق هشام بن عمار، عن مسلم بن
خالد، عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم، عن أم سلمة – فجعله من
۲۷۲
المستدرك
(حاشية التمهيد ٢٤١/٧)
٣٦١ - تنبيهه على خطأ وقع في النسخة «م»، وهو: «... فإن فعل ذلك فهو
جائز للابن
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «حائز» بالمهملة من الحيازة، وهو الصواب. (حاشية التمهيد ٢٤١/٧)
1
٣٦٢ – كلامه على حديث أم كلثوم، أنَّ النبي أهدى للنجاشي
مسكًا، وقال لأهله: «أحسبه مات، فإن رجع إلي أعطيتكم منه»: قال: أم كلثوم بنت أبي سلمة ربيبة النَّبي ، وليس لها إلا هذا الحديث، رواه ابن أبي عاصم في كتاب "الوحدان". قال: حدثنا الصلت بن مسعود: حدثنا مسلم بن خالد، عن موسى بن
عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوج النبي و أم سلمة، قال لها: «إني قد أهديت إلى النجاشي هدية، ولا أراها إلا سترجع إلينا، إن النجاشي قد مات فيما أرى، فإن رجعت فهي لك»، وكان أهدي إليه حلة وأواقي من مسك قالت: «فكان كما قال».
فرجعت الهدية فبعث إلى كل امرأة من نسائه أوقية من مسك، وأعطى أم
سلمة الحلة.
وهكذا رواه أحمد ومسدد، والطبراني، وابن منده
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": إسناده حسن.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق هشام بن عمار، عن مسلم بن
خالد، عن موسى بن عقبة عن أمه عن أم كلثوم، عن أم سلمة – فجعله من
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۷۳
مسند أم سلمة ، قال الحافظ ابن حجر: وهو المحفوظ. قال: وفي سياقه ما يدلُّ على أنَّ المراد بقوله: «هي لك» إنها الحلة، لا الهدية.
وبذلك يجاب عن استشكال قوله : فهي لك»، ثم قسم المسك بين
النساء. اهـ
(حاشية التمهيد ٢٤٣/٧)
٣٦٣ - ما قاله عن حديث : ليس لنا مثل السوء العائد في هبته ...»:
قال: رواه البخاري من حديث ابن عباس.
قوله: «ليس لنا مثل السوء»، قال الحافظ ابن حجر: أي لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتصف بصفة ذميمةٍ يشابهنا فيها أخس الحيوانات، في أخس
أحوالها، قال الله تعالى: لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ) [النحل: ٦٠] ، ولعل هذا أبلغ في الزجر عن ذلك، وأدل على التحريم مما لو قال مثلا: «لا تعودوا في الهبة».
وإلى القول بتحريم الرجوع في الهبة بعد أن تقبض، ذهب جمهور العلماء، إلا هبة الوالد لوالده، جمعا بين هذا الحديث وحديث النعمان. اهـ
(حاشية التمهيد ٢٤٤/٧)
٣٦٤ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «ابن سبرة»:
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «أبو»، وبعدها بياض مقدار كلمة، والصواب
ابن أبي سبرة، بفتح السين وسكون الباء الموحدة.
(حاشية التمهيد ٢٤٥/٧)
٣٦٥ - تصحيحه لخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «إسحاق بن بشير»:
حواشي «التمهيد» جـ ٧
۲۷۳
مسند أم سلمة ، قال الحافظ ابن حجر: وهو المحفوظ. قال: وفي سياقه ما يدلُّ على أنَّ المراد بقوله: «هي لك» إنها الحلة، لا الهدية.
وبذلك يجاب عن استشكال قوله : فهي لك»، ثم قسم المسك بين
النساء. اهـ
(حاشية التمهيد ٢٤٣/٧)
٣٦٣ - ما قاله عن حديث : ليس لنا مثل السوء العائد في هبته ...»:
قال: رواه البخاري من حديث ابن عباس.
قوله: «ليس لنا مثل السوء»، قال الحافظ ابن حجر: أي لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتصف بصفة ذميمةٍ يشابهنا فيها أخس الحيوانات، في أخس
أحوالها، قال الله تعالى: لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ) [النحل: ٦٠] ، ولعل هذا أبلغ في الزجر عن ذلك، وأدل على التحريم مما لو قال مثلا: «لا تعودوا في الهبة».
وإلى القول بتحريم الرجوع في الهبة بعد أن تقبض، ذهب جمهور العلماء، إلا هبة الوالد لوالده، جمعا بين هذا الحديث وحديث النعمان. اهـ
(حاشية التمهيد ٢٤٤/٧)
٣٦٤ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «ابن سبرة»:
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «أبو»، وبعدها بياض مقدار كلمة، والصواب
ابن أبي سبرة، بفتح السين وسكون الباء الموحدة.
(حاشية التمهيد ٢٤٥/٧)
٣٦٥ - تصحيحه لخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «إسحاق بن بشير»:
٢٧٤
المستدرك
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «بشر»، وهو الصواب، وإسحاق بن بشر الكاهلي أبو حذيفة البخاري، صاحب كتاب "المبتدأ" ، كذَّابٌ متروك.
(حاشية التمهيد ٢٤٥/٧
٣٦٦ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «محمد بن شعبة»:
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: سعيد.
(حاشية التمهيد (٢٤٦/٧
٣٦٧ - خطأ وقع في النسخة «م»، وهو عبد الله بن سعيد بن الحكم: قال: كذا في «ج» و (م))، وهو عبد الله بن محمد بن سعيد، ثم عبد الله يروي
عن جده سعيد، وسعيد يروي عن عمرو بن أبي سلمة، فقد حصل هنا سقط في
الأصلين.
والصواب هكذا: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم عبدالله
قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة.
وعبد الله: ضعيف، وسعيد: ثقة، روى له الستة.
(حاشية التمهيد ٢٤٦/٧)
٣٦٨ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «عن حارثة بن قدامة»: قال الغماري: كذا في «م»، وفي «ج»: جارية، وهو الصواب.
(حاشية التمهيد ٢٤٦/٧)
٣٦٩ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «رواه وهب»:
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: وُهَيب بالتصغير، وهو الصواب.
إذ هو وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري الثقة
٢٧٤
المستدرك
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «بشر»، وهو الصواب، وإسحاق بن بشر الكاهلي أبو حذيفة البخاري، صاحب كتاب "المبتدأ" ، كذَّابٌ متروك.
(حاشية التمهيد ٢٤٥/٧
٣٦٦ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «محمد بن شعبة»:
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: سعيد.
(حاشية التمهيد (٢٤٦/٧
٣٦٧ - خطأ وقع في النسخة «م»، وهو عبد الله بن سعيد بن الحكم: قال: كذا في «ج» و (م))، وهو عبد الله بن محمد بن سعيد، ثم عبد الله يروي
عن جده سعيد، وسعيد يروي عن عمرو بن أبي سلمة، فقد حصل هنا سقط في
الأصلين.
والصواب هكذا: حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم عبدالله
قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة.
وعبد الله: ضعيف، وسعيد: ثقة، روى له الستة.
(حاشية التمهيد ٢٤٦/٧)
٣٦٨ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «عن حارثة بن قدامة»: قال الغماري: كذا في «م»، وفي «ج»: جارية، وهو الصواب.
(حاشية التمهيد ٢٤٦/٧)
٣٦٩ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «رواه وهب»:
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: وُهَيب بالتصغير، وهو الصواب.
إذ هو وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم، أبو بكر البصري الثقة
حواشي «التمهيد» جـ ٧ .
الثبت، روى له الستة.
توفي سنة ١٦٩)، وقيل: (سنة ١٦٥)، وعمره (٥٨) سنة).
(حاشية التمهيد (٢٤٧/٧
۳۷۰ - وعن الضحاك بن قيس:
۲۷۵
قال: هذا هو المشهور في اسمه وقال خليفة اسمه صخر. وقال ابن حبان في "الثقات" : اسمه الحارث
وحكى المرزباني أن اسمه حصن، ولُقب بالأحنف لميل في رجله، أدرك العهد النبوي، كان يُضرب بحلمه المثل، وهو الذي فتح مرو الروذ. وكانت إحدى عينيه عوراء، روى ابن السكن عن الخليل بن أحمد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال:
بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك
وهذه حكمة عظيمة، فإنَّ تكلم الشخص فيما لا يعنيه صفة ذميمة. روى العقيلي عن أبي هريرة ، عن النبي لالالالال قال: «أكثر الناس ذنوبا، أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه».
وروى الترمذي عن أنس قال: توفي رجلٌ من الصحابة، فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال النبي لا لا لا له : ( وما يدريك؟ لعله تكلم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا
يغنيه».
(حاشية التمهيد ٢٤٧/٧
۳۷۱ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «الحسين بن رافع»،
وكلامه على ابن شبوية
حواشي «التمهيد» جـ ٧ .
الثبت، روى له الستة.
توفي سنة ١٦٩)، وقيل: (سنة ١٦٥)، وعمره (٥٨) سنة).
(حاشية التمهيد (٢٤٧/٧
۳۷۰ - وعن الضحاك بن قيس:
۲۷۵
قال: هذا هو المشهور في اسمه وقال خليفة اسمه صخر. وقال ابن حبان في "الثقات" : اسمه الحارث
وحكى المرزباني أن اسمه حصن، ولُقب بالأحنف لميل في رجله، أدرك العهد النبوي، كان يُضرب بحلمه المثل، وهو الذي فتح مرو الروذ. وكانت إحدى عينيه عوراء، روى ابن السكن عن الخليل بن أحمد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال:
بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك
وهذه حكمة عظيمة، فإنَّ تكلم الشخص فيما لا يعنيه صفة ذميمة. روى العقيلي عن أبي هريرة ، عن النبي لالالالال قال: «أكثر الناس ذنوبا، أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه».
وروى الترمذي عن أنس قال: توفي رجلٌ من الصحابة، فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال النبي لا لا لا له : ( وما يدريك؟ لعله تكلم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا
يغنيه».
(حاشية التمهيد ٢٤٧/٧
۳۷۱ - تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «الحسين بن رافع»،
وكلامه على ابن شبوية
٢٧٦
المستدرك
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «واقد»، وهو الصواب. وابن شبوية اسمه أحمد بن محمد بن ثابت، حافظ ثقة.
(حاشية التمهيد (٢٤٩/٧
۳۷۲ – تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «إسماعيل بن عياش»: قال: كذا في «م»، وفي «ج»: عن أبي بكر بن عياش، وهو الصواب،
وكذلك هو في "صحيح البخاري".
(حاشية التمهيد (٢٤٩/٧
۳۷۳
تصحيحه
لخطأ وقع في النسخة «م»، وهو عبيد الله بن عبد
الخالق»
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: عبد الله ، وهو الصواب، وعبد الله هذا ضعيف.
(حاشية التمهيد ٢٤٩/٧)
٣٧٤ - ذكره لباقي طرق حديث: أنَّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني يا
رسول الله على عمل إذا عملته، دخلت الجنة، قال: «لا تغضب»: قال: بقي من طرق الحديث: ما رواه عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب رسول الله له الا الله قال : قال رجل: أوصني يا رسول الله، قال: «لا تغضب»، قال الرجل : ففكرت فيما قال رسول الله فإذا الغضب يجمع الشر كله، وكذا رواه أحمد وصححه ابن حبان. وروى أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنَّه سأل رسول الله ، ما
يباعدني من غضب الله عزّ وجلَّ؟ قال: «لا تغضب»، وفي سنده ابن لهيعة.
٢٧٦
المستدرك
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: «واقد»، وهو الصواب. وابن شبوية اسمه أحمد بن محمد بن ثابت، حافظ ثقة.
(حاشية التمهيد (٢٤٩/٧
۳۷۲ – تصحيحه الخطأ وقع في النسخة «م»، وهو «إسماعيل بن عياش»: قال: كذا في «م»، وفي «ج»: عن أبي بكر بن عياش، وهو الصواب،
وكذلك هو في "صحيح البخاري".
(حاشية التمهيد (٢٤٩/٧
۳۷۳
تصحيحه
لخطأ وقع في النسخة «م»، وهو عبيد الله بن عبد
الخالق»
قال: كذا في «م»، وفي «ج»: عبد الله ، وهو الصواب، وعبد الله هذا ضعيف.
(حاشية التمهيد ٢٤٩/٧)
٣٧٤ - ذكره لباقي طرق حديث: أنَّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني يا
رسول الله على عمل إذا عملته، دخلت الجنة، قال: «لا تغضب»: قال: بقي من طرق الحديث: ما رواه عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب رسول الله له الا الله قال : قال رجل: أوصني يا رسول الله، قال: «لا تغضب»، قال الرجل : ففكرت فيما قال رسول الله فإذا الغضب يجمع الشر كله، وكذا رواه أحمد وصححه ابن حبان. وروى أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنَّه سأل رسول الله ، ما
يباعدني من غضب الله عزّ وجلَّ؟ قال: «لا تغضب»، وفي سنده ابن لهيعة.
حواشي «التمهيد» جـا .
۲۷۷
لكن رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق ليس فيه ابن لهيعة. وروى أبو يعلي عن ابن عمر قال: قلت يا رسول الله قل لي قولا وأقلل، لعلي أعقله. فقال رسول الله لا : «لا تغضب» فأعدت مرتين، كل ذلك يرجع إلى النبي : «لا تغضب».
وروى الطبراني عن أبي الدرداء، قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل
يدخلني الجنة، قال: «لا تغضب ولك الجنة». إسناده صحيح.
وروى الطبراني - أيضًا - عن سفيان بن عبدالله الثقفي، قال: قلت: يا نبي الله الله قل لي قولا أنتفع به ،وأقلل لعلي أعقله، فقال نبي الله : «لا تغضب»، فعاوده مرارًا، يسأله عن ذلك؟ يقول له نبي الله : «لا تغضب».
وفسر النبي الله حسن الخلق : بأنه ترك الغضب.
روى محمد بن نصر المرورزي في كتاب الصلاة) ، عن العلاء بن الشخير قال: إنَّ رجلا أتى النبي الهلال اليوم من قبل وجهه، فقال: يا رسول الله أيُّ العمل أفضل؟ قال: «حسن الخلق». ثمَّ أتاه عن يمنيه فقال: أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق». ثمَّ أتاه عن شماله فقال: أيُّ العمل أفضل؟ قال: «حسن الخلق». ثم أتاه من بعده - يعني من خلفه - فقال: أي العمل أفضل؟ فالتفت إليه رسول الله ل لي : فقال : مالك لا تفقه ؟ حسن الخلق، هو ألا تغضب إنْ
استطعت». حدیث مرسل.
(حاشية التمهيد ٧/ ٢٤٩ - ٢٥٠)
٣٧٥ - تعليقه على ما قاله علي بن ثابت:
العقل آفته الإعجاب والغضب والمال آفته التبذير والنهب
حواشي «التمهيد» جـا .
۲۷۷
لكن رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق ليس فيه ابن لهيعة. وروى أبو يعلي عن ابن عمر قال: قلت يا رسول الله قل لي قولا وأقلل، لعلي أعقله. فقال رسول الله لا : «لا تغضب» فأعدت مرتين، كل ذلك يرجع إلى النبي : «لا تغضب».
وروى الطبراني عن أبي الدرداء، قال: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل
يدخلني الجنة، قال: «لا تغضب ولك الجنة». إسناده صحيح.
وروى الطبراني - أيضًا - عن سفيان بن عبدالله الثقفي، قال: قلت: يا نبي الله الله قل لي قولا أنتفع به ،وأقلل لعلي أعقله، فقال نبي الله : «لا تغضب»، فعاوده مرارًا، يسأله عن ذلك؟ يقول له نبي الله : «لا تغضب».
وفسر النبي الله حسن الخلق : بأنه ترك الغضب.
روى محمد بن نصر المرورزي في كتاب الصلاة) ، عن العلاء بن الشخير قال: إنَّ رجلا أتى النبي الهلال اليوم من قبل وجهه، فقال: يا رسول الله أيُّ العمل أفضل؟ قال: «حسن الخلق». ثمَّ أتاه عن يمنيه فقال: أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق». ثمَّ أتاه عن شماله فقال: أيُّ العمل أفضل؟ قال: «حسن الخلق». ثم أتاه من بعده - يعني من خلفه - فقال: أي العمل أفضل؟ فالتفت إليه رسول الله ل لي : فقال : مالك لا تفقه ؟ حسن الخلق، هو ألا تغضب إنْ
استطعت». حدیث مرسل.
(حاشية التمهيد ٧/ ٢٤٩ - ٢٥٠)
٣٧٥ - تعليقه على ما قاله علي بن ثابت:
العقل آفته الإعجاب والغضب والمال آفته التبذير والنهب
۲۷۸
المستدرك
قال: قال الله تعالى: وَمَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا نُذِر تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء:
.[٢٦ - ٢٧
وروى البهيقي عن ابن عمر قال : قال : النَّبِيُّ : «الاقتصاد في النفقة .
نصف المعيشة».
وروى ابن عدي ،والبهيقي، عن أبي الدرداء، عن النبي قال :
و من فقهك رفقك في معيشتك». (حاشية التمهيد ٢٥٠/٧)
٣٧٦ - وعن حديث عبدالله بن عمرو بن العاصي: أنه قال: سألت النبي ، فقلت : يا رسول الله ما يبعدني من غضب الله؟ قال: «لا تغضب». قال: رواه ابن حبان في صحيحه " ، قال : أخبرنا أبو يعلي: أنبأنا أحمد بن عيسى المصري: حدثنا ابن وهب به كما هنا، غير أنه قال: ما يمنعني من غضب الله تعالى؟
وفي الباب ما رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، والبيهقي في "الشعب" من طريق بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بوصية قصيرة فألزمها قال لا تغضب يا معاوية بن حيدة، إنَّ الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل.
(حاشية التمهيد ٢٥١/٧)
۲۷۸
المستدرك
قال: قال الله تعالى: وَمَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا نُذِر تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء:
.[٢٦ - ٢٧
وروى البهيقي عن ابن عمر قال : قال : النَّبِيُّ : «الاقتصاد في النفقة .
نصف المعيشة».
وروى ابن عدي ،والبهيقي، عن أبي الدرداء، عن النبي قال :
و من فقهك رفقك في معيشتك». (حاشية التمهيد ٢٥٠/٧)
٣٧٦ - وعن حديث عبدالله بن عمرو بن العاصي: أنه قال: سألت النبي ، فقلت : يا رسول الله ما يبعدني من غضب الله؟ قال: «لا تغضب». قال: رواه ابن حبان في صحيحه " ، قال : أخبرنا أبو يعلي: أنبأنا أحمد بن عيسى المصري: حدثنا ابن وهب به كما هنا، غير أنه قال: ما يمنعني من غضب الله تعالى؟
وفي الباب ما رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، والبيهقي في "الشعب" من طريق بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بوصية قصيرة فألزمها قال لا تغضب يا معاوية بن حيدة، إنَّ الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل.
(حاشية التمهيد ٢٥١/٧)
٤ - تعليقات العلامة السيد عبد الله بن الصديق الغماري
على كتاب
" بداية الشول في تفضل العمل الرسول ل لا لا لا لا لا ."
لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام السلمي
٤ - تعليقات العلامة السيد عبد الله بن الصديق الغماري
على كتاب
" بداية الشول في تفضل العمل الرسول ل لا لا لا لا لا ."
لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام السلمي
تعليقات على كتاب "بداية" السول".
١ - وعن قوله تعالى: مِنْهُم مَن كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ الآية :
۲۸۱
قال: أي من غير واسطة ملك، وهم ثلاثة أنبياء علي ما ورد : أولهم: آدم أخرج أحمد والنسائي عن أبي ذر الله قال : أتيتُ النبي وهو في المسجد فجلستُ فقال يا أبا ذر هل صَلَّيْتَ ؟ قلتُ لا قال فصل فقمتُ فصَلَّيتُ ثُمَّ جلستُ ، فقال يا أبا ذر تعوَّذُ بالله مِن شَرِّ شياطين الإنس والجنّ قلتُ يا رسول الله أو للإنس شياطين؟! قال: «نعم»، قلت: يا رسول الله، الصَّلاةُ؟
قال خَيرٌ موضوعٌ مَن شاء أقلّ ومَن شاء أكثر»، قلت يا رسول الله،
فالصوم؟ قال قَرْضٌ مُجْزى وعند الله مَزيدٌ قلت: يا رسول الله، فالصَّدَقَةُ؟ قال «أضعاف مضاعفة»، قلتُ: يا رسول الله فأيُّها أفضل؟ قال: «جَهْدٌ مِنْ مقل، أو سِر إلى فَقِير»، قلتُ: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أوّل قال: «آدم» قلت: يا رسول الله ونبيًّا كان؟ قال: «نعم، نبيُّ مُكَلَّمُ». قلتُ: يا رسول الله كم
المرسلون؟ قال: ثلثمائة وبِضْعَةَ عَشَرَ جَمَّا غَفِيرًا» وقال مرَّةً: «وخمسةَ عَشَرَ». قلت: يا رسول الله، أيهما أنزل عليك أعظم؟ قال: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة : ٢٥٥] صححه ابن حبان والحاكم وسلَّمه الذهبي، وهذا ما رواه المسعودي قبل اختلاطه، وفي "تفسير ابن مردوية" بإسناد ضعيف عن أبي ذرّ قال: قلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ آدَمَ أَنبيَّا كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، كلمه اللهُ قُبلا» يعني عَيَانًا - فقال: اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [البقرة:
.[٣٥
تعليقات على كتاب "بداية" السول".
١ - وعن قوله تعالى: مِنْهُم مَن كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ الآية :
۲۸۱
قال: أي من غير واسطة ملك، وهم ثلاثة أنبياء علي ما ورد : أولهم: آدم أخرج أحمد والنسائي عن أبي ذر الله قال : أتيتُ النبي وهو في المسجد فجلستُ فقال يا أبا ذر هل صَلَّيْتَ ؟ قلتُ لا قال فصل فقمتُ فصَلَّيتُ ثُمَّ جلستُ ، فقال يا أبا ذر تعوَّذُ بالله مِن شَرِّ شياطين الإنس والجنّ قلتُ يا رسول الله أو للإنس شياطين؟! قال: «نعم»، قلت: يا رسول الله، الصَّلاةُ؟
قال خَيرٌ موضوعٌ مَن شاء أقلّ ومَن شاء أكثر»، قلت يا رسول الله،
فالصوم؟ قال قَرْضٌ مُجْزى وعند الله مَزيدٌ قلت: يا رسول الله، فالصَّدَقَةُ؟ قال «أضعاف مضاعفة»، قلتُ: يا رسول الله فأيُّها أفضل؟ قال: «جَهْدٌ مِنْ مقل، أو سِر إلى فَقِير»، قلتُ: يا رسول الله، أي الأنبياء كان أوّل قال: «آدم» قلت: يا رسول الله ونبيًّا كان؟ قال: «نعم، نبيُّ مُكَلَّمُ». قلتُ: يا رسول الله كم
المرسلون؟ قال: ثلثمائة وبِضْعَةَ عَشَرَ جَمَّا غَفِيرًا» وقال مرَّةً: «وخمسةَ عَشَرَ». قلت: يا رسول الله، أيهما أنزل عليك أعظم؟ قال: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة : ٢٥٥] صححه ابن حبان والحاكم وسلَّمه الذهبي، وهذا ما رواه المسعودي قبل اختلاطه، وفي "تفسير ابن مردوية" بإسناد ضعيف عن أبي ذرّ قال: قلتُ: يا رسول الله، أرأيتَ آدَمَ أَنبيَّا كَانَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، كلمه اللهُ قُبلا» يعني عَيَانًا - فقال: اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ [البقرة:
.[٣٥
۲۸۲
المستدرك
وفي "صحيح ابن حِبَّان" ، و"مستدرك الحاكم" عن أبي أمامة الفقه أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، أنبيا كان آدم؟ قال: «نَعَمْ، نبيٌّ مُعَلَّمٌ مُكَلَّمْ»، قال: كم بينه وبين نوح؟ قال: «عَشَرَةُ قُرونِ» قال: يا رسول الله ، كم كانت الرُّسُلُ؟ قال ثلثمائة وخمسة عشر بما غَفِيرًا» صححه الحاكم على شرط مسلم وسلمه
الذهبي.
والظاهر أنَّ الرجل هو أبو ذر ، وللحديثين طرق ذكرها الحافظ السيوطي
في "أمالية التفسيرية" بشيء من التوسع.
وثانيهم: موسي
السلام قال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾
[النساء: ١٦٤].
وثالثهم : سيدنا محمد لالالالالان و وقد كلَّمه الله تعالي في ليلة الإسراء كما
هو معلوم.
(حاشية بداية السول ص: ۹-۱۰)
٢- وعن المفاضلة بين الأنبياء:
قال: يعني قوله تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [البقرة: ٢٥٣] فهذا صريح في أصل المُفاضَلَةِ بين الرُّسُلِ عليهم الصَّلاةُ وَالسَّلامُ .
وقال تعالى: وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَءَ اتينا داور د زبورًا ﴾ [الإسراء: ٥٥]
وهذا أيضًا صريح، أما حديث «لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنبياء الله». وفي رواية «لا تُخَيَّرُوا بَيْنَ الأنبياء - وهو بكلتا روايتيه في الصحيح- فالمراد به النهي عن التفضيل بمُجَرَّد الرأي الذي لا يستند إلي دليل، أو المراد النهي عن التفضيل الذي يُؤدّي إلى نقص الفضول، أو يُؤدّي إلي الخصومة
۲۸۲
المستدرك
وفي "صحيح ابن حِبَّان" ، و"مستدرك الحاكم" عن أبي أمامة الفقه أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، أنبيا كان آدم؟ قال: «نَعَمْ، نبيٌّ مُعَلَّمٌ مُكَلَّمْ»، قال: كم بينه وبين نوح؟ قال: «عَشَرَةُ قُرونِ» قال: يا رسول الله ، كم كانت الرُّسُلُ؟ قال ثلثمائة وخمسة عشر بما غَفِيرًا» صححه الحاكم على شرط مسلم وسلمه
الذهبي.
والظاهر أنَّ الرجل هو أبو ذر ، وللحديثين طرق ذكرها الحافظ السيوطي
في "أمالية التفسيرية" بشيء من التوسع.
وثانيهم: موسي
السلام قال الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾
[النساء: ١٦٤].
وثالثهم : سيدنا محمد لالالالالان و وقد كلَّمه الله تعالي في ليلة الإسراء كما
هو معلوم.
(حاشية بداية السول ص: ۹-۱۰)
٢- وعن المفاضلة بين الأنبياء:
قال: يعني قوله تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [البقرة: ٢٥٣] فهذا صريح في أصل المُفاضَلَةِ بين الرُّسُلِ عليهم الصَّلاةُ وَالسَّلامُ .
وقال تعالى: وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَءَ اتينا داور د زبورًا ﴾ [الإسراء: ٥٥]
وهذا أيضًا صريح، أما حديث «لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنبياء الله». وفي رواية «لا تُخَيَّرُوا بَيْنَ الأنبياء - وهو بكلتا روايتيه في الصحيح- فالمراد به النهي عن التفضيل بمُجَرَّد الرأي الذي لا يستند إلي دليل، أو المراد النهي عن التفضيل الذي يُؤدّي إلى نقص الفضول، أو يُؤدّي إلي الخصومة
تعليقات على كتاب "بداية السول".
۲۸۳
والتنازع، أو النهي عن التفضيل في النبوة نفسها، وهي لا مفاضلة فيها لقوله
تعالى: لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾ [البقرة: ٢٨٥].
وقال الحليمي: الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنَّما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء علي بعض بالمخايرة؛ لأنَّ المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يُؤْمَن أَنْ يَخرُجَ أحدهما الي الإزراء بالآخر فيُفْضِي إلي الكفر، فأما إذا كان التخيير مُستندًا إلى مُقابَلَة الفضائل لتحصيل الرُّجحان فلا يدخل في النهي اهـ.
وهو حسن جميل، ويؤيده سَبَبُ ورُودِ الحديث كما يشهد له الواقع الملموس؛ فقد وقعت منازعات بين المسلمين والمبشرين أدت إلي إزراء كبير ببعض الأنبياء، بسبب التفضيل الذي هو في هذه الحالة مُحرَّم قَطَّعا. (حاشية بداية السول ص: ١٠ - ١١)
٣- وعن تَضْعِيفِ المُفاضَلَةِ دَرَجَاتٍ ونَكَّرَها تَنْكِيرَ التعظيم:
قال: هو قوله تعالى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَتِ ﴾ [البقرة: ٢٥٣]، والمراد ببعضهم النبي الالا لالا فإنَّ الله فَضَّلَهُ مِن وجوه متعددة، وبمراتب متباعِدَةٍ، وفي الإبهام تفخيم لشأنه كنه العلم المتعيّن لهذا الوصف المستغني عن التعيين. (حاشية بداية السول ص: ١٠ - ١١)
- وعن حديث «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ»:
قال: رواه أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب "الأدب" له عن عائشة بها عن النبي الله وروى ابن مَرْدُويَه في "تفسيره" عن ابن عباس، عن النبيل : قال : «لما أسري بي إلى السموات...» فذكر حديث الإسراء بطوله،
تعليقات على كتاب "بداية السول".
۲۸۳
والتنازع، أو النهي عن التفضيل في النبوة نفسها، وهي لا مفاضلة فيها لقوله
تعالى: لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾ [البقرة: ٢٨٥].
وقال الحليمي: الأخبار الواردة في النهي عن التخيير إنَّما هي في مجادلة أهل الكتاب وتفضيل بعض الأنبياء علي بعض بالمخايرة؛ لأنَّ المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يُؤْمَن أَنْ يَخرُجَ أحدهما الي الإزراء بالآخر فيُفْضِي إلي الكفر، فأما إذا كان التخيير مُستندًا إلى مُقابَلَة الفضائل لتحصيل الرُّجحان فلا يدخل في النهي اهـ.
وهو حسن جميل، ويؤيده سَبَبُ ورُودِ الحديث كما يشهد له الواقع الملموس؛ فقد وقعت منازعات بين المسلمين والمبشرين أدت إلي إزراء كبير ببعض الأنبياء، بسبب التفضيل الذي هو في هذه الحالة مُحرَّم قَطَّعا. (حاشية بداية السول ص: ١٠ - ١١)
٣- وعن تَضْعِيفِ المُفاضَلَةِ دَرَجَاتٍ ونَكَّرَها تَنْكِيرَ التعظيم:
قال: هو قوله تعالى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَتِ ﴾ [البقرة: ٢٥٣]، والمراد ببعضهم النبي الالا لالا فإنَّ الله فَضَّلَهُ مِن وجوه متعددة، وبمراتب متباعِدَةٍ، وفي الإبهام تفخيم لشأنه كنه العلم المتعيّن لهذا الوصف المستغني عن التعيين. (حاشية بداية السول ص: ١٠ - ١١)
- وعن حديث «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ»:
قال: رواه أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب "الأدب" له عن عائشة بها عن النبي الله وروى ابن مَرْدُويَه في "تفسيره" عن ابن عباس، عن النبيل : قال : «لما أسري بي إلى السموات...» فذكر حديث الإسراء بطوله،
٢٨٤
المستدرك
وقال في آخره فأنا بِنِعْمَةِ الله سيّد وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ، وَأَنا عَبْدٌ مَقْبُوضٌ وما عِندَ الله خَيْرٌ وأَبْقَى».
وفي "المستدرك" للحاكم من حديث عائشة أن النبي لو قال «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَعَلى سَيِّدُ العَرَبِ». وهو حديث ضعيف خلافًا لقول الذهبي أنه موضوع. وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن عائشة أيضًا قالت: قلت: يا رسول الله أنت سَيِّدُ العَرَبِ؟ قال «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ، وَآدَمُ تَحْتَ لِوائي ولا فَخْرَ»
وللحديث طرق.
(حاشية بداية السول ص: ١١).
ه - وعن وبيدي لواءُ الْحَمْدِ يَوْمَ القِيامَةِ وَلا فَخْرَ»: قال: روى أحمد وابن ماجه والترمذي واللفظ له، عن أبي سعيد الخدري وينه قال : قال رسول الله اول : « أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ ولا فَخْرَ وبيدي لواء الحَمْدِ ولا فَخْرَ، ما مِنْ نَبِيَّ يَومَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِواهُ إِلَّا تَحْتَ لوائي، وأنا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الأَرضُ ولا فَخْرَ» حسنه الترمذي.
وروى الدارمي والترمذي وأبو يعلى وأبو نعيم والبيهقي، عن أنس لفه قال: قال ارسول الله له : «أنا أوَّلُ النَّاسِ خُروجًا إِذا بُعِثوا، وأَنا قَائِدُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وأنا خَطِيبُهُمْ إذا أَنْصَتُوا ، وأنا شَافِعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أُبْلِسُوا، لِواءُ الكَرَمِ بيدي، ومَفاتيح الجنَّةِ بيدي، ولِواءُ الحَمْدِ بَيَدي، وأَنا أَكْرَمُ
وَلَدِ آدَمَ على رَبِّ ولا فَخْرَ، يَطُوفُ عَلَيَّ أَلْفُ خَادِمٍ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونُ».
(حاشية بداية السول ص: (١٢).
٢٨٤
المستدرك
وقال في آخره فأنا بِنِعْمَةِ الله سيّد وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ، وَأَنا عَبْدٌ مَقْبُوضٌ وما عِندَ الله خَيْرٌ وأَبْقَى».
وفي "المستدرك" للحاكم من حديث عائشة أن النبي لو قال «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَعَلى سَيِّدُ العَرَبِ». وهو حديث ضعيف خلافًا لقول الذهبي أنه موضوع. وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن عائشة أيضًا قالت: قلت: يا رسول الله أنت سَيِّدُ العَرَبِ؟ قال «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ، وَآدَمُ تَحْتَ لِوائي ولا فَخْرَ»
وللحديث طرق.
(حاشية بداية السول ص: ١١).
ه - وعن وبيدي لواءُ الْحَمْدِ يَوْمَ القِيامَةِ وَلا فَخْرَ»: قال: روى أحمد وابن ماجه والترمذي واللفظ له، عن أبي سعيد الخدري وينه قال : قال رسول الله اول : « أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ ولا فَخْرَ وبيدي لواء الحَمْدِ ولا فَخْرَ، ما مِنْ نَبِيَّ يَومَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِواهُ إِلَّا تَحْتَ لوائي، وأنا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الأَرضُ ولا فَخْرَ» حسنه الترمذي.
وروى الدارمي والترمذي وأبو يعلى وأبو نعيم والبيهقي، عن أنس لفه قال: قال ارسول الله له : «أنا أوَّلُ النَّاسِ خُروجًا إِذا بُعِثوا، وأَنا قَائِدُهُمْ إِذَا وَفَدُوا، وأنا خَطِيبُهُمْ إذا أَنْصَتُوا ، وأنا شَافِعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا، وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أُبْلِسُوا، لِواءُ الكَرَمِ بيدي، ومَفاتيح الجنَّةِ بيدي، ولِواءُ الحَمْدِ بَيَدي، وأَنا أَكْرَمُ
وَلَدِ آدَمَ على رَبِّ ولا فَخْرَ، يَطُوفُ عَلَيَّ أَلْفُ خَادِمٍ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونُ».
(حاشية بداية السول ص: (١٢).
تعليقات على كتاب "بداية السول".
٢٨٥
٦ - وعن أَنَّ الله أَخبَرَهُ أَنَّهُ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ :
قال: حيث قال سبحانه وتعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَرَ [الفتح: ١-٢] الآية نزلت في صُلْحِ الحُدَيْبِيَّةِ في ست مِن الهِجْرَةِ، وكانت إيذانًا وبشارَةٌ بفَتْحِ مَكَّةَ والطَّائِفِ وغيرهما، وإسنادُ الذَّنْبِ
فيها إلى النبي مؤول القيام الدليل القاطع على عِصْمَةِ الأنبياء لها . واختلف في التأويل على أقوال أقربها أنَّ الغَفْرَ مَعْناهُ السَّتْر ، والسَّتْرَ إِمَّا بين العبدِ والذَّنبِ، وإما بين الذَّنبِ وعذابِه، والمراد هنا الأول، بمعني: ليَغْفِرَ لك الله، أي: ليَجْعَلَ بَيْنَكَ وبَيْنَ الذُّنوبِ سَائِرًا مِن العِصْمَةِ فَلا يَحْضُلُ مِنكَ ذنب أبدا لا في الماضي ولا في الحال ولا في الاستقبال.
(حاشية بداية السول ص ۱۲)
وعن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا لها»:
قال: وهذا وارد في حديثِ الشَّفاعَةِ الطويل، وفيه: أَنَّ النَّاسَ يَذْهبونَ إلى آدم ونُوحٍ وإبراهيم وموسى يطلبون الشَّفاعَةَ، فَكُلُّ مِنهم يذكرُ أَنَّ اللَّهَ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ولن يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. ثُمَّ يقول «نَفْسِي نَفْسِي» ويحيلهم على غيره، حتّي يأتوا عيسى فيقول لهم الست هناكم ولكن ائتوا محمَّدًا عبدًا غَفَرَ الله له ما تقدَّم مِن ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ» فإذا أتوا النبي قال: «أنا لها أنا لها .... الحديث.
وهو مخرج في الكتب الستة وغيرها بألفاظ وطرق.
(حاشية بداية السول ص: ۱۳)
- وعن قوله: أَنه أَوَّلُ شَافِعِ وَاوَّلُ مُشَقَّعٍ:
تعليقات على كتاب "بداية السول".
٢٨٥
٦ - وعن أَنَّ الله أَخبَرَهُ أَنَّهُ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ :
قال: حيث قال سبحانه وتعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَرَ [الفتح: ١-٢] الآية نزلت في صُلْحِ الحُدَيْبِيَّةِ في ست مِن الهِجْرَةِ، وكانت إيذانًا وبشارَةٌ بفَتْحِ مَكَّةَ والطَّائِفِ وغيرهما، وإسنادُ الذَّنْبِ
فيها إلى النبي مؤول القيام الدليل القاطع على عِصْمَةِ الأنبياء لها . واختلف في التأويل على أقوال أقربها أنَّ الغَفْرَ مَعْناهُ السَّتْر ، والسَّتْرَ إِمَّا بين العبدِ والذَّنبِ، وإما بين الذَّنبِ وعذابِه، والمراد هنا الأول، بمعني: ليَغْفِرَ لك الله، أي: ليَجْعَلَ بَيْنَكَ وبَيْنَ الذُّنوبِ سَائِرًا مِن العِصْمَةِ فَلا يَحْضُلُ مِنكَ ذنب أبدا لا في الماضي ولا في الحال ولا في الاستقبال.
(حاشية بداية السول ص ۱۲)
وعن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا لها»:
قال: وهذا وارد في حديثِ الشَّفاعَةِ الطويل، وفيه: أَنَّ النَّاسَ يَذْهبونَ إلى آدم ونُوحٍ وإبراهيم وموسى يطلبون الشَّفاعَةَ، فَكُلُّ مِنهم يذكرُ أَنَّ اللَّهَ غَضِبَ اليومَ غَضَبًا لم يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ولن يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. ثُمَّ يقول «نَفْسِي نَفْسِي» ويحيلهم على غيره، حتّي يأتوا عيسى فيقول لهم الست هناكم ولكن ائتوا محمَّدًا عبدًا غَفَرَ الله له ما تقدَّم مِن ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ» فإذا أتوا النبي قال: «أنا لها أنا لها .... الحديث.
وهو مخرج في الكتب الستة وغيرها بألفاظ وطرق.
(حاشية بداية السول ص: ۱۳)
- وعن قوله: أَنه أَوَّلُ شَافِعِ وَاوَّلُ مُشَقَّعٍ:
٢٨٦
المستدرك
قال: في "صحيح مسلم عن أبي هريرة ولله قال : قال رسول الله : «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ
مُشَفْع ..
مُشَفّع» بفتح الفاء المشدّدة: مقبول الشفاعة، وفي حديث الشفاعة الطويل الذي أشرنا اليه آنفًا أنَّ النبي علي الهلال و حين يذهب للشَّفَاعَةِ يَسْتَأْذِنُ على الله فَيَأْذَنَ له، فإذا رأى الله تعالى خَرَّ ساجدًا، فيدعه اللهُ مَا شَاءَ ثُمَّ يُقال: «ارْفَعْ رَأْسَكَ محمد، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ .... الحديث .
(حاشية بداية السول ص: ۱۳)
٩ - وعن واخْتَبَأَ هُو دَعْوَتَهُ شَفَاعَةٌ لِأُمَّتِهِ:
قال: في الصحيح عن أبي هريرة الله قال رسول الله : «الكل نبي دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نبيٍّ دَعْوَتَهُ، وإِنِّي اخْتِبَاتُ دَعْوَنِ شَفَاعَةٌ لأُمَّتِي يَوْمَ
القِيامَةِ، فهي نائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهُ شَيْئًا». و في مُسْنَدَي أحمد وأبي يعلى عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «إنَّه لم يَكُنْ نبيٌّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنيا وإنِّي قد اخْتَبَاتُ دَعْونِ شَفَاعَةُ لَأُمَّتِي، وأنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ ولا فَخْرَ، وأنا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عنه الأرضُ ولا فَخْرَ، وبيدي لِواءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوائي ولا فَخْرَ...» الحديث. وهو طويل في ذكر شفاعة الموقف. وفي "صحيح مسلم" عن أبي بن كعب له أنَّ النبي لو قال: «أُرْسِلَ إِلى أَنِ اقْرَأ القُرآنَ على حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إليه أَنْ هَوِّنْ عَلى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ اقْرَأَهُ على حَرْفِينِ، فَرَدَدْتُ إليه أَنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ اقْرَأَهُ عَلى سَبْعَةِ
٢٨٦
المستدرك
قال: في "صحيح مسلم عن أبي هريرة ولله قال : قال رسول الله : «أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ
مُشَفْع ..
مُشَفّع» بفتح الفاء المشدّدة: مقبول الشفاعة، وفي حديث الشفاعة الطويل الذي أشرنا اليه آنفًا أنَّ النبي علي الهلال و حين يذهب للشَّفَاعَةِ يَسْتَأْذِنُ على الله فَيَأْذَنَ له، فإذا رأى الله تعالى خَرَّ ساجدًا، فيدعه اللهُ مَا شَاءَ ثُمَّ يُقال: «ارْفَعْ رَأْسَكَ محمد، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ .... الحديث .
(حاشية بداية السول ص: ۱۳)
٩ - وعن واخْتَبَأَ هُو دَعْوَتَهُ شَفَاعَةٌ لِأُمَّتِهِ:
قال: في الصحيح عن أبي هريرة الله قال رسول الله : «الكل نبي دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نبيٍّ دَعْوَتَهُ، وإِنِّي اخْتِبَاتُ دَعْوَنِ شَفَاعَةٌ لأُمَّتِي يَوْمَ
القِيامَةِ، فهي نائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهُ شَيْئًا». و في مُسْنَدَي أحمد وأبي يعلى عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «إنَّه لم يَكُنْ نبيٌّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنيا وإنِّي قد اخْتَبَاتُ دَعْونِ شَفَاعَةُ لَأُمَّتِي، وأنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيامَةِ ولا فَخْرَ، وأنا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عنه الأرضُ ولا فَخْرَ، وبيدي لِواءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوائي ولا فَخْرَ...» الحديث. وهو طويل في ذكر شفاعة الموقف. وفي "صحيح مسلم" عن أبي بن كعب له أنَّ النبي لو قال: «أُرْسِلَ إِلى أَنِ اقْرَأ القُرآنَ على حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إليه أَنْ هَوِّنْ عَلى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ اقْرَأَهُ على حَرْفِينِ، فَرَدَدْتُ إليه أَنْ هَوِّنْ على أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ اقْرَأَهُ عَلى سَبْعَةِ
تعليقات على كتاب "بداية السول" .
۲۸۷
أحْرُفٍ، فلك بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيها، فقلتُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَأُمَّتِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لَأُمَنِي، وَأَخَرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الخَلْقُ كُلُّهُمْ، حَتَّى إِبْرَاهِيمُ
الام .
وفي مسانيد البزار وأحمد وأبي يعلى عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله او كُل قد أُعْطِيَ عَطِيَّتَهُ فَتَنَجَّزَهَا وَإِنِّي اخْتَبَاتُ عَطِيَّنِي
نبي
شَفَاعَةٌ لأُمَّتِي». إسناده حسن. وفي هذا المعني أحاديث كثيرة عن عبدالله بن عمرو وعبادة بن الصامت ومعاذ وأبي موسى وعوف بن مالك الأشجعي وعبدالرحمن بن أبي عقيل
وغيرهم.
وهي كلها تفيد رحمة النبي له بأمته وإيثاره إيَّاهم على نَفْسِهِ ودعاءه لهم في كل مناسبة تَعْرِضُ له، بل بلغَ مِن شَفَقَتِهِ عليهم أن أخذه البكاء في بعض الأحيان كما ثبت في "صحيح مسلم" عن ابن عمر أنَّ رسول الله ل تلا قول إبراهيم: فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ عَفُورٌ رَّحِيمُ ) [إبراهيم: ٣٦].
وقول عيسى : إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [المائدة: ۱۱۸] فرفع يديه وقال أُمَّتِي أُمَّتي» ثُمَّ بكى، فقال الله تعالي: «يا جبريلُ، اذهب إلى محمدٍ فَقُلْ لَهُ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ولا نَسُوءُكَ». فَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وباركَ عليه، وجَزاهُ عنَّا أفضل ما جَزَى نبيًّا عن أُمَّته.
حاشية بداية السول ص: ١٤ - ١٥)
١٠ - وعن قوله تعالى: في قوله : لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَم يَعْمَهُونَ } [الحجر: ٧٢]: قال: أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: «ما خَلَقَ اللهُ وما بَرَأَ وما ذَرَأَ
تعليقات على كتاب "بداية السول" .
۲۸۷
أحْرُفٍ، فلك بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيها، فقلتُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَأُمَّتِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لَأُمَنِي، وَأَخَرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الخَلْقُ كُلُّهُمْ، حَتَّى إِبْرَاهِيمُ
الام .
وفي مسانيد البزار وأحمد وأبي يعلى عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله او كُل قد أُعْطِيَ عَطِيَّتَهُ فَتَنَجَّزَهَا وَإِنِّي اخْتَبَاتُ عَطِيَّنِي
نبي
شَفَاعَةٌ لأُمَّتِي». إسناده حسن. وفي هذا المعني أحاديث كثيرة عن عبدالله بن عمرو وعبادة بن الصامت ومعاذ وأبي موسى وعوف بن مالك الأشجعي وعبدالرحمن بن أبي عقيل
وغيرهم.
وهي كلها تفيد رحمة النبي له بأمته وإيثاره إيَّاهم على نَفْسِهِ ودعاءه لهم في كل مناسبة تَعْرِضُ له، بل بلغَ مِن شَفَقَتِهِ عليهم أن أخذه البكاء في بعض الأحيان كما ثبت في "صحيح مسلم" عن ابن عمر أنَّ رسول الله ل تلا قول إبراهيم: فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ عَفُورٌ رَّحِيمُ ) [إبراهيم: ٣٦].
وقول عيسى : إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [المائدة: ۱۱۸] فرفع يديه وقال أُمَّتِي أُمَّتي» ثُمَّ بكى، فقال الله تعالي: «يا جبريلُ، اذهب إلى محمدٍ فَقُلْ لَهُ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ولا نَسُوءُكَ». فَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وباركَ عليه، وجَزاهُ عنَّا أفضل ما جَزَى نبيًّا عن أُمَّته.
حاشية بداية السول ص: ١٤ - ١٥)
١٠ - وعن قوله تعالى: في قوله : لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَم يَعْمَهُونَ } [الحجر: ٧٢]: قال: أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: «ما خَلَقَ اللهُ وما بَرَأَ وما ذَرَأَ
۲۸۸
نَفْسًا أكرم عليه من محام ل لا ل ا ل له ، وما سمعتُ اللهَ أقسم بحياةِ أَحَدٍ غيره.
المستدرك
قال الله تعالى : لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكَريهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: ۷۲]. يقول: وحياتك وعُمرِكَ وبقائك في الدُّنيا». وقال ابن القيم في "التبيان": أكثر المفسرين مِن السَّلَفِ والخَلَفِ بل لا يُعْرَفُ عن السَّلَفِ فِيهِ نِرَاعًا أَنَّ هذا قسم من الله تعالى بحياة رسوله الا الله ، وهذا من أعظم فضائلِه، أنْ يُقْسِمَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ بحياتِهِ، وهذه مَزِيَّةٌ لا تُعْرَفُ لغَيره، ولم يُوفَّقِ الزَّمخشري لذلك، فصرف القَسَمَ إلى أنَّه بحياةِ لُوطٍ، وأنَّه مِن قول الملائكة، فقال: هو على إرادة القول أي: قالت الملائكة للوط : لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَيهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ وليس في اللفظ ما يدلُّ على واحِدٍ مِن الأمرين بل ظاهِرُ اللَّفظِ وَسِيَاقُهُ إِنَّما يدلُّ على ما فَهِمَهُ السَّلَفُ» . اهـ
ومعنى الآية بإجمال لعمرك أي وحياتك إِنَّهُمْ أَي قَوْمَ لُوطٍ أو
قريشًا لَفِي سَكْريم أي صلاتهم، أو عِشْقِهم قال الشَّاعِرُ. سكْرَانِ سُكْرُ هَوًى وَسُكْرُ أَنَّى يُفيقُ فَتى بِهِ سُكْرانِ
يَعْمَهُونَ يَتَخَيَّرُونَ، أو يتردَّدونَ.
(حاشية بداية السول ص: (١٥)
١١ - وعن قوله تعالى: ﴿ يَأَيُّهَا النَّبِيُّ يَتَأَيُّهَا الرَّسُولُ :
قال: قال الحافظ أبو نعيم في كتاب "دلائل النبوة": «ومِن فَضائِلِهِ إخبارُ الله عَزَّ وَجَلَّ عن إجلال قَدْرِ نبيه الا الله وتبجيله وتعظيمه، وذلك أنه ما خاطبه في كتابه ولا أخبر عنه إلَّا بالكنايةِ التي هي النبوَّةُ والرِّسالَةُ التي لا أجل مِنها فَخرًا ولا أعظمَ خَطَرًا وخَاطَبَ غَيرَهُ مِن الأنبياءِ وَقَوْمِهِمْ وَأَخَبُرَ عَنهُمْ
تعليقات على كتاب "بداية" السول".
۲۸۹
بأسمائهم، ولم يَذْكُرْهُمْ بالكِنايةِ التي هي غاية المرتبة، إلَّا أن يكونَ الرسول في جُملَتِهِمْ بِمُشارَكِتِهِ مَعَهُمْ في الخطاب والخبر، فأما في حال
الانفراد فما ذَكَرَهُمْ إلَّا بأسمائهم...».
وذكر جملة من الآيات في نداء الأنبياء والخبر عنهم، ثُمَّ قال: «فكُلُّ مَوْضِعِ ذَكَرَ محمدا باسْمِهِ أضاف إليه ذِكْرَ الرِّسَالَةِ فقال: وَمَا مُحَمَّدُ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ
الرُّسُل [آل عمران: ١٤٤].
محمد رسُولُ اللهِ ﴾ [الفتح: (٢٩) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّنَ ﴾ [الأحزاب: ٤٠] ، وقال : لا امَنُوا نُزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ [محمد: ۲] ، فسماه لِيَعْلَمَ مَنْ جَحَدَهُ أَنَّ أَمْرَهُ وكِتابَهُ هو الحَقُّ، ولأنَّهم لا يَعْرِفُوه إِلَّا بِمُحَمَّدٍ...» إلى أن قال: «ثُمَّ جَمَعَ في الذِّكْرِ بين اسمِ خَلِيلِهِ ونَبَيِّهِ فَسَمَّى خَليلَه باسْمِهِ وكَنَّى حَبيبَهُ بالنُّبوَّة فقال : إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ ) [آل عمران: ٦٨] فكنَّاه إجلالا له، ورفعة لفضل مرتبته ونباهته ه، ثُمَّ قدَّمه في الذكر على مَن تَقَدَّمَهُ في البَعْثِ فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّنَ
مِيتَقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نوع ﴾ [الأحزاب: ٧] الآية. ثُمَّ أسند عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله في قوله تعالى : ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ) قال: كُنْتُ أَوَّلَ النَّبِيِّينَ فِي الخَلْقِ وَآخِرَهُمْ
في البَعْثِ . اهـ مُختصرًا. وفي إسناد الحديث المذكور ضَعْفٌ، لكن ورَدَ مِن طريق آخر عن قتادة
۲۹۰
المستدرك
مرسلًا بإسناد صحيح .. ورَوَى البَزَّارُ عن أبي هريرةَ في الآية قال: «خيارُ وَلَدِ آدَمَ خَمْسَةٌ نُوحٌ وإبراهيم
وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وخَيْرُهُمْ محمد الالوان ومما يتصل بهذه الخصيصه ويُناسبها أنَّ الله تعالى نهانا أن نُناديه باسمه مُجرَّدًا عن التعظيم، قال أبو نعيم: ومن افضال له لا لا لو أَنَّ النَّاسَ نهاهم اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أن يخاطبوا رسولَهُ بِاسْمِهِ وأخبر عن سائرِ الأُمَمِ أنهم كانوا يُخاطِبونَ رُسُلَهُمْ بأسمائهم كقولهم: قَالُوا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهَا كَمَا لَهُمْ ، الهه ﴾ [الأعراف: ۱۳۸]، يعيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ﴾ [المائدة: ۱۱۲]، يَهُودُ مَا جِئْتَنَا بين [هود: (٥٣)، يتصلحُ انْتِنَا ﴾ [الأعراف: ۷۷ ]، وقال: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا } [النور: ٦٣] .
فنَدَبَهم الله تعالى إلى تكنيته بالنبوة والرسالة ترفيعًا لَمَنْزِلَتِهِ وتَشْرِيفًا مرتبته، خَصَّهُ اللهُ بهذه الفَضِيلَة مِن بَيْنِ أنبيائه ورُسُلِهِ» . اهـ مُحتصَرًا.
وروى ابن أبي حاتم وابن مَرْدُويَه وأبو نعيم، عن ابن عباس في الآية قال: كانوا يقولون يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عن ذلك إعظاما لنبيه و
قال: فقالوا: يا نبي الله ، يا رَسُولَ الله.
وروى ابن جرير، عن مجاهد كَدُعَاء بَعضِكُم بَعْضًا : قال أمرهم أن يدعوا: يا رسول الله في لين وتواضع، ولا يقولوا يا محمد، في تَجَهُم. ورواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم بطرق. وروى عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية قال: «أَمَرَ اللهُ أَنْ يُهابَ نَبيُّه وأنْ يُبَجَّلَ وأنْ يُعَظَّمَ وأَنْ يُفَخَّمَ وأَنْ يُشَرَفَ».
تعليقات على كتاب "بداية السول" .
۲۹۱
وروى عبد بن حميد، عن عكرمة في الآية قال: «لا تقولوا يا محمد، ولكن قولوا يا رسول الله». وقال سعيد بن جبير والحسن البصري مثل ذلك رواه عنهما عبد بن حميد أيضًا.
وقال مقاتل في الآية: يقول لا تُسَمُّوه إذا دَعَوْتُموه يا محمد، ولا تقولوا: يا
ابن عبدالله، ولكن شَرِّفُوه فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله».
وقال زيد ابن أسلم في الآية أيضًا: «أمرهم اللهُ أَنْ يُشَرِّفُوه». قال ابن كثير: «هذا قول وهو الظاهر من السياق كقوله تعالى: يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقُولُوا راعنا ﴾ [البقرة : ١٠٤] الآية يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [الحجرات: ٢] الآية.
فهذا من باب الأدب في مخاطبة النبي و والكلام معه وعنده، كما أمروا
بتقديم الصَّدَقَةِ قبل مُناجاتِهِ» . اهـ
وهذا القول هو الرَّاجِحُ مِن وُجُوءٍ، بينها شَقِيقُنا الحافِظُ أبو الفيض في
كتاب "تسنيف الآذان" فليراجع.
( حاشية بداية السول ص: ١٦ - ١٨)
١٢ - وعن معجزة بقاء القرآن الكريم:
قال: في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال النبي : «ما مِنَ الأنبياء نبي إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الآيات ما مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وَإِنَّما كَانَ الذي أُوتِيتُهُ وَحْيَا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُوا أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ».
قال العلماء ليس المرادُ مِن الحديثِ حَصْرَ مُعجزاتِهِ فِي القُرآنِ، وأنه لم يُؤْتَ غيره، وإنما المرادُ أنَّ القُرآنَ مُعجزتُه العُظْمَى، وأنه باقٍ مُسْتَمِرٌّ لا يَنقَرِضُ ولا
۲۹۲
المستدرك
يَدْخُلُهُ نَقص ولا تبديل، ولهذا رجا أن يكون أكثر الأنبياء تابعًا يومَ القِيامَةِ،
وقد حَقَّقَ اللهُ رِجَاءَهُ فجعل أُمَّتَهُ أكثرَ الأُم الا الان.
(حاشية بداية السول ص: ۱۹)
١٣ - وعن تَسْلِيمُ الحَجَرِ عَلَيْهِ، وحَنينُ الجذع للنبي
قال: أمَّا تَسْلِيمُ الحَجَرِ ففي صحيح مسلم" عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله لا له : « إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبَعَثَ إِنِّي لأعرِفُهُ الآن». وفي الباب أحاديث أُخرى.
ن أنسي.
وأمَّا حَنينُ الجِذْعِ فرواه الشيخان عن سهل بن سعد. والبخاري وأحمد عن جابر وابن عمر. والدرامي وأحمد وابن ماجه عن ابن عباس. والدرامي عن أبي سعيد وبُريدة. وأحمد والترمذي وابن ماجه عن أ والبيهقي في الدلائل عن أُمِّ سَلَمَةَ. والشافعي وأحمد والدرامي وابن ماجه وأبو يعلى وسعيد بن منصور عن أبي بن كعب.
والطبراني في "الأوسط" وأبو نعيم في "الدلائل" عن عائشة. والزبير بن بكار في "أخبار المدينة" عن المطلب بن أبي وَدَاعَةَ.
قال عمرو بن سَوَادٍ: قال لي الإمامُ الشَّافِعِيُّ : ما أَعْطَى الله تعالى نبيا ما أعطى محمدًا ما قلت أعطى عيسى إحياء الموتى، فقال: أَعْطَى محمَّدًا حنينَ
الجذع، فهذا أكبر من ذلك ، رواه البيهقي و
حاشية بداية السول ص : ۱۹ - ۲۰)
١٤ - وعن معجزة تفجير الماءِ مِن بَيْنِ أَصابع النبي ؟ قال: تَعَدَّدَتْ قِصَّةُ تَفْجير المَاءِ مِن بَيْنِ أَصَابِعِهِ الله في الحَضَرِ والسَّفَرِ،
تعليقات على كتاب "بداية" السول " .
۲۹۳
ففي رواية منها أنَّ الذين شَربوا وتَوضَّلُّوا مِن ذلك الماء كانوا ألفًا وأربعمائة،
وهذه رواية جابر بن عبدالله في "صحيح البخاري".
وفي رواية أخرى أنهم كانوا زُهاء ثلاثمائة، وهذه رواية قتادة عن أنس في
الصحيحين.
وفي أُخرى أنهم كانوا ما بَيْنَ السبعين إلى الثمانين وهذه رواية ثابت، عن
أنس في الصحيحين أيضًا.
ورواها البخاري من طريق الحسن عن أنس، ومن طريق حميد عنه وفيها
أنهم كانوا ثمانين وزيادة.
ورواها كثير من الصحابة الذين شاهدوها مثل عبد الله بن مسعود والبراء ابن عازب وأبي قتادة وابن عباس وأبي ليلى الأنصاري وأبي رافع وأبي عمرة الأنصاري وعِمران بن حصين وزياد بن الحارث الصدائي وحِبَّان- بكسر
الحاء علي المشهور - بن بح - ، بضم الموحدة وتشديد المهملة وغيرهم. قال أبو نعيم الحافظ : «هذه الآية من أعجب الآيات أُعجوبةً وأَجَلَّها معجزة وأبلغها دلالة شاكَلَتْ دلالة موسى في تفجير الماء مِن الحَجَرِ حين ضربه بعصاه، بل هذا أبلغ في الأعجوبة؛ لأَنَّ نَبْعَ المَاءِ مِن بين اللَّحْمِ والعَظْمِ أعجب وأعظمُ مِن خُروجه مِن الحَجَرِ؛ لأنَّ الحَجَرَ سِنْخُ مِن أَسْناحَ الماءِ
[السِّنْخُ: الأصل من كلِّ شيءٍ ] مَشهور في المعلوم مذكور في المتعارف. وما رُوي قطُّ ولا سُمعَ في ماض الدهور بماءٍ نَبَعَ وانفجرَ مِن آحاد بني آدم حتَّى صَدَرَ عنه الجَمُّ الغَفيرُ مِن النَّاسِ والحيوان رواء، وانفجار الماء من الأحجار ليس بمُنْكَرٍ ولا بديع، وتفجيره بين الأصابع مُعْجِز بديع». اهـ
٢٩٤
المستدرك
(حاشية بداية السول ص: ٢٠)
١٥ - وعن معجزة رَدَّ العَيْنَ بعد أنْ سَالَتْ على الحد:
أبيه، عن
قال: أخرج أبو يَعْلَى وأبو نُعيمٍ من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عن جده قتادة أنه أصيبتُ عَيْنُه يومَ أُحُدٍ فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلى وَجْنَتِهِ، فأرادوا أن يَقْطَعُوها فسألوا النبي لا اله الله فقال «لا»، فدعا به فَغَمَزَ عَيْنَهُ بَرَاحِتِه، فكانَ لا يَدْري أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصيبت.
وروى البيهقي عن أبي سعيد الخدري، عن قتادة بن النعمان - وكان أخاه لأُمَّه - أَنَّ عَيْنَهُ ذَهَبَتْ يومَ أُحُدٍ فجاءَ بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَرَدَّهَا فَاسْتَقامَتْ. قال البيهقي: وذَكَرَ الواقدي مثله وزادَ: فكانت أقوي عَيْنَيْه وأَصَحَهُما بعد أن
وروى عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن جابر بن عبد الله قال : أُصيبت عَيْنُ قتادة بن النعمان يومَ أُحُدٍ، وكانَ قريببَ عَهْدِ بعرس، فأتى النبي لا لا لا لا فَأَخَذَها بيَدِهِ فَرَدَّها فكانتْ أحسنَ عَيْنَيْهِ وأَحَدَّهُما نَظَرًا.
ولهذه القِصَّةُ طُرُقٌ، ووَرَدَ أنّها أُصيبت يومَ بَدْرٍ، وقيل يوم الخندق، قال الحافظ ابن عبد البر: «الأصحُ والله أعلم أنَّ عين قتادة أُصيبَتْ يومَ
أحد» . اهـ
وذكر الأصمعي أنَّ رجلًا مِن وَلَدِ قتادة ابن النعمان وَفَدَ على عمر بن
عبد العزيز فسَأَلَهُ عمرُ من الرَّجلُ ؟ فقال :
أنا ابن الذي سَالَتْ عَلَى الخَدٌ عَيْنُهُ فَرُدَّتْ بِكَفِّ المُصْطَفَى أَحْسَنَ الرَّدُ
تعليقات على كتاب "بداية السول".
فعَادَتْ كَمَا كَانَتْ لِأَوَّلِ أَمْرِهَا فيَا حُسْنَ مَا عَيْنٍ ويا حُسْنَ ما رَدَّ
فقال عمر بن عبد العزيز الله :
۲۹۵
هَذِي الْمَكَارِمُ لَا تَعْبَانَ مِنْ لَبَنٍ شيبا بماءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبوالا (تنبيه): وَقَعَ لأبي ذرّ له مثل قصَّةِ قتادة فروَى أبو يَعْلَى مِن طريق عبدالرحمن بن الحارث بن عُبيدة، عن جده قال : أُصيبت عَيْنُ أبي ذر يومَ أُحُدٍ فبزَقَ فيها النبي الله فكانتْ أَصَّحَ عَيْنَيْهِ.
ويقرب من هذا ما رواه ابن أبي شيبة والبغوي وابنُ السَّكَن والطبراني وأبو نعيم من طريق عبدالعزيز بن عمر بن عبد العزيز: حدثني رجل من بني سلامان بن سَعْدٍ، عن أُمَّه : أن خالَهَا حَبيبَ بن فُويُك - بالواو أو الدَّال أو الرَّاء مُصَغَرًا - حدَّثها أنَّ أباه خرج به إلى النبي لا لا لا لا وعيناهُ مُبْيَضّتانِ لا يُبْصِرُ بها شيئًا فسأله ما أصابَهُ؟ قال: إنّي كنتُ أُمَرْنُ جَمَلًا لِي فَوضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضِ حَيَّةٍ فَأُصِبْتُ ببَصَري، فَنَفَثَ رسول الله الا الله في عينيه فأبصَرَ، قال: فرأيتُه يُدْخِلُ الخَيْطَ في الإبرة وإنَّه لا بن ثمانين سنةٍ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لمُبيَضَّتَانِ.
(حاشية بداية السول ص: ۲۱-۲۲)
١٦ - وعن المواتَ الذين أَحْيَاهُم:
قال : أي النبي ا ا ا ل ل له فإنه أحيا بالإيمان أما لا تُحصى، وما أحياه عيسى ام من موتى الأبدانِ لا يتجاوزُ عَدَدَ أصابع يد واحِدَةٍ، على أنه صَحَ إحياء الموتى لأفرادٍ مِن أُمَّةِ النبي ا ا ا ا ا ، وذلك مُضاف إلى جُملَةِ مُعْجِزَاتِهِ، وقد ذَكَرتُ شيئًا
6
من ذلك في كتابنا "الحُجَجُ البَيِّنَاتِ في إثباتِ الكَرَامَاتِ" فليراجع، ولابن أبي الدنيا جزء " من عاش بعد الموت" وهو مطبوع.
٢٩٦
المستدرك
(حاشية بداية السول ص: ۲۲)
۱۷ - وعن قوله صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ دَعَا إِلى هُدًى كَانَ لَهُ أَجْرُهُ
وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»:
قال: أحمد ومسلم والأربعة من حديث أبي هريرة بلفظ: «مَنْ دَعَا إلى هُدًى كانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلَ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ
شَيْئًا».
(حاشية بداية السول ص : ٢٣)
۱۸ - و عن حديث: «أَنَّ الخَلْقَ عِيالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّهُمْ إِلَيْهِ أَنفَعُهُمْ لِعِيالِهِ»: قال: أبو يعلى والبزار والطبراني والحارث بن أبي أسامة وأبو نعيم والبيهقي وغيرهم، عن أنس مرفوعا بلفظ: «الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّهُمْ إلى الله
أَنْفَعُهُمْ لِعِيالِهِ». وإسناده ضعيفٌ. ورواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأبو نعيم في "الحلية" والبيهقي في "الشعب" عن ابن مسعودٍ بلفظ الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّ الخَلْقِ إلى الله
مَنْ أَحْسَنَ إلى عِيالِهِ». وإسناده جيد.
ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن أبي هريرةَ بلفظ «الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِبالُ الله تَحتَ كَنَفِهِ، فَأَحَبُّ الخَلْقِ إلى الله مَنْ أَحْسَنَ إلى عِيالِهِ»، وفي الباب
غيره.
وقال أبو العتاهية مقتبسا :
عِيالُ الله أَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَبَتْهُمُ المَكَارِمَ في عياله
تعليقات على كتاب "بداية السول" .
۲۹۷
ولم تَرَ مُنيَا مِن ذِي فِعال عَلَيْهِ قَطُّ أَفْصَحَ مِنْ فِعَالِهِ قال العسكري في معنى الحديث: مخرج هذا الكلام على المجاز والتوسع
كأنَّ الله لما كان المُتضَمِّنُ بأرزاق العِبادِ، والكافِل بهم كانو كالعيال له» . اهـ قلت: لا داعي إلى ارْتِكَابِ المَجَازِ؛ فإِنَّ مَعْنَى العِيال: الفقراء، قال الله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ﴾ [التوبة: ۲۸] أي فقرًا وقال: ﴿ وَوَجَدَكَ عَابِلًا ﴾ [ الضحى: ٨] أي فَقِيرًا. ولا شَكٍّ أَنَّ الخَلْقَ كُلَّهم فُقَرَاءُ لله ومُحتاجُونَ إِليه.
(حاشية بداية السول ص: ٢٣ - ٢٤
١٩ - وعن بكاء موسى ام ليلة الإسراء:
قال: ثَبَتَ هذا في حديث الإسراء المُخَرَّج في "الصحيحين" وغيرهما من
طرق.
(حاشية بداية السول ص: (٢٥)
۲۰ - قال: بل لو كان موسى ام ممن يجوز عليهم الحسد في الحياة لما جازَ عليه وهو في عالم لا حَسَدَ فيه ولا أحقاد ، ومما يؤيد إبعاد فِكْرَةِ الحَسَدِ نهائيا : أَنَّ موسى كان في تلك الليلة مُشْفِقا على أُمَّةِ النبي داعيا له التخفيف عِدة مَرَّاتٍ، حتّى قال له النبي لا لا لا لا لا لقد راجَعْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحَيْتُ منه». وليس من طبيعة الحاسِدِ النُّصْحُ والإشفاق.
عنهم
(حاشية بداية السول ص : (٢٥)
۲۱ - وعن كُلَّ نبي إلى قَوْمِهِ خاصَّةً، وأرسل نبينا و إلى الأنس والجن : قال: هذا ثابت بالنص والإجماع القاطعين، وهل أرسل و إلى الملائكة ؟ اختلف في ذلك على قولين:
۲۹۸
المستدرك
أحدهما: أنه لم يُرسل إليهم، جَزَمَ به البيهقي والحليمي من الشافعية، ومحمود بن حمزة الكرماني من الحنفية في كتابه "العجائب والغرائب"، ونقل البرهان النَّسَفيُّ والفخر الرازي الإجماع عليه في تفسيريهما، وجزم به من المتأخرين الحافظ العراقي في "نكته على ابن الصلاح"، والجلال المحلي في "شرح جمع الجوامع".
والقول الثاني: أنه أرسل إليهم، وهذا القولُ رَبَّحَهُ تقيُّ الدِّين السبكي، والحافظ السيوطي، زاد التقي الشبكي: أنه مُرسَل إلى جميع الإنبياء والأُمَمِ السابقة، وأنَّ قوله : «بُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً» شامِل هُم مِن لَدُن آدمَ إلى قيام السَّاعَةِ، ورَبَّحَهُ البارزي وزادَ أنه مُرسَلٌ إلى جميع الحيوانات والجماد، واستدل على ذلك بشهادةِ الضَّبِّ له بالرّسالة، وشهادةِ الشَّجَرِ والحَجَرِ له، قال الحافظ السيوطي وأزيد على ذلك أنه مُرْسَلٌ إِلى نَفْسِهِ. اهـ قلت: حديث شهادَةِ الضَّبِّ ضعيفٌ، لكن ثبتت شهادةُ الذُّنْبِ والجَمَلِ والشَّجَرِ والحَجَرِ، وأقوى ما يُستدل به على إرساله للملائكة قوله تعالى:
وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنتَ إِلَهُ مِن دُونِهِ، فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: ٢٩]. قال الحافظ السيوطي: فهذه الآية إنذار للملائكة على لسان النبي و في القُرآنِ الذي أنزل عليه، وقد قال تعالى: وَأُوحِيَ إِلَى هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
[الأنعام: ١٩] قال: فثَبَتَ بذلك إرساله إليهم». اهـ. وراجع كتابه تزيين" الأرائك في إرسال النبي إلى الملائك" وهو
مطبوع ضمن كتاب "الحاوي للفتاوي".
(حاشية بداية السول ص: ٢٥ - ٢٦)
تعليقات على كتاب "بداية السول".
۲۲ - وعن كلام الله لنبينا و عند سِدْرَةِ المنتهى:
۲۹۹
جاءَ في بَعْضِ طُرُقِ حديثِ الإسراء من حديث أنس قوله «ثُمَّ صُعِدَ بي فوقَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وأتيتُ سِدْرَةَ المُنتَهَى، فَغَشِيتْني ضَبابَةٌ خَرَرْتُ سَاجِدًا، فقيل لي: إنِّي يَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَواتِ والأَرضَ فَرَضْتُ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً .... الحديث. رواه النسائي. وفي رواية أُخرى من حديث أنس أيضًا: «ثُمَّ انطلق بي حَتَّى انتهى إلى الشَّجَرَةِ - يعني السَّدرة - فغَشِيتْني سَحَابةٌ فيها مِن كلَّ لونٍ، فَرَفَضَني جبريل - أي تركني وخَرَرْتُ ساجِدًا الله ، فقال الله لي: يا محمد، إنّي يوم . السَّمواتِ والأرضَ فَرَضْتُ عليك وعلى أُمَّتِكَ خمسين صَلاةً، فقُمْ بها أَنتَ وأُمَّتُكَ ثُمَّ انجَلَتْ عنِّي السحابةُ وأخذ بيدي جبريل...» الحديث رواه ابن أبي
حاتم وغيره.
خَلَقْتُ
(حاشية بداية السول ص: ٢٦ - ٢٧ ٢٣ - وعن قوله صلى الله عليه وآله وسلم «نحنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنيا
والأولون يومَ القِيامَةِ المَقْضِيُّ لهم قَبْلَ الخَلائِقِ... الحديث:
قال: وفي "صحيح مسلم عن حذيفة قال: قال رسول الله : «نحن
الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنيا، والأَوَّلُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهم قَبْلَ الخَلائِقِ». وفي "أوسط معاجم "الطبراني" بسند حسن عن عمر طه : أنَّ رسول الله قال: «الجنَّةُ حُرَّمَتْ على الأنبياءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا، وَحُرِّمَتْ على الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَها أُمتي». وفيه من حديث ابن عباس نحوه.
(حاشية بداية السول ص: ۲۷)
۳۰۰
المستدرك
٢٤ - وعن ذَكَرَ السُّوْدَدَ مُطْلَقًا فقد قَيَّدَهُ بيومِ القِيامَةِ:
قال: ورد حديث السيادة مُقَيَّدا بيوم القِيامَةِ عن أبي هريرة في الصحيحين. وعن أبي سعيد الخدري في "مسند" "أحمد" و"سنن الترمذي" و"ابن
ماجه".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص في "صحيح ابن حبان".
وعن واثلة في "صحيح ابن حِبَّان" أيضًا.
وعن أنس في "مسند أحمد" وغيره من طرق.
وعن عبدالله بن سلام عند أبي يعلى والطبراني، وعن عبادة عند :
الحاكم،
وعن غيرهم. قال العلماء: السيّد لغة: المفزوع إليه في الشدائد ليدفعها، أي شدَّةٍ كانت، والتقييد بيوم القِيامَةِ مع أنه سيدٌ في الدُّنيا والآخرة؛ لأنه اليوم الذي يلجأ إليه فيه آدم وولده ويظهر فيه سُودَدُه بلا منازع، بخلاف الدُّنيا فقد نازعَه فيها مُلُوكُ الكُفَّارِ وزعماء المشركين، وهو من معنى قوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ اليوم [غافر: ١٦] ، لأنه اليوم الذي تنقطِعُ فيه دعوى الربوبية لغير الله تعالى. اهـ.
وتقدَّم حديث: «أنا أَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُ عَنهُ القَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعِ وَأَوَّلُ مُشَفَّعِ».
(حاشية نهاية السول ص: (٢٧)
٢٥ - وعن حديث: «الوَسِيلَةُ مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ إِلَّا لِعَبْدِ مِن عبيد الله، وأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ»: قال: في "صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سَمِعَ
تعليقات على كتاب "بداية" السول".
۳۰۱
النبي الا وهو يقول: «إذا سَمِعْتُمُ المُؤذَنَ فقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلَّا لَعَبْدِ مِن عِبادِ الله، وأرجو أَنْ أَكُونَ أَنا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ اللَّهَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ».
قال القرطبي: «هذا الرَّجَاءُ قبلَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ صَاحِبُ المَقامِ المَحْمُودِ، ومع
ذلك فَإِنَّ اللَّهَ يَزِيدُه بِدُعَاءِ أُمَّتِهِ لَه رِفْعَةٌ، كما يَزِيدُهُمْ بِصَلَاتِهِمْ عَلَيْهِ» . اهـ ومَعْنَى حَلَّت عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ: أي وَجَبَتْ له، وهذا لمن فعل ذلك بصدق
نية.
(حاشية بداية السول ص: (٢٧)
٢٦ - وعن يَدْخُلُ مِن أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ:
قال: في الصحيحين عن ابن عباس قال رسول الله : «عُرِضَتْ عَلَى الأُمَمُ فَرَأَيتُ النبيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، والنبيَّ ومَعَهُ الرَّجُلُ والرَّجُلانِ، والنبيُّ ليس مَعَهُ أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لي سَوادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أنهم أُمتي فقيل لي: هذا موسى وقَوْمُهُ، ولكن انظر إلى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذا سَوادٌ عَظِيمٌ فقيل لي هذه أُمَّتُكَ ومَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ». ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فخَاضَ النَّاسُ في أولئك الذين يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله الله ، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يُشْرِكوا بالله شيئًا، وذَكَروا أشياءَ فَخَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما الذي تخوضُونَ فيه ؟ فأخبروه فقال: «هُمُ الذينَ لا يَرْقُونَ ولا يَسْتَرْقُونَ ولا يَتَطرُونَ وعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ». فقامَ عُكَاشَةُ بن مُحْصَنٍ فَقالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ
۳۰۲
المستدرك
يجعلني منهم، فقال: «أنتَ مِنْهُمْ ثُمَّ قامَ رَجُلٌ آخَرَ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم فقالَ: «سَبَقَكَ بها عُكَاشَةُ».
ولحديث السبعين ألفا طرُقٌ في الصحيحين عن أبي هريرة وغيره. وفي حديث سهل بن سعد اليَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلفًا أو سبعمائة ألف - لا يدري أبو حازم أيُّها قال - مُتماسكُونَ آخِدٌ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لا يَدْخُلُ أَوَّهُم حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وجُوهُهُمْ على صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ». رواه
الشيخان.
1
وفي "سنن الترمذي" بإسنادٍ حَسَنٍ عن أبي أمامة سمعت رسول الله يقولُ: (وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يَدْخُلَ مِن أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا
عَذَابَ، مَعَ كُلِّ الفِ سَبْعُونَ أَلفًا وثَلَاثُ حَشَيَاتٍ مِنْ رَبِّي».
(حاشية بداية السول ص: ۲۸ - ۲۹
۲۷ - وعن الكَوْثَرُ الذي أُعْطِيه في الجَنَّةِ، والحَوْضُ الذي أُعْطِيه في المَوقِفِ: قال: الكَوْثَرُ نَهْرٌ في الجَنَّةِ، وحَوْضُ في الموقف، وأَوَّهُما يَصَبُّ في ثانيهما، كذلك ورَدَ في الأحاديث الكثيرة الصحيحة، فروى أحمد ومسلم وغيرهما عن أنس قال: بينا رسول الله الا الله بين أَظْهُرِنا في المسجدِ إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُبْتَسِها، قلنا: ما أَضْحَكَكَ يا رُسول الله؟ قال: «لقد نَزَلَتْ عَلَى آنِفًا سُورَةٌ
فقرأ: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر [الكوثر: ۱ - ۳ ، ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟»، قُلنا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعلم، قال: فإِنَّه نَهْرٌ وَعَدَي بِهِ رَبِّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَهُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ القِيامَةِ، آنِيتُهُ عَدَدَ النُّجُومِ فِي السَّماءِ، فَيَخْتَلِجُ العَبْدُ مِنهم فَأَقولُ: يَا رَبِّ إِنَّهُ
تعليقات على كتاب "بداية السول" -
مِنْ أُمتي، فيقول: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ».
۳۰۳
وفي الصحيحين عن أنس، عن النبي لا قال: «بَيْنَما أَنا أَسِيرُ في الجَنَّةِ - يعني ليلة الإسراء - إذا أنا بنَهْرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الجَوفِ، قُلْتُ: ما هذا يا
جبريلُ ؟ قال : هذا الكَوْثَرُ الذي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ». قلتُ: تَواتَرتْ أحاديثُ الكَوْثَرِ والحَوْضِ؛ إِذْ قَدْ وَرَدَتْ مِن طَريقِ ثمانين
صَحَابِيًّا كما في "فتح الباري".
قال القرطبي تبعًا لعياض: «ما يجب على كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يَعْلَمَهُ ويُصَدِّقَ بِهِ أنَّ الله تعالى قد خَصَّ نبيه محمد اله الا هو بالحوضِ الْمُصَرَّحَ بِاسْمِهِ وَصِفَتِهِ وشَرابِهِ في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يَحصُلُ بمَجْمُوعِها العِلْمُ القَطْعِيُّ ...» إلى أن قال: «وأجمع على إثباته السَّلَفُ وأهل السُّنَةِ مِن الخَلفِ، وأنكر ذلك طائفةٌ من المبتدعة، وأحالوه على ظاهره وغَلوا في تأويله من غير استحالةٍ عَقلِيَّةٍ ولا عَادِيَّة تلزم مِن حَمله على ظاهره، ولا حاجة تَدْعُو إلى تأويله، فَخَرَقَ مَن حَرَّفَهُ إجماع السَّلَفِ وفَارقَ مَذْهَبَ أَئِمَّةِ الخَلَفِ». اهـ قلتُ: ورَدَتْ أحاديث تُفيدُ أنَّ لكُل نبي يومَ القِيامَةِ حَوْضًا يَرِدُهُ أتباعه، وفي أسانيدها لين، قال الحافظ ابن حجر : وإن ثبت ذلك فالمختص بنبينا الله الكوثر الذي يصبُّ من مائه في حوضه فإنه لم يُنقل نظيره لغيره، ووقع الامتنان
عليه في (سورة الكوثر» . اهـ .
( حاشية بداية السول ص ۲۹ - ۳۰
۲۸ - وعن قوله : «نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ»:
قال: في الصحيحين عن أبي هريرة أنه سَمِعَ رَسُولَ الله الله يقول: «نَحْنُ
٣٠٤
المستدرك
الْآخِرُونُ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُتو الكِتابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمْ الذي فُرِضَ عَلَيْهِمْ - يعني يومَ الجُمُعَةِ - فاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ، فَالنَّاسُ لَنا فِيهِ تَبَع ، اليَهُودُ، غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ».
معنى الحديث: أنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْهِم يَوْمًا في الأسبوع يُعَظْمُونَهُ ويَتعَبَّدون فيه، فوقع اختيارُهم عَلَى يَوْمِ السَّبْتِ بل ورَدَ عن السُّدِّيّ: «إِنَّ اللهَ فَرَضَ على اليهود الجمعة فأبوا، وقالوا: يا موسى إنَّ الله لم يَخْلُقُ يَوْمَ السَّبْتِ شَيْئًا فَاجْعَلْهُ لنا فجُعِلَ عَلَيْهِم». رواه ابن أبي حاتم.
وهدانا الله للجُمُعَةِ كما صَحَ عن ابن سيرين قال: «جَمَعَ أهل المدينة قبل أن يقدم رسول الله ا ا ا ا و و و قبل أن تنزل الجمعة ، فقالت الأنصار : إنَّ لليهود يوما يَجْتَمِعُونَ فيه كلَّ سَبْعَةِ أيامٍ، وللنَّصَارَى كذلك، فهلمَّ فَلَنَجْعَلْ يَوْمَا نَجْتَمِعُ فيه تذْكُرُ الله تعالى ونُصَلِّي ونشكره ، فَجَعَلُوه يَوْمَ العَروبَةِ، وَاجْتَمَعُوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ، وأنزلَ اللهُ تعالى بعد ذلك: وإِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يوم [الجمعة: ٩] الآية.
رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح، «العروبة» بفتح العين اسم يومِ الجمعةِ قبل الإسلام، وقوله: «بيد أنهم» بفتح الباء والدال أي غير أنهم.
(حاشية بداية السول ص: ۳۰ - ۳۱)
٢٩ - وعن أَنَّه أُحِلَّتْ لَهُ الغَنَائِمُ ولم تحلَّ لَأَحَدٍ قَبْلَهُ، وَجُعِلَتْ صُفُوفُ أُمَّتِهِ
كصُفُوفِ الملائكة، وجُعِلَتْ لَهُ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وتُرَابُها طَهُورًا. قال: في "الصحيحين" عن جابر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لم يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ فِي الأَرضُ مَسْجِدًا
تعليقات على كتاب "بداية" السول".
۳۰۵
وطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجَلٌ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَليُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ ولَمْ تُحلَّ الأَحَدٍ قَبْلي، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وكان النبيُّ يُبْعَثُ إِلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاس عامة».
وفي صحيح مسلم من حديث حُذَيْفَةَ: «فُضّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنا كصُفُوفِ الملائكةِ، وجُعِلَتْ لنا الأرضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا،
وجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنا طَهُورًا إِذا لم نَجِدِ الْمَاءَ». قال : وذَكَرَ خَصْلَةٌ أُخْرَى. وهذه الخَصْلَةُ المُبهَمَةُ بَيَّنها ابن أبي شيبة وابن خزيمة والنسائي وأبو نُعِيمٍ والبيهقي وهي: «وأُعْطِيتُ هذه الآيات مِنْ آخِرِ (سورة البقرة) مِنْ كَنْزِ تَحتَ العَرْشِ لم يُعْطَ مِنْهُ أَحَدٌ قَبْلِي وَلا يُعْطَى مِنْهُ أَحَدٌ بَعْدِي .
(حاشية بداية السول ص: ۳۱)
٣٠ - وعن قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: ٤]:
قال: رَوَى ابنُ جَرِيرٍ في "تفسيره" عن سعد بن هشام قال: أتيتُ عائشة أم المؤمنين جنس فقُلتُ لها أخبريني بخُلُقِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «كان خُلُقُهُ القُرآنُ، أما تقرأ: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: ٤] .
وفي "صحيح مسلم " نحوه من حديث طويل.
وفي "مسند أحمد" عن قيس بن وَهْبٍ، عَن رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَوَادٍ قال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقٍ رَسُول الله الاول فقالت: أما تَقْرَأُ القُرْآنَ:
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ .
وفي "المسند" أيضًا عن الحسن البصري قال: سألت عائشة رسول الله فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنُ».
عن
خُلق
٣٠٦
المستدرك
قال الحافظ ابن كثير : ومعنى هذا أنه عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ صَارَ امْتِنالُ القُرْآنِ أَمْرًا ونهيّا سَجِيَّةٌ له، وخُلْقًا نَطَبَعَهُ وتَرَكَ طَبعَهُ الجبلي، فمهما أمَرَهُ القُرْآنُ فعله، ومهما نهاه عنه تَرَكَهُ هذا مع ما جَبَلَهُ اللهُ عليهِ مِن الخُلُقِ العَظيمِ مِن الحياء والكَرَمِ والشَّجَاعَةِ والصَّفْحِ والحِلْمِ وَكُلِّ خُلُقٍ جَميل» . اهـ
والله در القائل:
أَرَىٰ كُلَّ مَدْحِ فِي النَّبِيِّ مُقَصِّرَا وإِنْ بَالَغَ المَثْنِي عَلَيْهِ وَأَكْثَرَا إذَا اللَّهُ أَثْنَى بالذي هُوَ أَهْلَهُ عَلَيْهِ فَمَا مِقْدَارُ مَا يَمْدَحُ الوَرَى؟
(حاشية بداية السول ص : (٣٢)
٣١- وعن كلام الله سبحانه وتعالى له عن طريق جبريل : قال: أما الرؤيا ففي "الصحيحين" عن عائشة قالت: «أَوَّلُ ما بُدِئ به رَسُولُ الله الله لا مِنَ الوَحْيِ الرُّؤيا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤيَا إِلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ... الحديث، وأمَّا الكلام من غير واسِطَةٍ فَتَقَدَّمَ أَنَّهُ كان ليلة الإسراء، وأمَّا الوَحْيُ مَعَ جِبْرِيلَ لا فَهُوَ غَالِبُ أَحْوَالِهِ . (حاشية بداية السول ص: ۳۲ - ۳۳)
۳۲- وعن اشتمال القرآن التَّوْرَاةُ والأنجيلُ والزَّبُورُ، وفُضْلَ بِالْمُفَصَّلِ: قال: روى أحمد والطبراني عن وائِلَةَ بن الأَسْفَع لك : أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ ، وأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبورِ المَئِينَ، وَأُعْطِيتُ
مَكَانَ الأَنجِيلِ المَثَانِيَ، وفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
وللطبراني عن أبي أمامة له قال : قال رسول الله : «أَعْطَانِي رَبِّي السَّبْعَ الطُّوالَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ، وَالمَيِّينَ مَكَانَ الإِنْجِيلِ، وَفُضَّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
تعليقات على كتاب "بداية السول".
۳۰۷
وفيه راو ضعيف، لكن صَحَ عن عبد الله بن مسعود له قال: «إِنَّ السَّبْعَ الطوال مِثْلُ التَّوْرَاةِ، والمينَ مِثْلُ الأنجيل، والمثانِي مِثْلُ الزَّبورِ، وَسَائِرُ القُرْآن
بَعْدُ فَضْل». ومثل هذا لا يُقالُ بالرَّأي فله . ه حكم المرفوع.
السَّبْعُ الطُّوالُ مِن أوّل (البقرة) وآخرها مجموع (الأنفال) و(براءة)؛ لأنه لم يُفصل بينهما في المصحف الإمام ، وبعضُهم عَدَّ (يونس) في الطُّول ولم يعد (براءة) و(الأنفال) والأول أصح.
ثُمَّ ذوات المائة وهي السورة التي فيها مائة آية ونحوها.
ثُمَّ المثاني وهي: ما كانت أقل من المائة وأكثر من المفصل.
ثُمَ المُفصَّل: واختُلِفَ فيه فقيل : يبتدئ من (الصافات)، وقيل: من (سورة الفتح)، وقيل من سورة ق ) ، وقيل غير ذلك، ومنتهاه آخِرُ القُرآنِ بالاتفاق.
(حاشية بداية السول ص ۳۳)
٣٣- وعن أَنَّ أُمَّتَهُ أَقلُّ عَمَلًا مِّمَّن قَبْلَهُمْ، وَأَكْثَرُ أَجْرًا، كما جاءَ فِي الْحَدِيثِ
الصحيح: قال: وهو ما رواه البخاري عن عبدالله بن عمر انتها أنه سمع رسول الله الله يقول: «إِنَّهَا بَقَاؤُكُمْ فيما سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ العضير إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُويَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِها حَتَّى إِذا انْتَصَفَ النَّهارُ عَجَزُوا فأُعْطُوا قِيراطًا قيراطا، وأُتيَ أَهْلُ الإنجيل الإنجيل فعَمِلُوا إلى صَلَاةِ العَصْرِ ثُمَّ عَجَزُوا فأُعْطُوا قِيراطًا قِيراطًا، ثم أُوتينا القُرْآنَ فعَمِلْنَا إلى غُرُوبِ الشَّمْسِ فَأُعْطِينا قيراطيْنِ قيراطيْنِ، فقالَ أَهلُ الكِتابَيْنِ: أي رَبَّنَا، أَعْطَيْتَ هؤلاء قيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، وأَعْطَيْتَنَا قِيراطًا قِيراطًا، ونحنُ كُنَّا أكثرَ
۳۰۸
المستدرك
عَمَلًا، قالَ اللهُ هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِهِم مِن شَيْءٍ؟ قالوا لا، قال: فَهُوَ فَضْلِي
أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».
وروى البخاري أيضًا عن أبي موسى عن النبي «مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ واليهودِ والنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا إلى اللَّيْلِ، فعَمِلُوا إلى نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا إِلى أَجْرِكَ، فَاسْتَأْجَرَ آخَرين فقالَ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ ولَكُمْ الذي شَرَطْتُ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينَ صَلَاةِ العصر قالوا لكَ ما عَمِلْنَا، فَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الفَرِيقَيْنِ». وللحديث طرق وألفاظ في الصحيح.
(حاشية بداية السول ص : ٣٣ - ٣٤)
٣٤- وعن أَنَّ اللهَ عَرَضَ عَليهِ مَفَاتِيحَ كُنُوزِ الْأَرْضِ، وَخَيَّرَهُ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا أو نَبِيًّا عَبْدًا، فَاسْتَشَارَ جبريلَ فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَنْ تَوَاضَعَ، فَقالَ: «بل نَبِيًّا عَبْدًا،
أَجُوعُ يَوْمًا وأَشْبَعُ يَوْمًا، فَإِذَا جُعْتُ دَعَوْتُ اللَّهَ وَإِذَا شَبِعْتُ شَكَرْتُ اللَّهَ». قال: في "الصحيحين عن أبي هريرة قالَ: قالَ رَسُولُ الله : «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ وَأُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلَمِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ جِيء بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فوُضِعَتْ بيَدِي». قال أبو هريرةَ: «فقد ذهبَ رَسُولُ الله وأنتم تَنتَخِلُونَهَا». وأخرج الطبراني بسَنَدٍ حَسَنٍ والبيهقي في "الزهد" عن ابن عباس قال: كانَ رسول الله لا ل ل لا و ذاتَ يَوْمٍ وجبريل على الصَّفَا فقال: «يا جبريلُ، ما أَمْسَى لَآلِ مُحَمَّدٍ سَفَةٌ مِنْ دَقِيقٍ، ولا كَفَّةٍ مِنْ سَوِيقِ، فَلَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سَمِعَ هَدَّة مِنَ السَّماءِ، فأتاهُ إسْرافِيلُ فقالَ: إِنَّ اللهَ سَمِعَ مَا ذَكَرْتَ فَبَعَثَني إليكَ بمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ، وأَمَرَني أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أُسَيْرَ مَعَكَ
تعليقات على كتاب "بداية السول".
۳۰۹
جبال تِهامَةَ زُمُرُّدًا وياقُوتًا وذَهَبًا وفِضَّةٌ فَعَلْتُ، فَإِنْ شِئْتَ نَبِيًّا مَلِكًا وَإِنْ شِئْتَ
نَبِيًّا عَبْدًا، فَأَوْمَاً إليه جبريلُ أنْ تَوَاضَعَ، فَقَالَ: «بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا» ثلاثًا. وأخرج ابن سعد وأبو نعيم عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَرَضَ عَلَيَّا رَبِّ ليَجْعَلَ لي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، فقلتُ: لا يا رَبِّ، ولكِنْ أَشْبَعُ يَوْمًا وأَجُوعُ يَوْمًا، فإذا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إليكَ وذَكَرْتُكَ، وَإِذا شَبِعْتُ حَدْتُكُ وشَكَرْتُكَ». وفي الباب أحاديث أخرى وإلى هذا أشار البوصيري عليه الرضوان بقوله في "البردة" :
ورَاوَدْتُهُ الجِبَالُ الشُّمُ مِنْ ذَهَبٍ عَنْ نَفْسِهِ فَأَرَاهَا أَيْمَا شَمَمِ
(حاشية بداية السول ص: ٣٤ - ٣٥
٣٥- وعن أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً للعالَمينَ، فَأَمْهَلَ عُصَاةَ أُمَّتِهِ ولم يُعَاجِلْهُمْ إبْقَاء عَلَيْهِمْ بِخِلافِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ الأنبياءِ، فَإِنَّهُمْ لا كُذَّبُوا مُوجِلَ مُكَذِّبُوهُمْ:
"
قال: في "صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي قال: «إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ إذا أرادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبادِهِ قَبَضَ نَبِيَّها قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ هَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَيْنَ يديها، وإذا أرادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ عَذَّبها ونَبِيَّها حَيٌّ فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ، فَأَقَرَّعَيْنَهُ بهلكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وعَصَوْا أَمْرَهُ .
«الفَرَطُ» بفتح الفاء والرَّاء : هو الذي يَتَقَدَّمُ الواردة فيُهَيِّئ لهم الدّلاء والحياض، يُريدُ أنه يتقدَّم بَيْنَ أيديهم يَشْفَعُ فيهم وينفعهم كالذي يتقدم
الواردة، ففي الحديث استعارة حَسَنَةٌ وتجوز بديع. وقد قَصَّ الله تعالى في كتابه الكريم ما عذَّبَ بِهِ الأُمَمَ السَّابِقَةِ حِينَ كَذَّبُوا رُسلهم وعضوا أمرهم وقال لنبيه عليه الصلاة والسلام:
۳۱۰
المستدرك
وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ﴾ [الأنفال : ٣٣] ، فكان وُجُوده و مانعا من
نُزول العَذابِ بالمكذبين مِن أُمَّته، وهذه غايةُ الرَّحْمَةِ.
(حاشية بداية السول ص : (٣٥)
٣٦- وعن أَخْلَاقُهُ في حِلْمِهِ وعَفْوِهِ وَصَفْحِهِ وَصَبْرِهِ وشُكْرِهِ ولينه في الله ، وأَنَّهُ لم يَغْضَبْ لِنَفْسِهِ، وأَنه جَاءَ بِإِثْمَامِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ:
قال: في "المسند" بإسنادٍ حسن عن أبي هريرة قال: قالَ رَسُولُ الله : «إِنَّما بُعِثْتُ لأُ َّممَ صَالِحَ الأَخْلَاقِ وللحديث طرق وألفاظ في جزء "مكارم
الأخلاق" للخرائطي وهو مطبوع
(حاشية بداية السول ص: (٣٦)
۳۸- وعن أَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ أُمَّتَهُ مَنْزِلَةَ العُدُولِ مِنَ الْحَكَّامِ، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَكَمَ بَيْنَ العِبادِ فَجَحَدَتِ الأُمَمُ تَبْلِيغَ الرَّسَالَةِ أَحْضَرَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، فَيَشْهَدُونَ على النَّاسِ بِأَنَّ رُسُلَهُمْ أَبْلَغَتْهُمْ:
قال: في "صحيح البخاري" عن أبي سعيد الخدري انه قال: قال رسول الله الا الاول : يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ يا رَبِّ، فيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ ، فيُقَالُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: حُمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَشْهَدُونَ أَنَّه قَدْ بَلَّغَ، طر وتكون الرسولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا فذلك قوله عزّ وجَلَّ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيدار [البقرة: ١٤٣] والوَسَطُ : العَدْلُ». ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه والإسماعيلي بلفظ : «يجيءُ النبيُّ يَوْمَ
تعليقات على كتاب "بداية السول" -
۳۱۱
القِيامَةِ ومَعَهُ الرَّجُلُ ، ويجيء النبيُّ ومَعَهُ الرَّجُلانِ، ويَحِيءُ النبيُّ وَمَعَهُ أَكثرُ مِنْ ذلك» قال: فيُقالُ لهم : أَبَلَّغَكُمْ هَذَا؟ فيقولون: لا، فيُقال للنبي ابلَّغْتَهُمْ؟ فيَقُولُ: نَعَمْ، فيُقَالُ لَهُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ.... وذكر الحديث كما ذَكَرَهُ البخاري وإسناده صحيح، زاد في آخِرِه: «فيُقالُ: وما عِلْمُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَغُوا فَصَدَّقْنَاهُ».
وأخرج ابن أبي حاتم بسَنَدٍ جَيْدِ عن أبي بن كعب في هذه الآية قال: لتكونوا شهداء على النَّاسِ، وكانوا شهداء على النَّاسِ يَوْمَ القِيامَةِ، كانوا شهَداءَ على قومِ نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم شعيب وغيرهم أنَّ رُسُلَهُمْ بَلَغَتْهُم، وأنهم كَذَّبوا رُسُلَهُم».
وروى أيضا عن جابر، عن النبي : «مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا وَدَّ أَنه منا ايتها الأُمَّهُ ما مِنْ نَبِيٍّ كذَّبَهُ قومُهُ إِلَّا ونحنُ شُهَدَاؤُهُ يَوْمَ القِيامَةِ أَنْ قد بَلَّغَ
رِسَالَةَ الله ، ونَصَحَ لهم».
(حاشية بداية السول ص: ۳۷)
٣٩- وعن عِصْمَةٌ أُمَّتِهِ بِأَنَّهَا لَا تَجْتَمِعُ على ضَلَالَةٍ:
قال: أحاديث الحض على لزوم الجماعة، واتباعِ السَّوَادِ الأعظمِ، وَأَنَّ الأُمَّةَ لا تجتمع على ضَلالَةٍ، وأنَّ يَدَ الله على الجماعَةِ، وما في هذا المعنى مما ورَدَ عن النبي من طُرُقِ تُفيدُ التّواتر، فقد رواه عمر بن الخطاب، وابنه عبدالله وابن عباس، وأبو هريرة، وأنس، وأبو مالك الأشعري، وأبو بصرة الغفاري، وحذيفة، وأبو ذر ، ومعاذ، وعَرْفَجَةُ ، وابن مسعود، وأبو سعيد، ومعاوية، ورجل من الصحابة، وأسامة بن شريك، والحارث الأشعري، وأبو قِرْصَافَةَ،
۳۱۲
المستدرك
وسَمُرةُ بن جُنْدُبٍ وغيرهم، ووَرَدَ عن أبي مسعود موقوفًا وله حُكْمُ الرَّفْعِ. وقد عَزَوْتُ أحاديثَ هؤلاء في كتابي الابتهاج بتخريج أحاديث المناهج "
للبيضاوي في علم الأصول.
(حاشية بداية السول ص: ۳۸)
٤٠ - وعن حِفْظُ كِتابِه، فلو اجْتَمَعَ الأَوَّلُونَ والآخِرُونَ على أَنْ يَزيدُوا فيه كَلِمَةٌ، أو يُنقِصُوا مِنْهُ كَلِمَةٌ لَعَجَزُوا عن ذلك، ولا يَخْفَى ما وَقَعَ مِن التبديل في
التَّوْرَاةِ والإنجيل.
قال: أخرج البيهقي عن يحيى بن أَكْثَمَ قال: دَخَلَ يهودي على المأمونِ فتَكَلَّمَ فَأَحْسَنَ الكَلامَ، فَدَعاهُ المأمونُ إلى الإسلام فأبى، فلما كان بعد سَنَةٍ جاءنا مسلما ، فتَكَلَّمَ على الفِقْهِ فَأَحْسَنَ الكلام، فقال له المأمون: ما كان سَبَبُ إسلامك، قال: انصرفتُ مِن حَضْرَتِكَ فأحببتُ أَنْ أَمْتَحِنَ هذه الأديان، فَعَمَدتُ إلى التَّوْرَاةِ فَكَتَبْتُ ثلاثةَ نُسَخ فزِدْتُ فيها ونَقَصْتُ، وَأَدْخَلْتُهَا الكَنِيسَةَ فاشْتُريتُ مِنِّي، وعَمَدتُ إلى الأنجيلِ فَكَتَبْتُ ثَلاثَ نُسَخ فزِدْتُ فيها ونَقَصْتُ وأَدْخَلْتُها البَيْعَةَ فَاشْتُريتُ مِنِّي ، وعَمَدْتُ إلى القُرْآنِ فَعَمِلت ثلاثَ نُسخ فزِدْتُ فيها ونَقَصْتُ وأَدْخَلْتُها الورَّاقِينَ فَتَصَفَّحُوها فلا أَنْ وَجَدُوا فيها الزيادَةَ والنقصان رَمَوْا بها فلَمْ يَشْتَروها، فَعَلِمْتُ أنَّ هذا كِتابٌ مَحفُوظٌ فكان هذا
سَبَبَ إسلامي.
قال يحي بن أكثم فَحَجَجْتُ تلك السَّنَة فلقيتُ سُفيان بن عُيِّينَة فَذَكَرْتُ له الحديث، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله تعالى، قلتُ: في أي مَوْضِع؟
قال: في قوله تعالى في التوراة والإنجيل: بمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَبِ اللَّهِ ﴾ [المائدة:
تعليقات على كتاب "بداية" السول".
٤٤] فَجَعَلَ حِفْظُهُ إليهم ،فضاعَ وقال : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ
[الحجر: 9] فحَفِظَهُ اللهُ تعالى عَلَينا فلم يَضِعُ .
(حاشية بداية السول ص: ۳۸ - ۳۹)
۳۱۳
٤١ - وعن أَنَّ اللَّهَ سَتَرَ عَلَى مَنْ لَمْ يَتَقَبَّلْ عَمَلَهُ مِن أُمَّتِهِ، وَكَانَ مَنْ قَبْلَهُمْ يُقَرِّبونَ القَرابين فتَأكُلُ النَّارُ ما تُقُبِّلَ مِنْهَا وتَدَعُ ما لم يُتَقَبَّلُ، فَيُصْبِحُ صَاحِبُهُ
مُفْتَضِحًا:
كانَ هذا مِن شَرائِعِ الأُمَمِ السَّابِقَةِ كما قَصَّهُ اللهُ علينا في كِتَابِهِ الكَريمِ، قالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانِ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾ [آل عمران: ۱۸۳] الآية، وقال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَا ابْنَى ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَبَا قُرْبَانًا فَتُقُتِلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ﴾ [الماعة: ۲۷]
الآية.
ورَدَ في التفسير أنَّ النَّارَ نَزَلَتْ على قُربان هابيل فَأَخَذَتْهُ وبذلك عَرَفَ قابيل أنَّ قُرْبَانَهُ لم يُتقبَّل ، وثَبَتَ فِي بَعْضِ طُرُقِ حديثِ إحلال الغَنَائِمِ: أَنَّ مَن
قَبْلَنا كانوا إذا غَنِمُوا غَنائم جمعوها فتجيءُ نارُ فتأخذها، فإذا حَصَلَ فيها غلول
لم تَأْخُذْهَا النَّارُ.
(حاشية نهاية السول ص: (۳۹)
الرحمة
٤٢ - وعن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا نبيُّ ) قال: أَخْرَجَ ابْنُ أبي حاتم وابن جرير والطبراني والبيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: ۱۰۷]، ، قال: «مَنْ آمَنَ تمَّتْ لَهُ الرَّحْمَةُ فِي الدُّنيا والآخِرَةِ، ومَنْ لم يُؤْمِنْ عُو فِي مُمَّا كَانَ يُصِيبُ الأُمَمَ
٣١٤
المستدرك
في عاجِلِ الدُّنْيا مِن العَذَابِ مِن الخَسْفِ والمَسْخِ وَالقَذْفِ».
وأخرج أبو نعيم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله و «إِنَّ اللَّهَ بِعَثَنِي
رَحْمَةً للعَالَينَ وَهُدًى للمُتَّقِينَ».
وفي "صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله، أَلَا تَدْعُو على المشركين؟ قال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةٌ ولم أُبْعَثْ عَذَابًا».
وفي "المستدرك" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «يا أَيُّها النَّاسُ،
إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ». صححه الحاكمُ على شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَسَلَّمَهُ الذَّهَبِيُّ. وفي "صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله لي يُسمي لنا نَفْسَهُ فقال: «أنا محمد، وأحمد، والمقفَّى، والحاشر، ونبيُّ التَّوْبَةِ، ونبي
الرحمة».
(حاشية بداية السول ص: ٣٩ - ٤٠ ) .
٤٣ - وعن أَنَّهُ بُعِثَ بِجَوَامِعِ الكَلَمِ، وَاخْتُصِرَ لَهُ الْحَدِيثُ اخْتِصَارًا: قال: تقدَّمَ حديث "الصحيحين" في أنه أُعْطِي جَوامِعَ الكَلَم، وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة أن النبي لا لا لا لو قال: «فضّلْتُ على الأنبياء بسِتُ : أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلَمِ، ونُصِرْتُ بالرُّعْبِ، وأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ، وجُعِلَتْ
لي الأرضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُرْسِلْتُ إِلى الخَلْقِ كَافَةٌ، وخُتِمَ بِي النَّبِيُّون». وروى ابن أبي شيبة في "مسنده" وأبو يَعْلَى عن أبي موسى قال: قال رَسُولُ الله : «أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الكَلَمِ وَجَوَامِعَهُ وخَوَانِهُ إِسناده حسن.
وفي "مسند أبي يعلى" بإسنادٍ حَسَنٍ أيضًا عن عمر الله ، عن النبي الاول : «أُعْطِيتُ جَوامِعَ الكَلَمِ وَاخْتُصِرَ لِي الكَلامُ اخْتِصَارًا».
تعليقات على كتاب "بداية السول" -
٣١٥
اختلف في جَوامِعِ الكَلَمِ فقال جماعةٌ: «هو القرآن»، وقال الزهري: بلغني أَنَّ جَوَامِعَ الكَلَّمِ أَنَّ اللهَ تعالى يَجْمَعُ لَهُ الأُمورَ الكَثيرة التي كانت تُكْتَبُ في الوحي قَبْلَه في الأَمْرِ الواحِدِ والأَمْرَينِ أو نحو ذلك»، ومعنى هذا أنه أُعْطِيَ الكلمات البليغة الوجيزة الجامعة للمعاني الكثيرة، وتصح إرادة الكل كما لا
يخفى
وفَوَائِحُ الكَلِمِ: حُسْنُ التوصل إلى غوامض المعاني التي أُغلقت على غيره. وخَوَاتِهُ : خَتْمُ الكلامِ بِمَقْطَعِ وَجِيزِ بَلِيغِ جامع، ومعنى هذا كما قال القرطبي وغيره: «أَنَّ كَلَامَهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن مَبْدَئِهِ إِلى حَاتِمِتِهِ كلَّه بَلِيعٌ وَجِيزٌ
جامع، ولا غَرْوَ فهو لا لا لا لا أَفْصَحُ العَرَبِ لِسَانًا وَأَبْلَغُهم كلامًا وأَعْذَبُهم
منطقا».
(حاشية بداية السول ص: ٤٠ - ٤١)
٤٤ - وعن تفضيل الله تعالى للنبي عَلَى مَنِ اصْطَفَاهُ مِنْ رُسُلِهِ مِنْ أَهْلِ
السماء: قال: أخرج أبو يعلى والطبراني والبيهقي عن ابن عباس فض قال : إنَّ الله تعالى فَضَّلَ محمَّدًا لالالالالاله على أَهْلِ السَّماءِ وعلى الأنبياء، قالوا: يا ابن عباس، فما فَضْلُهُ على أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قال: إِنَّ الله تعالى قالَ لأَهْلِ السَّماء: وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنتِ إِلَهُ مِن دُونِهِ، فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ﴾ [الأنبياء: ۲۹]، وقال
المحمد: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتَحَا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَرَ [الفتح: ۱ - ۲ ] ، فقد كَتَبَ لَهُ بَراءَةً، قالوا فما فَضْلُهُ على الأنبياء؟ قال: إنَّ الله تعالى قال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ } [إبراهيم: 4]، وقال
.٣١٦
المستدرك
الحمد وَمَا أَرْسَلْنَكَ إِلَّا كَافَةً لِلنَّاسِ : (سبا: ۲۸] فَأَرْسَلَهُ إِلى الإِنْسِ والحِنَّ. ٤٥ - وعن أفضلية البشر على الملائكة
قال: هذا على مَذْهَبِ الأَشَاعِرَةِ، وعَزَاهُ الحَافِظُ في "الفتح" إلى جمهورٍ أَهْلِ السنة، والآية التي اسْتَدَلَّ بها المؤلّفُ على ذلك اسْتَدَلَّ به أيضًا أبو هريرة وطائفةٌ مِن العُلَماء. والذي نَعْتَقِدُه ونَدِينُ اللهَ عَلَيْهِ : أَنَّ الملائكة أفضلُ مِن جَميعِ بني آدَمَ ما عَدا الأنبياء لها، وأنَّ أفاضِلَ البَشَرِ كأبي بَكْرٍ له لا يَبْلُغُونَ دَرَجَةً مَلَكِ مِن الملائكة إليها فَضْلا على أن يكون أفضلَ مِنْهُ، أَمَّا الأنبياء فهم أفضل من الملائكة على مَذْهَبِ جُمهورٍ أَهْلِ السُّنَّةِ لأدلَّةٍ مَبْسُوطَةٍ فِي تَحَلَّها مِنْ كُتُبِ
بني
التوحيد. ومن الدليلِ عَلَى تَفْضِيل الملائكة على غير الأنبياء قوله تعالى: جامل المليكة رُسُلًا ) [فاطر: ١ وغَيْرُ الرَّسُول لا يَكُونُ أفضلَ مِنَ الرَّسُول إجماعا، وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْتَهُم مِن الطيبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرِ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا [الإسراء: ٧٠)، ولا شَكٍّ أنَّ. آدَمَ أفضلُ مِنَ الجن والحيوانِ بلا نزاع. ولو كانوا أفضل من الملائكة لقال تعالى : وفَضَّلْنَاهُم عَلى جَميعِ مَنْ خَلَقْنَا تفضيلا، ولكنَّه عَبَّر بكثير لينُصَّ على إخراج الملائكة، وأنهم أعلى مِنْ أن يَدْخُلوا في هذه المُفاضَلَةِ، وإخْبَارُ الله عنهم في غير آية: ﴿ يُسَبِّحُونَ اليْلَ
والنهار لا يفترُونَ ﴾ [الأنبياء: ۲۰]، وأنهم من الله مُقَرَّبون، وأنهم عِبَادٌ مَكْرَمُون لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُم ويَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرون.
تعليقات على كتاب "بداية السولا
۳۱۷
وأفاضل البشر تجوز عليهم المعاصي، ولهم فَتَرَاتٌ يَغْفَلُونَ فيها عن عبادة الله، وقوله تعالى في الحديث الصحيحِ القُدسي: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي وأنا مَعَهُ إذا ذَكَرَنِ، فَإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِ فِي مَلَدٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ قال ابن بطال في قوله: «ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ»: هذا نص في أنَّ الملائكة أفضلُ مِن بني آدَمَ.
وهو مَذْهَبُ جُمهورٍ أهلِ العِلْمِ، وعلى ذلك شواهد من القرآن مثل: إلا أن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَلِدِينَ ﴾ [الأعراف: ٢٠]، والخالد أفضل من الفاني، فالملائكة أفضلُ مِن بني آدَمَ . اهـ
وتَعَقَّبَهُ الحافظ مُتمَشَّيًا مع رأي الأشاعِرَةِ، وهذا مِن هَفَواتِهِ رحمه الله
ورضى عنه.
وفي المسألة أدلَّةٌ أُخرى لبَسْطِها مَوْضِع غير هذا.
ومن اللطائِفِ في هذا البابِ أنَّ القاضي أبا البركات محمد بن الحاج السلمي- وهو من شيوخ ابن خلدون استدلّ على تفضيل الملائكة بأنَّ اللهَ أَسْجَدَهُمْ لِآدَمَ، فَنَظَرَ بعضُ الحاضِرِينَ إلى بَعْضٍ، وقال: جُنَّ القاضي!! قال: أتقولون إنَّ أَمْرَ الله الملائكة بالسُّجُودِ لَآدَمَ أَمْرُ ابْتِلاءِ واخْتِبارِ؟ قالوا: نَعَمْ، قال: أفيُخْتَبَرُ تَواضُعُ عَبْدِ بالخضوع لسَيّدِهِ؟ أم الأمرُ العكس؟ قالوا إِنَّما يُختبر تَواضَعُ السَّيِّدِ بالخضوع لعَبْدِهِ، قال فكذا الملائكة وآدم لو لم يكونوا أفضلَ مِنْهُ ما اختبر حالهم بالأمر بالسُّجُودِ لَهُ فَأَذْعَنُوا لذلك. اهـ
نقله في نفح الطيب"، ونَظرَ فيه ابن الحاج في "حاشية المرشد المعين": بأنَّ الظاهر أنَّ السُّجُودَ إِكْرَامُ لَا اخْتِبَارُ». اهـ
۳۱۸
المستدرك
وفي التنظير نَظَرُ لأَنَّهُ لا مَانِعَ أَنْ يَكُونَ السَّجُودُ إِكْرَامًا وتَحِيَّةٌ لَآدَمَ، وَاخْتِبَارًا للمَلائِكَةِ ، بل أوامِرُ الله كُلُّها لا تَخَلُوا أن تكونَ اخْتِبارَاتٍ مِن الله لعِبادِهِ وإن كانت في الوَقْتِ نَفْسِهِ تَشْتَمِلُ عَلَى حِكَمِ وَمَصَالِحَ للعِبادِ، يُؤيِّدُ ما ذَكَرْنَاهُ: أَنَّ المَلائِكَةَ تَخْلُقُونَ مِنْ نُورٍ كما جَاءَ في صحيح مسلم" عن عائشة قالت: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُ مِنْ مَارَجِ مِنْ نَارٍ، وخُلِقَ آدَمُ لَمَّا وُصِفَ لَكُمْ».
ولا شَكٌّ أنَّ النُّورَ أفضلُ مِنَ التُّرابِ فكانَ فِي سُجُودِهِمْ لَآدَمَ امْتَحَانُ أَيُّ امتحان، ولولا أنَّهم مَعْصُومُونَ لقالوا كما قال إبليس لَعَنَهُ اللهُ - وهو مِنَ الجن: أنا خير مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين [الأعراف: ١٢] وهذا واضح لا خَفَاءَ فيه.
(حاشية بداية السول ص: ٤٢ - ٤٤)
٤٦- وعن وإذا كانتِ الأنبياء أفضل من الملائكة، ورسول الله أفضل من الأنبياء، فقد سادَ سادات الملائكة فصَارَ أفضل من الملائكة بدَرَجَتَيْنِ، وأعلى منهم برتبتين. قال: هذا عَلى ما مَشَى عَلَيْهِ المُؤلّفُ، أمَّا عَلَى مَا اخْتَرْنَاهُ - وهو الرَّاجِحُ - فيكون النبي لا لا لا لو أفضلَ مِنَ المَلائِكَةِ بِدَرَجَةٍ وأَعْلَى مِنْهُم بِرُتْبَةٍ، وَكَفَى بذلك
شَرَفًا وَفَخْرًا.
(حاشية بداية السول ص: ٤٤)
٤٧ - قال السيد عبد الله بن الصديق في الخاتمة :
قال الإمام أبو سعيد النيسابوري في كتاب "شرف المصطفى": «الفَضَائِلُ
تعليقات على كتاب "بداية السول" -
۳۱۹
التي فُضّل بها النبي الا الله عَلَى سَائِرِ الأنبياء ستون خَصْلَةٌ». اهـ قال الحافظ السيوطي : لم أَقِفْ عَلَى مَنْ عَدَّها، وقد تَتَبَّعْتُ الأحاديث والآثارَ فَوَجَدْتُ القَدْرَ المَذْكُورَ وثلاثةَ أَمْثَالِهِ مَعَهُ وقد رأيتُها أربعة أقسام : ۱ - قِسْمُ اخْتَصَّ بِهِ فِي ذَاتِهِ في الدُّنيا.
٢ - وقسمُ اخْتَصَّ بِهِ فِي ذَاتِهِ فِي الآخِرَةِ. - وقِسْمُ اخْتَصَّ بِهِ فِي أُمَّتِهِ فِي الدُّنْيا. - وقسمُ اخْتَصَّ بِهِ فِي أُمَّتِهِ فِي الآخِرَةِ». اهـ
ثُمَّ سَرَدَهَا مُفَصَّلَةٌ في كتاب " الخصائص الكبرى" وهو مطبوع في الهند في
مجلدين فليراجع. وهذا آخر ما أردنا كِتابَتَهُ عَلَى هذه الرِّسَالَةِ المُبارَكَةِ، نسألُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَهُ عمَلًا مُتَقَبَّلاً، وأنْ يَكُونَ سَبَبًا نَتَوَكَّلُ بِهِ لَدَى نَبِيِّهِ الكَرِيمِ، عَسَى أَنْ يَشْمَلَنَا
بشَفَاعَتِهِ الخَاصَّةِ فِي المَوقِفِ العَظِيمِ:
إِن لَيَكُنْ فِي مَعَادِي آخِـذَا بِيَدِي فَضْلًا وَإِلَّا فَقُلْ يَا زَلَةَ القَدَم والحَمْدُ اللهِ رَبِّ العَالمينَ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّهِ شَفِيعِ الخَلْقِ أجمعينَ،
وعَلَى آلِهِ الأَكْرَمِينَ، وَصَحَابَتِهِ والتَّابِعِينَ.
(حاشية بداية السول ص ٤٤ - ٤٥)
ه - تعليقات
السيد العلامة عبد الله بن الصديق الغماري
على كتاب
" الباهر في حكمه له بالباطن والظاهر "
للحافظ السيوطي
تعليقات على كتاب "الباهر "
١ - وعن حديث حنين الجذع
قال: حنين الجذع للنبي الله رواه الشيخان عن سهل بن سعد.
والبخاري وأحمد عن جابر.
وابن عمر، والدارمي، وأحمد، وابن ماجه عن ابن عباس.
والدارمي، عن أبي سعيد وبريدة.
وأحمد، والترمذي، وابن ماجه عن أنس.
والبيهقي في "الدلائل" عن أم سلمة.
۳۲۳۰
والشافعي، وأحمد، والدارمي، وابن ماجه، وأبو يعلى، وسعيد بن منصور
عن أبي بن كعب. وقد عدَّه المؤلف من «المتواتر» في كتابه الذي ألفه فيه، لكن قال ا الحافظ : إنَّه نقل نقلا مستفيضًا يفيد القطع عند من يطلع على طرق الحديث دون
غيرهم ممن لا ممارسة له في ذلك.
التعليق على الباهر ص: (٤)
٢- وعن حديث بعثت إلى الناس كافة : قال: أخرجه الشيخان، والنسائي عن جابر.
وأحمد، والطبراني، عن أبن مسعود.
ومسلم، والنسائي، والترمذي عن أبي هريرة.
والطبراني عن السائب بن يزيد.
والبيهقي عن أبي أمامة.
وابن عساكر عن علي صلوات الله عليه.
٣٢٤
المستدرك
وأحمد، والترمذي، والحكيم، والبيهقي عن ابن عباس.
وأحمد، والدارمي، والطبراني، وأبو يعلى، وسعيد بن منصور، وابن حبان،
والحاكم عن أبي ذر .
والترمذي الحكيم عن عبد الله بن عمرو بألفاظ مختلفة وطرق كثيرة، وفي
الباب عن غير هؤلاء .
التعليق على الباهر ص: ٤ - ٥)
-- وعن حديث كنت نبيا وآدم بين الروح الجسد
قال: أحمد، والبخاري في "التاريخ"، والطبراني، والحاكم، والبيهقي، وأبو نعيم، والبغوي وابن السكن عن ميسرة الفجر قال: قلت يا رسول الله :
متى كنت نبيا؟ قال: ... فذكره.
صححه الحاكم، وأخرجه الترمذي والحاكم، وأبو نعيم، والبيهقي عن
أبي هريرة.
قال الترمذي : حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضًا.
وأحمد والدارمي في "مسنديهما" ، وأبو نعيم، والطبراني في "الأوسط"،
والبزار في "المعجم" عن ابن عباس.
وفي الباب عن أبي الجدعاء عند ابن سعد وابن قانع.
وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير عند ابن سعد.
وعن العرباض بن سارية عند ابن سعد، وأحمد، والطبراني، والحاكم، وأبي نعيم، والبيهقي، وابن حبان في "الصحيح".
أما حديث: كنت نبيا وآدم بين الماء والطين»، وحديث: «كنتُ نبيا ولا
تعليقات على كتاب "الباهر".
٣٢٥
آدم ولا ماء ولا طين فقال ابن تيمية : إنها موضوعان ، وهو خطأ، والصواب كما قال الحافظ : إنَّ الأول قوي، والثَّاني ضعيفٌ ، وابن تيمية لا يعتمد عليه في الحكم على الأحاديث بوضع أو غيره، فإنَّه لم يكن من المبرزين في علم الحديث، فكم حديث صحيح حكى اتفاق المحدثين على وضعه، كحديث زيد ابن أرقم، كان لنفر من أصحاب النبي لا لا لا لوله و أبواب شارعة في المسجد فقال يوما: «سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ... الحديث».
رواه أحمد في "المسند"، والنسائي في "الكبرى"، والحاكم وقال: «صحيح
الإسناد»، والحافظ ضياء الدين في "المختارة".
وله طرق تسعة ذكر بعضها الحافظ في "القول المسدد"، والبعض الآخر الحافظ السيوطي، ومع هذا كله قال في "منهاجه" عنه: إنَّه موضوع باتفاق
المحدثين. وهذا خطأ فاحش.
التعليق على الباهر ص: ٥-٦
٤ - وعن حديث لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي:
قال: أحمد بإسناد حسن، وابن حبان بإسناد صحيح، والبيهقي في "الشعب" عن جابر، أتى عمر والله النبي علي الاول فقال : إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، افترى أن نكتب بعضها؟ فقال: «أمتهوكون أنتم كما تهوكت
اليهود والنصارى، لقد جئتكم بها بيضاء نقيَّة، ولو كان موسى حيا ما وسعه
إلا اتباعي». وأخرجه أحمد عن ابن عباس بإسناد حسن.
وفي الباب: عن أبي الدرداء عند الطبراني.
٣٢٦
المستدرك
وعن عبدالله بن ثابت الأنصاري عند ابن سعد، وأحمد، والحاكم في "الكنى"، والطبراني، والبيهقي في "الشعب"، وعن عبدالله بن الحارث عند البيهقي في "الشعب". (التعليق على الباهر ص: ٩)
ه وعن حديث أبي بكر لما أغضبه الرجل، فقال أبو برزة: ألا أقتله يا رسول الله ؟
قال: أحمد وأبو داود والنسائي، عن أبي برزة قال: كنتُ عند أبي بكر الله فتغيظ على رجل فاشتد عليه، فقلت: تأذن لي يا خليفة رسول الله أضرب عنقه ؟ قال : فاذهبت كلمتي غضبه، فقام فدَخَلَ - يعني داره - فأرسل إلى فقال: مالذي قلت آنفًا؟ قلت: ائذن لي أضرب عنقه، قال: أكنت فاعلا لو أمرتك؟ قلت: نعم. قال: لا والله ما كانت لبشر بعد رسول الله . وأبو برزة صحابي، واسمه نضلة بن عبيد الأسلمي.
التعليق على الباهر ص: ۹ - ۱۰)
- وعن حديث: «لم يكن لأبي بكر أن يقتل رجلًا إلا بإحدى ثلاث ..... قال: أورده أبو داود عقب تخريج الحديث شرحا لكلام أبي بكر رضي الله عنه
وأرضاه.
نفس:
التعليق على الباهر ص: (١٠)
وعن قوله الاول : كفر" بعد ،إيمان وزنى بعد إحصان، وقتل نفس بغير
قال: فيما رواه الطبراني في "الأوسط" عن أبي بكرة، وابن جرير في "تهذيب الآثار" عن أنس قالا : قال رسول الله : «أمرت أن أقاتل الناس
تعليقات على كتاب " الباهر"
۳۲۷-
حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» قيل: وما حقها؟ قال: ... فذكره وحسن هذا الحديث كما قال المؤلف.
وفي الباب عن ابن مسعود عند أحمد والستة.
وعن عائشة عند أبي داود والنسائي، والحاكم، وابن عساكر.
وعن عمار بن ياسر عليه عند الطبراني، وابن عساكر
وعن عثمان له عند أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم . التعليق على الباهر ص: ۱۰-۱۱)
وعن حديث الحارث بن حاطب أنَّ رسول الله لو أتي بلص فقال:
«اقتلوه»، فقالوا يا رسول الله : إنما سرق ... الحديث
قال: وفي كتاب: قطع السارق من "سننه"، وأخرج الحديث - أيضًا - الحاكم وصححه على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي، ورواه أبو يعلى، وسعيد
ابن منصور، والطبراني، والشاشي.
وفي الباب عن جابر عند أبي داود والنسائي، وفيه مصعب بن ثابت، قال
النسائي: «ليس بالقوي».
وعن عبد الله بن زيد الجهني عند أبي نعيم.
التعليق على الباهر ص: (۱۱)
- وعن حديث: أنَّ بني اسرائيل افترقوا إلى إحدى وسبعين فرقة قال: حديث: «أنَّ بني إسرائيل ... إلخ»، أخرجه ابن ماجه عن أنس بإسناد
صحيح.
وفي الباب: عن عوف بن مالك عند ابن ماجه بإسناد رجاله ثقات، ما عدا
۳۲۸
المستدرك
راشد بن سعد، قال أبو حاتم فيه: «صدوق».
و عباد بن يوسف، فذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال ابن عدي: «يروي أحاديث تفرد بها»، ولم يخرج له من الستة إلا ابن ماجه، ولم يرو عنه إلَّا هذا الحديث، وعن ابن عمر عند الترمذي، وعن أبي هريرة عند ابن عدي، وعن
معاوية عند أبي داود.
التعليق على الباهر ص: ١٤-١٥)
١٠ - وقال السيد العلامة عبد الله بن الصديق الغماري في آخر تعليقة له
على الكتاب:
تنبيه: ربما يعارض من لا معرفة له بعلم الحديث ما في هذا المؤلف بما اشتهر في كتب الأصول، كـ"مختصر ابن الحاجب"، و"منهاج البيضاوي"، وتداولته ألسنة فقهاء زماننا وهو قوله ل ل ا ل ل له : « أمرتُ أن أحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر».
وربما قيل: نحن نحكم بالظاهر فدفعا لهذا التعارض وذبا عن الحديث النبوي، نقول: إنَّ الحديث المذكور لا أصل له عن النبي و لا في كتب الحديث المشهورة ولا الأجزاء المنثورة، كما قاله جماعة من الحفاظ، وهم: الحافظ جمال الدين المزي، وعماد الدين ابن كثير، والحافظ زين الدين العراقي، والحافظ شهاب الدين العَسْقَلاني، والحافظ شمس الدين السخاوي وغيرهم وبالله التوفيق.
مصحح الكتاب وكاتب تعاليقه
عبد الله بن محمد الصديق المغربي الحسني
من علماء الأزهر عفا الله عنه بمنه
٦ - تعليقات
السيد عبد الله بن الصديق الغماري
على كتاب:
" تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقةِ الشَّاذلية"
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
۳۳۱۰
1- وعن حديث عبدالله : ... كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، ..
أخرجه الشيخان
أنَّ
قال السيد عبد الله بن الصديق رحمه الله تعالى : كذا قال المؤلّف مع أ الحديث لم يخرجه إلَّا ،مسلم وقد وافقه البخاري على روايته من حديث أبي
هريرة، ورواه البخاري في خلق أفعال العباد»، والبزار عن أنس بإسناد حسنه
المحافظ.
ورواه أحمد عن ابن عباس، وأبي عامر الأشعري بإسناد حسن.
ورواه الطبراني بإسناد حسن، رجاله موثقون عن ابن عمر. وأبو عوانة في "صحيحه" عن جرير بن عبد الله البجلي، وفيه خالد بن يزيد
العمري، قال الحافظ : «لا يصلح للصحيح».
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٥)
٢- وعن اتهام عبد السلام بن صالح الهروي :
قال: هذا الاتهام مردود، فإن أبا الصَّلت لم ينفرد به بل تابعه عليه غيره، لمن هو أجل منه وأوثق، وبيان ذلك:
أن الحديث رواه ابن ماجه عن سهل بن أبي سهل، ومحمد بن إسماعيل، والطبراني عن معاذ بن المثنى.
والبيهقي في "الشعب" من طريق علي بن عبد العزيز أربعتهم قالوا: ثنا أبو الصلت الهروي ثنا علي بن موسى الرضا: ثنا الحسن، عن أبيه علي كرم الله وجهه مرفوعا: «الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان». تابع أبا الصَّلت على روايته عن علي بن موسى الرضا، حفيده الحسن بن
۳۳۲
المستدرك
محمد بن علي بن موسى وأخوه عبد الله بن موسى وعلي بن غراب، ومحمد بن
زياد السهمي، ومحمد بن أسلم .
فمتابعة الحسن رواها الشيرازي في "الألقاب".
ومتابعة عبدالله رواها ابن السني في كتاب "الأخوة والأخوات".
ومتابعة علي بن غراب رواها الخطيب.
ومتابعة محمد بن زياد رواها الصابوني في "المائتين".
ومتابعة محمد بن أسلم رواها البيهقي في "الشعب"، مقرونة برواية أبي
الصلت.
وتابعه - أيضًا - الحسن بن علي التميمي الطبرستاني، عن محمد بن صدقة العنبري، عن موسى بن جعفر، وأحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي، عن عباد بن صهيب، عن جعفر رواها تمام في "فوائده". ثمَّ إنَّ للحديث شاهدًا بلفظه وبمعناه:
فالأول: رواه الشيرازي في "الألقاب" عن عائشة مرفوعا به. والثاني: رواه البيهقي في "الشعب" من طريق عبد الرحمن بن فروخ، عن عبدالله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعا: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذل بها لسانه واطمأنَّ بها قلبه، لم تطعمه النار»، فكيف يصح اتهام
الرجل مع وجود هذه المتابعات والشواهد ؟!
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٦)
- وعن حديث أنس مرفوعا: «العلمُ عِلْمان: فعلم ثابت بالقلب، فذاك
العلم النافع ... الحديث».
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية "
۳۳۳۰
قال السيوطي: وهذا الحديث أخرجه أبو نعيم، والديلمي في "الفردوس". قال: بإسناد ضعيف، ورواه الخطيب في "التاريخ" من طريق الحسن، عن جابر بإسناد حسن، كما قال الحافظان زكي الدين المنذري، وزين الدين العراقي. وأعله ابن الجوزي فلم يصب.
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والحكيم الترمذي في "نواد الأصول"، وابن عبد البر في "العلم"، من طريق هشام عن الحسن مرسلًا، بإسناد صحيح. ورواه البيهقي عن الفضيل بن عياض من قوله.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٧)
- وعن الحديث المسلسل بالصوفية:
قال: أنا أبو بكر أحمد بن سهل السِّراج الصوفي: إذنًا عن أبي طالب حمزة بن محمد الجعفري، عن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، عن أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ، عن علان بن يزيد الدينوري، عن جعفر بن محمد الصوفي، عن
الجنيد، عن السري السقطي به.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٧)
ه - وعن حديث: «بدأ الإسلام غريبا ... الحديث»:
قال: رواه مسلم عن أبي هريرة، وقد ورد معناه من حديث ابن مسعود، وأنس، وسلمان، وسهل بن سعد، وابن عباس، وابن عمر، وعمرو بن عوف المزني، وعبد الرحمن بن سنة بن حبيب الأشجعي ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد
الله بن عمرو ، وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب العبسي، ومن مرسل مجاهد.
٣٣٤
المستدرك
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۸)
٦- وعن قول عيسى عليه السلام : «العلماء ثلاثة»:
قال: قال المؤلف في الدر المنثور" أخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان،
عن أبي حيان التيمي عن رجل قال : قال : كان يقال فذكر نحوه. تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۸)
وعن سؤال جبريل عن علم الباطن
قال: قال: أنا فيد: أنا أبو مسعود البجلي: أنا السلمي – يعني أبا عبد الرحمن - أنا أبوبكر محمد بن علي الزراد النهاوندي: ثنا أحمد بن الحسين بن عمران الأنصاري: أنا أحمد بن يعقوب بن نصر، قال: سألت أحمد بن غسان عن علم
الباطن ... إلخ.
وفي هذا السند غير عبد الواحد بن زيد من لا يعرف، كما قال المؤلف فيهما بعد، ثمَّ إنَّ الحسن لم يلق حذيفة، ولذا قال الحافظ في "زهر الفردوس": «هذا
موضوع». وأخرج ابن الجوزي في العلل المتناهية"، وأبو عبد الرحمن السلمي في " الأربعين" بإسناد ضعيف عن علي ام مرفوعا: «علم الباطن سر من سر الله وحكم من حكم الله، يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص : ٨)
وعن سؤال أحمد بن غسان الجبريل عن الإخلاص:
قال: كذا أخرجه القشيري في "الرسالة" عن شيخه أبي عبدالرحمن السلمي، وكذا أخرجه القزويني وابن ناصر الدّمشقي، والحافظ أبو مسعود
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية".
۳۳۵۰
الأصفهاني في "مسلسلاتهم" من طرق مدارها على أحمد بن غسان بإسناده
السابق.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٩)
٩- وعن حديث: «لكل آية ظهر وبطن»:
قال: قال سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن مرفوعا: «لكل آية ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع».
ورواه أبو عبيد قال : ثنا حجاج ، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن يرفعه إلى النبي ل لا لا لا لو قال: «ما نزل من القرآن من آية، إلَّا ولها ظهر وبطن ... الحديث».
إسناده الأول على شرط الصحيح والثاني على شرط الحسن، غير أنَّه مرسل، وقد وصل صدره أبو يعلى في "الكبير" بإسناد رجاله ثقات، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : « أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن».
وروى الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث عبدالرحمن بن عوف
مرفوعا: القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العبد».
وروى الطبراني والبزار عن ابن مسعود موقوفًا: «إنَّ هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حد، ولكل حد مطلع».
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٩)
١٠ - وعن قول ابن النقيب في تفسيره : "ظهر الآية ما معانيها لأهل العلم بالظاهر ، وباطنها ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق " ا
٣٣٦
المستدرك
قال: هذا أحد الأقوال في معنى الظهر والبطن. والثاني: أنَّ الظهر اللفظ، والبطن التأويل.
والثالث: أن الظهر صورة القصة مما أخبر الله عن غضبه على قوم، وعقابه إيَّاهم، والبطن التنبيه لمن يقرأ ويسمع من الأمة، وتحذيرهم أن يفعلوا مثل
فعلهم. وارتضى هذا أبو عبيد مع كونه خاصا بالقصص والحديث عام. الرابع: أنَّ الظهر تنزيله الذي يجب الإيمان به، والبطن وجوب العمل به. والخامس: أنَّ الظهر تلاوته كما أنزل، والبطن التدبر والتفكر فيه، وقد يستأنس لهذا بما رواه محمد بن نصر عن عمير بن هاني، أنَّ الصحابة قالوا: يا رسول الله إنا لنجد للقرآن منك ما لا نجده لأنفسنا إذا نحن خلونا!، قال: أجل أنا أقرأه لبطن، وأنتم تقرؤنه لظهر، قالوا يا رسول الله: ما البطن؟ قال: أقرأ أتدبره، وأعمل بما فيه، وتقرؤنه أنتم هكذا» وأشار بيده فأمرها. وبقيت أقوال أخر أضربنا عنها الذكر صفحا لضعفها.
وأما الحد، فقيل: إنَّه الغامض من المعاني، وأن المطلع ما يتوصل به إلى
معرفته.
وقيل: الحد أحكام الحلال والحرام والمطلع الإشراف على الوعد والوعيد.
وقيل غير ذلك.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۹ - ۱۰)
11 - وعن تعليم الإمام علي الكميل: «القلوب أوعية ...»:
قال: قال أبو نعيم في الحلية : ثنا حبيب بن الحسن: نا محمد بن إسحاق، وثنا
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية"
۳۳۷۰
سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد ، وثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ : ثنا محمد بن الحسين الختعمي، ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري قالا: ثنا عاصم بن حميد الخياط، ثابت بن أبي صفية، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد، قال: أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس وقال: «يا كميل القلوب أوعية فخيرها أوعاها، وأحفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة:
فعالم رباني، ومتعلم على سبيل النَّجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعي يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال بها تزول بزواله، مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة هاه إنَّ هاهنا .... إلخ.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۱۱)
١٢- وعن حديث أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاصي أن رسول الله لا أتى بكسوة فيها خميصة، فقال: من ترون أحق بهذه؟ فسكت القوم فقال: «إئتوني بأم خالد» فأتى بها فألبسها إيَّاها ثم قال: «أبلي وأخلقي» مرتين. أخرجه البخاري.
قال: وأبو داود، وأسنده السهروردي في "العوارف" من طريق الحاكم، وعزاه صاحب "المنح البادية" المسلم فوهم.
۳۳۸
المستدرك
وقد نقل المؤلف كلام ابن الصلاح هذا في "زاد المسير"، وهو ثبت
السيوطي، وقال عقبه ما لفظه: وقد استنبطت للخرقة أصلا من السُّنَّة». أوضح مما تقدَّم وهو ما رواه البيهقي في "الشعب" عن عطاء الخرساني، أنَّ رجلا أتى ابن عمر فسأله عن إرخاء طرف العمامة؟ فقال عبدالله بن عمر: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سريّة وأمر عليها عبد الرحمن بن عوف، وعقد لواء وعلى عبد الرحمن عمامة من كرابيس مصبوغة بسواد، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحل عمامته ثم عممه بيده وأفضل موضع أربع أصابع أو نحوها، فقال: «هكذا فاعتم فإنه أحسن وأجمل».
وما رواه أبو داود والبيهقي عن عبد الرحمن بن عوف، قال: عممني
رسول الله و فسد لها بين يدي ومن خلفي . اهـ
قلت: الحديث الأول رواه الطبراني في "الأوسط" مطولا بإسناد حسن. والثاني: في إسناده راو لميسم، ورواه الطبراني في "الأوسط" من حديث عائشة بإسناد ضعيف، هذا وأوضح مما استنبطه المصنف ما رواه الطبراني بإسناد حسن عن عبدالله بن بشر قال: بعث رسول الله و عليا على بعث،
فعممه بعمامة سوداء، ثم أرسلها من ورائه، أو قال: على كتفه اليسرى. ورواه البغوي في "معجم الصحابة"، وقال: لا أحسب لعبد الله صحبة. وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي عن علي، قال: «عممني
رسول الله يوم غدير خم، فسدلها خلفي».
ولا بن شاذان في "مشيخته" عنه نحوه.
وللديلمي عن ابن عبّاس قال: عمَّم النَّبي و عليا بالسحاب الحديث.
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
فالاستدلال بهذا لإلباس الخرقة أنسب؛ لأنها تتصل بعلي السلام.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۱۳)
١٣ - وعن أخذ الحسن البصري العمامة عن علي :
۳۳۹
قال: هذا ما رآه تبعًا للبخاري وابن معين من عدم ثبوت سماع الحسن من علي، ونحوه قول ابن الجزري، وقد ساق سنده بلبس الخرقة من طريق الحسن، كذا وصلت لنا خرقة التصوف من طريق القوم.
وأهل الحديث لا يثبتون للحسن سماعا من علي، مع أنه عاصره بلا شك، وثبت أنه رآه وأنه ولد في خلافة عمر وصح أنه سمع من عثمان . اهـ
.
ورأت طائفة - منهم الحافظ ضياء الدين المقدسي -، صحة سماع الحسن من علي لتصريحه به، فيما رواه أبو يعلى قال : أنا خوثرة بن أشرس : أنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي: سمعت الحسن يقول: سمعت عليا يقول: قال
رسول الله الا الاول : مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوّله خير أم آخره». قال محمد بن الحسن الصريفيني: هذا نص صريح في سماع الحسن من علي،
ورجاله ثقات، حوثرة وثقه ابن حبان، وعقبة وثقه أحمد وابن معين. اهـ وأخرج المزي من طريق أبي نعيم بإسناده إلى يونس بن عبيد، قال: قلت للحسن: إنَّك تقول قال رسول الله له ولم تدركه؟ قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولو لا منزلتك مني ما أخبرتك، إني في زمن كما ترى ، وكان في زمن الحجّاج كل شيء، سمعتني أقول: قال رسول الله الا الله فهو عن علي ، غير أنّني في زمن لا أستطيع أن أذكر عليا.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ١٤)
المستدرك
١٤ - وعن قول أبي بكر الصديق للسيدة عائشة إنما هما أخواك وأختاك .... قال: هذا الأثر أخرجه مالك في "الموطأ" مطولًا عن عائشة بإسناد صحيح
على شرط الشيخين.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ١٦)
١٥ - وعن قول عمر يا سارية الجبل ، وقصة إجراء النيل :
قال: أخرج ابن الأعرابي في كرامات الأولياء"، والبيهقي في "الدلائل"، واللالكائي في "شرح السنة"، والدير عاقولي في "فوائده" بإسناد حسن عن ابن
عمر قال وجه .
عمر
جيسا ورأس عليهم رجلًا يدعى سارية ، فبينما عمر
.
يخطب جعل ينادي: «يا رسارية الجبل» ثلاثا ، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر؟ فقال : يا أمير المؤمنين هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا سارية الجبل ثلاثا، فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى. وله طرق بل صححه
ابن تيمية.
وقصة الزلزلة حاصلها أنَّ الأرض ارتجت على عهد عمر فضربها بالدرة،
وقال: «اسكني ألم أعدل عليك»، وكانت تضطرب فسكنت.
كذا ذكرها ابن السبكي في معيد النعم"، ولم أجد لها إسنادا. وملخص قصة إجراء النيل أنَّ أهل مصر كان من عادتهم أن يرموا في النيل كل سنة بنتا بكرًا محلاة بالحلي والحلل، معتقدين أنَّ النيل لا يجري إلَّا بذلك فلما فتح عمرو بن العاص مصر وأراد أهلها أن يفعلوا ذلك منعهم، وكتب إلى عمر يخبره، فكتب عمر إليه بطاقة وأمره أن يرميها في النيل، وهي: «من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أمَّا بعد: فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر،
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية"
٣٤١٠
وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك، فألقاها عمرو في النيل فأجراه الله ستة عشر ذراعًا، وزالت تلك السُّنَّة السُّوء عن أهل ر، كذا رواها ابن عبد الحكم في تاريخ مصر"، وأبو الشيخ في "العظمة"
مصر،
بإسناد ضعيف.
تعليقات على تأييد الحقيقة العلية ص: ١٦ - ١٧)
١٦ - وعن حديث: «إنّه ليغان على قلبي فأستغفر الله سبعين مرة». قال: رواه مسلم من حديث الأغر المزني، غير أنه قال: «وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة».
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۱۹)
۱۷ - وعن قوله ل لالي الحارثة : كيف أصبحت؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا، فقال: «إنَّ لكلّ قول حقيقة فما حقيقة إيمانك؟» فقال: عزفت نفسي عن
الدنيا ... الحديث.
قال: تمامه «فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأنّي أسمع عواء أهل الجنة ، فقال: «مؤمن نور الله قلبه». ورواه ابن المبارك في "الزهد" ، وعبد الرزاق عن معمر، عن صالح بن مسمار، زاد عبد الرزاق وجعفر بن برقان ، ثمَّ اتفقا أنَّ النبي لو قال للحارث
ابن مالك: «كيف أصحبت .... إلخ. وهو معضل. ورواه عبد الرزاق في "التفسير" عن الثوري، عن عمرو بن قيس الملائي،
عن يزيد السلمي، قال: قال رسول الله : ... فذكره.
.٣٤٢
المستدرك
ورواه الطبراني من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم. وابن منده من طريق سليمان بن سعيد عن الربيع بن لوط كلاهما، عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه جاء إلى النبي عليه ، فقال يا رسول الله: أنا من المؤمنين حقا، فقال: «انظر ما تقول ... الحديث».
وفي آخره: من سره أن ينظر إلى نور الله، فلينظر إلى الحارث». قال ابن منده: ورواه زيد ابن أبي أنيسة، عن عبد الكريم بن الحارث، عن الحارث بن
مالك.
وأخرجه البزار، والبيهقي في "الشعب" من طريق يوسف بن عطية، عن أنس أن النبي ل لا لا لا لو لقي رجلا يقال له: حارثة في بعض سكك المدينة، فقال: كيف أصبحت يا حارثة ؟ ... الحديث». وفي آخره: عرفت فالزم، مؤمن نور
الله قلبه».
و«يوسف» لا يحتج به ولكن تابعه جرير بن عتبة بن عبدالرحمن، فرواه
عن أبيه، عن أنس فيما ذكر ابن منده.
تعليقات على تأييد الحقيقة العلية ص: ٢٠)
١ - وعن التسبيح عقب الصلوات وتقديمه على فضول الأموال
قال: كما في صحيح مسلم عن أبي ذر .
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٢٤)
١٩ - وعن حديث ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا بصلاة، ولكن بشيء
وقر في صدره».
قال : وهو قول بكر بن عبد الله المزني ولا يثبت مرفوعا.
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية"
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص : ٢٦)
٢٠ - وعن فتوى العالم بما لا يعرف
٣٤٣٠
قال: ورد معناه من حديث أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله : لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه فيما فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم انفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟». وراه الترمذي وقال: «حسن صحيح».
وروى البيهقي عن معاذ مرفوعا: «ما تزال قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه؟».
وورد نحوه من حديث ابن مسعود رواه البيهقي والترمذي وقال:
«غریب».
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۲۷)
۲۱ - وعن قعدة القرفصاء والاحتباء بيديه المال الراوي
قال: روى أبو داود والبخاري في "الأدب"، والترمذي في "الشمائل"، والطبراني عن قيلة بنت محرمة أنها رأت النبي عليه وهو قاعد القرفصاء، قالت: فلما رأيت رسول الله لا الهلال و التخشع في الجلسة أرعدت من الفرق. قال الحافظ ابن عبد البر : «حدیث حسن». وأخرج أبو داود والترمذي في "الشمائل" بإسناد ضعيف عن أبي سعيد، أنَّ رسول الله كان إذا جلس احتبى بيده.
وفي "صحيح البخاري عن ابن عمر أنَّه رأى النبي بفناء الكعبة أ
٣٤٤
محتبيا بيديه
المستدرك
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۲۷ - ۲۸)
٢٢ - وعن كلام القطب القسطلاني في وصف الصوفية:
قال: يرحم ! الله القطب القسطلاني كيف لو أردك متصوفة وقتنا هذا الذين رخبوا الدين باسم التصوف، نعم لا تزال بقية باقية من أولئك المتمسكين بالتصوف الحقيقي، للحديث المتواتر: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، فإن الصحيح كما قاله النووي وغيره: أنَّ الطَّائفة عامة في جميع الأصناف من علماء عاملين وغزاة مجاهدين وغيرهم، لكن ما أعز تلك البقية. ( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۳۲)
٢٣ - و عن قوله : ( والله إني لأعرفكم بالله وأشدكم خوفًا منه : قال: في "صحيح البخاري عن عائشة قالت: كان رسول الله إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنَّا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إنَّ الله غفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف بالغضب في
وجهه، ثم يقول: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ...». وفيه عن عائشة - أيضًا - قالت: صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فرخص فيه، فتنزه عنه أقوام فبلغ ذلك النبي ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا حمد الله ، ثم قال: «ما با ل: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشَّيء الذي أصنعه، فوالله إنّي لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية». ( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۳۷)
٢٤ - وعن قوله الا الله وحكايا عن ربه : الا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... الحديث»:
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
٣٤٥٠
قال: تمامه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي بيطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته».
رواه البخاري من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن سليمان بن بلال، عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، عن عطاء - هو ابن يسار ، عن أبي هريرة، عن النبي قال: «إنَّ الله تعالى قال: من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب
... إلخ.
وهذا أشرفُ حديث في ذكر الأولياء والتنبيه على مالهم من علو المكانة عند حقه أن يتلقى بأكف القبول، ويتكب بسواد العيون على صفحات ربهم القلوب، ومع ذلك قال الذهبي في "الميزان" - وقد أسنده من طريق خالد -: هذا حديث غريب جدًّا، ولولا هيبة الجامع الصحيح" لعددته في منكرات خالد؛ وذلك لغرابة لفظه، ولأنَّه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد، ولا أخرجه من عدا البخاري، ولا أظنه في "مسند
أحمد" . اهـ
وهو ليس في "المسند" يقينا كما قال الحافظ، وادعاء أنَّ المتن لم يرو إلا بهذا الإسناد، مردودٌ فإنَّ له طرقًا متعدّدة منها عن عائشة، رواه أحمد في "الزهد"، وابن أبي الدنيا، وأبو نعيم في "الحلية"، والبيهقي في "الزهد"، والقشيري في "الرسالة" من طريق عبد الواحد بن ميمون عن عروة عنها، وفيه من الزيادة:
٣٤٦
المستدرك
وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به».
وعبد الواحد ضعيف لكنه لم ينفرد به فقد رواه الطبراني: ثنا هارون بن كامل، ثنا إبراهيم بن سويد المدني، ثنا أبو حرزة يعقوب بن مجاهد، عن عروة، عن عائشة به.
ورجال هذا الإسناد، رجال "الصحيحين" غير شيخ الطبراني فهو مجهول. ومنها: عن أبي أمامة رواه الطبراني، والبيهقي في "الزهد" بإسناد فيه عثمان
ابن أبي عاتكة، وعلي بن يزيد وهما «ضعيفان».
ومنها: عن علي ، رواه الإسماعيلي في "مسند علي" بإسناد ضعيف. وعن ابن عباس، رواه الطبراني بإسنادين ضعيفين.
ورواه الطبراني والقشيري في "الرسالة"، من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عن صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن هشام الكناني عن أنس. وهذا
السند ضعيف.
ورواه البزار من طريق صدقة بن عبد الكريم الجزري، عن أنس.
ورواه الطبراني من طريق الأوزاعي عن عبيدة ابن أبي لبانة، عن زر بن حبيش، عن حذيفة مختصرًا، وهذا إسناد حسن كما قال الحافظان ابن رجب
وابن حجر.
ورواه ابن ماجه وأبو نعيم عن معاذ بن جبل مختصرًا، بإسناد ضعيف. ورواه الحاكم من طريق آخر عن معاذ، وصححه وأقره الذهبي نفسه، أمَّا ما ادعاه من الغرابة في لفظ الحديث فسيأتي في الكتاب من التأويل ما يدفعه.
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٤١ - ٤٣)
٣٤٧
٢٥- وعن قوله إن كان صادقا في دعواه التصوف فأخذ حبلا واحتطب
وحمل على رأسه وباع واقتات منه كما أمر بذلك الحديث:
قال: يريد حديث أنس أنَّ رجلا من الأنصار أتى النبي و فسأله ؟ فقال : «أما في بيتك شيء؟ قال: بلى، حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء، قال: «ائتني بهما» فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله بيده، وقال: من يشتري من هذين؟ قال رجل : أنا آخذهما بدرهم، قال رسول الله : من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثاً؟ قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاه إيَّاه فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري، وقال: «اشتر بأحدهما طعاما فانبذه
إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فائتني به، فأتاه به فشد فيه رسول الله عودًا بيده، ثم قال: «اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوما»، ففعل وجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا وببعضها طعامًا، فقال له رسول الله : وهذا خير لك من أن تجيء يوم المسألة نكتة في وجهك يوم
القيامة». رواه أبوداود، والنسائي، والترمذي وقال: «حديث حسن».
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: «لأن يحتطب أحدكم حزمة على
ظهره، خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه».
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٤٧)
٢٦- وعن حديث: «إنَّ الله عبادًا يغذوهم برحمته، يميتهم في عافيته، تمر بهم الفتن كقطع الليل المظلم لا تضرهم»:
٣٤٨
المستدرك
قال: رواه الطبراني، وأبو يعلى، وأبو نعيم في "الحلية"، من حديث ابن
عمر بإسناد ضعيف.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٤٩)
۲۷ - وعن قوله ل ا : يكون في أمتي فتن لا ينجو منها إلا من أحياه الله
بالعلم : قال: رواه الدارمي من حديث أبي أمامة بلفظ: «ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمن ويمسي كافرًا إلَّا من ... الحديث». وإسناده ضعيف. تعليقات على تأييد الحقيقة العلية ص: (٤٩)
۲۸ - وعن قوله لا الهلال و العبد الرحمن بن سمرة: «لا تطلب الإمارة».
قال: رواه الشيخان .
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٥٠)
۲۹ - وعن قوله : «نصرت بالرعب مسيرة «شهر قال: رواه الشيخان من حديث جابر
ومسلم من حديث أبي هريرة.
وأحمد من حديث ابن عبّاس، وأبي ذر ، وأبي موسى بأسانيد حسان، كما
قال الحافظ، وله طرق متعددة.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٥١)
وعن نفي رؤيا الله في الدنيا:
قال: غير نبينا الا له فإنَّه رأى ربه على الصحيح، وتقرير دليله يطول فلينظر
في محله.
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٥٣)
۳۱- وعن اختلاف الفقهاء فكل مجتهد عندهم مصيب:
٣٤٩٠
قال: وهذا رأي أبي الحسن الأشعري وأبي بكر الباقلاني من المتكلمين، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، وابن سريج من الفقهاء، وحكاه الروياني عن
الأكثرين، والماوردي عن المعتزلة، لكن ذلك خاص بالمسائل الفروعية التي قاطع فيها، واستدل لهذا بقوله تعالى: ﴿ لَوْلَا كِتَبُ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ﴾ [الأنفال: ٦٨] مع قوله : فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَلًا طَيِّباً ﴾ [الأنفال: ٦٩]، حيث طيب فداء الأسرى بعد أن عاتب عليه، ولو كان خطأ ما طيبه، وفي المسألة كلام ليس هذا موضع بسطه.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٥٤)
٣٢- وعن سلسلة رجال الطريقة الشاذلية:
قال: بقية السَّند مذكورة في أول شرح الحكم" لجدنا من قبل الأم، العلامة الولي الكبير السيد أحمد بن عجيبة الحسني، فلينظرها فيه من أرادها . ( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٥٥)
۳۳- وعن: «إذا أراد الله أن يتفضّل على عبد فيكون أخذه عنه»: قال : أي عن النبي و بدون واسطة أو بواسطة الخضر . ( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٥٥)
٣٤- وعن أنَّ الخلفاء الأربعة كانت لهم الخلافتان الظاهرة والباطنة معا،
ولم يجتمعا لأحد بعدهم إلا أن يكون عمر عمر بن عبد العزيز
قال: يلزم منه هذا أن يكون عمر أفضل من الحسن، وهذا لا يعقل.
٣٥٠
المستدرك
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٥٦)
٣٥ وعن حديث: «الكبرياء إزاري والعظمة ردائي، فمن نازعني واحدا منها قصمته»:
قال: رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه وابن حبان، والحاكم من حديث
أبي هريرة، عن النبي لا يرويه عن الله تبارك وتعالى.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٦٣ - ٦٤)
۳۷- وعن حديث: «اللهم كلأة ككلأة الوليد».
قال: وقع هذا الحديث في الباب السابع عشر من الشهاب، بلفظ: «اللهم
واقية كواقية الوليد».
قال أخونا العلامة المحدّث السَّيد أحمد في تخريجه المسمى "فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب" في الكلام على هذا الحديث: رواه القضاعي في "مسند الشهاب"، وابن شاهين من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : ثنا ابن عياش، عن يحيى بن سعيد ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : كان النبي الله يقول : ... فذكره.
وعبد الوهاب كذَّبه أبو حاتم، وقال النسائي: «متروك». وقال الدارقطني :
منكر الحديث». وقال البخاري: «عنده عجائب». لكن أورده الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد" من حديث ابن عمر
- أيضا - بلفظ كان يقول في دعائه: «واقية كواقية الوليد».
وقال أبو يعلى يعني المولود كذا فسر لنا، ثم قال الحافظ نور الدين رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. اهـ
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية".
فإذا لم يكن المبهم هو عبد الوهاب المذكور فهو شاهد له. تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٦٥ - ٦٦)
٣٥١
۳۸- وعن إعجاب بعض الحاضرين بكلام ابن سريج، فقال: هذا ببركة مجالستي لأبي القاسم القشيري صاحب "الرسالة" :
قال: كذا بالأصل، والصواب لأبي القاسم الجنيد كما هو في "طبقات ابن السبكي"، وهذه الحكاية أسندها القشيري في "الرسالة"، والخطيب في "التاريخ" من طريق أبي الحسين علي بن إبراهيم الحداد، قال: حضرت مجلس أبي العباس بن سريج فتكلم في الفروع والأصول بكلام حسن أعجبت به، فلما
رأى إعجابي قال: ... إلخ.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٦٧)
۳۹- وعن توارد الألسنة والثناء بالشهادة أو الولاية
قال: يعني مطلق الثناء لا بخصوص الولاية، وذلك في حديث أنس مرفوعا: «من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض». رواه الشيخان.
ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة.
وفي "صحيح البخاري" عن عمر له قال : قال رسول الله : «أيها مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله الجنة ... الحديث»، وفي المعنى
أحاديث كثيرة.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٧٠)
٤٠ - وعن قول عمر بن الخطاب لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك
٣٥٢
المستدرك
سوءا، وأنت تجد لها في الخير محملا:
قال: رواه المحاملي قال : ثنا زياد بن أيوب، ثنا محمد بن يزيد، عن نافع بن
عمر الجمحي، عن سليمان بن عبدة قال: قال عمر طه : ... فذكره. وهو منقطع ووصله الحافظ أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"، والخطيب في "المتفق والمفترق" بإسناد ضعيف من طريق يحيى بن سعيد بن المسيب عن أبيه، قال: وضع عمر ثماني عشرة كلمة حكم كلها، قال: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على
. أخيك أحسنه ، حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من المسلم سوءا - أو قال: شرا - وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن تعرض للتهمة
فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة بيده، وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنَّهم زينة في الرخاء عِدَّة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك، ولا تعرض فيما لا يعني، ولا تسأل عما لم يكن فإنَّ فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلب حاجةً إِلَّا ممن يحب نجاحها، ولا تتهاون بالحلف الكاذب فيهلكك الله، ولا تصحب الفجار فتتعلم من فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله وتخشع عند القبور، وذل عند الطاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله وهم العلماء، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
العلموا [فاطر: ۲۸] . وروى البيهقي في "الشعب" من طريق إبراهيم بن أبي طيبة، عن يحيى بن سعيد، عن أبيه، قال: كتب إلى بعض إخواني من أصحاب رسول الله و أن ضع أمر أخيك على أحسنه، وذكر ما تقدم غير أنه خالفه في كلمات.
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۷۰-۷۱)
٤١ - وعن : حسن الظن وعدم الوقيعة وما دلت عليه من الآيات:
٣٥٣
قال: كآية يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِ ﴾ [الحجرات: ١٢]، قال ابن
عباس في تفسيره : نهى المؤمن أن يظن بالمؤمن سوءا.
أسنده عنه ابن جرير والبيهقي في "الشعب".
وروى مالك، ومن طريقه الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث».
وروى ابن أبي شيبة من طريق مجالد عن الشعبي، عن ابن عباس أن النبي ونظر إلى الكعبة فقال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمسلم أعظم
حرمة منك، حرَّم الله دمه وماله وعرضه، وأن يظن به ظنَّ السُّوء». وكذا رواه البيهقي في "الشعب" من طريق حفص بن عبد الرحمن، عن
شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح ، عن ابن عباس مرفوعا به. وروى ابن ماجه نحوه من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف، والأحاديث في
المعنى كثيرة.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٧٤-٧٥)
٤٢ - وعن قوله : «ارحنا بها يا بلال» قال: رواه أحمد وأبو داود من حديث رجل من الصحابة لم يسم بإسناد وقد سمي في رواية الطبراني من طريق عيسى بن يونس، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن سلمان بن خالد أراه من خزاعة قال: وددت أني صليت فاسترحت فإني سمعت رسول الله الا الله يقول: «يابلال أقم الصلاة وأرحنا بها».
صحيح،
٣٥٤
المستدرك
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (۷۹)
٤٣ - وعن حديث: قلب المؤمن أشدُّ تقلبا من القدر إذا استجمعت
غليانًا»:
رواه أحمد، والحاكم وصححه من حديث المقداد بن الأسود بلفظ: «قلب المؤمن أشد تقلبا من القدر في غليانها».
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۸۳)
- وعن حديث: «قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن: قال: لفظ الحديث: «إنَّ قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع
الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء، كذا رواه أحمد ومسلم من حديث
ابن عمر انتها .
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۸۳)
٤٥ - وعن عبارة: «إنها يجري على اللسان ما هو نفع، وتعليم لقائل»، فقد
روي مرسلًا:
قال: لم أقف عليه مرسلًا.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٨٤)
من حديث
٤٦- وعن حديث: «إنَّ من العلم كهيئته المكنون، لا يعلمه إلا أهل المعرفة، فإذا نطقوا به لم ينكره إلَّا أهل العزّة بالله»، و مسندا روي عطاء عن أبي هريرة: قال: كذلك رواه أبو عبد الرحمن السلمي في "الأربعين"، والديلمي في "مسند الفرودس"، والطبسي في "الترغيب" من طريق عبد السلام بن صالح
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية "
الهروي بسنده المتقدم.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٨٤)
٣٥٥
٤٧ - وعن ذكر الماوردي في "الحاوي" : أنَّ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب كان يستكثر من سماع الغناء، ويشتري الجواري لذلك:
قال: ذكر هذا - أيضًا - ابن عبد البر في "الاستيعاب" والادفوي في "الإمتاع".
وروى الزبير بن بكار بإسناده أن عبد الله بن جعفر معه ولج إلى منزل جميلة يستمع منها، لما حلفت أنها لا تغني لأحدٍ إلا في بيتها، وغنت له، وأرادت أن تكفّر عن يمينها وتأتيه لتسمعه فمنعها.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ٩١)
٤٨ - وعن حديث: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر». قال: رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان، والحاكم من حديث
حذيفة منه .
وقال الترمذي: «حسن».
وأعله البزار وابن حزم، وردّ عليهما الحافظ في "التلخيص".
ورواه الطبراني في "الكبير" من حديث أبي الدرداء الله، وزاد فيه: فإنهما حبل الله الممدود، من تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى التي
انفصام لها»، وفي إسناده مجاهيل.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٩٦)
٤٩ - وعن حديث: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم
٣٥٦
المستدرك
قال: رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، وابن عبدالبر في "العلم" من
حدیث جابر بإسنادين ضعيفين.
ورواه عبد بن حميد من حديث ابن عمر بإسناد واه.
والقضاعي في "مسند الشهاب" من حديث أبي هريرة، بإسناد فيه كذاب. وأبوذر الهروي في "السنة" من طريق الضحاك معضلا، وإسناده ضعيف جدا، وقد ثبت ما يؤدي معنى صدره كما قال البيهقي.
وهو ما في صحيح مسلم عن أبي موسى مرفوعا: «النُّجوم أمنة أهل السماء، فإذا ذهب النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأصحابي أمنة أُمتي فإذا
ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون».
وفيه - كما قال الحافظ - الإشارة إلى الفتن بعد انقراض عهد الصحابة.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: (٩٦)
٥٠ - وعن قوله : ربَّ عابد جاهل، ورب عالم فاجر، فاحذروا الجهال من العباد والفجار من العلماء»:
قال: رواه ابن عدي في "الكامل" قال: حدثنا موسى بن عيسى الجزري،
ثنا صهيب بن محمد، ثنا بشار بن إبراهيم، ثنا ثور عن خالد بن معدان، عن
أبي أمامة والله مرفوعا به.
وبشار بن إبراهيم: وضاع.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۹۷)
٥١ - وعن قول الإمام علي : ما قطع ظهري في الاسلام إلا رجلان: عالم فاجر، وناسك مبتدع، فالعالم الفاجر يزهد الناس في علمه؛ لما يرون من
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية".
٣٥٧
فجوره، والناسك المبتدع يرغب الناس في بدعته؛ لما يرون من نسكه»: قال: لم أجد إسناده، وقد ذكره أبو طالب المكي في "القوت" معلقًا وقال :
إنَّه رواه.
( تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص : ٩٧)
٥٢ - وعن قوله : هلاك أمتي عالم فاجر، وعابد جاهل، وشرار الناس شرار العلماء ، وخير الخيار خيار العلماء»:
قال: لم أجد ،صدره وفي معناه ما رواه الديلمي في "مسند الفردوس "بإسناد ضعيف عن ابن عباس مرفوعا: «آفة الدين ثلاثة: فقية فاجر، وإمام جائز، ومجتهد جاهل».
وفي "تاريخ الحاكم" بإسنادٍ فيه مجهول من حديث أنس: «ويلٌ لأمتي من
علماء السوء».
وأما آخره فرواه الدارمي في "سننه" من طريق بقيَّة، . عن الأحوص بن حكيم، عن أبيه، قال: سأل رجل النبي هلال الهلال عن الشَّر فقال: «لا تسألوني عن الشر، واسألوني عن الخير»، يقولها ثلاثا ، ثم قال: «أَلا إِنَّ شَرَّ الشَّرِّ شرار العلماء، وخير الخير خيار العلماء»، وهو مرسل ضعيف؛ لعنعة بقيَّة، وضعف
الأحوص. وفي "مسند البزار"، و "الحلية" بإسناد ضعيف عن معاذ قال: تعرضت لرسول الله وهو يطوف بالبيت ، فقلت: يا رسول الله: أيُّ النَّاس شر؟ فقال: «اللهم اغفر، سل عن الخير ولا تسأل عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في النَّاس».
٣٥٨
المستدرك
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۹۷ - ۹۸)
٥٣ - وعن حديث: يكون في آخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق : قال: رواه الحاكم في الرقاق من "المستدرك"، وأبو نعيم في ترجمة ثابت من "الحلية"، وابن عدي في "الكامل"، وابن النجار في "التاريخ" من طريق
يوسف بن عطية، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا به.
قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث ثابت، لم نكتبه إلا من
حديث يوسف بن عطية، وهو قاضي بصري في حديثه نكارة. وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": يوسف بن عطية هالك. تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۹۸)
٥٤ - وعن حديث: «ما اتخذ الله وليا جاهلا»:
قال: تمامه على ما اشتهر على الألسنة : ولو اتخذه لعلمه»، قال الحافظ :
ليس بثابت، ولكن معناه صحيح.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۹۹) ٥٥ - وعن حديث الولاك ما خلقت الأفلاك قال: هذا حديث موضوع لكن معناه صحيح. تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ١٠٢)
٥٦ - وعن حديث: «لا أحصي ثناء عليك».
قال: في "صحيح مسلم " عن عائشة قالت: فقدت رسول الله و ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: « اللهم أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية"
۳۵۹
عقوبتك ، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»،
وكذا هو في "السنن" الأربعة و"مستدرك " الحاكم.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ١٠٢)
٥٧ - وعن حديث: «لا تحلفوا بأخلاق الله»:
قال: لم أقف عليه .
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ١٠٤)
٥٨ - وعن قوله لا لا له : لا إنَّ الله احتجب عن أهل السماء كما احتجب عن أهل الأرض، واحتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار، وأنه ما حلّ في
شيء ولا غاب عن شيء، وأنَّ الملأ الأعلى يطلبون الله كما تطلبونه». قال: لا أعرفه بهذا اللفظ، وقد أخرج أبو الشيخ في "العظمة" بإسناد ضعيف من حديث أبي هريرة بين الله وبين الملائكة الذين يحملون العرش سبعون حجابًا من نور».
وفي "أوسط معاجم " الطبراني عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سألت جبريل هل رأيت ربَّك؟ قال: إنَّ بيني وبينه سبعين حجابًا من نور لو رأيت أدناها لاحترقت»، وفيه قائد الأعمش، قال أبوداود: «عنده أحاديث
موضوعة». وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: «يهم».
وفي "مسند أبي يعلى" من حديث سهل بن سعد: «دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، فما تسمع نفس شيئًا من حس تلك الحجب إلا رهقت نفسها». وفيه موسى بن عبيدة لا يحتج به .
والمسلم من حديث أبي موسى: حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات
٣٦٠
المستدرك
وجهه، ما انتهى إليه بصره من خلقه».
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي فقال: يا محمد هل احتجب الله عزّ وجلَّ عن خلقه بشيء غير السماوات والأرض؟ قال: «نعم ، بينه وبين والملائكة الذين حول العرش، سبعون حجابًا من نور ، وسبعون حجابا من نار، وسبعون حجابا من ظلمة، وسبعون حجابا من رقارق السُّندس ...». وذكر حديثا طويلا وفي آخره: «أنَّ الملك
الذي يلي الله جل ذكره : إسرافيل، ثمَّ جبريل، ثمَّ ميكائيل، ثم ملك الموت». وهو حديث موضوع في سنده عبد المنعم بن إدريس، كان يضع الحديث، وهو الذي وضع الحديث الطويل في وفاة النبي و الذي فيه: «أن عكاشة قام يطلب القصاص من النبي الهلال الهلال و العرض عليه أبوبكر وعلي وفاطمة والحسن والحسين له أنفسهم ، فلم يرض بالنبي و بدلا في القصاص .... الخ»، ما هو مشهورٌ على ألسنة النَّاس متداول بينهم، وكله كذب لا يحل سماعه
ولا التقرير عليه.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص : ١٠٥)
٥٩ - وعن قول النبي : «تعس عبد الدينار وعبد الدرهم
الحديث»:
...
قال: تمامه: «... وعبد الخميصه إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبی لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إنْ كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع». رواه البخاري في
تعليقات على كتاب " تأييد الحقيقة العلية".
"صحيحه" من حديث أبي هريرة ،
٣٦١٠
هذا ما يسر الله كتابته على هذا المؤلف ولم آل جهدا في تنقيحه وتهذيبه فالحمد لله على ما ألهم وعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم. تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۱۰۸)
٦٠ - تنبيه :
وقع في (ص: (٥٢) عبارة مختلة صحَّحناها من كتاب "التعرف" الذي نقلها منه المؤلف، وها هي مصححة: وإن قلت: كيف فقد احتجب عن الوصف ذاته، وإن قلت: أين؟ فقد تقدَّم المكان جوده، وإن قلت: ما هو ؟ فقد باين الأشياء هويته، لا يجتمع صفتان لغيره في وقت، ولا يكون بهما على التضاد فهو باطن في ظهوره ظاهر في استتار ، فهو الظاهر والباطن، القريب البعيد، امتناعا بذلك من الخلق أن يشبهوه».
٦١ - تنبيه آخر: وقعت أحاديث وآثار في جواب عز الدين بن عبد السلام المنقول (ص: ۲۳) فما بعدها، وحيث فاتنا عزوها لمن خرجها هناك استدركناه هنا تتميما
للفائدة.
ففي (ص: (٢٤) ذكر أنه . ، روي عن ابن عباس في "تفسير": إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَموا ﴾ [فاطر: ۲۸] أنَّ المراد بالعلماء الذين يخافونه، وهذا رواه
ابن المنذر.
وفيها حديث تقديم التسبيح عقب الصَّلاة على التصديق بفضول الأموال، وكتبنا عليه أنَّه في صحيح مسلم" عن أبي ذر، والواقع أنه حديث
٣٦٢
المستدرك
أبي ذر ليس فيه ذلك، إنما هو حديث أبي هريرة عند الشيخين. وفيها حديث: أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد». رواه مسلم من حديث أبي هريرة، وتمامه: «فأكثروا فيه الدعاء».
وفيها حديث: «خير أعمالكم الصلاة»، رواه الطبراني من حديث عبادة بن الصامت بإسناد ضعيف.
وروي - أيضا - من حديث سلمة بن الأكوع: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنَّ أفضل أعمالكم الصَّلاة، ولن يحافظ على الصَّلاة إلَّا مؤمنٌ». و ضعيف لضعف الواقدي.
وروي في "الأوسط" من حديث أبي هريرة: «الصلاة خير موضوع، فمن
استطاع أن يستكثر فليستكثر». وفيه عبد المنعم بن بشير لا يحتج به . وفيها حديث سؤال النبي لا لا لا لا ولا عن أفضل الأعمال فقال: «إيمان بالله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «جهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». رواه الشيخان من حديث أبي هريرة.
وفيها حديث سؤال النبي الله عن أفضل الأعمال؟ فقال: «بر الوالدين». رواه الشيخان عن ابن مسعود قال سألت النبي او أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها قلت ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».
وللعلماء في الجمع بين هذا الحديث والذي قبله طرق ذكرها أخونا العلامة
المحدث السيد أحمد في كتابه "مطالع البدور بجوامع أخبار البرور".
وفي (ص: (٢٦) حديث: «إنّي لأرجو أن أكون أعلمكم بالله .... الخ، ينظر
تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية"
٣٦٣
تخريجه في (ص) (۳۷)، وفيما بعده، وهو حديث إنكاره عليه وآله الصَّلاة والسلام على الناس الذين استقلوا قيامه وصلاته. الشيخان عن أنس قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي الله ويسألون عن عبادته؟ فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: و أين نحن من النبي لا لا لا و قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ... الحديث.
وفي آخره: فجاء إليهم النبي ل لا لا لاله فقال: «أنتم الذي قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم الله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد،
وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
تعليقاته على تأييد الحقيقة العلية ص: ۱۰۸ - ۱۱۰).
۷- مقال بعنوان:
"كلمة فاصلة في حلق اللحية"
للعلامة السيد عبد الله بن الصديق الغماري
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
الكلمة -
مجلة ثقافيت
تصدر في أكادير
افرا تافراوت بالارقام من 461
جمادی 1 - 1391 )
الثمن : در همان
٣٦٧
المستدرك
٣٦٨
كلية فاصلة
دي حلق اللحية
لصلة الشيخ عبد الله الصديق
علماء الأزمر
مجلة الكلمة
احدتها رسالة الحجه
الكبائر، لك صلاة مرتكب والاصرار على حلق
خلافه
داری صاحبها اللحية صغيرة أيضا ، لان
بطلان صلاة حالق لحيته، وأنه ملعون قال الشوكاني في ان الاصرار هذا الموضوع ان أبين الحق . بكلمة فاصلة . والله الموفق.
- حلق اللحية فيه قولان للعلماء:
عليه
فالاصرار على الصغيرة صغيرة
والاصرار على الكبيرة كبيرة. وحديث
ه لا صغيرة مع الاصرار ، ضعيف الحرمة ، والكرامة وهما مسيان
على اختلافهم في الأمر باعفاء اللحية . جوب ؟ أو للندب ؟ ، فمن
لا تقوم به حجة
ما عدل به صاحب رسالة
الوجوب قال بالاول، وهي ( الحجة الواضحة ) تحريم حلق اللحية ، ولعن خالقها. ماخوذ
جمله على الندب . قال بالآخر
وعلى القول بالحرمة فهو صغيرة رسالة ، أدب الزفاف في السما المطهرة ، وقد اخطا صاحبها لانه لم ينبت التصريح بتحريم الحلق في نفس ، مثل : حرمت عليكم المينة الاستدلال والتعليل والدم ، الآية وانما استفيد بطريق الخصوص
الاقتضاء
من مخالفة الأمر بالاعفاء. ولانه لم يأت عليه وعيد بعذاب أو
التعميم، ونحن ننقل كلامه، ولب
ما فيه من زيف وخلل ، فيظهر بطلانه
وبطلان ما اخذ منه ، والله الموفق غضب او امن او نحو ذلك مما عدد
العلماء من علامات الكبائر
ولهذا لا يوجد أحد من العلماء عد
قال : الشيخ محمد ناصر الدين
الالباني في الرسالة المذكورة أثناء
حلق اللحية كبيره وصلاة القها الكلام على العادات التي
اذا اجتمعت الشروط والارك
صحيحة باجماع، ولم يقل عالم قط بطلان صلاة مرتكب صغيرة. وان كان بعض العلماء سرحوا ببطلان
الزفاف مخالفة للشرع
عند ذرى
السليمة
به اكثر الرجال من التزين
70
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
اللحية، بحكم تعليدهم للأوروبيين إمطابع دار الفكر الاسلامي بدمشق.
الكفار
صار
العار عندهم يدخل العروس على عروسه وهو
3- هذا الكلام الذى نقلناه
علم الاصول، وقلة حبرة بقواعده
٣٦٩
منشاها ضعف مشتمل على اغلاط حليق ، وفي ذلك عدة مخالفات
اولا . تغيير خلق الله في الآية .
تغيير خلق الله قال في واليك بيانها الشيطان لعنه الله ) ريال لا نحان من عبادك نصيبا مفروضا ولا صلاتهم ولامنينهم ولامرهم قليبنكي اختلف في معناه على الوال، ذكر ازان الأنعام الأمرتهم فليغيرن خلق فيها تغيير الدين ، وتغيير الاستعداد الله ) فهذا نص صريح في ان الفطري ، والو. وما يتصل به خلق الله بدون اذن منه تعالى الطاعة والخصاء ولم يذكر فيها حلـــــــق اللحية ثم الراجع بحسب الدليل الدير نزول الآية
لامر الشيطان
رعصيان للرحمن
م أن امن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرات حلق الله للحس. ریزیده قول ولاشك في دخول حلق اللحية للحسن للدين
فاقم وجهك
فطرة الله التي فط
اللعن المذكور ، مجامع الاشتراك الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك
العلة كما لا يخفى وانما قلت يدون اذن من الله تعالى لكى لا يـ أنه يدخل في التغيير المذكور حلق العانة ونحوها مما اذن الشارع، بل استحبه او ارجبه مخالفة أمره صلى الله عليه ، وهو قوله انهكوا الشوارب واعفوا عن اللحى ) ومن المعلوم أن الأمريقة الوجوب الالقرينة ، والقرينة مؤكدة الموجوب وهو
التشبه بالكفار قال صلى
وسلم
جزوا الشوارب
اللحى خالفوا المجوس )
ويؤيد الوجوب ايضا
بالنساء فقد لعب
الدين القيم )
القدر
وانی خلقت عبادي حنفاء وانهم انتهم الشياطين فاجنالتهم
سلطان
عیاض بن حمار
الآية وعين التغيير الدين بالاشراك
تلك الالعام التي
ملت
كون يقطعون آذانها أو عينها وسمونها رة او
الله
في آية أخرى
جمل الله بحيرة ولا سائية
ولا وصيلة ولا حام ولكن الدين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم
لا يعقلون ) تم الآية بعد هذا خاصة الله صلى الله عليه وسلم لان الفعل فيها مثبت والفعل المثبت
لای
عن المشركين. الرجل لحينه
الرجال بالنس بالرجال
کے بنا اور کلامه
بها على المرأة .
131
فالآية خاصة بما تقدم حكايته
اما الخصاء والوشم وما
فيعلم حكمه من دليل آخر
من رسالة ادب الزفاف ، المطبوعة وقد خصص الألوسي الحنان من الآية.
77
۳۷۰
المستدرك
فكانه فهمها عامة ، وهو وهم منه لان السكوت في مقام البيان يفيد
رحمه الله
ولو المقلنا القاعدة الأصولية.
معلی
وقلنا ان الآية من قبيل العام. عمومها انها لا تختص بمشركـ العرب، بل تتناول نظراءهم الكفار الذين غيروا دیں كاليهود والنصارى الذين قال عنهم ( وقالت اليهود عزیز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) وهذا تغيير لدين الله ، واتبعوا
الحصر
ثم وجدنا الشارع لمن الواصلة ووصفهن بالمغيرات خلق
الله، فجزمنا بأمرين
1 - ان تغيير الخلق ، ليس علة
للحلق
2 - ان خالق لحيته غير ملعون.
ثالثا ولو سلمنا أن التغيير علة
اخبارهم ورهبانهم في تحليل ما حرم لحلق اللحية ، فهى لمنا اله الا الله أيضا الله وتحريم ما أحل الله كما تعالى ( الخدوا احبارهم ورهبانهم العلة
ال
جهة أنها منفوضة وشرط صحة الاصوليين ، اطرادها في
اربابا من دون الله والمسيح ابن مریم جميع افرادها فاذا وحدت في بعضن وهذا تغيير لدين الله فعلوا ذلك تعبدا
كما فعله مشركو ان تتناول الخصاء والوشم اذا فعله المسلمون
معناه
الصور ، مع انتفاء الحكم، كان باطلة وقد حاول دفع الانتفاض قال وانما قلت بدون اذن من الله تعالى ، لكي لا يتوهم انه يدخل .
يفعلونه تسمينا وتزينا ، لا تعب القير المذكور بديل الحلقة المائية ونحوها، مما أذن فيه الشارع بل
وتدينا
والمسلم حين يفعل معصية ، يعترف استحبه او اوجبه اه. وهذه ظاهرية انه بحاله او مقاله ، فلا يصدق جامدة ، لا تفيد سينا ، لان حلق اللحية يتفق مع حلق الراس وحلق
احل ما حرم الله أو صل الله فالآية
العانة ونتف الابط في ازالة الشعر
أو عمومها - لا تتناول م موضع انبته الله فيه ، وذلك تغيير مداولها اللغوى المؤيد تقرينة لخلق الله بل شعر الرأس أعرف وسبب النزول ، ولسنا الخلقة ، يولد مع الطفل ويكبر بخلاف شعر اللحية فلا
السياق
ملزمين في الآية بفهم وهم صاحبه
ثانيا
حلق اللحية
تعليل باطل
بتغيير خلق القاء الشارع، حيث علل
للطفل
واذا
يبلغ مبلغ الرجال .
في حلق اللحي
خلق الله، فكيف طلب الشارع
اللحية حلق الرأس في الحج ، وجعله نسكا؟ وكيف جعل حلق العانة ونتف الابط خصال الدين ؟ ومن المستحس تذكر قاعدة ذات شقين ، شال عامة أهل العلم وهو . ان شنا فقد يبيح نوعا
بمخالفة المشركين وعين المشركيس بانهم المجوس، لان مشركي العربي كانوا يوفرون لحاهم ولو كان التغيير علة ، لذكره هنا
الشارع اذا
للا لم يذكره دل على انه ليس بعلة. منه أو أنواعاً في حالة الاضطرار
78
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
الله تعالى ( وقد فصل لكم ما المهني عنه بأنه في الزي والنخست
السلام الا ما اضطررتم اليه ) وقد ل الاسمرار بالشخص الى حد
ثالثها: أن مناط التكليف افعال
۳۷۱
المكلفين الاختيارية ، الاصفاتهم الخلفية. م تناول المحرم واجبا عليه ولا عاداتهم الجبلية والشارع اذا
حياته
ٹھانا عن النشيه باحد نبعاه الا
معتاد الا تفعل مثل فعله، و وشقي لا يعرفه الا من مهر في قواعد
وهو : أن الشارع اذا حرم
نية، ولا يمكن أن يطلب نوعا منه بله لان هذ
از أنواعها في حالة الاختيار على سبيل الدب أو الوجوب . قال القرطبي في لا خلاف ان حلق الرأس في ك مندوب اليه وفي غي
ماشین
خلافا لمن قال ، ولو كان مثلة ما جاز الحج ولا غيره ، لأن النبي صلى
عليه وسلم نهى عن المثلة وقد
صفته الخلقية ، او عادته شبه لا يتعلق به الذي تكليف والمكلف به هو التشـ يحصل على سبيل الاختيار
رووسی بن جعفر بعد أن أناه قتله لباس
عال اعفاء اللحية بخالعة يحلقون لحاهم اختیاری ، ليس خلفة
كالطول والقصر ولاعادة جبلية. والحركة وكذلك النهي عن بالنساء معناه النهي
النساء خاصا بهن ، وعن
بثلاثة أيام، ولو لم يجز الحلق ما اتمال يفعلتها خاصة بهن كالتكـ حاقهم امي في الركن ج 2 طبعة أولى في الكلام والنشت المشي، والتحلى بالاساور ، ونحو ذلك مما يفعلنه
دار الكتب المصرية
ويكون مختصا بهن والمرأة لا لحية
وكذلك نقول : لو كان حلق اللحية لها تخالق لحينه لا يسمى ، تعبيرا الخلق الله، ما كان حلق الرأس بها
لانه اشبه خلقتها والمنهى :
في الحج نسكا، ولا كان حلق العانة أن يفعل فعلا يتشبه به في عمل خاص
وتتلف الابط من خصال الفطرة ولا كان النبي صلى الله عليه وسلم حلق رؤوس بني جعفر، ولا أمر بتغيير تسبب أبي قحافة، حين أتي في يوم الفتح وراسه والحينه كالنعامة بياض
بها
أضاف إلى حلق لحي
الفكار في وجهه ، مع أن يقال
بها ثم لفظ التشبه
بمادته على القصد والتعبد، وبالقصد تقال و تغيروا هذا بشي واجتنبرا
السواد ... تعلیل حلق اللحية بالتشبيه بالنساء باطل لوجوه ثلاثة :
أحدها : ان الشارع علل اعفاء المحبة بمخالفة المجوس ، فالتعليل
يحصل الميل الى المنشيه به ، ومحبة
فعله، وهو المطلوب من النهي
ماذا حصل شبه بدون قصد فلا
اتم فيه لانه ليس تشبها ان النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا لمرض
وصلى الصحابة
الصود
ندما استدراك على الشارع، وهو الله قياما اشار اليهم وقال لهم بعد ما سلم و أن كدام آنها
باطل ، لا يجوز
لانها : أن الاحاديث عينت النسبة تفعلون نمل فارس والروم يقومون
79%
۳۷۲
المستدرك
على ملوكهم وهم نمود فلا تفعلوا
الله
و قالت له مام البوا بألمكم ، وفى النبي صلى الله
الواشمة عليه وسلم عن الصحابة فعل فارس. العي من لعن رسوا والروم، مع أنهم فعلوا القيام ، لكنهم. كتاب الله مدوا التشبه بفارس فصح بقيه نهاهم عن التشبيه الى فانتهوا
بهم
يستقبل
ولم يحلها على
لها مال ا
الله
الآية
الله ) رمى اقرب الى لفظ الحديث
ويؤجد منه أن من فعل فعلا شبه والصق به او كانت عامة
فعل الكفار ، وهو لا يعرفه : لا يسمى
متشبها بهم
7 - لا يجوز اللون الا على صفة
فيها اللعن مباشرة مثل لعن الله والخلاصة أن حلق اللحية ليس
من التشبه بالنساء في شيء 5 - رمزا حدیث، انهک الشوارب واعفوا عن اللحم البخاري بهذا اللفظ فان لفظ . عن ، لا يوجد البخاري ولا غيره كنت أسمع العامة
الراشي والمرتشي والرائس
الله
شبهن الرجال بالن
لمن من تحققت
صفات از نجوم
بها. لكن يحرم اللعب على
صحیح
فلا وتها للشخص نزاع
خالق اللحية ملعون
مذکرون
الحديث كذلك. وهو تحريف المعنى والحديث جاء بروايتين
أعفوا اللحى ، بهمزة قطع
من أعلى الرباعي والمعني اتركوا اللحى ، وهذه الرواية هي الأكثر
اعفوا اللحى ، بهمزة وصل عنا الصرف اذا وفره والمعنى: وفروا اللحى
ووصف المغيرات خلق الله)
لمن الواصلة وما معها
سيرا لأية ) فليفيرن خلـ لانها خاصة بدلالة لفظها
سياقها
نزولها
سبق بيانه لكنه وصف اثبتته
القرآن
تشبهه بالتـ باطلة ولم
شدید
صحيح البخاري
الله
الله عنه ان رجلا كان وكان يلقب حمارا وقد كثيرا فأتى به مرة ليحد. القوم : اللهم العنه ما
فقال
ورسوله ، اخا
الحديث لمن
لكن على سبيل العموم.
السنة لأولئك الملعونات ، زائدا على لا التعيين والنبي صلى الله عليه لما اشتمل عليه فعلهن من وسلم ما لمن مسلماً معيناً إلا أن يكون. منافقا يؤدى الله ورسوله
تدليس وخداع
ولهذا لما نازعت ام يعقوب عنه رثبت في الصحيحي قوله صل الله
۳۷۳
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
عليه وسلم : . لمن المؤمن كفتله . البدعة الامنية ، ولم يرد فيه لفظ وقال ابو جرى : اعهد الى بنا رسول مانور ، فينبغي أن يمنع منه العوام الله قال : و لا تسبن أحدا ، قال أبو لان ذلك يستدعى المعارضة بالله. وينبر جری : لما سببت بعده حرا ولا عبدا نزاعا بين الناس وفسادا ام. وقال ولا بميرا ولا شاه. رواه ابو دارد ايضا : اما شخص بعينه في زمننا رصححه الترميزی رابن حبان وروی كقولك زيد لعنه الله وهو يهودي أحمد والطبراني عن . جرموز الهجيمي مثلا ، فهذا فيه خطر ، فإنه ربما قال قلت : يا رسول الله أومني... بسلم ، فيموت مقربا عند الله فكيـ قال أوصيك الا تكون لمعاناء وقال يحكم بكونه ملعونا ؟ ، واذا عرفت صل الله عليه وسلم ، لا يكون المومن هذا في الكافر ، فهو في زيد الفاسق رواه الترمذي وحسنه من او زيد المبتدع أولى اهم . أى لانه حدیث ابن مسعود وروى الطبراني بصدد أن يتوب ، ولان محبة الله
لمانا
فكيف
اسناد جيد عن سلمة بن الأكوع ، ورسوله ثابتة في قلبه . كما كما تقدم بعنى الصحابة - اذا في حديث عمر ، فان النبي صلى الله
کنا
الله
راينا الرجل يا من آخام، رأينا ان قد عليه وسلم اثبت فيه حب اني بابا من الكبائر . وقال الغزال ورسوله لذلك الشارب المدمن . وهو لى الكلام على الاوصاف التي تجيز نفى لا يحتمل تأويلا الأمن على العموم - وهي الكفر و البدعة والفسق - ما نصه : ولكن في لعن عبد الله محمد بن الصديق من علماء ارساف المبتدعة خطر لان معرفة الأزهر
نسال الله الهداية والتوفيق
•
مقال:
كلمة فاصلة في حلق اللحية (1)
بقلم
فضيلة الشيخ عبد الله الصديق
من علماء الأزهر
(۱) نشر هذا المقال بمجلة الكلمة وهي مجلة ثقافية جامعة، العدد الثاني، السنة الأولى، جماد الأولى ۱۳۹۱ هـ - يوليو ۱۹۷۱م، أكادير، المغرب.
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
۳۷۷
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت في مجلة الكلمة خبر الفتنة التي أحدثتها رسالة "الحجة
الواضحة"، بسبب دعوى صاحبها بطلان صلاة حالق لحيته، وأنه ملعون، فأردت أن أبين الحق في هذا الموضع بكلمة فاصلة، والله الموفق.
۱ - حلق اللحية فيه قولان للعلماء:
- الحرمة، والكراهة. وهما مبنيان على اختلافهم في الأمر بإعفاء اللحية، هل هو للوجوب؟ أو للندب؟ فمن حمله على الوجوب، قال بالأول، ومن حمله على الندب، قال
بالآخر. وعلى القول بالحرمة ، فهو صغيرة؛ لأنه لم يثبت التصريح بتحريم الحلق في نص، مثل: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ... الآية [المائدة: ٣، وإنما استفيد بطريق الاقتضاء، من مخالفة الأمر بالإعفاء، ولأنه لم يأت عليه وعيد بعذاب أو
غضب أو لعن أو نحو ذلك مما عده العلماء من علامات الكبائر. ولهذا لا يوجد أحدٌ من العلماء عد حلق اللحية كبيرة، وصلاة حالقها إذا اجتمعت الشروط والأركان صحيحة بإجماع، ولم يقل عالم قط ببطلان صلاة مرتكب صغيرة - وإن كان بعض العلماء صرَّحوا ببطلان صلاة مرتكب بعض الكبائر ، لكن الراجح خلافه.
والإصرار على حلق اللحية صغيرة - أيضًا - ؛ لأنَّ الحق كما قال الشوكاني في "إرشاد الفحول": أنّ الإصرار حكمه حكم ما أصر عليه، فالإصرار على الصغيرة صغيرة، والإصرار على الكبيرة كبيرة، وحديث لا صغيرة مع الإصرار»
۳۷۸
المستدرك
ضعيف، لا تقوم به حجة. ۲ - ما علل به صاحب رسالة "الحجة الواضحة" تحريم حلق اللحية، ولعن حالقها، مأخوذ من رسالة أدب الزفاف في السنة المطهرة"، وقد أخطأ صاحبها في الاستدلال والتعليل، فعم في محل الخصوص، وخصص حيث يجب التعميم، ونحن ننقل كلامه ونبين ما فيه من زيف وخلل، فيظهر بطلانه وبطلان ما أخذ منه، والله الموفق.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في الرسالة المذكورة – أثناء الكلام على العادات التي تقع في الزفاف مخالفة للشرع - ، ما نصه: (ومثلها في القبح - إن لم تكن أقبح منها عند ذوي الفطر السليمة - : ما ابتلي به أكثر الرجال من التزين بحلق اللحية، بحكم تقليدهم للأوربيين الكفار، حتى صار من العار أن يدخل العروس على عروسه وهو غير حليق، وفي ذلك عدة
عندهم
مخالفات:
(أ) تغيير خلق الله. قال في حق الشَّيطان لعنه الله: ﴿وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (۳) وَلَأُضِلَّنَهُمْ وَلَأُمَيْنَهُمْ وَلَا مُرَنَّهُمْ فَلَيُبَيِّكُنَّ اذان الأنعام ولا مُرَنَهُمْ فَلَيُغَيرنَ خَلْفَ اللَّهِ ﴾ [النساء: ۱۱۸ - ۱۱۹]، فهذا نص صريح في أنَّ تغيير خلق الله بدون إذن منه تعالى إطاعة لأمر الشيطان، وعصيان للرحمن.
فلا جرم أن لعن رسول الله لا الهلال و المغيرات خلق الله للحسن، ولا شك في دخول حلق اللحية للحسن في اللعن المذكور ، بجامع الاشتراك في العلة كما لا
يخفى
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
۳۷۹
وإنما قلت: بدون إذن من الله تعالى، لكي لا يتوهم أنه يدخل في التغيير
المذكور مثل حلق العانة ونحوها مما أذن فيه الشارع، بل استحبه أو أوجبه. (ب) مخالفة أمره الا وهو وهو قوله : انهكوا الشوارب واعفوا عن اللحى. ومن المعلوم أنَّ الأمر يفيد الوجوب إلا لقرينة، والقرينة مؤكدة للوجوب
وهو:
(جـ) التشبه بالكفار ، وقال لها الاول : جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا
المجوس، ويؤيد الوجوب أيضًا:
(د) التشبه بالنساء فقد لعن رسول الله الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النِّساء بالرجال، ولا يخفى أنَّ في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة أكبر تشبه بها» . اهـ كلامه (ص) ١٢٦ إلى ١٣١) من رسالة
أدب الزفاف"، المطبوعة بمطابع دار الفكر الإسلامي بدمشق. ٣- هذا الكلام الذي نقلناه، مشتمل على أغلاط، منشأها ضعف في علم الأصول، وقلة خبرة بقواعده، وإليك بيانها : أولا : تغيير خلق الله في الآية، اختلف في معناه على أقوال، ذكر فيها تغيير الدين، وتغيير الاستعداد الفطري، والوشم وما يتصل به، والخصاء، ولم يذكر فيها حلق اللحية، ثمَّ الرَّاجح بحسب الدَّليل، هو الدِّين؛ لأنَّه . ) سبب نزول الآية، ويؤيده قوله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [الروم: ٣٠].
وقوله في الحديث القدسي: «وإنّي خلقت عبادي حنفاء، وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن
۳۸۰
المستدرك
يشركوا في ما لم أنزل به سلطانًا». رواه مسلم من حديث عياض بن حمار. فهذا الحديث فسر الآية، وعيّن التغيير فيها بأنه تغيير الدين بالإشراك، وبتحريم الحلال من تلك الأنعام التي كان المشركون يقطعون آذانها، أو يفقؤون أعينها، ويسمونها بحيرة أو سائبة، كما حكى الله عنهم في آية أخرى: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَابَةِ وَلَا وَصِيلَةِ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [المائدة: ١٠٣] ، ثم الآية بعد هذا خاصة؛ لأنَّ الفعل فيها مثبت، والفعل المثبت لا يعم، فالآية خاصة بما تقدم حكايته عن المشركين. أما الخصاء والوشم وما في معناه : فيعلم حكمه من دليل آخر، وقد خصص
الآلوسي الختان من الآية، فكأنه فهمها عامة، وهو وَهُم منه له. ولو أغفلنا القاعدة الأصولية، وقلنا: إنَّ الآية من قبيل العام، فمعنى عمومها أنها لا تختص بمشركي العرب، بل تتناول نظراءهم من الكفار الذين غيّروا دين الله مثلهم كاليهود والنصارى، الذين قال الله عنهم : وَقَالَتِ الْيَهُودُ عَزيزُ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَرَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ﴾ [التوبة: ٣٠] وهذا تغيير لدين الله .
واتبعوا أحبارهم ورهبانهم في تحليل ما حرَّم الله، وتحريم ما أحل الله كما قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [التوبة: (۳۱] وهذا تغيير لدين الله، فعلوا ذلك تعبدا ، كما فعله مشركوا العرب، ولا يجوز أن تتناول الخصاء والوشم وما في
معناه، إذا فعله المسلمون؛ لأنهم يفعلونه تسمينًا وتزينا، لا تعبدا وتدينا.
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
۳۸۱
والمسلم حين يفعل معصية، يعترف بعصيانه بحاله أو مقاله، فلا يصدق عليه أنه أحل ما حرم الله، أو حرّم ما أحل الله، فالآية – سواء قلنا: بخصوصها أو عمومها - لا تتناول غير مدلولها اللغوي المؤيد بقرينة السياق وسبب
النزول، ولسنا ملزمين في الآية بفهم وَهُم صاحبه فيه.
ثانيا : تعليل حلق اللحية، بتغيير خلق الله، تعليل باطل، ألغاه الشارع، حيث علل إعفاء اللحية بمخالفة المشركين وعين المشركين بأنهم المجوس؛
لأنَّ مشركي العرب كانوا يوفرون لحاهم، ولو كان التغيير علة، لذكره هنا. فلما لم يذكره دلّ على أنه ليس بعلةٍ؛ لأنَّ السكوت في مقام البيان يفيد
الحصر.
ثم وجدنا الشارع لعن الواصلة وما معها، ووصفهن بالمغيرات خلق الله، فجزمنا بأمرين:
1 - أن تغير الخلق، ليس علة للحلق.
٢ - أنَّ حالق لحيته غير ملعون.
ثالثا: ولو سلمنا أنَّ التغيير عِلَّة لحلق اللحية، فهي علة باطلة – أيضا – من جهة أنها منقوضة، وشرط صحة العِلّة عند الأصوليين، اطرادها في جميع
أفرادها، فإذا وجدت في بعض الصور مع انتفاء الحكم، كانت باطلة.
وقد حاول دفع الانتقاض حيث قال: وإنما قلت: بدون إذن من الله تعالى، لكي لا يتوهم أنه يدخل في التغيير المذكور مثل حلق العانة ونحوها، مما أذن فيه الشارع بل استحبه أو أوجبه» اهـ.
وهذه ظاهرية جامدة، لا تفيد هنا شيئًا؛ لأنَّ حلق اللحية يتفق مع حلق
۳۸۲
المستدرك
الرأس، وحلق العانة ونتف الإبط في إزالة الشعر من موضع أنبته الله فيه،
وذلك تغيير الخلق الله.
بل شعر الرأس أعرف في الخلقة، يولد مع الطفل ويكبر معه، بخلاف
شعر اللحية فلا يوجد للطفل، حتى يبلغ مبلغ الرجال.
وإذا كانت العِلَّة في حلق اللحية تغيير خلق الله، فكيف طلب الشَّارع . الرأس في الحج، وجعله نسكا؟ وكيف جعل حلق العانة ونتف الإبط من خصال الدين؟
ومن المستحسن أن نذكر قاعدة ذات شقين: شق يعرفه عامة أهل العلم: وهو أنَّ الشارع إذا حرَّم شيئًا فقد يبيح نوعا منه
أو أنواعا في حالة الاضطرار، قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا أَضْطَرِرْتُمْ إِلَيْهِ ﴾ [الأنعام: ۱۱۹]، وقد يصل الاضطرار بالشخص إلى حد يصير معه تناول المحرم واجبًا عليه، لإنقاذ حياته. وشق لا يعرفه إِلَّا مَنْ مَهرَ في قواعد الشريعة: وهو أنَّ الشارع إذا حرَّم
شيئًا، فلا يمكن أن يطلب نوعًا منه، أو أنواعًا في حالة الاختيار على سبيل
.
الندب أو الوجوب. قال القرطبي في "التفسير ": لا خلاف أنَّ حلق الرأس في الحج نسك مندوب إليه، وفي غيره جائز، خلافًا لمن قال : أنَّه مثلة، ولو كان مثلة ما جاز في الحج ولا غيره؛ لأن النبي لا لا لا لا نهى عن المثلة، وقد حلق رؤوس بني جعفر
بعد أن أتاه قتله بثلاثة أيام، ولو لم يجز الحلق ما حلقهم». اهـ (٢/ ٣٦٠) طبعة أولى، دار الكتب المصرية.
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
۳۸۳
وكذلك نقول: لو كان حلق اللحية تغييرًا لخلق الله، ما كان حلق الرأس في الحج نسكا، ولا كان حلق العانة ونتف الإبط من خصال الفطرة، ولا كان النبي حلق رؤوس بني جعفر، ولا أمر بتغيير شيب أبي قحافة، حين أتى في يوم الفتح ورأسه ولحيته كالثغامة بياضًا فقال: «غيّروا هذا بشيء، واجتنبوا
السواد.
تعليل حلق اللحية بالتشبه بالنساء باطل لوجوه ثلاثة : أحدها: أنَّ الشَّارع علل إعفاء اللحية بمخالفة المجوس، فالتعليل بغيرها
استدراك على الشارع، وهو باطل لا يجوز.
ثانيها: أنَّ الأحاديث عينت التشبه المنهي عنه بأنه في الزِّي والتخنث. ثالثها: أن مناط التكليف أفعال المكلفين الاختيارية، لا صفاتهم الخلقية، ولا عاداتهم الجبلية، والشارع إذا نهانا عن التشبه بأحد، فمعناه: ألا نفعل مثل فعله، وليس معناه ألا نوافقه في صفته الخلقية، أو عادته الجبلية؛ لأنَّ هذا تشبه شبه لا يتعلق به تكليف، والمكلف به هو التشبه الذي هو فعل يحصل على سبيل الاختيار، فالشَّارع علل إعفاء اللحية بمخالفة المجوس؛ لأنهم يحلقون لحاهم. والحلق فعل اختياري، ليس خلقة فيهم كالطول والقصر، ولا عادة جبلية كالنوم والحركة، وكذلك النهي عن التشبه بالنساء، معناه: النهي عن لباس يلبسه النساء خاصا بهنَّ، وعن أفعال يفعلنها خاصَّة بهنَّ كالتكسر في الكلام والتثني في المشي، والتحلي بالأساور، ونحو ذلك مما يفعلنه، ويكون مختصا بهن، والمرأة لا لحية لها، فحالق لحيته لا يسمى متشبها بها؛ لأنه أشبه خلقتها، والمنهي - عنه أن يفعل فعلا يتشبه به في عمل خاص بها.
٣٨٤
المستدرك
نعم، لو أضاف إلى حلق لحيته، وضع العكار في وجهه، مع أن يقال: تشبه بها. ثم لفظ التشبه يدلُّ بمادته على القصد والتعمد، وبالقصد يحصل الميل إلى المتشبه به، ومحبة فعله، وهو المطلوب من النهي.
فإذا حصل شبه بدون قصد فلا إثم فيه؛ لأنَّه ليس تشبها. ألا ترى أنَّ النَّبي لما صلى قاعدا لمرض به وصلَّى الصحابة خلفه قيام، أشار إليهم بالقعود؟ وقال لهم بعد ما سلَّم: «إنْ كدتم آنفًا تفعلون فعل فارس والروم، يقومون على
ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا ائتموا بأئمتكم.
نفى النبي
عن
الصحابة فعل فارس والروم، مع أنهم فعلوا القيام
لكنهم لم يقصدوا التشبه بفارس، فصح نفيه عنهم شرعًا، ثمَّ نهاهم عن التشبه
بهم فيما يستقبل.
ويؤخذ منه: أنَّ من فعل فعلا يشبه فعل الكُفَّار، وهو لا يعرفه، لا يسمى
متشبها بهم.
والخلاصة: أنَّ حلق اللحية ليس من التشبه بالنساء في شيء.
- وعزا حديث انهكوا الشوارب، واعفوا عن اللحى» إلى البخاري بهذا اللفظ، وهو غلط، فإنَّ لفظ «عن» لا يوجد في "صحيح البخاري" ولا غيره، بل هو تعبير عامي، كنت أسمع العامة بمصر يذكرون الحديث كذلك، وهو تحريف يغير المعنى، والحديث جاء بروايتين: أ - «أعفوا اللحى»، بهمزة قطع من أعفى الرباعي، والمعنى: اتركوا
اللحى، وهذه الرواية هي الأكثر .
ب اعفوا اللحى بهمزة وصل من عفا الصوف إذا وفره، والمعنى:
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
وفروا اللحى.
٣٨٥
ه - ووصف المغيرات خلق الله في حديث لعن الواصلة» وما معها، ليس تفسيرا لآية: فَلَيُغَيْرُ خَلْقَ اللهِ ﴾ [النساء: ١١٩]؛ لأنها خاصة بدلالة لفظها، ومقتضى سياقها، وسبب نزولها كما سبق بيانه، لكنه وصف أثبتته السنة لأولئك الملعونات زائدا على القرآن لما اشتمل عليه فعلهنَّ من تدليس
وخداع. ولهذا لما نازعت أم يعقوب عبدالله بن مسعود في هذا الحديث وقالت له: ما حديث بلغني عنك في الواشمة ؟ قال لها: ما لي لا ألعن من لعن رسول الله، وهو في كتاب الله وَمَاءَ النكُمُ الرَسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾ [الحشر: ]، فأحالها على هذه الآية، ولم يحلها على آية: فَيُغَيرنَ خَلْقَ الله ، وهي أقرب إلى لفظ الحديث، وألصق به لو كانت عامة. ٦- لا يجوز اللعن إلا على صفة ثبت فيها اللعن مباشرة، مثل: «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء». فيجوز لعن
من تحققت فيه صفة من هذه الصفات أو نحوها، ما دام متصفا بها. لكن يحرم اللعن على صفة في ثبوتها للشخص نزاع، فلا يقال: حالق اللحية ملعون، لتشبهه بالنساء.
ولا يقال: حالق لحيته ملعون لتغييره خلق الله؛ لأنَّ دعوى تشبهه بالنساء، وتغييره خلق الله ،باطلة، ولعن المسلم - ولو عاصيا - شديد، ينبغي تجنبه، وقد ثبت في صحيح البخاري عن عمر له : أنَّ رجلا كان يسمى عبدالله، وكان يلقب حمارًا، وقد حُدَّ في الخمر كثيرًا فأتي به مرَّة ليُحدَّ، فقال
٣٨٦
المستدرك
رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتي به، فقال النبي : «لا تلعنه،
فإنه - ما علمت - يحب الله ورسوله».
أخذ الغزالي منه: أن لعن فاسق بعينه غير جائز. مع أنه صح في الحديث لعن شارب الخمر ، لكن على سبيل العموم، لا التعيين، والنبي ما لعن
مسلما معينا إلَّا أن يكون منافقا يؤذي الله ورسوله.
وثبت في الصحيحين" قوله يا : «العن المؤمن كقتله».
وقال أبو جري: أعهد إلي يا رسول الله قال: «لا تسبن أحدًا»، قال أبو جري: فما سببت بعده حرًا ولا عبدا ولا بعيرًا ولا شاة. رواه أبو داود، وصححه الترمذي وابن حبان .
وروى أحمد والطبراني عن جرموز الهجيمي قال: قلت: يا رسول الله أوصنيي» قال: «أوصيك ألا تكون لعانا».
وقال النبي علي الاول : ولا يكون المؤمن لعانا». رواه الترمذي وحسنه من حدیث ابن مسعود
وروى الطبراني بإسنادٍ جيّد عن سلمة بن الأكوع، قال: كنا – يعني
الصحابة - إذا رأينا الرجل يلعن أخاه، رأينا إن قد أتى بابا من الكبائر. وقال الغزالي في الكلام على الأوصاف التي تجيز اللعن على العموم - وهي الكفر والبدعة والفسق - ما نصه: ولكن في لعن أوصاف المبتدعة خطر؛ لأنَّ معرفة البدعة غامضة، ولم يرد فيه لفظ مأثور، فينبغي أن يمنع منه العوام؛ لأنَّ
ذلك يستدعي المعارضة بمثله، ويثير نزاعاً بين الناس وفسادًا». اهـ. وقال أيضا: «أَمَّا شخص بعينه في زمننا كقولك زيد لعنه الله وهو يهودي
مقالة: كلمة فاصلة في حلق اللحية
۳۸۷
مثلا، فهذا فيه خطر، فإنه ربما يسلم، فيموت مقربًا عند الله فكيف يحكم بكونه ملعونا؟ وإذا عرفت هذا في الكافر، فهو في زيد الفاسق أو زيد المبتدع
أولى» . اهـ
أي: لأنه بصدد أن يتوب، ولأن محبة الله ورسوله ثابتة في قلبه، كما تقدم في حديث عمر، فإنَّ النَّبي الا الله و أثبت فيه حب الله ورسوله لذلك الشارب المدمن، وهو نص لا يحتمل تأويلا.
نسأل الله الهداية والتوفيق.
عبد الله محمد بن الصديق
من علماء الأزهر
فهرس الموضوعات
۳۹۱
V.......
١٥
TE........
۳۷
{ \...........
.....
07......
70.
الفهرس
مقدمة المجلد الثامن عشر للدكتور محمود سعيد ممدوح .
المقدمة .........
١ - كتاب سمير الصالحين - الجزء الثاني
أربع معجزات .....
قصة الخضر عليه السلام مع السائل. قصة الملك الذي ترك ملكه............
قصة الرجل الذي زار أحاله في قرية .. قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
قصة موسى عليه السلام .
المقدمة ...........
٢ - كتاب سمير الصالحين - الجزء الثالث
أصحاب الغار الثلاثة.
أبرص وأقرع وأعمى .
....
الملك والغلام والساحر.. صاحب الحديقة .......
جريج الراهب.....
الرضيع الذي كلم أمه .
ماشطة بنت فرعون .
التاجر الذي استلف ألف دينار .
التاجر الذي كان يتسامح في المعاملة..
TV.....
VY..........
V...........
AY...........
AO...... 18.........
۹۳
4ε.................
47...........
۳۹۲
المستدرك
الرجل الذي قتل مائة نفس
الرَّجلُ الذي اشترى دارًا فوجد فيها ذهبًا. الرجل الذي أوصى أن يحرق ........
الكفل من بني اسرائيل .
البقرة والذئب اللذين تكلما . الذئب الذي أخبر بالنبي عل الله .
الجمال الذين استجار ولا النبي الالالالالالا
9A...........
۱۰۰
1.\...........
۱۰۷.۰۰۰۰
A...........
۱۱۲
11...........
- تعليقات على كتاب "التمهيد" لابن عبدالبر - المجلد السابع ........۱۲۳ ٤ - تعليقات على كتاب "بداية السول" للعز بن عبد السلام .............۲۷۹
ه - تعليقات على كتاب: "الباهر" للحافظ السيوطي .
۳۲۱۰۰۰۰۰
٦ - تعليقات على كتاب "تأييد الحقيقة العلية" للحافظ السيوطي.........٣٢٩
۷- مقال بعنوان: «كلمة فاصلة في حلق اللحية.
فهرس الموضوعات ...............
.........
.......
٣٦٥.....
PAS............